مشاهدة النسخة كاملة : في المغرب.. ساعة قديمة وساعة جديدة



abdsamad
07-06-2008, 20:42
زار رجل بدوي عجوز عائلته في إحدى مدن المغرب، ومكث عندهم أسبوعا كاملا.. وكان يسمع الناس يتكلمون عن التوقيت الجديد ويقارنونه بالتوقيت القديم وهو لا يفهم ما معنى ذلك..
فالطفل يسأل أمه: ماما شحال في الساعة؟ (كم الساعة الآن)
الأم: هذه يا ولدي 10 الجديدة، 9 القديمة.

فاستغرب البدوي لهذا الرد الغريب، ثم خرج البدوي إلى الجلوس عند البقال الذي كان يتبادل أطراف الحديث مع شخص آخر وقبل أن يغادر هذا الأخير المكان سأله:
- الرجل: كم الساعة؟
- البقال: 2 الجديدة،1القديمة.

ازدادت حيرة البدوي لسماع هذا الرد أيضا، لكنه ضحك من سذاجة أهل المدن في قرارة نفسه.. وقبل أن يغادر البدوي الدكان، أراد أن يتلذذ بسماع الجواب الغريب، فسأل فتاة مرت من أمامه كم الساعة؟ فأجابت: 3 الجديدة،2 القديمة..

وحين عاد البدوي إلى بيت عائلته، سألته ابنته عن موعد رجوعه إلى البادية فأجابها: الخميس الجديد، الأربعاء القديم!!

النكتة السابقة أحد النكات التي تنتشر في الشارع المغربي هذه الأيام، بعد أن أصابه التداخل بين التوقيت الجديد (الصيفي) والقديم (الشتوي)، فمع بداية الشهر الحالي أضيفت 60 دقيقة للساعة القانونية، على أن يتم الاستغناء عنها ابتداء من يوم الأحد 28 شتنبر (سبتمبر) 2008، كما ذكرت وزارة تحديث القطاعات العامة، والتي أشارت إلى أن هذا التغيير يهدف إلى المساهمة في الاقتصاد في الطاقة الذي يصل إلى %1 من الاستهلاك العام، وكذلك فيما يتعلق بالطاقة الكهربائية من خلال استغلال ضوء الشمس لمدة أطول، ومن ثم تقليص مدة استعمال الإنارة بالمساكن وبمختلف المرافق العمومية والإنتاجية، وتوفير حيز زمني أكبر للتعامل مع دول الاتحاد الأوروبي..

زادو حتى الوقت
ولكن التغيير لم يمر بسلام، فانقسم المواطنون بين مؤيد ومعارض للفكرة، وهناك حتى هذه اللحظة لا يعي ماذا يعني إضافة 60 دقيقة للساعة!

السلامة يا ربي زادو في المواد الغذائية.. كل شي زادو فيه حتى الوقت.. زيدو لينا في الراتب الشهري والخلصة الله يهديكم.. نداء حار من مواطن لا يريد الزيادة في الوقت بل يريد الزيادة في الراتب الشهري الذي لم يعد يكفيه لسد حاجيات البيت والأولاد.

سناء، موظفة: حتى ولو تم إضافة عشر ساعات فلا شيء سيتغير؛ لأن المسافة الفاصلة بين أوروبا والمغرب تحسب بالسنوات الضوئية، أما اقتصاد الطاقة فهذا مبرر ضعيف جدا لأن مزاليط فقراء المغرب يحسنون الاقتصاد بعدما وصلت قارورة الزيت لـ18 درهم، والجهة التي تقف وراء هدر الطاقة الكهربائية هي فيلات وقصور الوزراء والتي تضاء ليلا ونهارا ويؤدي فاتوراتها البؤساء.

أما سميرة، صحفية، فتقول: إنها مسألة جيدة وتمكننا من تدارك الفرق الحاصل بيننا وبين الدول الأخرى خاصة في مسألة التعاملات الإدارية.

متى نصلي؟
بخلاف سميرة وسناء أثار الحاج احمد موضوعا مختلفا يتعلق بمواقيت الصلاة، فقد أبدى استياءه من هذا التوقيت الجديد قائلا: واش ولينا نصليو العصر مع 5.30 واش هادشي معقول! .. وبقاو تابعين فرنسا حتى ما نبقاوش نصليو فمرة، فهو يسجل اعتراضه على تأخير صلاة العصر.

لمياء، تلميذة، تقول: لاحظت بالأمس أن أمي صلت العصر مرتين، فهي معتادة على أن تصليه على الساعة الرابعة، ولكن بالأمس بعدما صلت سمعت الآذان فتساءلت شنو هذا ثاني يا عاد صلينا العصر دابا.. واش دغيا وصل المغرب قاصدة أنها صلت العصر قبل قليل، واندهشت متسائلة هل وصل وقت صلاة المغرب بهذه السرعة، فبدأنا في البيت نشرح لها التفاوت الحاصل في الساعة، غير أن تقاسيم وجهها لم تستوعب الأمر من الشرح الأول.

رأي آخر لأحد الأشخاص يبدو عليه انه لم يفهم معنى زيادة ساعة في التوقيت: مبقينا فاهمين حتى لعبة شي كيزيد شي كينقص دبا كي غدي نديرو نزيدو هاد الساعة فالأجهزة الإلكترونية؟ - لم نعد نفهم شيئا على الاطلاق هذا يزيد وهذا ينقص..كيف يمكننا إظافة هذه الساعة في اجهزتنا الالكترونية؟- ويستطرد مقهقها: والهبال هذا ملقاو فاش ازدو غير فالوقت معرفوش أن الشعب مسكين عام كامل جالس دبا أنا عندي ساعة فيها 24ساعة كي غدي ندير باش تكون فيها 25ساعة - هذا هو الحمق بعينه ألم يجدوا شيئا أخر يزيدون فيه غير الوقت؟ ألا يعرفون أن الشعب المسكين لازال ينتظر..أنا الآن لدي ساعة فيها 24 ساعة كيف يمكن أن أجعلها 25 ساعة؟ !!

أما السيدة كلثوم، فتعترض قائلة أن الله تعالى فرق بين الأوقات.. ونحن في المغرب نريد توحيدها!

حلول عملية
بينما يقول منير، سائق طاكسي: هذه الساعة الإضافية أهلكتنا من أول يوم .. كان على الحكومة أن تصدر قرارا للموظفين أن يبدءوا أوقات العمل على الساعة السابعة صباحا دون أن يلعبوا بعقارب الساعة.

سمية، موظفة، تقول: أنا مرتاحة بهذا التوقيت الجديد، وأتمنى لو يبقى دائما بل أتمنى لو يضيفوا ساعة إضافية أخرى حتى أتمكن من الرجوع إلى بيتي باكرا، فهناك أشغال كثيرة تنتظرني في البيت بعد رجوعي من العمل، فبهذا التوقيت الجديد سوف أستطيع أن أعمل في راحتي وأعود لبيتي وأقوم بوظيفتي كأم وكزوجة أحسن من السابق.

أما الطالب سعيد فلديه حلول عملية بدل زيادة أو تقليص عدد الساعات، فهو يقترح أن يؤدي الموظفون الكبار ثمن ما يستهلكونه بدل اقتطاعه من جيوب البؤساء، والتقليص من عدد مصابيح الإدارات العمومية والتي تستهلك في اليوم أكثر مما يستهلكه حي يقطنه المزاليط، وإلغاء المهرجانات التي لا فائدة من ورائها سوى تبذير الطاقة وتمييع أخلاق الشباب.