faou_ihssan
17-06-2008, 22:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استنفار أحادي الجانب بمكناس
بقلم: عبد الرحيم كلي
http://www.unem.net/arabic/images/perso/gelli-2008.jpg
شهدت كلية الحقوق بمكناس يومه الجمعة الماضي حالة استنفار قصوى، كان بطلها بلا منازع أجهزة المخزن يتقدمها والي المدينة، حيث تفاجأ الجميع بالعدد الكبير من البوليس السري والعلني الذي استباح الجامعة، و من غير مراعات لا لقدسية المكان و لا لأجواء الامتحانات التي تتطلب الهدوء و التركيز، و لا حتى لإدارة الكلية. و قد كان يكفي أن يتخذ القرار و ينذر الطلاب على مهل كما توصي بذلك تشريعاتهم الموقرة و ذلك تفاديا أن تتناقل أخبارنا قناة الجزيرة فنضطر إلى التكذيب،واستظهار قصائد الهجاء...
في حقيقة الأمر كنا ننتظر أن تحصل حالة الاستنفار هذه عندما شهدت الساحة الجامعية صراعات دامية راح ضحيتها العشرات، كما كان من نتائجها سقوط قتلى .
جرت العادة في أعراف المخزن أن يصطف" القادة "و أصحاب القرار بعيدا عن ساحات التدخل تفاديا لأي شكل من أشكال الاحتكاك مع الجمهور، و من أجل القدرة على المعاينة التي تسمح بالتدخل الفوري للحيلولة دون وقوع ضحايا أو حصول ما لم يكن في الحسبان، لكن يبدو أن المخزن بمدينة مكناس أراد أن يثبت ما أنكره سياسيو هذا البلد حول حصول تدخلات عنيفة في حق المواطنين و آخرها أحداث سيدي إفني.
ما هكذا نستطيع تسلق سلم الترتيب لنكون على رأس قائمة الدول ذوات التعليم الناجح المنتج
و ما هكذا نستطيع تطبيق بنود إصلاح فاشل انصرمت عشريته بجعجعة و لا طحن
و ما هكذا تطبق توصيات التقارير الفوقية المتعالية على اعتبار معطيات الواقع و إشراك الفاعلين الحقيقيين
و لا هكذا نحقق قرب الإدارة من المواطنين و الأمن للفزعين
ولا هكذا تكون التنمية البشرية،وسياسة القرب
في مطلع هذا الأسبوع تقدم البرلمان الكندي رسميا و بكل شجاعة باعتذار تاريخي لسكان أصليين جرى ظلمهم و الاعتداء عليهم في مرحلة من تاريخ كندا، و ما كان للبرلمانيين إلا أن فتحوا صدورهم و غرفة برلمانهم في وجه بعض هؤلاء الضحايا لتقديم الاعتذار والإعراب عن الاستعداد الكامل للتعويض عن الانتهاكات.
وفي مكناس، استنفر الوالي احتياطه البشري من البوليس وأشباههم لاعتقال ما يزيد عن 52 طالبا، و ذلك في يوم الامتحانات إعرابا منه عن قدرة الدولة على السيطرة على الوضع، وظنا منه أن الرعب سبيل الانقياد
إن الهدوء لا يحصله الرعب، والعلم لا يجلبه الإرهاب، والتحصيل لا يحققه الإكراه، فعجبا لحاكمي هذه المدينة الذين وصل بهم الحرص على مصالح الطلاب حد اقتيادهم كرها إلى قاعات الامتحان، بل وصل بهم الأمر إلى اعتقال كل مشتبه به ، أو من يريد توضيح رأيه بخصوص ما يحصل بالكلية، و كأني بخبراء تجسس ينفذون إلى الأجهزة العصبية للطلبة يسائلونها عن نية أصحابها.
عندما نتصفح الجرائد اليومية، لا نكاد ننتقل من جريدة إلى أخرى حتى تقع أبصارنا على العديد من الأخبار التي تنبأ عن فرار سجناء أو اعتراض سبيل مواطنين أو إفلات مهربي مخدرات من التوقيف، والعديد من الأحداث المماثلة التي توحي أن الأمن ببلدنا أصبح مطلبا عزيزا.
لكن والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، بعد أحداث سيدي إفني والتعدي على المطالبين بالخبز والرافضين لغلاء الأسعار، يتحقق المواطن أن لنا من الكوادر ما يكفي لقمع المواطنين!!!
وخلاصة القول، أن المتتبع لما عرفته جامعة المولى إسماعيل، لا يجد بدا من أن يقول باللسان الدارج: "باز" لمن خطط لهذا الاجتياح من جانب واحد
استنفار أحادي الجانب بمكناس
بقلم: عبد الرحيم كلي
http://www.unem.net/arabic/images/perso/gelli-2008.jpg
شهدت كلية الحقوق بمكناس يومه الجمعة الماضي حالة استنفار قصوى، كان بطلها بلا منازع أجهزة المخزن يتقدمها والي المدينة، حيث تفاجأ الجميع بالعدد الكبير من البوليس السري والعلني الذي استباح الجامعة، و من غير مراعات لا لقدسية المكان و لا لأجواء الامتحانات التي تتطلب الهدوء و التركيز، و لا حتى لإدارة الكلية. و قد كان يكفي أن يتخذ القرار و ينذر الطلاب على مهل كما توصي بذلك تشريعاتهم الموقرة و ذلك تفاديا أن تتناقل أخبارنا قناة الجزيرة فنضطر إلى التكذيب،واستظهار قصائد الهجاء...
في حقيقة الأمر كنا ننتظر أن تحصل حالة الاستنفار هذه عندما شهدت الساحة الجامعية صراعات دامية راح ضحيتها العشرات، كما كان من نتائجها سقوط قتلى .
جرت العادة في أعراف المخزن أن يصطف" القادة "و أصحاب القرار بعيدا عن ساحات التدخل تفاديا لأي شكل من أشكال الاحتكاك مع الجمهور، و من أجل القدرة على المعاينة التي تسمح بالتدخل الفوري للحيلولة دون وقوع ضحايا أو حصول ما لم يكن في الحسبان، لكن يبدو أن المخزن بمدينة مكناس أراد أن يثبت ما أنكره سياسيو هذا البلد حول حصول تدخلات عنيفة في حق المواطنين و آخرها أحداث سيدي إفني.
ما هكذا نستطيع تسلق سلم الترتيب لنكون على رأس قائمة الدول ذوات التعليم الناجح المنتج
و ما هكذا نستطيع تطبيق بنود إصلاح فاشل انصرمت عشريته بجعجعة و لا طحن
و ما هكذا تطبق توصيات التقارير الفوقية المتعالية على اعتبار معطيات الواقع و إشراك الفاعلين الحقيقيين
و لا هكذا نحقق قرب الإدارة من المواطنين و الأمن للفزعين
ولا هكذا تكون التنمية البشرية،وسياسة القرب
في مطلع هذا الأسبوع تقدم البرلمان الكندي رسميا و بكل شجاعة باعتذار تاريخي لسكان أصليين جرى ظلمهم و الاعتداء عليهم في مرحلة من تاريخ كندا، و ما كان للبرلمانيين إلا أن فتحوا صدورهم و غرفة برلمانهم في وجه بعض هؤلاء الضحايا لتقديم الاعتذار والإعراب عن الاستعداد الكامل للتعويض عن الانتهاكات.
وفي مكناس، استنفر الوالي احتياطه البشري من البوليس وأشباههم لاعتقال ما يزيد عن 52 طالبا، و ذلك في يوم الامتحانات إعرابا منه عن قدرة الدولة على السيطرة على الوضع، وظنا منه أن الرعب سبيل الانقياد
إن الهدوء لا يحصله الرعب، والعلم لا يجلبه الإرهاب، والتحصيل لا يحققه الإكراه، فعجبا لحاكمي هذه المدينة الذين وصل بهم الحرص على مصالح الطلاب حد اقتيادهم كرها إلى قاعات الامتحان، بل وصل بهم الأمر إلى اعتقال كل مشتبه به ، أو من يريد توضيح رأيه بخصوص ما يحصل بالكلية، و كأني بخبراء تجسس ينفذون إلى الأجهزة العصبية للطلبة يسائلونها عن نية أصحابها.
عندما نتصفح الجرائد اليومية، لا نكاد ننتقل من جريدة إلى أخرى حتى تقع أبصارنا على العديد من الأخبار التي تنبأ عن فرار سجناء أو اعتراض سبيل مواطنين أو إفلات مهربي مخدرات من التوقيف، والعديد من الأحداث المماثلة التي توحي أن الأمن ببلدنا أصبح مطلبا عزيزا.
لكن والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، بعد أحداث سيدي إفني والتعدي على المطالبين بالخبز والرافضين لغلاء الأسعار، يتحقق المواطن أن لنا من الكوادر ما يكفي لقمع المواطنين!!!
وخلاصة القول، أن المتتبع لما عرفته جامعة المولى إسماعيل، لا يجد بدا من أن يقول باللسان الدارج: "باز" لمن خطط لهذا الاجتياح من جانب واحد