مشاهدة النسخة كاملة : قيام الليل أفضل الأوقات لحل المشكلات 1 /1



منال
23-06-2008, 14:28
صدع سيدنا محمد صلى الله عليه واله وسلم بالدعوة استجابة لأمر ربه سبحانه، وتحمل وأصحابه الإيذاء و الغربة منذ الجهر بالدعوة فما المعين لهم بعد الله تعالى للقيام بتلك المهمة الصعبة؟، فنجد القرآن يتنزل ويوضح طريق النصر، ويبين معالم الطريق، ليبدأ منه، وينتهي إليه، ويستنير به:(يـأَيُّهَا ٱلْمُزَّمّلُ، قُمِ ٱلَّيْلَ إِلاَّ قَلِيلاً، نّصْفَهُ أَوِ ٱنقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً، أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتّلِ ٱلْقُرْءانَ تَرْتِيلاً ،إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ، إِنَّ نَاشِئَةَ ٱلَّيْلِ هِىَ أَشَدُّ وَطْأً وَأَقْوَمُ قِيلاً) [المزمل:1-6].


يقول صاحب الظلال الشهيد سيد قطب رحمه الله: "(يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمّلُ).. إنها دعوة السماء، وأمر الكبير المتعال (قم). قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك. قم للجهد والنصب والكد والتعب. قم فقد مضى وقت النوم والراحة. قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد. وإنها لكلمة عظيمة رهيبة تنتزعه صلى الله عليه وسلم من دفء الفراش، في البيت الهادئ والحضن الدافئ. لتدفع به في الخضم، بين الزعازع والأنواء، وبين الشد والجذب في ضمائر الناس وفي واقع الحياة سواء".


من لم يبت والحب حشو فؤاده لم يدر كيف تفتت الأكباد


إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحاً، ولكنه يعيش صغيراً ويموت صغيراً. أما الكبير الذي يحمل هذا العبء الكبير. فماله والنوم؟ وماله والراحة؟ وماله والفراش الدافئ، والعيش الهادئ؟ والمتاع المريح؟! ولقد عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حقيقة الأمر وقدره، فقال لخديجة رضي الله عنها وهي تدعوه أن يطمئن وينام: مضى عهد النوم يا خديجة! أجل مضى عهد النوم، وما عاد منذ اليوم إلا السهر والتعب والجهاد الطويل الشاق!


يا أيها المزمل. قم الليل إلا قليلا. نصفه أو انقص منه قليلا. أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا.

إنه الإعداد للمهمة الكبرى بوسائل الإعداد الإلهية المضمونة: قيام الليل في وقت السحر، والخشوع بين يدي الله تعالى، ليأخذ الزاد، ويستلهم العون ويدرك التوفيق، ويشحذ الهمة للقيام بالمهمة بكل حب وهمة.


من منافع ركعات السحر:


ركعات السحر تسكب في القلب أنساً وراحة وشفافية، قد لا يجدها العبد في صلاة النهار وذكره، والله الذي خلق هذا القلب يعلم مداخله وأوتاره، ويعلم ما يتسرب إليه، وما يوقع عليه، وأي الأوقات يكون أكثر تفتحاً واستعداداً وتهيئاً، وأي الأسباب أكثر تعلقاً، وأشد تأثيراً فيه.


ما حاجتنا بعد هذه التوجيهات الإلهية الرحيمة الرفيقة، التي تملأ القلب طمأنينة، بعد أن ملئ خوفاً ورعباً.

يا رجال الليل جِدوا رب صوت لا يرد

ما يقــوم الليل إلا من له عزم وجـد

و ما أحوج المسلم لخلوة بربه، ومولاه يناجيه، ويدعوه، ويتلذذ بالتعبد بين يديه، والتقرب إلى أكنافه، والانطراح إلى جنابه، يستمد منه العون، يستلهم منه التوفيق، ويسترشد به ملامح الطريق.


شرف المؤمن:


شرف المؤمن في قيام الليل، فعَنْ بِلَالٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((عَلَيْكُمْ بِقِيَامِ اللَّيْلِ فَإِنَّهُ دَأَبُ الصَّالِحِينَ قَبْلَكُمْ، وَإِنَّ قِيَامَ اللَّيْلِ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ وَمَنْهَاةٌ عَنْ الْإِثْمِ، وَتَكْفِيرٌ لِلسَّيِّئَاتِ"(1).

ها هو نبي الله صلوات ربي عليه يقول: ((أتاني جبريل فقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس)) (2).


أطيب أوقات المناجاة:


لعل أطيب أوقات المناجاة هو: وقت السحر قبل الفجر:كما ورد في الحديث: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا ، حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: ((مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ))(3)، فيعلم العبد أن ربه في علاه، تنزل له لقضاء حاجته، فهل يعرض عنه، وقد أتاك. (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ ءانَاء ٱلَّيْلِ سَـٰجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ ٱلاْخِرَةَ وَيَرْجُواْ رَحْمَةَ رَبّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُو ٱلاْلْبَـٰبِ [الزمر:9].



ففي وقت السحر يخلو العبد بربه، في سكون الليل، والناس نيام، فيخشع القلب، و تطمئن النفس، و يشعر المسلم بضعفه إلى مولاه، وحاجته إليه، فيرق الفؤاد، وتسكن النفس، ويستحضر هذا الخاشع: عظمة الخالق، وأنه سبحانه بيده ملكوت السموات والأرض، و إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، وأنه وحده القادر على استدعاء الفرج بعد الضيق، و إيجاد اليسر بعد العسر، وحل المشكلات التي عجز البشر عن مواجهتها، فينزل المسلم حاجته وفقره، ويبدأ في اللجوء إلى الله، يسأله حوائجه بإلحاح، ويستغفره باستعطاف، وينوي التوبة بصدق، و يعزم على الندم، و يأنس بمناجاة خالقه، ويسعد بالوقوف بين يديه، ويبكي من خشيته لعلمه ألا ملجأ من الله إلا إليه، (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) (آل عمران: 126)، ولعلمه بعد التجربة أن فى قيام الليل حلاوة لا يشعر بها إلا من ذاقها بل ويندم على تركها، ولنا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان يقيم الليل حتى تورمت قدماه وعند سُئل فى ذلك قال " أفلا أكون عبدا شكورا" (4) ففي قيام الليل تعبير عن الشكر للخالق سبحانه جل وعلا.

ماذا يمنعك من قيام الليل:

اشتكى رجل لسيدنا الحسن البصرى وقال له :لا أستطيع القيام لقيام الليل فرد عليه الحسن البصرى قائلا: ذنوبك قيدتك. فهي دعوة للتوبة والندم و التخلص من الذنوب، والمسلم هو المنتفع بهذا القيام، فسوف تحل مشكلاته، ويتقرب إلى مولاه، ويستشعر بعبوديته الحقة.


تَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ:

أبواب الجهاد يطرقها عباد الليل، والشجاعة تسقى بدموعهم في الليل، وما عرف الإسلام رجاله إلا كذلك، يقبلون على جهاد أنفسهم، ويحاولون الانتصار عليها، ويلزمونها الاستقامة، بالحرص على فعل الطاعات، والبعد عن المعاصي والمنكرات، وإذا تلوث أحدهم بشيء منها بادر بالطمع في قيام الليل ليطهر نفسه، وينتصر عليها.

يحيــون ليلهم بطاعة ربهـم

بتلاوة وتضرع وســؤال

وعيونهم تجرى بفيض دموعهم

مثل انهمال الوابل الهطـال

في الليل رهبان وعند جهادهم

لعدوهم من أشجع الأبطال

وإذا بــدا علم الرهان رأيتهم

يتسابقون بصالح الأعمـال

بوجوههم أثر السجــود لربهم

وبها أشعــة نـوره المتلالي

(تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ ٱلْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَـٰهُمْ يُنفِقُونَ، فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِىَ لَهُم مّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) [السجدة:16، 17].

محمدالتكانتي
23-06-2008, 16:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
جزاك الله كل خير على الموضوع المهم
انه و قود الصالحين

krit01
23-06-2008, 18:33
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اختي الكريمة
اللهم اجعلنا من يقومون الليلفإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات
قال عليه الصلاة والسلام: {عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وقربة إلى الله تعالى، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم،ومطردة للداء عن الجسد } [رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني].

وقال النبي في شأن عبد الله بن عمر: { نعم الرجل عبد الله، لو كان يصلي من الليل } [متفق عليه]. قال سالم بن عبد الله بن عمر: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.
وقال النبي : { في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها } فقيل: لمن يا رسول الله؟ قال: { لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وبات قائماً والناس نيام } [رواه الطبراني والحاكم وصححه الألباني].

وقال : { أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس } [رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني].

منال
23-06-2008, 23:16
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وانتم من اهل الجزاء واهل الاحسان نسال الله تعالى ايوفقنا للخير سيدي محمد العلوي كيقول احنا عندا ليلة القدر على طول العام ماشي غير رمضان والموفق من وفقه الله للوقوف بين يديه والناس نيام الله تعالى يرحمنا

krit01
24-06-2008, 16:43
كلمة حول قيام الليل لفضيلة د.محمد العريفي
http://www.youtube.com/watch?v=b3VL1jKmhJU

منال
24-06-2008, 18:13
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك الله تعالى يرفع هممنا اليه