محبة الجماعة
08-07-2008, 12:58
أم شريك صحابية جليلة، غزية أنصارية أسلمت مع ثلة من الأولين في مكة البلد الأمين. كانت ذات بصيرة وعين ثاقبة وهَمّ دعوي قوي. إذ لما رأت طغيان الكافرين وضعف المؤمنين، تشمرت لحمل أعباء الدعوة : دعوة نساء قريش إلى عبادة الواحد الأحد، الفرد الصمد، والبعد عن الأصنام، حملت الهم صدقا فكانت نعم الداعية، تدخل على القرشيات سرا كما هو حال الدعوة المحمدية الشريفة في بدايتها في ظروف صعبة حيث الاضطهاد و التنكيل والقلة، أدركت هذه المرة أن الدعوة كالطائر ذي جناحين، الرجل والمرأة، فلا يمكن له أن يطير بجناح واحد وما أحوجنا اليوم إلى من تعي وعيا صحيحا و فهما نبيلا بدورها التغيري في المجتمع لتفوز بأحسن المقامات، الدعوة إلى الله وإظهار الحق والاعتزاز به قولا وعملا.
دأبت أم شريك رضوان الله عليها في ذلك حتى ظهر أمرها لكفار قريش، فاشتد عليها غضبهم وازداد خنقهم. فقال لها الكفار لولا أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك ما فعلناه لكن نخرجك إلى قومك لينظروا في أمرك، مروءات رغم حمية الجاهلية و تطاحناتها. فحملوها على بعير ولم يجعلوا تحتها رحلا تعذيبا لها وإذلالا و لعل الموت أهون من التعذيب، ساروا ثلاثة أيام لا يطعمونها ولا يسقونها حتى كادت تهلك ظمأ و جوعا وكان من حقدهم عليها أنهم إذا نزلوا منزلا أوثقوها وألقوا بها تحت حر الشمس بينما هم يستظلون تحت الشجر، فهل استكانت وذلت وحادت عن طريق الإسلام؟ ما زادها التعذيب إلا يقينا وثباتا، وعلى قدر الإيمان يبتلى الإنسان.
بينما هم في الطريق نزلوا منزلا، وأنزلوها من على البعير، أوثقوها في الشمس، استسقتهم فلم يسقوها، وبينما هي تتلمظ عطشا إذا بشيء بارد على صدرها، تناولته فشربت منه ثم رُفع ثم عاد فتناولته، ثم رفع مرارا، شربت حتى رويت ثم أفاضت منه على جسدها وثيابها. امرأة صدقت فرأت آيات الصدق تتلألأ أمام عينيها، حينما تشتد المحن ويضيق الأفق يأتي السند الغيبي مثَبّتا لها ولنتأمل هذا الرفق السماوي الرباني و العناية الربانية حيث يسقيها. ولنتأمل هذه الرحمة الإلهية العظيمة. كانت تشرب ثم تستريح من وعثاء السفر وضروب التعذيب، فيرفع عنها الدلو حتى تسترجع أنفاسها فتعاود الشرب حتى ترتوي وتفيض على جسدها وثيابها لشدة الحرارة والعطش. فلما أراد الكفار الارتحال وجدوا أثر الماء على ثيابها، ورأوها في هيئة حسنة فتعجبوا، كيف وصلت إلى الماء وهي مقيدة ؟ وقد حق لهم العجب. فظنوا أنها حلت قيودها وأخذت الماء من سقائهم، قالت وهي صادقة حتى في أصعب اللحظات لا والله، ولكنه نزل علي دلو من السماء فشربت منه حتى رويت فنظر بعضهم إلى بعض في ذهول لما رأوا من كرامات هذه المرأة الصالحة المصلحة، وقالوا لئن كانت صادقة لدينها خير من ديننا، وتفقدوا قِرَبهم فوجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك كلهم. لقد ظهر الحق وزهق الباطل.
كرامات يؤتيها الله لمن صدق من عباده وعمل صالحا، فقد هدى الله على يديها أناسا أذاقوها مرارة العذاب والتحقير، والله يهدي من يشاء.
امرأة صدقت ما عاهدت الله عليه. كان لها اليقين في معية الله، فثبتت وصبرت، فجاءتها البشرى الربانية تدلها على صحة المسير، وما أشبه اليوم بالأمس وما أحوجنا إلى امرأة داعية تدرك رسالتها وهدفها فتدعو إلى الله على بصيرة لتُخرج مَن حولها من عالم الفتنة الحالكة الهائجة المائجة إلى توبة نصوح فيسعدوا في الدنيا والآخرة، ويهون كل أمر في سبيل الله و محبة رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام، وقد صدق الشاعر حين قال :
إذا صح منك الود فالكل هين **** وكل الذي فوق التراب تراب
دأبت أم شريك رضوان الله عليها في ذلك حتى ظهر أمرها لكفار قريش، فاشتد عليها غضبهم وازداد خنقهم. فقال لها الكفار لولا أن قومك حلفاء لنا لفعلنا بك ما فعلناه لكن نخرجك إلى قومك لينظروا في أمرك، مروءات رغم حمية الجاهلية و تطاحناتها. فحملوها على بعير ولم يجعلوا تحتها رحلا تعذيبا لها وإذلالا و لعل الموت أهون من التعذيب، ساروا ثلاثة أيام لا يطعمونها ولا يسقونها حتى كادت تهلك ظمأ و جوعا وكان من حقدهم عليها أنهم إذا نزلوا منزلا أوثقوها وألقوا بها تحت حر الشمس بينما هم يستظلون تحت الشجر، فهل استكانت وذلت وحادت عن طريق الإسلام؟ ما زادها التعذيب إلا يقينا وثباتا، وعلى قدر الإيمان يبتلى الإنسان.
بينما هم في الطريق نزلوا منزلا، وأنزلوها من على البعير، أوثقوها في الشمس، استسقتهم فلم يسقوها، وبينما هي تتلمظ عطشا إذا بشيء بارد على صدرها، تناولته فشربت منه ثم رُفع ثم عاد فتناولته، ثم رفع مرارا، شربت حتى رويت ثم أفاضت منه على جسدها وثيابها. امرأة صدقت فرأت آيات الصدق تتلألأ أمام عينيها، حينما تشتد المحن ويضيق الأفق يأتي السند الغيبي مثَبّتا لها ولنتأمل هذا الرفق السماوي الرباني و العناية الربانية حيث يسقيها. ولنتأمل هذه الرحمة الإلهية العظيمة. كانت تشرب ثم تستريح من وعثاء السفر وضروب التعذيب، فيرفع عنها الدلو حتى تسترجع أنفاسها فتعاود الشرب حتى ترتوي وتفيض على جسدها وثيابها لشدة الحرارة والعطش. فلما أراد الكفار الارتحال وجدوا أثر الماء على ثيابها، ورأوها في هيئة حسنة فتعجبوا، كيف وصلت إلى الماء وهي مقيدة ؟ وقد حق لهم العجب. فظنوا أنها حلت قيودها وأخذت الماء من سقائهم، قالت وهي صادقة حتى في أصعب اللحظات لا والله، ولكنه نزل علي دلو من السماء فشربت منه حتى رويت فنظر بعضهم إلى بعض في ذهول لما رأوا من كرامات هذه المرأة الصالحة المصلحة، وقالوا لئن كانت صادقة لدينها خير من ديننا، وتفقدوا قِرَبهم فوجدوها كما تركوها فأسلموا عند ذلك كلهم. لقد ظهر الحق وزهق الباطل.
كرامات يؤتيها الله لمن صدق من عباده وعمل صالحا، فقد هدى الله على يديها أناسا أذاقوها مرارة العذاب والتحقير، والله يهدي من يشاء.
امرأة صدقت ما عاهدت الله عليه. كان لها اليقين في معية الله، فثبتت وصبرت، فجاءتها البشرى الربانية تدلها على صحة المسير، وما أشبه اليوم بالأمس وما أحوجنا إلى امرأة داعية تدرك رسالتها وهدفها فتدعو إلى الله على بصيرة لتُخرج مَن حولها من عالم الفتنة الحالكة الهائجة المائجة إلى توبة نصوح فيسعدوا في الدنيا والآخرة، ويهون كل أمر في سبيل الله و محبة رسوله الأعظم عليه الصلاة والسلام، وقد صدق الشاعر حين قال :
إذا صح منك الود فالكل هين **** وكل الذي فوق التراب تراب