مشاهدة النسخة كاملة : علامات انتفاضة قريبة بعد عمليات القدس



قابض على الجمر
25-07-2008, 20:18
اليكس فيشمان



بدأت الانتفاضة الاولى ايضا في اواخر الثمانينيات على هذا النحو، بسلسلة من الحوادث غير المفسرة، وغير المتصلة بالمنظمات المسلحة، بظواهر "عنف تلقائي".

ظهر فجأة سائقو حافلات داسوا جنودا في المحطات او مجرد سائقين داسوا جنودا على الشوارع، بعد ذلك ظهرت حوادث طعن واختطاف سلاح، والقاء زجاجات حارقة ورمي حجارة. سموا هذا عندنا "عمليات جو" واصروا على ان الحديث عن اناس ذوي مشكلات نفسية، محرضين متأثرين بالتطرف الديني.

آنذاك في بدء 1988، اعتقدوا أن هذه الموجة ستمر من تلقاء ذاتها. يجب أن نؤمل ان نكون اليوم في 2008 اكثر خبرة، واقل سذاجة مقدار حلم اليقظة اقل كثيرا. لان ما يحدث في الشهور الاخيرة ولا سيما في القدس ليس عرضا حقا.

يوجد خيط يربط بين جميع "عمليات الجو" التي تحدث بازاء نواظرنا، بين جميع "سائقي الجرافات المجانين"، يسمى هذا الخيط الرابط: ضعف السلطة. ومن هنا يصبح التدهور غير ممتنع، لان ضعف السلطة وعدم القدرة على فرض القانون يفضيان الى عدم الردع والجريمة واختلال الوضع.

سمى رئيس الشاباك يوفال ديسكن هذا الامر في لجنة الخارجية والامن "فراغا في السلطة". وقال أن دخول سلطات قانون اسرائيل اليوم مخيم اللاجئين جنين اسهل من دخولها حي شعفاط.

في المنطقة القروية المحيطة بالقدس، الموجودة في المسؤولية البلدية لبلدية القدس لكنها اخرجت خارج جدار الفصل، لا يوجد حضور اسرائيلي البتة. لا جيش ولا شرطة. ولا يعلم احد ما الذي يدبر هنالك. يسير اناس هنالك مع بطاقات دخول لاسرائيل على هيئة بطاقات زرقاء وحولهم جو أهوج من التحريض واختلال الامر.

لا يحتاج اليوم للذهاب الى المساجد من أجل اخذ الحقنة في الوريد. فالمسجد يصل البيت اليوم من طريق الانترنت. جميع تلك الخلايا من عرب اسرائيل التي اعتقلت اخيرا ووجهت اليها تهمة العضوية في القاعدة سجلت في المنظمة في منتديات الجهاد العالمي.

لم يعد يحتاج الى عملاء سريين يجندون نشطاء جددا. يدخلون ببساطة الى المنتدى الصحيح. ولن نتحدث عن الكراهية الشديدة التي تبثها شبكات الراديو والتلفاز الفلسطينية والعربية والتي تستطيع أن تغسل ايضا دماغ اشد الناس اعتدالا.

في المكان الذي لا يوجد فيه وجود مادي لاسرائيل لا إمكان لعلاج العنف المستعمل عليها. هذا ما قاله رئيس الشاباك لاعضاء الكنيست. ولا يوجد لاسرائيل وجود في منطقة شرقي القدس والقرى حولها. أتى جميع منفذي العمليات البارزون الاخرون في القدس في الاساس من المنطقة القروية وفي جيوبهم بطاقات زرقاء. في القدس وحدها حقق في النصف الاول من 2008 واحد سبعون حادثة مسلحة من انواع مختلفة. في سنة 2007 كلها وجدت سبع وثلاثون حادثة تتصل بالعنف في القدس. هل هذا عرضي؟

بعد حادثة سائق الجرافة الاول قررت سلطات الامن تشديد الرقابة على سائقي المعدات الالية الثقيلة الذي يأتون من شرقي القدس. ساعد هذا حقا. رأينا أول أمس. في الغد ستكون عملية بواسطة شاحنة وعندها سيفحصون عن جميع سائقي الشاحنات. هذه هي الحال عندنا نحارب حرب الامس. نبحث عن القرش تحت مصباح. هذا اسهل من استعمال صلاحيات السلطة بجدوى وحزم لتنفيذ خطوات رادعة تبين للقاتل التلقائي الاتي انه في اللحظة التي سيخرج فيها في طريقه – لن يخرب بيته فقط، بل ستفقد عائلته الحقوق التي تمنحها اياها البطاقة الزرقاء.

الصحيح الان انه لا خوف من السلطة، وان السلطة غير حاضرة في الميدان، وان المعابر على امتداد السور لا تؤدي عملها كما ينبغي، ولا يوجد حاجز تام حول القدس، ولا يوجد وجود للشرطة كثيف داخل المدينة، ويوجد عدم وضوح لتقسيم المسؤولية بين الجيش والشرطة في المنطقة القروية المحيطة بالقدس. أضف الى كل ذلك حقيقة أنه لا توجد عقوبة رادعة ايضا، ولن نعجب ان يكون سائق الجرافة، او المغتال او صاحب السكين القادم قد أصبح يخطط لهجومه التلقائي المجنون.

ان حادثة وحيدة ثم حادة وحيدة تنشآن سلسلة، وجوا، ولا سيما في القدس. يرى المتطرفون اليهود هذا حجة لاعمال انتقامية، وهكذا تنشب انتفاضة جديدة من غير أن يخطط لها أحد. بعد ذلك بحكمة متأخرة، يميزون دلائلها ويجدون لها فجأة دوافع ومسارات تاريخية.

لكن لا يوجد ههنا أي مسار تاريخي جديد. يجب أن نسمي الولد باسمه: يوجد هنا ضعف رأي وضعف سلطة.


يديعوت أحرونوت 23/7/2008