ريحانة الاسلام
29-12-2008, 21:13
بسم اللـــــــه الرحمن الرحيــــم
اخوة الاسلام والايمان ،، كل عام وانتم فى قرب من الرحمن ..
فى مستهل تلكَ الأيام المباركات ، لابد لنا أن نتوقف ونستنشق جميل النسمات والنفحات ..
(( الا لربكم فى أيام دهركم لنفحات ، الا فتعرضـــوا لها ))
انها نفحـــات أيام هجرة الحبيب المصطفى ..من سيرته العطرة نستمد منهاج حياتنـــا ، نتعلم منه ونسير على خطاه ..ولنتوقف مع هجرته قليلاً ونستخرج العبر والعظات ..
بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب
أراد النبي "صلى الله عليه وسلم" أن يهاجر ، فكانت هجرته عجباً.... رتب النبي "صلى الله عليه وسلم" خطوات هجرته مع صاحبه أبي بكر "رضي الله عنه" و حدد أدواراً لبعض الأفراد ... ورسم لهم طريقة تنفيذها بمنتهى الدقة والإحكام.... وكان في ذلك كله متوكلاً على الله حق توكله ... فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله بطريقة غير مسبوقة ولا ملحوقة ... كيف... وقد أوتي الكمال "صلى الله عليه وسلم "، فليس لأحد أن يبلغ كماله ، بأبي هو و أمي صلى الله عليه وسلم .
أتى النبي "صلى الله عليه وسلم" بيت أبي بكر "رضي الله عنه" وقت الهاجرة حيث تشتد حرارة الشمس ، فيأوي الناس إلى بيوتهم ويخلو الطريق من المارة .... فما رآه أحد.
خرج النبي "صلى الله عليه وسلم" و أبوبكر "رضي الله عنه" من بيت أبي بكر .... ليس من الباب الأمامي المؤدي إلى الطريق المعهود... ولكن من باب خلفي ؛ جعلوه لخروج الدواب ودخولها ، وليس من عادة الناس أن يدخلوا أو يخرجوا منه ... فما رآه أحد .
لما كانت المدينة من جهة الشمال من مكة وكان المشركون يعلمون أنه "صلى الله عليه وسلم" مهاجر إليها ؛ انطلق النبي "صلى الله عليه وسلم" وصاحبه "رضي الله عنه" في اتجاه الجنوب من مكة نحو غار ثور ... فما رآه أحد .
مكث النبي "صلى الله عليه وسلم" في الغار ثلاثة أيام بلياليها حتى يهدأ الطلب ، و ييأس الفرسان الذين يجوبون الأرض بحثا عنه "صلى الله عليه وسلم" ، ولهفا وراء الجائزة التي أعدتها قريش لمن يأتي بمحمد "صلى الله عليه وسلم" حيا أو ميتا ؛ وكانت الجائزة مائة ناقة.
كان عبد الله بن أبي بكر يقضي النهار في مكة بين القوم ، يتسمع الأخبار و يتصنت إلى أحاديث الغادين و الرائحين ..... فإذا جن الليل انطلق إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" و أبي بكر"رضي الله عنه" فنقل إليهما كل ما يدور من حديث ،و سجل لهما مشاعر القوم وانفعالات نفوسهم و ما يتوقع منهم لاحقا ...... ثم يعود من هناك قبل الفجر فيصبح في مكة قبل أهلها ، و كأنه مابات إلا حيث باتوا ولم يره أحد .
رضي الله عنه
كانت أسماء بنت أبي بكر تحمل الطعام إلى النبي "صلى الله عليه وسلم "و أبيها "رضي الله عنه" و تنطلق إلى الغار سيرا على قدميها ثم تعود ........ فما رآها أحد .
رضي الله عنها
و كان عامر بن فهيرة غلام أبي بكر و خادمة ....... يرعى غنم أبي بكر "رضي الله عنه" ، فيمضي بها في الطريق الذي يسلكه عبد الله و أسماء فتعفى أظلاف المعز و الضأن على آثار أقدام عبد الله و أسماء ، فتذهب ...... و ما رآه أحد
رضي الله عنه
هذا ما صنعه محمد "صلى الله عليه وسلم " .......فماذا صنعت قريش؟!
أتوا بقائف ماهر بارع استطاع أن يقفوا آثار أقدام النبي "صلى الله عليه وسلم" وصاحبه "رضي الله عنه" من بيت أبي بكر ..........وحتى الغار؟!!
وهناك كانت العجيبة؟!!
قائفهم يقول : محمد وصاحبه في الغار!!!و النبي "صلى الله عليه وسلم "وصاحبه في الغار يسمعون همس الطالبين ووقع أقدامهم ، و الغار في منخفض من الأرض ، حتى ليقول أبو بكر "رضي الله عنه" : لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا والنبي "صلى الله عليه وسلم" يقول " لا تحزن إن الله معنا.. ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما"
أين ذهبت الأسباب؟! راحت سدى
ماذا فعلت الأسباب؟! لا شئ
كان كل هدف النبي "صلى الله عليه وسلم" وصاحبه "رضي الله عنه" ألا يصل المشركون إلى الغار ...... ولكنهم وصلوا .
ماذا بوسع النبي "صلى الله عليه وسلم" و صاحبه "رضي الله عنه" أن يصنعوه الآن ؟!...لا شئ .
ماذا لديهم الآن من أسباب يتسببونها إلى النجاة ؟!....لا شئ .
لم يبق إلا التوكل على الله .
الأسباب قد تنقطع لأنها فكر بشر، و فعل بشر يتعلق بالمخلوقات ، والمخلوقات قد تغيب ... وقد تعجز... و قد تنسى .... وقد تمل....
أما التوكل على الله فإنه لا ينقطع لأنه تعلق بالله...........
و الله سبحانه لا يغيب....... .ولا يعجز...... ولا ينسى....... ولايمل.
"فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها............."
"لم تروها" الخطاب للأمة كلها ، بما فيهم أصحابه "صلى الله عليه وسلم" عدا ...أبي بكر "رضي الله عنه" .
ولكن ربما رآها المشركون وكان هذا سر انصرافهم ويأسهم وعودتهم خائبين ، و بعد أن أيقنوا أن ليس بالغار أحد....محمد ولا غيره.
جاء في بعض الروايات أن الله أنبت شجرة ضخمة سدت باب الغار فلم يعد بإمكان أحد دخوله ... و أن طائرا استلان فرعا من فروعها المتدلية على باب الغار .... فبنى عليها عشاً ووضع في العش بيضة ورقد هناك قرير العين مرتاح البال .... وأن عنكبوتاً نسج خيوطه الواهية فأحكم بها إغلاق ما بقي من فتحة الباب ....
ووقف القوم أمام هذا المشهد يسخرون من قائفهم الذي قادهم إلى الغار ويهزؤن به ، حتى أقسم أحدهم باللات والعزى أن هذا العنكبوت قد نسج خيوطه على باب الغار قبل أن يولد محمد .
صلوا عليه وسلموا تسليما؛
من مدونة الداعيــــــة
داتوكل مسعـــــود
اخوة الاسلام والايمان ،، كل عام وانتم فى قرب من الرحمن ..
فى مستهل تلكَ الأيام المباركات ، لابد لنا أن نتوقف ونستنشق جميل النسمات والنفحات ..
(( الا لربكم فى أيام دهركم لنفحات ، الا فتعرضـــوا لها ))
انها نفحـــات أيام هجرة الحبيب المصطفى ..من سيرته العطرة نستمد منهاج حياتنـــا ، نتعلم منه ونسير على خطاه ..ولنتوقف مع هجرته قليلاً ونستخرج العبر والعظات ..
بين التوكل على الله والأخذ بالأسباب
أراد النبي "صلى الله عليه وسلم" أن يهاجر ، فكانت هجرته عجباً.... رتب النبي "صلى الله عليه وسلم" خطوات هجرته مع صاحبه أبي بكر "رضي الله عنه" و حدد أدواراً لبعض الأفراد ... ورسم لهم طريقة تنفيذها بمنتهى الدقة والإحكام.... وكان في ذلك كله متوكلاً على الله حق توكله ... فجمع صلى الله عليه وسلم بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله بطريقة غير مسبوقة ولا ملحوقة ... كيف... وقد أوتي الكمال "صلى الله عليه وسلم "، فليس لأحد أن يبلغ كماله ، بأبي هو و أمي صلى الله عليه وسلم .
أتى النبي "صلى الله عليه وسلم" بيت أبي بكر "رضي الله عنه" وقت الهاجرة حيث تشتد حرارة الشمس ، فيأوي الناس إلى بيوتهم ويخلو الطريق من المارة .... فما رآه أحد.
خرج النبي "صلى الله عليه وسلم" و أبوبكر "رضي الله عنه" من بيت أبي بكر .... ليس من الباب الأمامي المؤدي إلى الطريق المعهود... ولكن من باب خلفي ؛ جعلوه لخروج الدواب ودخولها ، وليس من عادة الناس أن يدخلوا أو يخرجوا منه ... فما رآه أحد .
لما كانت المدينة من جهة الشمال من مكة وكان المشركون يعلمون أنه "صلى الله عليه وسلم" مهاجر إليها ؛ انطلق النبي "صلى الله عليه وسلم" وصاحبه "رضي الله عنه" في اتجاه الجنوب من مكة نحو غار ثور ... فما رآه أحد .
مكث النبي "صلى الله عليه وسلم" في الغار ثلاثة أيام بلياليها حتى يهدأ الطلب ، و ييأس الفرسان الذين يجوبون الأرض بحثا عنه "صلى الله عليه وسلم" ، ولهفا وراء الجائزة التي أعدتها قريش لمن يأتي بمحمد "صلى الله عليه وسلم" حيا أو ميتا ؛ وكانت الجائزة مائة ناقة.
كان عبد الله بن أبي بكر يقضي النهار في مكة بين القوم ، يتسمع الأخبار و يتصنت إلى أحاديث الغادين و الرائحين ..... فإذا جن الليل انطلق إلى النبي "صلى الله عليه وسلم" و أبي بكر"رضي الله عنه" فنقل إليهما كل ما يدور من حديث ،و سجل لهما مشاعر القوم وانفعالات نفوسهم و ما يتوقع منهم لاحقا ...... ثم يعود من هناك قبل الفجر فيصبح في مكة قبل أهلها ، و كأنه مابات إلا حيث باتوا ولم يره أحد .
رضي الله عنه
كانت أسماء بنت أبي بكر تحمل الطعام إلى النبي "صلى الله عليه وسلم "و أبيها "رضي الله عنه" و تنطلق إلى الغار سيرا على قدميها ثم تعود ........ فما رآها أحد .
رضي الله عنها
و كان عامر بن فهيرة غلام أبي بكر و خادمة ....... يرعى غنم أبي بكر "رضي الله عنه" ، فيمضي بها في الطريق الذي يسلكه عبد الله و أسماء فتعفى أظلاف المعز و الضأن على آثار أقدام عبد الله و أسماء ، فتذهب ...... و ما رآه أحد
رضي الله عنه
هذا ما صنعه محمد "صلى الله عليه وسلم " .......فماذا صنعت قريش؟!
أتوا بقائف ماهر بارع استطاع أن يقفوا آثار أقدام النبي "صلى الله عليه وسلم" وصاحبه "رضي الله عنه" من بيت أبي بكر ..........وحتى الغار؟!!
وهناك كانت العجيبة؟!!
قائفهم يقول : محمد وصاحبه في الغار!!!و النبي "صلى الله عليه وسلم "وصاحبه في الغار يسمعون همس الطالبين ووقع أقدامهم ، و الغار في منخفض من الأرض ، حتى ليقول أبو بكر "رضي الله عنه" : لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا والنبي "صلى الله عليه وسلم" يقول " لا تحزن إن الله معنا.. ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما"
أين ذهبت الأسباب؟! راحت سدى
ماذا فعلت الأسباب؟! لا شئ
كان كل هدف النبي "صلى الله عليه وسلم" وصاحبه "رضي الله عنه" ألا يصل المشركون إلى الغار ...... ولكنهم وصلوا .
ماذا بوسع النبي "صلى الله عليه وسلم" و صاحبه "رضي الله عنه" أن يصنعوه الآن ؟!...لا شئ .
ماذا لديهم الآن من أسباب يتسببونها إلى النجاة ؟!....لا شئ .
لم يبق إلا التوكل على الله .
الأسباب قد تنقطع لأنها فكر بشر، و فعل بشر يتعلق بالمخلوقات ، والمخلوقات قد تغيب ... وقد تعجز... و قد تنسى .... وقد تمل....
أما التوكل على الله فإنه لا ينقطع لأنه تعلق بالله...........
و الله سبحانه لا يغيب....... .ولا يعجز...... ولا ينسى....... ولايمل.
"فأنزل الله سكينته عليه و أيده بجنود لم تروها............."
"لم تروها" الخطاب للأمة كلها ، بما فيهم أصحابه "صلى الله عليه وسلم" عدا ...أبي بكر "رضي الله عنه" .
ولكن ربما رآها المشركون وكان هذا سر انصرافهم ويأسهم وعودتهم خائبين ، و بعد أن أيقنوا أن ليس بالغار أحد....محمد ولا غيره.
جاء في بعض الروايات أن الله أنبت شجرة ضخمة سدت باب الغار فلم يعد بإمكان أحد دخوله ... و أن طائرا استلان فرعا من فروعها المتدلية على باب الغار .... فبنى عليها عشاً ووضع في العش بيضة ورقد هناك قرير العين مرتاح البال .... وأن عنكبوتاً نسج خيوطه الواهية فأحكم بها إغلاق ما بقي من فتحة الباب ....
ووقف القوم أمام هذا المشهد يسخرون من قائفهم الذي قادهم إلى الغار ويهزؤن به ، حتى أقسم أحدهم باللات والعزى أن هذا العنكبوت قد نسج خيوطه على باب الغار قبل أن يولد محمد .
صلوا عليه وسلموا تسليما؛
من مدونة الداعيــــــة
داتوكل مسعـــــود