مشاهدة النسخة كاملة : ستكون سنة 2006 تاريخا حاسما وفاصلا، من شاء فليصدق ومن شاء فليكذب.



lahrech
09-12-2005, 16:11
2006: بين الرؤيا والكابوس
أحدثت رؤى جماعة العدل والإحسان في الأيام الأخيرة الكثير من الانفعالات. فحسب العديد منها ستكون سنة 2006 تاريخا حاسما وفاصلا.

من شاء فليصدق ومن شاء فليكذب.

لا أريد أن أجعل من هذا المقال نقدا لاذعا، أيا كان. إننا فقط في جماعة العدل والإحسان نستغرب من جسامة التحجر عند البعض فيما يخص أبعادا عقدية أساسية في ديننا الإسلامي.

إن الردود السطحية أمام أخبار الغيب (العالم غير المحسوس الذي لا يقل حقيقة عن العالم المحسوس) تزيدنا اقتناعا بأن الحكام قد حاصروا الإسلام وحولوه أساسا إلى أداة لتبليد الجماهير وتحقيرها وإخضاعها، كما سعوا إلى إغلاق كل الأبواب، بما في ذلك أبواب القلوب.

أعلم جيدا أن ما هو غير محسوس لا يناقش، وأشفق كثيرا من مصير الملحد أو العلماني الذي يقشعر جلده عند الحديث عن هذه الأبعاد التي هي مغيبة أكثر من كونها خفية فعلا. كيف يمكن مؤاخذة الملحدين أو العلمانيين ما دام العلماء والإسلاميون أنفسهم قد نبذوا البعد الغيبي رغم كونه جوهريا في عقيدتنا. إن تصديقنا بالغيب لا يعني البتة أننا نبني تصرفاتنا على الرؤى، ولكننا نعتبر أن أخذ خبر الغيب بعين الاعتبار وإدراجه في إدراكنا للعالم واجب روحي في ديننا الحنيف.

لن أقف أكثر من هذا مع الرسائل القادمة من عالم يرفضه البعض و يُنكَره، سيكون ذلك من قبيل الخوض في خطاب عقيم. لنترك عالم الأحلام وهامش عدم احتمال صحته، ولنندد بمستقبل أكيد إن لم تغير السلطة الحاكمة توجهاتها في الحين. إننا نتألم كثيرا لرؤية بلدنا الحبيب يغرق في واقع نمقته ونبغضه أكثر من أي شيء آخر، واقع العنف والفوضى؛ ولنا اعتقاد راسخ بأن عدم الاستقرار لا يتلاءم ورفاهية الشعوب ولا يستجيب لصورة المجتمع الذي رغب فيه الإسلام ودافع عنه.

إن من المبادئ الأساسية لجماعة العدل والإحسان، أكثر من أي طرف آخر في هذا البلد، نبذ العنف الذي قد يرافق ظروفا مظلمة مثل تلك التي تلوح في الأفق. العدل والإحسان، قبل أي طرف آخر، حاولت دق ناقوس الخطر لكي لا يغرق بلدنا-الذي لا يحبه حكامه- في البشاعة و الفظاعة.

جماعة العدل والإحسان تتهم الحكام باغتيال أمل الأجيال الصاعدة التي تعيش في مغرب يسير نحو المجهول. العدل والإحسان لم تختر رؤاها التحذيرية، المغرب في غليان شديد، وهو دون أي شك على وشك الدخول في اضطرابات غير مسبوقة.

ستكون سنة 2006 تاريخا فاصلا، وليست هناك حاجة للانتماء للعدل والإحسان ولا إلى مجموعة العرافين لفهم ذلك. لنتكلم إذن اللغة التي يفهمها الجميع إذا كنا نخاف من عالم الرؤى والأحلام.

ما أدق ذلك التشبيه الذي استعملته جريدة "لوجورنال" لوصف المغرب، ذلك المظهر الرهيب "للتيتانيك"، الباخرة التي تبتلعها الأمواج بينما تستمر الفرقة الموسيقية بداخلها في العزف وكأن لا شيء يحدث. غير أن الفرق الأساسي بين المغرب و "التيتانيك" هو أن الفرقة الموسيقية عندنا تؤمن "مستقبلها" بتهريب الأموال وبيع الوطن جزءا جزءا. الفرقة المغربية لديها زوارق للإنقاذ في سويسرا وغيرها... أما أولئك الذين سيتجرعون مرارة غرق "السفينة" و يتكبدون الخسائر فلا يعرفون عزف الموسيقى.

إن "التيتانيك" يغرق فعلا. والذين لا ينخدعون بالهدوء الظاهري للفرقة الموسيقية يتتبعون أولى بوادر الكارثة.

لنبدأ بالتذكير بالمظاهرات المتفاوتة الأهمية التي أصبحت تعيشها مناطق متعددة في بلدنا بشكل منتظم، وكذلك الفضائح المتتالية التي تمثل جزءا من واقعنا المعيش. لقد أصبح مشهد الهراوات المنهالة على الدكاترة المعطلين، الذين يقومون باعتصامات منذ مدة أمام البرلمان، تقليدا عاديا على كل طالب جامعي أن يدمجه في مشاريعه المستقبلية. إن اليأس الذي تفشى في سكان شرق المغرب وهجرتهم إلى البلد الجار، لم يشكلا أدنى عار للسلطة التي لم تتورع عن الاحتفال في بهرجة كبيرة وبمصاريف باهظة بالذكرى الخمسينية لخديعة شعب كان يؤمن بمستقبل حر ومشرق. و هذا هروب من خطر والسقوط في آخر أشد منه.

ونشير أيضا إلى مشهد قطع الطريق الذي تمارسه الشرطة و غيرها، والتي لا تستطيع بذلاتها الأنيقة التغطية على شراهتها ونهمها. إنها تعمل بجد ودون كلل من أجل إنقاذ حكم مرتش وخزينة جافة كجفاف السنوات الأخيرة.

وسواء كان الجفاف أم لم يكن، فإن المغاربة سيُحلبون مثل البقر حتى يسيل الدم من الضرع، وحتى الثمالة، بل وبجنون انتحاري. إن قانون ميزانية 2006 كابوس مخيف ينبئ وحده بزلزال اجتماعي حقيقي.

إلى أي مدى يمكن تفقير الشعب؟ إلى أي حد يمكن إهانة الشعب، واحتقاره واستغلاله؟ إلى متى نستطيع أن نزرع الرياح دون أن نحصد العاصفة؟

لقد أطرنا، نحن في جماعة والإحسان، شبيبة بأكملها لسنوات طويلة لكي لا تسقط في دوامة العنف والعياذ بالله، ولكن سياسة القمع التي ينتهجها الحكم حالت بيننا وبين شريحة واسعة من الشباب. ماذا تستطيع العدل والإحسان فعله بشعاراتها المسالمة والسلمية أمام جيل منكوب يستهويه ويجذبه يوما بعد يوم إسلام العمليات الانتحارية والوعد بجنة لا توجد على الأرض؟

لن تكون هناك جدوى من محاولة إيقاف الجماهير الغاضبة من المآل الذي لا يطاق لهذا الوطن المسكين.

لقد تجاوزنا نقطة اللاعودة بكثير، ولن تتمكن مروحية ملكية تطلق الرصاص على المتظاهرين الجياع من إيقاف الهيجان الشعبي. لا جدوى من الأسف على المرحوم الحسن الثاني وطريقته الراديكالية القمعية في إدارة الأزمات فلو عاد إلى الدنيا لاستعصى عليه العمل على استمرارية هذه الوضعية.

كانت آخر أمنيته الاستمرار، هذه هي الوصية السياسية المجملة جدا لمحمد السادس.

لا شيء آخر غير الاستمرار ؟ لا شيء!

ما أغربه من برنامج سياسي!

ما أغربها من طريقة للاستمرار ونحن في أواخر سنة 2005: مفاخرة بالغنى تدمي الجراح. ما أعجبه من أسلوب في الاستمرار، بدفع المليارات لمجلة "باري ماتش" لتصوير عائلة تخرج فجأة من ظلمات القرون الماضية من حريم غامض يُفرَض على المغاربة تحمل مصاريف بذخه وتكشيطاته (لباس زينة المرأة المغربية في المناسبات). تخبرنا إحصائيات الخزي والعار* كم تكلفنا الملكية، ولا شيء ينبئ بأنها ستكلفنا أقل يوما ما ؛ بل على العكس...

لا بد من الاستمرار: هذه وصية الحسن الثاني لابنه.

هل مكنه حسه السياسي من التنبؤ بتفتت ثم نهاية أسطورة المسيرة الخضراء؟ مسيرة صارت منذئذ حمراء أكثر فأكثر... بلون الدم الذي يغلي في عروق الصحراويين الذين يرفضون عيش الذل والهوان الذي أصبح لدى البعض طبيعة ثانية. حمراء أيضا بلون دم كل جنودنا الذين فقدوا أرواحهم... سدى.

سيعلن فشل قضية الصحراء بلا شك نهاية حقبة من تاريخ المغرب. على أي حلم بعد هذا سنعيش، ومن أجل أية رفاهة مستقبلية سنصبر على الجوع اليوم، ونقتصد في الماء والكهرباء؟

ما هو الأمر الذي سيلتحم به ومن أجله وطننا الذي أرادت له السياسات الأوطقراطية أن يبقى منقسما على نفسه من أجل السيطرة عليه؟ لن يمنع المجتمع المدني، الذي أُسس من لا شيء لأجل الوهم السياسي، من ظهور حركات انفصالية أخرى!

إذن،أليس لنا الحق أمام هذه الحصيلة المظلمة، ونحن الذين نظن في جماعة العدل والإحسان أن نبذ العنف أمر واجب، أليس لنا حتى الحق في أن نحلم بمغرب أفضل؟ أليست رؤانا المخبرة بأن 2006 هي سنة كل المخاطر، أبعدَ نظراً من سياسة الأرض المحروقة التي ينتجها أولائك الذين يجرون هذا البلد إلى الهاوية ؟

كم نأمل أن يروا مثل الرؤى التي نراها! فربما أصبحوا يعملون بأساليب أكثر ديمقراطية وأكثر رحمة، وأكثر تشاركية من أجل هذا الشعب الذي استُغل لفترة طويلة، وخُدع لفترة طويلة...



* انظر « Le Journal »عدد 230 ، 12- 18 نونبر 2005.

nawara
09-12-2005, 16:20
المبشرة عطاء من الله لعبده فضلا لا استحقاقا، تُحفِّزه للإقبال عليه والوقوف بين يديه، إن صدَّق بها سرَّته، فاستحق المزية من العطاء والنّعم «لئن شَكرتم لأزيدنّكم»(1)، وإن كذّب بها فالله الغني ونحن الفقراء.

hassan_1677
09-12-2005, 19:22
الحمد لله الحمد لله الحمد لله
الذي جعل في هذه الامة خير لاينقطع .وارتباط بالسماء لاينقطع ،فالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم اخبر صحابته رضوان الله عليم ،أن لم يبقى من النبوة إلا المبشرات ،قالوا والمبشرات يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له.
الحمد لله الحمد لله الحمد لله

anass
09-12-2005, 19:26
أتى نصر الله فلا تستعجلوه

nawara
10-12-2005, 11:52
الحمد لله الحمد لله الحمد لله

anass
10-12-2005, 18:33
النصر آت لا ريب لكن يجب أن نكون في الموعد مع الله تعالى و يجب أن لا نخون العهد

zakoujda
10-12-2005, 23:48
السلام عليكم و رحمة الله إخوتي نسأل الله تعالى أن نكون في الموعد .

abou ossama
11-12-2005, 11:23
السلام عليكم ورحمة الله

جزاك الله أخي على هذا الموضوع.
لاشك أن الرأيا أو المبشرة تعتبر نعمة من الله لعبده، ولايقدح فيها إلا جاهل أو محروم منها أو من لا توافق هواه ،و بالفعل لقدم كثرت الرأى الدالة على خلاص الامة من الذلة والمهانة ،والحمد الله شخصيا رأيت رأى ذالة على ذلك أحتفظ بها ،وللعلم ليس الامر بالسهل .وهذا حديث رسول الله صلى الله عليه وقع منه ما يخص العراق ثم سوريا ومصر ،الامة في مخاض يترتب عنه بزوغ الخلافة الاسلامية.

‏حدثنا ‏ ‏عبيد بن يعيش ‏ ‏وإسحق بن إبراهيم ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لعبيد ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏يحيى بن آدم بن سليمان ‏ ‏مولى ‏ ‏خالد بن خالد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زهير ‏ ‏عن ‏ ‏سهيل بن أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏منعت ‏ ‏العراق ‏ ‏درهمها ‏ ‏وقفيزها ‏ ‏ومنعت ‏ ‏الشأم ‏ ‏مديها ‏ ‏ودينارها ومنعت ‏ ‏مصر ‏ ‏إردبها ‏ ‏ودينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم شهد على ذلك لحم ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏ودمه .

رد على عجل وشكرا