مشاهدة النسخة كاملة : رسالية المسرح الساخر



nawara
09-12-2005, 16:37
رسالية المسرح الساخر

جاء في مصادر عدة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان من أفكه الناس، وكان قليل الضحك. ويروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا أمزح ولا أقول إلا صدقا".
أما حديث: "كثرة الضحك تميت القلب" فهو لا يحذر من الضحك بذاته بل من كثرته والإغراق والاستغراق فيه، أي من أن يجعل المرء حياته كلها لهوا ولعبا وضحكا وانشغالا عن أموره الجادة.
وقال علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: "روحوا القلوب، واطلبوا لها طرف الحكمة، فإنها تمل كما تمل الأبدان".
وقال أسامة بن زيد: "روحوا القلوب تعي الذكر".
وقال ابن الجوزي: "وما زال العلماء والأفاضل يعجبهم الملح ويهشون لها، لأنها تحجم النفس وتريح القلب من كد الفكر".
وقد لخص الغزالي رحمه الله في إحيائه وجهة نظر الإسلام في هذا الشأن حين قال: "وأما المزاح فمصايبة وفيه انبساط، وطيب القلب، فلم ينه عنه، فاعلم أن المنهي عنه الإفراط أو المداومة، أما المداومة فلأنه اشتغال باللعب، والهزل فيه واللعب مباح ولكن المداومة عليه مذمومة. وأما الإفراط فيه فإنه يورث كثرة الضحك، وكثرة الضحك تميت القلب، وتورث الضغينة في بعض الأحوال، وتسقط المهابة والوقار".
ولقد ظهر في تاريخ المسلمين منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عدة شخصيات تميزت بروح الفكاهة والطرفة وكان ممن عرف منها الصحابي نعيمان، وامتد الأمر إلى أكثر من ذلك ليشمل التأليف والتدوين، ومن أشهر من كتب في المجال نجد الجاحظ وأبي حيان التوحيدي وابن الجوزي هذا الأخير الذي اشتهر بكتاب "أخبار الحمقى والمغفلين".

مجالات الفكاهة ووظائفها:
بناء على ما سبق وبالنظر لواقع الحال وباعتبار التحديات التي تواجه الدعوة الإسلامية عامة فإن للفكاهة منافع عدة ووظائف جمة، إذ لا يستطيع غيرها أن ينوب عنها في ثغرها بنفس فاعليتها وتأثيرها، لذلك فلا بد للفنان الفكاهي الداعية أن يستحضر هذه الوظائف لكي يتميز عرضه بالشمولية والتنوع والفعالية والتأثير المطلوب.

ويمكن حصر هذه الوظائف في:
1- الوظيفة التربوية: حيث أثبتت عدة دراسات حديثة أن الفكاهة تعمل على تحقيق تطهير جماعي للانفعالات السلبية المتراكمة بفعل أحداث الحياة اليومية كما أنها تعدل عدة سلوكات سلبية عن طريق السخرية منها وإثارة الرأي حولها.

2- الوظيفة التواصلية: حيث أن الضحك ييسر التفاعل بين الأفراد والجماعات، ويتحقق التواصل نتيجة تلطيف غضب الآخرين وتفادي هجومهم السلبي على الدعوة وجنودها، فيتحول ذلك إلى حالة إيجابية ونوع من المشاركة والمساهمة.

3- الوظيفة السياسية: وذلك بفضح ونقد كل المؤسسات الاجتماعية والسياسية وإثارة الانتباه لبعض الأخطاء قصد التصحيح والتجاوز.

4- الوظيفة التبليغية: فبالفكاهة يمكن أن ننقل أفكارا وآراء وتعريف الناس بها، وهم في حالة استماع وتتبع ذهني لا يتوفر أثناء الموعظة أو المحاضرة أو الندوة.

5- الوظيفة الترفيهية: ترويح القلوب والنفوس، فالقلوب إذا كلت عميت كما جاء في الحديث الشريف، والدأب أو الاستمرار في الجد يجعل النفس تمل وتسأم، وبعض المباح من اللهو يجعلها تنجلي وتشرق حيث يتبدد التعب المتراكم بفعل استمرار العمل ومواصلة التفكير الجاد.

كيف تحقق الفكاهة وظائفها؟
إن الفكرة الأساس للفكاهة والضحك هي انتقاد النقص والحط من قيمته والسخرية منه سواء طال هذا النقص الأخلاق أو المؤسسات المدنية أو الأشخاص، إلا أن تبني هذه الفكرة على إطلاقها قد يؤثر على تحقيق بعض الوظائف والأهداف التي يسعى الفنان الداعية لبلوغها ومن أجل ذلك فلا بد من تقييد هذه الفكرة بما يجنبه السقوط في أحد المزالق التالية:

1. انتقاد خَلق الإنسان بدل خُلقه.
2. استعمال ألفاظ الشتم والسباب.
3. توظيف أسماء أشخاص أو أسماء هيآت بعينها.
4. تناول موضوعات مقدسة (الصوم، الصلاة...) أو أشخاص مرتبطين بها (أئمة، حجاج، فقهاء...).
5. الفكاهة العرقية وذلك بإثارة النزعة القبلية (أمازيغ / عرب..).
6. الارتجال والارتباك أثناء العرض.
7. عدم القدرة على التفاعل وإثارة انتباه الجمهور.

إن هذه المزالق قد تكون عفوية لكن لها تأثيرا على واحد أو أكثر من الوظائف المذكورة سلفا ومن أجل ذلك نعرض هذه الضوابط الأولية التي نعتقد أن الالتزام بها –إن شاء الله- يساعد على تحقيق الأهداف المتوخاة:

1. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا أمزح ولا أقول إلا صدقا". وقال الإمام الغزالي: "إن قدرت على ما قدر عليه رسول الله وأصحابه، وهو أن تمزح ولا تقول إلا حقا، ولا تؤذي قلبا ولا تفرط فيه، فلا حرج عليك فيه".

2. تجنب النكت والملح التي تتحدث عن المقدسات الدينية أو ما يرتبط بها قصد الاستهزاء أو السخرية.

3. تجنب الفكاهة العرقية القائمة على التمايز القومي نظرا لما يثير ذلك من حساسية ونزعة قومية لدى الحضور الذي غالبا ما يكون مختلطا.

4. ضبط المادة الفنية سلفا قبل عرضها لأن الارتجال السلبي يسوق لسان الفنان أحيانا إلى ما لا تحمد عقباه.

5. التدرب على آليات التنشيط والاطلاع على كيفية إدارة وتنشيط المجموعات وأشكال الإلقاء.

6. التهمم الدائم بهموم الناس وقضايا الأمة وتتبع المجالات السياسية والاجتماعية والحقوقية.

7. الحفاظ على السمت الحسن شكلا وقولا وسلوكا دون أن يؤدي ذلك إلى التحجر والجمود

المختار
14-12-2005, 10:41
جزاك الله بخير اختي الفاضلة

موضوع قيم جعله الله في الميزان المقبول

nawara
14-12-2005, 13:31
jazaaka ellah khayran ya akhi mokhtar

chahid2007
16-12-2005, 00:08
جزاك الله خيرا على الموضوع
مزيدا من العطاء أختي

nawara
16-12-2005, 15:02
jazaaka ellah khayran ya akhi

h_chma
19-02-2006, 23:36
شكرا على الموضوع

h_chma
19-02-2006, 23:38
شكرا على الموضوع

amoula
02-03-2006, 17:10
جزاك الله بخير اختي الفاضلة

موضوع قيم جعله الله في الميزان المقبول

عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:49
كتب فيكتور هيجو راسكن باندا
Saturday, 18 March 2006
ترجمة سباعي السيد


بصيص من أمل

{mosimage}يجب علينا أن نعتبر كل يوم يمر بنا يوماً للمسرحِ العالميِ، لأن شعلة المسرح تأججت في ركن من أركان عالمنا خلال القرون العشرين الماضية.

لقد تعرض المسرح دائماً إلى خطر الانزواء، وخصوصاً مع بزوغ شمس السينما، والتلفزيون، والوسائط الرقمية التي ازدهرت بدورها في يومنا هذا. لقد غزت التكنولوجيا خشبة المسرح ودمرت البعد الإنساني فيه، وقامت محاولات لخلق مسرح بلاستيكي، كنوع من التصوير الحركي البديل للكلمة المنطوقة. ومثلت المسرحيات بدون حوار أو إضاءة أو ممثلين، باستخدام الدمى والعرائس التي تدعمها مؤثرات ضوئية متعددة.

...اقرأ المزيد
حضور المتلقى فى قلب التحولات الفنية
كتب د.حسن عطية
Friday, 10 March 2006
{mosimage}رغم أن مفهوم العولمة قد ظهر فى مجال الاقتصاد أولا ، ألا أن سعى أصحابه لفرضه على العالم بكافة أصعدته ، قد دفع الثقافة للانتباه والتحرك لهذا التحدى الجديد أو المتجدد وطرح استجاباتها له ، فالمتغيرات الاقتصادية فى أى مجتمع ، تؤثر بالحتم سلبا أو إيجابا فى أنشطة الثقافة القائمة وتوجهاتها ، والعولمة فى أبسط تعريف لها تعنى تحقيق " تعاون حقيقى يتجاوز الحدود والمجتمعات والثقافات " ، كما قال "بيتر مارتن" فى مقاله "التزام أخلاقى" (لوموند ديبلوماتيك ـ 1997 )
...اقرأ المزيد
المقامة البهلوانية
كتب د. عبد الكريم برشيد
Friday, 10 March 2006
{mosimage} ( أنا حكواتي معاصر، جئت من الأحياء الهامشية ، أركب درجة هوائية ، في الفراغ ألقى وجودي، أو ما يشبه وجودي ، وفي الخيال أبني عمارات كينونتي وهويتي .في فضاء الحكاية تجدون عنواني . إنني أسافر وأرحل بين حدين متحركين ومتقاطعين ومتداخلين ؛ حد الماضي الذي لا يمضي ، وحد هذا الآن الطائر والمتبخر . في الحلم مسكني ، وفي الجنوني صراطي ، وصراطي ليس مستقيما ، وهو أرق من شعرة وأحد من شفرة السيف ) ع . برشيد ـ الحكواتي الأخير ـ إحتفال مسرحي ـ مخطوط
...اقرأ المزيد
نص المقامة البهلوانية
كتب د. عبد الكريم برشيد
Friday, 10 March 2006
النفس الأول : مقام الرؤية

حدثنا الحكواتي عبد السميع بن عبد البصير قال :هذا رجل من الناس ، أقول هذا وأشير إليه ، وهو حي يرتزق، يحيا حياته أمامكم هنا ، وهو يمشي ويتحرك ، ويغضب مرة، ويضحك مرات ومرات، يضحك على نفسه حينا ، وتضحك عليه نفسه المخادعة في أغلب الأحيان، وعليه ، فإنني لا أقول كان يا ما كان، ولا أعود بكم إلى سالف العصر والأوان .تسألون عن اسمه؟ يمكنكم أن تعطوه كل الأسماء، لأنه مشروع شخصية مسرحية ، ويوم ( يزيد) لكم أن تسموه ( سعيد) أو ( يزيد) أو ( بلعيد) أو ما شئتم من الأسماء .. أنظروا إيه جيدا، إنه هناك، هل رأيتموه ؟ إنه حائر، وهو يمارس حيرته بالمشي وبالسؤال وبالانفعال، اسمعوه ماذا يقول :

...اقرأ المزيد
أوديب العربي من توفيق الحكيم إلى وليد إخلاصي
كتب سباعي السيد
Wednesday, 22 March 2006
{mosimage} صدر مؤخراً للبروفيسور مارفن كارلسون كتاب Arab Oeidipus (أوديب العربي- أربع مسرحيات من مصر وسوريا) الذي يضم ترجمة انجليزية لأربع مسرحيات عربية تستمد موضوعها من أسطورة أوديب الإغريقية. المسرحيات هي:
الملك أوديب - توفيق الحكيم (1898-1987) (مع مقدمة المؤلف)
تراجيديا أوديب - علي أحمد باكثير (1915-1959)
كوميديا أوديب – علي سالم (1963- )
أوديب – وليد إخلاصي (1935- )

...اقرأ المزيد
عراقيون يقتحمون المسرح الهولندي
كتب علاء الجابر
Wednesday, 22 March 2006
تـُرى كيف استطاع هذا الأسمر القادم من صهد بغداد إلى ( قـر) هولندا أن يندمج بكل هذه القدرة في تفاصيل الشخصية الهولندية ، ملتقطا سماتها ، ومتشربا هفواتها ، نزواتها وسخطها فى أول عمل له باللغة الهولندية التى أجادها كما هولندي أصيل ، لا كمتحدث لم تتجاوز معرفته بها بضع سنوات لا تؤهل أي شخص لإتقان هذه اللغة التى تعد واحدة من أصعب اللغات الأوربية.
...اقرأ المزيد

عبد اللطيف بوكرن
13-09-2006, 17:49
المسرح عالمي و هو أب الفنون فكيف لا نقبل أن تكون دعوتنا دعوة عالمية من خلال المسرح أيضا

genie-said
08-10-2006, 13:18
السلام عليكم
تسجلت في المسرح لما فيه من فوائد
طلب مني الاستاد أن أن أقلد شخص مغرم بالفتات و هي أمامي ففعلت
هل أترك المسرح أم أكمل الدراسة علما أن هدفي أن أكون ممثل في خدمة الدعوة الى الله

عبد اللطيف بوكرن
26-10-2006, 21:55
بارك الله فيكم و ننتظر منكم تفعيل المسرح

hasnaa
03-11-2006, 15:44
جزاك الله خيرا أختي علىالموضوع القيم
أسأل الله العلي القدير أن يجعله في الميزان المقبول

hasnaa
26-12-2006, 19:07
شكرا على الموضوع

hassan_1677
09-01-2007, 17:41
شكرا على الموضوع

ibn-yassin
10-01-2007, 23:41
بارك الله فيك

نصر الله
22-01-2007, 17:37
جازاك الله خيرا
بارك الله فيكم
نفع الله بكم الأمة

عبد العظيم هريرة
14-04-2007, 18:09
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
الأخت نوارة، نورت والله علي مساحة من العتمة في معرفتي بهذا الموضوع فأنا مسرحي واقرأ كثيرا عن المسرح و الفكاهة وأهميتها في الجانب السيكولوجي .. ولكني حقيقة لم اقرا عليها من الناحية الأسلامية والأحاديث النبوية ... فلقد أعطيتني سلاحا جديدا لكي أستعين به في دحض الآراء المتحاملة على المسرح.
وحبذا أختي أن يدرك المشتغلون بالحقل المسرحي أهمية هذا الفن في الدعوة الإسلامية وينفتحون عليه من أجل مستقبل زاهر للإسلام والمسامين.
جزاك الله خيرا
أخوك في الله عبدو