توفيق
26-01-2009, 13:49
عندما يصبح تعليق العلم الفلسطيني جريمة
سعاد رودي
«بعد أن علقنا العلم الفلسطيني فوق سطح بيتنا تضامنا مع أهالي غزة، أمرتنا السلطات المحلية بسحب العلم فورا ودون إبطاء»، هكذا ردد عبد الواحد السعدي، أحد الموظفين الجماعيين، بنبرة احتجاجية بعد أن أجبرتهم باشوية مدينة أولاد عياد على سحب علم ناجي العلي من سطح منزلهم دون توضيح الأسباب. لم تتوقع أسرة السعدي أن تتحرك السلطات لإجهاض مبادرة اعتبروها «تضامنية مع نساء وأطفال غزة الذين يواجهون التقتيل والحصار في غزة»، وأن يتم إنزال علم فلسطين الذي حاكه عبد الواحد وأشرف على تعليقه بمحاذاة نافذة صالون المنزل وعلى السطح وفوق باب المحل التجاري الذي يملكه والده.
قبل أسبوع، وفي خضم مسيرات التضامن التي نظمها سكان المدينة، قررت عائلة السعدي التي يقابل بيتها ساحة الحرية وسط المدينة تعليق العلم الفلسطيني لأول مرة في تاريخ قبيلة أولاد عياد التي أثارت اهتمام الرأي العام الوطني سنة 2004 بعد قرار مجموعة من أبنائها المعطلين تنفيذ «استشهاد جماعي»، احتجاجا على تأخر توظيفهم في أسلاك الوظيفة العمومية رغم الوعود التي قدمت لهم..
عشق عبد الواحد منذ طفولته الاستماع إلى أغاني مارسيل خليفة وجوليا بطرس وأحمد قعبور وفرقة العاشقين الفلسطينية. يعلق عبد الواحد قائلا: «نشأنا في هذه المدينة الصغيرة وقلوبنا تتابع مسلسل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وآمنا دائما بعدالة قضية إخواننا في فلسطين»، يتوقف لبرهة ليتابع: «بعد اندلاع الحرب على غزة في الشهر الماضي، وددت لو ازداد في بيتنا مولود، لأننا كنا سنطلق عليه غزة أو حماس وأسماء فلسطينية أخرى».
يحكي عبد الواحد عن زيارة كانت متوقعة للسلطات بسبب انزعاجها مما قامت به عائلته. يتذكر ذلك الموقف قائلا: «حل عون للقوات المساعدة بعد ثلاثة أيام على تعليق العلم ليخبر أختي الكبرى عن انعقاد اجتماع أمني استثنائي وطلب منها أن تسحب الراية وإلا ستعرض نفسها للأسوأ». بعد ساعة، توصل والد عبد الواحد باستدعاء من الباشوية تطلب منه الحضور حالا. عاد والد السعدي إلى البيت في حالة هستيرية وانتزع الرايات بعنف من أماكنها، وتبادل مع أبنائه السبعة نقاشا ساخنا حول ما حدث، قبل أن يقرروا الاحتفاظ بالعلم فوق المحل التجاري. قال له الباشا بحضور موظف من الشؤون العامة وأعوان السلطة إن الأعلام تعلق فقط فوق واجهات الإدارات العمومية ومؤسسات الدولة»، يقول السعدي ويتابع متسائلا بسخرية: «هل يعد تعليق الراية الفلسطينية جريمة يعاقب عليها القانون المغربي؟ وهل هناك جهات يستفزها علم أبناء غزة؟». لم يجد السعدي أية أجوبة عن هذه الأسئلة، واعترف بالمقابل بأنه يجب على السلطات توضيح ما إذا كان «تعليق الراية الفلسطينية مسا بالثوابت الوطنية، في وقت يضع فيه المغرب القضية الفلسطينية ضمن قضاياه الوطنية»، وطالب في نفس الوقت باتخاذ قرار آخر اعتبره عمليا أكثر: «نطالب السلطات باعتقالنا وتوقيفنا بتهمة وضع الكوفية الفلسطينية على أعناقنا مادامت بدورها رمزا من رموز القضية الفلسطينية، وأن يتم استصدار حكم قضائي وتقديمنا إلى القضاء لكي لا نكرر نفس السلوك مرة أخرى».
موقع المساء
سعاد رودي
«بعد أن علقنا العلم الفلسطيني فوق سطح بيتنا تضامنا مع أهالي غزة، أمرتنا السلطات المحلية بسحب العلم فورا ودون إبطاء»، هكذا ردد عبد الواحد السعدي، أحد الموظفين الجماعيين، بنبرة احتجاجية بعد أن أجبرتهم باشوية مدينة أولاد عياد على سحب علم ناجي العلي من سطح منزلهم دون توضيح الأسباب. لم تتوقع أسرة السعدي أن تتحرك السلطات لإجهاض مبادرة اعتبروها «تضامنية مع نساء وأطفال غزة الذين يواجهون التقتيل والحصار في غزة»، وأن يتم إنزال علم فلسطين الذي حاكه عبد الواحد وأشرف على تعليقه بمحاذاة نافذة صالون المنزل وعلى السطح وفوق باب المحل التجاري الذي يملكه والده.
قبل أسبوع، وفي خضم مسيرات التضامن التي نظمها سكان المدينة، قررت عائلة السعدي التي يقابل بيتها ساحة الحرية وسط المدينة تعليق العلم الفلسطيني لأول مرة في تاريخ قبيلة أولاد عياد التي أثارت اهتمام الرأي العام الوطني سنة 2004 بعد قرار مجموعة من أبنائها المعطلين تنفيذ «استشهاد جماعي»، احتجاجا على تأخر توظيفهم في أسلاك الوظيفة العمومية رغم الوعود التي قدمت لهم..
عشق عبد الواحد منذ طفولته الاستماع إلى أغاني مارسيل خليفة وجوليا بطرس وأحمد قعبور وفرقة العاشقين الفلسطينية. يعلق عبد الواحد قائلا: «نشأنا في هذه المدينة الصغيرة وقلوبنا تتابع مسلسل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وآمنا دائما بعدالة قضية إخواننا في فلسطين»، يتوقف لبرهة ليتابع: «بعد اندلاع الحرب على غزة في الشهر الماضي، وددت لو ازداد في بيتنا مولود، لأننا كنا سنطلق عليه غزة أو حماس وأسماء فلسطينية أخرى».
يحكي عبد الواحد عن زيارة كانت متوقعة للسلطات بسبب انزعاجها مما قامت به عائلته. يتذكر ذلك الموقف قائلا: «حل عون للقوات المساعدة بعد ثلاثة أيام على تعليق العلم ليخبر أختي الكبرى عن انعقاد اجتماع أمني استثنائي وطلب منها أن تسحب الراية وإلا ستعرض نفسها للأسوأ». بعد ساعة، توصل والد عبد الواحد باستدعاء من الباشوية تطلب منه الحضور حالا. عاد والد السعدي إلى البيت في حالة هستيرية وانتزع الرايات بعنف من أماكنها، وتبادل مع أبنائه السبعة نقاشا ساخنا حول ما حدث، قبل أن يقرروا الاحتفاظ بالعلم فوق المحل التجاري. قال له الباشا بحضور موظف من الشؤون العامة وأعوان السلطة إن الأعلام تعلق فقط فوق واجهات الإدارات العمومية ومؤسسات الدولة»، يقول السعدي ويتابع متسائلا بسخرية: «هل يعد تعليق الراية الفلسطينية جريمة يعاقب عليها القانون المغربي؟ وهل هناك جهات يستفزها علم أبناء غزة؟». لم يجد السعدي أية أجوبة عن هذه الأسئلة، واعترف بالمقابل بأنه يجب على السلطات توضيح ما إذا كان «تعليق الراية الفلسطينية مسا بالثوابت الوطنية، في وقت يضع فيه المغرب القضية الفلسطينية ضمن قضاياه الوطنية»، وطالب في نفس الوقت باتخاذ قرار آخر اعتبره عمليا أكثر: «نطالب السلطات باعتقالنا وتوقيفنا بتهمة وضع الكوفية الفلسطينية على أعناقنا مادامت بدورها رمزا من رموز القضية الفلسطينية، وأن يتم استصدار حكم قضائي وتقديمنا إلى القضاء لكي لا نكرر نفس السلوك مرة أخرى».
موقع المساء