أشرف
10-02-2009, 10:24
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2009/2/9/1_892839_1_34.jpg
مقال وجدته على صفحات الجزيرة نت، مقال خطير جدا تفصل فيه الظروف والكمائن وكل ما أحيط بالعدوان على غزة المباركة قبل وبعد لا يفوتكم
فهمي هويدي يكتب: غزة.. حقيقة المطلوب والمعروض
على كثرة ما كتب في موضوع غزة، أزعم أن القصة الحقيقية لم ترو بعد، وأن الجزء الغاطس من الموضوع أكبر بكثير مما ظهر على السطح.
1
لا أدعي أنني على إحاطة بكامل حقائق القصة، لكن ما توفر لدي من معلومات خلال الأسبوع الماضي أقنعني بأن الكثير مما تداولته وسائل إعلامنا، بعضه يفتقر إلى الصواب والبعض الآخر يفتقر إلى الدقة والبعض الثالث يفتقر إلى البراءة.
وقبل أن أعرض ما عندي في هذا الصدد، ثمة خلفية يتعين استدعاؤها، لأنها تسلط الضوء على الحقيقة المغيبة، ذلك أنه من التبسيط الشديد والمخل للأمور القول إن العدوان الإسرائيلي على غزة جاء نتيجة لإلغاء التهدئة، وإطلاق بعض الصواريخ على القطاع، وهذا الادعاء هو أحد الأكاذيب التي روجتها إسرائيل، ونجحت في دسها علينا، حتى أصبحت أحد محاور خطابنا الإعلامي.
وللعلم، فإن الذي فضح هذه الأكذوبة وفندها هو الكاتب والباحث الأميركي اليهودي هنري سيجمان، في مقالة مهمة وكاشفة بعنوان "أكاذيب إسرائيل" نشرتها له مجلة لندن ريفيو أوف بوكس في عدد 29 يناير/ كانون الثاني، وكانت خلاصة مقالته تحت عنوان "أكاذيب إسرائيل" أن الأخيرة هي التي نقضت التهدئة وليست حماس.
عبّر عن هذا الموقف أيضا أستاذ هارفارد البروفيسور جون ميرزهايمر الذي كتب مقاله بعنوان "حرب أخرى.. خسارة أخرى" قال فيها إن سبب الحرب ليست صواريخ حماس، بل متابعة "هدف إسرائيل الكبرى".
صحيح أن حرب المشروع الإسرائيلي في فلسطين عمرها مائة عام، إلا أن النتائج المفاجئة لانتخابات المجلس التشريعي عام 2006 كانت بمثابة نقطة تحول في المسيرة، ذلك أن تصويت الجماهير للمقاومة وحصول حركة حماس على أغلبية المجلس قلب الموازين وصدم الجميع، إذ أفاقت إسرائيل على حقيقة أن مشروعها للتسوية السياسية أصبح في خطر.
تماما كما أن جماعة السلطة في رام الله أدركوا أن احتكارهم لصدارة المشهد الفلسطيني أصبح بدوره في خطر، وهو ما أحدث اتفاقا على ضرورة إلغاء نتيجة الانتخابات، والتخلص من حماس وما تمثله بكل السبل، فتولت إسرائيل اعتقال أغلب ممثليها في المجلس التشريعي المنتخب بمن فيهم رئيسه، وكان على أجهزة السلطة في غزة أن تسقط الحكومة المنتخبة.
وبدأت المناكفات بمقاطعة الحكومة، ثم الاشتراك في حكومة للوحدة الوطنية، التي لم يتوقف أبو مازن عن مقاطعتها من جانبه، في حين تولت الأجهزة الأمنية التابعة له على إثارة الفلتان الأمني بهدف إفشال تجربتها، الأمر الذي اضطرت معه الحكومة إلى الاستيلاء على مقار تلك الأجهزة لإجهاض مخططاتها وإنهاء تمردها.
وقد وثق الدور الأميركي في عملية الانقلاب على الحكومة وإفشالها الصحفي ديفيد روز، في التقرير المثير الذي نشرته له مجلة فانيتى فير في عدد أبريل/ نيسان 2008.
وحين فشل الانقلاب الداخلي الذي قادته الأجهزة الأمنية، لجأت إسرائيل إلى حصار القطاع، ولم ينجح التجويع في إثارة الفلسطينيين وانقلابهم على الحكومة كما كان مرجوا، وإزاء فشل كل هذه المحاولات لجأ الإسرائيليون إلى السلاح لتحقيق الهدف الذي طال انتظاره.
ومن ثم كانت العملية العسكرية التي بدأت يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 للقضاء على المقاومة وإزالة آثار انتخابات عام 2006.
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2009/2/9/1_892839_1_34.jpg
مقال وجدته على صفحات الجزيرة نت، مقال خطير جدا تفصل فيه الظروف والكمائن وكل ما أحيط بالعدوان على غزة المباركة قبل وبعد لا يفوتكم
فهمي هويدي يكتب: غزة.. حقيقة المطلوب والمعروض
على كثرة ما كتب في موضوع غزة، أزعم أن القصة الحقيقية لم ترو بعد، وأن الجزء الغاطس من الموضوع أكبر بكثير مما ظهر على السطح.
1
لا أدعي أنني على إحاطة بكامل حقائق القصة، لكن ما توفر لدي من معلومات خلال الأسبوع الماضي أقنعني بأن الكثير مما تداولته وسائل إعلامنا، بعضه يفتقر إلى الصواب والبعض الآخر يفتقر إلى الدقة والبعض الثالث يفتقر إلى البراءة.
وقبل أن أعرض ما عندي في هذا الصدد، ثمة خلفية يتعين استدعاؤها، لأنها تسلط الضوء على الحقيقة المغيبة، ذلك أنه من التبسيط الشديد والمخل للأمور القول إن العدوان الإسرائيلي على غزة جاء نتيجة لإلغاء التهدئة، وإطلاق بعض الصواريخ على القطاع، وهذا الادعاء هو أحد الأكاذيب التي روجتها إسرائيل، ونجحت في دسها علينا، حتى أصبحت أحد محاور خطابنا الإعلامي.
وللعلم، فإن الذي فضح هذه الأكذوبة وفندها هو الكاتب والباحث الأميركي اليهودي هنري سيجمان، في مقالة مهمة وكاشفة بعنوان "أكاذيب إسرائيل" نشرتها له مجلة لندن ريفيو أوف بوكس في عدد 29 يناير/ كانون الثاني، وكانت خلاصة مقالته تحت عنوان "أكاذيب إسرائيل" أن الأخيرة هي التي نقضت التهدئة وليست حماس.
عبّر عن هذا الموقف أيضا أستاذ هارفارد البروفيسور جون ميرزهايمر الذي كتب مقاله بعنوان "حرب أخرى.. خسارة أخرى" قال فيها إن سبب الحرب ليست صواريخ حماس، بل متابعة "هدف إسرائيل الكبرى".
صحيح أن حرب المشروع الإسرائيلي في فلسطين عمرها مائة عام، إلا أن النتائج المفاجئة لانتخابات المجلس التشريعي عام 2006 كانت بمثابة نقطة تحول في المسيرة، ذلك أن تصويت الجماهير للمقاومة وحصول حركة حماس على أغلبية المجلس قلب الموازين وصدم الجميع، إذ أفاقت إسرائيل على حقيقة أن مشروعها للتسوية السياسية أصبح في خطر.
تماما كما أن جماعة السلطة في رام الله أدركوا أن احتكارهم لصدارة المشهد الفلسطيني أصبح بدوره في خطر، وهو ما أحدث اتفاقا على ضرورة إلغاء نتيجة الانتخابات، والتخلص من حماس وما تمثله بكل السبل، فتولت إسرائيل اعتقال أغلب ممثليها في المجلس التشريعي المنتخب بمن فيهم رئيسه، وكان على أجهزة السلطة في غزة أن تسقط الحكومة المنتخبة.
وبدأت المناكفات بمقاطعة الحكومة، ثم الاشتراك في حكومة للوحدة الوطنية، التي لم يتوقف أبو مازن عن مقاطعتها من جانبه، في حين تولت الأجهزة الأمنية التابعة له على إثارة الفلتان الأمني بهدف إفشال تجربتها، الأمر الذي اضطرت معه الحكومة إلى الاستيلاء على مقار تلك الأجهزة لإجهاض مخططاتها وإنهاء تمردها.
وقد وثق الدور الأميركي في عملية الانقلاب على الحكومة وإفشالها الصحفي ديفيد روز، في التقرير المثير الذي نشرته له مجلة فانيتى فير في عدد أبريل/ نيسان 2008.
وحين فشل الانقلاب الداخلي الذي قادته الأجهزة الأمنية، لجأت إسرائيل إلى حصار القطاع، ولم ينجح التجويع في إثارة الفلسطينيين وانقلابهم على الحكومة كما كان مرجوا، وإزاء فشل كل هذه المحاولات لجأ الإسرائيليون إلى السلاح لتحقيق الهدف الذي طال انتظاره.
ومن ثم كانت العملية العسكرية التي بدأت يوم 27 ديسمبر/ كانون الأول 2008 للقضاء على المقاومة وإزالة آثار انتخابات عام 2006.