مشاهدة النسخة كاملة : جماعة العدل و الإحسان



abdelkader
16-02-2009, 19:04
بسم الله الرحمن الرحيم


نظرا للحجب المتواصل من المخزن سوف نعرف الرأي الوطني والعالمي من هذا المنبر


جماعة العدل و الإحسان: الأهداف والوسائل

تعريف
الأهداف
الوسائل


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعريف

- "العدل والإحسان" جماعة دعوة إلى الله عز وجل: "ونحن الدعوة مهنتنا، والدعوة وسيلتها التربية، وسيلتها التذكير، وسيلتها الإنذار، وسيلتها التبشير، وسيلتها الوعظ، وسيلتها التعليم، وسيلتها الإقناع، وسيلتها التي هي أحسن..." الشورى والديمقراطية ص 273.
- "العدل والإحسان" جماعة تجديد للدين، تسعى لتكون من المن الذي يجدد الله به الدين للأمة كما ورد في الحديث الذي رواه أبو داود والبيهقي والحاكم بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"
- "العدل والإحسان" جماعة تربية وتوبة إلى الله عز وجل: منطلقنا أن جسم الأمة مريض، ومرضها يسمى فتنة، وهي بحاجة إلى تطبيب وتمريض وتربية بمعنى التربية الجذري -التنشئة والتنمية- (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم( وهذا ما يقتضي أن نعطي الأهمية القصوى لفحص ذاتنا، والنظر في عيوبنا لتمحيص صفوفنا وصقل قلوبنا، وقد روى الإمام أحمد وحسنه السيوطي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الإيمان يخلق (أي يبلى) في القلب كما يخلق الثوب فجددوا إيمانكم" وفي حديث آخر "جددوا إيمانكم، قيل وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله".
- "العدل والإحسان" جماعة تدافع: الهم السياسي جزء لا يتجزأ من فكر الجماعة وعملها مع التذكير دائما بأن العمل الحزبي والتسابق إلى الانتخابات ومواقع السلطة ليس كل شأننا، بل هو بعض شأننا واهتمامنا مصداقا لقول الله عز وجل: (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور).

الأهداف

لا ترضى جماعة "العدل والإحسان" بهدف اجتماعي سياسي دون العدل على شريعة الله، ولا ترضى بغاية تتطلع إليها همم المومنين والمومنات دون الإحسان، فقد أورد بن كثير في تفسيره: "قال الشعبي عن بشير بن نهيك: سمعت ابن مسعود يقول:إن أجمع آية في القرآن في سورة النحل (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).
العدل والإحسان هما أم القضايا وأبوهما في الدين والدنيا، وفي الدعوة والدولة، في المصير السياسي والمصير الأخروي.
العدل والإحسان عنواننا في شارع السياسة، له أصالته من القرآن، وله واقعيته من غضبنا؛ لما تنتهكه الطبقة المترفة المستكبرة من حقوق العباد.
العدل صلب الدين وحوله تطيف هموم المسلمين وبه بعث الله الرسل والنبيين، وهو عماد العمران، وبدونه يكون عملنا اضطرابا عقيما على وجه الأحداث وعملا غير صالح بمعيار القرآن.
الإحسان لتطمئن خطانا إلى الله وخطواتنا في مواجهة الحقائق المرعبة في المجتمع، وبوجوده لن ندعو أبدا إلى الحل الصراعي العنيف.
الإحسان في العبادة أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، والإحسان في العمل إتقانه وإجادته فقد كتب الله الإحسان على كل شيء، والإحسان في المعاملات أن تحسن إلى الناس؛ ومجموع هذه الدلالات يعطينا مواصفات المومن الصالح في نفسه وخلقه وتعامله مع المجتمع، يعطينا الوصف المرغوب لعلاقات العبد بربه وبالناس وبالأشياء.

الوسائل

1.التنظيم: أول خطوة هي إيجاد الكيان الجماعي المنظم المنوط به القيام بعملية التغيير والمخاطب بـ(يا أيها الذين آمنوا) إيجاد الأمة الخاصة وسط الأمة، فلو أصبح المسلمون فردا فردا على أتقى قلب رجل واحد منهم، ولو اجتهدوا في الأعمال الصالحة الفردية ما اجتهدوا، ثم لم يؤلفوا قوة اقتحامية جماعية لفاتهم فردا فردا درجة الجهاد، ثم لفات الأمة ما فاتهم ولتردت الأمة بترديهم عن الدرجة العالية ولتبدد حاضرها وضاع مستقبلها بتبدد إرادتهم وتشتتها.

2. الفهم الشمولي للإسلام: أسلوبنا الدعوة إلى الله وفق اتجاه تربوي سياسي واضح؛ يشمل الدعوة والدولة، والعدل والإحسان، ويستهدف الفرد والأمة، والدنيا والآخرة، والخلاص الفردي والجماعي.

3. التربية: قانون التغيير الإلهي قائم على التربية، فهي مقدمة الجهاد وشرطه وأساسه، وبالتربية المتكاملة الشاملة العميقة يصبح الإنسان هو الفاعل التاريخي الذي يؤثر فيما حوله "وقل ما شئت بعد أن تحكم مقدمات التربية وأسبقية تجديد الإيمان ويقظة التطلع إلى الإحسان، قل ما شئت عن ضرورة النضج الحركي، وإفشاء الشورى في الصف، وتكتيل الجهود بجمع الفصائل الإسلامية الجادة على مشروع، وعن ضبط التنظيم وتطعيمه بالوعي السياسي ودراسة الأوضاع القائمة، وعن التحالفات المرحلية وشروطها، وعن الخصم في الساحة السياسية أو العصابة المضادة المقاتلة إن كان الابتلاء ألجأ جند الله أن يقاتلوا.
كل أولئك مكملات متممات ضروريات. أسلحة علمية ومعنوية وإعلامية ومادية لابد منها. لها الفاعلية التامة إن لم تتنـزل على فراغ تربوي" (حوار مع الفضلاء ص10).

4. العلم إمام العمل: ترتكز ممارستنا على مرجعية فكرية وبناء نظري واضحين، فليست العبرة أن نلتمس أقصر طريق للحكم الإسلامي، ولا أن نلتمس أضمن الوسائل رأي العين فكل طريق غير المنهاج النبوي، وهو السنة، وكل وسيلة لا يقبلها الشرع أمور مرفوضة. العبرة أن نكتشف المنهاج النبوي في التربية، ذلك المنهاج الذي كان عملا باهر النتائج، خرج من مدرسته كبار الصحابة، عظماء الأمة، نخبة الإنسانية بعد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

5. رفض العنف: نتجنب العنف في القول والعمل لاعتقادنا أن العنف والدعوة لا يجتمعان من جهة، وليقيننا أن ما انبنى على العنف لا يجنى منه خير، ولا يمكن أن يدوم، وخسارته محققة وربحه بعيد الاحتمال من جهة، ولأننا أمرنا في زمن الفتنة -وهذا منطلقنا- حقن الدماء والعفو عن المسلمين.

abdelkader
16-02-2009, 19:15
مختصر المنهاج النبوي


تقديم
اقتحام العقبة
شعب الإيمان (الخصال العشر)



تقديم

لابد من العلم المسبق قبل الشروع في العمل. وعلى وضوح الرؤية وتكاملها يتوقف نجاح كل مشروع. سيما إن كان مشروع تغيير أمة من تخلف حضاري وفكري وخلقي وعسكري إلى قوة وتماسك. من تيه إلى رشاد.
ما من المسلمين العاملين المهتمين إلا ويحرص -إن لم يكن عمليا فنطقا واحتجاجا- على إثبات أن المبدأ والمنتهى في العمل لابد أن يجعل الكتاب الحكيم دستورا وسنة المصطفى ( نموذجا.
الكتاب خطاب للمؤمنين بالأمر والنهي والوعد والوعيد والهداية والموعظة لرفع همة الإنسان عن متاع الغرور. والسنة تطبيق عملي توضيحي لكل ذلك. كان المؤمنون المخاطبون بقوله عز وجل: "يا أيها الذين آمنوا..." تلقوا تربية على عهد رسول الله ( وتوحدوا على أعلى مرتبة من الإرادة والعزم والإقبال على الله، وتوحدوا على الفهم الكامل عن الله. فكان الكتاب العزيز دستورهم المطبق عن إرادة عالية ووعي وفهم كاملين يضبطهما حضور المعصوم (.
واليوم لا توجد جماعة المسلمين المخاطبة بيا أيها الذين آمنوا القادرة، علو إرادة ونفاذ عقل، على تطبيق ما تؤمر به من جانب الحق. ولا موحد بيننا معصوما فقد ذهبت النبوة. ولا غير معصوم لوجود دعوات متنافرات أحيانا مختلفات في درجة الإرادة الجهادية ودراية مناط أحكام الله.
فلكل من يرضى بالله ربا من المسلمين وبالقرآن دستورا وبمحمد ( رسولا نقول: نعم: الكتاب والسنة. ولكن بأية إرادة وبأي فهم؟.
تنسيق الإرادة والعقل على خطة عمل سائرة إلى موعود الله مستنيرة منضبطة على كتاب الله وسنة رسوله هو ما نسميه منهاجا باللفظ القرآني. وبعض الناس يسمي بهذا الاسم البرنامج التربوي. فلنوضح المفاهيم.
عندنا البرنامج لائحة تفصيلية تطبيقية. برنامج تعليم. برنامج حكومة. برنامج اقتصاد.
أما المنهاج فهو طريقة العمل. من أين نبدأ وكيف؟ كيف نستعمل الوسائل لبلوغ الأهداف والغاية؟
بيننا وبين الحضارات الجاهلية تناقض أساسي. الوسائل البشرية والمادية واحدة. لكن الأهداف والغاية تختلف. الإنسان من حيث هو إنسان واحد في الجهتين. لكن عامل الإيمان يتدخل فيحدث تحول نفسي به يتفوق المؤمن وجماعة المؤمنين نوعيا على الكافرين والمنافقين بشرط إعداد القوة من عقلية فكرية وتقنية عملية تنظيمية.
فإذا تحدثنا عن المنهاج فإنما نقصد طريقة العمل ومضمون العمل التي تحول هذه الأمة المتخلفة من سقطتها التاريخية إلى مسار العزة بتربية جيل مؤمن كفء لإنشاء حضارة إسلامية متميزة على وجه الأرض محقة للحق شاهدة على الناس حاملة لرسالة الله.
يسقط المسلمون بإعراضهم عن أمر الله إلى المستوى الأدنى من التخلف الحضاري. ضيعوا رسالة الله فهانوا على الله فخذلهم الله. بفعل سفهائهم الذين حكموا فظلموا، وهيمنوا على أموال المسلمين فبعثروها، فسقوا في الأرض فتسربت من فسقهم وكفرهم جراثيم الفساد حتى عم البلاء.
المنهاج النبوي الموعود أن تقوم الخلافة به، كما جاء في الحديث الصحيح، هو الطريقة التي بها يستعيد المسلمون معاني الرسالة حتى يشخصوها ويبلغوها وينقذوا بها العالم. وتبدأ من تربية المؤمن كامل الإيمان، فإحلال المجتمع الإسلامي محل المجتمع الفتنوي، فإقامة دولة الإسلام. ويقتضي المنهاج النبوي تطبيق أحكام الله كلها بتدرج لكن بلا تحريف ولا مراوغة.

اقتحام العقبة

ننطلق في عرض تصورنا للمنهاج النبوي من كتاب الله عز وجل، من سورة البلد التي يخاطب الله عز وجل فيها الإنسان، كل إنسان، يدعوه للسير إليه سبحانه عبر العقبة: "لقد خلقنا الإنسان في كبد" إلى قوله: "فلا اقتحم العقبة وما أدراك ما العقبة. فك رقبة أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة. ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة".
الإنسان في شقاء ما دام غافلا عن الله. ودواؤه وراحته وسعادته أن يعلم ويقتنع أن وراء حياة الكبد في الدنيا حياة سعادة ونعمة في الآخرة. فإن عمل عليها نالها بفك الرقبة -وتحتها معان جسام- وبإطعام اليتيم والمسكين -وتحت هذا برنامج هائل- ثم بالكينونة مع الذين آمنوا، وهم جسم الأمة المركزي، وهم المخاطبون بالشريعة المعنون في القرآن والسنة.
المنهاج القرآني النبوي يخاطب الإنسان يدعوه إلى الله: من كفر لإسلام، من نفاق لصدق، من إسلام لإيمان، من إيمان لإحسان.
عملنا المنهاجي يجعل رباط المؤمن مع الله وتشوقه إليه وخشوعه بين يديه واعتماده عليه ومعرفته والوصول إليه والموت في سبيله جهادا محور العمل كله، التربوي والتنظيمي والحركي.
كل حركة تبدأ باسم الإسلام يتربص بها عوامل التشتت في العالم الخارجي فالغفلة عن الله فالانحراف.
كل تنظيم باسم الإسلام تنخر فيه حب الرئاسات وشيكا فينحرف.
ذلك إن لم تكن التزكية النفسية والقيام لله بين يدي الله بالذكر الذي يصد داعي الغفلات والإخبات الذي يزع النزوات عماد الأمر كله وقوام حركته.
تأتي كل الاعتبارات بعد هذا الاعتبار، للعلم والفكر مكانهما اللاحق البارز، وللعلاقات بين المؤمنين مكانها الرئيسي، السائر على شعب الإيمان.
والجهاد ذروة الإسلام. وإنما يجاهد المؤمن التائق للإحسان. والمسلم السائر على شعب الإيمان.

شعب الإيمان

المنهاج -كما يحتمل اللفظ لغة- طريق يؤدي آخرها للقاء الله، والمجاهد الحق هو من جاهد في الله حق جهاده حتى رضي الله عنه وحشره مع الوجوه الناضرة التي هي يوم الجزاء إلى ربها ناظرة.
ومجاهد الحق هو المؤمن مكتمل الإيمان.
وقد نظرنا في سنة رسول الله ( فوجدنا إحصاء ونماذج للخصال التي يكتمل بالاتصاف بها إيمان المسلمين.
قال رسول الله (: "الإيمان بضع وسبعون شعبة (عند البخاري بضع وستون) زاد مسلم، أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان".
وقد صنفنا بحمد الله شعب الإيمان استقراء منا لأحكام الكتاب والسنة على غرار ما فعله الحليمي والبيهقي لكن بترتيب خاص يناسب خطة عمل تربوية تنظيمية حركية جهادية.
لسنا من أهل الاختصاص في الحديث. لكن حاجتنا إلى النظرة الشاملة وما مهده لنا الحفاظ من سلفنا الصالح تظافرا على اقتحامنا لهذه العقبة.
لا مكان هنا للتفصيل. يكفي سرد طرائق الإيمان ووسائل ترسيخه ونتائجه الخلقية النفسية السلوكية على نسق مرتب وضعناه.
عشر خصال رئيسية أدخلنا تحت كل واحدة منها شعبة من شعب الإيمان على ترتيب تدرجي لا يقتضي أن الشعبة السابقة أعلى من التي تليها. ذاك أن الرسول المصطفى ( أشار إلى أن أعلاها لا إله إلا الله. فكل الشعب التي ذكرناها قبل هذه فإنما نراها مفضية إليها ممهدة، وهي ذروة الأمر كله متى رسخت عقيدة وعلما وعملا وجهادا.

الخصلة الأولى: الصحبة والجماعة

يتعلق الأمر ببناء الشخصية الإسلامية والحضارة الإسلامية المناقضة للحضارة المادية غاية ووسيلة والمجتمع الإسلامي المنفرد بعلاقات يحكمها روح الأخوة والتعاون، روح الألفة على النموذج النبوي.
علاقات المسلمين بالمجتمع الإسلامي السليم تقوم على وحدة الوجهة والعاطفة والسعي الفكري والعملي. تقوم على محبة الله ورسوله وتنتهي بحسن التعايش بين المسلمين.
هذه الخصلة، وتحتها ندرج ثلاث عشرة شعبة، تصف الجو البشري العام الذي ينبغي أن يسود المجتمع المسلم ويوجه الاقتصاد الإسلامي ويربط بين المسلمين فيما بينهم برباط الأخوة الممتدة من محبتهم جميعا لله ورسوله.
صحبة رسول الله ( ميزت الجيل الأول عن سائر أجيال المسلمين لقوة النموذج الحي الماثل المعصوم، ولقوة التأييد الغيبي.
والشخصية الربانية، شخصية ورثته ( من العلماء العاملين الصالحين، هي مظنة أن ينبثق عن القلوب الطاهرة إشعاع إيماني إحساني يسري بالرفقة والتربية في سائر جسم الأمة. والشخصية الربانية، شخصية العالم المربي، هي المرجوة أن تستمطر توفيق الله للمسلمين بتعلقها بالله ووقوفها على بابه آناء الليل وأطراف النهار.
الشخصية الربانية نتيجة تربية. وكل تربية إنما تبدأ بلقاء فصحبة فتمثل للنموذج الحي القائم، عبر التشرب النفسي العاطفي والفكري والسلوكي.
لابد إذن من تربية الشخصية الربانية المجاهدة ابتداء من الصحبة وسط الجماعة وانتهاء ببروز المؤهلات الجهادية في الميدان. لذلك جعلنا أول خصال الإيمان الصحبة والجماعة وآخرها الجهاد.
شعب هذه الخصلة كما يلي:
محبة الله ورسوله - الحب في الله عز وجل - صحبة المؤمنين وإكرامهم - التأسي برسول الله ( في خلقه - التأسي به ( في بيته - الإحسان إلى الوالدين وذوي الرحم والصديق - الزواج الإسلامي بآدابه وأخلاقه مع العفة عن المحارم - قوامة الزوج وحافظية الزوجة وكفالة العيال - إكرام الجار والضيف - رعاية حقوق المسلمين والإصلاح بين الناس - البر وحسن الخلق.

الخصلة الثانية: الذكر

التربية الإسلامية روحها تزكية النفس بذكر الله حتى يغلب الهوى والشيطان وتطمئن بذكر الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
ولا إله إلا الله منهاج حياة. ذكر الله يتجلى في التمسك بكتابه وهو الذكر الحكيم، ويتجلى في توحيده وإفراده بالعبادة، ويتجلى في الرضوخ لحاكميته في صغير الأمر وكبيره.
فذكر الله في منظورنا لا يقتصر على الإكثار من ذكر لا إله إلا الله قولا كما ينص عليه الحديث الشريف. لكن نفهمه سلوكا فرديا وجماعيا في كل ميدان أحلت فيه الفتنة قانون الوضع بدل قانون الله. ونفهمه تعلقا بالله وحده لا بالأسباب التي وضعها في الكون مع تهييء الأسباب. ما كان منها مشروعا.
ذكر الله في الفرض والنفل، في التلاوة والذكر المشروع، في صعود الهمة المؤمنة ماثلة على باب الله تقرعه، في الحضور مع الله عند الالتفات لحقائق الأرض وعند الالتفات الدائم لما عند الله بعد الموت.
أدرجنا هنا اثنتي عشرة شعبة: - قول لا إله إلا الله - الصلاة المفروضة - النوافل - تلاوة القرآن - ذكر الله والتماس أثره - حضور مجالس الإيمان وهي مجالس ذكر الله - التأسي بأذكاره ( - الدعاء بآدابه - التأسي بدعواته ( - الصلاة على النبي ( - التوبة والاستغفار - الخوف من الله عز وجل والرجاء له - ذكر الموت.

الخصلة الثالثة: الصدق

الإيمان قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان. يشترك فيه القلب المصدق والفكر الناطق والقوى الحركية العملية في تحقيق معاني الإيمان.
مكان الزيف والنفاق والبهرجة وسقوط الهمة في سلوك الأفراد الجاهليين والمفتونين كبير. والزيف والنفاق والبهرجة وسقوط الهمة هي ميزات المجتمعات والحضارة الجاهلية والفتنوية.
الكفر بالله تعالى والغفلة عنه ونسيانه هي الحد الذي يفصل بين الإيمان فما دونه من إسلام فردي فاتر ونفاق وإلحاد.
فلابد في تربية الشخصية الإسلامية من فرز الصادقين من الكاذبين، لابد أن يدلي كل مسلم تقدم للصف ببرهان صدقه قبل أن يعتبر عضوا في جماعة المسلمين.
ولابد لكل من زعم أنه يؤمن بالله واليوم الآخر أن يعطي بعد صحبته للمؤمنين وحضوره مجالس العلم والإيمان حجة على علو همته وصدق ذمته بالهجرة التامة من القعود للجهاد، من صف الأعداء والخصوم والغافلين إلى صف المجاهدين في ديننا.
أدرجنا هنا إحدى عشرة شعبة هي: الإيمان بالله وبغيبه - الإيمان باليوم الآخر - النية والإخلاص - الصدق - النصيحة - الأمانة والوفاء بالعهد - سلامة القلب - الهجرة - النصرة - الشجاعة - تصديق الرؤيا الصالحة.

الخصلة الرابعة: البذل

العدل هو قانون الله في المجتمع المسلم، إقامته هو الهدف الرئيسي، وبعد العدل العطاء الأخوي والتعاون التطوعي المميزان للمجتمع الإسلامي.
ونلح على العدل كثيرا كهدف اجتماعي سياسي لأن كثيرا من المؤمنين يتجاوزون ذكره لأنه من المسلمات البديهيات في ديننا. وإنما يدخل الشيوعيون وغيرهم على نقدنا من هذه الثغرة. فيمتطون السخط على الظلم في صفوف الشعب ويحللون الطبقية وآلياتها ونحن نحلل ولا نصف الدواء الإسلامي الحاسم.
قسم المال وتوزيع الأرزاق ليسا من المقولات الخلقية المتعلقة بذمة الأفراد. بل هو مطلب سياسي اجتماعي أساسي لجماعة المسلمين قطرية ثم عالمية.
أدرجنا هنا هذه الشعب: الزكاة والصدقة - الكرم والنفقة في سبيل الله - إيتاء ذوي القربى واليتامى والمساكين - إطعام الطعام وآدابه - قسمة المال.

الخصلة الخامسة: العلم

على المستوى التربوي تتدرج خصال الإيمان من صحبة تدمج الفرد في جماعة المسلمين المجاهدة فيتشرب الإيمان بالمحبة والمحاكاة والاندماج العاطفي الفكري، ومن الصحبة الأرضية للصحبة السماوية. ومن هذه للتميز عن الكاذبين والمنافقين. وبالبذل يذوب الشح وتسخو النفس، لكن العلم هو النور المضيء للطريق، أعني علم الحق من كتاب الله وسنة نبيه قبل العلوم الكونية مع إحلال هذه محلها اللازم.
بعض المؤمنين يعتبرون أن العلم هو نقطة البداية والنهاية في التربية الإسلامية. ولسنا ننكر الحد الأدنى من العلم المسبق. لكنا نقول مع عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: "أوتينا الإيمان قبل القرآن. وأنتم أوتيتم القرآن قبل الإيمان. فأنتم تنثرونه نثر الدقل" والدقل رديء التمر.
الجماعة الإسلامية تحتاج لجمع كفاءات فكرية وعملية لتحمل مسؤولية الدولة في مرحلة تأتي لاحقة ومواكبة لمرحلة التربية وجمع الشمل. واكتساب التكنولوجيا هدف أساسي للأمة. لكنا نلح هنا على أن العلم النافع هو علم الغاية وهو علم الحق في كتاب الله وسنة رسوله ( الذي يصف الإنسان ومصيره إلى الله بعد الموت ويصف له الطريق الموصل إلى الله ورضاه وجنته ويحرضه على سلوكها. فكل علم بعده من علوم الآلة فرض كفاية. لا تتوقف على اكتسابه حياة الأفراد المسلمين الحياة الأرضية فحسب، بل تتوقف عليه حياة الأمة. سيما في عصر يسوده الجاهليون بعلومهم واختراعاتهم وأسلحتهم المعتمدة على البحث العلمي والصناعة والقوة المادية الاقتصادية والعسكرية.
فعلم الحق من كتاب الله وسنة نبيه روح لا عضل له إن لم تتخذ أسباب القوة بالعلوم الكونية نتقنها ونطورها لخدمة أهدافنا وغايتنا.
المؤمن المجاهد لا يكفيه أن يعلم حكم الله في الأحوال بل لابد من معرفة الواقع وأسباب تقلباته وعوامل حركته.
لابد أن تكون قلوبنا معلقة بالله عز وجل. لكن عقولنا مجالها مجالان: كتاب الله وسنة نبيه نتلقى منهما علم الحق ثم كتاب العالم المخلوق المليء بآيات الله ابتلاء لنا وتحديا.
أدرجنا هنا هذه الشعب: طلب العلم وبذله - التعلم والتعليم وآدابهما - تعلم القرآن وتعليمه - تعلم الحديث الشريف واتباع السنة - التعليم بالخطابة - التعليم بالمواعظ والقصص.

الخصلة السادسة: العمل

الجهاد جهاد حرب وقتال وجهاد بناء واشتغال.
الشخصية الإسلامية لابد أن تكون مؤهلة للعمل بكفاءاتها. لكن القومة الإسلامية يتوقف نجاحها على تعبئة الشعب لخدمة البناء طاعة وتطوعا.
فشل هذه الحكومات الفتنوية المتواصل سيؤديها إلى الإفلاس المادي والمعنوي لا محالة. لكن البديل الإسلامي لا يكون بديلا عن الفشل إلا إن أنهض في الأمة حماسا متواصلا لبناء عهد جديد. بناء الاقتصاد المتفاعل تفاعلا كليا مع السير العام للقومة الإسلامية.
وفي مجتمع إسلامي في طريق التمكن في الأرض لابد أن يكون للعمل والعامل حرمتهما. ولابد من القضاء على الاستغلال الرأسمالي للعمل مثل القضاء على دواعي الحشر الشيوعي لغضب العمال المستغلين. وما تأليه العمل في النظرية الشيوعية إلا غطاء للاستعباد الطبقي للعمال في جهنم الشيوعية.
أدرجنا هنا هذه الشعب: التكسب - طلب الحلال - العدل - إماطة الأذى عن الطريق - التواصي بالحق والصبر - تأييد الله عباده المجاهدين بالغيب - البركة في أرزاقهم.

الخصلة السابعة: السمت

الشخصية الإسلامية الربانية لا بد أن تكون متميزة في مظهرها ومخبرها. والمجتمع الإسلامي لابد أن يتميز بخصائص المظهر والمخبر. والدولة الإسلامية لابد أن تكون متميزة في الأرض شاهدة على الناس في قيمها وأساليبها ومظاهر حضارتها. في شعاراتها وأشكال نشاطاتها.
كل المظاهر الحضارية من آداب فردية إلى عمارة إلى نمط معاملة يجب أن يخضع لضوابط الشريعة.
أدرجنا هنا هذه الشعب: الطهارة والنظافة - آداب اللباس - السمت الحسن والبِشر - الحياء - آداب المعاشرة - الجمعة والعيدان - عمارة المساجد.

الخصلة الثامنة: التؤدة

لاشك أن ضبط النفس وقهرها وترويضها على احترام حدود الله وهو الهدف من تشريع تكاليف العبادة من بين أهداف يعلمها الله. فقمع الأنانية الطاغية يكون على مستوى التربية بذكر الله وصحبة المؤمنين. ويكون على مستوى المجتمع بتحكيم حدود الله. فصرامة التربية وصرامة الحدود هما السيف المعنوي للدعوة والسيف المحس للدولة اللذان إن اجتمع حداهما التأم شمل الأمة التي ضاعت بين ظلم الحاكم وخيانة عالم القصور.
أدرجنا هنا هذه الشعب: الصوم - القيام بحدود الله - حقن الدماء والعفو عن المسلمين - حفظ اللسان والأسرار - الصمت والتفكير - الصبر وتحمل الأذى في الله - الرفق والأناة والحلم ورحمة الخلق - التواضع.

الخصلة التاسعة: الاقتصاد

هذه اللفظة النبوية: الاقتصاد تحتمل لغة معنيين: أحدهما هو المقصود في الأحاديث النبوية وهو التوسط في متاع الدنيا وتجديد القصد لله والآخرة. والثاني يحمل المفهوم العصري لتدبير شؤون المعاش المادي.
ليس هنا مجال الحديث عن الملكية ومكانها في الاقتصاد الإسلامي. إنما حديثنا عن ضرورة تربية الشخصية الإسلامية المنضبطة للخروج من دوامة الاقتصاد الجاهلي الدائرة بنا في حمى الإنتاج والاستهلاك.
لابد من إنتاج كفائي وصناعة يتعاون أقطار المسلمين بعد تحريرها في انتظار الدولة الإسلامية العالمية.
وهدف التربية في هذا المجال إنشاء جيل همه الله عز وجل لا يبذر تبذير الجاهليين، همه أن يرضى الله عنه فيجاهد لينتج لأمته، همه الجنة في الدار الأخرى فيساهم في بناء الاقتصاد الكفائي لأمته على الأرض.
والهدف الاقتصادي الاجتماعي السياسي في هذا المجال نقل البنى الاقتصادية الاجتماعية من التركيبة الجاهلية، رأسمالية كانت أو اشتراكية، إلىالتركيبة الإسلامية التي يحكمها المفهوم الإسلامي: إن الله عز وجل جعلنا خلفاء في هذا المال وهذه الطاقات لكيلا نتظالم، بل لنعدل ونبذل ونجمع أسباب القوة بالعلم التكنولوجي والتصنيع والكفاية الغذائية والاستقلال المالي والكلي عن سوانا.
أدرجنا هنا هذه الشعب: حفظ المال - الزهد والتقلل - الخوف من غرور الدنيا.

الخصلة العاشرة: الجهاد

ها نحن أولاء بعد إحراز خصال الإيمان القلبية والعلمية والعملية نأتي لمجال التنفيذ. الجهاد جهاد أكبر وهو الاستمرار في ترويض النفس على نبذ التعلق بالحياة الدنيا وجهاد أصغر وهو قتال العدو، أما الجهاد الكلي فيتمثل في إمساك الشخصية الإسلامية الربانية الكفء على أزمة الحكم والاقتصاد والتربية وسائر مرافق الحياة، السعي لهذا الإمساك جهاد، ومعاناة مشاكل الفتنة المخلفة جهاد، أعظم جهاد.
وثمرة جهاد رجال الدعوة هو قيام الدولة الإسلامية، قيام الخلافة على منهاج النبوة.
فإلى الخلافة ينتهي مسار الحركة الإسلامية، لكنها لن تكون خلافة على منهاج النبوة إن لم ترب الشخصية الإسلامية الربانية وتنظم وتعبأ على المنهاج النبوي الشامل الكامل الجامع لشعب الإيمان.
وأدرجت هنا هذه الشعب: الحج والعمرة - الجهاد في سبيل الله - التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه في الجهاد - الخلافة والإمارة - المبايعة والطاعة - الدعوة إلى الله عز وجل-.
عرضنا بغاية ما يمكن من الإيجاز الخطووط العامة للمنهاج النبوي كما نتصوره. أوجزناه ليسهل استيعابه.
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين
للاطلاع على المنهاج النبوي كاملا يرجى زيارة موقع: www.yassine.net.

abdelkader
17-02-2009, 14:33
نبذة من سيرة الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين

http://rafi3.free.fr/uploaded/1703/yassine2.jpg


الولادة والحياة المهنية
حياته وسط الزاوية البوتشيشية:
جهاد من غير تنظيم
الجهاد المنظم
حياته تحت الحصار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ


الولادة والحياة المهنية

هو عبد السلام بن محمد بن عبد السلام بن عبد الله بن إبراهيم. ولد صباح الإثنين لأربع خلون من ربيع الثاني من سنة سبع وأربعين وثلاثمائة هجرية (1347) الموافق لـ1928م. كان أبوه فلاحا فقيرا، لكنه كان ينتسب إلى أسرة عريقة تدعى "آيت بيهي" وهم أشراف أدارسة أصلهم من بلدة "أولوز" بمنطقة سوس جنوب المغرب.
وممن داعت شهرتهم من رجالات هذه العائلة القائد عبد الله ولد بيهي والذي يلتقي نسبه بنسب ذ. عبد السلام ياسين في الجد الرابع، فإبراهيم المذكور في سلسلة نسب المرشد هو عم عبد الله ولد بيهي. وقد كان لهذا الأخير الرياسة على اثني عشرة قبيلة، وقد قتله محمد بن عبد الرحمن أحد سلاطين العائلة العلوية الحاكمة.
تلقى دروسه التعليمية الأولى في مدرسة كان أسسها بمراكش الشيخ المجاهد محمد المختار السوسي رحمه الله.
تخرج من معهد ابن يوسف (كان يدرس به كبار علماء المغرب). بعد دراسته فيه أربع سنوات.
سنة 1947: يتخرج من مدرسة تكوين المعلمين بالرباط.
عمل في سلك التعليم لمدة 20 سنة تدرج خلالها في مجموعة من المناصب التربوية والإدارية العالية، ومثل خلالها المغرب في عدد من الملتقيات البيداغوجية الدولية.
سنة 1968: تم توقيفه عن العمل من غير قرار إداري.
سنة 1987: أحيل على التقاعد.

حياته وسط الزاوية البوتشيشية:

سنة 1965: يلتحق بالزاوية البوتشيشية وفي حضنها وعلى يدي شيخها الحاج العباس يمتح من معين الإيمان الصافي ويعيش حلاوة مجالس الذكر مع ثلة من المريدين الهاربين من زخرف الدنيا وبريقها. لكن وبعد وفاة الشيخ الحاج العباس بدأت تسود الزاوية بعض المظاهر التي رآها الأستاذ عبد السلام ياسين تجانب سنة رسول الله ( وتتجه بالزاوية إلى الغرق في شكليات التصوف وفقدان روحه.

جهاد من غير تنظيم

1974: بعث بنصيحة إلى ملك المغرب السابق الحسن الثاني، وهي عبارة عن رسالة في أكثر من مائة صفحة سماها "الإسلام أو الطوفان" اعتقل على إثرها وقضى ثلاث سنوات وستة أشهر دون محاكمة.
1978: منع من إلقاء الدروس بالمسجد.
1978/79: يقوم بجولة تشمل عددا من العلماء وزعماء الجماعات الإسلامية من أجل توحيد الجهود في إطار تنظيمي موحد، لكن سعيه لاقى تبرما مطلقا مما حذا به إلى خوض تجربة تنظيمية جديدة.
فبراير 1979: أصدر العدد الأول من مجلة "الجماعة"، وقد لاقت المجلة مجموعة من المضايقات حيث صودر منها الأعداد الخامس والعاشر والسادس عشر الذي أوقفت على إثره. وقد كانت المجلة تعبيرا عن خط أسرة الجماعة.

الجهاد المنظم

1981-1983: أسس جماعة إسلامية، ورغم تنويعه لتسميتها من "أسرة الجماعة" إلى "جمعية الجماعة" فـ"الجماعة الخيرية" إلا أن السلطات لم تعترف بها.
يوليوز 1982: يكتب مقالا في مجلة الجماعة تحت عنوان "قول وفعل" يرد على ما ورد في الرسالة الملكية التي نشرها الحسن الثاني بمناسبة حلول القرن الخامس عشر، وقد كان هذا المقال السبب في الاعتقال الثاني للأستاذ عبد السلام ياسين في 27 دجنبر 1983.
نونبر 1983: أصدر جريدة "الصبح" التي احتجبت عن الصدور بعد العدد الثاني بفعل مصادرة السلطات لها.
دجنبر 1983: اعتقل بتهمة مقال ورد في صحيفة "الصبح" وحكم عليه، بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال الاحتياطي، بسنتين سجنا نافذا، وهذا الاتهام هو مجرد غطاء للسبب الحقيقي وراء الاعتقال وهو رد المرشد على الرسالة الملكية.
يناير 1984: يصدر العدد الأول من صحيفة "الخطاب" وعنده توقفت الجريدة عن الصدور بسبب مضايقات السلطة ومحاكمة بعض موزعيها.
شتنبر 1987: جمعية "الجماعة الخيرية" تحمل اسم "العدل والإحسان" تحت إرشاد الأستاذ عبد السلام ياسين.

حياته تحت الحصار

30 دجنبر 1989: فرض الحصار على بيت الأستاذ عبد السلام ياسين وابتداء من هذا التاريخ منع من الخروج كما منع الناس وحتى أقرباؤه من زيارته.
03 غشت 1990: المرشد يخرج لصلاة الجمعة بمسجد بنسعيد، ويلقي كلمة في جموع المصلين من عموم الناس ومن إخوانه معلنا فتح جبهة جديدة لا قبل للعدو بمواجهتها وهي القنوت والدعاء على الظالمين طيلة شهر صفر 1411هـ.
15 دجنبر 1995: يخرج الأستاذ من بيته بعد حوالي ست سنوات من الحصار ليصلي صلاة الجمعة بالمسجد وذلك بعد تناقل وسائل الإعلام، استنادا إلى تصريح مسؤول حكومي رفيع المستوى، نبأ إنهاء الحصار عليه.لكنه أبلغ داخل المسجد من طرف مبعوث رسمي، أن الحصار مازال مستمرا وهو ما أبلغه الأستاذ عبد السلام ياسين لجموع المصلين من محبيه وتلامذته في كلمة ألقاها بعد صلاة الجمعة، ليمتد الحصار بعد ذلك إلى غاية سنة 2000.
28 يناير 2000: الأستاذ المرشد يصدر "مذكرة إلى من يهمه الأمر"، وهي رسالة مفتوحة إلى الملك الجديد للمغرب محمد السادس، يحثه فيها على تقوى الله عز وجل في الشعب ومصالحه ورد المظالم والحقوق التي انتهكت في فترة حكم والده. ويجدد له النصيحة التي سبق أن وجهها لوالده الحسن الثاني في رسالة "الإسلام أو الطوفان" وهي الاقتداء بالنموذج العادل الخالد سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه؟
فبراير 2000: منع خمسة أفراد من عائلة المرشد من أداء فريضة الحج وهم زوجه السيدة خديجة وابنه كامل وصهراه "عبد الله الشيباني وذ. منير ركراكي وزوجه.
19 ماي 2000: المرشد يقتحم طوق الحصار ويخرج لصلاة الجمعة واضعا السلطات أمام أمر واقع بعدما كانت تصرح للإعلام، من باب التمويه، بأن ذ. عبد السلام ياسين غير محاصر ولم تجد الدولة أمام هذا الوضع إلا مجاراة واقع الحال وانشغلت بدورها بمحاولة استثمار نهاية الحصار لصالحها وتزيين واجهتها الحقوقية.
لكن، ورغم أن المرشد بدأ يخرج من بيته متى شاء ويزوره متى شاء، إلا أن المضايقات البوليسية لم تنته، فما زالت المخابرات مرابطة أمام بيته وفي محيطه تحصي أنفاسه وأنفاس زواره وتلاحقه في كل تحركاته أثرا بأثر.
26 ماي 2000: بدأ المرشد جولات زيارة لآلاف أبنائه المشتاقين لرؤيته والنهل من معينه الفياض في كل أرجاء المغرب.
وكان كلما حط الرحال بمدينة ما إلا وجد مواكب المحبين له تأخذه بالأحضان طاوية مسافة عشر سنوات من الفراق الجسدي الإكراهي وإن كانت الأرواح دوما في تلاق. كما كان يجد أيضا مواكب المخبرين ورجال السلطة الرسميين يطوقون موكبه في أي وجهة اتجهها محصين أنفاسه ومضايقين خطاه.
10 دجنبر 2000: اعتقال بعض أفراد عائلة ذ. عبد السلام ياسين أثناء وقفات في مجموعة من مدن المغرب نظمتها الجماعة احتجاجا على التردي الحاصل في أوضاع حقوق الإنسان بالمغرب، خاصة في حق جماعة العدل والإحسان وإعلامها وطلبتها، وممن اعتقل زوجه وثلاث من بناته وولده محمد وأحد أصهاره، حيث حوكموا صحبة العشرات من أبناء جماعة العدل والإحسان بثلاثة أشهر نافذة ابتدائيا حولت إلى موقوفة التنفيذ في مرحلة الاستئناف.

سهيل
17-02-2009, 19:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بوركت اخي

abdelkader
22-02-2009, 21:58
بسم الله الرحمن الرحيم

الدائرة السياسية


تقديم

أولا: ماهية الدائرة السياسية
ثانيا: دواعي تأسيس الدائرة السياسية
ثالثا: مهام الدائرة السياسية
رابعا: أجهزة الدائرة السياسية

-------------------------------------------------------------------------------------------------

تقديم

تم تأسيس الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان في دورة استثنائية لمجلس الشورى بمراكش بتاريخ 09/07/1998، ولم يتم الإعلان عن ذلك رسميا للرأي العام إلا بعد مرور سنتين تقريبا بعد انعقاد الدورة العاشرة لنفس المجلس بتاريخ 9/7/2000.
فما هي الدائرة السياسية؟ وما هي دواعي تأسيسها؟ وما هي الأهداف من وراء تأسيسها؟

أولا: ماهية الدائرة السياسية

الدائرة السياسية إطار يتصدى لكل ما يتعلق بالشأن العام، ويتكلف بحمل رؤى وتصورات الجماعة والتحدث بها والتعريف بها في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. لم يكن تأسيسها تغييرا لمسار الجماعة أو إعادة النظر في ثوابتها أو معانقة أمر جديد على توجه الجماعة الفكري والدعوي، إن الواجهة السياسية كانت حاضرة في الاعتبار بكل تأكيد، لكن لم يكن بالإمكان الوفاء بما تقتضيه من شروط، لسبب بسيط أن تعدد المهام وكثافة المسؤوليات كان يتعذر معها مباشرة هذا الأمر على الوجه المطلوب.
إن المشروع المقترح يرمي إلى رأب الصدع، لا لتكريس الفصام النكد الموروث بين ما هو دعوي وما هو سياسي.
هكذا يتضح أن التقسيم وظيفي فقط، حيث أنيطت مهمة تدبير ما يرتبط بالشأن العام بالدائرة السياسية، وبقيت وظائف التربية والدعوة والتعليم من اختصاص أجهزة الجماعة الأخرى، وبهذا فالدائرة السياسية لا تعدو أن تكون جهازا وظيفيا يعمل تحت إشراف الأجهزة المسؤولة داخل الجماعة، وربما اختارت الجماعة هذا الشكل لتحقق الانسجام مع ما تطرحه حينما تتحدث عن الدعوة والدولة، وعن رجال الدعوة، ورجال الدولة. كما أنها اختارت هذا الأسلوب لتتفادى الأساليب السائدة وسط الإسلاميين لممارسة السياسة، حيث تختزل الحركة الإسلامية ذاتها في حزب سياسي، أو تلجأ إلى التحالف مع حزب سياسي.

ثانيا: دواعي تأسيس الدائرة السياسية

يمكن اختزالها في:

1. الوضع الراهن للبلد: لقد تأكد لجميع المتتبعين لأحوال المغرب أن النظام يعيش حالة من الانهيار وأزمات خانقة أوصلته إلى الباب المسدود. وقد منيت كل المحاولات التي بذلت للإنقاذ بالفشل. لذلك فإننا نحسب أننا على مشارف مرحلة جديدة ينبغي أن نتهيأ لها من الآن.
2. فسح المجال لمشاركة أوسع لأعضاء الجماعة
3. توفير الفرص للاتصال بالمتعاطفين وذوي المروءة وإشراكهم في العمل للإسلام حسب ما تسمح به ظروفهم.

4. الإعداد الفعلي للدولة الإسلامية

ثالثا: مهام الدائرة السياسية

يمكن إجمال مهام الدائرة السياسية في:

1. إعداد الأطر وتوجيه الكفاءات المؤهلة لمباشرة العمل السياسي.
2. إعداد الدراسات والبرامج واقتراح البدائل.
3. العمل على تحقيق تواصل أكبر مع مكونات المجتمع، ولاسيما الذين يتمتعون بنفوذ معين، معنويا كان أو اقتصاديا أو سياسيا.
4. التحضير لإطار يجمع العاملين للإسلام داخل القطر.
5. التحضير لميثاق إسلامي.

رابعا: أجهزة الدائرة السياسية

ينضوي داخل الدائرة السياسية مجموعة من الأجهزة الفاعلة منها:

القطاعات:

- القطاع النسائي: يهتم بشؤون المرأة والأسرة وتتركز أهدافه في الاهتمام بالمرأة توعية وتكوينا وتوجيها بهدف الرقي بها حتى تكون فاعلا في المجتمع، والإسهام في محاربة ثالوث الجهل والفقر والعنف الذي يعوق اندماج المرأة في مسار التنمية والإسهام في محو الأمية، والاهتمام بالمشاكل الاجتماعية للمرأة وتقديم خدمات اجتماعية وإنسانية وخيرية لها. كما يسعى القطاع النسائي أيضا إلى التعاون مع الجمعيات والهيئات الجادة والهادفة ويهتم أيضا بالطفولة تربية وتكوينا وتنشيطا.

- قطاع الشباب: يعنى بتأطير الشباب وتنمية مواهبهم ومهاراتهم المختلفة ويعمل على تأطيرهم في المجالات الثقافية والسياسية والنقابية والتنشيطية، كما يعنى أيضا بالتحصيل والتوجيه الدراسيين وبتفعيل دور الشباب في الانفتاح والتواصل وريادة العمل الجمعوي. ويعتبر القطاع التلاميذي والقطاع الطلابي من أهم مكونات قطاع الشباب.

- القطاع النقابي: يرتكز على أبعاد خمسة هي: البعد التكويني والمهني والاجتماعي والدعوي والمطلبي. ويستهدف تفعيل جميع الأعضاء وتحقيق القدر الكافي من التكوين في المجالات الحيوية وتحقيق التواصل المطلوب مع جميع الفئات وإعداد ملفات وبحوث ميدانية حسب القطاعات ومجالات التخصص. ويضم هذا القطاع النقابي قطاعات مهنية فرعية كقطاع التعليم وقطاع المهندسين وقطاع الصحة وقطاع العمال وقطاع الموظفين وغيرهم.

المكاتب:

كما تضم الدائرة السياسية أيضا مكاتب للخبرة تعنى بمجموعة من الدراسات المختلفة في مجالات محددة نذكر منها على سبيل المثال المجال الاقتصادي، والاجتماعي، والقانوني، والصناعي التكنولوجي، والتربوي التعليمي، والفلاحي والبحري، ومجال الإعلام والاتصال...

الفروع والأقاليم:

تعمل الدائرة السياسية بكل أجهزتها على المستوى الجغرافي في إطار مؤسسات الأقاليم التي تنطوي تحتها مؤسسات الفروع التي تعد اللبنة الأساسية لعمل الدائرة السياسية.

abdelkader
23-02-2009, 12:48
بسم الله الرحمان الرحيم


شباب العدل و الإحسان


شباب العدل والإحسان: سياق التأسيس
شباب العدل والإحسان: الهوية
شباب العدل والإحسان: التعريف
شباب العدل والإحسان: الأهداف
شباب العدل والإحسان: الأساليب
شباب العدل والإحسان: المبادئ

------------------------------------------------------------------------------------


شباب العدل والإحسان: سياق التأسيس

ميلاد "شجعان" تتويج لعمل استغرق أزيد من عقد من الزمن، وتجميع لجهود عمل المناشط التخصصية في العمل الشبابي، وفي سياق تحول نوعي في عمل جماعة العدل والإحسان تجلى في تأسيس الدائرة السياسية، فكان لابد من التأقلم مع هذا التحول، والاستجابة لهذا التطور، ومواكبة هذا المستجد.
لقد شكل تأسيس "شجعان" لحظة تاريخية في مسار العمل الدعوي لجماعة العدل والإحسان لأنها كانت نقطة انطلاق لعمل إبداعي ولإطار يحتضن الشباب المغربي، ومؤسسة تتبنى طموحاته، وتعايش آلامه وتعبر عن آماله.

شباب العدل والإحسان: الهوية

- "شجعان" مؤسسة دعوية جمعوية تعنى بقضايا الشباب، وقطاع وظيفي يعمل تحت إشراف الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، تنظيما وسلوكا وتصورا، إلى جانب هيئات أخرى بتنسيق وتعاون وتكامل وتطاوع، لخدمة الجماعة وتحقيق أهدافها.
- يلتزم "شجعان" بمواقف الجماعة وتصورها ويحرصون على تجسيدها وتمثلها في أعمالهم، والدعوة إليها في المنتديات العامة والخاصة.
- "شجعان" هم قاعدة الجماعة، وقوتها المستقبلية، والضامن بعد الله عز وجل، لاستمرارها وإشعاعها.

شباب العدل والإحسان: التعريف

شجعان محضن للتربية:

- التربية قوام الجهاد وقاعدته وأساسه، وخير ما يتزود به الداعية إلى الله عز وجل في عمله تربية تودع عقله حكمة وقلبه رحمة وجوارحه رفقا على خلق الله ومخلوقاته.
- نركز على التربية أولا ووسطا وآخرا، وقبل العمل وأثناءه وبعده، لأن قانون التغيير قائم على التربية "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" (سورة الرعد، الآية 11). ولأن الأسبقية لتجديد الإيمان والتطلع إلى الإحسان إعدادا للعامل الذاتي واستعدادا لنصر قريب وتعلما لليقين في موعود الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
- الاحتضان التربوي للشباب مدخل أساس لمواجهة اليأس والتيئيس وإضفاء طابع الإيمان والفعالية على أداء الشباب تفكيرا وحركة وإنجازا.
- نقصد بالتربية تلك المتسمة بالخصائص التالية: التوازن، والتدرج، والمستقبلية، والفاعلية والاستمرارية.

شجعان حركة للدعوة:

رغم تعدد مجالات عملنا لاننسى أن الدعوة مهنتنا، وأنها أشرف وظيفة أنيطت بنا، ولذلك لاندخر وسعا ولا نألو جهدا في جعلها الهدف الأسمى لكل أعمالنا والمقياس الأساس لنجاعة برامجنا، ونحرص دائما وأبدا، على توسيع قاعدة جماعتنا المباركة ودائرة المتعاطفين مع المشروع الإسلامي مستعملين في ذلك جميع وسائل عصرنا طالما لم تخالف شرعا ولم ترفق بعنف الحكمة ضالتنا أنى وجدناها فنحن أحق بها.

شجعان مدرسة للتكوين:

- لاقتناعنا بأن "العلم إمام العمل" وبأن "الخطأ في العلم خطير على نتائج العمل".
- لحرصنا على إمداد الجماعة بالأطر الدعوية المستوعبة للمشروع المجتمعي الذي ندعو إليه ونبشر به.
- لحرصنا على إمداد المجتمع بالقيادات المستقبلية التي تتحمل المسؤولية، إن شاء الله، بقوة وأمانة.
- لأن حجم حركتنا وطبيعة مشروعنا ومتطلبات واقعنا والآفاق التي نستشرفها تلزمنا بإيلاء التكوين مكانة متميزة وأولوية قصوى.

شجعان ورشة للعمل:

لا ندعو إلى القعود ولا إلى استغراق الوقت والجهد في ترف فكري أو فضول معرفي أو جدال عقيم، بل نحرص على الوجود الدائم مع الشعب بمختلف فئاته، وخاصة الشباب، توعية له وتربية وتعليما، ومعايشة لآلامه وتعبيرا عن آماله.
شجعان فضاء للإبداع:
نجعل من أنشطتنا محطات للإبداع نوفر فيها فضاءات لاكتشاف الطاقات واحتضانها وتوجيهها، وتربيتها على الحرية والمبادرة والاقتراح والاجتهاد.

شجعان قوة اقتحامية:

- لا ننسى أننا حملة رسالة، ودعاة إلى مشروع مجتمعي، وأصحاب دعوة. لذلك لا نستغرق جهدنا كله في نقد الواقع وفضحه وإبراز عيوبه، ولكن نصب اهتمامنا على تهييء البديل الكفيل بتجاوزه وصولا إلى مجتمع العدل والحرية والكرامة بنور الإيمان والإحسان.
- في مقابل انشغالنا بالبناء والاقتراح نحمل هم المستضعفين ونحرص على الكينونة معهم مصداقا لقوله تعالى "وما لكم لاتقاتلون في سبيل الله والمستضعفين" (سورة النساء، الآية 75).
شجعان قوة متعاونة:
لانحرص على احتكار الفعل في الحقل الشبابي، ولا نسعى إلى إلغاء غيرنا، وشعارنا الدائم "نتعاون فيما اتفقنا حوله ونتحاور فيما اختلفنا فيه" و"لايجب أن يطغى ما نختلف فيه من جزئيات على مانتفق حوله من كليات" ونحرص على مد جسور الحوار وتعميق التعارف وتبادل وجهات النظر وتبادل التجارب والتداول في القضايا ذات الاهتمام المشترك لاقتناعنا بأنه ليس في استطاعة أي طرف مهما بلغت قوته أن يوجد حلولا لما نعيشه من مآسي ومشاكل.


شباب العدل والإحسان: الأهداف

هدفنا الجامع، والذي نختزل فيه كل أهدافنا التفصيلية، هو تنشئة الشباب على طاعة الله عز وجل مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم "سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لاظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه" رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه. وحين نتخذ هذا هدفا جامعا فإننا نعلن بذلك أننا نتوجه إلى الإنسان ونجعله في صلب أولويات مشروعنا، نتواصل معه في أدق مراحل حياته التي تُكون شخصيته؛ فمن شب على شيء شاب عليه، ولهذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وماذا عمل فيما علم" رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه.

أما أهدافنا التفصيلية فنوجزها في:

1- تربية الشباب وتأطيرهم وتكوينهم تأهيلا لهم لإنجاز مهام الإصلاح والبناء.
2- تفعيل طاقات الشباب المعطلة.
3- اقتراح حلول لتحسين وضعية الشباب.
4- تجسيد معاناة الشباب والتعبير عن مطالبهم والتفاعل الإيجابي مع قضاياهم.
5- تحقيق التقارب والتعاون والتنسيق مع مختلف الفاعلين في المجال الشبابي.

شباب العدل والإحسان: الأساليب

لانتقوقع في أسلوب محدد، ولانحصر اجتهادنا في أسلوب دون آخر، ولكن الحكمة ضالتنا أنى وجدناها فنحن أحق بها، ونجتهد في إبداع الأساليب التي تلائم زماننا ومكاننا وتخدم أهدافنا ومشروعنا وتحقق مطالبنا، ونضع لذلك ضوابط نوجزها في:
- أن تكون شرعية: أي أن توافق شرع الله عز وجل.
- أن تكون إجرائية: أي عملية توصل إلى النتيجة بأيسر الطرق، فما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما.
- أن تكون واقعية: أي تراعي ظروفنا وإمكانياتنا وتلائم الواقع الذي نعمل فيه.
- أن لا تتعارض مع مبادئنا ومنهاجنا.
- أن تكون ذات عمق إيماني ومضمون دعوي.


شباب العدل والإحسان: المبادئ

تسقط حركتنا، لا قدر الله، في المياومة والانتهازية إن لم تؤطر بمبادئ واضحة تربط أداءنا اليومي بأفقنا المستقبلي، وتربط هذا وذاك بالمصير الأخروي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
مبادؤنا نوجزها في:

1- الوضوح:

- نؤثر الوضوح على الغموض لاقتناعنا بأن العمل في الغموض اضطراب وعزلة، ونحن الدعوة مهنتنا، والدعوة مكانها المجتمع بين الناس، ووسط الناس ومع الناس.
- نحرص على الوضوح في المنطلقات والأهداف والغايات والأساليب والمواقف حتى يكون المتعامل معنا على بينة من أمره، وعلى معرفة بمن نحن وما نريد.

2- الإحسان:

نتمسك بمعناه العملي الذي هو الإتقان، وبمعناه المعاملاتي الذي هو البر إلى خلق الله عز وجل ومخلوقاته، ونجعلهما من مبادئ عملنا، ونربط هذا وذاك بالمعنى العبادي "...أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك..." -رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه- لنبرز أن حركتنا ليس منتهاها هذه الدنيا الفانية ولكنها تبحث عن الصعود في سلم القرب عند الله عز وجل من إسلام لإيمان لإحسان "...وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ويده التي يبطش بها ولإن سألني لأعطينه ولإن استعادني لأعيدنه..." رواه البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه.

3- المسؤولية:

نستحضر من خلال هذا المبدأ بعده الشرعي "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون" (سورة التوبة، الآية 10) لأننا نعتبر عملنا الدنيوي قنطرة لآخرتنا "فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون" (سورة الحجر، الآية 92)، ولهذا نحرص على الصدق في الأمر كله، ولن نخشى باتخاذنا الموقف المسؤول من إغلاق أبواب العمل أمامنا لأن ما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل.
كما نستحضر من خلال هذا المبدأ بعده الإجرائي المرتبط بالجدوى والفاعلية، فلا نلج مجالا إلا وقد أعددنا العدة وخططنا وهيأنا، فهذا من تمام المسؤولية "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" (سورة الإسراء، الآية 36).