مشاهدة النسخة كاملة : سيرة الشهيد سعيد صيام



إسلامية الفاروق
03-03-2009, 14:29
الشهيد سعيد صيام الذي اغتالته طائرات الاحتلال الصهيوني اليوم هو واحد من أبرز قادة حركة المقاومة الإسلامية حماس، وفيما يلي نبذة عن حياته:

تعليمه :
تخرج عام 1980 من دار المعلمين في رام الله حاصلا على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة التي حصل منها على شهادة بكالوريوس في التربية الإسلامية. عمل معلما في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة من العام 1980 حتى نهاية العام 2003. وقد عرف كداعية ورجل إصلاح.
نشاطه السياسي :
أنتخب عضوا في المجلس التشريعي الفلسطيني، وعين في منصب وزير الداخلية في الحكومة الفلسطينية العاشرة التي شكلتها حركة حماس كأول حكومة تشكلها بعد فوزها المطلق في المجلس التشريعي الفلسطيني. أسس قوة داعمة للقوى الأمنية الفلسطينية في قطاع غزة، سميت بقوة الانقاذ الوطنية (القوة التنفيذية).

وشارك الشيخ الشهيد سعيد صيام في لجان الإصلاح التي شكلها الإمام الشهيد الشيخ أحمد ياسين، لحل النزاعات والشجارات بين الناس والمواطنين وذلك منذ مطلع الانتفاضة الأولى التي عرفت بـ "انتفاضة المساجد"، ويذكر أن الشيخ الشهيد صيام متزوج وأب لستة من الأبناء.

وقد كلف الوزير الشهيد في حياته بالعديد من المناصب، فكان رئيساً للجنة قطاع المعلمين، وعضو اتحاد الموظفين العرب بوكالة الغوث الدولية، ومسؤول دائرة العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وعضو القيادة السياسية للحركة في قطاع غزة، كما عمل صيام عضواً في مجلس أمناء الجامعة الإسلامية في غزة، وعضو الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل، وفي العام 1980 كان صيام عضواً في اتحاد الطلاب بدار المعلمين برام الله، وفي العام 2006م كلف بمنصب وزير الداخلية والشئون المدنية في الحكومة الفلسطينية العاشرة.

يعتبر سعيد صيام من أبرز قادة حماس السياسيين الجدد في القطاع. تعرض مكتبه إلى قصف جوي إسرائيلي في نهاية شهر حزيران 2006 في خضم الهجمة الإسرائيلية على غزة بعد عملية اختطاف الجندي الإسرائيلي التي قام بها عناصر مقاتلة من كتائب عز الدين القسام.

تم تعيينه وزيرا للداخلية في الحكومة الفلسطينية في غزة في 3 يونيو 2008 في إطار توسييع الحكومة وتعيين 6 وزراء جدد.

وقد انتخب الشهيد سعيد صيام عضو في المجلس التشريعي الفلسطيني عن كتلة "التغيير والإصلاح" ممثلة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، حيث حصل على أعلى الأصوات في فلسطين، حيث حصل على 75880 صوتاً.

شهادته
أعلن الجيش الإسرائيلي في يوم 15 يناير 2009 اليوم العشرون للهجوم على غزة (ديسمبر 2008) عن اغتياله لسعيد صيام في حوالي الساعة 7 مساء الخميس مع شقيقه رياض صيام وولده و قيادي آخر في حماس.

وقد نعته حركة المقاومة الإسلامية حماس وقالت أنه لحق بإخوانه القادة الشهداء الذين ارتقوا من قبل أمثال الشيخ أحمد ياسين والدكتور الرنتيسي وإبراهيم المقاومة والمهندس إسماعيل أبو شنب وجمال منصور وجمال سليم والشيخ صلاح شحادة وأخيرا بالشهيد القائد الشيخ نزار ريان الذي ارتقى هو الآخر في غارة مماثلة استشهد هو و15 من أفراد أسرته

إسلامية الفاروق
03-03-2009, 14:30
جريمة اغتيال القائد الشيخ "سعيد صيام" جاءت لترميم معنويات القيادة العسكرية والأمنية الصهيونية المنهارة تحت ضربات المقاومة















صرح الأستاذ/ فوزي برهوم، المتحدث باسم حركة المقاومة
الإسلامية "حماس" بما يلي: تؤكد حركة حماس على أن جريمة اغتيال العدو الصهيوني للقيادي المجاهد الشيخ سعيد صيام إنما جاءت لترميم معنويات قيادته العسكرية والأمنية المنهارة تحت ضربات المقاومة الباسلة والتي ستعتبر اغتيال شيخنا المجاهد بأنها ستكون نقطة تحول نوعية في فرض معادلة جديدة في مواجهة العدو الصهيوني؛ وإننا إذ نتوجه بالتحية الخالصة إلى قمة الممانعة ونصرة الشعب الفلسطيني ونصرة غزة المنعقدة في دولة قطر الشقيق بدعوة من سمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، فإننا نؤكد على شكرنا لكل المشاركين فيها والتي نطمح من خلالها إلى تلبية طموحات شعبنا في فك الحصار ووقف العدوان وتعزيز صمودنا ونصرة قضيتنا وإعادة اعمار غزة وفرض عقوبات ومقاطعة المحتل الصهيوني وكل الداعمين له.
وتؤكد حركة حماس على مُضيها قدمـًا في طريق الجهاد والمقاومة وسيبقى سلاح المقاومة الحامي لمصالح شعبنا والمدافع عن حقوقه وثوابته، ونرفض أي محاولات من أي طرف تهدف إلى تقويض مقاومتنا والمس بسلاحنا لأننا نعيش معركة التحرر الوطني حتى تحرير أرضنا وشعبنا.
وإن هستيريا وتخبط وإرباك العدو الصهيوني أمام ضربات المقاومة وصمود شعبنا جعله يبحث عن مخارج تنقذه من الأزمة وتوقف خسائره الفادحة بعد اكتشافه أنه دخل في حرب غير محسوبة العواقب والنتائج وأن تكتيكات المقاومة وترتيباتها الميدانية وقدرتها على التصدي وإرباك ساحة العدو وتكبيده خسائر فادحة من الجنود والمعدات وهجرة أكثر من مليون إسرائيلي من المناطق التي طالتها صواريخ المقاومة ستجعله يحسب ألف حساب لمجرد التفكير في استهداف أي من أبناء شعبنا وأرضنا، وأنه لن يحقق أي هدف من أهدافه وبدل أن يغير العدو الصهيوني المعادلة في غزة أو ينهي حماس غيرت حماس ومقاومة شعبنا المعادلة الإقليمية والدولية بحيث أصبح العدو الصهيوني المجرم والإرهابي رقم واحد على المستوى الإقليمي والدولي والعالمي وما سيل الجماهير على مستوى العالم لنصرة غزة وحماس وحق الشعب الفلسطيني خير دليل على ذلك، وأصبحت حماس والقضية الفلسطينية هي القضية رقم واحد في الوجدان العربي والإسلامي ودعم القضية الفلسطينية وعدالتها على سلم أولويات صناع القرار على المستوى الإقليمي والدولي، ووقف العالم مذهولاً أمام هذه الجرائم التي ترتكب في غزة واستخدام الأسلحة المحرمة دوليـًا بعد أن ضللت أمريكا والاحتلال الصهيوني الرأي العام العالمي فاليوم حماس خرجت من فضاء غزة وفلسطين إلى الفضاء العالمي تحشد الدعم والنصرة للشعب الفلسطيني ولأهلنا في غزة وتدعا من قبل معظم الدول العربية والإسلامية وتواصل معها كثير من دول أوروبا سراً وعلانية. وأن ما يقوم به المحتل الصهيوني من قصفِ للمؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة في غزة واستهداف الطواقم الطبية ومؤسسات الهلال الأحمر والمؤسسات الإعلامية والصحفيين هو أكبر دليل على همجيته وإجرامه وإرهابه والذي جرته على ذلك صمت المنظومة الدولية على هذه الجرائم على مدار سنوات طويلة من الزمن ولم تتخذ قرارات صارمة بحقه للجمه ومعاقبته، وإن مقاومتنا مستمرة حتى تحقيق أهداف وطموحات شعبنا في دحر الاحتلال وفك الحصار وفتح المعابر على طريق استكمال مشروع التحرر الوطني.
الأستاذ/ فوزي برهوم
المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"

‏الجمعة‏، 16‏ كانون الثاني‏، 2009
الموافق: ‏19‏ محرم‏، 1430هـ

إسلامية الفاروق
03-03-2009, 14:31
سعيد صيام في دائرة التحدي حيا وشهيدا


سعيد صيام في دائرة التحدي حيا وشهيدا
شكل تولي سعيد محمد شعبان صيام لوزارة الداخلية الفلسطينية نقطة تغيير في التاريخ الفلسطيني عامة وقطاع غزة خاصة، فالرجل شرع بعد أيام من توليه وزارة الداخلية في تشكيل القوة التنفيذية المساندة للأجهزة الأمنية في مايو/ أيار 2006 ومعظم عناصرها من أنصار (حماس) والفصائل المعارضة للسلطة الفلسطينية.

تولى الرجل المولود عام 1959 في مخيم الشاطئ في غزة وزارة الداخلية بعد فوز كتلته (التغيير والإصلاح) بأغلب مقاعد المجلس التشريعي في انتخابات 2006، وبعد أن وجد صعوبة في التعامل مع قادة الأجهزة الأمنية السابقين والموالين لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح والرئيس الفلسطينية وجد نفسه أمام مهمة تشكيل القوة التنفيذية التي حظيت باعتراف الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل أن يسحب ذلك الاعتراف لاحقا.

شعبية واسعة
حصل صيام وهو من أسرة لاجئة من عسقلان على نحو 76 ألف صوت في انتخابات 2006، وهو الرقم الأعلى على الإطلاق، لكن ظهوره على وسائل الإعلام سبق ذلك بسنوات حيث بدأ الظهور على وسائل الإعلام بشكل واسع عقب استشهاد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي عام 2004.

وأثناء توليه وزارة الداخلية وجد صيام نفسه في مواجهة مع الأجهزة الأمنية، وهي المواجهة التي قادت حركة حماس إلى السيطرة على مقرات الأجهزة الأمنية في يوم الحسم الشهير 14 يونيو/ حزيران 2007.

عمل صيام وهو خطيب مفوه، ومتخصص في الرياضيات والتربية الإسلامية، مدرسا في مدارس وكالة الغوث خلال الفترة من 1980-2003م، كما شغل منصب عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية بغزة.

لم ينج صيام من تجربة الاعتقال في سجون الاحتلال، فاعتقل أربع مرات في الفترة من العام 1989 حتى العام 1992 الذي تعرض فيه للإبعاد إلى مرج الزهور، كما لم ينج من تجربة الاعتقال في سجون السلطة الفلسطينية وذلك عام 1995.

صيام رجل من الصف الأول في حركة حماس وعضو في قيادتها السياسية، إضافة إلى شغله موقع مسؤول دائرة العلاقات الخارجية فيها، كما مثل حركته في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية في غزة.

عرف عن صيام مشاركته في لجان الإصلاح التي شكلها مؤسس حماس الشهيد أحمد ياسين في انتفاضة الأقصى، وسعيه الدؤوب أثناء توليه وزارة الداخلية على زيارة ومشاورة وجهاء العشائر في عدد من القضايا الأمنية.

على قائمة الاغتيالات
بدأ اسم صيام يظهر في قوائم الاغتيال الإسرائيلية بعد اغتيال الدكتور الرنتيسي والشيخ أحمد ياسين عام 2004، وتصدر قوائم الاغتيال بعد توليه منصب وزير الداخلية وتشكيل القوة التنفيذية، ونشرت الصحافة العبرية اسمه ضمن 16 اسما مرشحة للاغتيال قبيل الحرب على غزة.

أثار صيام غضب حركة فتح وقياداتها حين عقد سلسلة مؤتمرات صحفية كشف أثناءها عن وثائق قال إنها تثبت تورط قيادات في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بالتجسس على دول عربية وإسلامية.

وما زاد التدهور في العلاقة مع حركة فتح عقد سلسلة من المؤتمرات الصحيفة أعلن فيها عن تورط قيادات في حركة فتح في مخططات تفجير واغتيال في قطاع غزة بعد سيطرة حركته على القطاع.

أكبر مواجهة
خاض صيام أكبر مواجهة في تاريخ السلطة مع عائلتين كبيرتين في غزة ضد من أسماهم بالخارجين عن القانون وهما عائلة حلس التي قتل عدد من أفرادها وعائلة دغمش التي قتل أيضا عدد من أفرادها.

كان صيام أول من فجر قنبلة عدم الاعتراف بالرئيس الفلسطيني محمود عباس بعد التاسع من يناير/ كانون الثاني الجاري، وذلك في مؤتمر صحفي عقده في غزة يوم 22 يوليو/ تموز، وأعلن فيه "عدم التعامل مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيسا للسلطة" بعد التاريخ المذكور.

وقام صيام أثناء توليه وزارة الداخلية قبل فرض الحصار على غزة بزيارة عدد من الدول بينها سوريا وإيران، ولاحقته التهم بتأسيس علاقة لحركة حماس مع إيران التي دعمت موازنة حكومة حركة حماس.

إسلامية الفاروق
03-03-2009, 14:32
سعيد صيام.. هدوء يصنع القوة.. وشهادة تصنع النصر

لم يكن يغيظ الانقلابيين وأتباع دايتون ومراكز صنع القرار في تل أبيب مثل الشيخ الهادئ سعيد صيام، كرجل صنع معجزة في شهور، أطارت عقول الصهاينة وأشياعهم، حين أسس القوة التنفيذية الرائدة التي أعادت لغزة وجهها النضالي، وأزاحت وجه الفساد الكالح ووجوه الخيانة المتاجرة بالقضية الفلسطينية.

وقف صاحب الوجه الوضاء قبل عام ونصف يفجر المفاجأة: إن الأجهزة التي كنستها وزارته وقواته الأبية العظيمة في غزة، كانت تضمر لفلسطين والعالم العربي والإسلامي شراً مستطيراً، وبعض قادتها يعملون خدماً لدى أسيادهم في وكالة الاستخبارات الأمريكية..
كشف بالوثيقة الأولى التي عرضها في مؤتمر صحفي "الرئيس عباس صوتاً وصورة يعطي الإذن لجهاز المخابرات العامة لقتل من يحمل أي صاروخ أو يطلقه تجاه الإسرائيليين." (وهي موجودة على موقع يوتيوب لم تزل).

وفي الثانية عرض الشهيد صيام وثيقة يقول فيها محمد دحلان لعملاء الـc.i.a:" أنا معني جداً بالقبض على الضيف أكثر من السابق لأنه مطلوب لنا وكان حديثه أثناء لقاءه مع الـcia".
وفي ثالثة، كشف صيام عن عميل في أجهزة الأمن الوقائي التي كانت تجثم فوق صدور الغزاويين يتلقى "طلباً الـciaلمعلومات حول الشهيد المقادمة وأنه مكلف بقيادة جهاز الأمن ومستشار الأمن يعطيه معلومات عن شخصية الدكتور المقادمة."

وفي رابعة عرضها صيام يتتبع جهاز المخابرات السابق العميل السيارات التي تستخدمها القسام ونوعها وأرقامها وملكيتها والأشخاص الذين يقومون بضرب القسام ومذكور في الوثيقة:" علماً بأن الأشخاص الذين شاركوا بضرب القسام أثناء التوغل الإسرائيلي هم ..."، وقد ذكر خمسة أسماء.
وثيقة واحدة لن يذكرها صيام، هي تلك التي تثبت تورط العملاء في الإرشاد عن مكانه من خونة فلسطين ولاعقي أحذية الاحتلال.. ولن يضيره بإذن الله أن يذكرها؛ فحسبه أن قضى شهيداً ـ نحسبه كذلك ولا نزكيه على الله سبحانه وتعالى ـ وارتقى في يوم تثبت فيه المقاومة أنها تستهدي بنور كتابها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم الذي مات شهيداً على يد أجداد هؤلاء من اليهود بحسب إحدى الروايات بالسيرة المطهرة.

لقد ارتقى الصوام القوام البكاء في الصلوات والخلوات الذي يخالف غيره من نظرائه من وزراء الداخلية في معظم البلدان العربية، الذين يتنمرون على مواطنيهم وبأسهم على الأجهزة الخارجية برداً وسلاماً.

أعاد صيام (50 عاما) لنا صفحات من تاريخ عريق لأمة كانت فيها الشرطة حافظة للأمن، سلماً على العباد، حرباً على الأعداء..

وضرب للعالمين مثلاً بوزير داخلية يتولى منصبه بعد انتخابه في المجلس التشريعي لبلده في انتخابات حرة يحصل فيها على أكثر من 75 ألف صوت في دائرته؛ ليحصد أعلى الأصوات في فلسطين على الإطلاق، كدليل على سيرته الطيبة العطرة بين بني قومه، بخلاف الجلادين من نظرائه في العالم..

الشهيد صيام الذي عرفته فلسطين كرجل هادئ حبيب، غير أنه عنيد ضد كل ما يمس دينه وبلاده، هو ذاك الذي تشبث بالعودة لبلاده في التسعينات بعدما أبعد إلى مرج الزهور، وشجاع ضد من يمس أمن وطنه ويعبث بأمن المواطنين، وكذا كان صيام حين أسس القوة التنفيذية التي كنست المجرمين المتاجرين بالقضية من سدة السلطة في غزة..
سلام على سعيد صيام..

إسلامية الفاروق
03-03-2009, 14:32
سعيد صيام جنرال برتبة شهيد



بقلم: د. ممدوح المنير
لا أعرف لماذا دائماَ تشدني إليه عينيه ؟ تأملهما قليلاَ ، سترى فيهما صفاءً عجيباَ ، ينفذ إلى أعماقك ، يسرى في جسدك فيض من شحنات الإيمان و سخات الكرامة و نفحات العزة و الإباء، دقق النظر أكثر ، أنظر إلى زوايا عينيه ، ترى فيها حمرة خفيفة ، يا تُرى من أين جاءت هذه الحمرة ؟ أمن سهر الليالي جهاداَ و نضالاَ ؟! ، أم أنها من بكاء الأسحار في رحاب الله ؟ ، أم أنها زخّات شوق و لهفة على فقد الأحبة ياسين و صحبه ؟ وسع مجال الرؤية قليلاَ ، تطلع بعينيك إلى لحيته البيضاء و شعر رأسه الأبيض ، لا تظن أن هذه الشعرات البيضاء هي كغيرها ابيضت بفعل عوامل الزمن ، لا و ألف لا ، إنها شعرات مقاومة !! تنمو فقط في قلب المحن و تزدهر بدماء الشهداء و تورق بسبحات الليل و تعيش بثقافة الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ، أتعلم أين ذهبت هذه الشعرات الآن ؟ إنها الآن تختلط بدمائه الطاهرة ، تحتضنها أرض غزة المباركة ، تزرعها بذوراً للكرامة و تُنبت بها ألف سعيد ، إنها أرض مباركة بذرة الشهيد فيها بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف .
لم يمكن خبر استشهاده مفاجئاَ ، كيف بالله عليك يكون الرجل اسمه ( سعيد ) و ( صيام ) و لا يكون له حظ من اسمه ؟ إنه الآن بإذن الله ( سعيد ) في روضات الجنات ، ( يُفطر ) مع أحبته الذين كان يذرف الدمع شوقاَ إليهم.
أكثر ما يميز هذه الشخصية الفذة هو هدوؤها المدهش ، يعمل في صمت و كأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة ، كنت أتعجب كيف لشخص يتحلى بهذا الوقار و الهدوء يملك هذه اليد الفولاذية التي ضبطت الأوضاع في قطاع غزة و أعاد إليها الاستقرار ، تولى وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس ، دخل في صراعات لا تنتهي مع قيادات الداخلية الفتحاوية التي لم تتعود نظافة اليد و استقامة السيرة و المسيرة ، كان صعباً عليها أن تعيش في بيئة نظيفة يشرف عليها رجل مثله ، تناقضت معه و تحدّت سلطته و لكن الرجل العظيم لا تتصدر له إلا الأحداث العظيمة ، لم يضيع وقتاً أنشأ مع إخوانه القوة التنفيذية لتعيد الأمور إلى نصابها و لتضبط إيقاع الحركة في القطاع و طبعاً كان ذلك خبراً صاعقاً لخفافيش الظلام و شياطين الإنس و لكن الرجل لم يكن فقط على قدر الحدث بل أكبر منه أيضاً ، تعامل مع الموقف بحكمة و حنكة و قاد السفينة وسط الأمواج الهائلة المضطربة ، حتى حانت لحظة الحسم و سيطرة حماس على قطاع غزة لتقلب السحر على الساحر الذي أراد أن يباغتها و ينهى وجودها و من خلفها مشروع المقاومة وكان هو بالطبع قائد أوركسترا الحسم في القطاع واستطاعت القوة التنفيذية التي يرأسها مع كتائب القسام إنهاء الأوضاع الفائرة في القطاع.
حين تتطلع إلى سيرة الجنرال المعلم تجدها تتطابق مع مسيرة شعب و نضال أمة ، عنوانها معاناة ونضال و تفاصيلها تشريد و حصار و لجوء و اعتقال، حيث ولد بمعسكر الشاطئ بغزة، بتاريخ 22-7- 1959، بلدته الأصلية ( قرية الجورة – عسقلان) ، أب لستة من الأبناء ( ولدان وأربع بنات ) ، استشهد أحد أبنائه معه.
كان رحمه الله معلماً من طراز فريد ، وأنا هنا لا أعني مُعلماً كأنموذج فذ وحسب و لكن أيضاً معلماً في قاعات الدراسة يربي أجيالا من تلامذته بحكمة الشيوخ و مهارة الربان و صلابة المقاوم و رحمة الأب و أستاذية المعلم
تخرج رحمة الله عليه سنة 1980 من دار المعلمين برام الله ،، ليعمل بعد ذلك مدرساً في مدارس وكالة الغوث الدولية بغزة من العام 1980 حتى نهاية العام 2003، ثم ترك العمل بسبب ضيق الوكالة بانتمائه لحركة حماس.
حصل كذلك على دبلوم تدريس العلوم والرياضيات ثم أكمل دراسته الجامعية في جامعة القدس المفتوحة وتخرج منها سنة 2000، وحصل على بكالوريوس التربية الإسلامية.
تقلد الشهيد العديد من المواقع القيادية حيث كان:
* عضو اتحاد الطلاب بدار المعلمين برام الله في العم 1980.
* عضو اتحاد الموظفين العرب بوكالة الغوث أكثر من دورة ، كما ترأس لجنة قطاع المعلمين لمدة 7 سنوات متتالية.
* عضو الهيئة التأسيسية لمركز أبحاث المستقبل .
* عضو مجلس أمناء الجامعة الإسلامية – بغزة.
* ممثل حركة "حماس" في لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية.
*عضو القيادة السياسية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقطاع غزة.
* مسئول دائرة العلاقات الخارجية في الحركة.
* اعتقل 4 مرات ( 1989-1990-1991-1992(
* أبعد إلى مرج الزهور بجنوب لبنان لمدة عام.
* اعتقل لدى جهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطيني في العام 1995 على خلفية انتمائه السياسي
*انتخب عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية الفلسطينية عن قائمة حركة حماس في دائرة غزة حيث حصل على أعلى أصوات الناخبين على مستوى الأراضي الفلسطينية و تولى رئاسة كتلة حماس بالمجلس.
* اختير لشغل منصب وزير الداخلية في الحكومة التي ترأستها حماس ثم تداعت الأحداث كما أسلفنا سابقاً .
تبقى كلمة في النهاية كتبها الشهيد الجنرال المعلّم بدمه ، مفادها أن الأمم تعيش فقط بالقدر الذي تُقبل فيه على الموت ! ، ليس حباً في الموت ذاته و لكنه الخطبة البليغة التي تنير الطريق و تمهد السبل لكل إنسان يسعى لحريته و أمنه و كرامته ، هذا هو الدرس الأخير الذي كتبه المعلّم في دفاتر تلامذته الذين يشيّدون الآن قواعد المجد من بين أنقاض الدمار ، رفعت الأقلام و جفت الصحف و لم تجف دماء الشهيد و لن تجف.

إسلامية الفاروق
03-03-2009, 14:33
سعيد صيام، وزير الداخلية الشهيد






سعيد صيام، وزير الداخلية الشهيد
بقلم: ممدوح إسماعيل
منصب وزير الداخلية في المنطقة العربية من المناصب المكروهة شعبياً بسبب أساليب القمع والاستبداد التي تمارسها وزارات الداخلية العربية، بخلاف تلفيق التهم للأحرار، وقمع المعارضة الشريفة والزج بها في السجون والمعتقلات!!!

ودائماً المنصب في المنطقة العربية هو عنوان تزوير إرادة الشعوب والتعذيب، وتحتفظ منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية بسجل أسود في انتهاكات حقوق الإنسان لوزراء الداخلية العرب، وكل شهر وكل عام تصدر المنظمات الدولية والعربية تقارير تحصي فيها كم هائل من انتهاكات حقوق الإنسان العربي!!

لكن في غزة حكاية أخرى فريدة ونادرة في وطننا العربي المغلوب والمقهور شعوبه دائما، ففي غزة تمت انتخابات نزيهة وجاءت حركة حماس بإرادة الشعب الفلسطيني إلى الحكم، وكان لافتاً ذلك الرجل سعيد صيام الذي حصد أعلى الأصوات في الإنتخابات؛ فقد حصل على ما يزيد من سبعين ألف صوت، وكيف لا يحصد تلك الأصوات وهو ابن فلسطين، وابن المقاومة، وأيضاً هو الشيخ الداعية خطيب مسجد اليرموك، وهو المصلح الإجتماعي الذي عرفته العائلات الفلسطينية بإصلاحه ذات البين بين الفلسطينيين...

فكان اختياره وزيراً للداخلية في الحكومة التي شكلتها حركة حماس نقطة ملفتة وبارزة جداً في عالم وزراء الداخلية العرب؛ فلأول مرة يرشح لمنصب وزير الداخلية رجل جاء بإرادة الشعب!!!، رجل مصلح اجتماعي وداعية إسلامي، رجل تربوي تعّلم وتربّى على يديه الآلاف من شباب غزة!!!

فإندهش وزراء الداخلية العرب من هذا الوزير الذى يخالفهم فى كل شيء، بل لم يعين من قبل حاكم لمهارته فى القمع، بل جاء بإرادة شعب فرفضوه لأنه ليس من طينتهم، ولم يدعى لاجتماع واحد لوزراء الداخلية العرب!!!

ولكن سعيد صيام لم يبالي، واستلم مهام منصبه فكان خير الرجال، أحبه الصغير والكبير ومضى يحارب الجريمة وتجارة المخدرات في غزة فازداد حب الشعب له، ولكن على الطرف الآخر العملاء والخونة والمجرمين حاولوا النيل منه ومن وزارته ففشلوا...

وشكل سعيد صيام القوة التنفيذية لتكون يداً قوية تردع الخونة والمجرمين داخل غزة، وبفضل الله أحبط سعيد صيام الإنقلاب الأمريكي الدحلاني في يونيو 2007 فاشتد حنقهم وغيظهم من سعيد صيام الذي تمكن من القيام بواجبات منصبه بطريقة فريدة؛ حيث عمل على رضا الله ثم رضا الشعب الفلسطيني، وبفضل الله أحبط محاولات أكابر المجرمين في غزة، والعملاء الذين فشل فى إيقافهم كل وزراء ياسر عرفات...

وكان ملفتاً أن سعيد صيام وزير الداخلية الفلسطينية هو الذي يرعى المقاومة، ويؤمن المظاهرات والمسيرات.. لا يقمعها، ويؤمن عمل فصائل المقاومة.. لا يقبض عليها ويعتقلها!!!

وفي ظل الحرب والعدوان الصهيوني الهمجي الوحشي العنصري على غزة لم يختفي الرجل، بل كان وسط أهله وشعبه ورجاله يضبط الأمن في ظل الحرب، ويساعد كل محتاج ويدفع مرتبات العاملين معه، بل ويوصلها إلى كل موظف يعمل معه في بيته!!!

وفي مساء الخميس 15 يناير ليلة الجمعة كان ميعاد البطل المجاهد سعيد صيام مع الشهادة، ولم يكن وحده بل كان معه ابنه وشقيقه وعائلته ليثبت للجميع أن قيادات حماس لا تختبىء وإنما وسط الشعب يقاوموا بفضل الله.

يقيناً أعتقد أن الخونة من عملاء دحلان هم من قاموا بإرشاد العدو الصهيوني إلى مكانه، فقامت طائرات العدو بتدمير المنزل وتسويته بالتراب. على كل حال استشهد سعيد صيام (نحسبه كذلك ولانزكي على الله أحد) ليصبح أول وزير داخلية عربي يستشهد، ليضاف إلى مكارمه الأولى كأول وزير داخلية عربي ينتخب وأول وزير داخلية يحبه شعبه، وأول وزير داخلية مجاهد مقاوم للعدو الصهيوني، ثم أول وزير داخلية يستشهد!!!

وكما قيل قديماً بين أهل الحق وأهل الباطل الجنازات، فقد كان سعيد صيام أول وزير داخلية يشهد جنازته عشرات الآلاف وسط الحرب والتدمير، وتحت القصف غير خائفين، وتحاصرهم النيران والصواريخ والقنابل الفوسفورية الحارقة، ورغم ذلك يخرج عشرات الآلاف من أهل غزة لتوديع وزير داخليتهم الشهيد المحبوب، والدعاء له، ويبكون فراقه، ويهتفون بالثأر له، ويدعون الله أن يجمعهم به في الجنة،
بينما الكثير من وزراء الداخلية فى المنطقة العربية عندما يموتون لا يعرفهم أحد، وينكرهم الناس، ويدفنون سراً أو تحت الحراسة، ولا يخرج في جنازتهم إلا عدد محدود معروف، والجماهير تلعنهم، ويدعو كل مظلوم عليهم!!!

فهنيئاً لك ياسعيد صيام، يا أبو مصعب، حب الناس واختيار الله لك بالشهادة، وأسعدك الله في الجنة برضوانه يا أعظم وزير داخلية لم تعرفه، ولن تعرفه المنطقة العربية...

وهنيئاً لكل الشهداء في غزة، وأسأل الله أن يثبت أهل غزة، وينصرهم على اليهود ومن عاونهم.

إسلامية الفاروق
03-03-2009, 14:34
لمثل سعيد صيام اخترعوا "أف 16"




بقلم: ياسر أبو هلالة
نحتاج في ظل الفساد والانتهازية والخراب الأخلاقي إلى نموذج مثل سعيد صيام. ليس للفلسطينيين وحدهم بل للعالم النامي عموماً الذي غدت فيه الوظيفة العامة وسيلة الإثراء الأساسية. وقيل في تحليل فوز حماس الكاسح إنه كان رداً على فساد السلطة لا إعجاباً ببرنامج حماس. النزاهة وحدها في شعب يقارع الاحتلال لا تكفي. فقادة حركات التحرر ليسوا موظفي مصارف ولا محاسبين في شركات. الإيمان والشجاعة والقوة صفات أخرى.

لن يكون مشهد استشهاده وابنه وشقيقه وزوجة شقيقه و.. أكثر بشاعة من استشهاد الأطفال ملتصقين بأمهاتهم. لم تكن نهاية مفاجئة. كتبت أكثر من مرة وأنا أذب عن أعراض المجاهدين في غير حملة صحافية عليهم أنهم طلاب شهادة لا طلاب حكم، وأن الحكم وسيلة للمقاومة لا المقاومة وسيلة للحكم. ولم يكن سراً أن صيام من أبرز المستهدفين لما يضطلع به من مسؤولية أمنية.

لم يبن سلطة الأجهزة بل ساهم في بناء سلطة المقاومة، وفي عهده تطورت المقاومة وصار لها سلاح صاروخي يحسب له ألف حساب ويستنجد بواشنطن للحد منه. لم يحكم وزير الداخلية السيطرة على الحدود بل حفر الأرض وأقام مديرية للأنفاق والتهريب تمكنت من إدخال كل هذا العتاد للمقاومة تماماً كما مكنت القطاع المنكوب من مواصلة الحياة عبر تهريب الغذاء والدواء والمحروقات.

سيأتي يوم ينصف فيه هذا الرجل الذي تمكن من إدارة وزارة قوامها أجهزة متمردة تعمل ضده. وفي أيامه تحقق أمن لدى المواطن الغزي لم يشهده في أيام الاحتلال ولا في أيام السلطة. وكتبت الصحافة الغربية كيف تمكن الناس من السهر على شاطئ غزة للمرة الأولى. حقق الأمن لأبناء شعبه وسلب الأمن من الإسرائيليين المحتلين على عكس من ظنوا أن واجبهم إشاعة الرعب في أوساط شعبهم وتحقيق الأمن للعدو.

لا يوجد قائد في حماس بمنأى عن الاستهداف. وهو في آخر مؤتمراته الصحافية كشف كم كانت أجهزة أوسلو متورطة في استهداف قادة المقاومة وهذا قدرهم. يعيشون ويموتون مثل شعبهم. يمكن أن نتخيل الساعات الأخيرة لأبي مصعب رحمه الله. كان يرى في صورة ابنه كل شباب فلسطين المحرومين من الحياة الطبيعية. كان يسعى إلى حياة أفضل لهم، حياة بكرامة بحرية. لم يكن يحلم بأبراج داخل غزة وخارجها. إذا كنا قد تعبنا من متابعة الأخبار على الشاشات فكيف بسعيد صيام في هذه الأسابيع الثلاثة؟

عندما نفثت الإف 16 حممها مَنْ كان يحمي مَنْ الابن أم الأب؟ في لحظات ود الأب لو افتدى ابنه، لقد عشتُ طويلا أنت لا تزال شاباً. الابن يود لو يفتدي أبيه الأمة تحتاجك، الشقيق يفتدي زوجته الأولاد أولى بك.. جمعهم الموت والجنة هي الموعد. طبعاً لم يفكر الأب للحظة بالتوريث وتوزيع المكاسب والمنافع كالمعتاد في العالم الفاسد.

يعلمنا الشعب العظيم في غزة الكثير، فالحياة ليست منافع ومكاسب وشركة توزع أرباحها آخر العام.. الحياة فيها قيم لا تقدر بثمن. فيها قادة بحجم سعيد صيام، لا يرهبون المواجهة ويصممون على النصر ويتقدمون بشعبهم نحو الحرية. لمثله اخترع الأميركيون الإف 16 أحدث المقاتلات التي صممت لمواجهة الاتحاد السوفيتي. إنه رجل بحجم دولة عظمى. قيل: قل من خصمك أقل لك من أنت. إن خصمهم العالم الطاغي الظالم، خصمهم أميركا و"إسرائيل" وعملاؤهما بكل سلاحهم وإمكاناتهم وأموالهم.

استرحت يا أبا مصعب، أنت وفلذة كبدك عند رحمن رحيم، كم تعبت، وكم تلقيت من طعنات، سجنك العدو وسجنك الشقيق وأبعدت في مرج الزهور وقضيت في نيران الإف 16.. يكفي، آن لك أيها الفارس أن تترجل أيها الشهيد السعيد. سلام عليك..