مشاهدة النسخة كاملة : أحمد السنوسي- بزيز - : طاحت «السُّمعة» علقو الصحافة!



عادل محسن
14-03-2009, 15:29
طاحت «السُّمعة» علقو الصحافة!
احمد السنوسي - بزيز -

يقال إن الطبيعة تخاف خوفاً شديدا من الفراغ، لذلك فإنّ الجيل الجديد من الصحافيين حَرِصَ على فضح الاختلالات، وفكّ الخيوط المتشابكة للمشهد السياسي بعد أن اختلطت الأوراق والألوان. ولن ينسى الصحافيون أبدا كيف أن وزراء «ّديمقراطيين جدا» في الحكومة السابقة بادروا، قبل انعقاد مجلس وزاري، إلى تقديم ملتمس يقضي بمعاقبة بعض الصحف التي «تجاوزت الحدود»، حسب تعبيرهم. ولعل الحكومة الحالية شرعت في تنفيذ المخطط الاستئصالي للسلف الصالح، وتَفَنّنَتْ في إبداع وسائل وصيّغ إعدام الصحف المستقلة بطرق ملتوية من قبيل الغرامات الثقيلة والأحكام القضائية الأسرع في تاريخ المساطير «العدلية» الدولية، خصوصا وأن ترسانة التهم جاهزة ومُعَلّبة وتتوفر على «التّبزيرةّ» والتوابل والمواد الحافظة التي تظهر سليمة في الشكل، لكنها منخورة حتى النّخاع بالرغبة الجامحة والمزمنة في خنق أنفاس حرية الصحافة، تلك الصحافة التي لا تغرد على إيقاع اللحن الوحيد والفكر الوحيد، وتجد في مدرسة الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وباقاتها الفضائية والأرضية نموذجا صالحا للاستهلاك في هذه الألفية الثالثة، خصوصا وأن ّالباقة (لُوبوكي) ولِدت ذابلة إن لم نَقُلْ ميتة، وكان الأجدر بـ«حكماء» الهاكا أن يتصدوا لهذا التبذير والنزيف الخطير للمال العام. كان بإمكان حكماء «الهاكا» أن يسائلوا المشرفين على القطب العمومي الميّتْ عن الحكمة من تناسل الفضائيات «المغربية» التي لا يشاهدها المغاربة لا في الدّاخل ولا في الخارج. لقد كان بوسع «الحكماء» أن ينبّهوا رؤساء القطب إلى أن التستّر وراء التبرير الرومانسي القائل إنهم يشفون غليل وعطش المهاجرين إلى وطنهم، عبر رَدْم هوّة الحنين بفضائيات متعددة تشبعهم إلى حدِّ التخمة والتقزز بـ«فنون شعبية» لا تحمل من الشعبية سوى الاسم، وبأخبار جوفاء فارغة من أي دلالة أو مهنية... أخبار لا تروي حتى عطش مغاربة الدّاخل الذين يسبَحون في فضاء الله الواسع بحثا عن أخبار وطنهم ولو في الصين. لن تجد اليوم مُشاهداً مغربيّا واحدا ساعدته الأرضيات والفضائيات «المغربية» في فهم ملابسات أحداث ذات طابع محلي أو ذات امتدادات دولية. لا أحد يفهم لماذا تُعاقِبُ الحكومة ضحايا الفيضانات الأخيرة عوض أن تهبّ إلى إنقاذهم ومواساتهم. ولا أحد يفهم لماذا قطع المغرب علاقاته مع بعض الدول! ولماذا يَسْحبُ سفراءه من بعض العواصم؟ والحقيقة أن الإعلام الرسمي هو الذي قطع علاقاته مع المتَلقّي والجمهور المغربي. ولا أحد يفهم حقيقة التفجير الغامض الذي هزّ قاعة الألعاب بحي السالمية 2 بالدار البيضاء، لأن التلفزة «المغربيةّ مشغولة بأشياء أخرى قالوا إن شي قنينة (بوطا) طلع ليها الغاز وانفجرت متسببة في سقوط ضحايا، وخسائر مادية.
التلفزة «المغربية» تغلق عيونها وآذانها كالعادة في مثل هذه الظروف ليبقى باب الإشاعات والألغاز مشرعاً على مصراعيه.
والحقيقة أننا لن نجد أحداً من «المسؤولين» يكون قادرا ومؤهلا للإجابة عن تساؤلاتنا. بل إننا سنصدق الناصري وزير الاتصال الذي غالبا ما يجيب عن أسئلة الصحافيين بأنه «ليس على علم» بما يجري في بعض الأحداث الجسام التي تَرْهن حاضر البلاد ومستقبلها. إنه صادقٌ تماماً في ما يقوله. إنه على «اتصال» ّدائم بالحكومة ومراكز القرار، وعلى قطيعة تامة مع الرأي العام، ومافهمناش لماذا يهددنا الناصري في كل وقت بتقديم استقالته. يمكن غير كيضحك معانا.
ونحن نترجّاه ألاّ يغامر بتقديم استقالته في بلدٍ لا يستقيل فيه الوزراء، بل يُقالون. ولعل السيد الناصري استقال منذ اليوم الأول الذي تمكن فيه من الحصول على حقيبة «الاتصال» ونفهم جيدا أن يكون السيد الوزير غيوراً على سُمعة المغرب في الخارج، لكننا لا نفهم أن يجد في الصحافيين مِشجبا يعلق عليه فشله في «الاتصال» وكأن الصحافة هي من يصنع القرار الحكومي، أو هي المؤهلة لتدبير الشأن المحلي وعلاقات المغرب مع شركائه الدوليين.
يا سادة إلى طاحت «السُّمعة» فلا تعلّقوا الصحافة!

عن المساء 770
http://74.53.192.83/media/770/ahmedsnoussi.jpg

احمد السنوسي

سهيل
14-03-2009, 17:50
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك

سلمت يداك

حامـ المسك ـل
14-03-2009, 20:35
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله على نقل الموضوع

الصحافة الجادة والغيورة على وطنها والتي هي ملاذ للمواطن الحر
تحاصر وتحجب ويطارد صحفيوها اما الاعلام الرسمي فهو يسبح بحمد المخزن

أشرف
14-03-2009, 21:26
مقال قيم

بورك فيك