مشاهدة النسخة كاملة : جديد التقنية المسرحية الواقع الافتراضي و السينوجرافيا المسرحية



ابن المرشد
29-12-2005, 00:12
بعد طول غياب إرتأيت أن أشارك إخواني هذا الموضوع المفيد حقا

الواقع الافتراضي و السينوجرافيا المسرحية

 الواقع الافتراضي VIRTUAL REALITY


"جيرون لانيرJaron Lanier " هو مبتكر مصطلح "الواقع الافتراضي" في أوائل الثمانينات. و تقوم تطبيقات الواقع الافتراضي على خلق بيئات ثلاثية الأبعاد باستخدام الرسومات الكمبيوترية وأجهزة المحاكاة simulation، بحيث تهيّئ للفرد القدرة على استشعارها بحواسه المختلفة والتفاعل معها وتغيير معطياتها، فيتعزز الإحساس بالإندماج في تلك البيئة.

وهناك برامج خاصة تسمح للمستخدم بالدخول في هذا العالم الخيالي والتفاعل مع العوالم الموجودة فيه، و فيه ينغمر المشاهد كلية مع المشاهد التي يحيا بينها، ويتفاعل معها في عالم خيالي ثلاثي الأبعاد. ويتم ذلك عن طريق ارتداء منظار (نظارة استقطاب ـ polarized glasses) كبير الحجم، وقفازات خاصة موصلة بأسلاك إلى الكمبيوتر. وعند تحريك الرأس واليدين، يحدد الكمبيوتر الاتجاه، ويقود المستخدم خلال هذا العالم الخيالي.

ما يمكن أن يحصل باستخدام الواقع الافتراضي لا يحدّه إلا خيالنا، ويقول جيرون لانير :
"آمل أن يكون للواقع الافتراضي دور، ليس فقط في التعليم وتسهيل سبل الحياة بل كذلك في إبداع أنماط جديدة من الفنون وخلق وسائل جديدة للتعبير الثقافي واكتشاف أنساق جديدة للجمال وإيجاد طرائق جديدة للتقارب بين الناس".

 الواقع الافتراضي كأداة سينوجرافية :


خلال الثمانينيات و التسعينيات من القرن العشرين اقتحمت تطبيقات الواقع الافتراضي (Virtual Reality )  مجال العرض المسرحي في سلسلة من العروض التجريبية، و في عملية دمج فن العرض الحي مع تكنولوجيا الواقع الافتراضي المبتكرة رقميا فإن مصمم السينوجرافيا يواجه تحديات عديدة .
إن وجه الشبه الأساسي بين المسرح و الواقع الافتراضي، و الذي دعا ابتداءً للربط بين المجالين، هو أن كلاهما مستقل بذاته عن الحياة و كلاهما يأخذ مجراه آنيًـا في الزمن الحقيقي Real-Time، مع وجود علاقة لحظية مباشرة بين الممثل و المتفرج.
إن المسرح و التقنيات الرقمية حين يعملان على ابتكار البيئات الافتراضية، فإنهما يحظيان بأوجه ملفتة للشبه. فكلاهما يقدم تجارب ميتافيزيقية مرنة، و كلاهما ينشيء عوالماً خيالية حيث يمكن للمفاهيم غير الملموسة أن تتخذ أشكالا مدركة .و كلاهما يشغل فضاءً ثلاثي الأبعاد، و يعتمدان بمقدار متفاوت على قدر من الإيهام لتشكيل ذلك الفضاء. و كما توجد سبل و أساليب عديدة للعرض المسرحي و آلياته، فكذلك الواقع الافتراضي.
إن أكثر وسائل عرض الواقع الافتراضي شيوعا ـ و هو المشاهدة عبر نظارة الاستقطاب ـ شكل (1)، يعتمد غالبا على تقديم بيئة وهمية لعين المتفرج. و في وسائل أخرى للعرض، و هي الأكثر شبها بالعرض المسرحي، يتم تقديم فضاء هو مزيج من الواقع و الإيهام للمتفرج .
إن القاعات التي يتم فيها تقديم العروض الافتراضية و التي تسمى بيئة الكهف CAVE environments هي عبارة عن حجرات جدرانها مكونة من شاشات عرض خلفي rear-projection panels .إن هذه العروض البيئية تهدف إلى خلق الإحساس بالانغمار تماما كما يحدث في كابينة المحاكاة للطيران أو قيادة السيارات، حيث يتم خلق وهم بالبيئة الخارجية و يتم مشاهدته من خلال نوافذ الكابينة.

 السينوجرافيا الافتراضية VIRTUAL SCENOGRAPHY :


إن المشاهد التي تتضمنها السينوجرافيا الرقمية يمكن إعدادها بعدة طرق، المصدر الرئيسي يتمثل في الصور المنشأة بالحاسب الآلي، و يتم إعدادها باستخدام بعض البرمجيات software مثل برنامج
Virtus WalkThrough Pro software ، و هي برمجيات قادرة على إنتاج بيئات للواقع الافتراضي يمكن التحرك داخلها بصريا، فهذه البرامج يمكن من خلالها إعداد ملفات فيديو في صياغة مجسمة stereoscopic mode جاهزة للتوظيف المباشر خلال العرض، و تتراوح هذه المشاهد بين محاكة الواقع بدقة فوتوغرافية photo-realistic computer renderings و المشاهد ذات الطابع الخيالي .
المصدر الثاني للصور يتمثل في الممثلين الرقميين الذين يظهرون كأطياف مجسمة يتم إقحامها في المشهد مع الممثلين الحقيقيين، و يتحكم في تحريكهم ممثلين قابعين خارج المسرح من خلال نظم الحاسب الآلي. و لتحقيق ذلك يتم تثبيت كاميرات فيديو ثنائية البث binocular-mounted video cameras ، و من خلال البث المتزامن للصورة من كلتا الكاميراتين يرى المتفرجون شخصيات مجسمة تتحرك في المشهد و تشغل حيزا في الفضاء السينوجرافي للعرض المسرحي .
كذلك يتم استخدام الإسقاط الخلفي rear projection في كامل خلفية المشهد لإثراء البيئة المكانية .

 الشخصيات الافتراضية VIRTUAL CHARACTERS :


هناك اعتبار جوهري فيما يخص الشخصيات الافتراضية، و هو كيفية تأثير هذه الشخصيات على الطبيعة الفريدة للعرض المسرحي، و هنا يتجسد التحدي أمام المصمم لكي يوظف التقنيات المستحدثة لرفع قيمة العرض المسرحي و تكثيف المعنى دون الإخلال بالفن المسرحي و تفريغه من محتواه كفن لحظي. فيجب على الشخصيات الافتراضية أن تحافظ على معايير العرض الحي، و قد علق الكثير من منظري المسرح على أهمية الحضور المادي للممثل و المتفرج و التجربة المشتركة للعرض الدرامي .

 المسرح الافتراضي VIRTUAL THEATRE


أن المسرح الافتراضي هو نوع من العروض تقوم على عملية محاكاة تتم من خلال الحاسب الآلي لتجسيد بيئات واقعية أو خيالية، كما أن هذه البيئات يمكن أن تكون تفاعلية Interactive ، و يمكن الإبحار فيها آنيًّـا في زمن حقيقي Real-Time و ليس في زمن مُسجل مسبقا Pre-Recorded . و هذه العروض يمكن أن تقدم على خشبة مسرح حقيقية يستخدم فيها شاشات العرض كاميرات البث الفيديوي و غيرها من الوسائط المتعددة، أو أن تقدم بشكل كامل رقميا في بيئات افتراضية يبحر فيها المشاهد من خلال نظارة الاستقطاب من خلال عملية المحاكاة .
إن تنوع الوسائط في المسرح الافتراضي يتطلب أسلوبا جديدا للسينوجرافيا، فهذه التقنية تتيح مرونة كبيرة في كيفية تقديم عناصر المنظر المسرحي، و السينوجرافيا المخلقة رقميا يمكن أن تتغير فيها المشاهد بطريقة المسخ ****morphose وفقا لمفاتيح تحول cues مسبق الإعداد يتحكم فيها الممثلون / المؤدون الذين يعملون في كواليس العرض، و يتابعون الأحداث من خلال شاشات الكومبيوتر .
إن الاعتبار التقني الرئيس في التخطيط لمثل هذا النوع من العروض ، يتمثل في الحاجة إلى استنباط وسيلة عملية لتقديم البيئة الافتراضية لجمهور النظارة.

 المسرح التفاعلي INTER-ACTIVE THEATRE


هو نظام رقمي يتم فيه محاكاة منصة من خلال الحاسب الآلي في بيئة ثلاثية الأبعاد تتيح للمستخدم الدخول فيها بالإضافة إلى التفاعل مع و التحكم في مكوناتها الافتراضية من إضاءة و حركة و العناصر البنائية الموجودة بها، و في الواقع أن هذا المسرح التفاعلي يتيح العديد من العروض الافتراضية التي يتم إدارتها من خلال التحكم التفاعلي من قبل المستخدم.
و على سبيل المثال، في "المركز المتطور لتطبيقات الحاسب الآلي في مجال الفن و التصميم" The Advanced Computing Center for the Arts and Design بكلية الفنون ـ جامعة أوهايو ـ الولايات المتحدة، تم تصميم مسرح افتراضي تفاعلي لإجراء عروض تجريبية في سياق العملية التعليمية، و البرنامج المعد اعتمد على تصميم مسرح افتراضي يحاكي مسرح الكلية Roy Bowen Theater و هو مسرح منصة يحيط به 250 مقعد .

نظام المحاكاة يتيح للمستخدم الآتي :
 مشاهدة المنصة من عدة مواقع في المسرح للحصول على مجالات إبصار متنوعة .
 يحتوي النظام على مجموعة قياسية من عناصر الأثاث (مقاعد ـ مناضد ـ صناديق ) متاحة على خشبة المسرح ليقوم المستخدم بتوظيفها في الفراغ الافتراضي وفقا لرؤيته .
 إتاحة توقيع الممثلين الرقميين في المشهد.
 إمكانية تعديل شكل الستار الخلفي و ترتيبات الإضاءة للمواءمة بين حلول تصميمية مختلفة .
و بهذا الشكل فإن النظام يعزز المقارنة بين العروض الرقمية و العروض الحقيقية/المادية في علاقتها بخشبة مسرح المنصة ـ روي بوين The Roy Bowen Theater thrust stage .
و كأداة تفاعلية مستحدثة، يتيح النظام وسيطا مثيرا للمشاريع التجريبية التي تضع فن المسرح في المصاف الآولي للتطبيقات التقنية المتطورة .

 المسرح عبر شبكات الاتصال WEB / CYBER THEATRE


هذه التجربة لا تزال قيد التجريب، حيث يعكف بعض المصممين على إعداد عرض مسرحي افتراضي يقوم بالتمثيل فيه شخصيات افتراضية، و يتحكم في حركة كل شخصية افتراضية و ردود أفعالها ممثل/مؤدي في مكان منفصل عن باقي الممثلين،متصل مع باقي فريق العمل من خلال شبكات الاتصال، و من خلال مراقبة شاشة الكومبيتر يمكن لباقي الممثلين مشاهدة باقي الشخصيات و التفاعل معها، على أن يقوم بمتابعة العرض عدد غير محدود من المشاهدين عبر شبكة الإنترنت .

نماذج توضيحية

في جامعة كانساس بالولايات المتحدة، قامت "مؤسسة استكشاف الواقع الافتراضي ـ قسم المسرح و السينما "  بتقديم سلسلة من العروض المسرحية التجريبية خلال السنوات العشر الأخيرة، و اعتمدت هذه العروض على تقنيات الواقع الافتراضي، حيث ثبت في بادئ الأمر أن هذه التقنية تعد أداة فعالة لمعالجة المناظر أثناء العرض و اقتصر دورها على محاكاة بيئات مكانية للعرض المسرحي، ثم في عروض تالية اتسع النطاق ليشمل معالجة الشخصيات بتقنية الواقع الافتراضي.


 الناي السحري:


تم تقديم رائعة موتسارت " الناي السحري " ضمن برنامج عروض الأوبرا على مسرح جامعة كانساس بالولايات المتحدة، في شهر إبريل / 2003

في هذا العرض، و من أجل التوسع في تقنيات تكوين (الممثل / الكائن) الهجين فإن الحاجة دعت إلى توظيف تقنيات جديدة للإسقاط الضوئي projection . لتجسيد شخصيات الناي السحري، كانت هناك حاجة لمسطح عرض يتحرك مع الممثلين على خشبة المسرح و يتعامل معه الممثلون. كما تم عمل إسقاط ضوئي للصور على أزياء و إكسسوارات و أقنعة الممثلين التي صممت خصيصا لتكوين صيغة بصرية معينة مع الصور المسقطة ضوئيا . و من جهة أخرى تطلب الأمر أن تكون أجهزة الإسقاط الضوئي الرقمية متحركة بدورها و ليست ثابتة لعرض الشخصيات الرقمية التي تتفاعل مع الممثلين الحقيقيين على خشبة المسرح .

المنظر الذي استخدم في العرض تكون من شاشتين كبيرتين للعرض في منتصف أعلى الخشبة، و على هاتين الشاشتين تم إسقاط صور افتراضية متشابكة من جهازي إسقاط ضوئي. التأثير النهائي كان عبارة عن صورة واحدة مجمعة عرضها 36 قدم و ارتفاعها 13 قدم، و على جانبي المسرح استخدمت شاشتين ارتفاع كل منهما 22 قدم، استخدمتا لإكمال التكوين البصري للمنظر.

و من أجل استحضار عناصر ديكور افتراضية أو شخصيات افتراضية داخل منطقة الأداء لتتفاعل مع الممثلين، استخدمت ستة شاشات متحركة تم دفعها أو سحبها على دواليب أو حملهم من قبل عمال التشهيلات من و إلى منطقة الأداء. و تم اسقاط المناظر الافتراضية من جهازي الإسقاط الضوئي، و أحدهما كان مثبتا في بئر الأوركسترا للإسقاط الأمامي front-projection ، و الثاني كان مثبتا أعلى خشبة المسرح للإسقاط الخلفي rear-projection على الشاشتين الكبيرتين في مؤخرة المنظر.


 الديناصورات :


مسرحية "الديناصورات" هي نص مسرحي للأطفال، كتب في الأصل ليقدم كمسرحية خيال ظل. و تم تقديمه بأسلوب الدمج بين الواقع الافتراضي و الشخصيات الحقيقية على خشبة مسرح كرافتون ـ براير The Crafton-Preyer Theatre و تدور أحداث المسرحية حول الصراع بين شركة تنقب عن البترول و عائلة من عشرة دينصورات يعيشون في كهف مجهول يهددهم خطر الانقراض بسبب أعمال الشركة الحفرية، و ينتهي الأمر بأن يقوم احد العلماء بتفجير مدخل الكهف ليظل مجهولا حفاظا على آخر الدينصورات من الانقراض فعلا .

من العرض تبين السينوجرافيا المخلقة رقميا التي تمثل كهف الديناصورات، و الدمج بين الشخصيات الحقيقية لممثلين يقومون بدور الدينصورات و شخصيات رقمية للدينصورات مسقطة ضوئيا على شاشة عرض خلفي ، يقوم بتحريكها ممثلين في كواليس المسرح من خلال أجهزة الكومبيتر للتفاعل و تتحاور مع الممثلين الحقيقيين .



 الأجـنحـة :


مسرحية الأجنحة Wings ، تأليف آرثر كوبيت، قدمت في ديسمبر / 1996 على خشبة مسرح جامعة كانساس

تابع النظارة العرض من خلال نظارات الاستقطاب النصف شفافة، مما أتاح الدمج بين الصور المعروضة في النظارة، و الممثلين الحقيقين على خشبة المسرح ، و تم تغطية قاعة العرض بالقطيفة السوداء بالكامل ليقتصر مجال الإبصار على الممثلين الواقعين تحت مصابيح الإضاءة، و يظهر في الشكل بعض اللقطات المجمعة كما يراها المتفرج و هي تجمع بين البث المعروض في نظارة الاستقطاب و الممثلين الحقيقيين .

المصـادر:


1 http://www.islamonline.net/Arabic/Science/.../Article4.shtml
2 http://www.himag.com/articles/article.cfm?...=9&articleId=82
3 http://www.accad.ohio-state.edu/VT
4 www.vtheatre.net/thr/vtheatre.html

تم تحرير المشاركة بواسطة dalia saleh: Oct 29 2005, 01:06 AM


--------------------

داليـا صـالح عبد الوهـاب
مدرس مساعد بكلية الفنون الجميلة
جامعة جنوب الوادي ـ مصر

المختار
29-12-2005, 14:41
جزاك الله بخير اخي الفاضل

lahrech
29-12-2005, 17:21
جزاك الله كل خير أخي الكريم

ابن المرشد
30-12-2005, 05:10
العفو يا إخواني وشكرا على مروركم

amoula
09-02-2006, 12:25
جزاك الله كل خير أخي الكريم

hasnaa
07-11-2006, 12:24
جزاك الله خيرا أخي الكريم

عبد اللطيف بوكرن
11-11-2006, 15:51
مشكور أخي الكريم

عابرة سبيل
24-11-2006, 18:52
جزاك الله كل الخير

ايمان صغيري
02-12-2006, 22:57
موضوع رااااااااااااااااااااااااااااااااااائع

ايمان صغيري
02-12-2006, 22:58
شكرا على مجهوداتكم