مشاهدة النسخة كاملة : بالمغرب : قبيلة دوبلال بطاطا تعتصم بالحدود مع واد درعة



عادل محسن
21-04-2009, 16:43
قبيلة دوبلال بطاطا تعتصم بالحدود مع واد درعة


تخوض قبيلة دوبلال الصحراوية بطاطا مسيرة واعتصاما بالحدود عند الحاجز العسكري المسمى "خنك بولاخبار" بمحاذاة وادي درعة ابتداء من يوم السبت 18-04-2009، حيث خرج أبناء قبيلة دوبلال رجالا ونساء وأطفالا في مسيرة احتجاجية صوب الحدود قاصدين اقتحام الحاجز العسكري الذي يغلق منافذ وادي درعة، وأقاموا خيامهم معتصمين على بعد 500 متر من الحاجز العسكري الذي أقامه الجيش المغربي في المنطقة غير مسطرة الحدود بين المغرب والجزائر بمحاذاة الشريط الخصب بوادي درعة، حيث كان سكان إقليم طاطا قاطبة يحرثونها ولهم بها أراضي خاصة بملكيات موثقة تثبت أنها لأجدادهم إلى حين اندلاع حرب الصحراء بين المغرب والبوليساريو الذين كانوا يشنون هجماتهم من هذه المنافذ على الدواوير المجاورة للمنطقة الحدودية، مما جعل الجيش المغربي يفرض عليها طوقا عسكريا منذ سبعينيات القرن الماضي ومنع الناس خاصة الرعاة والفلاحين من ولوجها إلا بإجراءات إدارية جد معقدة.


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/26780_large.gif

وتأتي هذه الخطوة الاحتجاجية لقبيلة دوبلال -التي لملمت شؤونها وأسست جمعية تنموية تؤطر عملها- ضمن سلسلة من الخطوات النضالية التي خاضوها بدء بمسيرات واعتصامات ومهرجانات بالإضافة إلى تظاهرات ثقافية، كان الغرض منها إعادة تشكيل نسيج القبيلة وهيكلة صفوفها خاصة وأنها محرومة من كل الامتيازات التي تستفيد منها القبائل الصحراوية، لسبب واحد هو تواجدها الجغرافي بإقليم طاطا وليس بالأقاليم الصحراوية المتنازع عليها.


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/26781_large.gif

أقدمت قبيلة دوبلال على هذه الخطوة التي ترى فيها السلطات المحلية والعسكرية بطاطا تصعيدا خطيرا، بعدما أسمته التهميش والإقصاء لها من قبل المخزن وحرمان أبنائها من التشغيل والتعليم وعدم استفادة الدواوير التي يقطنون بها من أية مشاريع تنموية حقيقية، وبعد استنفاذ كافة السبل ووصول الحوار مع المسؤولين بعمالة طاطا إلى الباب المسدود على حد قولهم، حيث لم تجن دوبلال من هذا الحوار إلا الوعود الزائفة والشعارات الجوفاء.


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/26782_large.gif

وقبل خوض هذا الاعتصام تلقى أعيان قبيلة دوبلال دعوة من عامل إقليم طاطا للحوار لكن وفد دوبلال رفضها طالبين الجلوس مع لجنة من سلطات عليا: إما من ولاية جهة كلميم السمارة أومع لجنة وزارية لتبليغهم مطالبهم العاجلة. وبقي هذا الاعتصام في ظل رفض الحوار مفتوحا لكل الاحتمالات والاحتكاك بين أفراد الجيش والدرك مع أبناء قبيلة دوبلال واردا في أية لحظة. لان المسافة الفاصلة بين الطرفين قريبة جدا، ويلوح القائمون على هذا الاعتصام بأنه لا رجوع إلا بعد الاستجابة لمطالبهم وعلى رأسها فتح وادي درعة أمام ماشيتهم وإبلهم دون أي شرط أو قيد و السؤال الكبير هو هل ستكرر سلطات المخزن نفس سيناريو أحداث سيدي إيفني الدامية؟ أي بمعالجة هذا الملف الحقوقي والاجتماعي بمقاربة وحيدة لا غيرها ألا وهي المقاربة الأمنية والتدخل العنيف وفبركة ملفات قضائية وأحكام جاهزة؟؟؟ أم أنها ستتعقل ولو لمرة واحدة وتأخذ مطالب قبيلة دوبلال بالجدية اللازمة وتجد لها حلولا عاجلة ومرضية.

تاريخ النشر: الثلاثاء 21 أبريل/نيسان 2009

عادل محسن
03-05-2009, 17:41
بعد أسبوع من الاعتصام بالحدود قبيلة دوبلال ترفض الحوار مع السلطات المحلية

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/26883_large.gif

مر أسبوع على الاعتصام الذي دخل فيه أبناء قبيلة دوبلال ذات الجذور الصحراوية بطاطا عند الحاجز العسكري المسمى "خنكة بو لخبار" الذي يسد به الجيش المغربي منافذ وادي درعة منذ 1975، وقد لقي هذا المعتصم صدى إعلاميا قويا على صفحات الجرائد الوطنية والجهوية والمواقع الالكترونية، وأمام التوسع المستمر للاعتصام وتزايد أعداد المحتجين به وإصرارهم على ما يبدو على الاستمرارية والصمود استنفرت السلطات الأمنية والعسكرية كل أفرادها تحسبا لمفاجئات لن تكون طبعا سارة.

فحاولت السلطات استدراج القائمين على هذا الاعتصام للحوار بواسطة نواب البرلمان وأعيان آخرين أو منتخبين ورابطة الشرفاء أو عبر الاتصال المباشر، وفي موقف حازم رفض المعتصمون أي حوار مباشر مع السلطات المحلية خاصة عامل إقليم طاطا أو قائد الحامية العسكرية أو أي مسؤول محلي آخر، بحجة أن القبيلة لها تاريخ طويل من الحوار المباشر مع هؤلاء المسؤولين بدون نتائج ملموسة تذكر، بل أكثر من ذلك يرى الدوبلاليون في الوعود التي قدمت لهم محليا إلى حد الآن استخفافا بمطالبهم التي يرون أنها مشروعة وغير قابلة للمماطلة والتسويف.


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/26884_large.gif


وبقراءة سريعة في الملف المطلبي لدوبلال يتبين أن هذه الخطوة الاحتجاجية ما هي إلا رد فعل لتراكمات من الكر والفر بين القبيلة والسلطات وصلت مؤخرا إلى حد الاحتكاك بين القوات العمومية وأبناء القبيلة الذين حاولوا التصدي لأمر عسكري يقضي بحجر قطيع من الإبل سيق من وادي درعة بالمحجر الجماعي لجماعة أم الكردان يوم 18/12/2008 وأفلح الدوبلاليون في التصدي للجيش بعد مشادات اضطر من خلالها إلى تحويله إلى محجز آخر بجماعة تكزمرت. وللتذكير تحتجز السلطات قطعان الماشية والإبل في ساحات وتفرض على أصحابها غرامات تصل إلى 30.00 درهم لليوم الواحد وفي المجموع تصل إلى ملايين السنتيمات، وإذا عجز أصاحبها عن أداء هذه الإتاوات تترك هذه الحيوانات في أماكنها تموت ببطء عطشا وجوعا في مناظر تقشعر منها الأبدان والقلوب التي فيها درة من رحمة وشفقة، واعدت السلطات ملفات المتابعة لعضوين من قبيلة دوبلال بتهمة اعتراض تنفيذ أوامر عامة وعرفت أطوار محاكمتهما استنفارا غير مسبوق إلى المحكمة الابتدائية بطاطا التي غاضت جنباتها والساحات المجاورة لها بالدوبلاليين رجالا ونساء ، كما عرفت هذه المحاكمة استنفارا امنيا مشهودا من قبل السلطات. وأحيانا تقع احتكاكات بين الجانبين خارج قاعات المحطمة تتخللها شعارات تندد بهذه المتابعة، إلى حين النطق بالحكم القاضي بإدانة المتهمين بشهرين حبسا موقوفة التنفيذ وغرامة مالية يوم 9/04/2009. فكان هذا الحدث النقطة التي أفاضت الكأس إذ تم الإجهاز على آخر خيط من الحوار يربط بين السلطة و دوبلال الذين يرون في هذه المحاكمة تصعيدا خطيرا ضدهم من قبل السلطة التي كشفت على نيتها في المعالجة الأمنية الصرفة لملفهم.فرفعوا من سقف الاحتجاج وقرروا بعد مشاورات داخلية بين أعيان قبيلتهم بعدد كبير من دواوير طاطا خاصة تلك المجاورة للمسالك المؤدية إلى وادي درعة.

وتصرح بيانات الدوبلال أن هذا الاعتصام لن يكون الأخير في مشوارهم النضالي حتى تتحقق مطالبهم التي رفعوها إلى السلطات، وفتح وادي درعة وتسهيل المرور إليه ما هو إلا مطلب واحد ضمن 21 مطلبا قدمها أعيان دوبلال إلى عامل إقليم طاطا يوم 03/07/2008. و أغلب هذه المطالب تفوق صلاحيات السلطات المحلية، مما يستوجب التفاوض بشأنها مع سلطات عليا وزارية أو جهوية مدنية أو عسكرية، وعلى رأس قائمة مطالبهم إدماج القبيلة ضمن القبائل الصحراوية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وتمتعيها بكل الامتيازات التي تستفيد منها القبائل الصحراوية الأخرى، منها كذلك رد الاعتبار للذين فقدوا ذويهم في حرب الصحراء وتعويض أعضاء جيش التحرير وإعطاء أبناء القبيلة نسبة معينة من حصص التوظيف كذلك منح تعويضات عن غلق وادي درعة منذ 1975 ومنح العضوية للقبيلة بـ"الكوركاس" وغيرها من المشاكل التي لا يمكن مناقشتها محليا.

لذلك يبقى رفض الحوار من قبل الدوبلال مع السلطات المحلية منطقيا وبالمقابل يبقى من غير المفهوم إصرار السلطات المحلية على الحوار رغم أنها لا تمتلك الحلول.


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/26885_large.gif


ومن الدعايات الاستخباراتية الفجة والمفضوحة ما يروجه بعض أبواق المخابرات الذين ينتعشون في مثل هذه المناسبات ويحاولون الصيد في الماء العكر، هو ادعاؤهم زورا وبهتانا أنه ليس وراء هذه المعركة الاحتجاجية الواضحة الأهداف والمطالب إلا جماعة العدل والإحسان. والنافثون لمثل هذه السخافات والحماقات يعلمون قبل غيرهم مواقف جماعة العدل والإحسان السياسية وأساليبها الواضحة في التدافع على الصعيد السياسي والاجتماعي وممارسا ت أعضائها على صعيد الجبهة الداخلية والمنتسبين لمدرستها الفكرية على الصعيد الخارجي معروفة ومشهورة، استعصت على المخابرات في محاولاتهم لإثارة قبيح الشبهات من حولها. ويعلم المخزن قبل غيره أن هذه الدعايات المغرضة ضد جماعة العدل والإحسان باتهامهما بالوقوف وراء كل الحركات الاحتجاجية الآنية أو القابلة التي تصدر من الشعب المقهور كيفما كانت دواعيها وأسباب قيامها، ما هو إلا هروب إلى الأمام من قبل المخزن، ومحاولة صرف الناس عن مطالب احتجاجاتهم العادلة، ومثل هذا السلوك المرفوض ينم عن عجز كبير وإفلاس فضيع في معالجة الملفات الاجتماعية الساخنة ببث هذه الدعايات السخيفة والمفضوحة. فكلما حلت بالشعب المغربي كارثة: فيضان أو فقر أو غلاء ... أو كلما طالب الناس بحقوقهم المشروعة ... إلا سارع المخزن للتمويه عن الرأي العام .. تارة بالتآمر مع جهات خارجية وتارة أخرى بالتحريض من قبل حركات داخلية. ومؤشرات الواقع والميدان كلها تشهد أن أوضاع الشعب المزرية ما هي إلا نتاج سياسات مخزنية فاشلة على كافة الأصعدة.

تاريخ النشر: الثلاثاء 28 أبريل 2009

عادل محسن
03-05-2009, 17:49
بعد 12 يوما من الاعتصام بالحدود.. قبيلة دوبلال تتوعد بالتصعيد

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/26934_large.gif



مر 12 يوما على الاعتصام الذي دخل فيه أبناء قبيلة دوبلال ذات الجذور الصحراوية بطاطا عند الحاجز العسكري المسمى "خنكة بو لخبار" الذي يسد به الجيش المغربي منافذ وادي درعة منذ 1975، وقد لقي هذا المعتصم صدى إعلاميا قويا على صفحات الجرائد الوطنية والجهوية والمواقع الالكترونية، وأمام التوسع المستمر للاعتصام وتزايد أعداد المحتجين به وإصرارهم على ما يبدو على الاستمرارية والصمود استنفرت السلطات الأمنية والعسكرية كل أفرادها تحسبا لمفاجئات لن تكون طبعا سارة.

وقد حظي هذا المعتصم بزيارات مكثفة من قبل الهيآت السياسية والحقوقية بطاطا ووفد يضم 20 فردا من قبيلة أيت اوسى والركيبات بالأقاليم الصحراوية المجاورة والنائب البرلمان ورئيس جماعة المحبس بالزاك وبعض المستشارين ببلدية أسا ووفود أخرى من الدوبلاليين من مناطق شتى لإعلان التضامن مع دوبلال في معركتهم النضالية وللحث على الصمود. وقد جاء الزائرون بالجمال هدايا وقرابين لهذا الاعتصام والقائمين عليه.

وأمام الإصرار على الصمود ورفض الحوار مع السلطات المحلية تلقى دوبلال دعوة من مسؤولي وزارة الداخلية وقد استجاب دوبلال للدعوة بالتنسيق مع النائب البرلمان لطاطا حيث سافر عضوان لملاقاة المسؤولين بوزارة الداخلية يوم أمس 2009/04/28. وقد صرح أحد المسؤولين من دوبلال أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في معركتهم إذا صمت السلطات الآذان عن سماع مطالبهم وأضاف أن السلطة ستكون مخطئة إن راهنت على عامل الزمن والتسويف، لأن ضغط الوقت والمكان سيدفعهم للعب بكل أوراقهم بما فيها اقتحام الحاجز العسكري ودخول واد درعة عنوة، وهذا ما تسعى السلطات المحلية والعسكرية بطاطا للحيلولة دون وقوعه بكل الوسائل المتاحة.

وتصرح بيانات الدوبلال أن هذا الاعتصام لن يكون الأخير في مشوارهم النضالي حتى تتحقق مطالبهم التي رفعوها إلى السلطات، وفتح وادي درعة وتسهيل المرور إليه ما هو إلا مطلب واحد ضمن 21 مطلبا قدمها أعيان دوبلال إلى عامل إقليم طاطا يوم 2008/07/03، أغلب هذه المطالب تفوق صلاحيات السلطات المحلية، مما يستوجب التفاوض بشأنها مع سلطات عليا وزارية أو جهوية مدنية أو عسكرية، وعلى رأس قائمة مطالبهم إدماج القبيلة ضمن القبائل الصحراوية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وتمتيعها بكل الامتيازات التي تستفيد منها القبائل الصحراوية الأخرى، منها كذلك رد الاعتبار للذين فقدوا ذويهم في حرب الصحراء وتعويض أعضاء جيش التحرير وإعطاء أبناء القبيلة نسبة معينة من حصص التوظيف كذلك منح تعويضات عن غلق وادي درعة منذ1975 ومنح العضوية للقبيلة ب"الكوركاس" وغيرها من المشاكل التي لا يمكن حتى مناقشتها محليا. فيبقى رفض الحوار من قبل الدوبلال مع السلطات المحلية منطقيا ومنسجما مع الواقع، وبالمقابل غير مفهوم لماذا تصر السلطات على الحوار وليس في يدها حل ولا عقد، وفاقد الشيء لا يعطيه.

تاريخ النشر: الخميس 30 أبريل2009