المراكشي
17-12-2004, 03:43
خبراء يعملون لإعادة دقّات الساعة المائية المشُيّدة في فاس قبل 750 عاماً
الرباط - محمد الأشهب الحياة 2004/12/16
ينشغل خبراء مغاربة واجانب في فك ألغاز اول ساعة مائية شُيّدت في مدينة فاس العتيقة في القرن الثالث عشر, كانت تعمل وفق نظام دقيق يجمع بين صبيب المياه وتحريك عقارب الساعة بواسطة حبال ينتج عنها سقوط كرة معدنية تحدد التوقيت. غير انه رغم الدراسات التي أُنجزت والابحاث التي استحضرت طرق تحريك الساعة المائية المنتصبة قبالة باب المدرسة البوعنانية (نسبة الى السلطان المريني ابو عنان الذي أمر بتشييد الساعة) التقليدية في زقاق الطالعة الكبرى في فاس العتيقة, فإن الرهان لا زال قائماً على امكان معاودة دقّاتها في نهاية السنوات الثلاث المقبلة, اي بعد مرور 750 سنة على انشائها.
"وكالة المغرب العربي" نقلت امس عن مدير خفض الكثافة السكانية وانقاذ مدينة فاس فؤاد السرغيني قوله: "اذا كان اجدادنا في مستوى ابتكار وتجديد هذه الآلة البديعة فلا بد ان يكون في مقدورنا اصلاحها ومعاودة عملها". وقال ان فريق عمل المانياً برعاية معهد دراسات تاريخ العلوم الاسلامية في فرانكفورت قام بترميم ساعة مائية مماثلة في جامع القرويين (اول معهد جامعي في العالم) تعمل وفق نظام اقل تعقيد من الساعة المائية البوعنانية, ما قد يفتح المجال امام ابتكار آليات لمعاودة عملها.
ولاحظ الباحث عابد الودغيري من "جمعية انقاذ التراث" ان هناك مخطوطاً نادراً حول الساعات المائية يمكن ان يساعد في التوصل الى اسرار الساعة البوعنانية المعطّلة منذ قرون. وعزا ذلك الى ضياع جزء جوهري محرّك للساعة, يُعتقد بأنه كان مصنوعاً من الذهب الخالص, خلال احدى فترات القلاقل في المدينة.
لكن خبراء بريطانيين وفرنسيين والماناً انجزوا ابحاثاً عن اسرار الساعة المائية وفق افتراضات حول نظام عملها من دون التوصل الى فكّ ألغازها العلمية والتقنية.
والثابت ان مدينة فاس التي شيدها المولى ادريس بعد هجرته الى المغرب وانطلاق الفتوحات الاسلامية نحو منطقة الشمال الافريقي تعكس نموذجاً لبناء المدينة الاسلامية, اذ تقوم بين جبلين لحمايتها من غضب الطبيعة وراحت تتوسع, انطلاقاً من محيط قصر الحاكم او الخليفة وفق نسق بناء الاسواق والمنتزهات التي تقام خارج الاسوار. غير ان تشييد الساعة المائية في فاس كان بهدف ضبط التوقيت خصوصاً ان اختيار مكانها قبالة المدرسة البوعنانية يشير الى مكانة الاختراعات وانواع الابتكارات التي سادت فترات الازدهار العربي.
ومن المفارقات انه قبل 750 سنة شيّد ابو الحسن بن علي التلمساني الساعة, لكن احفاده لم يستطيعوا حتى الآن منحها قوة الحياة والعودة الى دقاتها
الرباط - محمد الأشهب الحياة 2004/12/16
ينشغل خبراء مغاربة واجانب في فك ألغاز اول ساعة مائية شُيّدت في مدينة فاس العتيقة في القرن الثالث عشر, كانت تعمل وفق نظام دقيق يجمع بين صبيب المياه وتحريك عقارب الساعة بواسطة حبال ينتج عنها سقوط كرة معدنية تحدد التوقيت. غير انه رغم الدراسات التي أُنجزت والابحاث التي استحضرت طرق تحريك الساعة المائية المنتصبة قبالة باب المدرسة البوعنانية (نسبة الى السلطان المريني ابو عنان الذي أمر بتشييد الساعة) التقليدية في زقاق الطالعة الكبرى في فاس العتيقة, فإن الرهان لا زال قائماً على امكان معاودة دقّاتها في نهاية السنوات الثلاث المقبلة, اي بعد مرور 750 سنة على انشائها.
"وكالة المغرب العربي" نقلت امس عن مدير خفض الكثافة السكانية وانقاذ مدينة فاس فؤاد السرغيني قوله: "اذا كان اجدادنا في مستوى ابتكار وتجديد هذه الآلة البديعة فلا بد ان يكون في مقدورنا اصلاحها ومعاودة عملها". وقال ان فريق عمل المانياً برعاية معهد دراسات تاريخ العلوم الاسلامية في فرانكفورت قام بترميم ساعة مائية مماثلة في جامع القرويين (اول معهد جامعي في العالم) تعمل وفق نظام اقل تعقيد من الساعة المائية البوعنانية, ما قد يفتح المجال امام ابتكار آليات لمعاودة عملها.
ولاحظ الباحث عابد الودغيري من "جمعية انقاذ التراث" ان هناك مخطوطاً نادراً حول الساعات المائية يمكن ان يساعد في التوصل الى اسرار الساعة البوعنانية المعطّلة منذ قرون. وعزا ذلك الى ضياع جزء جوهري محرّك للساعة, يُعتقد بأنه كان مصنوعاً من الذهب الخالص, خلال احدى فترات القلاقل في المدينة.
لكن خبراء بريطانيين وفرنسيين والماناً انجزوا ابحاثاً عن اسرار الساعة المائية وفق افتراضات حول نظام عملها من دون التوصل الى فكّ ألغازها العلمية والتقنية.
والثابت ان مدينة فاس التي شيدها المولى ادريس بعد هجرته الى المغرب وانطلاق الفتوحات الاسلامية نحو منطقة الشمال الافريقي تعكس نموذجاً لبناء المدينة الاسلامية, اذ تقوم بين جبلين لحمايتها من غضب الطبيعة وراحت تتوسع, انطلاقاً من محيط قصر الحاكم او الخليفة وفق نسق بناء الاسواق والمنتزهات التي تقام خارج الاسوار. غير ان تشييد الساعة المائية في فاس كان بهدف ضبط التوقيت خصوصاً ان اختيار مكانها قبالة المدرسة البوعنانية يشير الى مكانة الاختراعات وانواع الابتكارات التي سادت فترات الازدهار العربي.
ومن المفارقات انه قبل 750 سنة شيّد ابو الحسن بن علي التلمساني الساعة, لكن احفاده لم يستطيعوا حتى الآن منحها قوة الحياة والعودة الى دقاتها