مشاهدة النسخة كاملة : سيدتنا خديجة بنت خويلد



amoula
17-01-2006, 15:40
سيدتنا خديجة بنت خويلد
التاجرة الطاهرة والزوجة الصالحة





][®][^][®][][®][^][®][خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، اسم كلما ذكر طربت له الأسماع واطمأنت له القلوب. سيدة شامخة شموخ أولئك الكُمّل من الرجال والنساء الذين سمت هممهم، وعلت إراداتهم فقدموا برهان صدقهم بذلا وعطاء ابتغاء رضوان الله. فبم كملت هذه الفذة من النساء ؟ وبم نالت تلك الدرجات العلى في الجنة ؟ أبتصديقها للزوج المبعوث رحمة ؟ أم بنصرتها لدين الله في الشدة والمحنة ؟ أم بحسن رعايتها للعيال بالرحمة والحكمة ؟ وهل يحول طلب الكمال والحظ من الله بين النفس ونيل نصيبها من الدنيا ؟ كل هذا تطلعنا عليه سيرة هذه العطرة من النساء، قبل النبوة وبعدها، حتى اللحاق بالرفيق الأعلى. فإليكم جزء من بحر زاخر، وغيض من فيض. ][®][^][®][][®][^][®][

التاجرة الطاهرة

أجمعت كتب السيرة على أن السيدة خديجة رضي الله عنها كانت تعرف بالطاهرة. وكانت امرأة ذات شرف ومال تستأجر الرجال في مالها تضاربهم إياه بشيء تجعله لهم منه. فلما بلغها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من صدق حديثه، وعظم أمانته، وكرم أخلاقه، أرسلت إليه تسأله الخروج إلى الشام في تجارتها مع غلامها ميسرة، وقالت : أنا أعطيك ضعف ما أعطي لقومي. ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرج إلى سوق بصرى، فباع سلعته التي أخرج واشترى غيرها، وقدم بها فربحت ضعف ما كانت تربح، فأضعفت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ضعف ما سمت له(1).
أرأيت أخت الإسلام : طهر وتجارة. وما يمنع أن يجتمعا إذا كانت الفاعلة حازمة واثقة، محررة الإرادة ؟



الزوج الولود الودود

عن سعيد بن جبير قال : اجتمعت نساء قريش في عيد لهن، فجاءهن يهودي فقال : يوشك أن يبعث فيكن نبي فأيتكن استطاعت أن تكون له أرضاً يطؤها فلتفعل. فشتمنه وطردنه، ووقر ذلك في صدر خديجة. وكانت استأجرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثته مع ميسرة غلامها إلى الشام، فبينما هي تنظر قدومهما نظرت رجلاً يطلع من عقبة المدينة وليس في السماء غيم إلا قدر ما يظله، وإذا هو النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت : إن قول اليهودي حق، والمبعوث محمد(2).
تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خديجة رضي الله عنها قبل الوحي وعُمره حينئذ خمس وعشرون سنة، وقيل : إحدى وعشرون سنة، زوّجها منه عمها عَمْرو بن أسد. ولما خطبها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال عمها : مُحَمَّد بن عَبْد الله بن عَبْد المُطَّلِب يخطب خديجة بِنْت خويلد، هذا الفحل لا يُقدَع أنفه. وكان عُمرها حينئذ أربعين سنة وأقامت معه أربعاً وعشرين سنة(3).

عن ابن إسحاق قال : وكانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله، وصدّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لا يسمع شيئاً يكرهه من ردّ عليه وتكذيب له فيحزنه، إلا فرّج الله عنه بها إذا رجع إليها، تُثبِّته وتخفف عنه، وتصدّقه وتهوّن عليه أمر الناس(4).
وهذا هو دور كل ودود ترغب في رضى المولى عز وجل، ونيل قلب البعل، حتى يشهد فيها كما شهد فيها الرسول الأجل -صلوات ربي وسلامه عليه- فعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة، فيحسن الثناء عليها. فذكرها يوماً من الأيام فأدركتني الغيرة، فقلت : هل كانت إلا عجوزاً، فقد أبدلك الله خيراً منها! فغضب حتى اهتز مُقدّم شعره من الغضب، ثم قال : "لا، والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت إذ كفر الناس، وصدّقتني وكذبني الناس، وواستني في مالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولادَ النساء". قالت عائشة : فقلت في نفسي : لا أذكرها بسيئة أبداً(5).

وروي أن خولة بنت حكيم جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله كأني أراك قد دخلتك خلة لفقد خديجة. قال : "أجل كانت أم العيال وربة البيت..."(6).
ثناء حسن من خير خلق الله، على زوجة كانت تحسن تربية العيال وتدبيرالبيت. وهذا باب واسع لايليق أن تغفله كل مؤمنة تطلب الكمال.



خير نساء العالمين

عن علي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "خير نسائها مريم بنت عمران، وخير نسائها خديجة عليها السلام"(7).
ومالها ألا تكون خير نساء العالمين وهي السكن المطمئن والحضن الدافئ لخير خلق الله، والمؤمنة الباذلة للنفس والمال، في سبيل نصرة دين الله، وجند الله.
وهذا مشهد من مشاهد خدمتها لدعوة الله : أخرج بن السني بسند له عن خديجة رضي الله عنها أنها خرجت تلتمس رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة ومعها غذاؤه، فلقيها جبريل في صورة رجل، فسألها عن النبي صلى الله عليه وسلم فهابته وخشيت أن يكون بعض من يريد أن يغتاله. فلما ذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم قال لها : "هو جبريل وقد أمرني أن أقرأ عليك السلام"(8).



المبشرة بسلام الرب وببيت من قصب

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أتاني جبريل فقال : يا رسول الله هذه خديجة أتتك ومعها إناء فيه طعام وشراب فإذا هي أتتك فأقرأ عليها من ربها السلام ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب"(9).
بأي البشارتين تفرح السيدة خديجة رضي الله عنها : بسلام الرب أم ببيت من قصب ؟ ترى أي حكمة تلك التي أراد المولى عزوجل أن نعيها، أنا وأنت يا أخت الإسلام، حين يسلم الرب الرحيم، والملك الكريم على السيدة المبجلة، ويبشرها بالمقام الموعود وهي تحمل الإناء فيه طعام الزوج ؟
أليس ذلك ليبين لي ولك أن خدمة الزوج والبيت والصبيان، مكرمة عظمى، وفضل جليل تنال به المرأة الدرجات العلى عند المولى، متى أخلصت النية، وصححت الوجهة، واعتبرت أن نفسها وما تملك لله عزوجل ؟

بنت الشام
11-02-2006, 22:03
جزاك الله كل خير اختي الكريمه

السيده خديجه من افضل واكرم نساء العالمين رضي الله عنها وارضاها وجمعنا معهم في جنات النعيم

سلمت يداك

تحياتي واحترامي

سهيل
12-02-2006, 19:04
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أختي

اللهم صل على سيدنا ومحمد النبي وازواجه الطاهرات أمهات المومنين وعلى ذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا ابراهيم انك حميد مجيد