مشاهدة النسخة كاملة : سر من أسرار تنظيم القاعدة



yasser
22-01-2006, 16:52
سر من أسرار تنظيم القاعدة



عفوا .. لكننا اليوم سنكتب بلسانٍ صريح .!

سبق وأن كتبت سلسلة - غير مطولة - عن استراتيجية تنظيم القاعدة وذلك قبل الحرب الأمريكية على العراق بثلاثة أشهر عبر زاويتي بالجريدة ، ولقد تطرقنا في تلك السلسلة بالحديث عن أهداف التنظيم وشرعية تلك الأهداف من منظور التنظيم وفصلنا في مفهوم " التحريض الشرعي " الذي ينتهجه التنظيم كأداة فاعلة في كسب المتعاطفين معه ، منطلقين في ذلك من منهج قرآني كما في قوله تعالى { وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً } .

ومن خلال قراءاتنا في الحركات الإسلامية عموما والقاعدة خصوصا فلا بأس أن نتبرع عبر هذه السلسلة ليس بترويج فكر هذا التنظيم الذي لا يحتاج أصلا إلى ترويج حيث أنه مروج ومتغلغل في مجتمعنا الإسلامي شئنا ذلك أم أبينا ، ولكننا سنعمد إلى أسلوب العرض المحايد كما عودناكم لتتضح الصورة للجميع .. وننوه بأنه كما أن ناقل الكفر ليس بكافر ، فكذلك ناقل " الإرهاب " ليس بإرهابي !

بداية .. وبما أننا " تحرشنا " بمفهوم الإرهاب في السطر السابق ، دعوني أوضح للجميع بأن ليس الأغلبية ولكن جميع من ينتمي إلى المنهج الجهادي وبلا استثناء لا يستنكفون ولا يتضايقون أبدا من إطلاق خصومهم عليهم لقب " الإرهابيين " !

بل ولا أبالغ بالقول بأن أصحاب هذا المنهج يرون هذا المسمى وذلك اللقب شرفاً عظيما لهم وثناء " مقذعاً " يستحق من يناديهم به أن يحثوا على وجهه التراب تطبيقاً للنص النبوي ( إِذا سمعتُم المدَّاحِين فاحثوا في وجوههم التُراب ) ..!
ولأن النبي صلوات الله وسلامه عليه لا يريد من أتباعه أن يفتنهم مديح المادحين فيعجبون بأنفسهم ، فكذلك أصحاب المنهج الجهادي ربما يفتتن البعض منهم بهذا المديح فيجعله يعجب بنفسه كثيراً .. وربما يؤدي بعد ذلك إلى تقاعسه عن الاستمرارية بالقتال بكل أشكاله وأنواعه لأنه وبحسب ذلك المفهوم الذي التصق فيه من قبل خصومه قد أدى الذي عليه من الجهاد والذي يتمثل في إرهاب عدو الله ورسوله كما في منطوق الآية الكريمة { وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ " تُرْهِبُونَ " بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } ، إذن قبل أن نتجاوز هذه النقطة ، يجب أن نتفق على أن لقب الإرهاب والإرهابيين ليس بشتيمة وسبة وانتقاص كما يتخيله البعض ، ولكنه لقب رفعة وكرامة وعِزة لا يستحق أن يناله ويتمسى به وينادى بهِ إلا من أستكمل عُدة الجهاد في نفسه وماله وقلبه..فصار حقا من أولئك الذين يرهبون بأنفسهم { عَدُوَّ اللَّهِ } ..وآخر أبيات لـ " شاعر تنظيم القاعدة " يقول فيها مفتخرا بأنه إرهابي :

بتوجيهاتِ بنْ لادِنْ نواصِلُ دربَ منهاتن

لِنُرغِمَ أنفَ أمريكا ونقطعَ شرَّها الشائنْ


وإلى أن يقول :

أنا يا بوشُ إرهابي حديدَ الظفرِ والنابِ

جمعتُ اليومَ أصحابي لنمحوَ ليلَك الداكِنْ !



سبق وأن كتبنا بأن هدوء " القاعدة " هو هدوء ما قبل العاصفة.. لأن هؤلاء الناس وباختصار شديد لن تهدأ أرواحهم إلا بأحد أمرين اثنين لا ثالث لهما حسب معطياتهم الأيديولوجية فإما النصر بإقامة الدولة الإسلامية المتمثلة في عقولهم وحسب معتقدهم ، وإما الموت واللحاق بمن سبقهم على هذا المنهج .. فإذن أعداء هؤلاء وخصومهم هم حقاً في ورطة حقيقية ، لأنهم وبرغم كل إمكانياتهم العسكرية والمتمثلة بانصهارهم بالبوتقة الأمريكية حتى صاروا جزءا منها فلهم ما لها وعليهم ما عليها ..تتمثل ورطتهم بأنهم باتوا في مواجهة من يحرصون على الموت أكثر من حرص الطرف الآخر على الحياة .. إنها حقا معضلة !

ولن تنتهي إلا عن طريق زعزعة قناعات هؤلاء " الإرهابيين " في شرعية ما يقومون به وترويضهم وإقناعهم على أن يحرصوا على الحياة الدنيا أكثر من حرصهم على الموت من أجل الآخرة ..!

تفجيرات الرياض الأخيرة ثم ما تبعها من تفجيرات الدار البيضاء .. وبغض النظر عن صلتهما ببعضهما البعض أو عدم صلتهم ، إلا أننا أمام تألق جديد لهذا المنهج ومن يتبناه برغم استماتة أمريكا وكل حلفائها وأتباعها على سحقه وبتره واقتلاعه من جذوره .. فهو شبح لا تؤثر فيه القنابل العنقودية ..ولا الذكية ولا حتى المتوسطة الغباء ..! لأنها لم تستطع أن تطوله حتى في جبال " تورا بورا " المكشوفة فكيف لها أن تشتثه في قلب المدن ..! فهو كائن " يتكاثر " بالساعات لا بالأيام والشهور والسنوات .. وهو كما قلنا سابقاً " شبح " لا تعلم في أي جحر مختبئ ولا تستطيع أن تشمه ولا تراه .. فقط تستطيع أن ترى آثاره المخيفة ..! ومن البساطة بمكان أن يظن البعض أن هؤلاء " الإرهابيين " مجرد متحمسون .. والصحيح أن هؤلاء أصحاب ولاء شديد لمعتقدهم ، ويرون أن الخيانة .. كل الخيانة في عدم بذل الغالي والنفيس لهذا المعتقد الذين يعتقدونه ..

سر الأسرار في يوم الثُلاثاء " المقدس " ..!

بعد الهدوء المصطنع لتنظيم القاعدة انتعش مجددا أتباع هذا التنظيم بتفجيرات الرياض الثلاثة .. في يوم الثلاثاء الفائت .. والذي صادف مولد النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .. ورغم أني أعلم بتبديع المنهج الجهادي للاحتفال بالمولد النبوي حيث أنهم أصحاب عقيدة وهابية سلفية قحة .. إلا أنهم " ربما " أرادوا أن يحتفلوا بالمولد النبوي على طريقتهم الخاصة ..! وعودة إلى يوم الثلاثاء .. فإن القاعدة أرادت أن تعلن مبدئيا ومنذ أول شعلة بارود انفجرت بالمباني السكنية للأجانب عن تبنيها لهذه العملية الضخمة .. لأنها وباختصار شديد قد تمت في الساعات الأولى ليوم الثلاثاء ..! إنه ثلاثاء القاعدة !!

تعالوا نتذكر معاً:

عملية الخُبر الشهيرة .. تمت في يوم الثُلاثاء .
" غزوة سبتمبر الكبرى " كما يسمونها تمت في يوم الثلاثاء !
المتأثرين بالقاعدة - أنس وجاسم - أرادوا أن يعلنوا علاقة عمليتهم " الفيلكاوية " بالقاعدة فأوقعوا عمليتهم " الإرهابية " في حق المارينز " المسالمين " في يوم الثلاثاء !
المتأثر الآخر - سامي - لم يستطع أن يتجاوز يوم الثلاثاء للقيام بعمليته الهجومية في الدوحة !
الهجوم على المعبد اليهودي في تونس بجربا أيضا تم يوم الثلاثاء .
الهجوم على المدمرة " كول " كان في يوم الثلاثاء!
ضرب الناقلة الفرنسية أيضا يوم الثلاثاء!
تفجيرات الملهى الليلي بإندونيسيا والذي يرتاده أغلب السياح من الأمريكان كان في يوم الثلاثاء!

ولكن ربما يقفز أحدهم ويقول :

لكن هل نسيت أن تفجيرات السفارة الأمريكية بنيروبي ودار السلام كان يوم الجمعة وليس الثلاثاء ؟!
فنقول : كان هذا استثناء من القاعدة - والله أعلم - لأن القاعدة تعلم أن داخل هاتين السفارتين وخارجهما مسلمين أيضا فكان أنسب وقت للتفجير هو ظهر يوم الجمعة ، لحظة انشغال المسلمين بخطبة الجمعة لكي لا يصيب الموت إلا الأمريكان ومن بقى معهم وترك فضيلة الجمعة وفضل أن يقضي وقت الفريضة مع الأمريكان لا في المسجد مع المسلمين!


[محمد بن يوسف المليفي / أبو عمر | 1424-03-24]

سهيل
10-02-2006, 16:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك

لكن العنف غير مبرر على كل حال