بنت الشام
11-02-2006, 22:40
المشاعر لا تبني المستقبل .. مواصفات شريك الحياة تختلف حسب مراحل العمر
أول ما تحلم به الفتاه أن يأتيها فارسها على حصانه الأبيض مخلصاً إياها من أسرها، أما الشاب فيتمنى الحصول على فتاة رومانسية تملأ حياته حباً جماً .
لذا دعونا نتعرف على شروط الشباب المغربي في اختيار شريك الحياة، وهل ساهمت التغييرات الاجتماعية والاقتصادية، في إعادة ترتيب الاولويات، وعن ماذا يبحث الشبان و الشابات: أهو المركز الاجتماعي والدخل المادي، ام النسب والاخلاق، ام كل هذه المواصفات مجتمعة ؟
يقول نور الدين البداوي (صحفي)، ان مواصفات شريكة الحياة تتغير حسب تغير مراحل العمر، ففي مرحلة المراهقة، تكون المواصفات بريئة مرتبطة بالمشاعر العاطفية، يحلم خلالها الشاب بالارتباط بفتاة يحبها وتبادله نفس الشعور والإحساس، وعندما يتخرج من الجامعة ويحصل على وظيفة، يبدأ في التفكير في الارتباط بفتاة تعمل هي الأخرى، حتى تعينه على متطلبات الحياة، أما إذا كان عاطلا، فهو يلغي فكرة الزواج من الأساس. ويضيف أن الشاب الذي لا يتزوج في بداية حياته العملية، ويؤجل فكرة الزواج حتى يبني مستقبلا مهنيا أفضل، فهو يفضل زوجة متفرغة له وللبيت، لان وضعه المادي يكون مريحا، والزواج بالنسبة له يصبح محطة استراحة أخيرة . ويعلق البداوي أن مفهوم الأخلاق أصبح نسبيا، وكل شاب أو شابة يراه من وجهة نظره الخاصة، وأصبح التركيز على تطابق الأفكار والرؤى بين الشريكين، يحتل المرتبة الأولى في سلم الشروط ،على حساب الأخلاق بمفهومها التقليدي.
وتحكي خديجة 37 عاما، أستاذة في معهد ثانوي، أنها عاشت تجربة حب فاشلة غيرت نظرتها كليا لأسس الارتباط والزواج، فقد كانت مخطوبة لزميلها في الجامعة ،حيث تواعدا على الزواج بعد التخرج، لكنها حصلت على عمل وهو لم يتوفق في ذلك، فتغير كليا، ولم يعد يبادلها نفس الشعور كما كان في السابق، إلى أن فوجئت به يخبرها بقراره السفر إلى الخارج والارتباط بإحدى المغربيات المهاجرات لأنها وعدته بان توفر له أوراق الإقامة، معترفا لها بان المشاعر وحدها لا تبني المستقبل.
وتستطرد "خديجة" أنها قررت بدورها إلغاء فكرة الارتباط المبني على الحب وأبدت استعدادها للزواج من أول شخص مناسب يتقدم لها، أو تتوفر فيها أدنى الشروط ،حتى وان كانت لا تشعر اتجاهه بأي عاطفة، مؤكدة أن المصالح المادية طغت على مختلف أشكال العلاقات في المجتمع.
أما "أمينة" 30 عاما، وهي ممرضة، فتقول أنها ترفض مبدأ الارتباط بشخص يريد الزواج منها لمجرد أنها تحصل على راتب نهاية كل شهر، ف"عرسان الماندا" (أي عرسان الراتب) كما يطلق عليهم، كثيرون وهي ترى أن الزواج يعني لها الاستقرار، وتكوين أسرة، وليس الأمر مجرد تجربة عابرة. وتتابع أن معظم شبان اليوم لم يعودوا يبحثون كما في الماضي،عن الفتاة المستقيمة ذات الأخلاق العالية التي تنتمي إلى أسرة محترمة، بل دخلت اعتبارات أخرى كلها مرتبطة بالمادة ،سواء تلعق الأمر بالمكانة الاجتماعية لأسرتها أي أن يكون والدها ثريا يملك عقارات أو صاحب تجارة ،أو الوظيفة والمنصب الذي تشغله هي نفسها.
"أحمد العلوي" 38 عاما، موظف في القطاع الحكومي ،يرى أنه كلما تقدم الشاب في السن، وجد صعوبة بالغة في اختيار شريكة الحياة، نظرا للخوف من الفشل الذي يتولد بداخله ،ويحتار من هي الزوجة التي تلائمه. وأكد انه رغم ذلك، لن يتنازل عن الأخلاق كشرط أساسي وصفة لزوجة المستقبل ،أما الدخل المادي فهو ضروري برأيه ،بيد انه لا يعتبره من الاولويات، وحجته أن توفر دخل معقول بالنسبة للزوجين الشابين يساهم بشكل كبير جدا في استقرار الأسرة، لذلك فلا يمكن إغفال الجانب المادي عند التفكير في تأسيس أسرة.
وهذه نظرة واقعية للأمور، لا تختبئ وراء مثاليات خادعة، كما أكد. وإذا كانت النظرة السائدة عند اغلب الشبان والشابات بان شروط الارتباط والزواج أصبحت مادية أكثر، فهذا لا يعني إلغاء فئة أخري مازالت متشبثة بالقيم الأخلاقية أو التدين كشرط من شروط اختيار زوجة المستقبل، وهذا ما عبرت عنه كثير من الفتيات اللواتي لم تعد تغريهن المادة بقدر ما يهمهن العيش مع زوج وفي يقدر الحياة الزوجية و"يتقي الله"، وهذه القناعة تولدت لديهن بسبب ارتفاع معدلات الطلاق الذي يحصل لأتفه الأمور بسبب سوء اختيار الزوج من البداية.
ولاحظنا أن الاتهامات والشكوك متبادلة بين الفتيات والشبان، فبقدر ما يعتقد الشبان أن الفتيات أصبحن ماديات ولا ينظرن إلا إلى جيب العريس الذي يغرقهن بالهدايا ويوفر لهن العيش الرغيد، بقدر ما ترى الفتيات أن الرجال لم يعودوا يتعاملون مع الزواج بالجدية المطلوبة، بسبب كثرة علاقاتهم قبل الزواج، لدرجة الوقوع في الحيرة، وعدم التمكن من تحديد ماذا يريدون ؟ فهم يحبون الفتاة المتحررة لكن فقط للعلاقات العابرة، ويتجنبون في نفس الوقت الفتاة "الملتزمة" خوفا من ان تقيد حريتهم.
وبرزت ظاهرة أخرى في المجتمع المغربي، ربما بسبب فقدان الثقة في "ابن البلد"، وهي أن نسبة كبيرة من الفتيات المغربيات من مستويات تعليمية مختلفة ،يفضلن الزواج بالأجنبي سواء من أوروبا أو دول الخليج.
تؤكد "سمية نظيف" المرشدة الاجتماعية - حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط - أن العلاقة بين المرأة والرجل، أصبحت معقدة بشكل كبير ،نتيجة عوامل متعددة اقتصادية واجتماعية ونفسية أيضا، فبسبب انخفاض نسبة الإقبال على الزواج، لم تعد الفتاة المغربية تدقق كثيرا في اختيار الزوج المناسب، فتتغاضى عن كثير من الأمور الأساسية، التي تظهر لها بوضوح أثناء فترة الخطوبة، مثل الطمع في راتبها، وعدم التقدير والاحترام، بل من بينهن من يتعرضن للضرب والسب والشتم، ومع ذلك لا يفسخن الخطوبة لمجرد رغبتهم في اكتساب لقب زوجة وأم".
وتتابع أنه من خلال حالات كثيرة، يتبين أن المرأة كلما قدمت تنازلات، يمعن الزوج في إهانتها واحتقارها، فتتأزم بينهما العلاقة ويحصل الطلاق، موضحة أن هذا الوضع لا ينطبق فقط على نساء لا يعملن أو تكوينهن محدود، بل موظفات، ومدرسات، ومن وسط اجتماعي مرموق.
ولم تنف "نظيف" أن نسبة كبيرة من الشباب المغربي، أصبح يخطط للزواج على أساس مادي، ففكرة الإنفاق على الزوجة والبيت والأطفال، لم تعد مستصاغة من طرف الكثيرين، سواء بسبب ضعف الدخل المادي فعلا، او استهتارا بالمسؤولية.
واصبحت فئة من الشباب المغربي يرفض العمل ،ويقبل ان تنفق عليه زوجته من راتبها الخاص او من نصيبها من الارث ان كانت من اسرة غنية، من دون ادنى شعور بالحرج، الأمر الذي كان مرفوضا بشكل تام في السابق، فالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع المغربي، ساهمت برأيها، في تغيير أنماط التفكير التي كانت سائدة، وأعادت بناء العلاقات الاجتماعية على أسس جديدة ليست كلها ايجابية. هذه كانت آمال الشباب المغربي في شريك حياتهم أما المصريات فيرفضن الرجل المخلوع.
فقد أثبتت دراسة مصرية أن المصريات يرفضن الزواج من الزوج المخلوع، لأنه لم يكن صاحب القرار في الانفصال عن زوجته ولكنه أجبر على ذلك بعد أن اختارت الزوجة الطلاق منه، وجاء الرفض في الدراسة من كافة أنواع النساء ،عذارى ومطلقات وأرامل وفتيات يعشن في سن العنوسة، أي أنه مرفوض بالإجماع.
ولعل هذه الدراسة توضح سبب الإحباط الذي وصل إليه الزوج المخلوع؛ فمجرد وضعه أمام الأمر الواقع شيء يمحو كرامته ويخلعا من جذورها؛ فالرجل الشرقي اعتاد على أن يكون هو الأسد، "سبع البرومبة"، الآمر الناهي المتسلط، على زوجته قبول عيشتها كما من أجل أولادها، وإذا رفعت دعوة طلاق هذا يعني طول انتظار ومصاريف محاماة ومشاكل لا حصر لها مع ذلك الزوج لأنها مازالت في عصمتها، ولكن بعد قانون الخلع أصبح الأمر أيسر عليها بكثير؛ لتقول لذلك المغرور كفاك غرورا واستبداد أنا الآن التي ترفض الاستمرار معك .
منقول
أول ما تحلم به الفتاه أن يأتيها فارسها على حصانه الأبيض مخلصاً إياها من أسرها، أما الشاب فيتمنى الحصول على فتاة رومانسية تملأ حياته حباً جماً .
لذا دعونا نتعرف على شروط الشباب المغربي في اختيار شريك الحياة، وهل ساهمت التغييرات الاجتماعية والاقتصادية، في إعادة ترتيب الاولويات، وعن ماذا يبحث الشبان و الشابات: أهو المركز الاجتماعي والدخل المادي، ام النسب والاخلاق، ام كل هذه المواصفات مجتمعة ؟
يقول نور الدين البداوي (صحفي)، ان مواصفات شريكة الحياة تتغير حسب تغير مراحل العمر، ففي مرحلة المراهقة، تكون المواصفات بريئة مرتبطة بالمشاعر العاطفية، يحلم خلالها الشاب بالارتباط بفتاة يحبها وتبادله نفس الشعور والإحساس، وعندما يتخرج من الجامعة ويحصل على وظيفة، يبدأ في التفكير في الارتباط بفتاة تعمل هي الأخرى، حتى تعينه على متطلبات الحياة، أما إذا كان عاطلا، فهو يلغي فكرة الزواج من الأساس. ويضيف أن الشاب الذي لا يتزوج في بداية حياته العملية، ويؤجل فكرة الزواج حتى يبني مستقبلا مهنيا أفضل، فهو يفضل زوجة متفرغة له وللبيت، لان وضعه المادي يكون مريحا، والزواج بالنسبة له يصبح محطة استراحة أخيرة . ويعلق البداوي أن مفهوم الأخلاق أصبح نسبيا، وكل شاب أو شابة يراه من وجهة نظره الخاصة، وأصبح التركيز على تطابق الأفكار والرؤى بين الشريكين، يحتل المرتبة الأولى في سلم الشروط ،على حساب الأخلاق بمفهومها التقليدي.
وتحكي خديجة 37 عاما، أستاذة في معهد ثانوي، أنها عاشت تجربة حب فاشلة غيرت نظرتها كليا لأسس الارتباط والزواج، فقد كانت مخطوبة لزميلها في الجامعة ،حيث تواعدا على الزواج بعد التخرج، لكنها حصلت على عمل وهو لم يتوفق في ذلك، فتغير كليا، ولم يعد يبادلها نفس الشعور كما كان في السابق، إلى أن فوجئت به يخبرها بقراره السفر إلى الخارج والارتباط بإحدى المغربيات المهاجرات لأنها وعدته بان توفر له أوراق الإقامة، معترفا لها بان المشاعر وحدها لا تبني المستقبل.
وتستطرد "خديجة" أنها قررت بدورها إلغاء فكرة الارتباط المبني على الحب وأبدت استعدادها للزواج من أول شخص مناسب يتقدم لها، أو تتوفر فيها أدنى الشروط ،حتى وان كانت لا تشعر اتجاهه بأي عاطفة، مؤكدة أن المصالح المادية طغت على مختلف أشكال العلاقات في المجتمع.
أما "أمينة" 30 عاما، وهي ممرضة، فتقول أنها ترفض مبدأ الارتباط بشخص يريد الزواج منها لمجرد أنها تحصل على راتب نهاية كل شهر، ف"عرسان الماندا" (أي عرسان الراتب) كما يطلق عليهم، كثيرون وهي ترى أن الزواج يعني لها الاستقرار، وتكوين أسرة، وليس الأمر مجرد تجربة عابرة. وتتابع أن معظم شبان اليوم لم يعودوا يبحثون كما في الماضي،عن الفتاة المستقيمة ذات الأخلاق العالية التي تنتمي إلى أسرة محترمة، بل دخلت اعتبارات أخرى كلها مرتبطة بالمادة ،سواء تلعق الأمر بالمكانة الاجتماعية لأسرتها أي أن يكون والدها ثريا يملك عقارات أو صاحب تجارة ،أو الوظيفة والمنصب الذي تشغله هي نفسها.
"أحمد العلوي" 38 عاما، موظف في القطاع الحكومي ،يرى أنه كلما تقدم الشاب في السن، وجد صعوبة بالغة في اختيار شريكة الحياة، نظرا للخوف من الفشل الذي يتولد بداخله ،ويحتار من هي الزوجة التي تلائمه. وأكد انه رغم ذلك، لن يتنازل عن الأخلاق كشرط أساسي وصفة لزوجة المستقبل ،أما الدخل المادي فهو ضروري برأيه ،بيد انه لا يعتبره من الاولويات، وحجته أن توفر دخل معقول بالنسبة للزوجين الشابين يساهم بشكل كبير جدا في استقرار الأسرة، لذلك فلا يمكن إغفال الجانب المادي عند التفكير في تأسيس أسرة.
وهذه نظرة واقعية للأمور، لا تختبئ وراء مثاليات خادعة، كما أكد. وإذا كانت النظرة السائدة عند اغلب الشبان والشابات بان شروط الارتباط والزواج أصبحت مادية أكثر، فهذا لا يعني إلغاء فئة أخري مازالت متشبثة بالقيم الأخلاقية أو التدين كشرط من شروط اختيار زوجة المستقبل، وهذا ما عبرت عنه كثير من الفتيات اللواتي لم تعد تغريهن المادة بقدر ما يهمهن العيش مع زوج وفي يقدر الحياة الزوجية و"يتقي الله"، وهذه القناعة تولدت لديهن بسبب ارتفاع معدلات الطلاق الذي يحصل لأتفه الأمور بسبب سوء اختيار الزوج من البداية.
ولاحظنا أن الاتهامات والشكوك متبادلة بين الفتيات والشبان، فبقدر ما يعتقد الشبان أن الفتيات أصبحن ماديات ولا ينظرن إلا إلى جيب العريس الذي يغرقهن بالهدايا ويوفر لهن العيش الرغيد، بقدر ما ترى الفتيات أن الرجال لم يعودوا يتعاملون مع الزواج بالجدية المطلوبة، بسبب كثرة علاقاتهم قبل الزواج، لدرجة الوقوع في الحيرة، وعدم التمكن من تحديد ماذا يريدون ؟ فهم يحبون الفتاة المتحررة لكن فقط للعلاقات العابرة، ويتجنبون في نفس الوقت الفتاة "الملتزمة" خوفا من ان تقيد حريتهم.
وبرزت ظاهرة أخرى في المجتمع المغربي، ربما بسبب فقدان الثقة في "ابن البلد"، وهي أن نسبة كبيرة من الفتيات المغربيات من مستويات تعليمية مختلفة ،يفضلن الزواج بالأجنبي سواء من أوروبا أو دول الخليج.
تؤكد "سمية نظيف" المرشدة الاجتماعية - حسب ما ورد بصحيفة الشرق الأوسط - أن العلاقة بين المرأة والرجل، أصبحت معقدة بشكل كبير ،نتيجة عوامل متعددة اقتصادية واجتماعية ونفسية أيضا، فبسبب انخفاض نسبة الإقبال على الزواج، لم تعد الفتاة المغربية تدقق كثيرا في اختيار الزوج المناسب، فتتغاضى عن كثير من الأمور الأساسية، التي تظهر لها بوضوح أثناء فترة الخطوبة، مثل الطمع في راتبها، وعدم التقدير والاحترام، بل من بينهن من يتعرضن للضرب والسب والشتم، ومع ذلك لا يفسخن الخطوبة لمجرد رغبتهم في اكتساب لقب زوجة وأم".
وتتابع أنه من خلال حالات كثيرة، يتبين أن المرأة كلما قدمت تنازلات، يمعن الزوج في إهانتها واحتقارها، فتتأزم بينهما العلاقة ويحصل الطلاق، موضحة أن هذا الوضع لا ينطبق فقط على نساء لا يعملن أو تكوينهن محدود، بل موظفات، ومدرسات، ومن وسط اجتماعي مرموق.
ولم تنف "نظيف" أن نسبة كبيرة من الشباب المغربي، أصبح يخطط للزواج على أساس مادي، ففكرة الإنفاق على الزوجة والبيت والأطفال، لم تعد مستصاغة من طرف الكثيرين، سواء بسبب ضعف الدخل المادي فعلا، او استهتارا بالمسؤولية.
واصبحت فئة من الشباب المغربي يرفض العمل ،ويقبل ان تنفق عليه زوجته من راتبها الخاص او من نصيبها من الارث ان كانت من اسرة غنية، من دون ادنى شعور بالحرج، الأمر الذي كان مرفوضا بشكل تام في السابق، فالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على المجتمع المغربي، ساهمت برأيها، في تغيير أنماط التفكير التي كانت سائدة، وأعادت بناء العلاقات الاجتماعية على أسس جديدة ليست كلها ايجابية. هذه كانت آمال الشباب المغربي في شريك حياتهم أما المصريات فيرفضن الرجل المخلوع.
فقد أثبتت دراسة مصرية أن المصريات يرفضن الزواج من الزوج المخلوع، لأنه لم يكن صاحب القرار في الانفصال عن زوجته ولكنه أجبر على ذلك بعد أن اختارت الزوجة الطلاق منه، وجاء الرفض في الدراسة من كافة أنواع النساء ،عذارى ومطلقات وأرامل وفتيات يعشن في سن العنوسة، أي أنه مرفوض بالإجماع.
ولعل هذه الدراسة توضح سبب الإحباط الذي وصل إليه الزوج المخلوع؛ فمجرد وضعه أمام الأمر الواقع شيء يمحو كرامته ويخلعا من جذورها؛ فالرجل الشرقي اعتاد على أن يكون هو الأسد، "سبع البرومبة"، الآمر الناهي المتسلط، على زوجته قبول عيشتها كما من أجل أولادها، وإذا رفعت دعوة طلاق هذا يعني طول انتظار ومصاريف محاماة ومشاكل لا حصر لها مع ذلك الزوج لأنها مازالت في عصمتها، ولكن بعد قانون الخلع أصبح الأمر أيسر عليها بكثير؛ لتقول لذلك المغرور كفاك غرورا واستبداد أنا الآن التي ترفض الاستمرار معك .
منقول