مشاهدة النسخة كاملة : و تحل ذكرى رحيل سيدي محمد العلوي السليماني عضو مجلس ارشاد جماعة العدل والاحسان



عادل محسن
20-11-2009, 21:54
http://sor.w2hm.com/files/image/e/9.gif

و تحل ذكرى رحيل سيدي محمد العلوي السليماني عضو مجلس ارشاد جماعة العدل والاحسان

http://farm4.static.flickr.com/3088/3087226706_e4433ea2b0_o.jpg


أحاسيسي تبعثرت، كلماتي تاهت، أعلم أن فقدانك ورحيلك قضاء وقدر من الله، ولكن رحيلك ما أصعبه .

بم نبدأ ذكرى مرور عام على رحيلك ، لا ندري ما نقوله سوى أن يوم 2 ذو الحجة هو يوم محفور في الذاكرة , يوم سيظل يذكرنا بفجيعتنا فيك ، يوم فارقتنا دون سابق إنذار .

فروحك في كل مكان تلاحقنا، قلوبنا تنزف على فراقك ولكن عزاؤنا فيك أنك رحلت إلى دار الخلد إلى الجنة، رحلت جسدا لكن روحك، حركاتك، كلماتك، كلها في أذهاننا باقية .

فما أعظم هذا اليوم.. وما أعظم هذا التاريخ 02 ذو الحجة من كل عام ، يوم عظيم ارتحل فيه احد ابرز قادة جماعة العدل والإحسان الأستاذ سيدي محمد العلوي السليماني الى المولى عز وجل يومٍ حافلٍ بالذكريات .. يهل علينا في هذا التاريخ 02 ذو الحجة 1430 الذكري السنوية الأولي.

لم تعرف الوهن أبداً.. قدمت نفسك رخيصة في سبيل الله.. فخضت غمار المهمات الصعبة.. وأبيت إلا أن تنتصر وتحقق الأمنية الكبرى نصر دين الله وانتشاره، كيف لا وأنت الذي جعلت من مجالس الذكر ورياض الجنة رعبا وكابوسا في قلوب الملحدين والظالمين في هذا الوطن.

من يقرأ سيرتك .. سيعلم جيداً ما نقصده بأوصافك.. فأنت من رافقت المرشد في السراء والضراء وبنيت معه صرح جماعة العدل والاحسان .

فقدتك الامة .. وودعتك جماعتك المباركة.. فذكراك ستبقي في نفوس اهل العدل والاحسان.. وها هم الاخوة يواصلون دربك .. ويمضون علي خطاك..وتلاميذك في جماعة العدل والاحسان من بعدك قد حفظوا الوصية التي رسمتها وكتبتها لهم بأحولك قبل مقالك .. فهنيئاً لك الشهادة والجنان.. وهنيئاً لك هذا الفوز المبين..

عام على رحيلك ومازلت تعيش في قلوبنا وعقولنا وحياتنا تبث فينا روح الإيمان والجهاد والصبر والإرادة والتحدي ونحن على دربك نحمل راية الجهاد ماضون حتى ننتصر..

عادل محسن
20-11-2009, 22:06
بسم الله الرحمن الرحيم

قبسات من سيرة الفقيد سيدي محمد العلوي السليماني

http://farm4.static.flickr.com/3116/3090089455_64b9870351_o.jpg

أشرف
23-11-2009, 17:49
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الموعد الله

رحمة الله عليك فقيدنا وفقيد الأمة جمعاء

بورك فيك أخي على التذكرة

خادمة الحبيب
23-11-2009, 20:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله كل خير اخي على التذكرة

رحمة الله عليك فقيدنا وفقيد الأمة جمعاء

انا لله و انا اليه راجعون

قابض على الجمر
23-11-2009, 20:32
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحمه الله رحمة واسعة .
ما أقرب الأيام عندما قرأت العنوان قلت ربما الأرعينية لكني تذكرت انه عام مر بحاله وهكذا الدنيا تمر .
بورك فيك اخي الكريم على التذكرة

توفيق
23-11-2009, 21:08
http://fc07.deviantart.net/fs51/i/2009/327/9/a/sidi_mohammed_l__alaoui_t1_by_taoufiq.jpg

رحمك الله .

مشكور على الذكرى..أخي محسن.

سهيل
24-11-2009, 13:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رحمة الله عليك سيدي محمد العلوي

أسأل الله أن يرضيك ويريك فينا ما يفرحك

ما سمعت اسمه إلا تذكرت كتاب الله والصحبة وبر الوالدين

كانت كلماته لا تخلو من هذه الوصايا الثلاث



شكرا أخي عادل محسن

عادل محسن
26-11-2009, 01:16
في الذكرى الأولى لرحيل الرجل



http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/28523_large.JPG
بقلم: نور الدين الملاخ


في أيام التلبية انتقل إلى عفو الله ورحمته رجل وأي رجل سيدي محمد العلوي السليماني رحمه الله، كان ذلك ليلة الاثنين 2 ذي الحجة 1429 ه الموافق لـ 1 دجنبر 2008.
يوم بكت فيه الأرض ومن فيها رحيل رجل جليل، وابتهجت السماء باستقبال روح طاهرة مطمئنة آمنة: ﴿ يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾

سنة الله في الخلق

خلق الله الإنسان في البلد، وعلمه بالقلم ليعلم ويعمل ويقتحم العقبات، ليلقى الله يوم اللقاء. يوم يكون الناس صنفان: أهل السعادة وأهل الشقاء.
هذا ما علمنا وأوصانا به الأستاذ المربي سيدي محمد العلوي، بلسان حاله قبل مقاله في مدرسة العدل والإحسان.
واستحق من صاحبه ورفيق مسيرته الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين حفظه الله، وسام الشرف في الدنيا ليسعد به في الآخرة: رجل وأي رجل.

سنة الله في الزمان
قبضت روحه الشريفة ليلة الإثنين 2 ذي الحجة. يوم الاثنين تعرض فيه الأعمال على الله عز وجل، وشهر ذي الحجة يجتمع فيه المسلمون ملبين مكبرين مهللين. شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها أفضل الأيام، اختاره الله عز وجل لجواره في يوم من الأيام المعلومات.
في ذاك اليوم، رحل عنا الرجل، وحل الحزن في قلوب من عرفوه ومن لم يعرفوه، فحج الآلاف لتوديعه إلى مثواه الأخير. فكان حقا يوما مشهودا، لم تعرف مدينة مراكش في تاريخها مثل ذاك الوداع لحبيب غال ورجل قل نظيره في هذا الزمان، محبوب عند الناس، كل الناس.
في هذا اليوم، تحل علينا الذكرى الأولى على رحيله عن هذه الدنيا الفانية، مستبشرين بما وعد الله به عباده الصالحين في الدار الباقية. عباد أحبوا لقاء الله، فأحب الله لقاءهم.

سنة الله في الكون
إنه القدر، سخر سبحانه الزمان والمكان للإنسان. قال الله عز وجل: ﴿ الذي خلق الموت والحياة لنبلوكم أيكم أحسن عملا، وهو العزيز الغفور﴾ .
من الناس –كثير من هم- من سخر حياته للمكان والزمان، فكانت جاذبيته للأرض بامتياز، وغادر الدنيا بألم وحسرة وبكاء. ﴿ يوم لا ينفع مال ولا بنون، إلا من أتى الله بقلب سليم﴾ .
ومن الناس -وقليل من هم- من سخر زمانه ومكانه لعبادة الله بقدمين راسخين فوق الأرض، لكن بقلب معلق بالثريا لبلوغ مقامات الإيمان والإحسان، استعدادا للآخرة في دار البقاء، وغادر الدنيا بشوق وفرح لما عند الله ﴿ وأزلفت الجنة للمتقين﴾ . كذلك كانت لحظات انتقال روح سيدي العلوي إلى دار البقاء، ولا نزكي على الله أحدا.
غاب عنا اليوم جسده الشريف، لكن بقيت وصاياه الخالدة ترن في أذن من أحبوه وصحبوه. ومن الأسئلة الدائمة التي يطالبنا أن نعد لها جوابا عمليا ما يلي: "ونحن من الناس، أي صنف نعمل في هذه الدنيا لنكون منهما؟"
يطالبنا الرجل بالجواب على هذا السؤال، ويجعله هما دائما وحاجة ضرورية مع الله. كما يعيد طرحه علينا بصيغ نبوية أخرى:
كيف تكون من أكيس الناس؟
كيف تكون من أحزم الناس؟
كيف تكون من أخير الناس؟
لتصبح -أي هذه الأسئلة- دعاء فرديا وهما جماعيا دائما وحاجة ضرورية مع الله في ورد يومي، ليلا ونهارا، ضمن برنامج تعليمي وتربوي يهدف لتحقيق الخلاص الفردي والجماعي: كيف أكون -فردا- لنكون -جماعة ومجتمعا- أكيس وأحزم وأخير الناس؟ لنجسد فينا قول الحق سبحانه: ﴿ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون﴾ .
هكذا باشر الرجل عمليا مشروع بناء مجتمع العمران الأخوي في مدرسة العدل والإحسان، بالتربية ثم التربة ثم التربة. التفت حوله القلوب قبل الأجساد، وتنورت العقول بالعلوم، وهذبت النفوس من الخبث إلى الطمأنينة، ووجهت الأجساد نحو قبلة المحبة والطهارة في مجالس النصيحة ورباطات الخير والفلاح. فكانت حقا صحبة أرواح وليس صحبة أشباح.

إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: علم ينتفع به، وصدقة جارية، وولد صالح يدعو له" [1].
الرجل رحمه الله حي في الآخرة وموصول بعمله في الدنيا على المستويات الثلاث:

- الصدقة الجارية:
يعطي بيمينه مالا تعلمه شماله، إلا أن الشهادات المتواترة لمن أحسن إليهم حسا ومعنى لا تكاد تنقطع.

- الولد الصالح:
لا يمكن الحديث عن الوالد دون الحديث عن الولد. خلف الرجل، رحمه الله، أبناء بررة. رضاه عنهم دائم مسموع، وصلاحهم بين ومشهود. حياء وصمت وسمت حسن: خصال نبوية حميدة جعلت أبناء الشريف يتربعون في قلوب كل من أحبوه. زادنا الله وإياهم من فضله وإنعامه.

- العلم النافع:
ومن الولد أيضا، أبناء الدعوة وشباب العدل والإحسان، علمهم العلم النافع يخرج من فيه كالماء الصافي عذب شرابه، حلو مذاقه، لذيذ طعمه، طيبة رائحته، خصب سقيه، كثيرة ثماره...

رب سائل يسأل عن الورق الذي يحوي هذا العلم؟
إنه المنهاج النبوي: تربية وتنظيما وزحفا، إنه علم يمشي بين الناس. إنه شباب العدل والإحسان. ثمرة جهاد بناء وتربية خلال ثلاثة عقود. عمل إمامه علم، كان الرجل من حملة المشعل، ثالث ثلاثة الصحبة والدعوة وأحد مؤسسي جماعة العدل والإحسان وراود التربية والجهاد والعمل الإسلامي في المغرب. مرشدا ناصحا وخادم الدعوة وساهرا على النهوض بسلوك أبناء وبنات الجماعة. يتعهدهم ويسأل عن الصغير قبل الكبير، المرأة والرجل، يوصي الجميع ببر الوالدين وحفظ كتاب الله والصلاة في وقتها وحب الخير لأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. يعود المريض ويمشي في الجنائز، لا يعرف كسلا ولا مللا.

رحيم رؤوف رفيق، يسقي قلبك بدمعته الإيمانية، فيحيى بعد غفلة وتزال النكت السوداء منه لتتحول إلى بياض وصفاء، كما يتحول يبس الجسد إلى سنبلة خضراء، ثمارها طيبة وبذورها خصبة في حقل الدعوة المحاط بالعناية الربانية ودفئ الصحبة والجماعة لتفتح مغالق القلوب من ظلمة الغفلة إلى فسحة الذكر والذوق واليقظة.

الدنيا مزرعة الآخرة
علمها الرجل، وذاق حلاوتها وعمل لتجسيدها في سلوكه رحمه الله وعلمها لكل من يزوره أو يلتقي به في مجالس النصيحة، بل جعلها هدية نبوية يعطيها لكل من أحب، ولازمة طرية على لسانه يفتتح بها ويختم بهام مجالسه الطاهرة. فكان حقا من المجالس التي تحفها الملائكة.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: حلق الذكر، فإن لله تعالى سيارات من الملائكة يطلبون حلق الذكر، فإذا أتوا عليهم حفوا به" .
يحفزنا رحمه الله أن تصبح بيوتنا روضا من رياض الجنة وليس وكرا من أوكار الشيطان، يذكر فيها الله عز وجل ويتلى فيها القرن وتجتمع فيها الوالد والولد والأحباب والناس على طاعة الله.
يقول رحمه الله: "فمن شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا، فليستوطن مجالس الذكر فإنها رياض الجنة، ومجالس الذكر هي مجالس الملائكة، فإنه ليس من مجالس الدنيا مجلس خير من مجلس يذكر فيه الله تعالى" . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله ملائكة فضلاً، يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا: هلموا إلى حاجتكم، قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم تعالى وهو أعلم بهم: ما يقول عبادي؟ قال: يقولون: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ فيقولون: لا والله ما رأوك، قال فيقول: كيف لو رأوني؟ قال: فيقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تحميداً وتمجيداً، وأكثر لك تسبيحاً،
قال: فيقول: ما يسألوني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: فيقول: هل رأوها، قال: فيقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: فيقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبة، قال: فيقول: فمم يتعوذون؟ قال: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة، قال: يقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم، قال: فيقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة، قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم." [2]

مجالسه رحمه الله: رياض الجنة
سيدي محمد العلوي رحمه الله، كان أول من يحضر مجالس الخير، مستقبلا القبلة ذاكرا لله كثيرا، كثير الصمت، دائم الأحزان. إذا ضحك ابتسم، وإذا غضب كان ذلك لله، وإذا تلي القرآن في حضرته بكى حتى تبتل لحيته،عرف بدمعته التي تنساب بسلاسة وصدق فتأثر في من يجالسه ويرق قلبه وتنجذب جوارحه للكوكبة النورانية، وإذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مجلسه صلى عليه وسلم تسليما كثيرا، وإذا سئل أجاب بما علمه الله، وكان لا يهرف بما لا يعرف، أما إذا استنصح نصح نصحا صادقا محفزا على اقتحام عقبة النفس والهوى لنكون من:
- أكيس الناس، مصداقا لوصف رسول الله صلى الله عليه وسلم إياهم بأنهم "أكثرهم ذكرا للموت وأشدهم استعدادا للموت قبل نزول الموت، أولئك هم الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا والآخرة" [3].
- أحزم الناس:عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ فمن يرد الله أن يهديه، يشرح صدره للإسلام﴾ ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن النور إذا دخل الصدر انفسح، فقيل: يا رسول الله! هل لذلك من علم يعرف؟ قال: نعم، التجافي عن دار الغرور، والإنابة إلى دار الخلود، والاستعداد للموت قبل نزوله" [4].
- أخير الناس، "من طال عمره وحسن عمله" [5]، ومن تعلم القرآن وعلمه.
- أبرّ الناس، من أطاع والديه وأحسن لهما في حياتهما وبعد موتهما بـ: "الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإيفاء بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما" [6].

هذه بعض الدرر النفيسة من وصايا الشريف رحمه الله، تحتاج أقواله وأفعاله لناظم ينظمها في خيط من ذهب لتشكل عقدا نفيسا، حليا ثمينا يسترشد به كل من أراد أن يركب سفينة النجاة يبحر بها في بحر طوفان الفتن والغفلة ليسمو إلى مقام الإحسان بصحبة الرجال.

سيدي محمد العلوي رحمه الله رجل وأي رجل: رجل مجاهد رباني معروف بخصاله الرفيعة وأخلاقه الفاضلة وسمته الحسن ووصاياه الغالية. التفاف الشباب حوله وتربعه في قلوبهم، وبناؤه الحثيث للجماعة المباركة ودعوته للناس بلسان حاله ومقاله وتربيته للشباب وتأثيره في عموم الناس... أخافَ من يخاف من هبة إيمانية لهذه الأمة على يده الشريفة بصحبة الأستاذ المرشد حفظه الله الذي تلقى عنه علم المنهاج النبوي، فسمع الخطاب بقلبه، واستجابت جوارحه بالانخراط في الدعوة إلى الله وإحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبذلك أصبح الرجل مدرسة وقبلة لشباب العدل والإحسان. قوبل ذلك بحصار بيته والتضييق عليه حتى خلال ذهابه إلى المسجد.

رجل أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه. ﴿ يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي﴾ .
أختي الفاضلة، أخي الفاضل، هذا جزء من كل، وبعض من فيض، أذكرك بقليل من مناقب الرجل..


فكُن رجلاً إنْ أتوا بعده ،،، يقولون مرَّ .. وهذا الأثر
والحمد لله رب العالمين.


موقع الجماعة: الأربعاء 25 نونبر 2009
------------------------------------------------------------------
[1] رواه مسلم.
[2] رواه البخاري.
[3] أخرجه الطبراني في معجمه الكبير وأخرجه ابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق والحارث الهيثمي في مسنده(الزوائد).
[4] أخرجه الحاكم في مستدركه وعبد الرزاق في مصنفه.
[5] من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم،أخرجه الترمذي في سننه.
[6] من حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم،أخرجه البخاري في الأدب المفرد.

عادل محسن
26-11-2009, 20:31
ورزازات تخلد الذكرى الأولى لرحيل سيدي محمد العلوي


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/25186_large.gif
الأستاذ محمد العلوي رحمه الله

في أجواء إيمانية مهيبة نظمت جماعة العدل والإحسان بورزازات حفلا في الذكرى الأولى لرحيل الشريف سيدي محمد العلوي رحمه الله وقد تميز الحفل بفقراته المتنوعة، حيث ختم كتاب الله عز وجل ترحما على روح الشريف الطاهرة وألقيت كلمات متنوعة تذكر بمناقب الفقيد وصبره ومصابرته في سبيل نصرة دعوة الله عز وجل.

ولقد كان الحفل مناسبة سانحة لعرض صفحات منيرة من جهاد الجماعة والابتلاءات التي تعرضت لها خاصة المرتبطة بالحصار والاعتقالات.



موقع الجماعة: الخميس 26 نونبر 2009 (http://aljamaa.net/ar/index)

عادل محسن
26-11-2009, 22:29
في ذكرى وفاة المجاهد سيدي محمد العلوي السليماني


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/28901_large.jpg
بقلم: المصطفى سنكي



موافقة لطيفة
اقتضت مشيئة الله تعالى أن يرحل المجاهد سيدي محمد العلوي السليماني إلى جوار ربه يوم 2ذي الحجة 1429، وأن تحل الذكرى الأولى لوفاته ـ رحمه الله رحمة واسعة متجددة ـ بعيد موعد انعقاد مجالس النصيحة التي كان فارسا من فرسانها، وكان من تمام حكمة القائمين على هذه المجالس أن جعلوا سيرة الرجل المجاهد موضوعا للمدارسة وفاءً للصحبة وعرفانا بما أسداه رحمه الله لدعوة العدل والإحسان من خدمات جليلة يجدها إن شاء الله في صحيفته يوم لقاء ربه صدقة جارية.

اعتراف
أعترف بداية أن شخصية سيدي محمد العلوي السليماني ـ رحمه الله ـ الفذة تحاصر من ينبري للحديث عنها، "فهو رجل وأي رجل" كما قال عنه الأخ المرشد. رجل من هكذا عيار متنوعة مؤهلاته، متميز حضوره في شتى الميادين، أجدني أمامه مضطرا للاعتراف بالارتباك بحيث لا أقوى على ترتيب الأفكار لغزارتها وتدافعها. ولعله شعور مشترك بين من انتدبوا لتقديم قبسات من سيرة الرجل المجاهد رحمه الله. فعفوا ـ سيدي ـ إذا خانتني العبارة، فسيرة مثلك لا تختزل في سطور وكلمات، ولله در الأستاذ محمد عبادي عضو مجلس إرشاد الجماعة لما قال في تأبينك: "عجبا لهذا القبر كيف يحوي جثمان جبل مثلك؟".

ذكرى للذكرى
يقول جل وعلا: ﴿ وذكر إن نفعت الذكرى﴾ ، وإنما تنفع الذكرى قلبا مؤمنا ترفع همته ليطلب طلبة الرجال، فيصحب كما صحبت، ويذكر كما ذكرت، ويصدق كما صدقت، ويبذل كما بذلت، ويعمل بما تعلم كما تعلمت وعملت، ويلزم النفس السمت الحسن كما فعلت، ويتئد ويرفق بالنفس والعباد كما صنعت، ويرشد الوقت والجهد والمال فما بخلت، ويشمر على ذراع الرجولة جهادا في سيبله كما شمرت وما وهنت.

لقد جرت العادة أن يذكر الأموات للترحم عليهم، وهذا حقهم ولا شك على الأهل والأحباب يقتضيه واجب المحبة، غير أن المرء وهو يذكر سيدي محمد العلوي السليماني المشمول بوافر رحمة الله وغفرانه يشعر يقينا أنه في حاجة لدعوات المرحوم ليكون ممن وفقوا للأخذ ببعض ما حباه الله تعالى من خصال نبوية كريمة كان أهلا لها، فقد جمع بين النسب الشريف وبين الصحبة الطيبة المباركة للعالم الوارث والرباني الفذ الأستاذ عبد السلام ياسين مرشد جماعة العدل والإحسان حفظه الله تعالى. خصال نبوية نحاول استجلاء بعضها وفاءً لذكراه.

"لقد عرفت فالزم"
توجيه نبوي لحارثة رضي الله عنه لما ساق بين يدي المربي المعلم صلى الله عليه وسلم تجليات حقيقة إيمانه. ومنذ أن أكرم الله تعالى سيدي محمد العلوي السليماني بصحبة الأستاذ عبد السلام ياسين في سبعينيات القرن الماضي لم يفتر، ولم يشك لحظة، ولم يلتفت إلى ما يعترض سبيل الدعوة إلى الله، ولم تفت من عضده المحن ـ كان رحمه الله يأبى إلا أن يسميها منحا ـ فسنوات الرصاص لم ترعبه، وسارع رفقة صديقه في الدرب سيدي أحمد الملاخ ـ شافاه الله وعافاه ـ لطبع الرسالة الخالدة والنصيحة التاريخية لملك البلاد وقتذاك "الإسلام أو الطوفان"، ليكون من الأوائل الذين بذلوا أرواحهم وأوقاتهم وأموالهم وكل ما أوتوا في سبيل بناء صرح العدل والإحسان، وسهروا على وضع لبنات الجماعة لبنة لبنة، وواكب مراحلها وشهد مواقفها، بل كان عنوان الرجولة والثبات فيها، لا فرق بين محطات تربوية: رباطات واعتكافات وزيارات تفقدية، وبين مواقف تدافعية: وقفات ومسيرات ومحاكمات. إصرار عجيب وحضور قوي يترجمان صدق الرجل، وإنما ينال الرجال على قدر صدقهم، فكيف بمن كان الصدق دما ينعش جسمك!؟

"ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله.."
لا يكاد مجلس يحضره سيدي محمد العلوي السليماني رحمه الله دون أن يذكر فيه بقوله تعالى: ﴿ ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين﴾ وقوله جل وعلا: ﴿ وقولوا للناس حسنا﴾ ليقينه أن التربية الإيمانية جوفاء إن لم تثمر القول الحسن والرفق بالعباد. وعلى هذا عاش رحمه الله رفيقا ودودا لطيفا لا تكاد تراه العين حتى تحبه، يلتف حوله أطفال الجيران ويهرعون إليه فيُقبل ويحضن مبتسما جذلا داعيا لهم بالحفظ والصلاح.

القرآنَ القرآنَ..
انخراطا في عزمة المرشد حفظه الله لحفظ كتاب الله تعالى باعتباره خير الزاد لكل مؤمن ومؤمنة، إذ به يرقى درجات الجنان يوم يقال لصاحب القرآن: "اقرأ وارق، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها." لم يفتأ رحمه الله يذكر بهذه الوصية دون ملل أو كلل. وما كان أعظم سعادته وحبوره عندما يعرف انكباب الإخوان والأخوات على حفظ القرآن أو تحفيظه. إنها همة الرجال تنخرط في مشاريع بناء الأمة، ولا تصرفها الصوارف وتفاصيل الأيام عما رسمت من أهداف.

رضا الوالدين رأس المال وعليه المعول
"لِي كسرُوهْ الوالِدِينْ ما يْجَبْرُوهْ الصالحين" حكمة تربوية بليغة لها أصل في كتاب الله وسنة نبيه. حكمة ظل يرددها في توجيهاته الأبوية يزيد من شحنتها سنه ووقاره وهيبته، فلا فلاح لمؤمن أو مؤمنة حرم رضا الوالدين إذ هو مفتاح التوفيق وعنوان الصلاح.

إكرام الزوج والإحسان للأبناء
وبموازاة مع التماس أسباب رضا الوالدين يؤكد رحمه الله على حسن معاشرة الأهل ولين الجانب ورفق المعاملة، توجيه يستمد قوته من أصله القرآني والهدي النبوي وتبلوره تجربة حياتية غنية. فلم يكن يتردد في القول: من لا يحسن لوالديه، ولا يكرم أهله، ولا يرفق بأولاده، فهو لا يصلح ليحمل أعباء الدعوة إلا أن يتعافى من هذه العلل التي يعتبرها ـ رحمه الله ـ تخدش في إيمان المؤمن والمؤمنة على حد سواء.

الصمت والتفكر
على غير عادة من كان في سنه وعمق تجربته ـ وهو المراكشي الأصيل ـ وسابقته في الجماعة كان رحمه الله قليل الكلام، لا يتحدث إلا لضرورة، وقد يقضي في مجلس تنظيمي ساعات يستمع وينصت في اهتمام، وإذا تحدث فاض حكمة وعلما بأسلوبه السهل الممتنع يأسر السامع بعمق الفكرة وبليغ العبارة ودقة الدليل والشاهد.

تصديق الرؤيا الصالحة
عاش رحمه الله تعالى مؤمنا صادقا مصدقا موقنا في وعد الله وبشارة نبيه، علم أن الرؤيا الصالحة "وحي من الله للعبد الصالح تشجعه على سلوك الطريق إلى الله.. والصادق في طلب وجه الله تعالى لا يتعلق بالرؤيا المخبرة عن أحداث العالم. الذي يهمه رؤيا تبشره بالسعادة الأخروية، وبقربه من ربه، ورضاه عنه" [1] فتعلق بها واحتفى بها أيما احتفاء، فأكرمه الله برسائل غيبية تخبره بمقامه العظيم عند ربه ودنو انتقاله إلى عفو المولى الكريم. فغدا قبل سنتين أو أكثر من وفاته رحمه الله في غاية الأهبة للقاء ربه يصدق فيه قوله تعالى: ﴿ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون. نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة﴾ وقوله صلى الله عليه وسلم: "من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه" .

أما بعد
إن سيرة سيدي محمد العلوي السليماني المغمور بعفو ربه تجسيد لحياة مؤمن صدق وبذل وعمل وسعى واكتسب شعب الإيمان وتخلق بشمائل النبوة وجاهد بالنفس والمال والولد، عرف أن لتجديد الإيمان أطباء فجثا بالركب متتلمذا على من خصته العناية الإلهية بالاصطفاء ليكون الوارث لعلم النبوة والدال للخلق في زمانه على مفاتيح السعادة الأبدية، فأوفى للصحبة حقوقها ونال من بركاتها.

سيدي محمد العلوي السليماني رحمه الله رحمة واسعة نموذج ناصع ومثال فريد لتربية العدل والإحسان. والحوض الذي استقى منه رحمه الله ما زال وسيبقى فياضا متى استوفى الوارد شروط الاستحقاق. فيا نفس، متى تهبين من رقادك؟ ومتى تتوبين من غفلاته؟ ومتى ينتهي مسلسل تسويفاتك؟ إنما فاز سيدي محمد العلوي السليماني رحمه الله لأنه علم أن العمر قصير وثمن القرب من المولى كبير، فسارع وبادر ولم يلتفت إلى العوارض، وغنم وقته، واستثمر عمره، فكان ممن ﴿ صدقوا ما عاهدوا الله عليه﴾ ، ﴿ وما بدلوا تبديلا، ليجزي الله الصادقين بصدقهم﴾ .


تاريخ النشر: الخميس 26 نونبر 2009