مشاهدة النسخة كاملة : النساء حرث !!!



عادل محسن
20-11-2009, 22:19
النساء حرث! ! !

ذة.سعيدة بشار

كلما ذكر الحرث سبقت إلى الذهن معاني التعهد والعناية والاجتهاد في رعاية الأرض. لأنه ما من سبيل ليكثر عطاؤها وتزداد خصوبتها وتقوى على البذل إلا بهذه المحطة الهامة.
ما علاقة الحرث بالزواج؟ الأمر يبدو محيرا للوهلة الأولى، لكن هذه الحيرة تزول وترفع عندما نقرأ قوله عز وجل في سورة (نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم أنى شئتم).

ما وجه الشبه؟
ما من شك أن النساء مصدر سعادة للرجال. يأنسون بهن، ويجدون لديهن الملاذ الدافئ الذي يقيهم من التشتت الذهني، والاضطراب النفسي...
فكما أن الأرض للفلاح حرث، فإن النساء للرجال حرث. لكن يحلو لبعض قليلي الفهم والمغيرين للكلم عن مواضعه أن يصور الأمر بأنه تشيئ للمرأة. ووجه الشبه بين حرث الأرض وحرث النساء يكذب ذلك ويدحضه فالفلاح لا يمكنه أن يجني من الأرض شيئا ما لم يعتن بها ويهيئها، ما لم يزل عنها الشوائب والأعشاب الضارة. لهذا، وإن كانت المعاشرة الزوجية حقا للزوجين بموجب عقد الزواج، فذلك ليس مسوغا للتعامل مع الزوجة على أنها مجرد وسيلة لتحقيق الرغبات الشهوانية، ذلك أن لها أولا نفس الحق في المعاشرة، وكلاهما يؤجر إن تحققت برضاهما، وثانيا لأن الوزر يقع عليهما معا إن تمت خارج نطاق الحياة الزوجية. لهذا فالزوجة "كحرث" لها الحق في الاهتمام بنفسيتها، والاحترام والتقدير لوظيفتها والاجتهاد في إرضائها.

أما الزوجة "كإنسان فلها الحق في التعظيم لشخصها ولرغباتها لأنها التزمت بأمر الله سبحانه في توخي العفة والطهر، وقادت رغباتها وفق مقتضيات الشرع، وإلا استوت بالبغي الزانية التي لا يهمها أن تحترم مشاعرها وأحاسيسها ما دامت تتقاضى أجرا على فعلها المشين.

حقوق كثيرة إذن للنساء مقابل حق الرجال في الاستمتاع. فهل يؤدي الأزواج هذه الحقوق؟ هل يعي أحقيتها في المعاشرة؟ هل يراعي مشاعرها في حالة التعب والعناء؟ في حالة المرض وعند الابتلاء؟ أم تراه يلزمها بما لا تطيق؟ هل يكون حنونا رفيقا ويتحين الوقت والوضع المناسب للعلاقة الحميمية؟ أم يسلط سيف الطاعة، ونسبة النساء إلى الرجال في قوله تعالى :"نساؤكم" ليستعبد ويتملك من غير وجه حق؟.
إن اللين والرفق - لو يعلم الرجال - يأسر قلوب النساء ويجعلهن أحرص على العطاء والإرضاء لأزواجهن حتى في أشد اللحظات عسرة، واللين كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "ما دخل الرفق شيئا إلا زانه وما نزع من شيء إلا شانه".

الحق أحق أن يتبع
تزيغ ببعض الأزواج الأهواء فينسب للدين ما ليس منه ولا فيه، والعدل أن ينصف الإنسان الناس من نفسه، فإن لم تنصف أيها الزوج المحب زوجتك هل تراك تنصف الناس؟ والكيس من دان نفسه، وراجعها وحاسبها قبل أن تحاسب.

وإلى الزوجات أسر حديثا ملؤه المحبة، ورغبة قوية أن تنعم بيوتنا وأسرنا بالاستقرار، وأرجو ألا تغضبهن صراحتي ، فتصنع بعض الزوجات للمرض والتعب من أجل التهرب من المعاشرة الزوجية - خصوصا عند اشتداد رغبة الزوج - يؤدي إلى نتائج وخيمة منها فقدان الثقة والود، وقد تؤدي بضعفاء النفوس إلى الزنا، وأشدها وطأة أن يعصف ببيت الزوجية الذي حلمن طويلا ببنائه، وهذا ما نحرص على تفاديه.

كانت النساء ولا زلن رمزا للتفاني والرحمة والإحسان. ومن أولى بهذا من زوج قد أفضى إليك وأفضيت إليه وكشف كل منكما للآخر عن خلجات نفسه، إبقين على العهد وناقشن ما همكن مع من اخترتن ليكمل معكن بقية حياتكن.

وفي الختام نصيحة لكل زوجة أن كوني له أمة يكن لك عبدا، ولكل زوج أن كن لها عبدا تكن لك أمة.
وليعلم الرجال أن بالعناية والرعاية والإرضاء للنساء تتحقق سعادتهم فليهتموا بـ " حرثهم ".