مشاهدة النسخة كاملة : فصيل طلبة العدل والإحسان يعقد مؤتمره الثالث عشر / تقرير خاص



عادل محسن
25-12-2009, 23:36
فصيل طلبة العدل والإحسان يعقد مؤتمره الثالث عشر

http://img29.imageshack.us/img29/5496/bannieree.gif

تحت شعار "فصيل طلبة العدل والإحسان، فعل في التاريخ متجدد، روحه الوفاء وقوامه العطاء" نظم القطاع الطلابي لجماعة العدل والإحسان المؤتمر الثالث عشر أيام 26-27-28 ذي الحجة 1430 المواقف ل 14-15-16 دجنبر 2009 بسلا.

حضر المؤتمر منتدبون عن كل الجامعات المغربية لتدارس مجموعة من القضايا الخاصة بعمل الفصيل، والقضايا الجامعية والطلابية، والقضايا السياسية الوطنية منها والدولية، كما حضروا للتصديق على جملة من القرارات والمواقف في شتى مجالات الفعل الطلابي.

وكانت المناسبة السعيدة التي طالما انتظرها أعضاء فصيل طلبة العدل والإحسان واللحظة العظيمة التي طالما تمنوا معايشتها في مؤتمراتهم السابقة، ألا وهي لقيا الأبطال المحررين، معتقلي العدل والإحسان، معتقلي الحركة الطلابية. حيث بنزولهم مقر انعقاد المؤتمر عمت الأجواء مشاعر الفرح والحبور بصلة رحم الأخوة بعد فراق السنين الطوال، وسالت بدموع الفرح والسرور عيونهم، وصدحت الحناجر بأناشيد الترحاب والانتصار وبالشعارات الطلابية التي تؤرخ لمسيرة زاخرة بالعطاء والوفاء ومعاني الرجولة، وفاضت من القلوب أحاسيس الحب العميق، حب اكتنفه أبناء فصيل طلبة العدل والإحسان لإخوانهم الذين بدلوا زهرة شبابهم ثمنا للحرية والعدل والكرامة، ولأجل أن يكون للحركة الطلابية موضع قدم تحت الشمس في الساحة الجامعية.

كما حضر أشغال المؤتمر ثلة من قيادات جماعة العدل والإحسان على رأسهم الأستاذان فتح الله أرسلان الناطق الرسمي للجماعة وعبد الواحد المتوكل الأمين العام للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، والأستاذ عبد الكريم العلمي ممثلين عن مجلس الإرشاد، والأستاذان عبد الصمد فتحي وعبد الله الشيباني عن الأمانة العامة للدائرة السياسية وكذا الأستاذ حسن بناجح الكاتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان وعضو الأمانة العامة، إضافة إلى ممثلين عن مختلف مؤسسات الجماعة وقيادات طلابية سابقة.

فيما يلي ملخص لبعض فقرات برنامج المؤتمر:

اليوم الأول: الاثنين 14 دجنبر 2009

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31320_large.JPG

- جلسة الافتتاح:

افتتح المؤتمر أشغاله بجلسة الافتتاح التي تضمنت كلمات لمجموعة من القيادات والفعاليات. رحب ذ.ميلود الرحالي رئيس المؤتمر والمسؤول الوطني لفصيل طلبة العدل والإحسان في الكلمة الأولى بالمنتدبين عن المدن الجامعية وبكافة الضيوف، ليعرض بعد ذلك للأهداف والتطلعات الكبرى للمؤتمر ثم لبرنامجه ثم للسياق الذي يأتي فيه عقده، والذي أجمله في تطورات عدة على المستوى الدولي وعلى مستوى الأمة الإسلامية وكذا على الصعيد الوطني وما تشهده جماعة العدل والإحسان ثم على المستوى الطلابي والجامعي. بعد ذلك قدم قراءة في الشعار، والتي تحدثت عن عمق الفعل الطلابي الذي يعتبر تاريخيا ومتعدد الأبعاد حاضرا ومستقبلا، وعن الوفاء الذي هو روح هذا الفعل، وفاء باعتباره خصلة تربوية أخلاقية، وفاء للحركة الأم جماعة العدل والإحسان ولمرشدها الأستاذ عبد السلام ياسين، وفاء للوظيفة المجتمعية للحركة الطلابية، وفاء للجماهير الطلابية، وفاء لمعتقلي الحركة الطلابية الإثني عشر الذي عنون المؤتمر باسمهم "دورة المعتقلين الإثني عشر". والعطاء والإبداع في العطاء هو ثمرة هذا الوفاء.


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31323_large.JPG

لتتوالى بعد ذلك كلمات ضيوف المؤتمر والتي كانت على النحو التالي:

كلمة مجلس الإرشاد تفضل بها الأستاذ عبد الواحد المتوكل.
كلمةالأمانة العامة للدائرة السياسية ألقاها الأستاذ عبد الصمد فتحي.
كلمة التنظيم ألقاها نيابة عن الأخوة نقباء الجماعة الأستاذ سعيد حنكير.
كلمة قطاع الشباب ألقاها الأستاذ حسن بناجح الكاتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان.
كلمة قدماء القطاع ألقاها الأستاذ رشيد أوراغ.

ليكون مسك الختام مع كلمة باسم معتقلي العدل والإحسان المفرج عنهم ألقاها الدكتور محمد اللياوي.

- عرض التقرير العام لأداء القطاع:

تلا جلسة الافتتاح عرض التقرير العام لأداء الفصيل في المرحلة البينية للمؤتمر والذي شمل مجموعة من التطورات في الشأن الداخلي، وشمل على المستوى الخارجي استعراضا لجملة من الإنجازات في شتى مجالات الفعل الطلابي تصوريا وسياسيا ونضاليا وثقافيا، إضافة إلى أداء الفصيل داخل هياكل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، ثم لمجموعة من الأوراش كالإعلام والتكوين والعلاقات الخارجية وغيرها، كما تضمن التقرير الإشارة إلى بعض مجالات الفعل التي تقتضي مزيدا من العمل والعطاء.

- الورقة السياسية

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31318_large.JPG

تناولت الورقة السياسية مجموعة من التصورات الفكرية لفصيل طلبة العدل والإحسان، وعرضت للوضع السياسي المغربي والإكراهات المتحكمة فيه من جهة، والوظيفة السياسية للحركة الطلابية في هذا الخضم، وللبعد الدعوي لحركية الفصيل. كما عالجت جملة من قضايا النقابة والسياسة.

اليوم الثاني: الثلاثاء 15 دجنبر 2009

- الورقة النقابية

ثم تحديد الأهداف العامة والإجرائية للمرحلة المقبلة نضاليا وثقافيا وإعلاميا وكذا رسم الخطوط العريضة لكل من الجانب التكويني والتواصلي والتنظيمي. إضافة إلى إقرار جملة من المواقف على المستوى الجامعي والطلابي.

- الورقة التنظيمية

بعد تقييم أداء مؤسسات القطاع الطلابي لجماعة العدل والإحسان من خلال البناء التنظيمي صادق المؤتمرون على مجموعة من البنود قصد تقوية وتطوير البناء الهيكلي للفصيل استجابة لما تعرفه الجامعة من تقلبات وما تشهده جماعة العدل والإحسان من تطور تنظيمي.

- حفل تكريم قدماء الفصيل

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31322_large.JPG

عملا بقوله صلى الله عليه وسلم "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" شهدت أشغال المؤتمر تنظيم حفل تكريمي لقدماء الفصيل، حيث نقل مجموعة من القيادات الطلابية الوطنية السابقة في كلماتهم جموع المؤتمرين من حرارة النقاشات والمداولات إلى دفئ ذكريات الماضي، ذكريات الإنجازات السامقة والبطولات المشهودة، ذكريات تمتزج فيها لحظات الفرح والانتصارات بلحظات الصبر والثبات تحملا لهمجية المخزن وحملاته القمعية. وقد كانت هذه المناسبة احتفاءا بنخبة من أبناء الفصيل وأطره يتقدمهم الأستاذ محمد بنمسعود عضو المكتب الوطني الطلابي سابقا والكاتب العام ل أوطم وعدد من المناضلين السابقين.

- متفرقات

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31317_large.JPG

تدارس المؤتمرون كذلك مجموعة من الملتمسات الدعوية والتربوية وكذا ورقة العلاقات العامة، ولم تهدأ حركية المؤتمرين في التعارف والتواصل مع إخوانهم في شتى الجامعات تعميقا لأواصر الحب في الله ولتبادل الخبرات والتجارب إلا في أوقات التهجد بالليل وفي جلسات تلاوة القرآن وذكر الله تعالى.

- زيارة أعضاء مجلس الإرشاد:

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31319_large.JPG

زار المؤتمرين مساء هذا اليوم ذ. فتح الله أرسلان وذ. عبد الكريم العلمي عضوا مجلس إرشاد جماعة العدل والإحسان، و بعد أن تحدث ذ. فتح الله أرسلان عن أهمية المؤتمر وعمل الفصيل، تطرق إلى تطورات وإنجازات جماعة العدل والإحسان التي لم تفلح معها المحاولات اليائسة للنيل منها من طرف المخزن، بدءا بالمقاربات الأمنية والهجمات الوحشية، إلى حرب الدعاية وتطويق حرية التواصل، ثم إلى التضييق على مجالات التحرك التربوية والسياسية والاجتماعية وغير ذلك. وبعد نقاشات مستفيضة مع الحضور ختم ذ. فتح الله أرسلان بالحديث عن الأستاذ محمد العلوي رحمه الله الذي حلت ذكرى وفاته هذا الشهر، حيث قدَّم- وهو الذي رافقه منذ الصبا- إلى قيادة الفصيل شهادات في حقه وبعض من مناقبه وخصاله، كعلاقته بالله تعالى ولين جانبه وخدمته للناس وشدته في الحق وقوة جهاده.

وافتتح ذ. عبد الكريم العالمي كلمته عن بروز القضية الإسلامية في العالم في العقود الأخيرة وما فتحته من آفاق للإنسانية جمعاء، ليستخلص بعد ذلك دروسا من الهجرة النبوية التي نشرف على ذكراها بعد أيام في ضرورة الصدع بالحق وعدم الانزواء وترك الاتصال بالناس تحت الضغوط. وبعد أن قدم مجموعة من الوصايا التربوية وذكر بحقيقة تحركات جماعة العدل والإحسان بكونها جماعة دعوة تتوب إلى الله وتدعو الناس إلى التوبة وتخبر بأن هذه الدار التي لابد من التحرك فيها بأمر الله تعالى هي فانية وأن ما عند الله خير وأبقى، بعد ذلك طمأن الطلبة المؤتمرين عن أحوال ذ. بلقاسم التنوري الذي ما يزال يقبع في سجون الجور صابرا محتسبا تتوزع فقرات برنامجه اليومي بين مراجعة كتاب الله والعكوف على تحصيل العلم.

اليوم الثالث: الأربعاء 16 دجنبر 2009

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31321_large.JPG


- الورقة التعليمية:

بعد عرض المشروع والمناقشة، صادق المؤتمر على الورقة التعليمية التي قدمت بعد تشخيص الواقع التعليمي المغربي طروحات نقدية للمخطط الإستعجالي، وكذا موقف الفصيل منه الذي هو رفض هذه السياسات الفاشلة المخربة، لتختم بمجموعة من المقترحات العملية لتجنيب المنظومة التعليمية مزيدا من الانتكاسات.

- أوراق أخرى:

ثم كذلك التصديق على جملة من القرارات في ورقة القضية الفلسطينية وورقة التكوين وورقة الماستر والدراسات العليا.

- حفل تكريم الإخوان الأحد عشر المفرج عنهم:

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31314_large.JPG

اكتملت فرحة المؤتمرين بالتحاق باقي الإخوان المفرج عنهم، واستقبلوهم بنفس الحفاوة التي استقبلوا بها الأخوين ذ. العبدلاوي وذ. اللياوي في جلسة الافتتاح.


http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31315_large.JPG

وعلى منصة المؤتمر تناوب الإخوة المفرج عنهم في كلمات مؤثرة وشهادات خاصة عن سنين الاعتقال وما رافقها من محن ومنح، فقد كانت الجلسة مناسبة للإجابة عن كل ما يتعلق بالاعتقال السياسي في حقهم وكذا عزمهم على عدم التفريط في حقوقهم الدستورية، بالإضافة إلى باقي القضايا التي تتعلق بماضي ومستقبل وجودهم وحركتهم داخل الجماعة.

وقد شهدت قاعة المؤتمر تطويقا أمنا مشددا من طرف أجهزة المخابرات المغربية التي لا تزلا تحاصر كل تحرك لهؤلاء الأبطال.

- الختام:

وفي جو إيماني مهيب، غمرته عزائم الجهاد والنضال وهمم مشحوذة للمضي قدما في مسيرة البناء والتجديد، تداول المؤتمرون مجموعة من القضايا وعرضوا لتقييم الدورة ثم صادقوا على البيان الختامي. بعد استقرائه لشعار الدورة ونقله لبعض الأجواء التي عاشها المؤتمر، قدم البيان الختامي جملة من الخلاصات والمواقف على كل من المستوى الدولي والوطني والجامعي والتعليمي ليختتم بتجديد العهد على مواصلة الفعل في التاريخ وفاءا وعطاء.



يتبع ان شاء الله

عادل محسن
25-12-2009, 23:40
مقتطفات من كلمة قطاع الشباب في المؤتمر الثالث عشر للقطاع الطلابي

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31316_large.JPG

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة الإيمان والقرآن، الحمد لله على نعمة الجهاد في سبيله وصحبة أوليائه والتحاب فيه ونصرة دينه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وتابعيه بإحسان إلى يوم الدين.

أيها الإخوة الكرام، أيتها الأخوات الكريمات؛ أعضاء فصيلنا الطلابي المجاهد، بمناسبة انعقاد مؤتمركم، بل مؤتمرنا جميعا، الثالث عشر، أتقدم إليكم باسم جميع إخوانكم في قطاع الشباب بالشكر والتحية سائلين الحق سبحانه وتعالى أن تتكلل أشغال هذا المؤتمر بالنجاح والتوفيق.

إخواني أخواتي، إن مؤتمركم هذا يوقظ في الوجدان والعقل وكل الكيان مسيرة سنوات طويلة من الممارسة والبذل والعطاء، ويختزل الزمن في لحظة ويجمع الأمكنة في نقطة، ليعيد رواية ملاحم الجهاد والتضحيات الجسام لرجال تركوا بصماتهم، جيلا بعد جيل، في درب التأسيس والبناء ثم الإشعاع والعطاء، إنها ليست مجرد حكايات تتردد ولا ذكريات تتجدد، بل هي خلاصة ليال سمت فيها أرواح الرجال الرهبان على تراتيل سورة الأنفال، ونُهُرٍ تزاحمت فيها أجساد الرجال الفرسان في منعرجات الجهاد والعطاء، لينتقل المشعل بين الأيادي المتوضئة الطاهرة الصادقة الأمينة تبدع وتجدد لزمانها ومكانها حتى يظل المشعل وهَّاجاً ينير درب التائهين ويذود عن المستضعفين ويبطل خطط المفسدين. ﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نُضِيع أجر من أحسن عملا﴾ اليوم يصل المشعل إلى أياديكم، إرث وأي إرث تتشرفون بحمله، لا تسعه الساعات ولا الدقائق مقياسا، ولا تكفيه الدماء التي سالت ولا العظام التي هُشمت ولا السجون التي نُصِبَت أوصافا، إنما تعطيه حقه النيات الصادقة والقلوب الطاهرة التي تحمل همه في سويداء قلبها، تستشعر عظم المسؤولية، أمانة وأي أمانة، أنتم لها أهل وما وجودكم هنا إلا دليل على ذلك. وقد شكل خروج أحبتنا معتقلي القطاع من السجن، بعدما قضوا عقدين من الزمن، إثباتا حقيقيا على مدى وفاء طلبة العدل والإحسان لخط الجماعة، وشاهدا على أمانتهم، وتصديقا لنضالهم الحقيقي في الجامعة المغربية دفاعا عن حقوق الطلاب.

إن الشباب، والطلبة نخبتهم المثقفة الفاعلة، لا ينظر إليهم في الأنظمة المستبدة، مثل نظامنا المخزني، إلا باعتبارهم مصدرا للخطر، تحاك ضده المؤامرات وتصاغ من أجله المشاريع بغية تدجينه وتطويعه، ومن أكبر المؤسسات استهدافا الجامعات التي يراد لها أن تنتج متعلمين لكن مغتربين، والإنسان المغترب هو الذي لا يدرك حدود هويته وماهيته، فلا يحس بفاعليته ولا أهميته ولا يدرك وظيفته في الحياة، ويزداد اغترابه عن ذاته حين تواجهه حقائق الواقع بجميع تفاصيله، فلا هو قادر على الانخراط فيها ولا هو قادر على تطويعها ولا هو قادر على تغييرها، فلا يجد أمامه إلا خيار الهروب من واقعه كما هرب من ذاته، فيضيع في دهاليز رُسمت له بإتقان فيضيع ومعه تضيع الأمة وتنحصر آمالها. هكذا هي مساقات الشاب مصدر الخطر.

لكن في ذات الوقت إن الشباب، وفي مقدمتهم الطلبة، يمثل الأمل الأكبر في الانعتاق من ربقة الظلم والقهر، فجميع الدعاوى الإصلاحية قامت على جهود الشباب وأنجزت ما أنجزت بفضل تضحياتهم. إلا أن هذا الدور لا يستطيعه إلا الطليعة الشابة المتميزة التي تشبعت بروح المبادرة وتملكتها إرادة التغيير والتحرر واشرأبت آمالها إلى الغد الأفضل الذي تحفظ فيه كرامة الإنسان ودين الإنسان وحق الإنسان. طليعة متصالحة مع ذاتها راضية عنها سعيدة بها، تملك قدرات المواجهة والمدافعة. شباب بهذه النظرة الآفاقية وهذه القوة التنفيذية لا تنتجه مؤسسات منخورة ولا مناهج مبثورة ولا رذيلة منثورة ولا آمال مجرورة ولا قلوب مذعورة ولا إرادات مكسورة، إنما يضطلع بتأهيله وتربيته وإعداده أصحاب النداءات الحليمة والأحضان الرحيمة والمقاصد السليمة والهمم المتهممة واليقين الثابت. ﴿ أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها، كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون﴾ .

إنها مهمتكم، مهمة نشر الغاية السامية النبيلة التي من أجلها خلق الإنسان، غاية أقرها الله تعالى في كتابه العزيز ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ ، فحين تكون صلاة الطالب ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين يكون عبدا لله، حين يخضع خضوعا كاملا لمنهج الله وشرعه يكون عبدا لله، حين يعطي الولاء لله ولرسوله وللمومنين يكون عبدا لله، حين يحمل الأمانة التكليفية والرسالة الإسلامية إلى الناس يكون عبدا لله، حين ينطلق في أرجاء الأرض داعيا يكون عبدا لله، حين يقف في وجه الطاغوت ويقول كلمة حق ويعمل لإحقاقها يكون عبدا لله. فإن لم يقم لتحقيق هذه الغاية على وجهها الأكمل ولم يؤدها خير أداء فإنه مجرد همل ورقم من الأرقام، عبدا للطاغوت وللهوى واليأس والجمود والقنوط وكل شيء إلا الله.

إخواني الكرام أخواتي الكريمات،

قصدي من هذه الجولة معكم خارج أسوار الجامعة، أن يمتد نظركم، ونحن معكم، إلى فضاء أرحب، تعيشون فيه مع مآلات ومسارات كلمتكم الصادقة ودعوتكم الرحيمة ونضالكم القوي وسمتكم الراقي. حتى تدركوا، والأكيد أنكم تدركون ذلك، أنكم بنشاطكم وحيويتكم لا تسعون فقط لتطهير مياه الجامعات الآسن ولإفشال مخططات تدميرها الممنهج، إنما أنتم تصنعون رأيا وتخلفون آثار تعم كل الفضاءات المجتمعية والمواقع الجغرافية.

وأسأل الله الكريم الوهاب أن يكون جزاء كل ذلك بما يجود به سبحانه من وافر عطائه في الدنيا والآخرة لكل من ساهم في رسم هذه المسيرة النورانية بموقف أو كلمة أو شهادة أو دم أو ثبات في سجن أو حضن دافئ أو يد حانية، آمين آمين والحمد لله رب العالمين.



تاريخ النشر: الإثنين 21 دجنبر 2009

عادل محسن
25-12-2009, 23:52
مقتطفات من كلمة التنظيم بمناسبة انعقاد المؤتمر الثالث عشر لطلبة العدل والإحسان

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/31318_large.JPG

أيها الإخوة الأحبة والأخوات الكريمات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

وبعد،

فإنه -وفي مستهل هذه الكلمة- يسعدني أن أتوجه إليكم أصالةً عن نفسي، ونيابة عن إخوتكم في "التنظيم" بالشكر الجزيل على دعوتكم إيانا في افتتاح مؤتمركم الثالث عشر. الذي سيشكل -لا محالة- محطة مهمة لتجديد العزم، وتقويم المسار، والتسلح بالأدوات المنهجية السديدة لبناء رؤية مستقبلية عميقة في أصولها، متجددة في آفاقها وخياراتها المستقبلية.

ولعل أجمل وأسعد ما ميز مؤتمركم هذا، تزامنه مع الفرحة الكبرى بانقضاء المحكومية الظالمة لإخوتنا الأحد عشر من جيل التأسيس الذين بنوا الأمر فأحكموا البناء، ثم دفعوا زهرة عمرهم ثمنا للعزة والكرامة والرجولة في زمن التخاذل وبيع الذمم بأبخس الأثمنة.

ولا ننسى الجبل الشامخ الذي لازال يقبع وراء قضبان الظلم والاستبداد، عجل الله بفرجه، وأطلق سراحه ليعانق الحرية بكل عزة واطمئنان، الدكتور بلقاسم التنوري.

لهؤلاء جميعا نقف وقفة تعظيم وإجلال، ونبارك ثباتهم وصبرهم ومكابدتهم للصعاب، حتى تخرجوا بميزة الشرف العالي و الشموخ الإيماني من مدرسة الامتحان الإلهي.

فهنيئا لنا بإخوتنا الذين دونوا أسماءهم بمداد من فخر في سجل رجال هذه الجماعة المباركة، وخيبوا ظن من توهم أن الجماعة يمكن أن تساوَم، وأنه باعتقال جيل التأسيس ستنحبس أنفاس الفصيل وتذهب ريحه، ولكن يأبى الله جلت قدرته إلا أن يتم نوره ويصنع من الخلف ما تقر به أعين الجماعة من الأطر والقيادات الطلابية التي حملت المنار وأتمت المسار.

لقد أنجب قطاعكم المبارك، قياداتٍ متميزةً، ونماذجَ ساطعةً داخل الجماعة وخارجها في الفهم والسلوك والحركة، ولا تزال تستصحب معها رصيدا زاخرا من التجربة في التدافع، ودرجة كبيرة من الاحتكاك مع الآخر وقد تيسر له من الدعم والإمكانات ما لم يتيسر أعشار أعشاره لكم.

أحبتنا إنه لا غنى لنا ولكم عن الاستفادة من هذا الرصيد العظيم، وضمان استمرار حبل التواصل ممدودا بين الأجيال حتى لا نفقد الأصول من جهة، ونحافظ على الرصيد التاريخي من جهة أخرى، فنستشرف آفاقا مستقبلية واعدة.

نعم، أيها الإخوة الأحبة والأخوات الكريمات.

ثمة أصول لا نمل من التذكير بها لما لها من أهمية استراتيجية في تماسك البناء واستقامة الفهم، بدونها نزيغ عن الجادة ونفقد حقيقتنا وجوهرنا.

الصحبة والجماعة والذكر والصدق، شروط أساسية لدوام القوة المعنوية الدافعة نحو المعالي ومقاومة الواقع الآسن وكيد شياطين الإنس والجن.

المحبة والنصيحة والشورى والطاعة، أسس التماسك العضوي وسلامة الكيان الجماعي وإكسيرُ المناعة التنظيمية. الشورى والعدل والإحسان مبررات وجودنا، وعليها ينتظم سلم قيمنا وأولوياتنا.

ليست هذه المفاهيم شعارات تميزنا عن غيرنا فحسب، بل هي مقوماتٌ أساسية حيوية للتربية والتنظيم والزحف.

معاشر الإخوة والأخوات،

أنتم في خضَمٍّ تتجاذبكم فيه الكثير من الهموم والاهتمامات، وتواجهكم الكثير من التحديات التي لا يقوى على التصدي لها بنجاح إلا من تسلح بالأدوات التربوية والمعرفية والمنهجية الكفيلة بذلك، وكلها أمور في متناولكم، لما عرفتم به من تصميم العزم وسمو الهمم.

لقد نجح فصيلنا المبارك -بعد أن بلغ أشده واستوى عوده، وأرسى بناءه على قواعد متينة- في معركة إثبات الذات والكينونة شامة وسط الخصوم. إلا أن هذا لا يمنع من السعي إلى ابتكار بدائل جديدة لإعادة المعنى والنجاعة والجدوى إلى عملنا الطلابي.

أيها الأحباب.

معرفة الخصوم واستيعاب الواقع والآفاق، وانتهاز الفرص حسب الوسع، أسلحة فعالة نطرحها بين يدي مؤتمركم في أفق غد مشرق على بصيرة من الأمر. وعلى قصد السبيل وهو سبحانه ولي الصالحين.

أيها الإخوة والأخوات،

مد الجسور مع القطاعات التي تربطكم بها صلة المجال، وخصوصا قطاع التلاميذ وقطاع التعليم العالي، وغيرهما سيشكل لكم ملاذا مهما لالتماس المشورة خصوصا في جانب التوجيه الدراسي والمستقبل المهني، فلا غنى لنا عن ربط الحاضر بالماضي من جهة، وضمان موطإ قدم راسخة في الآفاق المستقبلية من جهة أخرى.

وفقكم الله في سعيكم المبارك هذا ورزقكم فيه سعة الفهم وقوة العزم وحفظكم بعنايته ورعايته إنه ولي ذلك والقادر عليه.

﴿والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين﴾صدق الله العظيم.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرباط في 27 ذو الحجة 1430 الموافق ل14 دجنبر 2009.


تاريخ النشر: الإثنين 21 دجنبر 2009

عادل محسن
25-12-2009, 23:55
بـيـان صادر عن المؤتمر الوطني الثالث عشر



بسم الله الرحمن الرحيم
جماعة العدل والإحسان

بتوفيق منه تعالى، وتحت شعار "طلبة العدل والإحسان: فعل في التاريخ متجدد، روحه الوفاء وقوامه العطاء" عقد القطاع الطلابي لجماعة العدل والإحسان بمدينة سلا أيام 26،27 و28 ذي الحجة 1430هـ الموافق لـ14، 15 و16 دجنبر 2009، المؤتمر الوطني الثالث عشر تحت اسم "دورة المعتقلين الإثني عشر"، وقد كان اختيار هذا الشعار وهذا العنوان فرحا بخروج معتقلي فصيل طلبة العدل والإحسان، معتقلي الحركة الطلابية، معتقلي الكرامة والعزة والرجولة، من سجون الجبر، كما تم اختيار الشعار وفاءا لهؤلاء الأبطال الأشاوس الذي سجل التاريخ بمداد الفخر ثباتهم وصمودهم وتقديمهم برهان صدق طلبة العدل والإحسان، بل أعطوا مثالا لكل أحرار العالم، إذ لم تفلح سنوات الاعتقال العجاف، رغم طول السنين وقساوة السجان، في أن تخضع إراداتهم المتوثبة أو أن تنال من هممهم السامقة، فعادوا، بفضل من الله تعالى، بقرآن يملأ صدورهم وعلم يشع نوره من عقولهم وشواهد تشهد علو رايتهم.. وخاب سعي الظالمين وباءوا بالخسران المبين.

تزيت قاعة المؤتمر التي نزل بها مؤتمرون عن كل المدن الجامعية بحضور جل معتقلي العدل والإحسان الاثنى عشر المفرج عنهم باستثناء الأخ بلقاسم التنوري -عجل الله بالإفراج عنه- الذي مازال في السجن شاهدا على ظلم المخزن وجوره، وكذا بحضور نخبة من قيادات الجماعة على رأسهم الأستاذ فتح الله أرسلان والأستاذ عبد الواحد المتوكل الأمين العام للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان والأستاذ عبد الكريم العلمي ممثلين عن مجلس الإرشاد، والأستاذان عبد الصمد فتحي وعبد الله الشيباني عن الأمانة العامة للدائرة السياسية وكذا الأستاذ حسن بناجح الكاتب الوطني لشبيبة العدل والإحسان وعضو الأمانة العامة، إضافة إلى ممثلين عن مختلف مؤسسات الجماعة و قيادات طلابية سابقة، أشادوا في كلماتهم بالدور الريادي لفصيل طلبة العدل والإحسان بالساحة الجامعية وبما قدمه أعضاؤه من تضحيات جسام خدمة لقضايا الطلاب والجامعة، كما عرضوا لجملة من القضايا الراهنة على كافة المستويات السياسية الوطنية والدولية مذكرين بمجموعة من الثوابت المنهاجية في التربية والدعوة والسياسة.

لتنطلق بعد ذلك في أجواء تملؤها المحبة في الله والتناصح والتشاور أشغال المؤتمر، حيث انكب الحاضرون على مدارسة مشاريع الأوراق والقرارات المعروضة للنقاش والتصويت والتي شملت مختلف القضايا الطلابية والجامعية والوطنية، من أهمها:

التقرير العام لأداء القطاع، الورقة السياسية، الورقة النقابية، الورقة التنظيمية، الورقة التعليمية، ورقة العلاقات العامة إضافة إلى جملة من الملتمسات شملت قضايا دعوية وتربوية وتكوينية.

وفي مستهل الأشغال وجه المؤتمر رسالة محبة ووفاء إلى الوالد الكريم والمرشد الحبيب الأستاذ عبد السلام ياسين وإلى الأحبة في مجلس الإرشاد شاكرين لهم حسن صنيعهم و دفئ احتضانهم و جميل نصحهم وإرشادهم.

وبعد نقاشات معمقة لواقع العمل الطلابي ودراسات مستفيضة لآفاقه المستقبلية كان من بين ما خلص إليه المؤتمر:

على المستوى الدولي:
تظل دواليب الإنتاج والاستهلاك و دواليب تسيير أمر العالم تدور في دائرة الاستكبار العالمي، تستعبد الإنسانية وتلتهم وجودها وخيرات أرضها لتوشم ثلاثة أرباع المعمور بالفقر و الفساد و الجهل و المرض والظلم وسلب الأرض و الحياة. واقع يرخي بظلاله القاتمة على أمة الإسلام التي هي جزء من مستضعفي العالم ليستمر فيها نزيف جراح العقود و تعاد في أطرافها كرات الكيد والحروب، فمن فلسطين العزة، قدسها وغزتها والضفة، وشهدائها و الأسرى و العودة، إلى عراق العراقة فأفغانستان والصومال والسودان وباقي البلدان الإسلامية المتكالب عليها، ومن سلم منها من الاحتلال العسكري والعقوبات الدولية فليس بمنأى عن الاستعمار بوساطة القائد الأوحد والحزب الأوحد والرأي الأوحد، ولا عن الغزو الثقافي، ولا عن مرمى حراب السلعة والصورة والإملاءات. لتطلع علينا عاصمة الديمقراطية الدولية سويسرا في شهر حقوق الإنسان باستفتاء شعبي لحظر المآذن، ما يفتح إجراؤه و نتائجه الباب على مصراعيه أمام استفحال التضييق والميز العنصري ضد المسلمين بأوروبا، لتضاف هذه الهجمة إلى مسلسل محاربة الوجود الإسلامي بالغرب التي كان من أبرزها في السنوات الأخيرة الإساءات إلى الشخص الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وحظر الحجاب...

في ظل هذا الاستعراض وجه جموع المؤتمرين تحياتهم الحارة إلى أبطال المقاومة و الممانعة، شهداء وأسرى ومرابطين، وإلى كافة القوى التحررية. كما استنكروا العدوان على الأمم المستضعفة وتواطؤ المنتظم الدولي وتخاذل النظم العربية والإسلامية وتهافتها على التطبيع مع الكيان الصهيوني، والذي سجل بكل أسف وبكل شجب في هذا السياق، جريمة استقبال مجرمة الحرب تسيبي ليفني من طرف السلطات المغربية.

على المستوى الوطني:
سجل المؤتمر بأسف شديد حالة التردي الخطيرة التي وصلت إليها الأوضاع السياسية والحقوقية والاجتماعية والاقتصادية والتربوية في المغرب بفعل السياسات المخزنية والحلول الترقيعية وما يصاحبهما من بهرجة إعلامية و انكباب على إطفاء جذوة الوعي لدى الشعب المغربي، ما يزيد من ألم ومعاناة وانسداد الأفق لمختلف فئات الشعب.

وقد اتضح الأمر بكل قتامته للجميع في الداخل والخارج، وأصبح المغرب يتبوأ صدارة التقارير الدولية التي ترصد تخلف الشعوب وتصف فسادها في مختلف المجالات من تفش للرشوة وقمع للحريات ومصادرة للرأي، وما الاستهداف الخطير للصحافة في الآونة الأخيرة إلا علامة من علامات الخراب السياسي، بل وطالت حالة الانحطاط حتى المجالات الفنية والإعلامية والرياضية في غياب تام لمساءلة المسؤولين ومحاسبة المفسدين.

وخلاصة القول أن الاستبداد السياسي والجشع الاقتصادي إضافة إلى خراب الذمم -إلا من رحم الله- شكلت ثلاثية مهلكة أتت على أخضر هذا الوطن الحبيب ويابسه، هذا ليس مبالغة ولا امتهانا لتهويل الأمور فلسنا من هواة رسم اللوحات السوداء، بل هي المعطيات صادمة والمؤشرات والنتائج و مآلات الأمور.

أمام هذه الأوضاع دعا المؤتمر كما القوى السياسية وكل الضمائر الحية بهذا البلد الحبيب إلى الدخول في حوار حقيقي والتوافق على أرضية مشتركة لإخراج البلد من حالة الانحطاط والتردي التي تتفاقم يوما عن يوم، كما طالب المؤتمر بضرورة وقف مسلسل القمع والحصار ووضع حد نهائي لملف الاعتقال السياسي عموما ولملف الأستاذ عمر محب بصفة خاصة.

على المستوى الجامعي:
1- حيى المؤتمر كل أبناء وبنات القطاع الطلابي لجماعة العدل والإحسان على مجهوداتهم الجبارة وتفانيهم في خدمة الطلاب والدفاع عن مصالحهم ووقوفهم الصامد في طليعة المناهضين للظلم المسلط على الطلاب والجامعة.

2ـ ثمن المؤتمر عمل هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وعلى رأسها لجنة التنسيق الوطني، وعبر عن استعداده الكامل لمواصلة دعم حركتها لخدمة المصلحة الطلابية العليا.

3ـ استنكر المؤتمر أحداث العنف التي شهدتها عدد من الجامعات مؤكدا على رفض كل أشكاله مهما تنوعت دواعيه ومسبباته ومحملا المسؤولية الأخلاقية والسياسية لكل طرف يساهم في إشعال فتيل الصراعات الطلابية-الطلابية.

وفي هذا السياق نوه المؤتمر بمبادرة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في شخص الكتابة العامة للتنسيق الوطني الهادفة إلى ترسيخ ثقافة الحوار في الجامعة وأكد استعداد الفصيل الكامل للانخراط في كل مبادرة جادة من هذا القبيل، داعيا الفصائل الطلابية إلى الترفع عن الحسابات الضيقة وتدشين حوار حقيقي لإخراج الجامعة من أثون العنف وتأسيس جبهة طلابية لمناهضة الإفساد المخزني للجامعة.

4 - إدانتنا للتدهور الخطير الذي تعرفه الوضعية الاجتماعية التي يعيشها الطالب المغربي لاسيما في ظل: محدودية الطلبة المستفيدين من المنحة، وجمود قدرها رغم الوعود المتكررة بالزيادة فيها، ثم التأخر الممنهج في صرفها. إضافة إلى تنامي مشكل النقل الجامعي بشكل ملفت للنظر، ومشاكل السكن الجامعي الذي لا يغطي سوى 12 في المائة من الطلبة الآفاقيين، مما يجعل من عشرات الآلاف منهم لقمة سائغة للمضاربين وسماسرة الكراء.

5- استنكرنا الشديد سياسات القمع والحصار التي تستهدف النضال الطلابي و إدانتنا طرد المناضلين و التضييق على أنشطة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، و تأكيدنا أن مقاربة المخزن الجامعة والحركة الطلابية بالمنطق الأمني لن يوقف زحف النضال الطلابي ولن يثنينا عن الاستمرار في الفعل والوفاء والعطاء الذي رفعناه شعارا لمؤتمرنا.

وفي الشأن التعليمي:
تفصح مجموعة من الأرقام الرسمية و غير الرسمية و مجموعة من التصنيفات الدولية و الواقع الذي يخبرك أن ما تعيشه لا ما تسمعه عن الوضع المتأزم للشأن التعليمي.

- نسبة الاكتظاظ مرتفعة في المؤسسات الجامعية ذات الولوج المفتوح؛ إذ تصل نسبة استعمال القدرة الاستيعابية 167 % في مؤسسات الآداب (يشكل طلابها 31.51 % من العدد الإجمالي للطلاب)، وتصل 143% في مؤسسات الحقوق والاقتصاد (يشكل طلابها 42.83 % من العدد الإجمالي للطلاب).

- خصاص كبير في التأطير البيداغوجي لاسيما بعد عملية المغادرة الطوعية الأخيرة.

- ضعف البنية التحتية وغياب الشروط المادية لتنزيل الإصلاح على علاته، وفشل الجامعة في الانفتاح على محيطها.

أزمة أقر الخاص والعام بها وبما أنتجته من تدهور للجودة والإنتاجية في كل أسلاك التعليم وانسداد الأفق للمتخرجين، لتطلع علينا الدولة بعد الاعترافات بالفشل التي لم يتلوها أبسط ما يتلو عامة المشاريع من التقييم والتقويم و المساءلة، -فما الحال بورشة عليها بناء الأمة و الدولة- بالمخطط الاستعجالي، برنامج جاء كسابقه في سياق نجمل القول عنه في تأسيسه على غير إرادة حقيقية للتغيير وعلى غير مقومات شعبنا الوطنية والعربية والإسلامية، وفي مضمون يحمل إلى جانب مشاريع طموحة أهداف خطيرة للإجهاز على المنظومة التعليمة.

إن النصر للحق مهما بلغت سطوة الباطل، وإن مبادئ العدل والكرامة والحرية تعلو خفاقة يبلج صبحها مهما غاص ليلها في دلج الظلم، ولن تحجبها غشاوة المخزن مهما بلغت وحشيته. وإن للرجولة والرشد في زمن الاستخفاف ثمنا باهظا عرفنا قدره واسترخصناه في سبيل الله، وفي سبيل إحقاق الحقوق الطلابية والدفاع عنها شعارنا في ذلك وفاء وعطاء.


والحمد لله رب العالمين.


تاريخ النشر: الإثنين 21 دجنبر 2009

عادل محسن
26-12-2009, 00:02
رسالة أعضاء المؤتمر 13 للفصيل إلى الأستاذ المرشد عبد السلام ياسين

بسم الله الرحمن الرحيم
القطاع الطلابي لجماعة العدل والإحسان
المؤتمر الوطني


الوالد المرشد الحبيب، سيدي عبد السلام ياسين حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسعد أبناءك وبناتك من طلبة العدل والإحسان، المجتمعين في المؤتمر الطلابي الوطني الثالث عشر، أن يرفعوا إليكم هذه البرقية لنعرب فيها عما يملأ قلوبنا من معاني الحب في الله والولاء لله، ولتحمل إليكم منا بعض ما يخالج صدورنا من شوق وود، شوق فلذات الأكباد وودهم للوالد الكريم.

فإن كنا قد بادرنا في مؤتمرنا هذا إلى مراسلتكم، فهذا بعض من الوفاء الذي زرعته في قلوبنا. وإن كنا نتحدث إليكم في هذا المقام عبر الوسيط (المكتوب) فهذا حال من لاذ بالحبر ليروي بعض ظمأ الشوق إلى مجالستكم.

والدنا الحبيب

لقد كانت رسائلكم وكلماتكم في مؤتمراتنا السابقة صفحا عن تقصيرنا وبركة في جهودنا وبوصلة لأعمالنا وزادا لقلوبنا وشحذا لهممنا وتوقدا لعزائمنا، وها نحن اليوم نستجمع في القلب كل ما توجهت به إلينا لنعلن إعلان المفتقر إلى مولاه والمتوكل على خالقه أننا عزمنا عزما أكيدا أن يكون عربون وفائنا لمحبتكم عطاء متجدد تقر به عين المومنين ويغيض الحاقدين.

مرشدنا الحبيب

في أجواء الحب في الله والتناصح والتشاور، عقدنا مؤتمرنا الطلابي هذا، حيث جددنا العزم على مواصلة الجهاد دعوة للطالب والطالبة إلى الله تعالى ودفعا للباطل في الجامعة والأمة رغم ما يكتنف ساحاتنا من ألغام يرعاها دعاة على أبواب جهنم. وقد كان المؤتمر فرصة للقاء الإخوة الأوفياء الذين أدوا عنا ضريبة الجهاد وفدونا بزهرة شبابهم، كما أفاء الله علينا فيه بمجالسة ثلة من ذوي السابقة يتقدمهم الأحبة في مجلس الإرشاد حيث تنسمنا منهم عبق الصحبة والجماعة وتشربنا من دفئ حضنهم معاني الافتقار إلى المولى عز وجل والمسارعة إلى رفع الغمة عن أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم.

ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يحظى عملنا برضاكم مرشدنا الحبيب، وأن تكنفوه باستمرار رعايتكم وتتفضلوا عليه بصالح دعائكم، كما ندعوه عز وجل أن يبارك لنا في عمركم وينعم علينا بمجالستكم في أقرب الآجال.


أبناؤك وبناتك المؤتمرون
سلا في 28 ذي الحجة 1431 موافق لـ16 دجنبر 2009


تاريخ النشر: الإثنين 21 دجنبر 2009