عادل محسن
01-01-2010, 23:41
في الذكرى الستين لاغتيال الإمام البنا
الإمام البنا والأستاذ ياسين: دراسة مقارنة 1/4
بقلم: خالد العسري
الإمام البنا ينسج على غير منوال
"ويح مصر! وإخوتي أهل مصر مما يستقبلون جزاء ما اقترفوا، فقد سفكوا دم ولي من أولياء الله! ترى أين يكون الأولياء إن لم يكن منهم، بل في غرتهم، حسن البنا؟!" تعليق الأمير عبد الكريم الخطابي على خبر اغتيال الإمام البنا رحمهما الله.[1]
ابن الزاوية الحصافية
ماذا لو نبغ من الزاوية الصوفية رجل فاقتنع أن العمل السياسي يجب ألا يظل قارة محتكرة من قبل أحزاب لا تقيم للدين كبير وزن؟ ما يكون مشروعه من أجل الحفاظ على صفاء التربية الصوفية، التي تجعل من أولى غاياتها بلوغ أعلى درجات القرب من الرحمن الرحيم، في تنظيم حديث تكون له القدرة والفاعلية في الواقع من خلال دراية التحرك وسط شرائح المجتمع المتباينة؟ ثم ما تكون الأسبقية في التنظيم المستحدث: لمعاني الصحبة والطاعة المتوارثة عن نظام الزاوية، أم لمعاني الاختلاف وتنوع الآراء وقيم الديمقراطية المستقاة من التنظيم الحزبي الحداثي؟
لقد ارتبط في أذهان المسلمين وسلوكاتهم أن الزاوية لازمة ضرورية من لوازم سلوك مدارج التصوف، وأن الاحتفاظ بمضامين التصوف يستحيل وسط بناء تنظيمي مستقدم من الغرب؛ حتى نبغ في المشرق رجل استطاع الجمع بين التربية الإحسانية العلية؛ والفكر الوقاد الثاقب؛ والتنظيم الجماهيري الحديث القوي، وهي خصال وأعمال قلما ينبغ فيها الرجال وهي مفردة، لكنها اجتمعت في شخصية الإمام حسن البنا بناء صرح الحركة الإسلامية المعاصرة، ومجدد الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري.
لعل أكبر معضلة استطاع الرجل تجاوزها تمثلت في قدرته على تكييف التربية الصوفية السَّنية في تنظيم بني على شاكلة التنظيم الحزبي الحديث، وقد وفقه الله عز وجل على جعل أذكار "المأثورات" و"الوظيفتين الصغرى والكبرى" زاد السالكين المجاهدين في جماعته، كما استفاد أهل السابقة في تنظيمه من صحبته، فكان لذلك أبلغ الأثر في تربيتهم الربانية.
إن مرجع ذلك أن الإمام البنا وقف موقفا مخالفا لما درج عليه أعلام السلفية من الطرق والزوايا، فلم ير فيها شرا ينبغي اجتثاته، بل ثروة تربوية نيرة يجب الإفادة منها بعد إصلاحها، قال في مذكراته: "ولا شك أن الأخذ بقواعد التصوف في ناحية التربية والسلوك له الأثر القوي في النفوس والقلوب، ولكلام الصوفية في هذا الباب صولة ليست لكلام غيرهم من الناس، ولكن هذا الخلط أفسد كثيرا من هذه الفوائد وقضى عليها. ومن واجب المصلحين أن يطيلوا التفكير في إصلاح هذه الطوائف من الناس، وإصلاحهم سهل ميسور، وعندهم الاستعداد الكامل له، ولعلهم أقرب الناس إليه لو وجهوا نحوه توجيها صحيحا" [2].
إن الرجل إن تحدث عن الكنوز التربوية الدفينة في الطرق والزوايا فعن خبرة وتجربة، فالرجل من غرس الطريقة الحصافية، التزم أذكارها ومجالسها مذ صباه، يحكي فيقول: "وكنت مواظبا على حضور درس الشيخ زهران رحمه الله بين المغرب والعشاء، فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل وروحانيتها الفياضة، وسماحة هؤلاء الذاكرين من شيوخ فضلاء وشباب صالحين، وتواضعهم لهؤلاء الصبية الصغار الذين اقتحموا عليهم مجلسهم ليشاركوهم ذكر الله تبارك وتعالى، فواظبت عليها هي الأخرى" [3].
لقد غدا اليافع مواظبا على "الوظيفة الزروقية صباحا ومساء، وزادني بها إعجابا أن الوالد قد وضع تعليقا لطيفا جاء فيه بأدلة صيغها جميعا تقريبا من الأحاديث الصحيحة" [4]، وأصبح أمل الشاب اللقاء بالشيخ وصحبته والتلقي عنه، حتى التقاه وعمره تسعة عشر عاما "حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه، وأذنني بأدوارها ووظائفها" [5]، وقد ترك البنا في شيخه شهادة يمتن له فيها بحسن تربيته له، نقتطف منها قوله: "وجزى الله عنا السيد عبد الوهاب خير الجزاء، فقد أفادتني صحبته أعظم الفائدة، وما علمت عليه في دينه وطريقه إلا خيرا" [6].
البنا والتحول العميق
وانتقل الشاب من دمنهور إلى القاهرة ليباشر أولى حصصه في وظيفة التعليم، "وحيث المقر الرسمي لشيخنا السيد عبد الوهاب الحصافي" [7]، وكان حسن البنا يجد "متعة كبرى في (الحضرة) عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ الحصافي، ثم في كثير من ليالي الأسبوع في منزل الخليفة الأول للشيخ الحصافي (...) وهكذا كانت حياتي العلمية والعملية والروحية مستقرة لا يعكرها شيء والحمد لله" [8].
تذكرنا هذه الصفحات من حياة الإمام البنا بحياة علامتنا المختار السوسي رحمهما الله، والذي كانت هو أيضا حياته العلمية والروحية مستقرة حتى التقى بأبي شعيب الدكالي رحمه الله، وانتقل إلى مدينة فاس، عاصمة المغرب العلمية، ليستبدل "فكرا بفكر" كما قال، وليتمكن من الانفتاح على واقع الناس الهائج المائج عوض الاكتفاء بالقعود في زوايا الذكر مستحليا مجالسها، ناسيا آلام أمته، وهو واقع سينفتح الإمام البنا على شبيهه أشد ما يكون الانفتاح في العاصمة المصرية ليصدم بمظالمه، وبأصوات الإلحاد والإباحية التي تهجم على قيم المجتمع بخيلها ورجلها، بينما تقف الدعوة الإسلامية خجولة محتشمة، تهمس حتى لا تكاد تبين، وقد هدها ما فعله أتاتورك ب"الخلافة" في تركيا المسلمة.
لم يعد يهدأ للإمام البنا بال في تلك الفترة، وهو يرقب خفوت صوت المعسكر الإسلامي، نقرأ في مذكراته: "وصرت أرقب هذين المعسكرين: فأجد معسكر الإباحية والتحلل في قوة وفتوة، ومعسكر الإسلامية الفاضلة في تنقص وانكماش. واشتد بي القلق حتى إني لأذكر أنني قضيت نحوا من نصف رمضان من هذا العام في حالة أرق شديد، لا يجد النوم إلى جفني سبيلا من شدة القلق والتفكير في هذه الحال" [9].
حاول البنا أن يبحث عن مسعف من حوله، ينتصر معه لعدل تيتم في وطنه، وينازل معه ظلما طالت سطوته وظلمته، فكان أول توجهه لرجال الزاوية الذين خبرهم وخبروه، ورأى أنما النقص يأتيهم من عدم تهممهم بالشأن العام، فإن فعلوا كانوا أقرب إلى الكمال. لكنه صدم بإجاباتهم، والتي صاغها له أحدهم في بيت شعري يوجز منهجهم في الحياة:
وما أبالي إذا نفسي تطاوعني **** على النجاة، بمن قد مات أو هلكا
ولكن البنا أصبح غير الذي كان، وما عاد همه خويصة نفسه، كما أن فقهه اتسع فعلم أنما اجتهاد الصوفية في التربية فرع، وأن التربية النبوية هي الأصل، وقد كانت تربيته صلى الله عليه وسلم جامعة متهممة بكل الإنسان وبكل ما يحيط به، فوجب رد الفرع إلى الأصل، وذاك ما استشرفه البنا من خلال سعيه لبناء جماعة "قوامها العلم والتربية والجهاد" [10]، فكان تأسيس جماعة "الإخوان المسلمين" إيذان فراق مع الزاوية الحصافية.
يقول البنا: "واستمرت صلتنا على أحسن حال بشيخنا السيد عبد الوهاب حتى أنشئت جمعيات "الإخوان المسلمين" وانتشرت، وكان له فيها رأي ولنا فيها رأي، وانحاز كل إلى رأيه. ولا زلنا نحفظ للسيد ـ جزاه الله عنا خيرا ـ أجمل ما يحفظ مريد محب مخلص لشيخ عالم عامل تقي، نصح فأخلص النصيحة، وأرشد فأحسن الإرشاد" [11].
لقد بدأت صفحة جديدة في حياة البنا ،وحياة الأمة الإسلامية، من خلال نقلته من زاوية التربية والقعود، إلى بناء أولى لبنات التنظيم الإسلامي المعاصر الجامع لهموم التربية والجهاد.
لقد كان في ذلك من السابقين الأولين، فكل من نسج على منواله من بعده فهو من حسناته. رحمه الله وأجزل له الثواب، ورزقه صحبة سيد الأحباب، بفضل الله الملك الوهاب.
تاريخ النشر: الخميس 24 دجنبر 2009
-----------------------------------------
[1] سعيد حوى: المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين. ص 193.
[2] حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية. ص: 22 ـ 23.
[3] المرجع نفسه. ص: 15.
[4] المرجع نفسه. ص:16.
[5] المرجع نفسه. ص: 19.
[6] المرجع نفسه. ص: 20.
[7] المرجع نفسه. ص: 37.
[8] المرجع نفسه. ص: 41 ـ 42.
[9] المرجع نفسه. ص: 51.
[10] المرجع نفسه. ص: 67، وانظر أيضا ص: 23.
[11] المرجع نفسه. ص: 21.
الإمام البنا والأستاذ ياسين: دراسة مقارنة 1/4
بقلم: خالد العسري
الإمام البنا ينسج على غير منوال
"ويح مصر! وإخوتي أهل مصر مما يستقبلون جزاء ما اقترفوا، فقد سفكوا دم ولي من أولياء الله! ترى أين يكون الأولياء إن لم يكن منهم، بل في غرتهم، حسن البنا؟!" تعليق الأمير عبد الكريم الخطابي على خبر اغتيال الإمام البنا رحمهما الله.[1]
ابن الزاوية الحصافية
ماذا لو نبغ من الزاوية الصوفية رجل فاقتنع أن العمل السياسي يجب ألا يظل قارة محتكرة من قبل أحزاب لا تقيم للدين كبير وزن؟ ما يكون مشروعه من أجل الحفاظ على صفاء التربية الصوفية، التي تجعل من أولى غاياتها بلوغ أعلى درجات القرب من الرحمن الرحيم، في تنظيم حديث تكون له القدرة والفاعلية في الواقع من خلال دراية التحرك وسط شرائح المجتمع المتباينة؟ ثم ما تكون الأسبقية في التنظيم المستحدث: لمعاني الصحبة والطاعة المتوارثة عن نظام الزاوية، أم لمعاني الاختلاف وتنوع الآراء وقيم الديمقراطية المستقاة من التنظيم الحزبي الحداثي؟
لقد ارتبط في أذهان المسلمين وسلوكاتهم أن الزاوية لازمة ضرورية من لوازم سلوك مدارج التصوف، وأن الاحتفاظ بمضامين التصوف يستحيل وسط بناء تنظيمي مستقدم من الغرب؛ حتى نبغ في المشرق رجل استطاع الجمع بين التربية الإحسانية العلية؛ والفكر الوقاد الثاقب؛ والتنظيم الجماهيري الحديث القوي، وهي خصال وأعمال قلما ينبغ فيها الرجال وهي مفردة، لكنها اجتمعت في شخصية الإمام حسن البنا بناء صرح الحركة الإسلامية المعاصرة، ومجدد الإسلام في القرن الرابع عشر الهجري.
لعل أكبر معضلة استطاع الرجل تجاوزها تمثلت في قدرته على تكييف التربية الصوفية السَّنية في تنظيم بني على شاكلة التنظيم الحزبي الحديث، وقد وفقه الله عز وجل على جعل أذكار "المأثورات" و"الوظيفتين الصغرى والكبرى" زاد السالكين المجاهدين في جماعته، كما استفاد أهل السابقة في تنظيمه من صحبته، فكان لذلك أبلغ الأثر في تربيتهم الربانية.
إن مرجع ذلك أن الإمام البنا وقف موقفا مخالفا لما درج عليه أعلام السلفية من الطرق والزوايا، فلم ير فيها شرا ينبغي اجتثاته، بل ثروة تربوية نيرة يجب الإفادة منها بعد إصلاحها، قال في مذكراته: "ولا شك أن الأخذ بقواعد التصوف في ناحية التربية والسلوك له الأثر القوي في النفوس والقلوب، ولكلام الصوفية في هذا الباب صولة ليست لكلام غيرهم من الناس، ولكن هذا الخلط أفسد كثيرا من هذه الفوائد وقضى عليها. ومن واجب المصلحين أن يطيلوا التفكير في إصلاح هذه الطوائف من الناس، وإصلاحهم سهل ميسور، وعندهم الاستعداد الكامل له، ولعلهم أقرب الناس إليه لو وجهوا نحوه توجيها صحيحا" [2].
إن الرجل إن تحدث عن الكنوز التربوية الدفينة في الطرق والزوايا فعن خبرة وتجربة، فالرجل من غرس الطريقة الحصافية، التزم أذكارها ومجالسها مذ صباه، يحكي فيقول: "وكنت مواظبا على حضور درس الشيخ زهران رحمه الله بين المغرب والعشاء، فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل وروحانيتها الفياضة، وسماحة هؤلاء الذاكرين من شيوخ فضلاء وشباب صالحين، وتواضعهم لهؤلاء الصبية الصغار الذين اقتحموا عليهم مجلسهم ليشاركوهم ذكر الله تبارك وتعالى، فواظبت عليها هي الأخرى" [3].
لقد غدا اليافع مواظبا على "الوظيفة الزروقية صباحا ومساء، وزادني بها إعجابا أن الوالد قد وضع تعليقا لطيفا جاء فيه بأدلة صيغها جميعا تقريبا من الأحاديث الصحيحة" [4]، وأصبح أمل الشاب اللقاء بالشيخ وصحبته والتلقي عنه، حتى التقاه وعمره تسعة عشر عاما "حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه، وأذنني بأدوارها ووظائفها" [5]، وقد ترك البنا في شيخه شهادة يمتن له فيها بحسن تربيته له، نقتطف منها قوله: "وجزى الله عنا السيد عبد الوهاب خير الجزاء، فقد أفادتني صحبته أعظم الفائدة، وما علمت عليه في دينه وطريقه إلا خيرا" [6].
البنا والتحول العميق
وانتقل الشاب من دمنهور إلى القاهرة ليباشر أولى حصصه في وظيفة التعليم، "وحيث المقر الرسمي لشيخنا السيد عبد الوهاب الحصافي" [7]، وكان حسن البنا يجد "متعة كبرى في (الحضرة) عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ الحصافي، ثم في كثير من ليالي الأسبوع في منزل الخليفة الأول للشيخ الحصافي (...) وهكذا كانت حياتي العلمية والعملية والروحية مستقرة لا يعكرها شيء والحمد لله" [8].
تذكرنا هذه الصفحات من حياة الإمام البنا بحياة علامتنا المختار السوسي رحمهما الله، والذي كانت هو أيضا حياته العلمية والروحية مستقرة حتى التقى بأبي شعيب الدكالي رحمه الله، وانتقل إلى مدينة فاس، عاصمة المغرب العلمية، ليستبدل "فكرا بفكر" كما قال، وليتمكن من الانفتاح على واقع الناس الهائج المائج عوض الاكتفاء بالقعود في زوايا الذكر مستحليا مجالسها، ناسيا آلام أمته، وهو واقع سينفتح الإمام البنا على شبيهه أشد ما يكون الانفتاح في العاصمة المصرية ليصدم بمظالمه، وبأصوات الإلحاد والإباحية التي تهجم على قيم المجتمع بخيلها ورجلها، بينما تقف الدعوة الإسلامية خجولة محتشمة، تهمس حتى لا تكاد تبين، وقد هدها ما فعله أتاتورك ب"الخلافة" في تركيا المسلمة.
لم يعد يهدأ للإمام البنا بال في تلك الفترة، وهو يرقب خفوت صوت المعسكر الإسلامي، نقرأ في مذكراته: "وصرت أرقب هذين المعسكرين: فأجد معسكر الإباحية والتحلل في قوة وفتوة، ومعسكر الإسلامية الفاضلة في تنقص وانكماش. واشتد بي القلق حتى إني لأذكر أنني قضيت نحوا من نصف رمضان من هذا العام في حالة أرق شديد، لا يجد النوم إلى جفني سبيلا من شدة القلق والتفكير في هذه الحال" [9].
حاول البنا أن يبحث عن مسعف من حوله، ينتصر معه لعدل تيتم في وطنه، وينازل معه ظلما طالت سطوته وظلمته، فكان أول توجهه لرجال الزاوية الذين خبرهم وخبروه، ورأى أنما النقص يأتيهم من عدم تهممهم بالشأن العام، فإن فعلوا كانوا أقرب إلى الكمال. لكنه صدم بإجاباتهم، والتي صاغها له أحدهم في بيت شعري يوجز منهجهم في الحياة:
وما أبالي إذا نفسي تطاوعني **** على النجاة، بمن قد مات أو هلكا
ولكن البنا أصبح غير الذي كان، وما عاد همه خويصة نفسه، كما أن فقهه اتسع فعلم أنما اجتهاد الصوفية في التربية فرع، وأن التربية النبوية هي الأصل، وقد كانت تربيته صلى الله عليه وسلم جامعة متهممة بكل الإنسان وبكل ما يحيط به، فوجب رد الفرع إلى الأصل، وذاك ما استشرفه البنا من خلال سعيه لبناء جماعة "قوامها العلم والتربية والجهاد" [10]، فكان تأسيس جماعة "الإخوان المسلمين" إيذان فراق مع الزاوية الحصافية.
يقول البنا: "واستمرت صلتنا على أحسن حال بشيخنا السيد عبد الوهاب حتى أنشئت جمعيات "الإخوان المسلمين" وانتشرت، وكان له فيها رأي ولنا فيها رأي، وانحاز كل إلى رأيه. ولا زلنا نحفظ للسيد ـ جزاه الله عنا خيرا ـ أجمل ما يحفظ مريد محب مخلص لشيخ عالم عامل تقي، نصح فأخلص النصيحة، وأرشد فأحسن الإرشاد" [11].
لقد بدأت صفحة جديدة في حياة البنا ،وحياة الأمة الإسلامية، من خلال نقلته من زاوية التربية والقعود، إلى بناء أولى لبنات التنظيم الإسلامي المعاصر الجامع لهموم التربية والجهاد.
لقد كان في ذلك من السابقين الأولين، فكل من نسج على منواله من بعده فهو من حسناته. رحمه الله وأجزل له الثواب، ورزقه صحبة سيد الأحباب، بفضل الله الملك الوهاب.
تاريخ النشر: الخميس 24 دجنبر 2009
-----------------------------------------
[1] سعيد حوى: المدخل إلى دعوة الإخوان المسلمين. ص 193.
[2] حسن البنا: مذكرات الدعوة والداعية. ص: 22 ـ 23.
[3] المرجع نفسه. ص: 15.
[4] المرجع نفسه. ص:16.
[5] المرجع نفسه. ص: 19.
[6] المرجع نفسه. ص: 20.
[7] المرجع نفسه. ص: 37.
[8] المرجع نفسه. ص: 41 ـ 42.
[9] المرجع نفسه. ص: 51.
[10] المرجع نفسه. ص: 67، وانظر أيضا ص: 23.
[11] المرجع نفسه. ص: 21.