مشاهدة النسخة كاملة : احدروا من الشعودة



anass mssrar
12-01-2010, 19:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير من المسلمين اليوم خرجوا بالرقية ممارسة وتنظيرا من هذا المسلك السني الطبيعي، إما إفراطا أو تفريطا؛ فأصبحت مظاهر الشعوذة والمتاجرة والعنف وهتك الأعراض وفضح الأسرار والكذب والتحايل وإهانة العقل••• تصاحب الرقية حتى خرجت من إطارها الصحيح الذي ينبغي على كل مسلم أن يلتزمه باعتدال كما هو مبين في الأخلاقيات التالية•
1- أن يعرف هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- في علاج السحر والعين ومس الجن، وسائر الأمراض، لأنه خير الهدي•
2- أن يدفع الأمراض قبل وقوعها بالتحصين والوقاية•
يقول ابن القيم: ''وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون من وجهة قلة دينهم وخراب قلوبهم وألسنتهم من حقائق الذكر والتعاويذ والتحصّنات النبوية والإعانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل، لا سلاح معه، وربما كان عريانا فيؤثر فيه هذا''•
3- أن لا يخلو بيته من قراءه سورة البقرة أو الاستماع إليها، فعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: ''لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة'' مسلم وغيره•
4- أن يقرأ آية الكرسي وخاصة عند النوم، ففي حديث أبي هريرة من قول الشيطان له: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي، فإنك لايزال عليك من الله حافظ ولا يقرَبك شيطان حتى تصبح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ''صدقك وهو كذوب'' البخاري•
5- قراءة المعوذات أي (قل هو الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)•
6- أن يحصن ذريته بالذكر عند الجماع، فعن ابن عباس رضي الله عنهما: لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: ''بسم الله، اللهم جنّبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهم ولد لم يضره شيطان أبدا'' متفق عليه•
7- أن يحافظ على أذكار الصباح والمساء•
قال ابن تيمية: (فقد جمع العلماء الأذكار والدعوات التي يقولها العبد إذا أصبح وإذا أمسى وإذا نام وإذا خاف شيئا، وأمثال ذلك من الأسباب ما فيه بلاغ•• فمن سلك مثل هذه السبيل فقد سلك سبيل أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون•••)•
8- أن يبرّك كلما أُعجب بشيء ويدعو بالبركة ويقول: ''ما شاء الله''•
قال تعالى: ''ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله'' الكهف/ .39
وعن سهل بن حنيف وعامر بن ربيعة بمعناه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: ''إذا رأى أحدكم ما يعجبه في نفسه أو ماله فليبرّك عليه فإن العين حق'' ابن السني وأحمد والحاكم•
9- أن يكثر من قراءة آية الكرسي، وفاتحة الكتاب، والتعوذات النبوية المأثورة مثل: ''أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق''•
''أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة''•
قال تعالى: ''أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء'' النمل .62 ويقول ابن القيم (ومن جرّب هذه الدعوات والعوذ، عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع وصول أثر العائن وتدفعه بعد وصوله، بحسب قوة إيمان قائلها، وقوة نفسه، واستعداده وقوة توكله وثبات قلبه، فإنها سلاح والسلاح بضاربه)•
10- أن يعلم المريض أن المعالِج لا يضمن الشفاء، وإنما هو الله تعالى؛ فالمرأة التي كانت تصرع وتتكشف خيّرها الرسول صلى الله عليه وسلم بين الصبر والجنة، وبين الدعاء لها بالشفاء من غير ضمان، فاختارت الصبر والجنة•
11- أن يطلب من العائن الاغتسال له، وبصب ماء وضوئه عليه•
فعن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول: ''اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار، فنزع جبة كانت عليه - وعامر بن ربيعة ينظر- قال: وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد، قال: فقال له عامر بن ربيعة: ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء، قال: فوعك سهل مكانه، واشتد وعكه، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فأخبر أن سهلا وعك فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ''علام يقتل أحدكم أخاه؟ ألا برّكت، إن العين حق، توضأ له، فتوضأ له عامر، فراح سهل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم''•
12- أن يثق أن ما يقوله النبي -صلى الله عليه وسلم- حق لا شك فيه، وإن لم يعلم حقيقته، قال ابن القيم: ''فإن من الشفاء والبرء على دفع الضد بضده، وحفظ الشيء بمثله• فالصحة تُحفظ بالمثل، والمرض يُدفع بالضد، أسباب ربطها بمسبباتها الحكيم العليم خلقا وأمرا، ولا يتم هذا إلا بقوة من النفس الفاعلة وقبول من الطبيعة المنفعلة، فلو لم تنفعل نفس الملدوغ لقبول الرقية، ولم تقو نفس الراقي على التأثير، لم يحصل البرء•
فهنا أمور ثلاثة: موافقة الداء للدواء - وبذل الطبيب له - وقبول طبيعة العليل•
فمتى تخلّف واحد منها لم يحصل الشفاء، وإذا اجتمع حصل الشفاء ولا بد، بإذن الله سبحانه وتعالى''•
13- أن يتصبّح بسبع تمرات ما استطاع، تحصنا من السحر• قال صلى الله عليه وسلم: ''من اصطبح كل يوم بتمرات عجوة لم يضره سم ولا سحر ذلك اليوم إلى الليل''• وفي رواية: ''من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر''•
14- أن يتوجه المسحور بالدعاء إلى الله ليطلعه على السحر فيبطله هذا إن كان مسحورا فعلا• قال ابن القيم: ''ذكر هديه - صلى الله عليه وسلم- في علاج هذا المرض، وقد روي عنه فيه نوعان: ''أحدهما - وهو أبلغهما- استخراجه وإبطاله كما صح عنه - صلى الله عليه وسلم- ''أنه سأل ربه سبحانه في ذلك، فدل عليه، فاستخرجه من بئر••• فلما استخرجه ذهب ما به حتى كأنما نشط من عقال'' فهذا من أبلغ ما يعالج به المطبوب - أي المسحور- وهذا بمنزلة إزالة المادة الخبيثة وفعلها من الجسد بالاستفراغ''•
15- أن يكون له وِرد من التلاوة والدعوات والأذكار والتعوذات، لا يُخلّ به، يجمع فيه بين عمل القلب واللسان مالئا فراغه الروحي•
16- أن يحصّن نفسه ويعالجها من التعلق والميل إلى ما يناسب الأرواح الخبيثة••• من الشركيات والشبهات والشهوات•
قال ابن القيم: ''ومن أنفع علاجات السحر، الأدوية الإلهية، بل هي أدويته النافعة بالذات، فإنه من تأثيرات الأرواح الخبيثة السفلية، ودفع تأثيرها يكون بما يعارضها ويقاومها من الأذكار والآيات والدعوات التي تبطل فعلها وتأثيرها، وكلما كانت أقوى وأشد كانت أبلغ في النشرة•
وذلك بمنزلة التقاء جيشين، مع كل واحد منهما عدته وسلاحه، فأيهما غلب الآخر قهره وكان الحكم له• فالقلب إذا كان ممتلئا من الله، معمورا بذكره، وله من التوجهات والدعوات والأذكار والتعوذات، وِرد لا يُخل به، يطابق فيه قلبه لسانه، كان هذا من أعظم الأسباب التي تمنع إصابة السحر له، ومن أعظم المعالجات له بعد ما يصيبه''•
17- أن يوطّن نفسه على ما يناسب الأرواح الطيبة••• من: فعل المعروف والخير - الصحبة والبطانة الصالحة - مجالس العلم والذكر والتلاوة•
لأن الصرع ينقسم إلى قسمين: صرع من الأرواح الخبيثة، وصرع من الأخلاط والمادة (المرض العصبي)•
وهناك حالات تشتبه لا يمكن الجزم فيها•
وهناك الأمراض النفسية كالوهم الذي لا حقيقة له، والذي كثيرا ما يسيطر على صاحبه وسط مشاكل الحياة••• وهو أخطر من المسّ••• لأن المس يزول بإذن الله بالقرآن• أما الوهم إذا تسلّط على صاحبه كان من الصعب الخروج منه إلا أن يشاء الله، وهو أكثر ما يصاب به الناس اليوم، ولذلك لم ينتفعوا بالرقى ولم ينفعهم الرقاة•• ومن تهاون في هذه الآداب فإنما يجري وراء السراب•

المداح
12-01-2010, 22:23
بارك الله فيك أخي أنس و جزاك الله الجنة
فعلا هذا باب غفل عنه الكثير، و قد يكون عدم التحصين سبب في خرابهم و هم لا يدرون،
اللهم أبعد الشيطان و جنوده عنا و عن ذريتنا
آمين