مشاهدة النسخة كاملة : الجيل الثاني من القنوات الفضائية يكافح من اجل البقاء



عادل محسن
17-01-2010, 01:10
قناة مصرية جديدة على الطريق.. و'الحوار' تستعد لـ'نيو لوك'.. وتوقعات بتكتلات فضائية وصفقات من نوع الجزيرة وايه ار تي

الجيل الثاني من الفضائيات يكافح من اجل البقاء بين مطرقة الازمة المالية وسندان الضغوط السياسية

http://el-3amal.com/news/files/news/21542.jpg


لندن 'القدس العربي'
2010/01/17
من خالد الشامي:

بعد 2009 الذي اعتبره خبراء الاسوأ في تاريخها، تستعد القنوات الفضائية العربية لمواجهة عام آخر من الكفاح من اجل البقاء بين مطرقة الازمة المالية وسندان الضغوط السياسية.

ويواجه الجيل الثاني من الفضائيات بشكل خاص صعوبات كبيرة مقارنة بالجيل الاول الذي يستند الى ميزانيات دول واستراتيجيات سياسية اقليمية مدعومة من قوى كبرى في بعض الاحيان.

ويتسع تعبير الجيل الثاني ليشمل القنوات التي انشأها مستثمرون وجماعات معارضة وجهات دينية واجتماعية خلال العقد الماضي ، مع تنوعها من جهة الاهداف والاجندات والرسائل الاعلامية وحظها من النجاح.

ولا يخلو ملف هذه الفضائيات من نجاحات مهنية واقتصادية رغم الظروف الصعبة التي جعلت من مجرد القدرة على الاستمرار انجازا مهما في ظل منافسة وصلت الى حد الفوضى الفضائية.

ومثال ذلك قنوات 'الحياة' و'دريم' و 'المحور' و'الفراعين' و'البغدادية' و'الحوار' وغيرها، بينما اختفت قنوات اخرى مثل 'بردى' التي اطلقتها المعارضة السورية من لندن لاسباب اقتصادية، و'الليبية' بتدخل مباشر من الزعيم الليبي لاسباب سياسية.

وحسب احصائيات رسمية فان عدد الفضائيات العربية يزيد حاليا عن الخمسمائة، معظمها مملوك لمستثمرين افراد، ما يفسر التأثر الشديد بالازمة المالية وانهيار البورصات في منطقة الخليج بشكل خاص.

وحسب المنتدى الخامس للاعلام والاتصال فان نحو 300 قناة تواجه خطر الافلاس ما لم تحصل على استثمارات ثابتة وتعيد النظر في هيكلها التنظيمي والاداري في المستقبل المنظور. ومع صعوبة الحصول على اعلانات بسبب احتكار قنوات قليلة لنصيب الاسد منها، وارتباطها بأجندة سياسية معينة، والغموض حول مدى سرعة التعافي المأمول من الازمة المالية يتضح عمق المأزق الذي تواجهه مئات الفضائيات وخاصة الصغيرة منها.

ويؤكد خبراء ان العام الجديد قد يشهد صفقات اندماج بين القنوات تؤدي الى ظهور تكتلات فضائية كبرى في حال استمرت الازمة المالية. ويشيرون الى صفقة محتملة بين روتانا ومجموعة 'نيوز كورب' المملوكة لروبرت مردوخ، تمثل توسيعا لاتجاه بدأ العام الماضي بين روتانا وديزني في اتفاق للتعاون قيمته 27 مليون دولار.

ومع اضطرار شبكة كبيرة مثل ايه ار تي الى بيع اهم قنواتها الى الجزيرة العام الماضي مقابل 2.75 مليار دولار، في صفقة لا تخلو من بعد سياسي، لما تمنحه من دعم لنفوذ قطر الاعلامي، فانها قد لا تكون الاخيرة في حرب الهيمنة على الفضاء العربي.

الا ان الازمة قد لا توقف مساعي المعارضات العربية خاصة من السعي لانشاء قنوات فضائية لما اصبح لها من تأثير اساسي في الرأي العام.

وتشير مصادر الى ان شخصيات مصرية مقيمة في الخارج تسعى حاليا الى اطلاق اول قناة مصرية معارضة من الخارج، مستفيدة من انتهاء الاحتكار المصري للفضاء مع ظهور اقمار جديدة تبث على ترددات قريبة من القمر المصري 'نايلسات'، ويمكن مشاهدتها بوضوح في مصر.

ويبدو ان القاهرة عادت لتجذب المستثمرين في الفضائيات بسبب ما تملكه من تميز في التنافسية الاقتصادية والامكانيات المهنية والبشرية، خاصة بعد ازمة ديون دبي، الا ان اقرار مشروع قانون 'البث الاعلامي' الذي سيقدم الى البرلمان هذا العام قد يؤدي الى انتكاسة كبرى لما سيفرضه من قيود سياسية واعباء مالية على الفضائيات.

وبدورها تأثرت قناة 'الحوار' بالأزمة المالية تأثراً كبيراً، حتى انه شاعت في أوساط إعلامية توقعات بأن يتوقف بثها مع نهاية 2009.

وبالفعل أوقفت القناة عدداً من برامجها وسرحت بعض موظفيها حتى تتمكن من الاستمرار لأطول وقت ممكن. إلا أن الأزمة المالية لم تكن المصدر الوحيد للمصاعب التي واجهتها القناة، فبسبب تغطيتها للحرب الإسرائيلية على غزة، واشتمال برامجها على انتقاد حاد لمواقف بعض الأنظمة العربية، وصلت القناة تهديدات بشكل مباشر وغير مباشر بالمنع من البث على الأقمار الصناعية المملوكة عربياً، بعد ان منعت بالفعل من البث على النايلسات المملوك مصرياً منذ الأول من إبريل (نيسان) 2008.

ويبدو أن عام 2010 جلب لقناة الحوار 'انتعاشاً وتعافياً'، اذ تستعد القناة حاليا لدورة برامجية جديدة بمظهر جديد او ' نيولوك' بالاضافة الى تطويرات موضوعية وتقنية حديثة.

وحسب مصدر مطلع في القناة سترافق الانطلاقة الجديدة للحوار زيادة عدد البرامج المباشرة، ومنها برنامج جديد بعنوان 'كل يوم' من تقديم الإعلامي الأردني عدنان حميدان الذي عرفه الجمهور الأردني على مدى سنوات من خلال برنامجه اليومي المباشر على القناة الإذاعية 'حياة إف إم'.

ويتناول برنامج 'كل يوم' القضايا الاجتماعية التي تهم المشاهد العربي، ويفسح المجال أمام المشاهدين للتعليق والتفاعل مع النقاش. ولعل هذا البرنامج هو بدليل عن برنامج 'لكل العرب' الذي أوقفته القناة لأسباب اقتصادية في أوج أزمتها المالية.

كما ستبث بعض البرامج مثل 'بانوراما فلسطينية' و'أوراق مصرية' على الهواء مباشرة 'للاستفادة مما حققته من نجاح وخاصة في شهر رمضان الماضي' حسب تعبير المصدر.