مشاهدة النسخة كاملة : المنهاج السياسي لجماعة العدل و الاحسان



يونس بنسلطانة
17-01-2010, 15:52
المنهاج السياسي لجماعة العدل و الاحسان


بقلم : يونس بنسلطانة

http://img691.imageshack.us/img691/8259/bensoultana.jpg

مقدمة :

قبل المضي في هذا الموضوع الشيق و المهم تجدر الاشارة أن محاولة الاطلاع او الالمام على المشروع السياسي لجماعة العدل و الاحسان يستوجب المرور على كتابات الحبيب المرشد حفظه الله ليس مرورا مرور الكرام و انما قراءة تدبرية للكتابات , الشيء الذي يعطي للمادة أهميتها و في نفس الوقت يدل على مدى صعوبة تجميع الموضوع و مع ذلك فقد حاولت بإذن الله عز وجل ان نلامس الموضوع و نبسط أهم الافكار المتعلقة به

في البداية فإنه لا يمكننا الحديت عن المنهاج السياسي لجماعة العدل و الاحسان دون معرفة سابقة بالمعالم الكبرى لفكر الحبيب المرشذ في الكليات التربيوية و التنظيمية و الجهادية

أساس مشروع هذه الجماعة المباركة هو الاساس التربوي : التربية تم التربية تم التربية هذه التربية عليها ان تكون رحيمة رفيقة بليغة مع قوة اقتحامية بلا للعنف و مع صمود في غير مواجهة مع باب التوبة للعاصي و الظالم و المستبد.

هذا التغير السياسي التي اتت به الجماعة لابد له من رجال إيمانيين لتشكيل الطليعة المجاهدة التي تنشد التغيير و بدون هؤلاء الرجال لا يمكن الحديت عن الجهاد " الجهاد السياسي" .

لماذا المنهاج و ما أهميته في السير

قال الله عز وجل :" و أنزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بما انزل الله و لا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا" المائدة الاية 48 .

قال ابن عباس رضي الله عنهما معرفا لمفهومي الشرعة و المنهاج _ الشرعة ما ورد به القرءان و المنهاج ما وردت به السنة _

و يقول الاستاذ عبد السلام ياسين :" المسلمون بحاجة اليوم لإكتشاف المنهاج النبوي كي يسلكوا طريق الايمان و الجهاد الى الغاية الاحسانية التي تعني مصيرهم الفردي عند الله في دار الاخرة و الى الغاية الاستخلافية التي ندبو اليها و وعدوا بها متى سلكوا على المنهاج النبوي و استكملوا الشروط "

إذن فإن الخلاصة هي ضرورة المنهاج النبوي في السلوك الى الله عز وجل مع الفهم الشامل للسنة النبوية و الغاية من وجود الانسان التي تجمعها السنة النبوية الطاهرة في غايتين اساسيتين : غاية احسانية و اخرى استخلافية في الارض.

لابد من الاشارة الى ان الخط السياسي تنظير للفعل السياسي الذي يأتي بعده و ذلك من اجل ان لا يقع جند الله في الحيرة و الارتجال, وهذا يعني انه الطريق لتعود الخلافة الثانية على منهاج النبوة و تحقيق حكم بما أنزل الله سبحانه

بعض المفاهيم المنهاجية كمفتاح :

1) الدعوة و الدولة : " الدين و السياسة"_ البعض يقول :"مجالس الذكر و المجالس السياسية"

يبقى السؤال المعلق في بعض الاذهان هل هناك فصل بين المفهومين الدعوة و الدولة ؟

هل قضية الدعوة مفصولة تماما عن قضية الدولة ؟ أين الخلل ؟.

للإجابة عن هذه الاسألة التي تم طرحها من احد الاخوة الكرام لابد من من المرور الى أحد فقرات كتاب العدل ص69 للاستاذ عبد السلام ياسين حيت يقول: " في عهد النبوة كانت الدعوة و الدولة قضية واحدة ".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" خذوا العطاء ما دام عطاء فإن صار رشوة عن الدين فلا تاخدوه, ولستم تاركيه يمنعهم من ذلك الفقر و الحاجة ألا إن رحا الاسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار الا إن الكتاب و السطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب الا إنه سيكون عليكم أمراء يقضون لأنفسهم ما لايقضون لكم إن عصيتموهم قتلوكم و إن اطعتموهم أضلوكم "رواه أبوالنعيم في الحلية عن معاذ بن جبل .

هذا الحديث يضعنا امام حدث إفتراق السلطان و القرءان و يشير الى المرض و سببه وكيفية علاجه , إذن فلابد لعرى الاسلام أن تتوتق لنستطيع البناء الى ان نصل الى الخلافة الثانية الموعودة في الحديت و ذلك بضرورة ‘إعادة لم شمل الدعوة بالدولة و الاسبقية لدعوة على الدولة و هذا ما تطرح جماعة العدل و الاحسان كإقتراح لا مفر منه بإعتباره الحل الوحيد لحل جميع المشاكل وهو الميثاق الوطني على ارضية إسلامية يكون للدعوة فيه كل الحق و الاسبقية و الاولوية .

2) القومة :

يعرف الاستاذ المرشد القومة في المنهاج النبوي ص15 :" نستعمل كلمة قومة تفاديا لإستعمال كلمة" ثورة" لأن الثورة فيها العنف و نحن نريد القوة . و القوة وضع يد التنفيذ في مواضعها الشرعية بينما العنف و ضعها بميزان الهوى و الغضب "

القومة مخالفة لمفهوم الثورةو يؤكد التاريخ على هذا الامر فكل التوار مارسو العنف و الفوضى و لغضب و هذا ما تخالفه القومة لانه قوة و قبل كل شيء فهي سنة نبوية ليست دخيلة كالمفهوم الذي قبلها. و يعرفها الاستاذ عبد سلام ياسين تيعا لسبعة نقاط أساسية :

- قومة الداعي : تبدء بدعوة الزسول صلى الله عليه وسلم في قومه

- قومة الشاهد : قال الله عز وجل " كونو قوامين لله شهداء بالقسط"

- قومة الى الصلاة و إقامة الصلاة

- قومة الاحسان : " أقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها " و هب ان تعود للفطرة الاصيلة مع غسل و تنظيف للقلب

- إقامة الحدود : وهو السياج الذي يصون البناء

- القيام بأمر الله : قيام الدعوة على الدولة , على الشورى لا على العض و الجبر

- إقامة الوحدة : و هي ضرورية لإقامة دين الفرد و الامة .

3) الخيار التغييري : " هذا التغيير من فوق أم من تحت ؟".

أن جماعة العدل و الاحسان و بالنظر الى منهاجها النبوي تربية و تنظيما و زحفا متبنية لخيار تغيري" تسعى من خلاله الى تغير تاريخي شامل و هادئ " الخلافة الثانية" و متدرج يسير بحكمة بالغة , هذا الخيار التغيري لا يتبنى العنف وسيلة للتغير و انما يراهن على التربية تم التربية تم التربية مع صناعة وعي مجتمعي و سياسي و قوة مجتمعية ناهضة تقوض كل العوامل السلبية في المجتمع و تبني صرح الخلافة على المنهاج النبوي" كتاب الحركة الطلابية الاسلامية ص68.

التغيير من منظور المنهاج السياسي للجماعة يبتدأ من فوق اي من داخل النظام القائم و ذلك من خلال إقتراح التوبة العمرية نمودجا و تبقى الاستجابة لنداء القومة العمرية ضعيفة فلذك دون قاعدة لا يمكن للحكم ان يصمد رغم دعم القوى الخارجية. و هذا ما أشرنا اليه في تبني الخيار التغييري , يقول الاستاذ المرشد في كتاب حوار مع الفضلاء الديمقراطيين:" و إن من ينقض على السلطة دون أن تكون له قاعدة مجاهدة تبلغ حد أدنى من الامتداد و قاعدة معنوية حلقية قوامها ثقة الشعب و استعداده , إنما يغامر بتجربة مآلها الفشل و الاجهاض , مآلها الفشل عاجلا أم آجلا" وهذا الكلام موضح للخيار التي تتبناه الجماعة في البناء .
.......... يتبع

ما يمز الخط السياسي عند جماعة العدل و الاحسان:

1) العصيان :

قال الاستاد ياسين في كتاب المنهاج ص25 الفصل الاول _إقتحام العقبة _"كيف يؤدي جند الله مهماتهم" 3 الثمن:"" خطنا السياسي الواضح هو اننا لا نعارض حكام الجبر معارضة الاحزاب على مستوى تدبير المعاش و الاقتصاد بل نعصيهم لأنهم خرجوا عن دائرة الاسلام إلا ان يتوبوا توية عمر بن عبد العزيز , وقد كتبنا في غير هذا المكان ماذا نعني بهذا . نعصيهم ونعارضهم لانهم خربوا الدين ... الامر أعمق و أخطر و أشد صلابة من مجرد المعارضة السياسية ".

كان الاستاذ ياسين صارما لأنهم خربو دين الامة و ضيعوا الحقوق الامر أكبر و أكبر بكثير أكبر من المعارضة لاجل الحكم . نادى الاستاذ عبد السلام الى ظرورة الخروج عن طاعة من أخر الصلاة عن وقتها , الامر أعمق من أن يفهمه صاحب المادة الامر يتعلق بشرع الله فوجبت المعارضة .

2) لا للنعف و الاغتيال السياسي :

أولا لكوننا مسلمين وأمرنا الله عز وجل الا نقاتل المسلمين في زمن الفتن و ثانية كون ان الاغتيال السياسي و العنف أسلوب الضعفاء الذين لا يقدرون على الحوار و الاقناع و كون أن الجماعة ليست غريبة عن الامة الاسلامية " المجتمع" وليست عاجزة عن التوغل وسطه رغم الحصار المضروب .

3) الوضوح و رفض السرية :

من اجل الاشارة لمعنى الوضوح وقد سبق التطرق اليه في مجموعة من الكتابات التي إعتمدت في غالبيتها على كتاب المنهاج النبوي , أقتطف انشاء الله كلاما من مجلة الجماعة العدد الاول ص31 حيت قال الاستاذ عبد السلام ياسين :" فمن تم لنا يا معشر الاسلاميين حقوق سياسية مثلما لغيرنا فلم نستتر؟ ما دامت "الديمقراطية" ... تسمح لنا أن نتكلم و نجتمع و ننتظم فسنعمل على وضح النهار و سنطلب بان يكون لنا موطئ أقدام تحت الشمس "

و لا من قلب يجيب .

4) عدم الرضى بانصاف الحلول :

وهذا امر ينافي الصدق و الصدق اساس نجاح المشروع الاسلامي.

المرونة :

لربما للبعض خلط بين مفهوم المرنة و الرضى بانصاف الحلول و هذا لا ينبغي لأن المرونة ليست سلسلة من التنازلات تحت مبرر الضرورة الواقعية و إنما هي التدرج في قول الحق مع عدم التفوه بالباطل روى الشيخان عن ابي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " مثل المؤمن كمثل خامة الزرع من حيث أتتها الريح كفتها. فإذا سكنت إعتدلت و كذلك المؤمن يكفأ بالبلاء . و مثل الفاجر كالأرز صماء معتدلة . حتى يقصمها الله إذا شاء"

5) الحوار و إشراك الاخر :

في معظم كتابات الأستاذ ياسين ما يفتؤ يدعو الى الحوار و ظرورة الحوار و خصص كتبا كاملة لدعوات الحوار في قضايا مختلفة ( المرأة-الامازيغية-تاريخ المغرب- حوار مع الفضلاء الديمقراطيين ...)

بل بالعكس ان المنهاج السياسي لجماعة العدل و الاحسان يحمل في طياته نزعة تصالحية لا تقتصر فقط على الاسلاميين بل يتسع الصدر لكل الفضلاء " التيارات الوطنية الجادة" شريطة ان يكون و كما سبق الذكر للدعوة الحض الوافر من الحوار, و ذلك بالاتفاق على الميتاق الوطني على ارضية إسلامية لا خداع فيه و لا غدر .

خاتمة :

قال الله عز وجل :" وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم و ليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا" سورة النور الاية 53.

في مقابل ما تسمى بالحضارة الغربية المبنية على المادة التائهة نجد ان مجتمع الصحابة يخبرنا بضرورة الاخوة بل العمران الاخوي و هذا ما حدت في الهجرة النبو ية وما اتبته الانصار عند قسو الاموال و الازواج مع المهاجريين الذين هاجروا في سبيل الله لإعلاء كلمته هذا العمران الاخوي المستمد من السنة النبوية هو ما تقترحه جماعة العدل و الاحسان بل ما يعيشه اعضاؤها في ما بينهم عمران أخوي مبني على الحب في الله و النصيحة و الشوري و الطاعة لا على المصالح المادية .





المراجع المعتمدة في البحت :

- كتاب المنهاج النبوي ( الاستاذ ياسين)
- كتاب العدل لنفس الكاتب
- حوار مع الفضلاء الديمقراطيين
- كتاب الحركة الطلابية الاسلامية - القضية و التاريخ- ( الاستاذ مبارك الموساوي)
- مجلة الجماعة العدد الاول
-....


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ


مواضيع مهمة :

العدل و الاحسان مسيرة دعوة متجددة /الإعلام الالكتروني _ الجزء الاول /الرجولة في الاسلام ....ماذا تعني / حكاية (http://www.aljamaa.info/vb/showthread.php?p=112293#post112293) المخزن ومجالس العدل و الاحسان[/URL]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ
توقيع
يونس بن سلطانة
متخصص في مجال الاعلام و التصميم الفني
الاجازة المهنية في تقنيات السمعي البصري