توفيق
18-01-2010, 17:10
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بابا الفاتيكان: علاقتنا باليهود تتجاوز المشكلات
صحف - إسلام أون لاين .نت
البابا قلل من أهمية المشكلات بين اليهود والكاثوليك
الفاتيكان –
أقر بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر -على هامش زيارة مثيرة للجدل للمعبد اليهودي الكبير بالعاصمة الإيطالية روما- بوجود مشكلات ما بين الكاثوليك واليهود، إلا أنه قلل من أهمية هذه المشكلات، مؤكدا على ما وصفه بـ"وجود قيم مشتركة" بين أتباع الديانتين، بحسب صحيفة "يو. إس. إيه توداي" الأمريكية في عددها الصادر الإثنين 18-1-2010.
ونقلت الصحيفة تصريحات للبابا من ساحة القديس بطرس في روما، أثناء توجهه إلى المعبد، قال فيها إن زيارته ستكون "خطوة أخرى على طريق الوئام والصداقة" بين الكاثوليك واليهود.
وأضاف بنديكت أنه "على الرغم من المشاكل والصعوبات القائمة بين الجانبين، يمكنك أن تلمس جوا من الاحترام والحوار بين المؤمنين من كلا الديانتين؛ وهو دليل على مدى نضج العلاقات، والالتزام المشترك بقيم واحدة".
وأشار البابا إلى أنه من بين العوامل التي تجمع ما بين الكاثوليك واليهود "الإيمان بإله واحد، قبل كل شيء، والإيمان بأهمية الحفاظ على الحياة، والتطلع لتحقيق العدالة الاجتماعية والسلام".
وقبل دخوله إلى المعبد، وضع بنديكت إكليلا من الزهور أمام نصب تذكاري مقام أمام المعبد لتخليد ذكرى ترحيل اليهود من العاصمة الإيطالية روما خلال الاحتلال النازي، في 16 أكتوبر من عام 1943.
وجرت زيارة البابا إلى المعبد وسط إجراءات أمنية مشددة؛ حيث اصطف مئات من رجال الشرطة حول المعبد الواقع على ضفاف نهر التيبر، بينما جرى تفتيش الشارع الذي يقع فيه المعبد بواسطة الكلاب البوليسية المدربة على التعرف على المتفجرات، كما منع سائقو السيارات من المرور بالقرب من الكنيس اليهودي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ويعيش في إيطاليا أقلية يهودية صغيرة يقدر عددها بنحو 30 ألفا من بين أكثر من 60 مليون نسمة هم تعداد إيطاليا، وفق الـ"يو. إس. إيه توداي"، ويقطن في الحي الذي يقع فيه المعبد 12 ألف يهودي، أي ما يقرب من نصف الأقلية اليهودية في إيطاليا.
وتعتبر زيارة بنديكت للمعبد الكبير في روما هي الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان منذ الزيارة التي قام بها سلفه الراحل يوحنا بولس الثاني إلى معبد روما في عام 1986، ووصف اليهود وقتها بأنهم "أشقاؤنا الكبار الأحباء".
إلا أن بنديكت سبق له أن زار معبدا يهوديا في كولونيا بألمانيا، وآخر في نيويورك بعد توليه منصب البابا في عام 2005.
مشكلات.. ولكن
ولاقت زيارة البابا -التي بدأها الأحد- اعتراضات من جانب أوساط يهودية دينية وشعبية، وصلت إلى حد مقاطعة حاخامات كبار للزيارة، من بينهم الحاخام جوزيبي لاراس، رئيس الجمعية الحاخامية في إيطاليا؛ بسبب ما يقول اليهود إنها قرارات "مسيئة" لهم، اتخذها بنديكت.
ومن بين تلك القرارات التي يعارضها اليهود تطويب بنديكت للبابا بيوس الثاني عشر الذي شغل الكرسي البابوي في الحرب العالمية الثانية، ويتهمه اليهود بغض الطرف عما يقولون إنه مصرع ملايين منهم في محارق النازية "الهولوكوست"؛ وهو ما يرفضه الفاتيكان، الذي يقول إن بيوس عمل من خلف الكواليس؛ نظرا لأن التدخل العلني كان من شأنه زيادة تدهور موقف اليهود والكاثوليك في أوروبا في زمن الحرب.
ومن بين ما يأخذه اليهود أيضا على بنديكت عدم استجابته استجابة كاملة لمطالب اليهود بتعديل بعض الصلوات الكاثوليكية التي تتلى في يوم "الجمعة الحزينة" أو "الجمعة الطيبة" عند أتباع الديانة المسيحية؛ وهي مناسبة سنوية يحتفل بها المسيحيون في يوم الجمعة الذي يسبق عيد الفصح مباشرة؛ حيث يعتقدون أن اليهود "صلبوا" السيد المسيح (عليه السلام) في هذا اليوم.
وكذلك ينتقدون تراجع بنديكت عن معاقبة أربعة من كبار أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بينهم الأسقف ريتشارد ويليامسون كانوا قد أنكروا بعض ما يقوله اليهود عن الهولوكوست، وشككوا في أرقام ضحايا الهولوكوست التي تعلنها وسائل الإعلام اليهودية.
ويعتبر مراقبون أن المطالب اليهودية من البابا لا تشير إلى مواقف سلبية بين الطرفين، بقدر ما هي محاولات للحصول على المزيد من المواقف السياسية والتأييد من الفاتيكان.
ويدلل المراقبون على هذا بأن هناك الكثير من المواقف الإيجابية للبابا الحالي إزاء اليهود، من بينها بيان للفاتيكان صدر في أبريل من العام 2008، جاء فيه: إن "علاقات الكنيسة مع اليهود لا تزال تستند إلى البيان التاريخي لمجمع الفاتيكان الثاني عام 1965 الذي نبذ مفهوم المسئولية الجماعية لليهود عن دم المسيح"، ودشن حوارا معهم.
كما زار البابا إسرائيل في مايو الماضي؛ حيث قام بالصلاة على أرواح ضحايا الهولوكوست، وأطلق عدة تصريحات تدعم الخطاب الإسرائيلي الدائم حول معاداة السامية ومعاناة اليهود إبان الحقبة النازية.
وكذلك استجاب البابا لمطالب اليهود بتعديل صلوات الجمعة الحزينة باستثناء عبارة واحدة يعتبرها اليهود أنها دعوة لهم لتغيير ديانتهم.
بابا الفاتيكان: علاقتنا باليهود تتجاوز المشكلات
صحف - إسلام أون لاين .نت
البابا قلل من أهمية المشكلات بين اليهود والكاثوليك
الفاتيكان –
أقر بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر -على هامش زيارة مثيرة للجدل للمعبد اليهودي الكبير بالعاصمة الإيطالية روما- بوجود مشكلات ما بين الكاثوليك واليهود، إلا أنه قلل من أهمية هذه المشكلات، مؤكدا على ما وصفه بـ"وجود قيم مشتركة" بين أتباع الديانتين، بحسب صحيفة "يو. إس. إيه توداي" الأمريكية في عددها الصادر الإثنين 18-1-2010.
ونقلت الصحيفة تصريحات للبابا من ساحة القديس بطرس في روما، أثناء توجهه إلى المعبد، قال فيها إن زيارته ستكون "خطوة أخرى على طريق الوئام والصداقة" بين الكاثوليك واليهود.
وأضاف بنديكت أنه "على الرغم من المشاكل والصعوبات القائمة بين الجانبين، يمكنك أن تلمس جوا من الاحترام والحوار بين المؤمنين من كلا الديانتين؛ وهو دليل على مدى نضج العلاقات، والالتزام المشترك بقيم واحدة".
وأشار البابا إلى أنه من بين العوامل التي تجمع ما بين الكاثوليك واليهود "الإيمان بإله واحد، قبل كل شيء، والإيمان بأهمية الحفاظ على الحياة، والتطلع لتحقيق العدالة الاجتماعية والسلام".
وقبل دخوله إلى المعبد، وضع بنديكت إكليلا من الزهور أمام نصب تذكاري مقام أمام المعبد لتخليد ذكرى ترحيل اليهود من العاصمة الإيطالية روما خلال الاحتلال النازي، في 16 أكتوبر من عام 1943.
وجرت زيارة البابا إلى المعبد وسط إجراءات أمنية مشددة؛ حيث اصطف مئات من رجال الشرطة حول المعبد الواقع على ضفاف نهر التيبر، بينما جرى تفتيش الشارع الذي يقع فيه المعبد بواسطة الكلاب البوليسية المدربة على التعرف على المتفجرات، كما منع سائقو السيارات من المرور بالقرب من الكنيس اليهودي، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ويعيش في إيطاليا أقلية يهودية صغيرة يقدر عددها بنحو 30 ألفا من بين أكثر من 60 مليون نسمة هم تعداد إيطاليا، وفق الـ"يو. إس. إيه توداي"، ويقطن في الحي الذي يقع فيه المعبد 12 ألف يهودي، أي ما يقرب من نصف الأقلية اليهودية في إيطاليا.
وتعتبر زيارة بنديكت للمعبد الكبير في روما هي الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان منذ الزيارة التي قام بها سلفه الراحل يوحنا بولس الثاني إلى معبد روما في عام 1986، ووصف اليهود وقتها بأنهم "أشقاؤنا الكبار الأحباء".
إلا أن بنديكت سبق له أن زار معبدا يهوديا في كولونيا بألمانيا، وآخر في نيويورك بعد توليه منصب البابا في عام 2005.
مشكلات.. ولكن
ولاقت زيارة البابا -التي بدأها الأحد- اعتراضات من جانب أوساط يهودية دينية وشعبية، وصلت إلى حد مقاطعة حاخامات كبار للزيارة، من بينهم الحاخام جوزيبي لاراس، رئيس الجمعية الحاخامية في إيطاليا؛ بسبب ما يقول اليهود إنها قرارات "مسيئة" لهم، اتخذها بنديكت.
ومن بين تلك القرارات التي يعارضها اليهود تطويب بنديكت للبابا بيوس الثاني عشر الذي شغل الكرسي البابوي في الحرب العالمية الثانية، ويتهمه اليهود بغض الطرف عما يقولون إنه مصرع ملايين منهم في محارق النازية "الهولوكوست"؛ وهو ما يرفضه الفاتيكان، الذي يقول إن بيوس عمل من خلف الكواليس؛ نظرا لأن التدخل العلني كان من شأنه زيادة تدهور موقف اليهود والكاثوليك في أوروبا في زمن الحرب.
ومن بين ما يأخذه اليهود أيضا على بنديكت عدم استجابته استجابة كاملة لمطالب اليهود بتعديل بعض الصلوات الكاثوليكية التي تتلى في يوم "الجمعة الحزينة" أو "الجمعة الطيبة" عند أتباع الديانة المسيحية؛ وهي مناسبة سنوية يحتفل بها المسيحيون في يوم الجمعة الذي يسبق عيد الفصح مباشرة؛ حيث يعتقدون أن اليهود "صلبوا" السيد المسيح (عليه السلام) في هذا اليوم.
وكذلك ينتقدون تراجع بنديكت عن معاقبة أربعة من كبار أساقفة الكنيسة الكاثوليكية بينهم الأسقف ريتشارد ويليامسون كانوا قد أنكروا بعض ما يقوله اليهود عن الهولوكوست، وشككوا في أرقام ضحايا الهولوكوست التي تعلنها وسائل الإعلام اليهودية.
ويعتبر مراقبون أن المطالب اليهودية من البابا لا تشير إلى مواقف سلبية بين الطرفين، بقدر ما هي محاولات للحصول على المزيد من المواقف السياسية والتأييد من الفاتيكان.
ويدلل المراقبون على هذا بأن هناك الكثير من المواقف الإيجابية للبابا الحالي إزاء اليهود، من بينها بيان للفاتيكان صدر في أبريل من العام 2008، جاء فيه: إن "علاقات الكنيسة مع اليهود لا تزال تستند إلى البيان التاريخي لمجمع الفاتيكان الثاني عام 1965 الذي نبذ مفهوم المسئولية الجماعية لليهود عن دم المسيح"، ودشن حوارا معهم.
كما زار البابا إسرائيل في مايو الماضي؛ حيث قام بالصلاة على أرواح ضحايا الهولوكوست، وأطلق عدة تصريحات تدعم الخطاب الإسرائيلي الدائم حول معاداة السامية ومعاناة اليهود إبان الحقبة النازية.
وكذلك استجاب البابا لمطالب اليهود بتعديل صلوات الجمعة الحزينة باستثناء عبارة واحدة يعتبرها اليهود أنها دعوة لهم لتغيير ديانتهم.