مشاهدة النسخة كاملة : لا تتكلمي نيابة عنه



oum azzahrae
18-01-2010, 20:40
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من صفات الرجل في الماضي، أنه صياد أما المرأة فكانت طباخة لما يصيده الرجل, لذلك اهتم الرجل بتنمية عدوانيته وردود أفعاله المتحفزة, واهتمت المرأة بترويض انفعالاتها.



أخي/ أختي الزوجة:
عند الإحباط يتصرف الرجل بعنف وغضب, ويحب ألعاب الحركة والعنف والاحتكاك, أما المرأة فتميل إلى الحزن والميل إلى الاكتئاب والبكاء.






يذهب الرجال إلى كهوفهم, بينما تتحدث النساء:

فمن الفروق الهامة بين الرجل والمرأة كيفية مواجهة كل منهما للمشكلات والصعوبات والتحديات, فالرجل عندما يقابل الصعوبات والمشكلات فإنه يركز كل انتباهه على هذا الأمر, وينعزل عن الآخرين ليحاول حل هذه المشكلات.
أما المرأة: فإن عواطفها تصبح مشغولة كليًا بهذا الأمر.


-----------------------------


ولتنظر معي إلى هذا الموقف:

عندما يعود الرجل إلى المنزل فإنه يريد أن يستريح ويسترخي بقراءة الأخبار بهدوء، إنه مجهد بمشكلات يومه التي لم تُحل.
أما زوجته فهي تريد أيضًا أن تستريح من يوم متعب, لكنها تريد أن ترتاح بالحديث عن مشكلات يومها.
وينشأ التوتر بينهما ببطء.
(فالزوج يفكر في صمت, بينما الزوجة تتكلم كثيرًا, تبدأ هي في الشعور أنه يتجاهلها, بينما الحقيقة أنها تجهل الفرق بين الرجل والمرأة عند مواجهة التحديات والمشكلات.
وبالطبع لا يعتمد حل هذه المشكلة على مدى الحب بينهما لبعضهما, ولكن على مدى فهمها للجنس الآخر...كيف؟
إن الرجل حين يتضايق لا يتكلم أبدًا عما يضايقه, وهو لا يُحدِّث أحدًا عنها إلا إذا كان يرى أنه يمكن مساعدته في الحل.
ومن ثم فالرجل يواجه المشكلات بصمت, يحاول خلالها التفكير, وتقليب المشكلة ليجد لها حلًا، فإذا وجد الحل شعر بالتحسن, وخرج عن سكونه وصمته (كهفه), وإذا لم يجد حلًا فإنه يقوم بشيء لينسى مشكلاته, مثل قراءة الأخبار أو ممارسة هواية, وبتجريد عقله من مشكلات يومه, يستطيع تدريجيًا أن يسترخي) [الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون غراي, ص43 بتصرف]
فإذا بدأ الرجل التفكير في حل المشكلات, فإنه يختار في الغالب أكثر المشكلات إلحاحًا أو أكثرها صعوبة, ويصبح شديد التركيز على حل هذه المشكلة الوحيدة إلى درجة أن يفقد الوعي بكل شيء آخر بصورة مؤقتة, أما المشكلات الأخرى والمسئوليات، فتتلاشى إلى الخلف, ولذلك فإنه حين تدير زوجته حوارًا معه يبدو وكأن 5% فقط من عقله هو المتاح للعلاقة بينما 95% الأخرى لا تزال في شغل.
إن وعيه الكامل غير حاضر, لأنه يقلب مشكلته آملًا أن يجد حلًا, وكلما كان مجهدًا أكثر، كلما كان استحواذ المشكلة عليه أكبر, إنه في مثل هذه الأوقات غير مؤهل لإعطاء زوجته الانتباه والمشاعر التي تتلقاها عادة, إن عقله مشغول وهو عاجز عن تحريره.
(ولكنه حين يعثر على حل, يشعر فجأة بالتحسن ويخرج عن عزلته (كهفه) ليكون طرفًا في علاقة زوجية طيبة.
ولكن إذا لم يكن قادرًا على العثور على حل لمشكلته, فإنه يبقى في كهفه, وليتحرر من هذه العزلة, فإنه يُجر إلى حل مشكلات صغيرة، مثل قراءة الأخبار, مشاهدة التلفاز, أو ممارسة هوايته المفضَّلة, وأي نشاط يتطلب 5% من عقله يمكن أن يعينه على نسيان مشكلاته, ليصبح متحررًا، ثم يخرج من كهفه ليعيد توجيه تركيزه لمشكلته بنجاح أعظم) [الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون غراي, ص47 بتصرف].



-------------------------


المرأة عند مواجهة المشكلات:

وأما المرأة فإنها حين تواجه المشكلات فإنها تبحث عن إنسان تثق به؛ لتتحدث إليه بتفصيل عن تلك المشكلات (لكي تشعر بتحسُّن، وعندما تشارك المرأة غيرها من النساء شعورهن، فإنهن يشعرن بالتحسُّن؛ ولذلك فإن المرأة تحب من يشاركها مشكلاتها, وهذه المشاركة تعتبر عندها علاقة حب وثقة, والمرأة عمومًا تشعر برضا عن نفسها عندما يكون لها صديقات محبِّات تشاطرهن مشاعرها ومشكلاتها) [الرجال من المريخ النساء من الزهرة, د/ جون غراي, ص43-44، بتصرف]




---------------------------



العثور على الراحة بالتحدث:


وهي عندما تبدأ في الحديث عن مشكلاتها فإنها لا تراعي أولوية أي مشكلة حسب أهميتها, فعندما تكون متضايقة، فإنها تكون متضايقة من كل شيء كبير أو صغير، إنها غير مهتمة مباشرة بالعثور على حلول لمشكلاتها, بل تبحث عن الراحة للتعبير عن نفسها، وبأن تكون مفهومة، وبالحديث عن مشكلاتها تصبح أقل انزعاجًا, وهكذا عندما تتحدث المرأة عن مشاعرها؛ فإنها تشعر بالتحسن وزوال التوتر وعن طريق الحديث بتفصيل دقيق عن مشكلاتها المتنوعة وتدريجيًا إذا شعرت بأنها؛ سُمِعت يتلاشى ضغطها.
(هذه هي طريقة المرأة في التكيف مع الصعوبات ومطالبتها بغير هذا الشكل فيه إنكار لشعورها بذاتها وبصفاتها) [التفاهم في الحياة الزوجية، د/ مأمون مبيض ص74].

وهكذا يختلف الرجال والنساء فيما بينهم في تعاملهم مع المشاكل, (فالرجل هنا أكثر تركيزًا، بمعنى أن وعيه ينحصر تمامًا فلا يعود يرى سوء المشكلة التي هو بصددها, ينزوي الرجل هنا على الأغلب بمواصفها ومشاعرها, كلما ازدادت حدة المشكلة مجال وعيها يتسع هنا, فترى على سبيل المثال، إلى جانب مشكلتها الأساسية مشاكل أخرى قيد المعالجة) [بلوغ النجاح في الحياة الزوجية, كلاوديا انكلمان ص199].


-------------------------

تكيف الرجل والمرأة مع الصعوبات:

إن من الفروق الهامة بين الجنسين, هي كيفية تكيف كل منهما مع المشكلات والصعوبات, والتحديات, وإن جهل هذه الفروق بينهما أو عدم قبولها سيؤدي إلى كثير من سوء الفهم والخلاف الذي يمكن تجنبه.
ولنتأمل معًا هذا المثال.
(عندما يعود حسام من عمله إلى منزله, فإنه يرغب في بعض الراحة والاسترخاء بالتمدد على الكرسي أو تصفح الجريدة أو مشاهدة التلفاز, وقد يكون منشغل البال في بعض الصعوبات التي واجهها أثناء نهاره والتي لم يتمكن من حلها بعد, ولذلك فهو يحاول تناسيها لبعض الوقت.
وكذلك زوجته أميمة تحاول أيضًا الراحة والاسترخاء بعد نهار طويل بما فيه من صعوبات ومشكلات، إلا أن راحتها تتم من خلال الحديث عما جرى معها في ذلك اليوم, ولذلك نجد ظهور التوتر بينهما رويدًا رويدًا حتى يصل إلى الغيظ والاستياء.
وقد يفكر حسام في نفسه أن أميمة تكثر من الكلام بينما تشعر أميمة أن حسام يتجاهلها ولا يعطيها الانتباه الذي تريد, وإذا لم ينتبها إلى طبيعة الفروق بينهما فقد تباعد هذه المشاعر بينهما, وهذه ليست مشكلة نادرة, بل توجد في كل علاقة زوجية) [التفاهم في الحياة الزوجية، د/ مأمون مبيض, ص67-68].
وإذا جهل حسام أن المرأة تحتاج للحديث عن مشكلاتها لتشعر ببعض التحسُّن, فإنه قد يتابع التفكير أن زوجته تكثر من الكلام، ولذلك فهو غير مستعد للاستماع إلى كلاهما, وإذا لم تعرف أميمة أن زوجها إنما كان يتصفح الجريدة من أجل أن يريح نفسه أو يسترخي, فإنها ستشعر لا شك بالتجاهل والإهمال, ولذلك فهي ستحاول الاستمرار في جذب انتباهه إليها, وجعله يتحدث معها في الوقت الذي لا يرغب فيه بالكلام.
ويُمكن حل هذين الاختلافين, أولًا يتفهم كيف يختلف تكيُّف المرأة عن تكيف الرجل في وقت الأزمات, وثانيًا من خلال التعامل المناسب مع هذه الفروق بينهما بدلًا من إصرار كل منهما على تغيير طبع الآخر.


---------------------------


تفهُّم الفروق بين الزوجين:

أخي/ أختي الزوجة
كما تختلف طريقة التعامل مع المشكلات بين الرجل والمرأة، يختلف أيضًا ما يحتاجه الرجل؛ ليشعر بالتحسُّن عما تحتاجه المرأة في مثل تلك الأوقات, (ففي حين يشعر الرجل بالتحسُّن عندما ينجح في حل مشاكله, تشعر المرأة بالتحسُّن عندما تتحدث عن مشاعرها.
إن عدم تفهُّمنا هذا الفرق وعدم تقبلنا له يسبب خلافات نحن في غنى عنها في علاقتنا, ولا سبيل لأن نعيش معًا في سلام ووئام إلا من خلال احترام هذا الفرق بينهما, حيث يتعلم الرجل كيف يخدم حاجة المرأة للكلام من أجل أن تشعر بالراحة، ويدرك أن إنصاته لها هو طريقها إلى الثقة في مواجهة مشكلاها.
وأما المرأة تتعلم أن تحترم حاجة الرجل في الانسحاب والاعتزال؛ ليتعايش مع الضغوط التي تحيط به, وتفهم أنه من الصعب عليه وقتها أن يعطيها انتباهه الذي تستحقه بكل تأكيد) [حتى يبقى الحب, د/ محمد محمد بدري, ص34].



--------------------------

التعبير عن الانفعالات:

المرأة تستطيع أن تتنقل من انفعال إلى آخر، فهي تعبر بسهولة، أما الرجال فيميلون إلى الانغلاق على الانفعال (وتتعجب المرأة كيف يخفي انفعالاته ويشتهي الجماع, وهي لا تدرك, أن مبدأه (نقوم بالجماع وينتهي كل شيء), لأن الحب عنده ليس كلامًا وإنما فعل, أما هي فتجيب ومن أجل هذا؛ فإن بطء الرجل في التعبير عن انفعالاته؛ يفقد المرأة صبرها، بل عندما تجد زوجها ـ إذا عبَّر ـ يعبر بما لا تحب أن تستمع إليه, عندها تقاطعه ـ وهو خطأ في الحوار مع الزوج ـ فينغلق ويسكت, وعندها تتحدث بالنيابة عنه.
تقول تقصد أن تقول: كذا, أو الأفضل أن ترد بكذا.
وعندما تتحدث بالنيابة عنه يُخيل إليه أنها تتصوره صبيًا صغيرًا أو معوقًا من الناحية الانفعالية, ويستشعر أن زوجته تقوم بدور أمه, والحقيقة غير ذلك أيها الزوج، إنها تحاول أن تساعدك في التعبير عن انفعالاتك وتستمر الدائرة في الانغلاق.
وما الحل إذن؟
الحل عندما تستشعرين أنه لم يعبر بالشكل الكافي (شجعيه, امدحيه، اقترحي عليه أسئلة), ولكن لا تتحدثي نيابة عنه, وهذه قاعدة من القواعد التي تجعل زوجك يواصل الحوار معك) [بالمعروف, د/ أكرم رضا, ص151-152].



-----------------------


ماذا بعد الكلام:

1. تفهم/ تفهمي الفرق بين الرجل والمرأة في التكيف مع الصعوبات, وعند مواجهة المشكلات والتحديات.
2. إن جهل هذه الفروق بينهما أو عدم قبولها؛ سيؤدي إلى كثير من سوء الفهم والخلاف الذي يمكن تجنبه.
3. من السهل على المرأة التعبير عن انفعالاتها والتنقل من انفعال لآخر، أما الرجل فيميل إلى الانغلاق على الانفعال، وهو بطيء في التعبير عن انفعالاته, وإذا وجدت المرأة أن الرجل لا يتحدث فهي تتحدث بالنيابة عنه وهذا يزعجه جدًا؛ لأنها تشعره بأنها تقوم بدور أمه وأنها تتصوره صبيًا صغيرًا، فيحدث الانغلاق.
4. هنا فإن عليكِ أن تشجعيه، امدحيه، اقترحي عليه أسئلة, ولكن لا تتحدثي بالنيابة عنه, وهي قاعدة من القواعد التي يجعل زوجك يواصل الحوار.

المداح
19-01-2010, 15:30
بارك الله فيك أختنا الفاضلة،
الكثير منا يجهل هذه الأمور،
جزاك الله خيرا

محبة الجماعة
19-01-2010, 18:14
بارك فيك المولى اختي

عابرة سبيل
09-05-2011, 14:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك

بيوت سعيدة
30-11-2011, 19:14
جزاك الله خيرا