مشاهدة النسخة كاملة : هل تذكرون مؤيد بني عودة؟



قابض على الجمر
29-01-2010, 20:16
هل تذكرون مؤيد بني عودة؟
[ 28/01/2010 - 07:44 ص ]
د. إبراهيم حمّامي



رغم المسرحية الوضيعة التي أشرف عليها حينها توفيق الطيراوي الذي طار من منصبه، ورغم تصريحات أزلام أوسلو المتكررة عن الجوسسة والعمالة وباقي التهم التي ألقوا بها بوجه المختطف والضحية مؤيد بني عودة، ورغم الاعترافات المتلفزة تحت التعذيب التي تغنوا بها، ورغم توريط عضو التشريعي عن الجبهة الشعبية خالدة جرار في كمين الخداع والتضليل، إلا أنه لم يساورنا وقتها شك ولو بواحد من الألف بالمائة أنه بريء وضحية لمؤامرة دنيئة كواضعها وكالمدافعين عنها.

يومها كتبنا وبتاريخ 14/08/2007 وتحت عنوان "لو كان بني عودة عميلاُ للاحتلال لمنحه عبّاس نوط القدس" وقلنا "هل العمالة جريمة في عرف أوسلو لتطنطن عصابة أوسلو بالاعترافات المنتزعة تحت التعذيب كما أكد بيان عائلة مؤيد بني عودة الصادر يوم السبت 11/08/2007، وان كان كذلك فمتى ستتم محاكمة رموز أوسلو من أبطال التنسيق الأمني وتسليم المقاومين واعتقالهم وملاحقتهم واصدار أوامر لطخهم كما سمعنا في شريط عباس الشهير، أم أن عمالة هؤلاء وجهة نظر؟

ان عمالة عصابة أوسلو تتم اليوم في وضح النهار ودون غطاء، وها هي صحافة الاحتلال تشيد بهذه العمالة، حيث نشرت صحيفة هآرتس العبرية بتاريخ 13/08/2007 ما يلي:

"أن أجهزة أمن السلطة، لا سيما أجهزة الأمن الوقائي والأمن الوطني والمخابرات العامة، عادت للعمل في الشهر الأخير في المناطق "ب" بالضفة الغربية (الخاضعة لسيطرة أمنية اسرائيلية)، وأنها تعمل بالتنسيق مع قوات الجيش الاسرائيلي, وأصبح عمل الشرطة الفلسطينية الوحيد هو ملاحقة واعتقال أعضاء في حركة حماس"، دون أن يعترض أفراد عصابة أوسلو على ذلك، ولم الاعتراض ان كان سلام فياض ونمر حماد قد أكدوا تنسيقهم الكامل وملاحقتهم للمقاومين بناء على قوائم تصلهم من سلطات الاحتلال لوقف "الانتفاضة العبثية" بحسب رأيهم.

لو كان بني عودة عميلا لما تجرأ الطيراوي أو غيره على اعتقاله أو بث اعترافته المزعومة، التي لا أشك للحظة أنها ملفقة ومنتزعة تحت التعذيب، لأن الطيراوي وكل عصابة أوسلو وقعت في الشق الامني من اتفاقية أوسلو على تعهد بعدم المس بالعملاء أو اعتقالهم، لذلك كان العملاء يصولون ويجولون دون رادع أو حسيب.

لو كان بني عودة عميلا للاحتلال لمنحه عباس نوط القدس، كما فعل مع المجرمين وقطاع الطرق من أمثال المدهون، ولأصبح بطلا تسمى باسمه الكتائب والخرائب.

طال الزمان أو قصر فان الشعب سينصب محاكمه للعملاء الحقيقيين من أعداء الشعب وأذناب الاحتلال، وان غذا لناظره لقريب" –

هذا ما قلناه في حينها، لكن ما الذي ذكرنا بمؤيد إن كنا أصلاً نسيناه أو نسينا أيا من جرائم عصابة أوسلو؟

اليوم 27/01/2010 أصدرت "محكمة البداية" في نابلس حكمًا قضائيًّا يقضي ببراءة المختطف مؤيد بني عودة من تهمة الارتباط بالصهاينة، وقرَّرت الإفراج عنه فورًا، بعد جلسة ماراثونية استمرت من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الرابعة بعد عصر اليوم.

نتحدث هنا عن محكمة وقضاء وحكم في ظل أوسلو ورموزها التي لا نثق بهم ولا بقضائهم، لكن حين وصلنا الخبر ظننا أن في الأمر خطأ، إذ كيف يمكن لمحكمة أن تواجه وتناطح أجهزة القمع العميلة للاحتلال؟ ونعترف أنه تسلل لنفسنا بعض الأمل الذي سرعان ما تبخر وخلال دقائق – لنكمل الخبر ونعرف طبيعة أشباه البشر من وكلاء المحتل:

ما إن استلم أهل المختطف بني عودة قرار البراءة والإفراج عنه حتى سارعوا للسجن لاستلام ابنهم، وفعلاً بعد ربع ساعة من وصولهم بوابة السجن تمَّ الإفراج عن نجلهم، وقبيل أن يتقدم شقيقه لمعانقته تفاجأت العائلة بقيام العشرات من أفراد جهاز المخابرات بتطويقهم لإعادة اختطاف مؤيد، وعندما حاول أهله منعهم من إعادة اختطافه اعتدوا عليهم وعلى مؤيد بالضرب الشديد، وذكر شهود عيان أن أكثر من عشرين من أفراد "مخابرات" عباس التفّوا حول مؤيد واعتدوا عليه، وأطلقوا النار في الهواء وأدخلوه من جديد إلى داخل السجن .
هذه هي الضفة المحتلة ازدواجياً من قبل الاحتلال وأحذيته، وهذا هو قضاء أوسلو وأجهزته، وهؤلاء الذين نرغب في المصالحة معهم، وهذا ما ظهر من جرائمهم وما خفي أعظم.

لا أمل بأن ينصلح حال هؤلاء، ولا ضمير ولا احساس من أي نوع آدمي أو حيواني لديهم.

نكرر ما قلنا قبل أعوام: مؤيد بني عودة ضحية حثالات شعبنا من عملاء الاحتلال المتسمين بأجهزة أمنية، وضحية لسلطة قذرة تتسمى بالوطنية والوطنية منها براء، وضحية ليست الأولى ولا الأخيرة لصمتنا وصبرنا على كل هؤلاء!