مشاهدة النسخة كاملة : قال سيدي عبد السلام ...



المداح
09-02-2010, 20:31
عمق التفكُّر هو الحزن على حال النفس والرجوع عليها باللائمة والقَرْعِ والقمع والتوبيخ الدائم. من كان "الكون الكبير" عظيما في عينه من دون الله فأنّى له أن تملك عليه عظمة الخالق العلي القدير كيانه حتى يستصغر نفسه في جنب الله، ويَقمَعَها عن معاصي الله، ويبكِيَ حسرةً على ما فرطت في جنب الله، ويجابِهها بقَرْحِها وسرحها في الشهوات الشخصية الثقافية المعجبة بالنفس، التائهة فخرا ونفاسة بأصالتها وهويتها وتاريخها وجماعتها. هَوَسٌ ذاتي منفتح على هوس العالم إن غاب عنها الانتماء لله عز وجل بالعبودية، يكون هذا الانتماءُ جَوْهَر حياتها وشخصه، وما سوى هذا الانتماء ظلاّ زائلا وحالة عابرة .وما الانتماء العبودي لله جل شأنه إلا ذكره الدائم وإحضار النفس راكعة ساجدة تائبة آيبة آناء الليل وأطراف النهار. الغافلون عن الله من المنتمين للإسلام حاموا حول الوِرْدِ وما وردوا، وكانوا كمن جِيءَ به إلى المرعى الخصيب فشرَدَ إلى السراب. من يعزّيهم في مصابهم؟ بل من يعزي الأمة في مصابها بهم؟ من يصفي شراب الأمة الذي يقدمونه في كتبهم ومحاضراتهم ومهاتراتهم مشوبا مقلوبا؟ من يشفي مريضنا في بيت الدعوة والأطباء كثُروا فما وجدوا يدا تُسعف؟ من يصافي ومن يعافي؟ الأطباء بارزون في العَراء، ضاحون في الخلاء والمَلاء، مدحورون أو داحرون في الجَدل والمِراء!
وا مصيبتاه! وا حزناه! وا إسلاماه! وا إيماناه! وا إحساناه! وا ديناه! وا محمداه!

كتاب الإحسان 1:الذكر : الحزن و محاسبة النفس

المداح
09-02-2010, 22:10
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". قال الإمام الرفاعي في شرح هذا الحديث: "هذا الحديث الشريف يفيد أن الخيرية قد صحت لمن قد تعلم القرآن وعلمه لما في القرآن العظيم من بالغ الحكم، وغامض السر، وخطير الشأن، وهو حبل الله الأعظم، به يهتدي المهتدون، ويصل الواصلون. وهو خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وباب الله تعالى، والمعجزة الدائمة، والنور الذي لا ينحجب. وعنه تأخذ أرواح العارفين أسرار المعرفة. وما المعرفة التي لم ترجع إليه؟ ما هي إلا زور وضلالة. ومتى تحقق العبد بالعلم بالقرآن العظيم فقد صار عارفا، وانكشفت له الأسرار الربانية، الملكية والملكوتية. ومتى صار عارفا حَنَّ وأَنَّ، وطلب زيادة العلم بالله من كل طريق وفن وكل الطرق والفُنُون في القرآن العظيم. والعارفون هم الراسخون في العلم يقولون آمنا به، وإليه سير هممهم، وعنه يصدرون، وبه يهيمون، ومنه يأخذون"[1].

أم آلآء
09-02-2010, 22:10
أصابتني قشعريرة عند قراءة كلام سيدي عبد السلام، الله ياخذ بيدينا، اللهم إنك لنا كما نحب فاجعلنا يا سيدي ربي لك كما تحب، جزاك الله خيرا وبارك لك في الأهل والولد.

المداح
09-02-2010, 22:17
أصابتني قشعريرة عند قراءة كلام سيدي عبد السلام، الله ياخذ بيدينا، اللهم إنك لنا كما نحب فاجعلنا يا سيدي ربي لك كما تحب، جزاك الله خيرا وبارك لك في الأهل والولد.

آمين يا رب !
و أنت من أهل الجزاء أختي الفاضلة، جزاك الله خيرا على مرورك الطيب
اللهم نفعنا بما سمعنا و اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

أشرف
10-02-2010, 08:06
نفعنا الله بما نكتب ونقرأ

حياك المولى سيدي المداح

جزيت ووفيت إن شاء الله

أبو سعد
10-02-2010, 09:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا اخي المداح

المداح
10-02-2010, 09:54
نفعنا الله بما نكتب ونقرأ

حياك المولى سيدي المداح

جزيت ووفيت إن شاء الله

جزاك الله خيرا سيدي الفاضل أشرف
و جعلك من أوليائه الصالحين

المداح
10-02-2010, 09:55
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


جزاك الله خيرا اخي المداح

و أنتم من أهل الجزاء سيدي أبو سعد
شاركونا بأقوال سيدي عبد السلام ياسين و بمختاراته

سهيل
10-02-2010, 10:25
كلام يخاطب القلب قبل السمع
حفظ الله لنا حبيبنا المرشد
وحفظك الله أخي عمر

المداح
10-02-2010, 13:43
كلام يخاطب القلب قبل السمع
حفظ الله لنا حبيبنا المرشد
وحفظك الله أخي عمر

آميـــن أخي "سهيل"
و جعلنا الله من أنبائه البررة
نورت الصفحة بمرورك العطر

حنين الروح
10-02-2010, 16:40
كلام جد مؤثر وصادق...

بارك الله فيك و في سيدي عبد السلام ونفع الله به هذه الأمة..

دمت بخير

المداح
13-02-2010, 08:10
ما ينبغي للقومة أن تكون رهينة في يد الجيش المحترف، ولا عُرْضَةً لفوضى الانتفاضات، ولا لقمة سائغة للهجوم الخارجي والمؤامرات. إنما يُؤْتَمن على دولة القرآن أهلُ القرآن. حَمَلَ طلائع الحق عِبْءَ الدعوة يوم كان الناس يظنون أن حكمَ الإسلام لن يعود، وأن المطالبَةَ به حُلم، والبذْلَ من أجله انتحارٌ. أولئك رجالٌ أعْطَوْا البرهانَ على أنهم أهلٌ للأمانة. فهم بسابقتهم أحقُّ أن يقودوا القومةَ، ويستمروا في تربية الأمة، ويتقلدوا أعباءَ الدولة