مشاهدة النسخة كاملة : ذكر القلب واللسان



الماحي_سلام
11-02-2010, 21:29
أفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان والجوارح، ومن لم يتيسر له ذلك داوم على ذكر اللسان حتى يفتح الله قلبه لأنوار الذكر المثمرة لمعرفة الله ومحبته سبحانه وتعالى، يقول الإمام الغزالي رحمه الله "أعلى درجات ثواب القرآن الكريم أن تقرأ في بيت من بيوت الله في صلاة قائما" .

قال ابن عطاء الله رحمه الله في حكمه: "لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود يقظة، إلى ذكر مع وجود حضور، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع وجود غيبة عما سوى المذكور وما ذلك على الله بعزيز" .

للذكر إذن مراق، يترقى فيها الذاكر من ذكر اللسان إلى ذكر القلب واللسان، ومن الذكر في أوقات معينة إلى الاستغراق ثم الاستهتار.
ثمار الذكر

بذكر الله تسمو روحانية العبد، فيطهر قلبه ويحيا، وبحياته يحيا المجتمع. فيفوز الفرد بالله، وتفوز الأمة بالخيرية والوسطية والشهادة على العالمين.

غاية الذكر الاستجابة لنداء الله عز وجل الذي ما أمرنا بالإكثار من شيء مثل ذكره سبحانه وتعالى، وهو بعد ذلك يتولانا برحمته كما وعدنا، فليس الذكر حركات يقوم بها الجسد وكلمات تلوكها الألسنة أو مناجاة في الضمائر، ولكنه وقوف بين يدي الله عز وجل واستشعار لمعنى العبودية له سبحانه، ولا يسأل الذاكر ماذا بعد، فالله تعالى يتولاه باطمئنان القلب وسداد العقل وحسن الخلق والسعي للخير خدمة لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم: روى الإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قال: "من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب. وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها. وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه. وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي من نفس المؤمن، يكره الموت، وأنا أكره مساءته" .

لذلك فالأفضل أن ينشغل المؤمن بذكر الله عز وجل غير متعلق بأغراض دنيوية دنية، قال ابن عطاء الله في حكمه: "لا يستحقر الورد إلا جهول: الوارد يوجد في الدار الآخرة، والورد ينطوي بانطواء هذه الدار، وأولى ما يعتنى به ما لا يخلف وجوده- الورد هو طالبه منك، والوارد أنت تطلبه منه، وأين ما هو طالبه منك مما هو مطلبك منه" . فالخاصية العامة للذكر في قوله تعالى ﴿ ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين﴾ .

قال الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله: "اذكروني بالشوق والمحبة أذكركم بالوصل والقربة، اذكروني بالمجد والثناء أذكركم بالعطاء والجزاء. اذكروني بالتوبة أذكركم بغفران الحوبة. اذكروني بالدعاء أذكركم بالعطاء. اذكروني بالسؤال أذكركم بالنوال. اذكروني بلا غفلة أذكركم بلا مهلة. اذكروني بالندم أذكركم بالكرم. اذكروني بالمقدرة أذكركم بالمغفرة. اذكروني بالإيمان أذكركم بالجنان. اذكروني بالقلب أذكركم بكشف الحجب. اذكروني بصفاء السر أذكركم بخالص البر. اذكروني بالصفو أذكركم بالعفو. اذكروني بالجهد فيّ أذكركم بتمام النعمة" [8].

جعلنا الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات صبحا وعشيا، جهرا وسرا، قعودا وقياما وعلى جنوبنا. آمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه وحزبه.

المداح
12-02-2010, 07:47
جعلنا الله من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات صبحا وعشيا، جهرا وسرا، قعودا وقياما وعلى جنوبنا. آمين
يكفي شرفا للذاكر أن الله جليسه و أن الله يذكره في ملء خير منه
جزاك الله خيرا سيدي الماحي سلام و جعلك الله من المفردين