مشاهدة النسخة كاملة : قلعة شامخة من قــلاع الصـبر



hassan_1677
22-12-2004, 13:16
قلعة شامخة من قــلاع الصـبر
هي صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها عمة النبي صلى الله عليه وسلم، فما هي قصتها ؟
روى الإمام أحمد عن الزبير بن العوام رضي الله عنه أنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى إذا كادت أن تشرف على القتلى فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن تراهم، فقال: المرأة المرأة قال الزبير رضي الله عنه: فتوسّمت أنها أمي صفية.
قال: فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى.
قال: فلكمتني في صدري ! وكانت امرأة جلدة !
قالت : إليك لا أرض لك !
قال فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك قال: فوقفت، وأخرجت ثوبين معها، فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله فكفنوه فيهما.
قال : فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة ، فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل قد فعل به كما فعل بحمزة.
قال : فوجدنا غضاضة وحياء أن نكفِّن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له .
فقلنا : لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب . فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما فكفّنا كل واحد منهما في الثوب الذي صار له.
يا لعظمة هذه الصحابية الجليلة!
صبرت رضي الله عنها مع علمها بمقتل أخيها حمزة رضي الله عنه وما وقع له من التمثيل بجثته بعد مقتله. وبرهنت على قوة شخصيتها حيث ضربت ابنها في صدره وهي تعلم على أي شيء تُقبل. و كانت مثلا في طاعتها لله ولرسوله وامتثالها لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وتقديم طاعة الرسول على هوى النفس وعلى العواطف الجيّاشة فلما أراد ابنها منعها لم تكترث به بل ضربته على صدره لكن لما أتاها أمر النبي صلى الله عليه وسلم توقفت فبمجرد أن قال لها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَزَمَ عليك توقفت حيث بلغها الأمر ولم تبرح المكان ولم تحاول أن تتقدم ولو خطوات بل وقفت وأخرجت ما كان معها من أكفان.
فيا لها من صابرة محتسبة! ويا لها من مُطيعة ممتثلة مستجيبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم !و يا لعدل صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم! لم يحابوا حمزة رضي الله عنه مع أنه عمّ النبي صلى الله عليه وسلم فلم يؤثروه بالثوبين بل أجروا القرعة بينه وبين الأنصاري أيهم يُكفّن في أي الثوبين.
فيا لها من دروس و عبر! رضي الله عنهم أجمعين

أشرف
29-12-2004, 11:48
رضي الله عنهم أجمعين، حياك الله أخي حسن وأدعو المولى أن يجازيك كل خير على مثل هذه العطرات والنفحات المختارة من سيرة أفضل الأنبياء والمرسلين، جزيت خير الجزاء أخي. :)