عادل محسن
24-02-2010, 22:49
مدون "تغجيجت" يتحدث للجزيرة توك
أول مقابلة صحفية مع البشير حزام بعد الإفراج عنه
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/3bash.jpg
لم يكن يتوقع المدون البشير حزام (26 سنة ) أن تدوينة عادية في مدونته "البشرى" ستقوده الى غياهب السجون لمدة شهرين كاملين , ولم يتوقع أيضا أنه سيصبح بعدها رمزا معروفا تجاوز إسمه بلدته الصغيرة تغجيجت , لتتصدر صوره حملات التضامن التي اطلقها مدونون مغاربة وناشطون دوليون للمطالبة بإطلاق سراحه , اعتقل حزام في السابع من ديسمبر من العام الماضي على خلفية نشره لبيان في مدونته على شبكة الإنترنت تناول تدخل أمني على وقفة طلابية سلمية في بلدته تغجيجت (200 جنوب أكادير ) و حكم ابتدائيا ب4 اشهر سجنا نافذة بتهمة نشر معلومات تسئ الى سمعة المغرب في مجال حقوق الإنسان, وخفف عنه الحكم في مرحلة الإستئناف ليغادر السجن هو وثلاثة من رفاقه بداية الأسبوع الماضي بعد حملات تضامينة ضاغطة قادتها جمعية المدونين المغاربة ..الجزيرة توك زارت حزام في منزله في اليوم الموالي لمعانقته الحرية , وحظيت بأول مقابلة صحفية مع مدون "تغجيجت" بعد شهرين قضاها وراء القضبان ..
س : بداية مرحبا بك البشير في الجزيرة توك ونهنئك مجددا على استعادة حريتك.. هل تحس الأن أنك حر فعلا بعد مغادرتك السجن ؟
اشكر الجزيرة توك على هذه الإلتفاتة ومساندتها لنا في قضيتنا ,أعتقد أنني الان حر طليق لإنني غادرت أسوار السجن وأتمنى أ ن تتاح لي حريتي كاملة في التعبير والتدوين أيضا , وان لا تسلب مني مجددا ... و اعتبر أن فرحتي بالحرية ستظل ناقصة مادام صديقي عبد الله بوكفو لا يزال وراء القضبان بعد الحكم عليه استئنافيا ب8 أشهر سجنا نافذا , إضافة الى المدون ابوبكر الليديب الذي اعتقل وحكم عليه في بداية هذا الشهر ابتدائيا ب 6 اشهر سجنا نافذا .. ونأمل ان ننال البراءة التامة من التهم المنسوبة إلينا.
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/99.jpg
س : بعد شهرين من السجن هل ندمت على ما نشرته في مدونتك ؟
أنا لم أندم إطلاقا ..لإنني لم ارتكب جرما لأندم عليه كل ما فعلته هو نشر بيان إستنكاري و توضيحي صادر عن لجنة طلابية بمنطقة تغجيجت والذي يستنكر الأحداث التي عرفتها بلدتي في بداية ديسمبر من العام الماضي وهو لا يزال منشورا في مدونتي لمن يريد الإطلاع عليه ... ما فعلته لا يعتبر إنتهاكا للقانون، كل ما قمت به هو فقط نشر معلومات عن أحداث وقعت على أرض الواقع..وهذا حقي الطبيعي.
س : هل ستستمر في التدوين مجددا بعد هذه التجربة المريرة ؟
رغم ماتعرضنا له من إعتقال تعسفي فأنا لا انوي إعتزال التدوين ولا أفكر إطلاقا في ذلك و لو أدى بي ذلك مجددا إلى نفس المصير..لأن التدوين والكتابة في اعتقادي مسألة مبدأ و حق من حقوقي المشروعة كمواطن وهذا يكفله لي القانون ولا احد يستطيع ان يمنعني من ذلك , هذا حقي طبعا مارسته وسأظل أمارسه في إطار القانون وألأخلاقيات المتعارف عليها في مجال النشر والتدوين.
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/88.jpg
س: على ماذا انصبت أسئلة رجال الأمن أثناء التحقيثق معك ؟
- للتذكير فقط فأنا لم اعتقل الا بعد أسبوع تقريبا على أحداث تغجيجت الأليمة وإنصبت أسئلة المحققين على البيان الذي نشرته حول احداث تغجيجت في مدونتي كما اسلفت وسألوني أيضا على مقال لي نشرته فيها منذ سنة 2007 حول الإنتخابات الجماعية حينها , ويحمل عنوان "الوعود الانتخابية : حقيقة أم خيال ؟!" ,وكان يضم بعض مواقفي ووجهات نظري من هذه الانتخابات , وحققوا معي حول عبارة كتبتها في هذا المقال وهي (على الغيورين الالتفاف حول ميثاق يحدد المعالم الكبرى للنظام السياسي ) وسألوني عن قصدي باستعمال عبارة "المعالم الكبرى للنظام السياسي " وبعدها سألوني عن مواقفي من النظامين الملكي والجمهوري وأسئلة أخرى تتعلق بجماعة العدل والاحسان .
س: صف لنا بعض معاناتكم أثناء فترة الإعتقال والسجن ؟
في بداية الأمر عانينا كثيرا،إذ كنت أفترش الأرض و أنام بقرب باب الزنزانة الضيق مع اثنين من المعتقلين الشئ الذي يجعل النوم صعبا في تلك الظروف حيث تعرف الغرفة اكتضاضا بسجناء الحق العام ،كما اصبت بضيق التنفس نتيجة كثافة الدخان المنبعت من سجائرالسجناء , ناهيك عن كثرة الصراصير و الحشرات و القمل التي تنهش أجسادنا إضافة الى الغبار والرائحة الكريهة الذي تنبعث من اغطية السجن البالية , وسبب لي ذلك حساسية شديدة ناهيك عن معاناتنا مع قلة المراحيض حيث يتناوب علي مرحاض واحد أكثر من 80 سجينا.. التغدية كانت سيئة للغاية بالإضافة إلى غياب أنشطة تربوية وتأهيلية داخل السجن... وعانينا أيضا من ا بعض التصرفات المشينة لبعض المسؤولين في السجن ضد المعتقلين غير أن دخولنا في نضالات مطللبية وكان أخرها إضراب عن الطعام إنذاري لمدة 48 ساعة إضافة الى الحملة التضامنية والضغط الذي مارسه زملائي المدونون والمنظمات الوطنية والدولية مشكورة هو الذي عجل بتحسين طفيف لظروفنا و تسلمنا أسرة النوم التي يستفيذ منه عادة السجناء القدامى.. و أصبحنا بعدها نعتمد على الأكلات التي نعدها بأنفسنا و الإستغناء عن وجبات السجن التي لاتتوفر فيها أدنى الشروط المطلوبة.
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/1ww.jpg
س: هل كنت تتوقع أن يكون كل هذا الزخم الإعلامي والحقوقي لقضيتك وكيف كنت تتابع أخبار هذا التضامن معك انت ورفاقك في السجن ؟
في الحقيقة لم أتوقع أن يصل هذا التضامن إلى هذه االحجم الكبير صراحة.. ولكن لم أفاجأ به حقيقة بإعتبار القضية التي أعتقلت انا وزملائي من أجلها هي متعلقة بحرية التعبير وهي قضية انسانية في المقام الأول, نشترك فيها مع كل إنسان حر في العالم.. ودفاعهم عن قضيتنا هو دفاع عن مبدأ حرية التعبير المكفول لكل مواطن بقوة القانون و المواثيق الدولية , إضافة الى ثقتي بزملائي المدونين المغاربة ونشطاء حقوق الإنسان في العالم الذين ساندونا في محنتنا ولم يتخلوا عنا , ولا انسى ايضا الدعم الكبير واليومي لاخواني في جماعة العدل والإحسان مشكورين..
كنا نتابع اخبار الحملة التضامنية التي قادتها جمعية المدونين المغاربة بشكل عام , وتصلنا اصداؤها عبر العائلات و الأصدقاء الذين يزورونا باستمرار , وتصلنا بين الفينة والأخرى بعض الجرائد , وكلما وصلنا خبر عن التضامن يدخل الفرح والسرور الى قلوبنا ويزداد أملنا وثقتنا بعدالة قضيتنا وبراءتنا مما نسب الينا..
ولم نكن نشك ولو لحظة أننا كنا مظلومين و يجب ان تنصفنا العدالة في اسرع وقت ويطلق سراحنا .
س: اعتقلت على خلفية أحداث تغجيجت بعد نشرك لبيان حولها في مدونتك.. الى أي مدى تعتقد أن قضيتك دفعت بالملف الإجتماعي لبلدتك تغجيجت إعلاميا وحقوقيا ؟
أعتقد أن الغاية التي من أجلها نشرت ذلك البيان في مدونتي تحققت ووصلت الرسالة إلى كل الآدان وأخص بالذكر المسؤولين في هذا البلد الذين يجب عليهم الإستجابة للمطالب الإجتماعية لساكنة تغجيجت التي تعيش في فقر مدقع و بطالة تنخر صفوف الشباب في منطقة منسية تفتقد للمرافق التي تكفل للمواطن أدنى شروط العيش الكريم , لاشك إذن أن حملة التضامن معنا اعلاميا وحقوقيا دفعت بقوة للتعريف بالوضع الإجتماعي لساكنة تغجيجت.
وأعتقد أن هذا هو دورنا الحقيقي نحن المدونين . ..وهونقل حقيقة الوضع في المناطق المهمشة التي لا يتناولها عادة الإعلام التقليدي ..نحن سعداء أننا نقلنا قضية مجتمعنا المحلي بواسطة التدوين الى العالم ,وللأسف تغجيجت ليست مهمشة اجتماعيا فقط بل حتى إعلاميا ونرى ان وسيلة التدوين جد مهمة لكسر هذا التهميش.
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/19531_229400058700_712443700_3098142_4888945_n.jpg
س: الان أصبحت معروفا ورمزا للمدونين ألا يشكل هذا ضغطا عليك ويحملك مسؤولية أكبر؟
بطبيعة الحال اصبحت اشعر بثقل المسؤولية أكثر من ذي قبل واتمنى من كل قلبي أن اكون عند حسن ظن الجميع خصوصا زملائي وأصدقائي المدونين الدين أكن لهم كل التقدير وأنا جد سعيد أن قضيتنا وحدت جميع المدونين والنشطاء رغم اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم الإيديولوجية وأتمنى ان أساهم أن شاء الله في استمرار هذه الوحدة والتآزر بين الجميع لأن قضيتنا واحدة.
س: كلمة أخيرة عبر الجزيرة توك للمدونين وكافة الذين تضامنوا معك
أتقدم بالشكر الجزيل لجمعية المدونين في شخص رئيسها المدون سعيد بن جبلي وجميع أعضائها وعضواتها و كافة المدونين والنشطاء داخل الوطن وخارجه الذين تضامنوا معنا و أشكر هيئة الدفاع وجميع المحامين الذين أزرونا طيلة المراحل الإبتدائية والإستئنافية من المحاكمات و كل المنابر الإعلامية وإخواني في جماعة العدل والإحسان و كافة المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية و كل ذوي المرؤات الذين ساندونا.
محمد أكنو -تغجيجت -جنوب المغرب
2010/02/15
أول مقابلة صحفية مع البشير حزام بعد الإفراج عنه
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/3bash.jpg
لم يكن يتوقع المدون البشير حزام (26 سنة ) أن تدوينة عادية في مدونته "البشرى" ستقوده الى غياهب السجون لمدة شهرين كاملين , ولم يتوقع أيضا أنه سيصبح بعدها رمزا معروفا تجاوز إسمه بلدته الصغيرة تغجيجت , لتتصدر صوره حملات التضامن التي اطلقها مدونون مغاربة وناشطون دوليون للمطالبة بإطلاق سراحه , اعتقل حزام في السابع من ديسمبر من العام الماضي على خلفية نشره لبيان في مدونته على شبكة الإنترنت تناول تدخل أمني على وقفة طلابية سلمية في بلدته تغجيجت (200 جنوب أكادير ) و حكم ابتدائيا ب4 اشهر سجنا نافذة بتهمة نشر معلومات تسئ الى سمعة المغرب في مجال حقوق الإنسان, وخفف عنه الحكم في مرحلة الإستئناف ليغادر السجن هو وثلاثة من رفاقه بداية الأسبوع الماضي بعد حملات تضامينة ضاغطة قادتها جمعية المدونين المغاربة ..الجزيرة توك زارت حزام في منزله في اليوم الموالي لمعانقته الحرية , وحظيت بأول مقابلة صحفية مع مدون "تغجيجت" بعد شهرين قضاها وراء القضبان ..
س : بداية مرحبا بك البشير في الجزيرة توك ونهنئك مجددا على استعادة حريتك.. هل تحس الأن أنك حر فعلا بعد مغادرتك السجن ؟
اشكر الجزيرة توك على هذه الإلتفاتة ومساندتها لنا في قضيتنا ,أعتقد أنني الان حر طليق لإنني غادرت أسوار السجن وأتمنى أ ن تتاح لي حريتي كاملة في التعبير والتدوين أيضا , وان لا تسلب مني مجددا ... و اعتبر أن فرحتي بالحرية ستظل ناقصة مادام صديقي عبد الله بوكفو لا يزال وراء القضبان بعد الحكم عليه استئنافيا ب8 أشهر سجنا نافذا , إضافة الى المدون ابوبكر الليديب الذي اعتقل وحكم عليه في بداية هذا الشهر ابتدائيا ب 6 اشهر سجنا نافذا .. ونأمل ان ننال البراءة التامة من التهم المنسوبة إلينا.
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/99.jpg
س : بعد شهرين من السجن هل ندمت على ما نشرته في مدونتك ؟
أنا لم أندم إطلاقا ..لإنني لم ارتكب جرما لأندم عليه كل ما فعلته هو نشر بيان إستنكاري و توضيحي صادر عن لجنة طلابية بمنطقة تغجيجت والذي يستنكر الأحداث التي عرفتها بلدتي في بداية ديسمبر من العام الماضي وهو لا يزال منشورا في مدونتي لمن يريد الإطلاع عليه ... ما فعلته لا يعتبر إنتهاكا للقانون، كل ما قمت به هو فقط نشر معلومات عن أحداث وقعت على أرض الواقع..وهذا حقي الطبيعي.
س : هل ستستمر في التدوين مجددا بعد هذه التجربة المريرة ؟
رغم ماتعرضنا له من إعتقال تعسفي فأنا لا انوي إعتزال التدوين ولا أفكر إطلاقا في ذلك و لو أدى بي ذلك مجددا إلى نفس المصير..لأن التدوين والكتابة في اعتقادي مسألة مبدأ و حق من حقوقي المشروعة كمواطن وهذا يكفله لي القانون ولا احد يستطيع ان يمنعني من ذلك , هذا حقي طبعا مارسته وسأظل أمارسه في إطار القانون وألأخلاقيات المتعارف عليها في مجال النشر والتدوين.
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/88.jpg
س: على ماذا انصبت أسئلة رجال الأمن أثناء التحقيثق معك ؟
- للتذكير فقط فأنا لم اعتقل الا بعد أسبوع تقريبا على أحداث تغجيجت الأليمة وإنصبت أسئلة المحققين على البيان الذي نشرته حول احداث تغجيجت في مدونتي كما اسلفت وسألوني أيضا على مقال لي نشرته فيها منذ سنة 2007 حول الإنتخابات الجماعية حينها , ويحمل عنوان "الوعود الانتخابية : حقيقة أم خيال ؟!" ,وكان يضم بعض مواقفي ووجهات نظري من هذه الانتخابات , وحققوا معي حول عبارة كتبتها في هذا المقال وهي (على الغيورين الالتفاف حول ميثاق يحدد المعالم الكبرى للنظام السياسي ) وسألوني عن قصدي باستعمال عبارة "المعالم الكبرى للنظام السياسي " وبعدها سألوني عن مواقفي من النظامين الملكي والجمهوري وأسئلة أخرى تتعلق بجماعة العدل والاحسان .
س: صف لنا بعض معاناتكم أثناء فترة الإعتقال والسجن ؟
في بداية الأمر عانينا كثيرا،إذ كنت أفترش الأرض و أنام بقرب باب الزنزانة الضيق مع اثنين من المعتقلين الشئ الذي يجعل النوم صعبا في تلك الظروف حيث تعرف الغرفة اكتضاضا بسجناء الحق العام ،كما اصبت بضيق التنفس نتيجة كثافة الدخان المنبعت من سجائرالسجناء , ناهيك عن كثرة الصراصير و الحشرات و القمل التي تنهش أجسادنا إضافة الى الغبار والرائحة الكريهة الذي تنبعث من اغطية السجن البالية , وسبب لي ذلك حساسية شديدة ناهيك عن معاناتنا مع قلة المراحيض حيث يتناوب علي مرحاض واحد أكثر من 80 سجينا.. التغدية كانت سيئة للغاية بالإضافة إلى غياب أنشطة تربوية وتأهيلية داخل السجن... وعانينا أيضا من ا بعض التصرفات المشينة لبعض المسؤولين في السجن ضد المعتقلين غير أن دخولنا في نضالات مطللبية وكان أخرها إضراب عن الطعام إنذاري لمدة 48 ساعة إضافة الى الحملة التضامنية والضغط الذي مارسه زملائي المدونون والمنظمات الوطنية والدولية مشكورة هو الذي عجل بتحسين طفيف لظروفنا و تسلمنا أسرة النوم التي يستفيذ منه عادة السجناء القدامى.. و أصبحنا بعدها نعتمد على الأكلات التي نعدها بأنفسنا و الإستغناء عن وجبات السجن التي لاتتوفر فيها أدنى الشروط المطلوبة.
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/1ww.jpg
س: هل كنت تتوقع أن يكون كل هذا الزخم الإعلامي والحقوقي لقضيتك وكيف كنت تتابع أخبار هذا التضامن معك انت ورفاقك في السجن ؟
في الحقيقة لم أتوقع أن يصل هذا التضامن إلى هذه االحجم الكبير صراحة.. ولكن لم أفاجأ به حقيقة بإعتبار القضية التي أعتقلت انا وزملائي من أجلها هي متعلقة بحرية التعبير وهي قضية انسانية في المقام الأول, نشترك فيها مع كل إنسان حر في العالم.. ودفاعهم عن قضيتنا هو دفاع عن مبدأ حرية التعبير المكفول لكل مواطن بقوة القانون و المواثيق الدولية , إضافة الى ثقتي بزملائي المدونين المغاربة ونشطاء حقوق الإنسان في العالم الذين ساندونا في محنتنا ولم يتخلوا عنا , ولا انسى ايضا الدعم الكبير واليومي لاخواني في جماعة العدل والإحسان مشكورين..
كنا نتابع اخبار الحملة التضامنية التي قادتها جمعية المدونين المغاربة بشكل عام , وتصلنا اصداؤها عبر العائلات و الأصدقاء الذين يزورونا باستمرار , وتصلنا بين الفينة والأخرى بعض الجرائد , وكلما وصلنا خبر عن التضامن يدخل الفرح والسرور الى قلوبنا ويزداد أملنا وثقتنا بعدالة قضيتنا وبراءتنا مما نسب الينا..
ولم نكن نشك ولو لحظة أننا كنا مظلومين و يجب ان تنصفنا العدالة في اسرع وقت ويطلق سراحنا .
س: اعتقلت على خلفية أحداث تغجيجت بعد نشرك لبيان حولها في مدونتك.. الى أي مدى تعتقد أن قضيتك دفعت بالملف الإجتماعي لبلدتك تغجيجت إعلاميا وحقوقيا ؟
أعتقد أن الغاية التي من أجلها نشرت ذلك البيان في مدونتي تحققت ووصلت الرسالة إلى كل الآدان وأخص بالذكر المسؤولين في هذا البلد الذين يجب عليهم الإستجابة للمطالب الإجتماعية لساكنة تغجيجت التي تعيش في فقر مدقع و بطالة تنخر صفوف الشباب في منطقة منسية تفتقد للمرافق التي تكفل للمواطن أدنى شروط العيش الكريم , لاشك إذن أن حملة التضامن معنا اعلاميا وحقوقيا دفعت بقوة للتعريف بالوضع الإجتماعي لساكنة تغجيجت.
وأعتقد أن هذا هو دورنا الحقيقي نحن المدونين . ..وهونقل حقيقة الوضع في المناطق المهمشة التي لا يتناولها عادة الإعلام التقليدي ..نحن سعداء أننا نقلنا قضية مجتمعنا المحلي بواسطة التدوين الى العالم ,وللأسف تغجيجت ليست مهمشة اجتماعيا فقط بل حتى إعلاميا ونرى ان وسيلة التدوين جد مهمة لكسر هذا التهميش.
http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/19531_229400058700_712443700_3098142_4888945_n.jpg
س: الان أصبحت معروفا ورمزا للمدونين ألا يشكل هذا ضغطا عليك ويحملك مسؤولية أكبر؟
بطبيعة الحال اصبحت اشعر بثقل المسؤولية أكثر من ذي قبل واتمنى من كل قلبي أن اكون عند حسن ظن الجميع خصوصا زملائي وأصدقائي المدونين الدين أكن لهم كل التقدير وأنا جد سعيد أن قضيتنا وحدت جميع المدونين والنشطاء رغم اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم الإيديولوجية وأتمنى ان أساهم أن شاء الله في استمرار هذه الوحدة والتآزر بين الجميع لأن قضيتنا واحدة.
س: كلمة أخيرة عبر الجزيرة توك للمدونين وكافة الذين تضامنوا معك
أتقدم بالشكر الجزيل لجمعية المدونين في شخص رئيسها المدون سعيد بن جبلي وجميع أعضائها وعضواتها و كافة المدونين والنشطاء داخل الوطن وخارجه الذين تضامنوا معنا و أشكر هيئة الدفاع وجميع المحامين الذين أزرونا طيلة المراحل الإبتدائية والإستئنافية من المحاكمات و كل المنابر الإعلامية وإخواني في جماعة العدل والإحسان و كافة المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية و كل ذوي المرؤات الذين ساندونا.
محمد أكنو -تغجيجت -جنوب المغرب
2010/02/15