مشاهدة النسخة كاملة : حوارات المدون البشير حزام بعد خروجه من السجن هنا ...



عادل محسن
24-02-2010, 23:49
مدون "تغجيجت" يتحدث للجزيرة توك
أول مقابلة صحفية مع البشير حزام بعد الإفراج عنه


http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/3bash.jpg

لم يكن يتوقع المدون البشير حزام (26 سنة ) أن تدوينة عادية في مدونته "البشرى" ستقوده الى غياهب السجون لمدة شهرين كاملين , ولم يتوقع أيضا أنه سيصبح بعدها رمزا معروفا تجاوز إسمه بلدته الصغيرة تغجيجت , لتتصدر صوره حملات التضامن التي اطلقها مدونون مغاربة وناشطون دوليون للمطالبة بإطلاق سراحه , اعتقل حزام في السابع من ديسمبر من العام الماضي على خلفية نشره لبيان في مدونته على شبكة الإنترنت تناول تدخل أمني على وقفة طلابية سلمية في بلدته تغجيجت (200 جنوب أكادير ) و حكم ابتدائيا ب4 اشهر سجنا نافذة بتهمة نشر معلومات تسئ الى سمعة المغرب في مجال حقوق الإنسان, وخفف عنه الحكم في مرحلة الإستئناف ليغادر السجن هو وثلاثة من رفاقه بداية الأسبوع الماضي بعد حملات تضامينة ضاغطة قادتها جمعية المدونين المغاربة ..الجزيرة توك زارت حزام في منزله في اليوم الموالي لمعانقته الحرية , وحظيت بأول مقابلة صحفية مع مدون "تغجيجت" بعد شهرين قضاها وراء القضبان ..

س : بداية مرحبا بك البشير في الجزيرة توك ونهنئك مجددا على استعادة حريتك.. هل تحس الأن أنك حر فعلا بعد مغادرتك السجن ؟

اشكر الجزيرة توك على هذه الإلتفاتة ومساندتها لنا في قضيتنا ,أعتقد أنني الان حر طليق لإنني غادرت أسوار السجن وأتمنى أ ن تتاح لي حريتي كاملة في التعبير والتدوين أيضا , وان لا تسلب مني مجددا ... و اعتبر أن فرحتي بالحرية ستظل ناقصة مادام صديقي عبد الله بوكفو لا يزال وراء القضبان بعد الحكم عليه استئنافيا ب8 أشهر سجنا نافذا , إضافة الى المدون ابوبكر الليديب الذي اعتقل وحكم عليه في بداية هذا الشهر ابتدائيا ب 6 اشهر سجنا نافذا .. ونأمل ان ننال البراءة التامة من التهم المنسوبة إلينا.


http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/99.jpg

س : بعد شهرين من السجن هل ندمت على ما نشرته في مدونتك ؟

أنا لم أندم إطلاقا ..لإنني لم ارتكب جرما لأندم عليه كل ما فعلته هو نشر بيان إستنكاري و توضيحي صادر عن لجنة طلابية بمنطقة تغجيجت والذي يستنكر الأحداث التي عرفتها بلدتي في بداية ديسمبر من العام الماضي وهو لا يزال منشورا في مدونتي لمن يريد الإطلاع عليه ... ما فعلته لا يعتبر إنتهاكا للقانون، كل ما قمت به هو فقط نشر معلومات عن أحداث وقعت على أرض الواقع..وهذا حقي الطبيعي.

س : هل ستستمر في التدوين مجددا بعد هذه التجربة المريرة ؟

رغم ماتعرضنا له من إعتقال تعسفي فأنا لا انوي إعتزال التدوين ولا أفكر إطلاقا في ذلك و لو أدى بي ذلك مجددا إلى نفس المصير..لأن التدوين والكتابة في اعتقادي مسألة مبدأ و حق من حقوقي المشروعة كمواطن وهذا يكفله لي القانون ولا احد يستطيع ان يمنعني من ذلك , هذا حقي طبعا مارسته وسأظل أمارسه في إطار القانون وألأخلاقيات المتعارف عليها في مجال النشر والتدوين.


http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/88.jpg

س: على ماذا انصبت أسئلة رجال الأمن أثناء التحقيثق معك ؟

- للتذكير فقط فأنا لم اعتقل الا بعد أسبوع تقريبا على أحداث تغجيجت الأليمة وإنصبت أسئلة المحققين على البيان الذي نشرته حول احداث تغجيجت في مدونتي كما اسلفت وسألوني أيضا على مقال لي نشرته فيها منذ سنة 2007 حول الإنتخابات الجماعية حينها , ويحمل عنوان "الوعود الانتخابية : حقيقة أم خيال ؟!" ,وكان يضم بعض مواقفي ووجهات نظري من هذه الانتخابات , وحققوا معي حول عبارة كتبتها في هذا المقال وهي (على الغيورين الالتفاف حول ميثاق يحدد المعالم الكبرى للنظام السياسي ) وسألوني عن قصدي باستعمال عبارة "المعالم الكبرى للنظام السياسي " وبعدها سألوني عن مواقفي من النظامين الملكي والجمهوري وأسئلة أخرى تتعلق بجماعة العدل والاحسان .

س: صف لنا بعض معاناتكم أثناء فترة الإعتقال والسجن ؟

في بداية الأمر عانينا كثيرا،إذ كنت أفترش الأرض و أنام بقرب باب الزنزانة الضيق مع اثنين من المعتقلين الشئ الذي يجعل النوم صعبا في تلك الظروف حيث تعرف الغرفة اكتضاضا بسجناء الحق العام ،كما اصبت بضيق التنفس نتيجة كثافة الدخان المنبعت من سجائرالسجناء , ناهيك عن كثرة الصراصير و الحشرات و القمل التي تنهش أجسادنا إضافة الى الغبار والرائحة الكريهة الذي تنبعث من اغطية السجن البالية , وسبب لي ذلك حساسية شديدة ناهيك عن معاناتنا مع قلة المراحيض حيث يتناوب علي مرحاض واحد أكثر من 80 سجينا.. التغدية كانت سيئة للغاية بالإضافة إلى غياب أنشطة تربوية وتأهيلية داخل السجن... وعانينا أيضا من ا بعض التصرفات المشينة لبعض المسؤولين في السجن ضد المعتقلين غير أن دخولنا في نضالات مطللبية وكان أخرها إضراب عن الطعام إنذاري لمدة 48 ساعة إضافة الى الحملة التضامنية والضغط الذي مارسه زملائي المدونون والمنظمات الوطنية والدولية مشكورة هو الذي عجل بتحسين طفيف لظروفنا و تسلمنا أسرة النوم التي يستفيذ منه عادة السجناء القدامى.. و أصبحنا بعدها نعتمد على الأكلات التي نعدها بأنفسنا و الإستغناء عن وجبات السجن التي لاتتوفر فيها أدنى الشروط المطلوبة.


http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/1ww.jpg

س: هل كنت تتوقع أن يكون كل هذا الزخم الإعلامي والحقوقي لقضيتك وكيف كنت تتابع أخبار هذا التضامن معك انت ورفاقك في السجن ؟

في الحقيقة لم أتوقع أن يصل هذا التضامن إلى هذه االحجم الكبير صراحة.. ولكن لم أفاجأ به حقيقة بإعتبار القضية التي أعتقلت انا وزملائي من أجلها هي متعلقة بحرية التعبير وهي قضية انسانية في المقام الأول, نشترك فيها مع كل إنسان حر في العالم.. ودفاعهم عن قضيتنا هو دفاع عن مبدأ حرية التعبير المكفول لكل مواطن بقوة القانون و المواثيق الدولية , إضافة الى ثقتي بزملائي المدونين المغاربة ونشطاء حقوق الإنسان في العالم الذين ساندونا في محنتنا ولم يتخلوا عنا , ولا انسى ايضا الدعم الكبير واليومي لاخواني في جماعة العدل والإحسان مشكورين..
كنا نتابع اخبار الحملة التضامنية التي قادتها جمعية المدونين المغاربة بشكل عام , وتصلنا اصداؤها عبر العائلات و الأصدقاء الذين يزورونا باستمرار , وتصلنا بين الفينة والأخرى بعض الجرائد , وكلما وصلنا خبر عن التضامن يدخل الفرح والسرور الى قلوبنا ويزداد أملنا وثقتنا بعدالة قضيتنا وبراءتنا مما نسب الينا..
ولم نكن نشك ولو لحظة أننا كنا مظلومين و يجب ان تنصفنا العدالة في اسرع وقت ويطلق سراحنا .

س: اعتقلت على خلفية أحداث تغجيجت بعد نشرك لبيان حولها في مدونتك.. الى أي مدى تعتقد أن قضيتك دفعت بالملف الإجتماعي لبلدتك تغجيجت إعلاميا وحقوقيا ؟

أعتقد أن الغاية التي من أجلها نشرت ذلك البيان في مدونتي تحققت ووصلت الرسالة إلى كل الآدان وأخص بالذكر المسؤولين في هذا البلد الذين يجب عليهم الإستجابة للمطالب الإجتماعية لساكنة تغجيجت التي تعيش في فقر مدقع و بطالة تنخر صفوف الشباب في منطقة منسية تفتقد للمرافق التي تكفل للمواطن أدنى شروط العيش الكريم , لاشك إذن أن حملة التضامن معنا اعلاميا وحقوقيا دفعت بقوة للتعريف بالوضع الإجتماعي لساكنة تغجيجت.

وأعتقد أن هذا هو دورنا الحقيقي نحن المدونين . ..وهونقل حقيقة الوضع في المناطق المهمشة التي لا يتناولها عادة الإعلام التقليدي ..نحن سعداء أننا نقلنا قضية مجتمعنا المحلي بواسطة التدوين الى العالم ,وللأسف تغجيجت ليست مهمشة اجتماعيا فقط بل حتى إعلاميا ونرى ان وسيلة التدوين جد مهمة لكسر هذا التهميش.


http://www.aljazeeratalk.net/sites/default/files/imagecache/post_photos/post_images/19531_229400058700_712443700_3098142_4888945_n.jpg

س: الان أصبحت معروفا ورمزا للمدونين ألا يشكل هذا ضغطا عليك ويحملك مسؤولية أكبر؟

بطبيعة الحال اصبحت اشعر بثقل المسؤولية أكثر من ذي قبل واتمنى من كل قلبي أن اكون عند حسن ظن الجميع خصوصا زملائي وأصدقائي المدونين الدين أكن لهم كل التقدير وأنا جد سعيد أن قضيتنا وحدت جميع المدونين والنشطاء رغم اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم الإيديولوجية وأتمنى ان أساهم أن شاء الله في استمرار هذه الوحدة والتآزر بين الجميع لأن قضيتنا واحدة.

س: كلمة أخيرة عبر الجزيرة توك للمدونين وكافة الذين تضامنوا معك

أتقدم بالشكر الجزيل لجمعية المدونين في شخص رئيسها المدون سعيد بن جبلي وجميع أعضائها وعضواتها و كافة المدونين والنشطاء داخل الوطن وخارجه الذين تضامنوا معنا و أشكر هيئة الدفاع وجميع المحامين الذين أزرونا طيلة المراحل الإبتدائية والإستئنافية من المحاكمات و كل المنابر الإعلامية وإخواني في جماعة العدل والإحسان و كافة المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية و كل ذوي المرؤات الذين ساندونا.



محمد أكنو -تغجيجت -جنوب المغرب
2010/02/15

أشرف
25-02-2010, 15:10
بارك الله فيك على نشر الإستجواب

الحمد لله على سلامة خونا فالله

عادل محسن
04-03-2010, 23:29
المدون البشير حزام في حوار مع موقع الجماعة

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/33632_large.jpg

جرت بمنطقة تغجيجت إقليم كلميم احتجاجات طلابية في بداية دجنبر الماضي، تلاها تدخل أمني عنيف أسفر عن اعتقال المدون البشير حزام وبعض الطلبة ومسير نادي الانترنت.
حكم عليهم بمدد حبسية وغرامات متفاوتة، كما عرف ملفهم مواكبة إعلامية خاصة.

نستضيف المدون البشير حزام في هذا الحوار بعد خروجه من السجن ليتحدث عن طبيعة الأحداث التي وقعت وحيثيات الاعتقال والمحاكمة وظروف السجن وأجواء الخروج منه.

سؤال:بداية أشكر الأخ المدون البشير حزام وعائلته على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وأبدأ بالسؤال الافتتاحي من هو البشير حزام؟
جواب:أشكر الطاقم المشرف على موقع جماعة العدل والإحسان aljamaa.com وأتمنى لهم دوام التوفيق والتألق. أنا البشير حزام من مواليد 1982 بتغجيجت تلقيت تعليمي الابتدائي والإعدادي بهذه المنطقة، ثم السنة الأولى والثانية ثانوي ببويزكارن حصلت على الباكالوريا سنة 2002 بتغجيجت، التحقت بعدها بكلية الشريعة بأيت ملول – أكادير تخرجت منها حاصلا على الإجازة في الشريعة والقانون سنة 2008.
سؤال:ما هي اهتماماتكم في هذه المرحلة؟
جواب:انخرطت مبكرا في العمل الجمعوي ضمن أنشطة الجمعيات المحلية وانخرطت في الأنشطة التلاميذية ثم الأنشطة الطلابية في صفوف فصيل طلبة العدل والإحسان.
سؤال:لماذا التدوين الإلكتروني؟
جواب:اكتشفت عالم التدوين الإلكتروني عندما كنت طالبا حيث اطلعت على مقالات ومحاضرات أحد أساتذتي نشرها بمدونته الشخصية فبحثت عن كيفية إنشاء مدونة خاصة وهذا ما تمكنت منه على اعتبار أن ذلك متاح لكل شخص يتعامل مع شبكة الإنترنت مجانا. فأنشأت مدونتي الخاصة سميتها مدونة "البشرى" كواجهة إعلامية لنشر أفكاري وآرائي، كما أردت أن أتواصل عبرها مع باقي المدونين نظرا لما تتيحه هذه الوسيلة من حرية نسبية في التعبير والسرعة في التواصل والإفلات من كثير من الرقابة المفروضة على باقي وسائل الإعلام الأخرى.
سؤال:لم تعرف الأحداث التي جرت بتغجيجت إلا بعد اعتقالكم فكان الزخم الإعلامي الذي واكب اعتقالكم أكثر من تغطية الأحداث فما الذي جرى بتغجيجت؟
جواب:باختصار نظم الطلبة المنحدرون من تغجيجت وقفة احتجاجية سلمية يطالبون فيها بمطالب عادية وبسيطة مثل النقل، المنح الدراسية، الخزانة، دعم البنيات التحتية بالمنطقة: دور الشباب، المكتبات العمومية دعم بحوث الطلبة وغيرها من المطالب الاجتماعية التي يطالب بها باقي سكان المغرب.
سؤال:هل كانت هذه الاحتجاجات طلابية ثم تبناها المجتمع بعد ذلك أم أنها طلابية محضة؟
جواب:كانت في بدايتها طلابية صرفة لكن بعد التدخل الأمني العنيف وتعرض الكثير من أبناء تغجيجت للضرب المبرح والرفس ومختلف أنواع الإهانة أمام مرأى ذويهم وأقاربهم وتحت أنظار كل ساكنة تغجيجت. تحولت هذه الاحتجاجات إلى شأن محلي يهم كل ساكنة تغجيجت التي استنكرت عنف قوات الأمن والتفت حول الطلبة وساندتهم.
سؤال:مادامت هذه الأحداث سلمية ومطالبكم معقولة ما الداعي إلى الإفراط في العنف من قبل السلطة؟
جواب:هذا هو السؤال الذي حير سكان تغجيجت، فالوقفة الاحتجاجية كانت سلمية ورفعت فيها شعارات مسؤولة وتم تطويقها من قبل رجال الأمن والدرك والقوات المساعدة فانهالوا على المحتجين بالرفس والضرب وسائر أنواع العنف والقمع أمام مرأى ذويهم فطبيعي أن تصدر بعض ردود الفعل البسيطة التي لا ترقى إلى مستوى عنف رجال السلطة.
سؤال:بعد هذه الأحداث هل تم انتقاء المعتقلين عشوائيا أم بناءا على لوائح معدة سلفا؟

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/33633_large.jpg
جواب:لا يمكن الجزم بذلك، كل ما رشح من معلومات من أعوان السلطة أن هذه الأخيرة وضعت لوائح لكل النشطاء وكل الموجودين بهذه الوقفة الاحتجاجية.
سؤال:هل تم اعتقالكم إبان الأحداث أم بعد انتهاء الاحتجاجات؟
جواب:تم اعتقال ثلاث طلبة في ذلك اليوم 2009/12/01 بعد الوقفة الاحتجاجية السلمية، ومسير نادي الإنترنت تم اعتقاله في اليوم الرابع من الأحداث بعد اقتحام ناديه من طرف الدرك وحجز ما فيه من المعدات الإلكترونية. كما تعرض بدوره عند اعتقاله لأبشع صنوف التعذيب والإهانة، أما أنا فقد استدعيت بعد ذلك من قبل مركز الضابطة القضائية بكلميم.
سؤال:بعد استجابتكم لاستدعاء الضابطة القضائية على ماذا كان التركيز أثناء الاستنطاق؟
جواب:في البداية كان التركيز على بيان الطلبة المحتجين الذي نشرته بمدونتي الخاصة ثم سألوني عن مشاركتي في هذه الأحداث، وهو ما نفيته بالمطلق لأنني فعلا لم أصل إلى مكان الاحتجاجات إلا بعد فض الوقفة الاحتجاجية بالعنف في ذلك اليوم و لم أشارك فيها. وحاول المحقق استدراجي إلى الاعتراف بالمشاركة في الأحداث تارة بالسب والاستفزاز وتارة بأسئلة ملغومة، كما سألوا عن مقال قديم نشرته حول الانتخابات السابقة بعنوان: "الوعود الانتخابية حقيقة أم خيال" وركزوا كثيرا على عبارة وردت في المقال كتبت فيها "يجب على كل الغيورين الالتفاف على ميثاق وطني يحدد معالم النظام السياسي" فوقفوا كثيرا على معنى "النظام السياسي" فكان جوابي أن هذا الميثاق هو ما فتأت جماعة العدل والإحسان التي أنتمي إليها تدعو إليه منذ سنوات وطبيعة النظام السياسي الذي تنشده هو الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة كما تبشر بها الأحاديث النبوية، وأدبيات الجماعة في هذا الشأن معروفة ومنشورة ولا غبار عليها. وسألوا كثيرا على بعض مواقف الجماعة وآرائها السياسية ومن الأسئلة المضحكة التي طرحت علي "من ترشح أن يكون خليفة للمسلمين؟"
سؤال:هل حاولوا أثناء الاستنطاق ربط انتماءك لجماعة العدل والإحسان بأحداث تغجيجت؟
جواب:أبدا، لأنهم يعلمون جيدا مواقف الجماعة واحتجاجات تغجيجت طلابية صرفة لم يكن لي ولا للجماعة يد فيها.
سؤال:من خلال سيرورة التحقيق هل لامست تغيرا في أسلوب تعامل المحققين بعد أن عرفوا أنك عضو من جماعة العدل والإحسان؟
جواب:لم ألاحظ ذلك إنما في البداية حاول أحد المحققين استفزازي بالسب والشتم وأساليب الإهانة خاصة عندما لاحظ إصراري على عدم المشاركة فيها لأن هذا هو الواقع. فتدخل محقق آخر وقال لصاحبه إن أعضاء جماعة العدل والإحسان نشيطون وصادقون ولا يكذبون فيما يقولون فكف المحقق الأول بعد ذلك عن أسلوب الاستفزاز وسلك مسلك الحوار الهادئ.
سؤال:بعد حضور الجلسة الأولى بالمحكمة الابتدائية بكلميم ماذا كنتم تتوقعون؟
جواب:في الحقيقة بعد الاستنطاق وتقديمي لوكيل الملك كنت أتوقع كل شيء خاصة أن هناك تناقض كبير بين ما صرحت به في محاضر الضابطة القضائية ولائحة الاتهام التي تضم المشاركة في التجمهر المسلح وهانة موظفين عموميين أثناء قيامهم بعملهم واستعمال العنف في حقهم وتعييب شيء مخصص للمنفعة العامة والتحريض على التمييز العنصري والكراهية والعنف ونشر معلومات من شأنها أن تسيء إلى سمعة المغرب في مجال حقوق الإنسان.
فمن جهة نفيت المشاركة في الأحداث الاحتجاجية والبيان الذي نشرته بمدونتي عادي ولغته بسيطة يضم مطالب الطلبة وليس فيه ما يمس بأحد من رموز السلطة، فكنت أتوقع تبرئتي وإخلاء سبيلي. كذلك قامت هيئة الدفاع مشكورة بعمل جبار تمكن السادة المحامون من دحض ادعاءات النيابة العامة ولم يبق في نظرنا ما يدعو إلى الزج بنا في السجن وسياق المحاكمة كله يسير في اتجاه الحكم ببراءتنا.
سؤال:هل فاجأكم الحكم الصادر في حقكم؟
جواب:نعم فوجئنا به كما فوجئت هيئة الدفاع فخرجنا مقتنعين أن المحكمة تعاملت مع الملف سياسيا والأحكام الصادرة في حقنا كما يبدو لم تكن بناء على حيثيات المحاضر بل وفق منطق آخر نجهله.
سؤال:هل تريد السلطة إيصال رسالة ما إلى ساكنة تغجيجت عبر هذه الأحكام؟
جواب:أكيد فالتدخل الأمني العنيف وأجواء الاعتقال وطبيعة التهم والمحاكمات والأحكام بالسجن والغرامات كان الهدف منها إخماد نضالات سكان تغجيجت ومحاولة تخويف الطلبة المناضلين وكافة نشطاء المجتمع المدني لثنيهم عن مواصلة النضال والاحتجاج، وهكذا تتعامل السلطة دائما مع نضالات الساكنة إذا عجزت عن الاستجابة لمطالبهم أو محاورتهم فتلجأ إلى أسلوب التهديد والوعيد.
سؤال:بعد الحكم الابتدائي تم نقلكم إلى سجن تزنيت حوالي 150 كلم عن كلميم ما هي ظروفكم بهذا السجن؟
جواب:وضعيتنا بسجن تزنيت مزرية فقد حشرونا مع سجناء الحق العام في زنازين جد مكتظة إلى درجة أنني كنت أنام بجانب باب الغرفة على الأرض في غياب الأسرة قبالة الباب مباشرة، فأضطر إلى جمع أغراضي عند الدخول والخروج باستمرار وهذا جد مزعج. فطالبنا إدارة السجن بجمعنا نحن معتقلي تغجيجت باعتبارنا سجناء رأي في مكان واحد، وطالبنا كذلك بمدنا باللوازم الضرورية: بطانية وسرير على الأقل. وأمهلنا المسؤولين عن السجن مدة معينة وعندما لم يستجيبوا لمطالبنا أصدرنا بيانا يشير إلى وضعيتنا نشر بوسائل الإعلام خاصة الإلكترونية. وبعد ذلك تحاورنا مع بعض المسؤولين لمدة يومين وتمت الاستجابة لبعض مطالبنا فجمعونا في زنزانة وإن كان فيها سجناء آخرين، وحصلنا على الأسرة أما الوجبات الغذائية التي تقدم للسجناء فيأنف من أكلها الحيوان ما بالك بالإنسان واضطررنا لإعداد الوجبات بأنفسنا والاستغناء عن وجبات السجن.
سؤال:بعد تأجيل الجلسة الاستئنافية الأولى كيف مرت محاكمة الاستئناف الثانية يوم 2010/02/08؟
جواب:تأجلت الجلسة الاستئنافية الأولى التي انعقدت يوم 2010/01/18 بسبب ارتباط بعض المعتقلين بالامتحانات فعرفت الجلسة الاستئنافية يوم 2010/02/08 حضورا إعلاميا واسعا وهيأة دفاع مكونة من أكثر من ثلاثين محاميا من مختلف الهيئات بالمغرب بالإضافة إلى عائلاتنا وبعض الأصدقاء والمدونين ونشطاء حقوقيين فضلا عن بعض إخواني في جماعة العدل والإحسان.
وركزت هيئة الدفاع في دفوعاتها الشكلية على براءتنا من المنسوب إلينا وقام السادة المحامون كما في السابق بمرافعات متقنة استطاعوا من خلالها تفنيد كل التهم الموجهة ضدنا، وكشفوا عن تناقضات وخروقات شابت محاضر الضابطة القضائية، كما أن النيابة العامة عجزت عن إثبات هذه التهم بأدلة واضحة وقانونية، فكان انطباعنا وانطباع هيئة الدفاع وكل الحاضرين هو الحكم ببراءتنا قبل النطق به من قبل هيئة المحكمة. لكن فوجئنا كما في السابق بإصرار هيئة المحكمة على إدانتنا وإن تم تخفيض مدة السجن بالنسبة لي من أربعة أشهر إلى شهرين والآخرين من ستة أشهر إلى شهرين وعبد الله بوكفو مسير نادي الانترنت من سنة إلى ثمانية أشهر. وهي أحكام جد قاسية بالنظر إلى حيثيات ملفنا وليس هناك أي سند واقعي ولا قانوني للتهم التي وجهت إلينا.
سؤال:ما وقع حكم الاستئناف عليكم بعد النطق به؟
جواب:كان مفاجأة خصوصا أننا كنا متأكدين من براءتنا. وبقدر فرحتنا بمعانقة الحرية لأن السجن رهيب ولو كان يوما واحدا فهي فرحة ناقصة لأننا خلفنا وراءنا سجناء آخرين وراء القضبان لن تكتمل الفرحة إلا بعد خروجهم جميعا.
سؤال:من المعروف أن السجناء الآخرين لهم انتماءات تنظيمية مختلفة ومرجعيات فكرية متباينة: يسار وأمازيغيون وأنت من العدل والإحسان. هل شكل السجن مناسبة للحوار وتبادل وجهات النظر بينكم؟
جواب:نعم، رغم ما أشرت إليه من اختلاف المشارب الفكرية فقد تشكلت فيما بيننا وشائج الألفة والمودة والتضامن ولم نحس أننا مختلفين، نعم جرت بيننا في بعض الأحيان نقاشات تبادلنا خلالها وجهات النظر في الهموم المشتركة وقضايا منطقتنا ولم يكن اختلاف المرجعيات الفكرية يمنع من تفاهمنا وتضامننا، وأعتقد أنهم خرجوا بانطباعات جيدة عن الإسلاميين وجماعة العدل والإحسان على وجه الخصوص، خاصة أنني كنت أنصت إليهم كثيرا وأتفادى الخوض في تفاصيل القضايا الخاصة جدا فكنت أركز أكثر على ما يجمعنا وليس ما يخص كل طرف لوحده. فالمعتقلون خاصة اليساريون اندهشوا لما لامسوه من التقارب الحاصل بيننا فربما الكثير من الحواجز التي يتصورونها كانت نفسية بالدرجة الأولى وليست واقعية. فبالنقاش الهادئ تتضح الرؤى والمواقف، فإن لم يكن للسجن فضل فهذه مزية كبيرة.
سؤال:حظيتم بباب السجن بعد خروجكم باستقبال كبير وبمنطقتكم تغجيجت ما هو شعوركم إبان ذلك؟
جواب:حقيقة كان الاستقبال رائعا بهرني كثيرا خاصة أنني وجدت بباب السجن إخواني من جماعة العدل والإحسان ووسائل الإعلام وبعض المحامين فضلا عن إخواني وأصدقائي، أما بمنطقة تغجيجت فحفاوة الاستقبال ليست غريبة لما بين الناس من أواصر القربى والجوار فعندما يحل مكروه بأحد يسارع كافة الناس إلى مواساته والتضامن معه. وبوادينا مازالت فيها قيم التضامن والمواساة حية وقوية. فلامست في عموم الناس مظاهر الحفاوة والفرحة الغامرة، أعجز حقيقة عن وصف مشاعري أو التعبير عما أكنه لهم ولعائلتي من الحب والتقدير.
سؤال:هل هذا يجعلكم أكثر إصرارا على الاستمرارية على هذا المنوال؟
جواب:فرحة الناس لدى استقبالهم لي لها أكثر من دلالة جعلتني أحس بواجب المسؤولية تجاههم على الأقل اجتماعيا وجعلتني أكثر عزما على المواصلة في درب مناصرة قضايا المستضعفين والتعبير عن همومهم بما توفر لدي من إمكانيات على قلتها.
سؤال:كيف ترون ملف حقوق الإنسان وحرية التعبير بالمغرب في زمن التدوين والتضامن الإلكترونيين؟
جواب:بناء على تقارير المنظمات الحقوقية الدولية والوطنية فوضعية حقوق الإنسان وحرية التعبير في تقهقر وتراجع والدليل على ذلك محاكمة المدونين ورجال الصحافة وإقبار الجرائد والمجلات.
والتدوين الإلكتروني شكل من أشكال حرية التعبير وهذا الشكل المنفلت نسبيا من القيود والرقابة يتطور باستمرار، مما يتيح للجميع المساهمة في تنمية الوطن كل من موقعه. والزخم الإعلامي الذي يثيره المدونون داخليا وخارجيا حول القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان من شأنه أن يشكل ضغطا كبيرا على السلطات المعنية ويلزمها على احترام هذه الحقوق. من جهة أخرى يتيح الاتصال عبر الانترنت داخليا وخارجيا فرصا كبيرة للتواصل والتضامن، فلقد ساندني الكثير من المدونين عبر الانترنت داخليا وخارجيا ولم يحصل التعارف معهم إلا أثناء هذه المحنة.
وهذا الجانب الإيجابي للتدوين الإلكتروني يدعوني قبل أي وقت مضى إلى تطوير تجربتي في هذا الميدان، لما يتيحه من التواصل اللامحدود للاستفادة من تجارب الآخرين وتبادل الأفكار معهم، شريطة أن يكون هذا التدوين مسؤولا ينضبط لأخلاق الحوار الجاد و احترام خصوصيات الآخرين. فأنا أدعو من هذا الباب كافة الشباب إلى الاستفادة من تقنيات هذا المجال الفسيح لإبراز مؤهلاتهم ومواهبهم والتعبير عن طموحهم وتطلعاتهم.
فالتدوين الإلكتروني المسؤول لا شك سيساهم في نشر ثقافة حقوق الإنسان والحد من محاولة المس بها من أي طرف كان. فكل الذين تضامنوا معي بناء على أنني اعتقلت بسبب نشر أفكاري إنما يتضامنون مع مبدأ احترام حرية الرأي والتعبير.
سؤال:هل تعرضت العائلة الوالد والإخوة لمضايقات في الفترة التي قضيتها في الاعتقال؟
جواب:تم استدعاء والدي وسألوه عن إخوتي أين يوجدون؟ أين يعملون؟ وأسئلة من هذا القبيل وبالنسبة لشخص في مثل سن والدي فمجرد الاستدعاء يشكل مضايقة فضلا عن السؤال. كما لامست أن أشخاص يراقبون بيتي بعد خروجي من السجن يراقبون الزوار الذين جاؤوا لتهنئتنا و يقومون بتسجيل أرقام السيارات التي زارتنا في بيتنا وهذا ليس غريبا في مغربنا الحبيب.
سؤال:في الختام، ما هي الدروس التي استخلصتموها من مدرسة السجن؟
جواب:أولا، قناعاتي راسخة والمبادئ التي أومن بها وتربيت عليها لا يمكن للسجن أو القمع أن يغيرها بل ازددت إيمانا بها وقوة على التمسك بها والدفاع عنها. من جهة أخرى مكنتني هذه المحنة/المنحة من تواصل شاسع مع المدونين ورجال الإعلام وعموم المناضلين محليا ووطنيا ودوليا. كما أن اعتقالنا ومحاكمتنا أثار الانتباه إلى حقوقنا ومطالب منطقتنا تغجيجت التي تعاني كغيرها من بوادي المغرب من التهميش والإقصاء والحرمان.
سؤال:كلمة أخيرة الأخ البشير حزام.
جواب:في الأخير أود من خلال هذا المنبر الإعلامي الأصيل أن أتقدم بالشكر والعرفان لكل من ساندني خلال هذه المحنة: كل أفراد عائلتي وكافة الأهل والأصدقاء عموم سكان تغجيجت وإخواني في جماعة العدل والإحسان الذين غمروني بموفور احتضانهم منذ اليوم الأول من ولوجي السجن. والسادة المحامون أعضاء هيئة الدفاع وجمعية المدونين وكافة المدونين مغاربة وأجانب ورجال الإعلام والصحافة والنشطاء الحقوقيين وأخص بالذكر المركز المغربي لحقوق الإنسان الذي أصدر بيانا على أعلى مستوى لمساندتنا.


حاوره بتغجيجت: محمد القاديري
موقع الجماعة: الخميس 4 مارس 2010

عادل محسن
10-03-2010, 22:24
البشير حزام: أنا مدون وسأبقى مدونا ولا أخاف الإعتقال من جديد

http://dc10.arabsh.com/i/01267/v7hxxqbmw44l.jpg


“تغجيجت” واحة جميلة وهادئة تحيط بها أشجار النخيل تسر الناظرين، أناسها متواضعين طيبين، هي منطقة تتواجد جنوب المغرب، لكنها شهدت قبل نهاية العام الأسود2009- حدثا مؤلما يأسف له الجميع، حيث نشر القائد ومن يسير في فلكه رعبا و فزعا في نفوس الساكنة حينما اعتقلوا بعضا من سكانها بعدما نظم طلاب جامعيون وقفة سلمية بتغجيجت وقام المدون “البشير حزام” بنشر “بيان” على خلفية الأحداث الاحتجاجية الطلابية التي شهدتها مدينة تغجيجت (70كلم شرق كلميم)، فتم اعتقاله هو الآخر على خلفية نشر البيان المذكور.

بعد الحادثة مباشرة سيغادر الكثير من شباب تغجيجت بلدتهم في اتجاه مدينة أكادير والمناطق المجاورة لها خوفا من البطش، الشئ الذي جعل الساكنة متذمرة من هذا الوضع فاقدة الثقة في السلطة التي ترفع شعارات رنانة كالتنمية والحكامة الجيدة وغيرها… غير أن الواقع يكذب ذلك جملة و تفصيلا.

شهرين في زنزانة مع سجناء الحق العام قضاها المدون البشير حزام رفقة رفاقه، فالحكم الإبتدائي كان أربعة أشهر، وبعد التأجيل سيخفض في الاستئناف إلى شهرين، وهي المدة التي قضاها “البشير” في السجن ليطلق بداية الأسبوع الماضي.

بعد مغادرة أبناء تغجيجت للسجن ستعود المياه إلى مجاريها بعد اختفاء المسؤولين عن هذه الأحداث لفترة قصيرة حين سمعوا نبأ مغادرة الشباب للسجن.

في هذا الحوار الذي أجراه “نبراس الشباب” مع المدون البشير حزام، سنحاول أن نقربكم من خلاله بالماضي القريب والحاضر والمستقبل لقضية كانت محلية فإذا بنيرانها تحولها إلى قضية دولية.



http://dc10.arabsh.com/i/01267/f25y6v04ebgr.jpg
حاوره: عمار الخلفي – نبراس الشباب

سؤال : أولا كيف يقدم المدون البشير حزام نفسه للقراء؟

جواب : البشير حزام من مواليد تغجيجت جنوب المغرب سنة 1982 حاصل على الإجازة في الشريعة والقانون بجامعة القرويين ناشط سابق في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، عضو جماعة العدل والإحسان، مدون منذ سنة 2007.

سؤال : نريد أن نعرف في البداية سبب اعتقالك بالضبط وطريقة استنطاقك؟

جواب : اعتقلت بسبب نشري لبيان استنكاري للأحداث التي شهدتها منطقة تغجيجت بداية ديسمبر من العام الماضي بمدونتي “البشرى” على شبكة الانترنيت، وتوبعت بسبب هذا البيان بتهمة نشر معلومات مزيفة تسيء إلى سمعة البلاد على مستوى حقوق الإنسان..بعد هذه الأحداث بحوالي أسبوع تقريبا اعتقلت بعد أن تم استدعائي للتحقيق لدى مصالح الدرك الملكي بكلميم ..بالنسبة للتحقيق انصب على البيان المذكور المنشور على مدونتي، وحققوا أيضا معي حول مقال منشور في مدونتي منذ سنة 2007، و يضم عبارة( يجب على الغيورين الالتفاف حول ميثاق وطني يحدد المعالم الكبرى للنظام السياسي ) وسألوني ماذا تقصد بهذه العبارة؟ وأثناء التحقيق لم أتعرض للتعذيب باستثناء الاستفزاز والشتم في البداية فقط ..

سؤال : ماذا عن برنامجك اليومي داخل الزنزانة؟

جواب : برنامجي اليومي في السجن يتمثل أساسا في تخصيص وقت للإطلاع على بعض الجرائد والمجلات القليلة التي تصلنا وبعض الكتب أيضا بالإضافة إلى جلسات تلاوة القران والذكر و جلسات النقاش مع رفاقي الآخرين بحكم ضمنا مع سجناء الحق العام في نفس الزنزانة، لم يتح لنا استغلال كل وقتنا بالشكل الأمثل وضبط برنامجنا بالطريقة المناسبة.

سؤال : ما هي أهم المواضيع التي ستتطرق إليها في مدونتك، بعدما أصبحت حرا طليقا؟

جواب : بعد استعادة حريتي سأهتم أكثر بمدونتي وسأحاول التطرق إلى مواضع متنوعة ..فأنا كنت مدونا وسأبقى مدونا، وستظل مدونتي منبرا حرا أعبر فيه عن آرائي وأفكاري بكل حرية ومسؤولية، كما سأحاول المساهمة بكل ما أستطيع في هذه الحركية التي يشهدها حاليا التدوين المغربي الذي يكفينا شرفا أنه صنف كتجربة رائدة في العالم العربي، ويرجع الفضل بعد الله لجهود الجميع بقيادة جمعية المدونين المغاربة.

سؤال : هل اشترطوا عليك الابتعاد عن التدوين؟

جواب : أبدا لم يشترط علي أحد التوقف عن التدوين والكتابة، أنا ورفاقي منذ اليوم الأول لم يساورنا أدنى شك أننا كنا مظلومين، ويجب على العدالة إنصافنا وإطلاق سراحنا، ونطالب حاليا تبرئتنا التامة مما نسب إلينا.

سؤال : ألست متخوفا من اعتقالك مرة أخرى؟

جواب : أنا لا أخاف من الاعتقال ولم أخف منه يوما لأنني لم أرتكب جناية أو جرما.. كلما فعلته إبداء أرائي ونقل وقائع على الأرض، وإعادة نشر بيان صادر عن لجنة طلابية بالمنطقة يندد بالأحداث الأليمة التي شهدتها تغجيجت.

نحن نحترم القانون ولا يحق لأحد أن يمنعنا من التعبير وإبداء الرأي خاصة عندما يتعلق الأمر بمصلحة البلاد، وأعتبر ذلك حق يكفله لي القانون والمواثيق الدولية.

سؤال : ماذا عن فترة الشباب التي تعيشها الآن؟

جواب : أولا بعد مغادرتي للسجن حظيت باستقبال حار، وقبلها بالمساندة الواسعة من الجميع شعرت خلالها وكأني ولدت من جديد، هذه فترة من أجمل فترات العمر أسعى جاهدا أن تكون حافلة بالعطاء والاجتهاد في سبيل النهوض بهذه الأمة المباركة ومواجهة كل التحديات التي تحول دون بلوغ هذه الغاية، الشباب عصب هذه الأمة الذي يجب أن يضحي بكل ما يملك وأن لا يهدأ لنا البال حتى نحقق نهضة حقيقية تواكب التقدم الحاصل في هذا العصر…

سؤال : حدثنا عن شباب تغجيجت، هل هو أيضا استمد تلك “الثورة” من الباعمرانيين، للدفاع عن حقوقه؟

جواب : شباب تغجيجت لم يستمدوا أي “ثورة” ولا أي تجربة من أحد ..فهم معروفون بنضالاتهم عبر التاريخ، فدائما يغلبون منطق الحوار ونبذ العنف وتغليب الحكمة في قراراتهم في جميع الأحوال، والقاصي والداني يعرف ذلك، وما وقع في تغجيجت لايتحمل فيه شباب المنطقة أية مسؤولية، والذين نحملهم المسؤولية هم رجال السلطة وعلى رأسهم القائد الذي أعطاهم الأمر بالتدخل بشكل عنيف ضد الطلبة العزل الذين نظموا وقفة احتجاجية سلمية مطالبين بمطالب بسيطة مشروعة لا تستدعي كل تلك الضجة التي خسر فيها المغرب الشئ الكثير حقوقيا وإعلاميا.

ونطالب المسؤولين بفتح تحقيق في ذلك ومحاسبة المتورطين الحقيقيين في هذه الانتهاكات والتجاوزات التي طالت ساكنة تغجيجت وكنا ضحيتها أنا ورفاقي المعتقلين، كما نطالب بتعويض المعتقلين جراء ما عانوه من الاعتقال والسجن والإهانات والتجاوزات الخطيرة التي سبقت ذلك..وإطلاق سراح باقي المعتقلين فورا

سؤال : كيف تلقيت الدعم الذي حفتك به الجمعيات الحقوقية والمدونون والإعلام المغربي والدولي؟

جواب : تلقيت التضامن الواسع الذي حظيت به بفرح كبير وأحسست خلالها ببهجة و حبور لن أنساه ما حييت..وهذا ليس غريبا عن زملائي وأصدقائي المدونين المغاربة بقيادة جمعية المدونين المغاربة ..وأغتنم هذا المنبر الشبابي لأشكر مجددا جميع المدونين المغاربة والأجانب الذين تضامنوا معي وأشكر كذلك كل النشطاء والمنظمات الحقوقية الوطنية والدولية وجميع المؤسسات الإعلامية مكتوبة أو مرئية أو إلكترونية التي ساندتنا في محنتنا، ولا أنسى أيضا الدعم الكبير لإخواني في جماعة العدل والإحسان.

سؤال : هل كان لاعتقالك رفقة زملاءك تأثير على الملف المطلبي لساكنة تغجيجت ؟، أم أنهم لم يستجيبوا له بالمطلق؟

جواب : إلى حد الساعة لم يتم الاستجابة للملف المطلبي لشباب تغجيجت والذي طالبوا به منذ سنوات وليس فقط قبل اندلاع هذه الأحداث المؤلمة..ونتمنى أن لا يتكرر سيناريو هذه الأحداث مجددا لأن شباب تغجيجت في اعتقادي لا يطالبون بالمستحيل، كل ما يطالبون به هي مطالب بسيطة هي من صميم حقوقهم.

سؤال : كيف وجدت نفسية عائلتك، خاصة أنهم كانوا متخوفين من اعتقالك لمدة أطول؟

جواب : الحمد لله، عائلتي كانت في حالة نفسية عالية سواء في فترة الاعتقال أو بعده فقد ساندتني في كل أطوار الاعتقال صغارا كانوا أو كبارا، ولم يتوقعوا كما قلت أن أسجن لمدة أطول لأنهم متأكدون أنني مظلوم أنا ورفاقي واستغربوا اعتقالي أصلا لأنني لم أرتكب جرما أستحق عليه سجنا.


مدونة نبراس الشباب : الأربعاء 17 فبراير 2010