مشاهدة النسخة كاملة : mouminate.net مهمة العلماء



أشرف
20-03-2010, 22:28
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مهمة العلماء

ذة.نادية بلغازي 19 مارس 2010

أمر العلم وأهله عظيم في الأمة رفعهم ديننا الحنيف إلى سامق الدرجات دنيا وأخرى لكونهم أشد لله خشية وأكثرهم له تقديسا حتى ما يتردد ربنا سبحانه في قبض روح عبد كما يتردد في قبض روح العالم و"لزوال الدنيا أهون عند الله تعالى من موت العالم".

"ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ومن لم يعرف لعالمنا حقه"، ‏ بنور هذا الحديث الشريف نضع الأصبع على حقيقة الرباط الذي يجمع بين فئات المجتمع ومكونات الأسرة. ثلاثية مهمة جدا تجعل من الصغير مرحوما والكبير محترما وموقرا ومن العالم مرموق المقام محفوظ الجانب.

أدب وأي أدب وذوق رفيع تربى عليه فئام من الناس حينما رشفوا من معين ذوق المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي كان نعم السند للصغير يلاعبه ويضاحكه ويتصابى له، ونعم الرحيم للكبير يعظمه ويوقره ويحفظ جانبه, أما العالم بين يديه فيعظمه بتعظيم الله تعالى ويضرب على صدره فرحا به وتبجيلا له، ويقول له حينما أدرك الموازنة بين المصادر: "الحمد لله الذي وفق رسول رسول الله لما يرضى الله ورسوله" صلى الله عليه و سلم، ويمدحه ذاكرا مجموعه مثنيا عليه بها "أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأقرؤها لكتاب الله أبي، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت، ولكل أمة أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح".

ذاك العلم النافع الذي ينتج عملا, ذاك العلم بأمرالله تعالى المرتبط بالعلم بالله تعالى، ذاك العلم الذي تجده دائما حاضرا فكرا وممارسة في ميادين الجهاد والبناء.

مهمة العالم لا شك عظيمة في الأمة، هو قدوتها ومشعل نهضتها، هو بلسمها، هو موجهها ومرشدها. لكن، ماذا لو غاب عن الواقع واشترى بعلمه جاها دنيويا زائفا وضيع ما استُرعيه؟ ماذا لو استغل علمه لتزيين الباطل وإلقاء الشرعية على ما لا يجوز؟ ماذا لو قعد في ركنه يفتي في الحيض والنفاس ومشاكل الأمة وتحدياتها تنوء بحملها الجبال؟ ماذا لو صار من جبابرة العلماء الذي يمنع سفطهم وكبرياؤهم من الاستفادة من علومهم؟ ماذا لو صار من ديدان القراء الذين جاء وعيدهم على لسان نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم؟ ماذا لو تنكر لعلمه واشترى به ثمنا قليلا؟ ماذا لو قال ولم يفعل وقرأ القرآن ولم يعمل؟

"الناس على دين علمائهم" قديما قالوا، لكن هيهات هيهات حينما تغيب قوة العالم المعنوية وحضوره القوي بين الناس، لا جرم أن نلمس الفوضى في العلاقات الإنسانية فلا رحمة للصغير ولا توقير للكبير ولا تقدير للعالم ذاته، لا تكافل ولا تآزر ولا مواساة، لا جرم أن نستشعر ذلك الخصاص التربوي في أمتنا التي نرجو أن تستعيد عزها المجيد وتسترجع مجدها التليد الذي أسه ومنبعه ارتباط بالله تعالى واثق، وإتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم صادق، وإعداد للقوة حاذق.
رابط الموضوع الأصلي (http://www.mouminate.net/page/20166.htm)