مشاهدة النسخة كاملة : الأحرف السبعة



المداح
04-04-2010, 15:46
الأحرف السبعة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وسلم تسليمًا كثيرًا
وبعد،،،
سيكون حديثنا بمشيئة الله تعالى عن (الأحرف السبعة) وعمدة القول في ذاك الموضوع قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه البخاري «إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا منه ما تيسر». «صحيح البخاري»: (4/1909)، كتاب: (فضائل القرآن)، باب: (أنزل القرآن على سبعة أحرف)
والأحرف: جمع حرف، والحرف في اللغة له إطلاقات متعددة منها: حافة الشيء، ومسيل الماء، وواحد حروف التهجي، واللغة، والوجه، ومنه قول الله تعالى: ﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف﴾ أي: على وجه واحد؛ وهو وجه السراء لا الضراء.
وأما المراد بالحرف في اصطلاح هذا الفن، فقد تعددت المذاهب واختلفت المشارب.
وقد أوصلها ابن الجزري إلى أربعين قولًا؛ ولا شك أن هذا الجيش الجرار من الآراء، هدفه: الدفاع عن عرين القرآن، والذب عن حياضه، ودحض شبه الزائغين؛ فكل واحد من هؤلاء الأئمة مجتهد، وله أجرُه.
وسأكتفي -بمشيئة الله تعالى- بذكر المذهب المختار من بين هذه المذاهب؛ حتى لا يتشعب بنا الحديث، وحتى لا يمل القارئ الكريم، ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى كتاب «الإتقان في علوم القرآن» للإمام السيوطي.
وهذا الرأي الذي اخترناه هو ما رجحه فضيلة العلامة محمد عبد العظيم الزرقاني في كتابه «مناهل العرفان».
ومقتضى هذا المذهب: أن الحرف بمعنى الوجه؛ وعلى هذا، فمعنى نزول القرآن على سبعة أحرف، أي: سبعة أوجه من الاختلاف.
أو بتعبير أدق: أن مَرَدَّ الاختلاف في القرآن الكريم، يرجع إلى سبعة أوجه من الاختلاف.
فمهما اختلفت القراءة في كلمة، فإنها لا تخرج عن هذه السبعة، وهذه الأوجه السبعة هي:
أولًا: اختلاف الأسماء من إفراد وتثنية وجمع وتذكير وتأنيث. ومثاله: {كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله} قرئت {وكتابه}
ثانيًا: اختلاف تصريف الأفعال من ماض ومضارع وأمر، مثل قوله تعالى: {قالوا ربنا باعدْ بين أسفارنا} قرئت: {باعد} بالماضي.
ثالثًا: اختلاف وجوه الإعراب، وذلك مثل قوله تعالى: {فتلقى آدمُ من ربه كلماتٍ} قرئت: {قتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ}
رابعًا: الاختلاف بالنقص والزيادة ومثاله: قوله تعالى: {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم} قرئت بدون واو: {سارعوا}.
خامسًا: الاختلاف بالتقديم والتأخير كقوله تعالى: {إن الله اشترى من المؤمنين أموالهم وأنفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقْتُلون ويُقْتَلون} قرئت:{ فيُقْتَلون ويَقْتُلون }.
سادسًا: الاختلاف بالإبدال كإبدال الهمز حرف مد مجانس حركة ما قبله مثل قوله تعالى: {وتأكلون التراث أكلا لمَّا} قرئت {وتاكلون}.
سابعًا: اختلاف اللهجات من إمالة وترقيق وتفخيم وغيرها.
وهذا المذهب قد اختاره: الإمام أبي الفضل الرازي، ويقوم هذا المذهب على الاستقراء لجميع القراءات القرآنية.
وقد قال بهذا المذهب -وهو أن معنى نزول القرآن على سبعة أحرف: سبعة أوجه من الاختلاف- المحقق ابن الجزري، والقاضي ابن الطيب، وابن قتيبة، ولكنهم اختلفوا حول تحديد الوجوه السبعة اختلافًا يسيرًا.
وهذا المذهب أيضًا قال به من المحدثين: الشيخ الخضري الدمياطي، والشيخ محمد بخيت المطيعي، والشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني، وغيرهم.

محبة الجماعة
04-04-2010, 21:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا اخي الفاضل