مشاهدة النسخة كاملة : أحسني العوم يا حماس...!!



abdelkader
04-04-2010, 17:44
أحسني العوم يا حماس...!!

عماد عفانة


ألا تشعرون معي أن هناك تركيزا كبيرا على حركة حماس وعلى كل ما يصدر عنها أو منها من تصريحات أو أفعال، لدرجة بات البعض معها يريد أن يفرض على حماس أن تجيب على كل الأسئلة حيال كل الأشياء التي وقعت والتي لم تقع.

ألا ترون معي أن حركة حماس رغم حداثة سنها قياسا بحركات إسلامية أخرى في العالم، ورغم محدودية إمكاناتها باتت تحظى بإجماع والتفاف ليس من شعبها في الداخل والخارج الفلسطيني، بل والتفاف من جماهير عريضة في العالمين العربي والإسلامي.

ألا تلحظون معي حجم الآمال التي بات البعض يعلقها على حركة حماس لتحقيق الكثير من الآمال العريضة التي تتعلق بخلاص الأمة وتحقيق وحدتها وانتصارها وعزتها.

فما هو هذا السر الكبير الذي يجعل من حماس محط التركيز والأنظار والآمال..!!

هل لأنها حركة إسلامية تتخذ من الإسلام الوسطي كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام منهجا لها..!!

أم لأنها حركة إسلامية سنية مجاهدة تتخذ من تحرير فلسطين وإنقاذ مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدفا وغاية، وهي الغاية التي لا تجني عالمة على شيء سواها..!!.

أم لأنها نجحت بأفعالها الكبيرة في مقاومة المحتل وفي تأليف قلب شعبها بإحسانها إليهم واجتهادها في التقرب إليه كنوع من العبادة تتقرب بها إلى الله تعالى من باب الإحسان إلى عياله في تبوء هذه المكانة الرفيعة في القلوب..!!

أم لأنها حركة إسلامية فريدة من نوعها، نشأت ونمت في أحضان عدوها رغما عنه، واجترحت بصمودها وجدها كل شيء جديد استحال معه القضاء عليها حتى باتت عصية على الانكسار أو الاقتلاع..!!

أم لأن للأسباب السابقة مجتمعة..!!

"أحسني العوم يا حماس"، هذا ليس شعارا، بل هو تأس من سيرة سيدنا موسى عليه السلام، فهل لأن سنة الله في سيدنا موسى تتكرر في سيرة حركة حماس ولكن مع اختلاف الظروف، فلنحاول المقاربة:

- أمر الله تعالى أم سيدنا موسى عليه بأنه تضعه في صندوق وأن ترميه في اليم – واليم يعني في تفسير الرؤى السلطة والسلطان والجبروت والطغيان- فامتثلت الأم ولإنقاذ وليدها ألقته في البحر، في فعل ومن منظور بشري يخالف الفكر والمنطق السليم، ولكنه وبمنظور الهي لا يخضع للمقاييس المنطقية التي يخضع لها التفكير البشري القاصر هو فعل في عين المنطق.

- وحركة حماس هذه الحركة العملاقة التي أراد الله لها أن تكون طليعة الفرقة التي تنقذ هذه الأمة من كبوتها، وبالمنطق فهي تحتاج إلى الأشداء العظماء الأقوياء من الرجال فكرا وجسما وإرادة، إلا أنها وبالمنطق الرباني غير الخاضع للمقاييس البشرية نشأت وتنامت وعظمت على يد شيخ قعيد لا يقوى على إبعاد ذبابة حطت على وجهه تماما كالطفل الوليد، فإذا به يقيضه الله تعالى لإبعاد كيان العدو عن مسرى نبيه وعن الأرض التي باركها الله تعالى.

- حملت الأمواج مهد سيدنا موسى عليه السلام إلى أحضان الطاغية، وبالمنطق كان عليه أن يقتله جريا على سنة سنها بقتل كل أطفال بني إسرائيل كي لا يزول ملكه على يد احدهم، ولكن بتقدير الله عز وجل قيض له آسية زوجته لتحنو عليه وتشفع له ليحيا في قصر الطاغية منعما مرفها على عين فرعون وتحت بصره أملا في أن يتخذه ولدا.

- ونكاية في منظمة التحرير حملت النكاية العدو على التغاضي عن نشأة ونمو هذا الوليد الإسلامي الذي نشأ في بيئة يسارية علمانية طاغية، وشقت حركة حماس طريقها عبر المجمع الإسلامي، وحصلت على ترخيص من العدو المحتل لتعمل وتنمو وتكبر على عين العدو وتحت بصره، أملا في أن يتخذها عصا غليظة يضرب بها م.ت.ف وثورة شعبنا.

- وعد الله تعالى أم موسى بعد أن تلقيه في اليم بأن يعيده إليها بل ويجعله من المرسلين، وأوفى الله تعالى بوعده، وحرم الله عليه المراضع لتصل أم موسى لترضع ابنها وفي قصر فرعون الطاغية وزاد بأن تأخذ على إرضاع وليدها أجرا.

- ووعد الله تعالى بأن يرسل على الطغاة من بني إسرائيل الذين علو علوا كبيرا عبادا له، فأرسل هذه الفرقة الإسلامية المتمثلة بالحركة الإسلامية، التي انتشرت في ربوع فلسطين وعظا وإرشادا وتوعية لأبناء فلسطين عبر ما كان يعرف بدائرة الأوقاف وغيرها من الهيئات الرسمية التي كانت تدفع للخطباء والوعاظ أجرا.

- استمر فرعون في تقتيل مواليد بني إسرائيل بعد احتضانه لسيدنا موسى في قصره قرابة العشرين عاما، إلى أن جرت مشيئة الله أن يطارد سيدنا موسى ويخرج شريدا طريدا لفرعون وجنوده، إلا أنه لم يبتعد كثيرا واختبأ قريبا من مصر حتى تزوج وأنجب وعاد أكثر قوة وأشد عزما.

- واستمر العدو في احتلاله وانتهاكه لأرضنا وأعراضنا ودمائنا بعد انطلاق الحركة الإسلامية في عملها عبر المجمع الإسلامي قرابة العشرين عاما، إلى أن قضت مشيئة الله تعالى باندلاع الانتفاضة الأولى وتصدت حماس للاحتلال بقوة دفعته للقيام بتحويل أكثر من 400 من قياداتها إلى مطاردين مشردين في اكبر عملية إبعاد في مرج الزهور، إلا أن المبعدين من قادة حماس والمقاومة لم يبتعدوا كثيرا ورابطوا على حدود الوطن، وبعد أن كانوا حركة صغيرة مستباحة، أصبحت ملئ بصر العالم وسمعه وكبرت وعظمت في عيون شعبها وفي عيون أمتها إلى أن عادوا إلى الوطن أكثر قوة وأشد عزما.

- عاد سيدنا موسى عليه السلام وآتاه الله الرسالة وهو في طريق عودته، ودعا فرعون الذي أبى رغم الآيات الكثيرة التي أجراها الله عليه يد سيدنا موسى عليه السلام، فكانت نهاية فرعون على سيدنا موسى عليه السلام غرقا في البحر.

- وعادت قيادة حماس إلى فلسطين، وخرج شيخ حماس وشيخ المجاهدين أحمد ياسين من سجنه إلى عرين المقاومة من جديد، و أبت دولة الظلم والطغيان أن تفئ إلى صوت العدل وواصلت طغيانها وإيغالها في دمائنا، رغم الرسائل الدامية الكثيرة التي أذاقتهم إياها حماس والمقاومة، فهل بقي أن ننتظر زوال هذه الدولة على أيدي المجاهدين تماما كما زال ملك فرعون على يد سيدنا موسى عليه السلام..!!

أرسل الله تعالى سيدنا موسى برسالة التوحيد والخير للبشرية، وهي ذات الرسالة التي أرسل بها جميع الأنبياء والرسل والذين كان خاتمهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فما جاءت به حماس هي رسالة الرسل والأنبياء جميعا الذي شملتهم رسالة الإسلام رسالة خاتم الأنبياء والمرسلين رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ولكن الفارق الشديد هنا، أن سيدنا موسى عليه السلام أرسل لهداية أهل مصر وبني إسرائيل وإنقاذهم على وجه الخصوص، ورغم الصدود والعنت الذي واجهه سيدنا موسى من فرعون ومن بني إسرائيل على حد سواء إلا أنه نجح في أداء رسالته وفي إنقاذ بني إسرائيل.

بينما قيض الله تعالى حركة حماس لإنقاذ أمة محمد عموما وشعبنا الفلسطيني على وجه الخصوص من طغيان بني إسرائيل الذين حرفوا رسالة سيدنا موسى عليه السلام الذي بشر برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ولو أن سيدنا موسى شهد مبعث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لما وسعه سوى الإيمان والتصديق به.

فأحسني العوم يا حماس فان الله تعالى اختارك لإنقاذ هذه الأمة الغريقة في أوحال الفساد والبعد عن الدين، وفي أوحال الحكومات الجبرية التي توالي أعداء الله.

وستلاقين يا حماس عنتا وصدودا اشد مما تلاقين الآن تماما كما لاقى سيدنا موسى عليه السلام، ولكنا على يقين بأن النجاح والنصر هو حليفك تماما كما كان حليف سيدنا موسى عليه السلام.

أحسني العوم يا حماس فأنت الطائفة المنقذة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي قال فيه" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله، وأين هم ؟ قال: بـبيت المقدس وأكناف بيت المقدس ".

فمن غيرك ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس يا حماس....!!

الأمر الذي يفرض على حماس أن تأخذ أمر الله بقوة، وأن تكون أشد مضاءً وأكبر عزما، وأن تعمل وبكل ما آتاها الله من قوة على الانفتاح على شعوبنا وأمتنا العربية والإسلامية لتجنيدهم والاستعانة بعد الله بهم وذلك من باب الإعداد للقوة التي امرنا الله بها.

فحطمي القمقم يا حماس وأحسني العوم فان البحر عميق والطريق طويل...ولكن في نهايته نصر من الله وفتح قريب.

محبة العدل والإحسان
20-04-2010, 23:10
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكرمك الله أخي الفاضل وبارك الله بك وأثابك الجنة

إسلامية الفاروق
19-05-2010, 09:07
فحطمي القمقم يا حماس وأحسني العوم فان البحر عميق والطريق طويل...ولكن في نهايته نصر من الله وفتح قريب