مشاهدة النسخة كاملة : التغيير طريق السعادة الزوجية



ريحانة الاسلام
09-04-2010, 22:12
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


امرأة في العقد الرابع من عمرها قالت لي: أنا لا أريد زوجي، فكم حاولت أن أغير فيه دون فائدة، زوجي حبيب طيب ولكن فيه من العيوب ما يجعل العيش معه مستحيلاً، عندي منه خمسة أولاد أكبرهم عمره خمسة عشرة سنة، وأصغرهم له من العمر خمس سنوات، لقد صبرت عليه كثيراً وعلى سلوكه وتصرفاته، ولكني جئتك الآن لتخلصني منه، فأرجوك أن تطلقني منه في الحال .

قلت لها: متى حاولت تغيير عيوبه؟ وما هي عيوبه؟ قالت : أما السؤال الأول فجوابه: منذ تزوجنا، وأما السؤال الثاني فان عيوبه كثيرة لا تعد ولا تحصى، فهو عنيد، وكثيراً ما يخرج من البيت، وقد رمى كل مسؤوليات البيت المنزل على عاتقي وفيه عيوب كثيرة.

قلت لها: وماذا فعلت لتغيري زوجك؟

قالت: وكيف ذلك؟

قلت لها: أعني ما هي الخطة التي اتبعتيها لتعالجي كل سلوك تعتقدين أنه عيب في زوجك؟

قالت: ولماذا الخطة لهذا الأمر؟!! العيب واضح وأنا دائماً أحدثه عن عيوبه كلها، وأطلب منه التغيير ولكن دون جدوى.

قلت: وهل طريقتك هذه صحيحة في التغيير؟!

قالت : نعم.

قلت لها: يا فلانة.. إن هذا ليس هو الأسلوب الأمثل للتغيير.

ثم بدأت أشرح لها قصة ذلك الرجل الذي أراد أن يغير العالم كله ومكث عشرين سنة ن ولكن شيئا ما في العالم لم يتغير، فقال: لأغير دولتي. واستمر على ذلك عشر سنين أخرى ، ولكن دولته لم تتغير، فقال لأغير مدينتي، فاستمر على ذلك خمس سنين، فلم يتغير شيء، فقال: لأغير الحي الذي أسكن فيه. ولكنه استمر ولكن الحي لم يتغير، ثم قال لأغير بيتي واستمر ولم يتغير شيء، ثم قال أخيراً: عرفت من أين أبدأ فلأغير نفسي أولاً.

فبدأ بنفسه، وبعد أن غيرها تغير كل ما حوله، بعد أن ضيع من عمره أكثر من أربعين سنة ثم اكتشف الحقيقة، وهي ما أبلغنا به الخبير العليم: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}.

قالت: وماذا تقصد من كلامك؟!

قلت لها: هل تسمحين لي بأن تعدّي عيوبك أنت. وكيف استطعت تغييرها؟

فسكتت ولم تتكلم. فقلت لها: لم سكت؟!

قالت: فاجأتني بالسؤال .

قلت لها: أنا أعرف ذلك ، لأن الإنسان يسهل عليه أن ينتقد الآخرين ويكشف عيوبهم، ولكنه يصعب عليه أن يلتفت لنفسه.

قالت: لقد ضاع من عمري الكثير.

قلت: ولكن أقل من الرجل الذي أراد إن يغير العالم، فتوكلي على الله وابدأي حياة زوجية سعيدة.

قالت: ولكن زوجي يعرف أنني خرجت من المنزل، وأنني حضرت إليك لتطلقنا فماذا أفعل؟!

قلت لها : وهذه مشكلة جديدة. ولكن علاجها سهل.

قالت: كيف؟ !

قلت: اذهبي إلى زوجك وأخبريه بما دار بيننا وبيني له ملاحظاتك عليه وأعلني له انك بدأت تغيرين نفسك منذ اليوم واطلبي منه تغيير نفسه.

قالت: ولكننا لم نتعود على هذا النوع من الحوار والتفكير.

قلت: إذن ستكررين تجربة ذلك الرجل الذي أراد أن يغير العالم.

قالت: سأبدأ بإذن الله كما ذكرت، ولكن أيمكن أن أحضر لك زوجي لتحدثه كما حدثتني؟!

قلت: لا مانع.

وبعد مرور ثلاثة أيام جاءت السيدة نفسها وقد أحضرت زوجها معها، فعرفتني عليه وجلست إليه نتحاور، وقال لي أن زوجته أخبرته عن الحوار الذي دار بيننا، فوجدتها فرصة لأحدثه عن كيفية التعامل مع الزوجة وتقديرها واحترامها، وتحدث عن بيته وأولاده ففهمت منه أن خروجه الدائم وعدم اهتمامه بالبيت وزوجته لأنها كثيرة الشكوى منه، ودائماً تتهمه بالتقصير فهو يخرج من البيت محبطاً ويعود إليه محبطاً، فلا يتحمس للعائلة أو البقاء معهم فزوجته لا تقدره ولا تحترمه، وشخصيتها قوية جداً، ولا تعطيه فرصة لإبداء الرأي أو اتخاذ القرار.

قلت له: وأنت كذلك ماذا فعلت لتغير ما تلاحظه على زوجتك؟

قال: في الحقيقة لم أفعل شيئاً.

قلت له: ولماذا؟!

قال: لا أعرف من أين أبدأ فعيوبها كثيرة.

وبدأت أوضح له ما أوضحته لزوجته في منهجية التغيير وأن الإنسان دائماً يحب أن يتهم الآخرين به وهو ما يسمى بمرض الإسقاط فان وقع أي تقصير لا يقول: أنا المخطئ. وإنما يقول: هذه تربيتي، معلمي هو السبب، أو مجتمعنا هو السبب، أو الحكومة هي السبب، أو السحر أو الشيطان أو العين أو الجن أو العمل....... الخ وغير ذلك من الأسباب التي دائما يحب الإنسان أن يوهم نفسه بالتعلق بها ويقنع نفسه أنها هي السبب وأنه هو الذي على صواب.

قال: والله إن كلامك لصحيح وسنبدأ من اليوم بإذن الله تعالى بتغيير أنفسنا.

وخرجا من عندي، ومرت الأيام ومضى على هذه الحادثة ستة أشهر تقريباً، وإذا بهما يتصلان بي ويخبرانني عن سعادتهما الزوجية وفرحتهما أحدهما بالآخر، وعلى حد تعبيرهما وكأنهما قد عرفا بعضهما بعضا من ستة أشهر فقط. ولله الفضل والمنة

(جاسم المطوع )

متمنياتنا لجميع الازواج السعادة الدائمة ان شاء الله


منقـــــــــــــــول للأمــــــــــــــــانة

محبة العدل والإحسان
11-04-2010, 14:06
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


يارب اجعلها في كنفك
عزيزة شامخه
قوية صامده
غنية سالمه
سعيدة هانئه
واكرمها في هذه الساعة المباركه بصحة عامره
ورفعة عن الخلق دائمه وسخر لها من حيث لا تحتسب ووفقها في كل طريق تسلكه يا سامع كل دعاء ..