ماذا لوكان طفلك مزاجياً وصعب المراس،في مسألة طعامه،فهو يرفض تناول الخضار ولايطيق شرب الحليب،أو أنه يعاني دائماً الإمساك بسبب نوعية الطعام الذي يصر على تناوله؟إليك طريقة لمساعدته في إعادة التوازن لنظامه الغذائي.
من الجيد أن تعلم الأم أن الطفل يبقى حقلاً مفتوحاً لتجربة مذاقات جديدة حتى عمر ثلاث سنوات،انطلاقاً من ثقته العمياء بأهله.لهذا يجب الإستفادة جيداً من هذه الفترة،ليتعرف إلى أوسع طيف ممكن من المذاقات المختلفة للفاكهة والخضار واللحوم،لأنه سوف يصعب فعل ذلك بين عمر الثلاث والست سنوات.
يأكل مايأكلونه
لعل أفضل طريقة ليتعرف الطفل إلى تنوع الأطعمة ومذاقاتها المختلفة،أن يكون أهله مثالاً له.إذ لا يمكن إقناع الطفل بأهمية تناول الخضار والفاكهة والسمك،إذا كان أهله لا يتناولون إلا النشويات،مثل البطاطا و((البيتزا))و((الهامبيرغر))أو يمضون أوقاتهم في مطاعم((الوجبات السريعة)).عندما يرى الطفل أهله يتناولون الخضار والفاكهة يومياً،إضافة إلى السمك واللحوم والبيض،فسوف ينتهي به المطاف إلى تناول هذه الأشياء ذاتها.من المهم أن يكون الأهل مقتنعين فعلياً بأن اعتماد نظام غذائي متنوع ومتوازن،سوف يكون له تأثير إجابي في صحة طفلهم،وبأن تناول الطعام يعتبر عملية مشاركة،بحيث لا يشعر الطفل بأنه مرغم على تناول الطعام أو ذاك.
لكن إذا بقي الطفل على الرغم من القيام بما سبق أن ذكرنا،يرفض تناول الأطعمة الصحية،يمكن عندها اللجوء إلى اعتماد((تكتيكات))مبتكرة لحثه على أكل الوجبات الصحية.
لكل مشكلة حل
*طفل لا يحب تناول أنواع معينة من الطعام:
لا يمكن إلغاء الحليب من نظام غذاء الطفل،إذا كان هذا الأخير لا يشربه أو يعاني حساسية تجاهه،لأن الحليب غني بالكالسيوم الضروري لعظام الطفل في مرحلة نموها وتطورها،كي تكتسب قوة وصلابة.على الطفل أن يتناول أربع حصص من مشتقات الحليب يومياً،ممكن حصة واحدة قي كل وجبة،ونادراً ما نجد طفلاً لا يحب أحد أنواع منتجات مشتقات الحليب.
*هل ثمة بديل عن الحليب؟
أمام الطفل الذي لا يحب الحليب ويعاني حساسية تجاهه،خيارات كثيرة:اللبن والجبن،فهذان المنتجان لا يحتويان على مادة((اللاكتوز))،كما يمكن للطفل أن يتناول الكمية التي يرغب فيها من اللبن أ والجبن،حتى لو كان يعاني حساسية تجاه بروتينات حليب البقر.
من الأفضل اختيار المنتجات الغنية بالكالسيوم:كل مئة غرام من اللبن الطبيعي،تحتوي على 150ملليغراماً من الكالسيوم.وتحتوي كريمة الشكلاتة على 120مللغراماً من الكالسيوم،واللبن بالفاكهة على 96مللغراماً من الكالسيوم.
كذلك يعتبر جبن ((الإيمنتال))و((الغرويير))غنيين جداً بالكالسيوم،يمكن إضافة الجبن المبروش إلى وجبات طعام الأطفال،فهم يعشقون مذاقه.ثمة أغذية أخرى،
لا تنتمي إلى مشتقات الحليب،تحتوي على الكالسيوم،مثل البروكلي،البقدونس،السميد،التين المجفف،البندق والجوز، وبعض أنواع المياه المعدنية.
يمكن الاحتيال على الطفل بجعله يتناول الحليب دون أن يشعر بذلك،من خلال بعض أنواع الوجبات التي تتضمن مكوناتها استخدام الحليب،مثل الشوربة والبيوريه والغراتين وصلصلة البشاميل.يمكن تشجيع الطفل أيضاً على تناول الحلويات التي تحتوي على الحليب،مثل الكريب والجاتوه.في المقابل يجب الحرص على عدم تناوله كميات كبيرة من الملح،ذلك أن كل غرام من الملح،يسهم في فقدان الكالسيوم عن طريق البول،بمعدل من25إلى 50مللغراماً.


*يكره تناول اللحوم:
لماذا تعتبر اللحوم ضرورية لصحة الطفل؟إن اللحوم غنية بالبروتينات الأساسية،في عملية تكوين العضلات والحفاظ عليها.يحتاج الطفل يومياً إلى تناول ((0.8))غرام من البروتينات،مقابل كل كيلو غرام واحد من وزنه.مثلاً إذا كان وزنه ((11))كيلو غراماً،فإنه يحتاج إلى ((9.6))غراماً من البروتينات يومياً.إذن يمكن الاكتفاء بإعطاء الطفل اللحوم مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع.
ويعتبر البيض البديل الرئيسي للحوم.إذ إن كل بيضة توازي ((60))غراماً من اللحوم.يليه السمك أو الجبن،لكن ثمة أنواع أخرى من الطعام تحتوي على البروتينات أيضاً،مثل،الفاكهة المجففة والخضر الجافة: ((250))غراماً من العدس أو من الفاصولياء المطبوخة،توازي مئة غرام من اللحم.
*يكره تناول الخضار:
تحتوي الخضار على فيتامينات ومعادن وألياف،تساعد الطفل في هضم طعامه بشكل جيد.في الإجمال لا يستسيغ عدد كبير من الأطفال،بين عمر السنتين و الثلاث سنوات،مذاق الخضار الطازجة أو المسلوقة،لكنهم سوف يغيرون رأيهم،ما أن يصلوا إلى مرحلة البلوغ.إذ يتعرفون فعلياً إلى مذاق الخضار الطيب.
• هل يوجد طعام بديل للخضار؟
من النادر جداً أن يكره الطفل أنواع الخضار كلها.إذ توجد تشكيلة متنوعة من الخضار،لابد أن يعجب الطفل بمذاق واحدة منها.ولتشجيعه على تناول الخضار،يمكن أخذ الطفل إلى سوق الخضار ليختار بنفسه ما يريد أن يتذوقه،أو من الأفضل أخذه في زيارة إلى الحقول ليرى كيفية نمو الخضار،وليقطف بيديه الخيار مثلاً،وأكله.كذلك يمكن زرع بعض أنواع الخضار في البيت وجعله يشرف عليها.تعد شوربة الخضار أفضل وسيلة لجعل الطفل يتناول أكبر كمية ممكنه من الخضار،ويمكن إضافة بعض الجبن إليها لتغيير مذاقها وجعلها أكثر قبولاً للطفل. *يعاني الإمساك:
إذا لم يتمكن الطفل من التبرز ثلاث مرات في الأسبوع،عندها يقال إنه مصاب بالإمساك.تنتشر هذه الحالة بين الأطفال،لاسيما الذكور.إذ بينت الإحصاءات أن((70))في المئة من الأولاد،يعانون الإمساك،لأسباب عدة منها:
- نظام غذائي غير متوازن.
- تناول بعض أنواع الأدوية.
- رفض دخول((مراحيض))المدرسة بسبب قذارتها.
كيف يمكن مساعدة الطفل في التخلص من الإمساك؟يجب الحرص أولاً على أن يتناول الطفل كمية كافية من الألياف.في الصباح يفضل أن يتناول حبوب الإفطار الكاملة،أو تناول الخبز المصنوع من القمح الكامل.في وجبة الغذاء،يجب أن يتناول الفاكهة الغنية بالألياف،عوضاً عن شرب عصير الفاكهة الخالي من الألياف،يمكنه أن يأكل الفاكهة المجففة مثل التين والمشمش والخوخ والخضار.كذلك يجب أن يكثر من شرب الماء.في المقابل على الطفل أن يقلل من تناول الأرز الأبيض والمعجنات والبطاطا والوجبات السريعة،ليتمكن من التخلص من الإمساك.كما ينصح بأن يمارس نشاطاً جسدياً بشكل منتظم.
*يعاني الإسهال:
يحدث الإسهال نتيجة الإصابة بالتهاب معوي،أو بتسمم من نوع معين من الطعام،أو أن يكون من أحد أعراض مرض ما مثل،التهاب الأذن.يحتاج الطفل المصاب بالإسهال إلى تناول كوب من عصير الخضار،أو الفاكهة،وأن تتكون وجباته من الأرز والمعجنات والبطاطا المسلوقة،ومربى التفاح والموز المهروس.يجب اعتماد هذا النظام الغذائي في حالة المرض فقط،وحتى يعود البراز لحالته الطبيعية.
*في مرحلة التعافي من المرض:
يجب عدم التردد في إعطائه عصير الفاكهة الطازج،وخليطاً من عصير