مشاهدة النسخة كاملة : شعر في الحبيب المصطفى



عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:41
طلع البدر علينا

طلع البــــدر علينــــا ‍
وجــــب الشكر علينا ‍
أيها المبعــــوث فينا ‍
جئت شرفت المدينة ‍
ولبسنا ثــــوب عـــز ‍
وصــلاة الله علــــى ‍
خير خلق الله أحمـــد ‍
مدحه بلسم لروحـــي ‍
صل يارب على من ‍
ربنا شفعـــــه فينــــا ‍
صلوا يا أهل الفـلاح ‍
من سرى بالليل حقـا ‍


من ثنيات الــــوداع
مادعــــــــى لله داع
جئت بالأمر المطاع
مرحبـــا يا خير داع
بعد تلفيق الرقـــــاع
أحمد مادعى لله داع
ذكره في الكون شاع
وله يحلو السمـــــاع
حل في خير البقــاع
يوم حشر واجتمــاع
وامدحوا زين الملاح
وأتى قبل الصبــــاح

عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:43
القصيدة المضرية

في الصلاة على خير البرية للإمام البوصيري


والأنبياء وجميع الرسل ما ذكروا يا **رب صل على المختار من مضر
وصحبه من لطي الدين قد نشروا **وصــل رب على الهادي وشيعتــــه
وهاجروا وله آووا وقد نصــروا ***وجاهدوا معــه في الله واجتهـــــدوا
لله واعتصمـوا بالله فانتصـــــروا **وبينوا الفرض والمسنون واعتصبوا
يعطر الكون ريًّا نشـرها العطـــرُ **أزكى صــلاة وأنمــاها وأشرفهــــا
من طيبهــا أرج الرضوان ينتشــر **معبوقة بعبيـــق المســــك زاكيــــةً

نجمُ السما ونبـات الأرض والمدر عدَّ الحصى والثرى والرمل يتعبها
يليـــه قطـــر جميـع الماء والمطرُ وعـدّ وزن مثاقيـــل الجبـــال كمــا
وكُلِّ حـرفٍ غدا يُتلـى ويستطــــر وعــد ما حوت الأشجار مـن ورقٍ
يليهم الجنُّ والأمـــــلاكُ والبشـــرُ والوحش والطير والأسماك مع نعم
والشعروالصوفُ والأرياشُ والوبرُ والذر والنمل مع جمع الحبـوب كذا
جرى به القلــــمُ المأمــــورُ والقدرُ وما أحاط به العلمُ المُحيـــــط ومـــا

على الخلائـــقِ مذ كانوا ومذ حُشــروا وعــــدَّ نعمائك اللاتي مننـــت بهـــا
به النبيـــــون والأمـــلاك وافتخـــروا وعدَّ مقدارهِ السامي الذي شرُفــــت
وما يكـــون إلى أن تُبعــــثَ الصـــورُ وعدَّ ما كان في الأكوانِ يا سنــــدي
أهل السماوات والأرضين أو يـــــذروا في كل طرفةَ عينٍ يطرفـــــون بهــا
الفرش والعرش والكرسي وما حصروا ملء السماوات والأرضين مع جبـل
ـــــدوماً صلاةً دوامـــاً ليس تنحصــــر ما أعدم الله موجوداً وأوجد معــــــ

تُحيـــطُ بالحـــد لا تبقـي ولا تـــــذرُ تستغرق العد مع جمع الدهور كما
ولا لهــا أمـــــدٌ يُقضى فيُعتبــــــــرُ
لا غايةً وانتهـــاءً يا عظيـــمُ لهـــا
مع ضعف أضعافـه يامن له القــــدرُ وعدًّ أضعاف مــا قد مـر من عدد
أمرتنـــا أن نُصلِّي أنــــت مقتـــــدرُ كما تُحبُّ وترضى سيــــدي وكما
ربي وضاعفهما والفضـــل منتشــرُ مع السلام كما قد مر مــن عــــدد
أنفاسِ خلقك إن قلوا وإن كثــــــروا وكل ذلك مضــروبٌ بحقــك فـي

والمسلميــــن جميعــاً أينما حضـــرُوا يا رب واغفر لقاريهــا وسامعهـا
وكلنـــــا سيـــــدي للعفـــــو مفتقــــر ووالدينـــا وأهلينــــــا وجيرتنــــا
لكـــــن عفـــوك لا يُبقـــــي ولا يــَذرُ وقد أتيـــت ذنوبـــاً لا عداد لهـــا
وقــــد أتى خاضعاً والقلــبُ منكســـرُ والهم عن كل ما أبغيــه أشغلـــني
بجــــاه من في يديه سبـــح الحجـــــرُ أرجوك يارب في الدارين ترحمنا
فــــإن جودك بحر لــــيس ينحصــــرُ يا رب أعظم لنا أجـــراً ومغفــرةً

وفـــرج الكـــرب عنــا أنت مقتــدرُ واقضِ ديوناً لهــــا الأخلاق ضائقةٌ
لُطفاً جميلاً بــه الأهـــوال تنحســـرُ وكن لطيفاً بنــــا في كــــل نازلــــةً
جلالةً نزلــــت في مـــــدحه السورُ بالمصطفى المجتبى خير الأنام ومن
شمس النهار وما قد شعشــــع القمرُ ثم الصلاةُ على المختـــار ما طلعت
من قــامَ من بعدِهِ للديــــن ينتصــــرُ ثم الرضـــا عن أبي بكـــر خليفتـــه
من قـــولُهُ الفصلُ في أحكامــِهِ عُمَرُ وعن أبي حفصٍ الفاروقِ صاحِبِـــهِ

له المحاسنُ في الـــدارين والظَّفرُ وجُد لعثمان ذي النورين من كمُلت
أهلُ العباءِ كما قد جـــاءنا الخبـــرُ كــــذا علـــيٌّ مع ابنيـــه وأُمهمــــا
عبيـــــدةٍ وزُبيـــــرٌ ســـادةٌ غُـــرَرُ سعـــدٌ سعيدُ بن عوفٍ طلحــةٌ وأبُو
ونجلـُــهُ الحبــرُ من زالـت به الغيرُ وحمـــزةٌ وكذا العبـــــاسُ سيدُنـــا
ماجــن ليلُ الدياجي أو بدا السحـــرُ

عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:45
القصيدة المحمدية للإمام البوصيري

محمد أشرف الأعراب والعجم * *
محمد خيـــــــر من يمشي على قــــدم
محمــد باسط المعروف جامعه * *
محمـــــد صاحب الإحســان والكــــرم
محمــد تاج رسل الله قاطبــــة * *
محمـــــــد صــــــادق الأقوال والكلـــم
محمــــــد ثابت الميثاق حافظــه *
محمـــــــد طيــب الأخــلاق والشيــــم
محمـــد رُوِيَت بالنور طينتُــــهُ * *
محمــــد لم يــــزل نــــــوراً من القِدم
محمــــد حاكم بالعدل ذو شرفٍ * *
محمـــــد معــــدن الأنعام والحكــــــم
محمد خير خلق الله من مضـــــر * *
محمــــد خيـــر رســـــل الله كلهـــــم
محمــــــد دينه حـــق نديـــن بـــه * *
محمــــــــد مجمــــلاً حقاً على علــــم
محمـــد ذكـــره روح لأنفسنــــــــا * *
محمد شكره فــــرض على الأمــــم
محمد زينة الدنيا وبهجتهـــــــــــا * *
محمــــــــد كاشــــــف الغمات والظلم
محمــــد سيـــــــد طابت مناقبـــــهُ * *
محمــــد صاغه الرحمــــــن بالنعـــــم
محمــــد صفـــوة الباري وخيرتـــــه * *
محمــــد طاهـــــــر من سائر التهـــم
محمـــد ضاحــــك للضيف مكرمــــه * *
محمـــــــــد جـــــــاره والله لم يضـــم
محمــــد طابـــــت الدنيــــا ببعثتــــه * *
محمـــــد جـــاء بالآيـــات والحكـــــــم
محمــــد يـــوم بعث النــــاس شافعنــــا * *
محمـــــــد نوره الهــــادي من الظلــــم
محمــــــــد قائـــــــــــم لله ذو همـــــــــم * *
محمـــــــد خاتـــــــم للرســــــل كلهــــم

عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:49
قصيدة الحجرة النبوية الشريفة

للسلطان عبد الحميد خان بن السلطان أحمد خان عام 1191هـ

نقشت على الحجرة النبوية الشريفة

وأنــت سر النـــدى يا خير معتمد
وأنت هـادي الورى لله ذي المـــدد
للواحـد الفـرد لم يولــــــد ولم يلـــد
من إصبعيه فروّي الجيش ذا العـدد
أقـول ياسيــــد الســــادات ياسـندي
وامنن علي بمــــــالا كان في خلدي
واستربفضلك تقصيري مدى الأمـد
فإنني عنـــك يا مولاي لم أحــــــدِ
رقـَى السموات سرالواحــد الأحـــد
فمثله في جميع الخلـــــق لم أجـد
ذخر الأنام وهاديـهم إلى الرشـــــــد
هــــــذا الذي هـــو ظني ومعتقـــدي
وحبه عنـــد رب العــــرش مستندي
مع السلام بلا حصـــــر ولا عـــــدد
بحر السماح وأهل الجـود والمـــــدد
فأنت نور الهـــدى في كـــل كائنة *
وأنت حقا غياث الخلــــق أجمعهـــم *
يامن يقوم مقام الحمد منفــــــردا *
يا من تفجرت الأنهــــــــار نابعـة *
إني إذا سامني ضيــــم يــروعني *
كن لي شفيعا إلىالرحمـن من زللــي *
وانظر بعين الرضـا لي دائما أبــــداً *
واعطف علي بعفوٍ منــك يشملنـــي *
إني توسلـــت بالمختـــار أشرف من *
رب الجمـال تعالـــى الله خالقــــه *
خير الخلائق أعلى المرسلين ذُرىَ *
به التجــأتُ لعـــل الله يغفـــــر لـــي *
فمدحه لــم يزل دأبــي مــدى عمري *
عليه أزكى صــــلاة لم تــــزل أبـــدا *
والآل والصحب أهـــل المجـد قاطبة

عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:52
قصيــــــدة البـــــــردة

للإمام البوصيري

الفصل الأول : في الغزل وشكوى الغرام لسماعها

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم
مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
مزجت دمعا جَرَى من مقلةٍ بـــــدمِ
أمن تذكــــــر جيــــــرانٍ بذى ســــــلمٍ

وأَومض البرق في الظَّلْماءِ من إِضمِ
أَمْ هبَّــــت الريـــــحُ مِنْ تلقاءِ كاظمــةٍ

وما لقلبك إن قلت استفق يهـــــــــمِ فما لعينيك إن قلت اكْفُفاهمتـــــــــــــــا
ما بين منسجم منه ومضطــــــــرمِ أيحسب الصب أن الحب منكتـــــــــــمٌ
ولا أرقت لذكر البانِ والعلــــــــــمِ لولا الهوى لم ترق دمعاً على طـــــللٍ
به عليك عدول الدمع والســـــــــقمِ فكيف تنكر حباً بعد ما شـــــــــــــهدت
مثل البهار على خديك والعنــــــــمِ وأثبت الوجد خطَّيْ عبرةٍ وضــــــــنى
والحب يعترض اللذات بالألــــــــمِ نعم سرى طيف من أهوى فأرقنـــــــي
مني إليك ولو أنصفت لم تلــــــــــمِ يا لائمي في الهوى العذري معـــــذرة
عن الوشاة ولا دائي بمنحســـــــــمِ عدتك حالي لا سري بمســــــــــــــتترٍ
إن المحب عن العذال في صــــــممِ محضتني النصح لكن لست أســـــمعهُ
والشيب أبعد في نصح عن التهـــتـمِ إنى اتهمت نصيح الشيب في عـــــذلي
الفصل الثاني : في التحذير من هوى النفس لسماعها

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
من جهلها بنذير الشيب والهــــرمِ فإن أمارتي بالسوءِ ما أتعظــــــــــــــت
ضيف ألم برأسي غير محتشــــــم ولا أعدت من الفعل الجميل قــــــــــرى
كتمت سراً بدا لي منه بالكتــــــــمِ لو كنت أعلم أني ما أوقــــــــــــــــــــره
كما يردُّ جماح الخيلِ باللُّجـــــــــُمِ من لي برِّ جماحٍ من غوايتهـــــــــــــــا
إن الطعام يقوي شهوة النَّهـــــــــمِ فلا ترم بالمعاصي كسر شهوتهــــــــــا
حب الرضاعِ وإن تفطمهُ ينفطــــمِ والنفس كالطفل إن تهملهُ شبَّ علــــى
إن الهوى ما تولى يصم أو يصـــــمِ فاصرف هواها وحاذر أن توليــــــــــه
وإن هي استحلت المرعى فلا تسمِ وراعها وهي في الأعمالِ ســــــــائمةٌ
من حيث لم يدرِ أن السم فى الدسمِ كم حسنت لذةً للمرءِ قاتلــــــــــــــــــةً
فرب مخمصةٍ شر من التخـــــــــــمِ واخش الدسائس من جوعٍ ومن شبع
من المحارم والزم حمية النـــــــدمِ واستفرغ الدمع من عين قد امتـــلأت
وإن هما محضاك النصح فاتَّهِـــــمِ وخالف النفس والشيطان واعصهمــا
فأنت تعرف كيد الخصم والحكـــــمِ ولا تطع منهما خصماً ولا حكمـــــــــاً
لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــــــــــُمِ أستغفر الله من قولٍ بلا عمـــــــــــــلٍ
وما اســـــتقمت فما قولى لك استقمِ أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت بــــــــــه
ولم أصل سوى فرض ولم اصـــــمِ ولا تزودت قبل الموت نافلــــــــــــــةً
الفصل الثالث : في مدح سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم لسماعها

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
أن اشتكت قدماه الضر مــــــن ورمِ ظلمت سنة من أحيا الظلام إلــــــــــى
تحت الحجارة كشحاً متـــــرف الأدمِ وشدَّ من سغب أحشاءه وطــــــــــوى
عن نفسه فأراها أيما شـــــــــــــــممِ وراودته الجبال الشم من ذهــــــــــبٍ
إن الضرورة لا تعدو على العصــــمِ وأكدت زهده فيها ضرورتـــــــــــــــه
لولاه لم تخرج الدنيا من العـــــــــدمِ وكيف تدعو إلى الدنيا ضرورة مـــن
ـن والفريقين من عرب ومن عجـــــمِ محمد ســـــــــــــــيد الكونين والثقليـ
أبر في قولِ لا منه ولا نعـــــــــــــــــمِ نبينا الآمرُ الناهي فلا أحـــــــــــــــــدٌ
لكل هولٍ من الأهوال مقتحـــــــــــــــمِ هو الحبيب الذي ترجى شــــــــفاعته
مستمسكون بحبلٍ غير منفصـــــــــــمِ دعا إلى الله فالمستسكون بــــــــــــه
ولم يدانوه في علمٍ ولا كـــــــــــــــرمِ فاق النبيين في خلقٍ وفي خُلــــــــُقٍ
غرفاً من البحر أو رشفاً من الديـــــمِ وكلهم من رسول الله ملتمـــــــــــسٌ
من نقطة العلم أو من شكلة الحكـــــمِ وواقفون لديه عند حدهـــــــــــــــــم
ثم اصطفاه حبيباً بارئُ النســــــــــــمِ فهو الذي تـــــــم معناه وصورتـــــــه
فجوهر الحسن فيه غير منقســـــــــمِ منزهٌ عن شريكٍ في محاســـــــــــنه
واحكم بماشئت مدحاً فيه واحتكــــــم دع ما ادعثه النصارى في نبيهـــــم
وانسب إلى قدره ما شئت من عظــــمِ وانسب إلى ذاته ما شئت من شــرف
حدٌّ فيعرب عنه ناطقٌ بفــــــــــــــــــمِ فإن فضل رسول الله ليس لـــــــــــه
أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمــمِ لو ناسبت قدره آياته عظمـــــــــــــاً
حرصاً علينا فلم نرْتب ولم نهــــــــمِ لم يمتحنا بما تعيا العقول بــــــــــــه
في القرب والبعد فيه غير منفحـــــمِ أعيا الورى فهم معناه فليس يـــــرى
صغيرةً وتكل الطرف من أمـــــــــــمِ كالشمس تظهر للعينين من بعُـــــــدٍ
قومٌ نيامٌ تسلوا عنه بالحلــــــــــــــمِ وكيف يدرك في الدنيا حقيقتــــــــــه
وأنه خير خلق الله كلهــــــــــــــــــمِ فمبلغ العلم فيه أنه بشـــــــــــــــــــرٌ
فإنما اتصلت من نوره بهـــــــــــــمِ وكل آيٍ أتى الرسل الكرام بهـــــــــا
يظهرن أنوارها للناس في الظلـــــمِ فإنه شمس فضلٍ هم كواكبهـــــــــــا
بالحسن مشتمل بالبشر متســـــــــمِ أكرم بخلق نبيّ زانه خلــــــــــــــــقٌ
والبحر في كرمٍ والدهر في همــــــمِ كالزهر في ترفٍ والبدر في شــــرفٍ
في عسكر حين تلقاه وفي حشــــــمِ
كانه وهو فردٌ من جلالتـــــــــــــــــه
من معدني منطق منه ومبتســــــــم كأنما اللؤلؤ المكنون فى صـــــــدفٍ
طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــــــــــــــمِ لا طيب يعدل تُرباً ضم أعظمــــــــــهُ
الفصل الرابع : في مولده عليه الصلاة والسلام لسماعها

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
يا طيب مبتدأ منه ومختتــــــــــــــمِ أبان موالده عن طيب عنصـــــــــره
قد أنذروا بحلول البؤْس والنقـــــــمِ يومٌ تفرَّس فيه الفرس أنهـــــــــــــمُ
كشمل أصحاب كسرى غير ملتئـــمِ وبات إيوان كسرى وهو منصــــدعٌ
عليه والنهر ساهي العين من سـدمِ والنار خامدة الأنفاس من أســــــفٍ
ورُد واردها بالغيظ حين ظمــــــــي وساءَ ساوة أن غاضت بحيرتهـــــا
حزناً وبالماء ما بالنار من ضــــرمِ كأن بالنار ما بالماء من بــــــــــــلل
والحق يظهر من معنى ومن كلــــمِ والجن تهتف والأنوار ساطعـــــــــةٌ
تسمع وبارقة الإنذار لم تُشــــــــــَمِ عموا وصموا فإعلان البشائر لـــــم
بأن دينهم المعوجَّ لم يقــــــــــــــــمِ من بعد ما أخبره الأقوام كاهِنُهُـــــــمْ
منقضةٍ وفق ما في الأرض من صنمِ وبعد ما عاينوا في الأفق من شهـب
من الشياطين يقفو إثر منـــــــــهزمِ حتى غدا عن طريق الوحى منهــزمٌ
أو عسكرٌ بالحصى من راحتيه رمـىِ كأنهم هرباً أبطال أبرهــــــــــــــــــةٍ
نبذ المسبِّح من أحشاءِ ملتقـــــــــــمِ نبذاً به بعد تسبيحٍ ببطنهمــــــــــــــا
الفصل الخامس : في معجزاته صلى الله عليه وسلم لسماعها
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
تمشى إليه على ساقٍ بلا قــــــــــدمِ جاءت لدعوته الأشجار ســــــاجدةً
فروعها من بديع الخطِّ في اللقـــــمِ كأنَّما سطرت سطراً لما كتــــــــــبت
تقيه حر وطيسٍ للهجير حَـــــــــــمِ مثل الغمامة أنَّى سار سائـــــــــــرة
من قلبه نسبةً مبرورة القســــــــــمِ أقسمت بالقمر المنشق إن لــــــــــه
وكل طرفٍ من الكفار عنه عــــــــمِ وما حوى الغار من خير ومن كــرمٍ
وهم يقولون ما بالغار مــــــــن أرمِ فالصِّدْقُ في الغار والصِّدِّيقُ لم يرما
خير البرية لم تنسج ولم تحــــــــــمِ ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت علــى
من الدروع وعن عالٍ من الأطـــــُمِ وقاية الله أغنت عن مضاعفـــــــــةٍ
إلا ونلت جواراً منه لم يضـــــــــــمِ ما سامنى الدهر ضيماً واستجرت به
إلا استلمت الندى من خير مســـتلمِ ولا التمست غنى الدارين من يــــده
قلباً إذا نامت العينان لم ينــــــــــــم لا تنكر الوحي من رؤياه إن لـــــــه
فليس ينكر فيه حال محتلـــــــــــــمِ وذاك حين بلوغٍ من نبوتــــــــــــــه
ولا نبيٌّ على غيبٍ بمتهـــــــــــــــمِ تبارك الله ما وحيٌ بمكتســــــــــــبٍ
وأطلقت أرباً من ربقة اللمـــــــــــمِ كم أبرأت وصباً باللمس راحتــــــــه
حتى حكت غرة في الأعصر الدهـمِ وأحيتِ السنةَ الشهباء دعوتـــــــــه
سيبٌ من اليم أو سيلٌ من العــــرمِ بعارضٍ جاد أو خلت البطاح بهـــــا
الفصل السادس : في شـرف الــقرآن ومدحـه لسماعها

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
ظهور نار القرى ليلاً على علـــــمِ دعني ووصفي آيات له ظهـــــــرت
وليس ينقص قدراً غير منتظــــــمِ فالدُّرُّ يزداد حسناً وهو منتظــــــــــمٌ
ما فيه من كرم الأخلاق والشِّيـــــمِ فما تطاول آمال المديح إلــــــــــــى
قديمةٌ صفة الموصوف بالقــــــدمِ آيات حق من الرحمن محدثــــــــــةٌ
عن المعادِ وعن عادٍ وعــــن إِرَمِ لم تقترن بزمانٍ وهي تخبرنــــــــــا
من النبيين إذ جاءت ولم تـــــــدمِ دامت لدينا ففاقت كلَّ معجــــــــــزةٍ
لذى شقاقٍ وما تبغين من حكــــمِ محكّماتٌ فما تبقين من شبــــــــــــهٍ
أعدى الأعادي إليها ملقي الســلمِ ما حوربت قط إلا عاد من حَـــــــرَبٍ
ردَّ الغيور يد الجاني عن الحـــرمِ ردَّتْ بلاغتها دعوى معارضهــــــــا
وفوق جوهره في الحسن والقيـمِ لها معانٍ كموج البحر في مــــــــددٍ
ولا تسام على الإكثار بالســـــــأمِ فما تعدُّ ولا تحصى عجائبهــــــــــــا
لقد ظفرت بحبل الله فاعتصـــــــمِ قرَّتْ بها عين قاريها فقلت لـــــــــه
أطفأت حر لظى من وردها الشــمِ إن تتلها خيفةً من حر نار لظـــــــى
من العصاة وقد جاؤوه كالحمـــــمِ كأنها الحوض تبيض الوجوه بـــــه
فالقسط من غيرها في الناس لم يقمِ وكالصراط وكالميزان معدلـــــــــــةً
تجاهلاً وهو عين الحاذق الفهـــــمِ لا تعجبن لحسودٍ راح ينكرهــــــــــا
وينكر الفم طعم الماءِ من ســــــقمِ قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد
الفصل السابع : في إسرائه ومعراجه صلى الله عليه وسلم لسماعها
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
سعياً وفوق متون الأينق الرســــمِ يا خير من يمم العافون ســــــــاحته
ومن هو النعمةُ العظمى لمغتنـــــمِ ومن هو الآية الكبرى لمعتبــــــــــرٍ
كما سرى البدر في داجٍ من الظـلمِ سريت من حرمٍ ليلاً إلى حــــــــــرمٍ
من قاب قوسين لم تدرك ولم تــرمِ وبت ترقى إلى أن نلت منزلــــــــــةً
والرسل تقديم مخدومٍ على خـــــدمِ وقدمتك جميع الأنبياء بهـــــــــــــــا
في مركب كنت فيه صاحب العلــــمِ وأنت تخترق السبع الطباق بهــــــم
من الدنوِّ ولا مرقى لمســــــــــــتنمِ حتى إذا لم تدع شأواً لمســـــــــتبقٍ
نوديت بالرفع مثل المفردِ العلــــــمِ خفضت كل مقامٍ بالإضـــــــــــافة إذ
عن العيون وسرٍ أي مكتتــــــــــــمِ كيما تفوز بوصلٍ أي مســـــــــــتترٍ
وجزت كل مقامٍ غير مزدحــــــــــمِ فحزت كل فخارٍ غير مشـــــــــــتركٍ
وعز إدراك ما أوليت من نعــــــــمِ وجل مقدار ما وليت من رتــــــــــبٍ
من العناية ركناً غير منهــــــــــدمِ بشرى لنا معشر الإسلام إن لنـــــــا
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمــــــــــمِ لما دعا الله داعينا لطاعتــــــــــــــه
الفصل الثامن : في جهاد النبي صلى الله عليه وسلم لسماعها
علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
كنبأة أجفلت غفلا من الغنــــــــــمِ راعت قلوب العدا أنباء بعثتــــــــــه
حتى حكوا بالقنا لحماً على وضـمِ ما زال يلقاهمُ في كل معتـــــــــــركٍ
أشلاءَ شالت مع العقبان والرخــمِ ودوا الفرار فكادوا يغبطون بــــــــه
ما لم تكن من ليالي الأشهر الحُرُمِ تمضي الليالي ولا يدرون عدتهـــــا
بكل قرمٍ إلى لحم العدا قــــــــــــرمِ كأنما الدين ضيفٌ حل ســــــــاحتهم
يرمى بموجٍ من الأبطال ملتطـــــمِ يجر بحر خميسٍ فوق ســــــــــابحةٍ
يسطو بمستأصلٍ للكفر مصــــطلمِ من كل منتدب لله محتســـــــــــــــبٍ
من بعد غربتها موصولة الرحـــمِ حتى غدت ملة الإسلام وهي بهــــم
وخير بعلٍ فلم تيتم ولم تئـــــــــــمِ مكفولةً أبداً منهم بخــــــــــــــير أبٍ
ماذا رأى منهم في كل مصــــطدمِ هم الجبال فسل عنهم مصادمهــــــم
فصول حتفٍ لهم أدهى من الوخمِ وسل حنيناً وسل بدراً وسل أُحـــــداً
من العدا كل مسودٍ من اللمـــــــمِ المصدري البيض حمراً بعد ما وردت
أقلامهم حرف جسمٍ غير منعجــمِ والكاتبين بسمر الخط ما تركـــــــت
والورد يمتاز بالسيما عن الســلمِ شاكي السلاح لهم سيما تميزهــــــم
فتحسب الزهر في الأكمام كل كــمِ تهدى إليك رياح النصر نشرهـــــــم
من شدة الحَزْمِ لا من شدة الحُزُمِ كأنهم في ظهور الخيل نبت ربـــــــاً
فما تفرق بين الْبَهْمِ وألْبُهــــــــــُمِ طارت قلوب العدا من بأسهم فرقـــاً
إن تلقه الأسد فى آجامها تجــــــمِ ومن تكن برسول الله نصــــــــــرته
به ولا من عدوّ غير منفصــــــــمِ ولن ترى من وليٍ غير منتصـــــــرٍ
كالليث حل مع الأشبال في أجـــــمِ أحل أمته في حرز ملتـــــــــــــــــــه
فيه وكم خصم البرهان من خصـمِ كم جدلت كلمات الله من جــــــــــدلٍ
في الجاهلية والتأديب في اليتـــــمِ كفاك بالعلم في الأُمِّيِّ معجــــــــــزةً
الفصل التاسع : في التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم لسماعها

علـــى حبيبــــك خيــر الخلق كلهـم مولاي صلــــي وسلــــم دائمـــاً أبــــدا
ذنوب عمرٍ مضى في الشعر والخدمِ خدمته بمديحٍ استقيل بـــــــــــــــــه
كأنَّني بهما هديٌ من النعـــــــــــــمِ إذ قلداني ما تخشي عواقبـــــــــــــه
حصلت إلا على الآثام والنــــــــــدمِ أطعت غي الصبا في الحالتين ومـــا
لم تشتر الدين بالدنيا ولم تســـــــمِ فياخسارة نفسٍ في تجارتهــــــــــــا
يَبِنْ له الْغَبْنُ في بيعٍ وفي ســــــلمِ ومن يبع آجلاً منه بعاجلـــــــــــــــهِ
من النبي ولا حبلي بمنصـــــــــرمِ إن آت ذنباً فما عهدي بمنتقـــــــض
محمداً وهو أوفى الخلق بالذمـــمِ فإن لي ذمةً منه بتســــــــــــــــميتي
فضلاً وإلا فقل يا زلة القــــــــــــدمِ إن لم يكن في معادي آخذاً بيــــــدى
أو يرجع الجار منه غير محتــــرمِ حاشاه أن يحرم الراجي مكارمــــــه
وجدته لخلاصي خير ملتـــــــــــزمِ ومنذ ألزمت أفكاري مدائحــــــــــــه
إن الحيا ينبت الأزهار في الأكـــــمِ ولن يفوت الغنى منه يداً تربــــــــت
يدا زهيرٍ بما أثنى على هــــــــــرمِ ولم أرد زهرة الدنيا التي اقتطفــــت
الفصل العاشر : في المناجاة وعرض الحاجات لسماعها
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم يــــارب بالمصطفى بلغ مقاصدنـــا
سواك عند حلول الحادث العمـــــمِ يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ بــــــه
إذا الكريم تجلَّى باسم منتقــــــــــمِ ولن يضيق رسول الله جاهك بــــــي
ومن علومك علم اللوح والقلـــــمِ فإن من جودك الدنيا وضرتهـــــــــا
إن الكبائر في الغفران كاللمـــــــــمِ يا نفس لا تقنطي من زلةٍ عظمـــــت
تأتي على حسب العصيان في القسمِ لعل رحمة ربي حين يقســـــــــــمها
لديك واجعل حسابي غير منخــــرمِ يارب واجعل رجائي غير منعكـــسٍ
صبراً متى تدعه الأهوال ينهــــــزمِ والطف بعبدك في الدارين إن لـــــه
على النبي بمنهلٍ ومنســـــــــــــجمِ وائذن لسحب صلاةٍ منك دائمــــــــةٍ
وأطرب العيس حادي العيس بالنغمِ ما رنّحت عذبات البان ريح صـــــباً
وعن عليٍ وعن عثمان ذي الكــرمِ ثم الرضا عن أبي بكرٍ وعن عمــــرٍ
أهل التقى والنقا والحلم والكـــــرمِ والآلِ وَالصَّحْبِ ثمَّ التَّابعينَ فهــــــم
واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم يا رب بالمصطفى بلغ مقاصـــــــدنا
يتلوه في المسجد الأقصى وفي الحرم واغفر إلهي لكل المسلميـــــــن بمــــا
واسمُهُ قسمٌ من أعظــــــم القســــم بجاه من بيتـــــه في طيبـــــــةٍ حرمٌ
والحمد لله في بــــدء وفي ختـــــم وهذه بُــــردةُ المُختــــار قد خُتمــــت
فرِّج بها كربنا يا واسع الكــــــــرم أبياتها قــــد أتت ستيــــن مع مائــــةٍ
فاحفظ بها شيخنا يا واســع الكــــرم فاحفـــظ بها شيخنا يا واسع الكــــــرم

عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:53
قصيــــــدة بانـــــت سعــــــاد

في مدح خير البرية المختار صلى الله عليه وسلم

قصيدة الصحابي كعب بن زهيررضي الله عنه


بانـــت سعــاد فقلبي اليـــوم متبــول *
وما سعاد غــداة البيـــن إذ رحلـــوا *
هيفــــــاء مقبلـــة عجــزاء مدبـــرة *
تجلوا عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت *
شُجت بذي شبــم من مـــاء محنيـــة *
تنفي الريــاح القــذى عنه وأفرطــه * متيـــــم إثــــرها لم يفـــد مكبـــول
إلا أغنُّ غضيضُ الطرف مكحول
لا يشتكي قصــــر منها ولا طــول
كأنــــه منهــــل بالــــراح معلـــول
صاف بأبطح أضحى وهو مشمول
من صـوب سارية بيــتض يعاليــل


أكــرم بها خُلـــة لو أنهـــا صـــدقت *
لكنهـــــا خلـــة قد سيــط من دمهـــا *
فما تـــــدوم على حـــال تكـــون بها *
ولا تمســـك بالعهـــد الذي زعمـــت *
فلا يغرنــك ما منـــت ومــا وعــدت *
كانت مواعيـــد عرقــوب لهــا مثلاً * موعــدها أو لو أن النصــح مقبـول
فجــــعٌ وولـــعٌ وإخـــلافٌ وتبديــلُ
كمـا تلـــــون في أثوابهـــا الغــــول
إلا كمــا يمســــــك الماء الغرابيـــل
إن الأمـــاني والأحـــــلام تضليـــل
ومــــا مواعيــــدها إلا الأباطيـــــل


أرجــو وآمــل أن تدنـــــو مودتهـــا *
أمســت سعاد بــأرض لا يبلُغهــــــا *
ولـــن يُبلِّغهـــــــــا إلا غُدافــــــــرة *
من كل نضاخة الذفرى إذا عـــرقت *
ترمي الغُيُـــــوب بعيني مفردٍ لهـــقٍ *
ضخــــمٌ مُقلدها فَعــــــمٌ مُقيـــــــدها * ومــــا إخـــال لدينــا منـــك تنويــل
إلا العِتـــاق النّجيــــات المراسيـــلُ
لها على الأيـــن إرقــــالٌ وتبغيـــلُ
عرضتها طامــس الأعلام مجهـول
إذا توقــــــدت الحـــراز والميــــــلُ
في خلقها عن بنات الفحل تفضيـــلُ


غلبــاءُ وجنـــاء علكـــــومٌ مذكــــرةٌ *
وجلـــدُها مــن أطـــــوم لا يؤيســـهُ *
حرفٌ أخـــوها أبــوها من مهجنــــةٍ *
يمشــــي القــرادُ عليـهـا ثم يُزلقُـــــهُ *
عيرانةٌ قذفت بالنحــض عن عُرُضٍ *
كأنـــــما فـــات عينيهــــا ومذبحهـــا في دفهـــــــا سعــــةٌ قدّامه ميـــــــلُ
طلــــحٌ بضاحيــــــة المتيـن مهزول
وعمُّها خالهــــــــا قــــوداءُ شمليــــلُ
منهــــا لبـــــانٌ وأقـــــــرابٌ زهاليلُ
مرفقُها عن نبـــــــات الـــزور مفتولُ
من خطمهـــا ومن اللحييــــن برطيلُ


تمرُّ مثل عسيب النخــــل ذا خُصــلٍ *
قنواء في حُريتــــــــها للبصيــــر بها *
تخذي على سيــــراتٍ وهي لاحقـــةٌ *
سُمرُ العجايات يتركـن الحصى زيماً *
كــــأنّ أوب ذراعيهــــا إذا عرقــــت *
يوماً يظلُّ به الحربـاءُ مصطخــــــداً في غـــارزٍ لــــــم تخــــوّنهُ الأحاليلُ
عتق مبين وفي الخديـــــــن تسهيــــلُ
ذوابل مسّهُــــــــــنَّ الأرض تحليــــلُ
لم يقهــــــنّ رؤوس الأكــــم تنعيــــلُ
وقد تلفّـــــــــع بالكـــــور العساقيــــلُ
كأن ضاحيـهُ بالشمسِ ممـــلــــــــــولُ


وقال للقوم حــــــاديهم وقد جعلــــت *
شدَّ النهَّارُ ذراعــــاً عيطلٍ نصــــفٍ *
نوَّاحةٌ رخوةُ الضّبعيــن ليــس لهـــا *
تفري اللبَــــانَ بكفيهـــا ومدرعهــــا *
تسعــى الوشــاةُ جنابيهـــا وقولهُــــمُ *
وقال كــــل خليـــلٍ كنـــتُ آمُلــــــهُ وُرقُ الجنادب يركضن الحصى قيلوا
قامــــت فجاوَبَهـــَا نًُكــــدٌ مثاكيــــــلُ
لمـا نعى بِكرَهَــا النّاعـــون معقـــولُ
مشقـــــقٌ عـــن تراقيهــــا رعابيـــل
إنـــك يـــا ابـــن أبي سلمى لمقتـــولُ
لا ألهينـــك إني عنــــك مشغــــــــولُ


**فقلــــتُ خلـــوا سبيلي لا أبالكــــــم *
كلُّ ابن أنثى وإن طالت سلامتُــــــهُ *
أُنبئتُ أنُّ رســـــولَ الله أوعــــــدني *
مهلاً هداك الذي أعطاك نافلةً الــــــ *
لا تأخذني بأقـــوال الوُشـــاة ولـــــم *
لقد أقـــــوم ُ مقاماً لو يقـــــــومُ بـــه فكــــل ماقــــــدَّرَ الرحمــــنُ مفعــولُ
يومـاً على آلــةٍ حدبـــــاءَ محمـــــولُ
والعفــو عنــد رســــــول الله مأمــولُ
ــــقرآن فيهـا مواعيـــــظُ وتفضيــــلُ
أذنــــب وقـــد كثُـــرت فيٌّ الأقاويـــلُ
أرى وأسمـــع ما لم يسمــــع الفيـــــلُ


لظــــلَّ يــــرعُدُ إلاَّ أن يكـــون لــــه *
حتى وضعــتُ يمينــي لا أُنازِعُــــهُ *
لذاك أهيــبُ عنــــــدي إذ أُكلِّمُــــــهُ *
من خــادرٍ من لُيــوثِ الأُسدِ مسكنُـهُ *
يغدو فيُلحمُ ضرغاميــــن عيشُهُمـــا
إذا يُســـاور قرنـــــاً لا يحــلُّ لــــــه مـــن الرســــول بإذن الله تنويــــــــلُ
في كــفِّ ذي نقمـــــاتٍ قيلـــهُ القيـــلُ
وقيـــل إنــك منســـــوبٌ ومســـــؤولُ
من بطـــــن عثَّـــرَ غيلٌ دُونـــهُ غيــلُ
لحـــــمٌ من القـــوم مغفـــور خراديــلُ
أن يتـــرك القِرنَ إلا وهـــو مجـــدولُ


منه تظـــلُّ سِبــــــاعُ الجَوِّ ضامـــرة *
ولا يـــــزالُ بواديـــــه أخو ثقــــــــةٍ
إن الرًّسُولَ لسيــــفٌ يُستضاءُ بِـــــهِ
في فتيةٍ من قريــــشٍ قال قائلهـــــــُم *
زالوا فما زال أنكــاسٌ ولا كشــــــفٌ * ولا تَمَشَّـــــى بواديــــــه الأراجيــــلُ
مُطـــرَّحَ البَـــزَّ والدِّرســــانِ مأكــولُ
مُهنَّـــــدٌ مــن سيـــــوف الله مسلـــولُ
ببطــن مكـــــة لما أسلمــــوا زُولــــوا
عنـــد اللقـــــاءِ ولا ميــــلٌ معازيــــلُ


شُــــمُّ العرانيـــــن أبطـــالٌ لبوسُهُــمُ *
بيـــضٌ سوابــــغُ قد شُكت لها حلــقٌ *
يمشونَ مشيَ الجمالِ الزُّهرِ يعصمُهُم *
لا يفرحــــون إذا نالــــت رماحُهُــــمُ *
لا يقـــعُ الطعـــنُ إلا في نُحُورِهِـــــمُ مـــن نســـجِ داودَ في الهَيجَـا سَرَابيـلُ
كأنَّها حلــــــقُ القفعــــــاءِ مَجـــــدُولُ
ضـــربٌ إذا غرَّدَ السُّـــــــودُ التَّنابيلُ
قومـــاً وليسُوا مجازيعـــــاً إذا نيلُـــوا
وما لهُم عن حيـــاضِ المـــوتِ تهليلُ

عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:55
نهـــــج البـــــــردة

لأمير الشعراء أحمد شوقي


أحل سفك دمي في الأشهـــر الحُــرُم
يا ســـاكن القاع ، أدرك سـاكن الأجم
يا ويح جنبك ، بالسهم المصيب رُمِي
جُرحُ الأحبـــة عندي غيـــرُ ذي ألــم
إذا رُزقت التمــاس العذر في الشيـــم
لو شفك الوجــــد لم تعـــذل ولم تلـــم ريمٌ على القـــاع بين البـان والعلــــم *
رمى القضــــاء بعيني جــؤذر أســداً *
لمـــا رنــــــا حدثتني النفــــس قائلــة *
جحدتها ، وكتمت السهــم في كبـــدي *
رزقت أسمح ما في النـاس من خُلــق *
يا لائمي في هــواه - والهـــوى قدر-


ورُب منتصــــتٍ والقلبُ في صمــــم
أسهرت مضناك في حفظ الهوى، فنم
أغراك بالبخــل من أغـــراه بالكـــرم
ورُبَّ فضــــــلٍ على العشاق للحلـــم
اللعباتُ برُوحي ، السافحــات دمي ؟
يُغرن شمس الضحى بالحلي والعصم لقـد أنلتــك أذنــاً غيــــر واعيــــــــةٍ *
يا ناعس الطرف ، لاذقت الهوى أبداً *
أفديك إلفــــاً ، ولا آلو الخيــــال فدًى *
سرى فصادف جُــرحاً دامياً ، فأســـا *
من الموائـسُ بانــاُ بالرُّبــى وقنــــــاً *
السافراتُ كأمثــال البــــدور ضُحى


وللمنيــــــة أسبــــابٌ مـــن السقــــــم
أُقلـن من عثـــرات الـدَّل في الرســـم
عن فتنــةٍ ، تُسلـــم الأكبـــاد للضــرم
أشكالــه ، وهو فـــرد غيـــر منقســـم
للعين ، والحُسنُ في الآرام كالعُصُــم
إذا أَشَرن أســـرن الليــــــث بالعنـــم القاتلاتُ بأجفـــــانٍ بهـــــا سقـــــــمٌ *
العاثـراتُ بألبــــاب الرجـــال ، ومــا *
المضرماتُ خدوداً، أسفرت ، وجلت *
الحاملات لـــواء الحســـن مختلفــــاً *
من كل بيضـــاء أو سمـــراء زُينتــا *
يُرعن للبصر السامي ، ومن عجـــب


يرتعـــن في كُنُـــس منـــه وفي أكـــم
ألقاك في الغاب ، أم ألقاك في الأطُم؟
أن المُنى والمنايــا مضـــربُ الخيـــم
وأخرج الريــم من ضرغامـــة قـــرم
ومثلهـــا عفــــة عُذريــــةُ العصـــــم
مغناك أبعــــــدُ للمشتــــاق مـــن إرم وضعت خدّي ، وقسمت الفــؤاد ربي *
يا بنت ذي اللبــــد المحمـــي جانبـُــه *
ما كنــتُ أعلـــم حتى عـــن مسكنُـــه *
من أنبت الغصـــن من صَمامة ذكــر؟ *
بيني وبينك من سمـر القنـــا حُجُـــب *
لم أغش مغناك إلا في غصـون كِرَّى


وإن بــــــدا لك منهـــا حُسنُ مُبتســـم
كما يُفــضُّ أذى الرقشـــــاءِ بالثَّــــرم
من أول الدهر لم تُرمـــل ، ولم تئـــم
جـــرحٌ بـــآدم يبكــي منــــه في الأدم
المــوتُ بالزَّهر مثلُ المــوت بالفَحَــم
لـولا الأمـــانيُّ والأحــــــلامُ لم ينـــم يا نفسُ ، دنياك تُخفـــي كــل مبكيـــةٍ *
فُضِّي بتقواكِ فاهـــاً كلمــا ضحكـــت *
مخطوبةٌ - منذ كان الناسُ - خاطبـــةٌ *
يفنى الزمــــانُ ، ويبقى من إساءتهــا *
لا تحفلـــي بجنـــاها ، أو جنـــايتهـــا *
كم نائــــمٍ لا يـــراها وهي ساهــــرةٌ


وتارةً في قـــرار البـــؤس والوصـــم
إن يلق صاباً يرد ، أو علقمـــاً يسُـــم
مُسودَّةُ الصُّحـــفِ في مُبيضَّـــةِ اللّمم
أخذتُ من حميـــة الطاعـــات للتخــم
والنفـــس إن يدعها داعي الصبـا تهم
فقــــوِّم النفـــس بالأخـــلاق تستقــــم طــــوراً تمــدك في نُعمى وعافيــــــةٍ *
كم ضلَّلتكَ ، ومن تُحجـب بصيرتــــه *
يا ويلتــــاهُ لنفسي ! راعَــــها ودَهــــا *
ركضتها في مريع المعصياتِ ، ومــا *
هامــــت على أثــــر اللذات تطلبهـــا *
صلاح أمــــرك للأخــلاق مرجعــــه


والنفـــسُ من شـرها في مرتعٍ وَخِـــم
طَغىَ الجيـــادِ إذا عضَّـت على الشُّكُم
في الله يجعلني في خيـــــر مُعتصـــم
مُفرِّج الكرب في الداريــــن والغمـــم
عِزَّ الشفاعـــةِ ؛ لم أســــأل سوى أَمـَم
قـــدّمـــتُ بين يديـــه عبـــرَةَ النــــدم والنفسُ من خيـرها في خير عافيـةٍ *
تطغى إذا مُكِّنَت من لذَّةٍ وهــــــوىً *
إن جَلَّ ذنبي عن الغفران لي أمــلٌ *
أُلقي رجائي إذا عزَّ المُجيـــرُ على *
إذا خفضـــــتُ جنــاح الذُّلَّ أسألــه *
وإن تقـــدم ذو تقـــــوى بصالحــــةٍ


يُمســـــــك بمفتـــاح باب الله يغتنــــم
مـــا بيـــــــن مستلــــم منه ومُلتــــزم
في يـــوم لا عز بالأنساب واللُّحَــــــمِ
ولا يقـــاسُ إلى جـــودي لدى هَــــرِم
وبغيــــــةُ الله من خلـــقٍ ومن نَسَــــم
متى الورود ؟ وجبريــلُ الأمين ظمى لزمتُ باب أمير الأنبيـــاءِ ، ومـــن *
فكلُّ فضلٍ ، وإحســانٍ ، وعارفــــةٍ *
علقتُ من مدحه حبـــلاً أعــزُّ بـــــه *
يُزري قريضي زُهيراً حين أمدحُــه
محمـــدٌ صفــوةُ الباري ، ورحمتـــه
وصاحبُ الحوض يوم الرُّسلُ سائلةٌ


فالجِرمُ في فلكٍ ، والضوءُ في عَلَم
من سـؤددٍ بــــاذخ في مظهــرٍ سَنِم
ورُبَّ أصلٍ لفرع في الفخـارِ نُمى
نوران قاما مقام الصُّلـب والرَّحــم
بمـــا حفظنا من الأسمــاء والسَِّيـم
مصــونَ سِرَّ عن الإدراك مُنكَتِم ؟ سنـــــاؤه وسنـــاهُ الشمــسُ طالعـــةَ *
قد أخطـــأ النجـــمَ ما نالـــت أُبوتُـــه *
نُمُوا إليه ، فزادوا في الورى شرفــاً *
حواه في سُبُحــــات الطُّهـــر قبلهــم *
لمــــا رآه بَحيـــرا قــــال : نعرفُـــه *
سائل حِراءَ، روحَ القدس: هل عَلما


بطحــاءُ مكة في الإصباح والغَسَم
أشهى من الأُنس بالحباب والحشَم
ومن يبــشِّ بسيمى الخيـر يتَّسِـــم
فاضت يداه من التسنيـــم بالسَّنِـــم
غمامـــــةٌ جذبتها خيــــرةُ الديَـــــم
قعائــــدُ الدَّيرِ ، والرهبانُ في القمم كم جيئةٍ وذهــــاب شُرِّفـــت بهمـــا *
ووحشـــةٍ لابــن عبـــد الله بينهمـــا *
يُسامر الوحي فيهــــا قبل مهبطـــــه *
لما دعا الصَّحبُ يستسقون من ظمأٍ *
وظللَّـتــه ، فصــارت تستظــلُّ بــه *
محبــــةٌ لرســـــول الله أُشــــربَهـــا *


يُغــرى الجمادُ ، ويُغرى كل ذي نسم
لم تتصل قبـــــل من قيلت له بفـــــم
أسمـــاعُ مكـــة من قدسيــــة النَّغـــــم
وكيـــف نُفرتها في السهــل والعلـم ؟
رمَى المشايــــــخ والولــدان باللَّمــــم
هل تجهلون مكان الصــادق العلــــم؟ إن الشمائـل إن رقَّـــت يكـــاد بهـــا *
ونـــودي : اقـــرأ تعالى الله قائلهـــا *
هنــاك أذَّنَ للرحمــــن ، فامتــــلأت *
فلا تسل عن قريش كيف حيرتُها ؟ *
تساءلـــوا عن عظيـــم قد ألمَّ بهــــم *
يا جاهليــــن على الهادي ودعوتـــه


وما الأميــــن على قـــــولٍ بمتَّهـــــم
بالخُلق والخَلق من حسنٍ ومن عظـم
وجئتنــــا بحكيـــــم غير منصــــــرم
يزينُهنَّ جــــــلالُ العــتــق والقـــــدم
يوصيك بالحق ، والتقوى ، وبالرحـم
حديثك الشهدُ عنــــــد الذائقِ الفهِـــــم لقبتمــوهُ أميـــن القــــوم في صغـــرٍ *
فــاق البـــدور ، وفـاق الأنبياء . فكم *
جـاء النبيــون بالآيات ، فانصرمـت *
آياتــــه كلمـــا طــال المدى جُــــــدُدٌ *
يكـــاد في لفظــــــــة منـــه مشرَّفــةٍ *
يا أفصـــح الناطقيـــن الضاد قاطبـةً *


في كـــلِّ مُنتـثــــــر في حســــن مُنتظـــم
تُحيـــي القلـــوب ، وتحيي ميـت الهمــــم
في الشرق والغرب مسرى النورفي الظلم
وطيرت أنفُــــسَ الباغيــــن من عجــــــم
من صدمـــة الحق ، لا من صــدمة القُــدم
إلا على صنــــم ، قـــد هـام في صنــــم حلَّيت من عَطَــــلٍ جيـــد البيـــان به *
بكــــل قــــول كريـــمٍ أنــــت قائلُـــه*
ســـرت بشائـــر بالهـــادي ومولـــده *
تخطفت مهج الطـاغين من عـــــربٍ *
ريعت لها شُرَفُ الإيران، فانصدعت *
أتيت والنــاس فوضى لا تمـــرُّ بهــم *


لكل طاغيــــةٍ في الخلـــــق مُحتكِـــم
وقيصرُ الروم مــن كِبـــرٍ أصمُّ عَـــمِ
ويذبحـــــان كما ضحَّيـــــتَ بالغنــــم
كالليث بالبهــم ، أو كالحوت بالبلــــم
والرُّسلُ في المسجد الأقصىعلى قدم
كالشُّهـب بالبدر ، أو كالجند بالعلـــــم والأرض مملوءةٌ جوراً ، مُسخـرةٌ *
مُسيطــــرُ الفرس يبغي في رعيَّته *
يُعذِّبـــــان عبــــــاد الله في شُبــــهٍ *
والخلقُ يفتـــــك أقواهم بأضعفهــم *
أسرى بك الله ليـــــلاً ، إذ ملائكُـه *
لما خطرت به التفُّــــــوا بسيدهـــم


ومن يفُــــز بحبيـــــــب الله يأتمــــــم
على منـــــوّرةٍ دُرِّيـــــــــةٍ اللُّجُـــــــم
لا في الجياد ، ولا في الأينُق الرسُــم
وقدرةُ الله فــــوق الشــــك والتُّـهَـــــم
على جنــــاحٍ ، ولا يُسعى على قـَــدم
ويــا محمدٌ ، هذا العــــرشُ فاستلــــم صلى وراءك منهــم كل ذي خطـرٍ *
جُبت السماوات أو ما فوقهــــن بهم *
ركوبة لك من عـــــزٍّ ومن شـرفٍ *
مشئةُ الخالق البــــاري ، وصنعتـه *
حتى بلغـــت سمـــاءً لا يطــارُ لها *
وقيل : كــــلُّ نبــــيٍّ عنـــــد رتبتـه


يا قارئ اللوح ، بل يا لا مس القلــــم
لك الخزائنُ من علـــم ، ومن حكــــم
بلا عـدادٍ ، وما طـــُوِّقــتَ من نعــــم
لولا مطــــاردةُ المختـــــار لم تُســــم
همسَ التسابيح والقـــرآن من أَمَـــم ؟
كالغاب، والحائماتُ الزُّغبُ كالرخم؟ خططت للديـــن والدنيـــا علومهمــا *
أحطت بينهما بالسر ، وانكشفــــــت *
وضاعف القُرب ما قـُـلِّدت من منــن *
سل عصبة الشرك حول الغار سائمةً *
هل أبصروا الأثر الوضَّاءَ،أم سمعوا *
وهل تمثّل نسجُ العنكبـــــوت لهـــــم


كباطلٍ من جــــلالِ الحـــق منهــــزم
وعينُــــه حول ركن الدين ؛ لم يقــــم
ومن يضُــــمُّ جنـــــاحُ الله لا يُضَــــم
وكيف لا يتسامى بالرســــول سمِى ؟
لصاحب البُردة الفيحـــاء ذي القــــدم
وصادقُ الحبِّ يُملي صـــادق الكلـــم فأدبروا ، ووجــوهُ الأرض تلعنُهــــم *
لولا يــــدُ الله بالجاريــــن ما سلمـــــا *
تواريـــا بجنــــــاح الله ، واستتـــــرا *
يا أحمد الخيـــر ، لي جاهٌ بتسميتـــي *
المادحون وأربــــــابُ الهوى تبـــــعٌ *
مديحهُ فيك حـب خالـصٌ وهـــــوًى


من ذا يعارضُ صوب العارض العرم؟
يغبـِــط وليِّـــك لا يُذمَــــــم ، ولا يُلـَـــم
ترمــــي مهابتــــه سبحــــــان بالبكــــم
والبحـــرُ دونـــك في خيرٍ وفي كــــرم
والأنجُمـــُ الزُّهرُ ما واسمتــــها تســـم
إذا مشيـــت إلى شاكي الســلاح كمـــى الله يشهــــــدُ أنــــي لا أعــارضُـــــه *
وإنما أنا بعــض الغابطيـــن ، ومـــن *
هذا مقـــــامٌ من الرحمــــن مقتـبـــسٌ *
البدرُ دونك في حســنٍ وفي شــــرفٍ *
شُمُّ الجبال إذا طاولتـــها انخفضــــت *
والليثُ دونـــــك بأساً عنـــد وثبتـــــه


في الحربِ - أفئدةُ الأبطـــال والبُهَــم
على ابن آمنـــةٍ في كـــــلِّ مصطـَـدَم
يضـــــئُ ملتثمــــاً ، أو غيــرَ مُلتثـــم
كغُـــرِّة النصر ، تجلو داجي الظلــــم
وقيمـــةُ اللؤلؤ المكنــون في اليُتــــــم
وأنت خُيِّـــرتَ في الأرزاق والقِســـم تهفـــــو إليك - وإن أدميتَ حبَّتَهـــا *
محبـــــةُ الله ألقـهــــا ، وهيـبـتــُـــه *
كأن وجهك تحت النـََّقع بـدرُ دُجًــى *
بــــدرٌ تطلَّـــع في بـــــدرٍ فغُـرَّتـُــه *
ذُكرت باليُتـــــم في القرآن تكرمــةً *
الله قسّـم بين النــــــاس رزقهُــــــمُ *


فخيـرةُ الله في " لا " منك أو " نعم "
وأنت أحييـــت أجيــــالاً من الرّمــــم
فابعث من الجهل،أوفابعث من الرَّجم
لقتل نفــس، ولا جــــاءوا لسفـــك دم
فتحت بالسيـــف بعد الفتــــح بالقلــــم
تكفَّل السيـــــفُ بالجهــــالِ والعَمَــــم إن قلتَ في لأمــر:لا،أوقلت فيه: نعـم *
أخوك عيسى دعــا بيتاً ، فقــــام لـــه
والجهل مـوتٌ ، فإن أوتيت مُعجــزةً *
قالوا: غزوت، ورســلُ الله مابُعثـــوا *
جهلٌ ، وتضليــلُ أحلامٍ ، وسفسطـةٌ *
لما أتى لك عفواً كــــــل ذي حســبٍ


ذرعـــاً ، وإن تلقـــهُ بالشرِّ ينحسِـــم
بالصّاب من شهـوات الظالــم الغَلِـــم
في كل حينٍ قتـــالاً ساطـــع الحَــــدَم
بالسيف ؛ ما انتفعت بالرفق والرُّحَــم
وحرمةٌ وجبــــت للروح في القِـــــدَم
لوحين ، لم يخش مؤذيـه ، ولم يَجِـــم والشرُّ إن تلقــــهُ بالخيــرضقــــت به *
سل المسيحيــّة الغراء : كم شربــــت *
طريدةُ الشرك ، يؤذيهـا ، ويوسعُهـــا *
لولا حُمـــاةٌ لها هبُّـــــوا لنصرتهـــــا *
لولا مكـــانٌ لعيسى عنــــد مرسِلِـــــه *
لسُمِّرَ البدنُ الطُّهــرُ الشريــــفُ على


إن العقاب بقــدر الذنــــب والجُــــرُم
فوق السماء ودون العـــرش مُحتــرم
حتى القتـــال وما فيـــــه من الذِّمَــــم
والحربُ أُسُّ نظام الكـــون والأمــــم
ما طال من عمــد ، أو قر من دُهُــــم
في الأعصرالغُرِّ،لا في لأعصُرالدُّهُم جلَّ المسيـحُ ، وذاق الصلبَ شائنهُ *
أخــو النبـي ، وروح الله في نُــزُل *
علَّمتهـــــــم كـل شئٍ يجهلــون بـه *
دعوتهــــم لجهـــــادٍ فيه ســـؤددُهُم *
لولاه لـــم نــر للدولات في زمــــن *
تلك الشواهــــد تتــرى كــــل آونـةٍ *


لولا القذائـــفُ لم تثلـــم ، ولم تصـــم
ولم نُعـــــدّ ســـوى حالات مُنقصِــــم
ترمي بأُســـدٍ ، ويرمي الله بالرُّجُــــم
لله ، مُستقتـــــلٍ في الله ، مُعتـــــــزِم
شوقاً ، على سابخٍ كالبرق مضطــرم
بعزمه في رحــال الـــدهر لم يـــــرم بالأمس مالت عروشٌ ،واعتلت سُرُرٌ *
أشياع عيسى أعدوا كــــل قاصمـــــةٍ *
مهما دُعيــت إلى الهيجــاء قُمــت لها *
على لوائـــــك منهـــــم كـــل منتقـــمٍ
مُسبــــــحٍ للقـــــــاءِ الله ، مضطـــرمٍ *
لو صادف الدهــر يبغي نقلةً ، فرمى


من أسيُفِ الله ، لا الهنــــدية الخُــــذُم
من مات بالعهد ، أو مــــات بالقســـم
تفاوت الناسُ في الأقــــدار والقيـــــم
عن زاخــرٍ بصنـوف العلــم ملتطـــم
كالحلى للسيــــف أو كالوشي للعلــــم
ومن يجد سلسلاً من حكمـــــةٍ يحُــــم بيضٌ ، مفاليلُ من فعل الحروب بهـم *
كم في التراب إذا فتشت على رجـــلٍ *
لولا مواهبُ في بعض الأنــــام لمـــا *
شريعـــةٌ لك فجـــرت العقـــول بهـــا *
يلوح حول سنا التوحيــــد جوهرُهــا *
غرَّاءُ ، حامت عليها أنفـــسٌ ونُهًــى *


تكفلت بشبــــاب الدهــــــر والهــــرم
حكــم لها ، نافذ في الخلــق ، مرتســم
مشـــت ممالكـــه في نــــورها التمـــم
رعي القياصــــر بعد الشـاءِ والنَّعَــــم
في الشرق والغرب مُلكاً بـاذخ العِظَـم
من الأمور ، وما شدُّوا مـن الحُـــــزُم نورُ السبيل يساس العالمـون بهــــا *
يجري الزمان وأحكام الزمان على *
لما اعتلت دولةُ الإسلام واتسعــــت *
وعلَّمــــــت أُمـــــةً بالقفـر نازلــــةً *
كم شيَّد المصلحون العاملون بهــــا *
للعلم ، والعدلِ، والتمدين ما عزموا


وأنهلوا النـــاس من سلسالهـا الشَّبِـــم
إلى الفلاح طريــقٌ واضـــحُ العَظَـــم
وحائـــط البغي إن تلمســـــهُ ينهــــدِم
على عميم من الرضــــوان مقتســــم
كـــلُّ اليواقيـــت في بغــداد والتــُّـوَم
هوى على أَثَــــــر النيـــران والأيُـــم سرعـــان ما فتحــــوا الدنيا لملَّتهــم *
ساروا عليها هُداة الناس ، فهي بهـم *
لا يهدِمُ الدَّهـرُ رُكنـاً شـــاد عدلُهُــــمُ *
نالوا السعادةَ في الدَّارين ، واجتمعوا *
دع عنك روما وآثينــا ، وما حَوَتــــا *
وخلِّ كِســـرى ، وإيـــواناً يــدلُّ بــه


في نعضة العدل، لا في نهضة الهرم
دار الســـلام لها ألقـــــت يد السًّلًــــم
ولا حكتها قضـــاءً عند مُختصـــــــم
على رشيد ، ومأمــــونٍ ، ومُعتصـــم
تصرّفــوا بحـــدود الأرض والتُخـــم
فلا يُدانـــــــون في عقـــل ولا فهــــم واترُك رعمسيس ، إن الملك مظهره *
دارُ الشرائـــع روما كلمـــا ذُكــــرت *
ما ضــارعتــــها بياناً عنـــد مُلتــــأَم *
ولا احتوت في طــرازٍ من قياصرها *
من الذيــــــن إذا ســـارت كتائبُهــــم *
ويجلســــون إلى علـــــــم ومعرفـــةٍ


من هيبة العلم ، لا من هيبة الحُكــــُم
ولا بمن بات فوق الأرض من عُـــدُم
فلا تقيســــنَّ أمــلاك الـــورى بهــــم
وكابن عبد العزيز الخاشـــع الحشم ؟
بمدمـــع في مآقــــي القـــــوم مزدحم
والناصر النَّدب في حرب وفي سلم ؟ يُطاطئُ العلماءُ الهـــام إن نبســـوا *
ويمطرون ، فما بالأرض من محل *
خلائفُ الله جلُّـــــوا عن موازنـــةٍ *
من في البرية كالفـــاروق معدَلَةً ؟ *
وكالإمـــــام إذا ما فضَّ مزدحمــــاً *
الزاخر العذب في علـــم وفي أدبٍ


يحنو عليه كما تحنو على الفُطُــــم
عقداً بجيد الليالي غير منفصِم ؟
جُرحُ الشهيد ، وجُرحٌ بالكتاب دمى
بعد الجلائل في الأفعال والخِدم
أضلت الحلم من كهلٍ ومحتلم
في الموت، وهو يقينٌ غير منبهم أو كابـــن عفَّانَ والقـــــرآنُ في يده *
ويجمــــع الآي ترتيبـــاً وينظمُهـــا *
جُرحان في كبد الإســــلام ما التأما *
وما بـــلاءُ أبي بكــــــر بمتَّهـــــــم *
بالحزم والعزم حاط الدين في محنٍ *
وحدنَ بالراشد الفاروق عن رشـــدٍ *


في أعظم الرسل قدراً ، كيف لم يدم؟
مات الحبيبُ، فضلَّ الصَّبُّ عن رَغَم
نزيـــل عرشـــك خيــــر الرسل كلهم
إلا بدمـــع من الإشفــــاق مُنسجـــــــم
ضُرًّا من السُّهد ، أو ضُّرًا من الــورم
وما مع الحــبِّ إن أخلصـــت من سأم يجــادلُ القـــوم مستهلاً مهنَّــــده *
لا تعذلـــوه إذا طـــاف الذهواُ به *
يا رب صل وسلم ما أردت على *
محيي الليالي صلاةً ، لا يقطعُها *
مسبحاً لك جُنحَ الليل ، محتمــلاً *
رضيةُ نفسُه ، لا تشتكي سأمـــاً


جعلــــتَ فيهم لـواء البيت والحــــرم
شُمُّ الأنـــوف ، وأُنفُ الحادثات حمي
في الصحب، صُحبتُهم مرعيَّةُ الحُرَم
ما هـــال من جلـــلٍ ، واشتد من عَمَم
الضاحكيــــن إلى الأخطار والقُحَـــــم
واستيقظــــت أُمَمٌ من رقــــدة العــــدم وصـــــل ربي على آلٍ لـــهُ نُخـــبٍ *
بيض الوجوه ، ووجه الدهر ذو حلكٍ *
واهد خيرَ صـــلاةٍ منـــــك أربعــــةً *
الراكبيــــن إذا نــادى النبــــيُّ بهـــم *
الصابريـــن ونفـــسُ الأرض واجفةٌ *
يـــا ربِّ ، هبت شعــوب من منيّتها


تُديــــلُ من نعــــم فيه ، ومـن نِقَم
أكــــرم بوجهــك من قاضٍ ومنتقم
ولا تـــزد قومه خسفاً ، ولا تُســـم
فتمِّم الفضلَ ، وامنح حُسنَ مُختَتَم سعدٌ ، ونحسٌ ، وملكٌ أنت مالكـه *
رأى قضاؤك فينــا رأي حكمتـــه *
فالطُف لأجل رســول العالمين بنا *
يا ربِّ ، أحسنت بدء المسلمين به *

عبد اللطيف بوكرن
01-04-2006, 14:57
و ارتقبوا المزيد في هذه الانطلاقة لنصرة رسول الله صلى الله عليه و سلم

سهيل
02-04-2006, 02:32
السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك أخي
مشاركة قيمة

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:08
إتمام العمل لإكمال القصد هذه قصائد أخرى :

نهـــــج البـــــــردة

لأمير الشعراء أحمد شوقي


أحل سفك دمي في الأشهـــر الحُــرُم
يا ســـاكن القاع ، أدرك سـاكن الأجم
يا ويح جنبك ، بالسهم المصيب رُمِي
جُرحُ الأحبـــة عندي غيـــرُ ذي ألــم
إذا رُزقت التمــاس العذر في الشيـــم
لو شفك الوجــــد لم تعـــذل ولم تلـــم ريمٌ على القـــاع بين البـان والعلــــم *
رمى القضــــاء بعيني جــؤذر أســداً *
لمـــا رنــــــا حدثتني النفــــس قائلــة *
جحدتها ، وكتمت السهــم في كبـــدي *
رزقت أسمح ما في النـاس من خُلــق *
يا لائمي في هــواه - والهـــوى قدر-


ورُب منتصــــتٍ والقلبُ في صمــــم
أسهرت مضناك في حفظ الهوى، فنم
أغراك بالبخــل من أغـــراه بالكـــرم
ورُبَّ فضــــــلٍ على العشاق للحلـــم
اللعباتُ برُوحي ، السافحــات دمي ؟
يُغرن شمس الضحى بالحلي والعصم لقـد أنلتــك أذنــاً غيــــر واعيــــــــةٍ *
يا ناعس الطرف ، لاذقت الهوى أبداً *
أفديك إلفــــاً ، ولا آلو الخيــــال فدًى *
سرى فصادف جُــرحاً دامياً ، فأســـا *
من الموائـسُ بانــاُ بالرُّبــى وقنــــــاً *
السافراتُ كأمثــال البــــدور ضُحى


وللمنيــــــة أسبــــابٌ مـــن السقــــــم
أُقلـن من عثـــرات الـدَّل في الرســـم
عن فتنــةٍ ، تُسلـــم الأكبـــاد للضــرم
أشكالــه ، وهو فـــرد غيـــر منقســـم
للعين ، والحُسنُ في الآرام كالعُصُــم
إذا أَشَرن أســـرن الليــــــث بالعنـــم القاتلاتُ بأجفـــــانٍ بهـــــا سقـــــــمٌ *
العاثـراتُ بألبــــاب الرجـــال ، ومــا *
المضرماتُ خدوداً، أسفرت ، وجلت *
الحاملات لـــواء الحســـن مختلفــــاً *
من كل بيضـــاء أو سمـــراء زُينتــا *
يُرعن للبصر السامي ، ومن عجـــب


يرتعـــن في كُنُـــس منـــه وفي أكـــم
ألقاك في الغاب ، أم ألقاك في الأطُم؟
أن المُنى والمنايــا مضـــربُ الخيـــم
وأخرج الريــم من ضرغامـــة قـــرم
ومثلهـــا عفــــة عُذريــــةُ العصـــــم
مغناك أبعــــــدُ للمشتــــاق مـــن إرم وضعت خدّي ، وقسمت الفــؤاد ربي *
يا بنت ذي اللبــــد المحمـــي جانبـُــه *
ما كنــتُ أعلـــم حتى عـــن مسكنُـــه *
من أنبت الغصـــن من صَمامة ذكــر؟ *
بيني وبينك من سمـر القنـــا حُجُـــب *
لم أغش مغناك إلا في غصـون كِرَّى


وإن بــــــدا لك منهـــا حُسنُ مُبتســـم
كما يُفــضُّ أذى الرقشـــــاءِ بالثَّــــرم
من أول الدهر لم تُرمـــل ، ولم تئـــم
جـــرحٌ بـــآدم يبكــي منــــه في الأدم
المــوتُ بالزَّهر مثلُ المــوت بالفَحَــم
لـولا الأمـــانيُّ والأحــــــلامُ لم ينـــم يا نفسُ ، دنياك تُخفـــي كــل مبكيـــةٍ *
فُضِّي بتقواكِ فاهـــاً كلمــا ضحكـــت *
مخطوبةٌ - منذ كان الناسُ - خاطبـــةٌ *
يفنى الزمــــانُ ، ويبقى من إساءتهــا *
لا تحفلـــي بجنـــاها ، أو جنـــايتهـــا *
كم نائــــمٍ لا يـــراها وهي ساهــــرةٌ


وتارةً في قـــرار البـــؤس والوصـــم
إن يلق صاباً يرد ، أو علقمـــاً يسُـــم
مُسودَّةُ الصُّحـــفِ في مُبيضَّـــةِ اللّمم
أخذتُ من حميـــة الطاعـــات للتخــم
والنفـــس إن يدعها داعي الصبـا تهم
فقــــوِّم النفـــس بالأخـــلاق تستقــــم طــــوراً تمــدك في نُعمى وعافيــــــةٍ *
كم ضلَّلتكَ ، ومن تُحجـب بصيرتــــه *
يا ويلتــــاهُ لنفسي ! راعَــــها ودَهــــا *
ركضتها في مريع المعصياتِ ، ومــا *
هامــــت على أثــــر اللذات تطلبهـــا *
صلاح أمــــرك للأخــلاق مرجعــــه


والنفـــسُ من شـرها في مرتعٍ وَخِـــم
طَغىَ الجيـــادِ إذا عضَّـت على الشُّكُم
في الله يجعلني في خيـــــر مُعتصـــم
مُفرِّج الكرب في الداريــــن والغمـــم
عِزَّ الشفاعـــةِ ؛ لم أســــأل سوى أَمـَم
قـــدّمـــتُ بين يديـــه عبـــرَةَ النــــدم والنفسُ من خيـرها في خير عافيـةٍ *
تطغى إذا مُكِّنَت من لذَّةٍ وهــــــوىً *
إن جَلَّ ذنبي عن الغفران لي أمــلٌ *
أُلقي رجائي إذا عزَّ المُجيـــرُ على *
إذا خفضـــــتُ جنــاح الذُّلَّ أسألــه *
وإن تقـــدم ذو تقـــــوى بصالحــــةٍ


يُمســـــــك بمفتـــاح باب الله يغتنــــم
مـــا بيـــــــن مستلــــم منه ومُلتــــزم
في يـــوم لا عز بالأنساب واللُّحَــــــمِ
ولا يقـــاسُ إلى جـــودي لدى هَــــرِم
وبغيــــــةُ الله من خلـــقٍ ومن نَسَــــم
متى الورود ؟ وجبريــلُ الأمين ظمى لزمتُ باب أمير الأنبيـــاءِ ، ومـــن *
فكلُّ فضلٍ ، وإحســانٍ ، وعارفــــةٍ *
علقتُ من مدحه حبـــلاً أعــزُّ بـــــه *
يُزري قريضي زُهيراً حين أمدحُــه
محمـــدٌ صفــوةُ الباري ، ورحمتـــه
وصاحبُ الحوض يوم الرُّسلُ سائلةٌ


فالجِرمُ في فلكٍ ، والضوءُ في عَلَم
من سـؤددٍ بــــاذخ في مظهــرٍ سَنِم
ورُبَّ أصلٍ لفرع في الفخـارِ نُمى
نوران قاما مقام الصُّلـب والرَّحــم
بمـــا حفظنا من الأسمــاء والسَِّيـم
مصــونَ سِرَّ عن الإدراك مُنكَتِم ؟ سنـــــاؤه وسنـــاهُ الشمــسُ طالعـــةَ *
قد أخطـــأ النجـــمَ ما نالـــت أُبوتُـــه *
نُمُوا إليه ، فزادوا في الورى شرفــاً *
حواه في سُبُحــــات الطُّهـــر قبلهــم *
لمــــا رآه بَحيـــرا قــــال : نعرفُـــه *
سائل حِراءَ، روحَ القدس: هل عَلما


بطحــاءُ مكة في الإصباح والغَسَم
أشهى من الأُنس بالحباب والحشَم
ومن يبــشِّ بسيمى الخيـر يتَّسِـــم
فاضت يداه من التسنيـــم بالسَّنِـــم
غمامـــــةٌ جذبتها خيــــرةُ الديَـــــم
قعائــــدُ الدَّيرِ ، والرهبانُ في القمم كم جيئةٍ وذهــــاب شُرِّفـــت بهمـــا *
ووحشـــةٍ لابــن عبـــد الله بينهمـــا *
يُسامر الوحي فيهــــا قبل مهبطـــــه *
لما دعا الصَّحبُ يستسقون من ظمأٍ *
وظللَّـتــه ، فصــارت تستظــلُّ بــه *
محبــــةٌ لرســـــول الله أُشــــربَهـــا *


يُغــرى الجمادُ ، ويُغرى كل ذي نسم
لم تتصل قبـــــل من قيلت له بفـــــم
أسمـــاعُ مكـــة من قدسيــــة النَّغـــــم
وكيـــف نُفرتها في السهــل والعلـم ؟
رمَى المشايــــــخ والولــدان باللَّمــــم
هل تجهلون مكان الصــادق العلــــم؟ إن الشمائـل إن رقَّـــت يكـــاد بهـــا *
ونـــودي : اقـــرأ تعالى الله قائلهـــا *
هنــاك أذَّنَ للرحمــــن ، فامتــــلأت *
فلا تسل عن قريش كيف حيرتُها ؟ *
تساءلـــوا عن عظيـــم قد ألمَّ بهــــم *
يا جاهليــــن على الهادي ودعوتـــه


وما الأميــــن على قـــــولٍ بمتَّهـــــم
بالخُلق والخَلق من حسنٍ ومن عظـم
وجئتنــــا بحكيـــــم غير منصــــــرم
يزينُهنَّ جــــــلالُ العــتــق والقـــــدم
يوصيك بالحق ، والتقوى ، وبالرحـم
حديثك الشهدُ عنــــــد الذائقِ الفهِـــــم لقبتمــوهُ أميـــن القــــوم في صغـــرٍ *
فــاق البـــدور ، وفـاق الأنبياء . فكم *
جـاء النبيــون بالآيات ، فانصرمـت *
آياتــــه كلمـــا طــال المدى جُــــــدُدٌ *
يكـــاد في لفظــــــــة منـــه مشرَّفــةٍ *
يا أفصـــح الناطقيـــن الضاد قاطبـةً *


في كـــلِّ مُنتـثــــــر في حســــن مُنتظـــم
تُحيـــي القلـــوب ، وتحيي ميـت الهمــــم
في الشرق والغرب مسرى النورفي الظلم
وطيرت أنفُــــسَ الباغيــــن من عجــــــم
من صدمـــة الحق ، لا من صــدمة القُــدم
إلا على صنــــم ، قـــد هـام في صنــــم حلَّيت من عَطَــــلٍ جيـــد البيـــان به *
بكــــل قــــول كريـــمٍ أنــــت قائلُـــه*
ســـرت بشائـــر بالهـــادي ومولـــده *
تخطفت مهج الطـاغين من عـــــربٍ *
ريعت لها شُرَفُ الإيران، فانصدعت *
أتيت والنــاس فوضى لا تمـــرُّ بهــم *


لكل طاغيــــةٍ في الخلـــــق مُحتكِـــم
وقيصرُ الروم مــن كِبـــرٍ أصمُّ عَـــمِ
ويذبحـــــان كما ضحَّيـــــتَ بالغنــــم
كالليث بالبهــم ، أو كالحوت بالبلــــم
والرُّسلُ في المسجد الأقصىعلى قدم
كالشُّهـب بالبدر ، أو كالجند بالعلـــــم والأرض مملوءةٌ جوراً ، مُسخـرةٌ *
مُسيطــــرُ الفرس يبغي في رعيَّته *
يُعذِّبـــــان عبــــــاد الله في شُبــــهٍ *
والخلقُ يفتـــــك أقواهم بأضعفهــم *
أسرى بك الله ليـــــلاً ، إذ ملائكُـه *
لما خطرت به التفُّــــــوا بسيدهـــم


ومن يفُــــز بحبيـــــــب الله يأتمــــــم
على منـــــوّرةٍ دُرِّيـــــــــةٍ اللُّجُـــــــم
لا في الجياد ، ولا في الأينُق الرسُــم
وقدرةُ الله فــــوق الشــــك والتُّـهَـــــم
على جنــــاحٍ ، ولا يُسعى على قـَــدم
ويــا محمدٌ ، هذا العــــرشُ فاستلــــم صلى وراءك منهــم كل ذي خطـرٍ *
جُبت السماوات أو ما فوقهــــن بهم *
ركوبة لك من عـــــزٍّ ومن شـرفٍ *
مشئةُ الخالق البــــاري ، وصنعتـه *
حتى بلغـــت سمـــاءً لا يطــارُ لها *
وقيل : كــــلُّ نبــــيٍّ عنـــــد رتبتـه


يا قارئ اللوح ، بل يا لا مس القلــــم
لك الخزائنُ من علـــم ، ومن حكــــم
بلا عـدادٍ ، وما طـــُوِّقــتَ من نعــــم
لولا مطــــاردةُ المختـــــار لم تُســــم
همسَ التسابيح والقـــرآن من أَمَـــم ؟
كالغاب، والحائماتُ الزُّغبُ كالرخم؟ خططت للديـــن والدنيـــا علومهمــا *
أحطت بينهما بالسر ، وانكشفــــــت *
وضاعف القُرب ما قـُـلِّدت من منــن *
سل عصبة الشرك حول الغار سائمةً *
هل أبصروا الأثر الوضَّاءَ،أم سمعوا *
وهل تمثّل نسجُ العنكبـــــوت لهـــــم


كباطلٍ من جــــلالِ الحـــق منهــــزم
وعينُــــه حول ركن الدين ؛ لم يقــــم
ومن يضُــــمُّ جنـــــاحُ الله لا يُضَــــم
وكيف لا يتسامى بالرســــول سمِى ؟
لصاحب البُردة الفيحـــاء ذي القــــدم
وصادقُ الحبِّ يُملي صـــادق الكلـــم فأدبروا ، ووجــوهُ الأرض تلعنُهــــم *
لولا يــــدُ الله بالجاريــــن ما سلمـــــا *
تواريـــا بجنــــــاح الله ، واستتـــــرا *
يا أحمد الخيـــر ، لي جاهٌ بتسميتـــي *
المادحون وأربــــــابُ الهوى تبـــــعٌ *
مديحهُ فيك حـب خالـصٌ وهـــــوًى


من ذا يعارضُ صوب العارض العرم؟
يغبـِــط وليِّـــك لا يُذمَــــــم ، ولا يُلـَـــم
ترمــــي مهابتــــه سبحــــــان بالبكــــم
والبحـــرُ دونـــك في خيرٍ وفي كــــرم
والأنجُمـــُ الزُّهرُ ما واسمتــــها تســـم
إذا مشيـــت إلى شاكي الســلاح كمـــى الله يشهــــــدُ أنــــي لا أعــارضُـــــه *
وإنما أنا بعــض الغابطيـــن ، ومـــن *
هذا مقـــــامٌ من الرحمــــن مقتـبـــسٌ *
البدرُ دونك في حســنٍ وفي شــــرفٍ *
شُمُّ الجبال إذا طاولتـــها انخفضــــت *
والليثُ دونـــــك بأساً عنـــد وثبتـــــه


في الحربِ - أفئدةُ الأبطـــال والبُهَــم
على ابن آمنـــةٍ في كـــــلِّ مصطـَـدَم
يضـــــئُ ملتثمــــاً ، أو غيــرَ مُلتثـــم
كغُـــرِّة النصر ، تجلو داجي الظلــــم
وقيمـــةُ اللؤلؤ المكنــون في اليُتــــــم
وأنت خُيِّـــرتَ في الأرزاق والقِســـم تهفـــــو إليك - وإن أدميتَ حبَّتَهـــا *
محبـــــةُ الله ألقـهــــا ، وهيـبـتــُـــه *
كأن وجهك تحت النـََّقع بـدرُ دُجًــى *
بــــدرٌ تطلَّـــع في بـــــدرٍ فغُـرَّتـُــه *
ذُكرت باليُتـــــم في القرآن تكرمــةً *
الله قسّـم بين النــــــاس رزقهُــــــمُ *


فخيـرةُ الله في " لا " منك أو " نعم "
وأنت أحييـــت أجيــــالاً من الرّمــــم
فابعث من الجهل،أوفابعث من الرَّجم
لقتل نفــس، ولا جــــاءوا لسفـــك دم
فتحت بالسيـــف بعد الفتــــح بالقلــــم
تكفَّل السيـــــفُ بالجهــــالِ والعَمَــــم إن قلتَ في لأمــر:لا،أوقلت فيه: نعـم *
أخوك عيسى دعــا بيتاً ، فقــــام لـــه
والجهل مـوتٌ ، فإن أوتيت مُعجــزةً *
قالوا: غزوت، ورســلُ الله مابُعثـــوا *
جهلٌ ، وتضليــلُ أحلامٍ ، وسفسطـةٌ *
لما أتى لك عفواً كــــــل ذي حســبٍ


ذرعـــاً ، وإن تلقـــهُ بالشرِّ ينحسِـــم
بالصّاب من شهـوات الظالــم الغَلِـــم
في كل حينٍ قتـــالاً ساطـــع الحَــــدَم
بالسيف ؛ ما انتفعت بالرفق والرُّحَــم
وحرمةٌ وجبــــت للروح في القِـــــدَم
لوحين ، لم يخش مؤذيـه ، ولم يَجِـــم والشرُّ إن تلقــــهُ بالخيــرضقــــت به *
سل المسيحيــّة الغراء : كم شربــــت *
طريدةُ الشرك ، يؤذيهـا ، ويوسعُهـــا *
لولا حُمـــاةٌ لها هبُّـــــوا لنصرتهـــــا *
لولا مكـــانٌ لعيسى عنــــد مرسِلِـــــه *
لسُمِّرَ البدنُ الطُّهــرُ الشريــــفُ على


إن العقاب بقــدر الذنــــب والجُــــرُم
فوق السماء ودون العـــرش مُحتــرم
حتى القتـــال وما فيـــــه من الذِّمَــــم
والحربُ أُسُّ نظام الكـــون والأمــــم
ما طال من عمــد ، أو قر من دُهُــــم
في الأعصرالغُرِّ،لا في لأعصُرالدُّهُم جلَّ المسيـحُ ، وذاق الصلبَ شائنهُ *
أخــو النبـي ، وروح الله في نُــزُل *
علَّمتهـــــــم كـل شئٍ يجهلــون بـه *
دعوتهــــم لجهـــــادٍ فيه ســـؤددُهُم *
لولاه لـــم نــر للدولات في زمــــن *
تلك الشواهــــد تتــرى كــــل آونـةٍ *


لولا القذائـــفُ لم تثلـــم ، ولم تصـــم
ولم نُعـــــدّ ســـوى حالات مُنقصِــــم
ترمي بأُســـدٍ ، ويرمي الله بالرُّجُــــم
لله ، مُستقتـــــلٍ في الله ، مُعتـــــــزِم
شوقاً ، على سابخٍ كالبرق مضطــرم
بعزمه في رحــال الـــدهر لم يـــــرم بالأمس مالت عروشٌ ،واعتلت سُرُرٌ *
أشياع عيسى أعدوا كــــل قاصمـــــةٍ *
مهما دُعيــت إلى الهيجــاء قُمــت لها *
على لوائـــــك منهـــــم كـــل منتقـــمٍ
مُسبــــــحٍ للقـــــــاءِ الله ، مضطـــرمٍ *
لو صادف الدهــر يبغي نقلةً ، فرمى


من أسيُفِ الله ، لا الهنــــدية الخُــــذُم
من مات بالعهد ، أو مــــات بالقســـم
تفاوت الناسُ في الأقــــدار والقيـــــم
عن زاخــرٍ بصنـوف العلــم ملتطـــم
كالحلى للسيــــف أو كالوشي للعلــــم
ومن يجد سلسلاً من حكمـــــةٍ يحُــــم بيضٌ ، مفاليلُ من فعل الحروب بهـم *
كم في التراب إذا فتشت على رجـــلٍ *
لولا مواهبُ في بعض الأنــــام لمـــا *
شريعـــةٌ لك فجـــرت العقـــول بهـــا *
يلوح حول سنا التوحيــــد جوهرُهــا *
غرَّاءُ ، حامت عليها أنفـــسٌ ونُهًــى *


تكفلت بشبــــاب الدهــــــر والهــــرم
حكــم لها ، نافذ في الخلــق ، مرتســم
مشـــت ممالكـــه في نــــورها التمـــم
رعي القياصــــر بعد الشـاءِ والنَّعَــــم
في الشرق والغرب مُلكاً بـاذخ العِظَـم
من الأمور ، وما شدُّوا مـن الحُـــــزُم نورُ السبيل يساس العالمـون بهــــا *
يجري الزمان وأحكام الزمان على *
لما اعتلت دولةُ الإسلام واتسعــــت *
وعلَّمــــــت أُمـــــةً بالقفـر نازلــــةً *
كم شيَّد المصلحون العاملون بهــــا *
للعلم ، والعدلِ، والتمدين ما عزموا


وأنهلوا النـــاس من سلسالهـا الشَّبِـــم
إلى الفلاح طريــقٌ واضـــحُ العَظَـــم
وحائـــط البغي إن تلمســـــهُ ينهــــدِم
على عميم من الرضــــوان مقتســــم
كـــلُّ اليواقيـــت في بغــداد والتــُّـوَم
هوى على أَثَــــــر النيـــران والأيُـــم سرعـــان ما فتحــــوا الدنيا لملَّتهــم *
ساروا عليها هُداة الناس ، فهي بهـم *
لا يهدِمُ الدَّهـرُ رُكنـاً شـــاد عدلُهُــــمُ *
نالوا السعادةَ في الدَّارين ، واجتمعوا *
دع عنك روما وآثينــا ، وما حَوَتــــا *
وخلِّ كِســـرى ، وإيـــواناً يــدلُّ بــه


في نعضة العدل، لا في نهضة الهرم
دار الســـلام لها ألقـــــت يد السًّلًــــم
ولا حكتها قضـــاءً عند مُختصـــــــم
على رشيد ، ومأمــــونٍ ، ومُعتصـــم
تصرّفــوا بحـــدود الأرض والتُخـــم
فلا يُدانـــــــون في عقـــل ولا فهــــم واترُك رعمسيس ، إن الملك مظهره *
دارُ الشرائـــع روما كلمـــا ذُكــــرت *
ما ضــارعتــــها بياناً عنـــد مُلتــــأَم *
ولا احتوت في طــرازٍ من قياصرها *
من الذيــــــن إذا ســـارت كتائبُهــــم *
ويجلســــون إلى علـــــــم ومعرفـــةٍ


من هيبة العلم ، لا من هيبة الحُكــــُم
ولا بمن بات فوق الأرض من عُـــدُم
فلا تقيســــنَّ أمــلاك الـــورى بهــــم
وكابن عبد العزيز الخاشـــع الحشم ؟
بمدمـــع في مآقــــي القـــــوم مزدحم
والناصر النَّدب في حرب وفي سلم ؟ يُطاطئُ العلماءُ الهـــام إن نبســـوا *
ويمطرون ، فما بالأرض من محل *
خلائفُ الله جلُّـــــوا عن موازنـــةٍ *
من في البرية كالفـــاروق معدَلَةً ؟ *
وكالإمـــــام إذا ما فضَّ مزدحمــــاً *
الزاخر العذب في علـــم وفي أدبٍ


يحنو عليه كما تحنو على الفُطُــــم
عقداً بجيد الليالي غير منفصِم ؟
جُرحُ الشهيد ، وجُرحٌ بالكتاب دمى
بعد الجلائل في الأفعال والخِدم
أضلت الحلم من كهلٍ ومحتلم
في الموت، وهو يقينٌ غير منبهم أو كابـــن عفَّانَ والقـــــرآنُ في يده *
ويجمــــع الآي ترتيبـــاً وينظمُهـــا *
جُرحان في كبد الإســــلام ما التأما *
وما بـــلاءُ أبي بكــــــر بمتَّهـــــــم *
بالحزم والعزم حاط الدين في محنٍ *
وحدنَ بالراشد الفاروق عن رشـــدٍ *


في أعظم الرسل قدراً ، كيف لم يدم؟
مات الحبيبُ، فضلَّ الصَّبُّ عن رَغَم
نزيـــل عرشـــك خيــــر الرسل كلهم
إلا بدمـــع من الإشفــــاق مُنسجـــــــم
ضُرًّا من السُّهد ، أو ضُّرًا من الــورم
وما مع الحــبِّ إن أخلصـــت من سأم يجــادلُ القـــوم مستهلاً مهنَّــــده *
لا تعذلـــوه إذا طـــاف الذهواُ به *
يا رب صل وسلم ما أردت على *
محيي الليالي صلاةً ، لا يقطعُها *
مسبحاً لك جُنحَ الليل ، محتمــلاً *
رضيةُ نفسُه ، لا تشتكي سأمـــاً


جعلــــتَ فيهم لـواء البيت والحــــرم
شُمُّ الأنـــوف ، وأُنفُ الحادثات حمي
في الصحب، صُحبتُهم مرعيَّةُ الحُرَم
ما هـــال من جلـــلٍ ، واشتد من عَمَم
الضاحكيــــن إلى الأخطار والقُحَـــــم
واستيقظــــت أُمَمٌ من رقــــدة العــــدم وصـــــل ربي على آلٍ لـــهُ نُخـــبٍ *
بيض الوجوه ، ووجه الدهر ذو حلكٍ *
واهد خيرَ صـــلاةٍ منـــــك أربعــــةً *
الراكبيــــن إذا نــادى النبــــيُّ بهـــم *
الصابريـــن ونفـــسُ الأرض واجفةٌ *
يـــا ربِّ ، هبت شعــوب من منيّتها


تُديــــلُ من نعــــم فيه ، ومـن نِقَم
أكــــرم بوجهــك من قاضٍ ومنتقم
ولا تـــزد قومه خسفاً ، ولا تُســـم
فتمِّم الفضلَ ، وامنح حُسنَ مُختَتَم سعدٌ ، ونحسٌ ، وملكٌ أنت مالكـه *
رأى قضاؤك فينــا رأي حكمتـــه *
فالطُف لأجل رســول العالمين بنا *
يا ربِّ ، أحسنت بدء المسلمين به *

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:09
إتمام العمل لإكمال القصد هذه قصائد أخرى :

نهـــــج البـــــــردة

لأمير الشعراء أحمد شوقي


أحل سفك دمي في الأشهـــر الحُــرُم
يا ســـاكن القاع ، أدرك سـاكن الأجم
يا ويح جنبك ، بالسهم المصيب رُمِي
جُرحُ الأحبـــة عندي غيـــرُ ذي ألــم
إذا رُزقت التمــاس العذر في الشيـــم
لو شفك الوجــــد لم تعـــذل ولم تلـــم ريمٌ على القـــاع بين البـان والعلــــم ‍
رمى القضــــاء بعيني جــؤذر أســداً ‍
لمـــا رنــــــا حدثتني النفــــس قائلــة ‍
جحدتها ، وكتمت السهــم في كبـــدي ‍
رزقت أسمح ما في النـاس من خُلــق ‍
يا لائمي في هــواه - والهـــوى قدر-


ورُب منتصــــتٍ والقلبُ في صمــــم
أسهرت مضناك في حفظ الهوى، فنم
أغراك بالبخــل من أغـــراه بالكـــرم
ورُبَّ فضــــــلٍ على العشاق للحلـــم
اللعباتُ برُوحي ، السافحــات دمي ؟
يُغرن شمس الضحى بالحلي والعصم لقـد أنلتــك أذنــاً غيــــر واعيــــــــةٍ ‍
يا ناعس الطرف ، لاذقت الهوى أبداً ‍
أفديك إلفــــاً ، ولا آلو الخيــــال فدًى ‍
سرى فصادف جُــرحاً دامياً ، فأســـا ‍
من الموائـسُ بانــاُ بالرُّبــى وقنــــــاً ‍
السافراتُ كأمثــال البــــدور ضُحى


وللمنيــــــة أسبــــابٌ مـــن السقــــــم
أُقلـن من عثـــرات الـدَّل في الرســـم
عن فتنــةٍ ، تُسلـــم الأكبـــاد للضــرم
أشكالــه ، وهو فـــرد غيـــر منقســـم
للعين ، والحُسنُ في الآرام كالعُصُــم
إذا أَشَرن أســـرن الليــــــث بالعنـــم القاتلاتُ بأجفـــــانٍ بهـــــا سقـــــــمٌ ‍
العاثـراتُ بألبــــاب الرجـــال ، ومــا ‍
المضرماتُ خدوداً، أسفرت ، وجلت ‍
الحاملات لـــواء الحســـن مختلفــــاً ‍
من كل بيضـــاء أو سمـــراء زُينتــا ‍
يُرعن للبصر السامي ، ومن عجـــب


يرتعـــن في كُنُـــس منـــه وفي أكـــم
ألقاك في الغاب ، أم ألقاك في الأطُم؟
أن المُنى والمنايــا مضـــربُ الخيـــم
وأخرج الريــم من ضرغامـــة قـــرم
ومثلهـــا عفــــة عُذريــــةُ العصـــــم
مغناك أبعــــــدُ للمشتــــاق مـــن إرم وضعت خدّي ، وقسمت الفــؤاد ربي ‍
يا بنت ذي اللبــــد المحمـــي جانبـُــه ‍
ما كنــتُ أعلـــم حتى عـــن مسكنُـــه ‍
من أنبت الغصـــن من صَمامة ذكــر؟ ‍
بيني وبينك من سمـر القنـــا حُجُـــب ‍
لم أغش مغناك إلا في غصـون كِرَّى


وإن بــــــدا لك منهـــا حُسنُ مُبتســـم
كما يُفــضُّ أذى الرقشـــــاءِ بالثَّــــرم
من أول الدهر لم تُرمـــل ، ولم تئـــم
جـــرحٌ بـــآدم يبكــي منــــه في الأدم
المــوتُ بالزَّهر مثلُ المــوت بالفَحَــم
لـولا الأمـــانيُّ والأحــــــلامُ لم ينـــم يا نفسُ ، دنياك تُخفـــي كــل مبكيـــةٍ ‍
فُضِّي بتقواكِ فاهـــاً كلمــا ضحكـــت ‍
مخطوبةٌ - منذ كان الناسُ - خاطبـــةٌ ‍
يفنى الزمــــانُ ، ويبقى من إساءتهــا ‍
لا تحفلـــي بجنـــاها ، أو جنـــايتهـــا ‍
كم نائــــمٍ لا يـــراها وهي ساهــــرةٌ


وتارةً في قـــرار البـــؤس والوصـــم
إن يلق صاباً يرد ، أو علقمـــاً يسُـــم
مُسودَّةُ الصُّحـــفِ في مُبيضَّـــةِ اللّمم
أخذتُ من حميـــة الطاعـــات للتخــم
والنفـــس إن يدعها داعي الصبـا تهم
فقــــوِّم النفـــس بالأخـــلاق تستقــــم طــــوراً تمــدك في نُعمى وعافيــــــةٍ ‍
كم ضلَّلتكَ ، ومن تُحجـب بصيرتــــه ‍
يا ويلتــــاهُ لنفسي ! راعَــــها ودَهــــا ‍
ركضتها في مريع المعصياتِ ، ومــا ‍
هامــــت على أثــــر اللذات تطلبهـــا ‍
صلاح أمــــرك للأخــلاق مرجعــــه


والنفـــسُ من شـرها في مرتعٍ وَخِـــم
طَغىَ الجيـــادِ إذا عضَّـت على الشُّكُم
في الله يجعلني في خيـــــر مُعتصـــم
مُفرِّج الكرب في الداريــــن والغمـــم
عِزَّ الشفاعـــةِ ؛ لم أســــأل سوى أَمـَم
قـــدّمـــتُ بين يديـــه عبـــرَةَ النــــدم والنفسُ من خيـرها في خير عافيـةٍ ‍
تطغى إذا مُكِّنَت من لذَّةٍ وهــــــوىً ‍
إن جَلَّ ذنبي عن الغفران لي أمــلٌ ‍
أُلقي رجائي إذا عزَّ المُجيـــرُ على ‍
إذا خفضـــــتُ جنــاح الذُّلَّ أسألــه ‍
وإن تقـــدم ذو تقـــــوى بصالحــــةٍ


يُمســـــــك بمفتـــاح باب الله يغتنــــم
مـــا بيـــــــن مستلــــم منه ومُلتــــزم
في يـــوم لا عز بالأنساب واللُّحَــــــمِ
ولا يقـــاسُ إلى جـــودي لدى هَــــرِم
وبغيــــــةُ الله من خلـــقٍ ومن نَسَــــم
متى الورود ؟ وجبريــلُ الأمين ظمى لزمتُ باب أمير الأنبيـــاءِ ، ومـــن ‍
فكلُّ فضلٍ ، وإحســانٍ ، وعارفــــةٍ ‍
علقتُ من مدحه حبـــلاً أعــزُّ بـــــه ‍
يُزري قريضي زُهيراً حين أمدحُــه
محمـــدٌ صفــوةُ الباري ، ورحمتـــه
وصاحبُ الحوض يوم الرُّسلُ سائلةٌ


فالجِرمُ في فلكٍ ، والضوءُ في عَلَم
من سـؤددٍ بــــاذخ في مظهــرٍ سَنِم
ورُبَّ أصلٍ لفرع في الفخـارِ نُمى
نوران قاما مقام الصُّلـب والرَّحــم
بمـــا حفظنا من الأسمــاء والسَِّيـم
مصــونَ سِرَّ عن الإدراك مُنكَتِم ؟ سنـــــاؤه وسنـــاهُ الشمــسُ طالعـــةَ ‍
قد أخطـــأ النجـــمَ ما نالـــت أُبوتُـــه ‍
نُمُوا إليه ، فزادوا في الورى شرفــاً ‍
حواه في سُبُحــــات الطُّهـــر قبلهــم ‍
لمــــا رآه بَحيـــرا قــــال : نعرفُـــه ‍
سائل حِراءَ، روحَ القدس: هل عَلما


بطحــاءُ مكة في الإصباح والغَسَم
أشهى من الأُنس بالحباب والحشَم
ومن يبــشِّ بسيمى الخيـر يتَّسِـــم
فاضت يداه من التسنيـــم بالسَّنِـــم
غمامـــــةٌ جذبتها خيــــرةُ الديَـــــم
قعائــــدُ الدَّيرِ ، والرهبانُ في القمم كم جيئةٍ وذهــــاب شُرِّفـــت بهمـــا ‍
ووحشـــةٍ لابــن عبـــد الله بينهمـــا ‍
يُسامر الوحي فيهــــا قبل مهبطـــــه ‍
لما دعا الصَّحبُ يستسقون من ظمأٍ ‍
وظللَّـتــه ، فصــارت تستظــلُّ بــه ‍
محبــــةٌ لرســـــول الله أُشــــربَهـــا ‍


يُغــرى الجمادُ ، ويُغرى كل ذي نسم
لم تتصل قبـــــل من قيلت له بفـــــم
أسمـــاعُ مكـــة من قدسيــــة النَّغـــــم
وكيـــف نُفرتها في السهــل والعلـم ؟
رمَى المشايــــــخ والولــدان باللَّمــــم
هل تجهلون مكان الصــادق العلــــم؟ إن الشمائـل إن رقَّـــت يكـــاد بهـــا ‍
ونـــودي : اقـــرأ تعالى الله قائلهـــا ‍
هنــاك أذَّنَ للرحمــــن ، فامتــــلأت ‍
فلا تسل عن قريش كيف حيرتُها ؟ ‍
تساءلـــوا عن عظيـــم قد ألمَّ بهــــم ‍
يا جاهليــــن على الهادي ودعوتـــه


وما الأميــــن على قـــــولٍ بمتَّهـــــم
بالخُلق والخَلق من حسنٍ ومن عظـم
وجئتنــــا بحكيـــــم غير منصــــــرم
يزينُهنَّ جــــــلالُ العــتــق والقـــــدم
يوصيك بالحق ، والتقوى ، وبالرحـم
حديثك الشهدُ عنــــــد الذائقِ الفهِـــــم لقبتمــوهُ أميـــن القــــوم في صغـــرٍ ‍
فــاق البـــدور ، وفـاق الأنبياء . فكم ‍
جـاء النبيــون بالآيات ، فانصرمـت ‍
آياتــــه كلمـــا طــال المدى جُــــــدُدٌ ‍
يكـــاد في لفظــــــــة منـــه مشرَّفــةٍ ‍
يا أفصـــح الناطقيـــن الضاد قاطبـةً ‍


في كـــلِّ مُنتـثــــــر في حســــن مُنتظـــم
تُحيـــي القلـــوب ، وتحيي ميـت الهمــــم
في الشرق والغرب مسرى النورفي الظلم
وطيرت أنفُــــسَ الباغيــــن من عجــــــم
من صدمـــة الحق ، لا من صــدمة القُــدم
إلا على صنــــم ، قـــد هـام في صنــــم حلَّيت من عَطَــــلٍ جيـــد البيـــان به ‍
بكــــل قــــول كريـــمٍ أنــــت قائلُـــه‍
ســـرت بشائـــر بالهـــادي ومولـــده ‍
تخطفت مهج الطـاغين من عـــــربٍ ‍
ريعت لها شُرَفُ الإيران، فانصدعت ‍
أتيت والنــاس فوضى لا تمـــرُّ بهــم ‍


لكل طاغيــــةٍ في الخلـــــق مُحتكِـــم
وقيصرُ الروم مــن كِبـــرٍ أصمُّ عَـــمِ
ويذبحـــــان كما ضحَّيـــــتَ بالغنــــم
كالليث بالبهــم ، أو كالحوت بالبلــــم
والرُّسلُ في المسجد الأقصىعلى قدم
كالشُّهـب بالبدر ، أو كالجند بالعلـــــم والأرض مملوءةٌ جوراً ، مُسخـرةٌ ‍
مُسيطــــرُ الفرس يبغي في رعيَّته ‍
يُعذِّبـــــان عبــــــاد الله في شُبــــهٍ ‍
والخلقُ يفتـــــك أقواهم بأضعفهــم ‍
أسرى بك الله ليـــــلاً ، إذ ملائكُـه ‍
لما خطرت به التفُّــــــوا بسيدهـــم


ومن يفُــــز بحبيـــــــب الله يأتمــــــم
على منـــــوّرةٍ دُرِّيـــــــــةٍ اللُّجُـــــــم
لا في الجياد ، ولا في الأينُق الرسُــم
وقدرةُ الله فــــوق الشــــك والتُّـهَـــــم
على جنــــاحٍ ، ولا يُسعى على قـَــدم
ويــا محمدٌ ، هذا العــــرشُ فاستلــــم صلى وراءك منهــم كل ذي خطـرٍ ‍
جُبت السماوات أو ما فوقهــــن بهم ‍
ركوبة لك من عـــــزٍّ ومن شـرفٍ ‍
مشئةُ الخالق البــــاري ، وصنعتـه ‍
حتى بلغـــت سمـــاءً لا يطــارُ لها ‍
وقيل : كــــلُّ نبــــيٍّ عنـــــد رتبتـه


يا قارئ اللوح ، بل يا لا مس القلــــم
لك الخزائنُ من علـــم ، ومن حكــــم
بلا عـدادٍ ، وما طـــُوِّقــتَ من نعــــم
لولا مطــــاردةُ المختـــــار لم تُســــم
همسَ التسابيح والقـــرآن من أَمَـــم ؟
كالغاب، والحائماتُ الزُّغبُ كالرخم؟ خططت للديـــن والدنيـــا علومهمــا ‍
أحطت بينهما بالسر ، وانكشفــــــت ‍
وضاعف القُرب ما قـُـلِّدت من منــن ‍
سل عصبة الشرك حول الغار سائمةً ‍
هل أبصروا الأثر الوضَّاءَ،أم سمعوا ‍
وهل تمثّل نسجُ العنكبـــــوت لهـــــم


كباطلٍ من جــــلالِ الحـــق منهــــزم
وعينُــــه حول ركن الدين ؛ لم يقــــم
ومن يضُــــمُّ جنـــــاحُ الله لا يُضَــــم
وكيف لا يتسامى بالرســــول سمِى ؟
لصاحب البُردة الفيحـــاء ذي القــــدم
وصادقُ الحبِّ يُملي صـــادق الكلـــم فأدبروا ، ووجــوهُ الأرض تلعنُهــــم ‍
لولا يــــدُ الله بالجاريــــن ما سلمـــــا ‍
تواريـــا بجنــــــاح الله ، واستتـــــرا ‍
يا أحمد الخيـــر ، لي جاهٌ بتسميتـــي ‍
المادحون وأربــــــابُ الهوى تبـــــعٌ ‍
مديحهُ فيك حـب خالـصٌ وهـــــوًى


من ذا يعارضُ صوب العارض العرم؟
يغبـِــط وليِّـــك لا يُذمَــــــم ، ولا يُلـَـــم
ترمــــي مهابتــــه سبحــــــان بالبكــــم
والبحـــرُ دونـــك في خيرٍ وفي كــــرم
والأنجُمـــُ الزُّهرُ ما واسمتــــها تســـم
إذا مشيـــت إلى شاكي الســلاح كمـــى الله يشهــــــدُ أنــــي لا أعــارضُـــــه ‍
وإنما أنا بعــض الغابطيـــن ، ومـــن ‍
هذا مقـــــامٌ من الرحمــــن مقتـبـــسٌ ‍
البدرُ دونك في حســنٍ وفي شــــرفٍ ‍
شُمُّ الجبال إذا طاولتـــها انخفضــــت ‍
والليثُ دونـــــك بأساً عنـــد وثبتـــــه


في الحربِ - أفئدةُ الأبطـــال والبُهَــم
على ابن آمنـــةٍ في كـــــلِّ مصطـَـدَم
يضـــــئُ ملتثمــــاً ، أو غيــرَ مُلتثـــم
كغُـــرِّة النصر ، تجلو داجي الظلــــم
وقيمـــةُ اللؤلؤ المكنــون في اليُتــــــم
وأنت خُيِّـــرتَ في الأرزاق والقِســـم تهفـــــو إليك - وإن أدميتَ حبَّتَهـــا ‍
محبـــــةُ الله ألقـهــــا ، وهيـبـتــُـــه ‍
كأن وجهك تحت النـََّقع بـدرُ دُجًــى ‍
بــــدرٌ تطلَّـــع في بـــــدرٍ فغُـرَّتـُــه ‍
ذُكرت باليُتـــــم في القرآن تكرمــةً ‍
الله قسّـم بين النــــــاس رزقهُــــــمُ ‍


فخيـرةُ الله في " لا " منك أو " نعم "
وأنت أحييـــت أجيــــالاً من الرّمــــم
فابعث من الجهل،أوفابعث من الرَّجم
لقتل نفــس، ولا جــــاءوا لسفـــك دم
فتحت بالسيـــف بعد الفتــــح بالقلــــم
تكفَّل السيـــــفُ بالجهــــالِ والعَمَــــم إن قلتَ في لأمــر:لا،أوقلت فيه: نعـم ‍
أخوك عيسى دعــا بيتاً ، فقــــام لـــه
والجهل مـوتٌ ، فإن أوتيت مُعجــزةً ‍
قالوا: غزوت، ورســلُ الله مابُعثـــوا ‍
جهلٌ ، وتضليــلُ أحلامٍ ، وسفسطـةٌ ‍
لما أتى لك عفواً كــــــل ذي حســبٍ


ذرعـــاً ، وإن تلقـــهُ بالشرِّ ينحسِـــم
بالصّاب من شهـوات الظالــم الغَلِـــم
في كل حينٍ قتـــالاً ساطـــع الحَــــدَم
بالسيف ؛ ما انتفعت بالرفق والرُّحَــم
وحرمةٌ وجبــــت للروح في القِـــــدَم
لوحين ، لم يخش مؤذيـه ، ولم يَجِـــم والشرُّ إن تلقــــهُ بالخيــرضقــــت به ‍
سل المسيحيــّة الغراء : كم شربــــت ‍
طريدةُ الشرك ، يؤذيهـا ، ويوسعُهـــا ‍
لولا حُمـــاةٌ لها هبُّـــــوا لنصرتهـــــا ‍
لولا مكـــانٌ لعيسى عنــــد مرسِلِـــــه ‍
لسُمِّرَ البدنُ الطُّهــرُ الشريــــفُ على


إن العقاب بقــدر الذنــــب والجُــــرُم
فوق السماء ودون العـــرش مُحتــرم
حتى القتـــال وما فيـــــه من الذِّمَــــم
والحربُ أُسُّ نظام الكـــون والأمــــم
ما طال من عمــد ، أو قر من دُهُــــم
في الأعصرالغُرِّ،لا في لأعصُرالدُّهُم جلَّ المسيـحُ ، وذاق الصلبَ شائنهُ ‍
أخــو النبـي ، وروح الله في نُــزُل ‍
علَّمتهـــــــم كـل شئٍ يجهلــون بـه ‍
دعوتهــــم لجهـــــادٍ فيه ســـؤددُهُم ‍
لولاه لـــم نــر للدولات في زمــــن ‍
تلك الشواهــــد تتــرى كــــل آونـةٍ ‍


لولا القذائـــفُ لم تثلـــم ، ولم تصـــم
ولم نُعـــــدّ ســـوى حالات مُنقصِــــم
ترمي بأُســـدٍ ، ويرمي الله بالرُّجُــــم
لله ، مُستقتـــــلٍ في الله ، مُعتـــــــزِم
شوقاً ، على سابخٍ كالبرق مضطــرم
بعزمه في رحــال الـــدهر لم يـــــرم بالأمس مالت عروشٌ ،واعتلت سُرُرٌ ‍
أشياع عيسى أعدوا كــــل قاصمـــــةٍ ‍
مهما دُعيــت إلى الهيجــاء قُمــت لها ‍
على لوائـــــك منهـــــم كـــل منتقـــمٍ
مُسبــــــحٍ للقـــــــاءِ الله ، مضطـــرمٍ ‍
لو صادف الدهــر يبغي نقلةً ، فرمى


من أسيُفِ الله ، لا الهنــــدية الخُــــذُم
من مات بالعهد ، أو مــــات بالقســـم
تفاوت الناسُ في الأقــــدار والقيـــــم
عن زاخــرٍ بصنـوف العلــم ملتطـــم
كالحلى للسيــــف أو كالوشي للعلــــم
ومن يجد سلسلاً من حكمـــــةٍ يحُــــم بيضٌ ، مفاليلُ من فعل الحروب بهـم ‍
كم في التراب إذا فتشت على رجـــلٍ ‍
لولا مواهبُ في بعض الأنــــام لمـــا ‍
شريعـــةٌ لك فجـــرت العقـــول بهـــا ‍
يلوح حول سنا التوحيــــد جوهرُهــا ‍
غرَّاءُ ، حامت عليها أنفـــسٌ ونُهًــى ‍


تكفلت بشبــــاب الدهــــــر والهــــرم
حكــم لها ، نافذ في الخلــق ، مرتســم
مشـــت ممالكـــه في نــــورها التمـــم
رعي القياصــــر بعد الشـاءِ والنَّعَــــم
في الشرق والغرب مُلكاً بـاذخ العِظَـم
من الأمور ، وما شدُّوا مـن الحُـــــزُم نورُ السبيل يساس العالمـون بهــــا ‍
يجري الزمان وأحكام الزمان على ‍
لما اعتلت دولةُ الإسلام واتسعــــت ‍
وعلَّمــــــت أُمـــــةً بالقفـر نازلــــةً ‍
كم شيَّد المصلحون العاملون بهــــا ‍
للعلم ، والعدلِ، والتمدين ما عزموا


وأنهلوا النـــاس من سلسالهـا الشَّبِـــم
إلى الفلاح طريــقٌ واضـــحُ العَظَـــم
وحائـــط البغي إن تلمســـــهُ ينهــــدِم
على عميم من الرضــــوان مقتســــم
كـــلُّ اليواقيـــت في بغــداد والتــُّـوَم
هوى على أَثَــــــر النيـــران والأيُـــم سرعـــان ما فتحــــوا الدنيا لملَّتهــم ‍
ساروا عليها هُداة الناس ، فهي بهـم ‍
لا يهدِمُ الدَّهـرُ رُكنـاً شـــاد عدلُهُــــمُ ‍
نالوا السعادةَ في الدَّارين ، واجتمعوا ‍
دع عنك روما وآثينــا ، وما حَوَتــــا ‍
وخلِّ كِســـرى ، وإيـــواناً يــدلُّ بــه


في نعضة العدل، لا في نهضة الهرم
دار الســـلام لها ألقـــــت يد السًّلًــــم
ولا حكتها قضـــاءً عند مُختصـــــــم
على رشيد ، ومأمــــونٍ ، ومُعتصـــم
تصرّفــوا بحـــدود الأرض والتُخـــم
فلا يُدانـــــــون في عقـــل ولا فهــــم واترُك رعمسيس ، إن الملك مظهره ‍
دارُ الشرائـــع روما كلمـــا ذُكــــرت ‍
ما ضــارعتــــها بياناً عنـــد مُلتــــأَم ‍
ولا احتوت في طــرازٍ من قياصرها ‍
من الذيــــــن إذا ســـارت كتائبُهــــم ‍
ويجلســــون إلى علـــــــم ومعرفـــةٍ


من هيبة العلم ، لا من هيبة الحُكــــُم
ولا بمن بات فوق الأرض من عُـــدُم
فلا تقيســــنَّ أمــلاك الـــورى بهــــم
وكابن عبد العزيز الخاشـــع الحشم ؟
بمدمـــع في مآقــــي القـــــوم مزدحم
والناصر النَّدب في حرب وفي سلم ؟ يُطاطئُ العلماءُ الهـــام إن نبســـوا ‍
ويمطرون ، فما بالأرض من محل ‍
خلائفُ الله جلُّـــــوا عن موازنـــةٍ ‍
من في البرية كالفـــاروق معدَلَةً ؟ ‍
وكالإمـــــام إذا ما فضَّ مزدحمــــاً ‍
الزاخر العذب في علـــم وفي أدبٍ


يحنو عليه كما تحنو على الفُطُــــم
عقداً بجيد الليالي غير منفصِم ؟
جُرحُ الشهيد ، وجُرحٌ بالكتاب دمى
بعد الجلائل في الأفعال والخِدم
أضلت الحلم من كهلٍ ومحتلم
في الموت، وهو يقينٌ غير منبهم أو كابـــن عفَّانَ والقـــــرآنُ في يده ‍
ويجمــــع الآي ترتيبـــاً وينظمُهـــا ‍
جُرحان في كبد الإســــلام ما التأما ‍
وما بـــلاءُ أبي بكــــــر بمتَّهـــــــم ‍
بالحزم والعزم حاط الدين في محنٍ ‍
وحدنَ بالراشد الفاروق عن رشـــدٍ ‍


في أعظم الرسل قدراً ، كيف لم يدم؟
مات الحبيبُ، فضلَّ الصَّبُّ عن رَغَم
نزيـــل عرشـــك خيــــر الرسل كلهم
إلا بدمـــع من الإشفــــاق مُنسجـــــــم
ضُرًّا من السُّهد ، أو ضُّرًا من الــورم
وما مع الحــبِّ إن أخلصـــت من سأم يجــادلُ القـــوم مستهلاً مهنَّــــده ‍
لا تعذلـــوه إذا طـــاف الذهواُ به ‍
يا رب صل وسلم ما أردت على ‍
محيي الليالي صلاةً ، لا يقطعُها ‍
مسبحاً لك جُنحَ الليل ، محتمــلاً ‍
رضيةُ نفسُه ، لا تشتكي سأمـــاً


جعلــــتَ فيهم لـواء البيت والحــــرم
شُمُّ الأنـــوف ، وأُنفُ الحادثات حمي
في الصحب، صُحبتُهم مرعيَّةُ الحُرَم
ما هـــال من جلـــلٍ ، واشتد من عَمَم
الضاحكيــــن إلى الأخطار والقُحَـــــم
واستيقظــــت أُمَمٌ من رقــــدة العــــدم وصـــــل ربي على آلٍ لـــهُ نُخـــبٍ ‍
بيض الوجوه ، ووجه الدهر ذو حلكٍ ‍
واهد خيرَ صـــلاةٍ منـــــك أربعــــةً ‍
الراكبيــــن إذا نــادى النبــــيُّ بهـــم ‍
الصابريـــن ونفـــسُ الأرض واجفةٌ ‍
يـــا ربِّ ، هبت شعــوب من منيّتها


تُديــــلُ من نعــــم فيه ، ومـن نِقَم
أكــــرم بوجهــك من قاضٍ ومنتقم
ولا تـــزد قومه خسفاً ، ولا تُســـم
فتمِّم الفضلَ ، وامنح حُسنَ مُختَتَم سعدٌ ، ونحسٌ ، وملكٌ أنت مالكـه ‍
رأى قضاؤك فينــا رأي حكمتـــه ‍
فالطُف لأجل رســول العالمين بنا ‍
يا ربِّ ، أحسنت بدء المسلمين به ‍

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:10
الصلاة على خير الأنام

أشـرف بدر في الكون أشرق
أكـــــرم داع يدعو إلى الحق
المصطفى الصـادق المصدق
أحلى الــورى منطقاً وأصدق
أفضــل من بالتـــقى تحقــــق
من بالسخــــاء والوفـــا تخلق
واجمــــع من الشمل ما تفرق
واصلــح وسهل ما قد تعــوق
وافتــح من الخير كل مغلـــق
وآلـــه ومــــن بالنبي تعلـــق
وآلـه ومن للحبيـــب يعشـــق
ومــن بحبــل النبي توثــــــق
يـا رب صــل عليـــه وسلـــم يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد *
يا رب صــــل على محمـــــد*
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد
يا رب صــــل على محمـــــد

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:11
السيرة النبوية شعراً

تأليف السيد العلامة الفقيه محمد بن سالم بن حفيظ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

(( لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ )) (آل عمران:164) ..


ذا الكـــــــون بالنبــــي فاستنــــارا
الحمـــــد لله الــــــــذي أنـــــارا

بنــــــور طــــه خيـــــــر كل كامـــــل
أزاح كل ظلمـــــــــات الباطــــل

مـــن بعد أن كانــــــوا على ضـــلال
وأوضــــح الطريق بالجمــــــال
مباركــــــاً فيـــــــه مريعـــــاً صيبـــاً أحمده حمــــداً كثيــــراً طيبـــــاً
والأرض حمـداً دام ذاكراً في الملا يملأ أرجــــاء السموات العلى
أن لا إلـــــه غيــره بحــــراً وبـــــر وبعــــد إن أشهـــد الله الأبـــــر
شهــــــادة أشهـــــــــدها بحــــــــــق وأنـــــه رب جميـــــع الخلــــق
وعبـــــــده حبيبـــــــــه خليلــــــــــه
وأن طــــه المصطفى رسولــه
أمته في الكــــــون خيـــــر أمـــــه أرسله للعالميـــن رحمـــــــــة
للكافريــــــــن بلظـــــى نذيــــــــــراً للمؤمنيــن بالرضى بشيـــــــراً
تغشــاه كل لحظــــة على الـــــدوام عليه أفضــل الصلاة والســلام
ما قـــــــــرئ المولــــد في ربيــــــع
ورضي عن أزواجــه الجميــع
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
في مولـــد المختــــار مما يُعتمـــد وبعد هذا ذكر بعـــض مـــا ورد
مما رواهــا ســـــــادة الأخبـــــار مــــــن الأحاديـــــث أو الآثــــار
وهي لدى حُفَّاظهــــــــم مقبولــــة وكلهــــا عن كتبهــــم منقولــــة
ابن كثيـــر صاحـــــــب التفسيـــــر كمـــا أتى في مولــــد النِّحريـــر
في ذكر نسبــــــة النبي المصطفى قال الإمـــــام ابن كثير ذو الوفا
هذا ابن عبد المطلــب ذي الجــــاه هــــو محمــــد بــــن عبــــد الله
نجــل قصي بن حكيــم ذي العفاف وهو ابن هاشم تلا عبد منــاف
وهو ابن غالب بن فهــر خير حي وهو ابن مرة بن كعب بن لؤي
نجــــل كنانــــة رئيــــس القُطـــــر وفهــر بن مالــــك بن النضــــر
إليـــــاس ثم مُضــــر قــد أدركــــه نجـــــل خزيمــــة تلاه مُدركــــة
والجـــد عدنان له انتهى النســــب ابن نــزار بن معــــد خيــــر أب
نبينــــــــا الأمــــــي خيـــــــــر آدم فهو أبو القاســـم ذو المكــــارم
وفــــاتــــه بطيبــــــــة المدينـــــــة مولــــــده بمكــــــــة الأمينـــــــة
وهو الذبيــــح نجل مولانا الخليــل وجده عدنــــــان من إسماعيــــل
وآلهــــــم مـــــادامــــــت الأيـــــام عليهـــــم الصـــــلاة والســـــلام
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
سيـــد من إلى قريــــش ينتســـب وكان جد الطهر عبد المطلب
وقومـــه ســـادوا لعـرب وعجــم كان رئيس قومه شيخ الحرم
إلى مكــــان زمــــــزم ألهمـــــــه وكان رب العرش قد أكرمــه
فصار موضع النـــــدى لم يُعلـــم وذاك بعد طمّها من جرهــــم
لا يعرف الأنــــام عنها ما يبيــــن مثدة خمسماية من السنيـــن
خاطبـــه هاتــــف من قد صانهـــا حتى أري في نومه مكانهـــا
قريــــــــش مما رامـــــه نهتــــــه فقـــــام للحفــــــر فمنعتـــــه
سوى ابنــــه الحـــارث ذي العماد ولم يكـــــن له مــــن الأولاد
واستخـــرج الذي بها من الـــدرر فلم يبــــال بل تصـــدى وحفر
وعظمــت من بعـــــد ذاك أمـــــره فعرفــت له قريــــش قــــدره
عشـــرة من الذكـــور الكملـــــــه وكان قـــد نذر أن كمـــــل له
عتـــــــم إلا وأتــــــاه الكرمـــــــــا ليذبحن واحداً منهـــــم فمـــا
فـــــــرام ذبحـــــــه لوجـــــــه الله وخرجــــت قرعـــــة عبد الله
من الإبـل وذاك مقـــدار الدّيـــــــة ثم افتـــــداه وفـــداه بمائـــــة
ابنـــــة وهـــب فاجتلت محاسنـــه وبعـــــد ذا زوجــــه بآمنـــــه
بالمصطفــى المختــار خير عُربها وحملت بعد دخولــــه بهــــــا
وآله ماثــــج وابـــــــــل السمــــا صلى عليـه ربــــه وسلمــــا
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
آمنــــــــــة تُخبــــــر من يؤمُّــــــــه قال ابن إسحاق وكانت أمــه
من بعد حملهـــا بخيــــر القـــــــوم بأنها قد أُوتيـــت في النــــوم
بالمصطفـــى من أهــل كل بيــــــت قيل لها إنـــــك قــــد حملـــت
وسيـــــــد الأمـــــــة في بحـــر وبر رسول رب العالمين للبشـــر
قولاً لـــــدى رب الأنـــــــام مرضي قولي إذا وضعته في الأرض
رب الـــورى من شر كل حاســـــــد هذا الفتى أُعيــــذه بالواحـــد
حتى أراه قــــــــد أتى المشاهــــــــد فإنه عبد الحميــــد الحامــــد
مع وضعه ومنه تُبصـــر القصـــور آية ذاك أنه يخـــــرج نـــــور
على الحبيـــــــب أفضــــل الســــلام قصور بُصرى من بلاد الشام
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
عـــن الصحابة الأئمــة الحِســـــان وقد أتى عن خالد بن معـــدان
عــن نفسك أخبرنا بقــول الصـــدق بأنهـــم قالوا لخيــــر الخلــــق
بَشَّــــر بي عيســى وقبله الكليــــــم فقـــال دعــــوة أبي إبراهيــــم
الباهلــــــي فـــاستفــــــد نظامـــــــه وقد أتى ذا عــــن أبي أمامــة
السلمــــــي الكلمــــــــات الآتيــــــة وجاعن العرباض نجل ساريه
إني عنــــــد ربنــــــــــــا تعالـــــــــى عن الرسول الهاشمي قــــالا
وآدمٌ مُجنـــــــــدل فـــــي طينــتـــــــه خاتــــم رُسُلــه إلى بريتـــــــه
والبيهقـــــــــــي بهداهــــم اقتـــــــده رواهما ان حنبل في مسنـــده
عــــــن عمـــر رفعـــه إلى التقــــي وقد روى الحاكم ثم البيهقـــي
مــــولاه بالنبــــــــي حيــــن أكـــــلا أنَّ أبانــــــا آدمـــاً قد ســـــألا
أخلقــــهُ بعـــدُ قــال يــــارب نـــــــعم قال له كيــــف عرفتـــه ولـــم
نفخت منك الـروح في هذا الجســــد إنك لمَّا أن خلقتنـــي وقــــــــد
عرشـــك اسم المصطفى من هاشــم رأيــت مكتوبـــاً على قوائــــم
محمــــــــــــدٌ رسولُــــــــــــــهُ الأوَّاهُ أي لفـــــظ لا إلــــه إلا اللـــــه
إلاَّ أحــــــــبُّ خلقــــــه ذو جـــــــــــاه فقلت لم يُضف إلى اسم اللــه
أحـــــــــب خلقـــــــي ولأعطيــــنَّــــهُ فقـــال ربُّـــــهُ صدقـــــت إنــــه
غفــــــرت للوالـــــــــد هذا بالولــــد وإذ سألتنـــــي بحقــــه فقــــــد
لــــــولا محمــــــــد لمـــا خلقــــــتُ به جميع القصد قد أعطيــــــتُ
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
صفة مولده صلى الله عليه وسلم
إلى الوجــــــود وقضى إعـــزازه لمـــا أراد ربنــــــا إبــــــــــرازه
ليهدي الخلـــــــق لتوحيــــد الإله أبرزه اختـــاره ثــــم اجتبــــــــاه
في ليلـــــة الإثنيــن نعم الزاهرة فوضعته الأم تلـــك الطاهـــــرة
عن الرسول المصطفى المختــار وعن أبي قتـــــــادة الأنصــاري
كما أتى يســـــأل بعض العــــرب كمـــــا رواه مسلــــم أن النبــي
فيه وُلـــــدت ولنعـــم الصــــــوم عن صوم الإثنين فقال يــــــــوم
فيــــــه إلى طيبــــــــة قد أتيـــت وفيه نبّئـــــت وقد هاجـــــــــرت
فيما رواه أحمــــد والبيهقـــــــي كما أتى عن ابن عبــاس التَّقي
ولد عام الفيـــــل قاله الفُحــــولُ ولا يشـــك أحــد أنَّ الرســـــول
عامـــــا من الفيــــل فخُذ يقينــــا وأنَّ بعثتـــــــــــه لأربعينـــــــــا
أعني به ابن المنــــذر إبراهــام كما أتى ذاك عـــن الحُزامــــي
عن أُمّهِ الحسَناء ذات الشـــرف وعن أبي العاص الإمام الثَّقفي
بالمصطفــــى أشرف من قد نبي قالت شهدتُ وضع بنت وهـــب
مع وضعــــــه بهـــــذه البطــــاح وقد تجلى النــــورُ في النواحي
حتى أقــــول إندفعـــــن عنــــــي وأنظرُ النجـــــــوم تدنـــــو مني
عن أبـيـــه المعمَّــــر المرحــوم وقد روى ابنُ هانئ المخزومي
وهي لنا من أفضـــــل الأعيــــاد مُحدثــــاً عن ليلـــــة الميـــــلاد
إيــــوان كســرى واللعيــن تعسا ليلـــــــة مولــــــد النبيِّ ارتجسا
شُرافة وخـــــاف من ذاك الأذى وسقطت من قصـــره كذا كــــذا
بســــاوة فأخــذوا في الحــــدسِ بُحيرةٌ غاضت بأرض الفــــرس
قد خمـــدت من ألف عامٍ فاعلما وخمدت نيــــرانُ فـــــــارسٍ وما
رؤيا بها كلُّ المجـــــوس قهـــرت كذاك رؤيا الموبذان اشتهــــرت
تقــود خيــــــلاً سُوَّمــــــاً عِـــرابا حيث رآهـــــا إبـــــلاً صِعابـــــــا
في أرضه فاهتـال من رؤيا جرت قد قطعت دَجلـــةَ ثُم انتشـــــــرت
نائــب كسرى ساقــــهُ إلى سطيح فأرسل النعمان من عبد المسيح
عليـــه نــــاداه سطيـــح وكشــــف فعندمــــا انتهى إليــــه ووقــــف
على بعيــــره لقد جـــــاء يسيــــح فال ابتداءً إنَّ ذا عبدُ المسيــــح
يسأنــــي عن ارتجــــاس الإيوان بعثـه ملـــــك أبنــــاء ساســـــان
وهالهــــم من أجل رؤيا المؤبذان وما رأوه من خـمـود النيــــــران
وقام يدعـــــو صاحــــب الهـــراوه قــــــال إذا كثُــــــرت التــــــلاوة
ونشفـــــــــت بحيـــــــرة لســــــاوة وفاض بالمـــــا وادي السمـــاوة
الشـــام شامـــــاً لسطيـح يا أُنيـس وخمدت نيــران فــــارس فليـس
وكــــــل شــــــئ هو آت فهــــو آت يملك منهمو عـــداد الشرفــــات
على زوال سًلطــــــة الأكاســــــرة فهـــــــذه الرؤيـــا تدير الدائــرة
ولانتشــاره بــــــــأرض الشــــــام توحي إلى ممالـــــــك الإســـلام
وانتشــــر الّديـــــن بفضــل المالك وحقق الله جميــــــــــع ذلــــــــك
قيصـــر لا قيصر بعــــــده ملـــــك كما يقـول المصطفى إذا هلــــك
ذاقـــوا بفضــــل الله كـــــــــل شدَّه كذاك كسرى ليس كسرى بعــده
لتُـنـفـَقَـــــــنَّ في سبيـــــــــــل الله وقـــال في الكنــوز باســــم الله
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
ــــــمولد ليلـــــــةٌ بها نلنا الأمـــل وحاصلُ المقول أنَّ ليلــــــة الـــ
سعيـــــــــدة خيراتهــــا عميمـــــة أكرم بها من ليلــــة عظيمــــــة
عاطـــــــرةٌ جليلـــــــةُ المقــــــدار طاهــــرة ظاهــــــــرة الأنــــوار
ربي وتلـــك الــــــدُّرة المصونــــة قد أبرز الجوهـــــرة المكنونـــة
في الساجديـــن نسبـــةً مُسلسلــه أنـــــوار طــــه لم تزل مُنتلـــــه
لكــــل بطــــن طاهـــــر عفيــــــف من كل صلب صالــــح شريـــف
ما التقـيــــــا على سفـــــاح أبــــدا من آدم إلى أبيــــــه المفتــــدى
ما يبهــر العقـــــــول والأبصــــارا فأظهــــــــر الله له الأنـــــــوارا
ممـــــا رواه الســـــادةُ الأبــــــرار كما أتــــت بذلـــــك الأخبـــــــارُ
آمنـــــةٌ في الليلــــــة الشريفــــــة وولدتـــــهُ أمــــــــهُ العفيفــــــة
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
مكرمـــــاً أيضــاً بقطـــــــع الســـرة وُلد مختوناً بأيــــدي القـــــــدرة
معتمـــــــداً على يديــــــه حامـــــــدا خرَّ إلى الأرض نظيفاً ساجــــداً
إلى السمــــا وأخبــــــروا بخبــــــره مفتوح عينٍ شاخصـــــاً ببصـره
احتفظـــــوا بــــه مـــن العيــــــــون أبا أبيــــــــــه قـــــــال للبنيـــــن
شـــــــأن وأن يُصيـــب كلَّ حســــن إني لأرجـــو أن يكــــون لابنـــي
دعا قُريشــاً رؤســـــــــاء النــــادي وعقَّ عنه سابــــــع الميـــــــلاد
قالوا لمــــاذا قـــال حتَّى يُحمـــــــدا سمَّاهُ لمًّــــا حضــــروا محمَّــــداً
فحقَّـــــــــق الله رجـــــاهُ المرضـــي يحمدُهُ أهـــــــل السمــا والأرض
ذو العرش محمـــــــودٌ وذا مُحمــــَّد شقَّ لــه من اسمــــه المُمَجَّـــــد
عن ابــــــن مطعـــــــم عـن النبـــــيّ وفي الصحيحيــــــن عن الزُّهري
وحاشـــــرٌ وعاقـــــــبٌ وأحمـــــــــــدُ يقــــولُ لي اسمـــاً أنـــا مُحمَّــــدُ
وخاتــــــــم للرُّســل مابعــــدي نبــــي وأنا ربَّ العرشِ يمحو الكفر بي
باسمي تسمَّـــــوا وانتهوا عن كُنيتي وصحَّ أيضــــاً عن أبي هريـــرة
جــــاء إلى الرســــول روح القـــدُس وقد روى ابن حنبل عن أنـــــس
مكنّيـــــاً لهُ أبـــــــــا إبــراهيـــــــــــم مُسلّماً على الرؤوف والرحيـــم
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
ذِكرُ رضاعه صلى الله عليه وسلم
وبعدهـــــا ثُويبـــــــةُ الحكيــمـــــــة قد أرضعته أُمُّــهُ الكريمـــــــــه
بمولـــــــــد رسول سيـــــد العـــرب وهي التي قد بشرت أبا لهــــــب
أعتقها بُشــراً بــــــــــــذا المولـــود وحين بشرتــــه بالمحمــــــــــود
عذابــــه وهو من أهــل النـــــــــار ومن هنا خفَّف عنه البـــــــاري
بعد الممـــــــــات في عذاب وتعب فإنَّ عبّاســـــــــاً رأى أبا لهـــب
لم ألـــق خيراً بعدكـــــــــم أو مالاً قـــــــــال له ماذا لقيــــــت قــــال
لكن بعتقــــــــــي أمتــــي ثويبـــــه بل لم أزل في شدّةٍ وخيبــــــــــــه
لنقـــرة الإبهـــام فاغنم عتقـــــــــاً سُقيتُ في هذي مشيراً حقـــــــــاً
من العــــذاب ليلــــة الإثنيــــــــــن وفي روايـــــــــة يُخفــــــف عنّي
فكيف بالمسلم يغدو شاكــــــــــــراً وحيثُ صحَّ ذا وكان كافـــــــــراً
يُــــدركُ كُــلَّ مقصــــــــــــد سنــــيّ طوبى لمن يفـــــــــرحُ بالنَّبــــيّ
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
إرضاع حليمة السعديَّة لهُ صلى الله عليه وسلم
ذاتُ الوفــــا السعديــــــةُ الحليمة وأرضعته البــرَّةُ الكريمـــــــــة
أن يبعثــــــوا الأولاد للباديـــــــــة وكان من عادة أهـل مكـــــــــة
ويرجعـــوا بالجســـــــــد القـــويّ لكي يعيشوا في الهوا النقـــــيّ
من اللواتي جئــــن من تلك الفئة قالت حليمةٌ فما منا امـــــــــرأة
ولم تكن تــــدري بأنــــه نبـــــــــيّ إلا وقد جاؤوا إليها بالصّبــــــيّ
لكونـــــــــه في أهلــــه يتيمــــــــا قالت فتأبـــــاه النّسا لزيمـــــــــا
أخذتــــــــه وجئــــت نحو رحلــــي وحيث كان الغير لم يحصــل لي
له وللظئـــر وزالــــت المحــــــــن فدرَّ ثدياي سريعــــاً باللَّبـــــــــن
وجدهــــــــا حافلـــــة بالمنحـــــــة قالت وقـــام صاحبي للناقــــــــة
بخيــر ليلـــــــــةٍ كما قد شئنـــــــــا فلم يــزل يحلــــب حتى بتنــــــــا
لقد أخذنــــــــا نسمة مباركـــــــــة وقال زوجي وهو يدعو مالكـــه
حقاً فصرنا للنســـــــــاء سابقيــــن ثُمَّ ذهبنــــا للبـــلاد راجعيــــــــن
قالوا لنـــا إنَّ لهـــــــــا لشانـــــــــا لمــــــــا رأى رفاقها الأتانـــــــا
أرضٌ تُرى أجدب منها في الحمى وقدموا أرض بني سعــــــد وما
شبعى وكلهـــــــــا لها منـــــــــوح ومع ذا غنمهــــــــا تـــــــــروح
وليــــــــس فيهــــا لبن لنفـــــــــس وغنم القوم جياعـــــــــاً تُمسي
ويحكموا لم تُحسنـوا مرعاهــــــــا حتى يقولون لمـــــــــن يرعاها
من أين ترعى ؟ ما لكــــــم في ريب أما تروا بنــــت أبي ذؤيـــــــــب
لكنها تعود بالجـــــــــوع الأتـــــــــم فيسرحون حيث تسرح الغنـــــم
بركــــــــة الذي تربــــى فيهـــــــــم ولم يزل رب الورى يريهــــــــم
وأدركــــــــوا بســــرِّه المرامـــــــــا وتعـــــرفونهـــــــــا دوامـــــــــا
جلداً قويـاً ناهضـــــــــاً مُصانـــــــــا كان يشبُّ في الصبا شبابــــــــا
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
من الرضـــــــــاع والمراعي حولهُ وبينما الحبيـــــــــب مع أخٍ لــهُ
بأبويـــــــــه يستغيــــــــث مــــــــرَّه إذ جاء يشتدُّ أخوه ضمـــــــــره
من الثيـــــــاب البيض يلبســـــــــان قال لهم قد جـــاء رجـــــــــلان
فامتحنــــــــاه بذاك أيّ محنـــــــــــه فأضجعاه ثم شقـــــــــا بطنــــه
فوجـــــــــداه قائمـــــــاً مُنتقعـــــــــاً أتى إليه منهـــــــــم مسرعــــا
فقـــال خيرٌ لا تخافـــــــــا أي شــــر فاعتنقاهُ قائليــن ما الخبـــــــــر
والبطــــــن شقَّــــاهُ وأودعانـــــــــي أتاني اثنـــــان فأضجعانـــــــــي
ولأمــــا الشـــــــــــــــقَّ وأحكمـــــاهُ واستخرجـــــــــاه شيئاً فطرحاه
من حــــــادثٍ فأقبـــــــــلا إليـــــــــه وبـعـــد ذاك أشفقــــا عليـــــــــه
وأخبـراه ماجـــــــــرى لجسمـــــــــه وأرجعـــــــــاه مكـــةَ لأمِّـــــــــهِ
وليـــس للشيطـــان مسلـــــــــكٌ إليه فقالت الأم تخوَّفتـــــــــم عليــــه
شأن عظيــــم في ربوع الكـــــــــون وإنــــهُ لكائــــــــــــنُ لإبنـــــــي
لحملِهِ ثُقلاً كمـــــا النســـا تجـــــــــد فإنني حين حملـــتُ لم أجــــــــد
خــــرج منّي فأضـــــــــاءت القصور وإنني مع حملِهِ رأيــــــتُ نــــور
عن أنـــس يُروي بنـــصٍّ ثابـــــــــت وفي صحيح مُسلــــــم عن ثابـتٍ
إحداهمـــــا وهو ابـــــن سنتيـــــــــن حادثُ شـــقّ الصَّــــــدرِ مرتيـــن
للمصطفى الهادي فجــــــــلَّ من رفع وليلة الإســــراء ثانيـــاً وقــــــع
ذرٍّ وجمعٍ في صحيــــــح الكتـــــــــب كما أتى عن أنـــــــس وعن أبـي
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
أعني بني سعـــدٍ ذُرى الفضيلـــــــــة وبالرضـــــاع نالت القبيلـــــــــة
قد أدركـــــــــوا فضل النبــــــيّ ووُدَّهُ حال الَّرضـــــــــاع وكذاك بعـدهُ
كان النســـــــــاءُ الذراري مغنمــــــا أما ترى يوم حنينٍ عندمــــــــــا
فكان ذا لأســــــرهم خير دفـــــــــاع فاسترحموهُ ذكَّروهُ بالرَّضـــــاع
قال رســـــــــول الله أنت المعتمـــــد قام خطيبُهم زُهيرُ بنُ صُـــــــرَد
وكافــــــلاتِـــــــــك ومُرضِعاتـــــــــك مافي سباياكم سوى خالاتـــــك
أمنــــــــن علينا بالفكاك يا رســـــول وبعده أنشده شعراً يقـــــــــــول
أن قال قـــــــــول الســـــــادة الأجلا فلم يكن مــن الرســـــــــول إلا
فـــــــــذاك الله تعالــــــى ولكـــــــــم ما كان لي ولبني هاشمكـــــــم
لأن حـــــــــبّ المصطفى مغـــــروس بالمنِّ هذا طابــت النّفـــــــــوس
وذاك داع لاقتفـــــــــا النبـــــــــــــــيّ في قلب كل مؤمـــــن تقـــــــــي
وستـــــــــةُ آلاف عــــــدُّ النَّســـــــــم خمسماية ألف ألـــــــــف درهم
ـــــــــطال أرباب العلوم والعمـــــــــل كما رواه غير واحد مـن الأبــــ
على النبـــــي الهــــاشمي أحمــــدا
يا ربنا صـــــل وسلم أبـــداً
وذكرُ أخلاق الحبيــــــــب الطاهره ذكرُ صفاته العظام الظاهــــــره
لا بالقصيــــــــر لا ولا من الطوال كان الرَّسول ربعةً من الرجـال
وشعرهُ جعــــــــدٌ وليس وقــــــــرَه بياضُهُ مُشــــــرَّبٌ بحمـــــــــره
وربما يبلُـــغ نصــــــــف أُذُنيــــــــه بل ربما يضربُ فوق منكبيــــه
أسودُ ما للشيــــب فيه من أثــــــــر قد جاوز الستين عاماً والشعـر
مُدَّور الوجه شديــــــــد البــــــــأس وكان سهل الخدّ ضخم الــرأس
طويلــــــــةٌ في أنفِـهِ أحديــــــــدابُ وأدعج العينيـــــن والأهــــدابُ
يمشي الهوينـــــا وهي خير مشيه ووجهه بـــدرٌ وكــــثُّ اللحيــــة
عن صيبٍ فاعجــــــــب له إذ يخطو إذا مشــــى كأنمـــــا ينحـــــــطُّ
مشى ولا يشكو لغوبــــــــاً أو أذى كأنما تُطــــــوى له الأرض إذا
يلـــــوح للناظر إن ينظــــــــر إليه وخاتــــــم الإنبـــاء بين كتِفِــــه
وفي الــــــــذراع شعرٌ كالـــــــــدُّرِّ في كتفيه وأعالي الصَّـــــــــدر
غليـظُ إصبــــــــعٍ وشثـــــنُ الكفين وحسنُ الجسم طويلُ الزنديـــن
قليل لحــــــــم العقبيــــــــن أجمــعا كان سويَّ البطن والصدر معـا
من غير ما كبــــر ولا إعجــــــــاب يلبس ما يلقى من الثيـــــــــاب
يستعمـــــل الِعمَّةَ ذاتِ العذبــــــــه فيلبس القميص بل والجبًّـــــــه
أو الراويــــــــلات والموجــــــــودا كذلك القبــــــاء والبـــــــــرودا
في شأنــــه ما لم يكن مُحــــــــرماً لم يتكلف ملبساً أو مطعمــــــاً
لم تلق أسخى منه في كل الأمـــــم وكان ذا شجاعة وذاك كــــرم
يراه حقـــاً فاتبعــــــــه واحتــــــــذ وليس أقوى منه قلباً في الذي
في الحرب نتقيـــــن علا الطبـــاق يقول صحبُهُ إذا اشتدَّ الخنــاق
يوم حنيــــن لم يُــــــــر حزينــــــــا وحين ولّوا عنــــــه مُدبرينـــا
مائة شخص وهو مشـــدود القوى لم يبق عنده من الصحب سوى
بعدَّةٍ من الرمــــاح والسيــــــــوف عدوُّهُ في عددٍ من الألـــــــوف
بغلتـه يهمــــــــزُها إلى العُلــــــــى والمصطفى مازال ثابتــاً على
لم يكترث بالعسكـــــــر اللكيــــــــم منوهاً باسمــــــــه الكريــــــم
مصرحـــاً أنا ابن عبد المطلــــــــب قال أنا النبي حقاً لا كــــــــذب
بالله مــــــــع إيقانــــــــه بالنُّصــــرةِ هذا دليلٌ لتمـــــام الثقـــــــــة
وأنــــهُ يُعــــــــزُّ حقــــــــاً جُنــــــــده وأنَّ مولاهُ سيوفي وعــــــده
واستــــاق أسراهـــــم مع الذَّراري وتمَّ نصــرُ الله للمختـــــــــار
يُعطي مئيناً وألوفاً من حضـــــــر " " وفي السخا كأنه البحر زخر
عطــاءه من الجميــــــــل والبــــــــر ما ردَّ سائلاً ولم يستكثـــــــــر
خصاصــــــــةٌ محبَّــــــــــةً لربــــــــهِ يؤثر غيره وإن تكن بــــــــــه
خُلُقُــــــهُ القــــــــــرآن فاستبانــــــــا تقول أم المؤمنيـــــن كانـــــــــا
وأنــــــــهُ أفضــــــــلُ رُســــــــل الله بأنَّهُ أشـــــــرفُ خلـــــــــقِ الله
قـــــام به كما انتهى عمــــــــا زجر وكلَّ مابه القرآن قد أمــــــــــر
وأبعــــــــد النــاس عن المنهــــــــيِّ مبادراً للعمـــــــــل المَرضــيّ
حيـــن رأى الرسول سيــــــــد الأنام وقال عبدُ الله أعني ابن سلام
بأنــــــه وجــــــــهٌ صدوقٌ ثبــــــــتُ لما رأيت وجهـــــه عرفـــــــــتُ
ولا بهمَّـــــــــاز ولا عيــــــــــــــــَّاب ليس بوجه رجـــــــلٍ كـــــــــذَّاب
يا أيها الناس وأطعموا الطعــــــــام سمعته يقولُ أفشـــــوا الســـلام
بالليل والنــــــــاس نيـــامٌ غُفــــــــلُ وواصلوا أرحامكم وصلّــــــــُوا
عليـــه منَّا أشــــــــرف الســــــــلام لتدخلــــــوا الجنَّــة بالسَّــــــــلامِ
يجـــودُ في المــــــــال بما لديــــــــه وكان صلـــــــى ربُّنــــــا عليــــه
إليــــه أنواعُ الكمــــــــال تُنمــــــــى مُتَّصفـــــاً بكل وصــــــفٍ أسمى
متَّصـاً بالحُســــــــن في حالاتــــــــه مُنذُ نشـــأ طفــــلاً إلى مماتـــــــه
والحلمُ والعفـــــــــــافُ بل والطاعه الصدقُ والإخلاصُ والشجاعـــه
والليــــــــنُ والرفـق بكل الأمّــــــــَه والنصحُ والرأفــــةُ ثم الرحمــــة
والفقــــــــرا والضُّعفــــــــا الأفاضل والجــــود للأيتـــــــام والأرامــــل
بأنَّــــــه ذو خُلُـــــــــــــقٍ عظيــــــــم يكفيه وصــــفُ ربّــــــِه الكريـــــم
والشَّكل والصُّورة بل والصــــــــوت قد حاز هذا مع حُسن السمَّـــــــت
ونسبــــــــةٍ عريقـــــــــةٍ رفيعــــــــة وحكمـــــةٍ فائقـــــــــة بديعـــــــــة
وخيــــــــرُ أهــــل أرضنــــــــا قرارا في قومـــــــــه الذي أعلــــى دارا
يروره عن ربِّ الصفات الكاملــــــة وفي صحيح مسلـــم عن واثلــــه
ــخليل إسماعيــــــل مثل ما نقــــــــل بأنَّ مولانا اصطفى من ولـــــد الــ
من فـرع إسماعيــــــــل ذي المكانة وأنــــــه جــــل اصطفى كنانــــــــة
ومن قُريـــش اصطفــــــــى من أنشا ومن كنانـــــــة اصطفى قريشــــاً
وخير أهــل الكون بدواً وحضــــــــر من هشم الثريـــــــد وهو هاشـــم
عن الفتى نحــواً من الذي حُكــــــــي وقد روى الحاكم في المستــــدرك
فأنا ياقــــــــوم خيارٌ من خيــــــــــار وزاد في المروي من غير افتخار
أحبّهــــــــم طوبــــــــى له بالقـــــرب فمن أحبَّ العُــــــــــــرب فبحبّـــي
فلا تكــــــــن لحقِّهــــــــم ذا بخــــس ومن يكن أبغضهــــــم بالعكـــــس
والفضل في الأشخـــــاص والأماكن والنــاس أطـــــوار وهم معــــادن
وحسبنا الله ومــــــــا شــاء يكــــون وفي الشهور واردٌ وفي القــرون
على النبــــــــــي سيــــــــد الأنــــــام وأفضـــــل الصـــــلاة والســـــلام
والحمــــــــد لله على الختـــــــــــــام والآل والصحب على الــــــــدوام
صلــــــــى الله عليــــــــه وسلــــــم
صلَّــــــى الله علـــى محمـــــــــــد

الــــــــدُّعـــــــــــــــــــــــاء
نظمي لميــــــلاد رســـــــــــول الله هذا وقد تـــــــم بحمــــــــــــد الله
في ذكر مولــــــــــــد البشير النذير مُلَّخصاً مما حكــــــــاه ابن كثيــر
لبـارئ الأرض مع السمــــــــــــاء ويحسن الختــــــــــــام بالدعــاء
يا ربنــــــا يا ربنــــا يا ذا السنــــــا يا ربنـــــا يا ربنــــا يا ربنـــــــــا
بحرمة الهـادي النبي الطاهـــــــــر ندعوك يامن لا سواه غــــــــافر
أن تكــــرم العبـــد بغفر ذنبـــــــــــه محمــــــــــــد وآله وصحبـــــــــه
وأن تجــــــــود رب بالمطالــــــــــب وتصلــــــــــــح القلوب والقوالب
وتختـــــم العمـــــر لنا بالحسنــــــى وأن تعافينا وتعفـــوا عنــــــــــــا
واجعل لنــــا من العـــــذاب جُنَّــــــه وحب لنا رضــاك ثم الجنَّــــــــــه
وأصلــــــــــح الدنُّيا لنا والدّينــــــــــا وكن لنا يا ربـنـــــا معينــــــــــــا
يا ربنــــــــــا وأصلح السريــــــــــرة ونور الأبصار والبصيـــــــــــرة
وارحم وألّف القلـــوب وانصــــــــــر وأصلح الأمة واستــــــر واجبر
والأهل والجيـــــران والأحفــــــــــادا وأصلح الإخـــــــــوان والأولادا
ووفق الكــــــــــل لخير السبــــــــــل أقرَّ عين المصطفى بالكــــــــــلِّ
وبك يا مولى الـورى نستنصــــــــــر وفي الختام كلنا نستغفــــــــــــر
يصفح عنا ما اقرفنــــــــــا من أسى نستغفر الله وندعـــــــــوه عسى
هبنا وهب كل عصــــــاة الأمــــــــــة يا رب عفواً ورضاً ورحمـــــــــة
و زكنا بهـــــــــا قلبــــــــــاً وروحــــا وتب علينا توبــــة نصوحــــــــــاً
و في رضـــــــاك سعينا ودأبنــــــــــا واجعل إلى رحمتتــــــــك انقلابنا
ومن سُلاف حُبــــــــه فأسبقـنــــــــــا وفي مراقي المصطفى فرِّقنــــــا
واعمر بأعمـــال التقى أوقاتنــــــــــا واجعــــــــــــل على وفاتنـــــــــــا
وانظر إلينا واعف عن إســــــــرافنا والطف بنا يا ربنا وعافنـــــــــــا
واقمع أعاديــــــــه وسدد أهلــــــــــه وأظهر الدين وبين فضلـــــــــــه
وعالياً في سائــــــــــر البلــــــــــدان واجعله منصوراً على الأديــــان
والمرشديــــــــن لسلوك الملــــــــــه وكثر الدّاعيــــــــن والأدلَّــــــــة
أعمارهم واردع بهم كــــــــــلُّ مُضل وكن لهم واكلاً وصُنهــــم وأطل
واسمع وقل لي هاك عبد ما تحـــــب آمين آمين إلهي فاستجـــــــــب
وجاه طــــــــــه مصطفـــــــاك الطُّهر بحرمة الذَّات وسر الذكـــــــــــر
في الكون وانهلت شآبيــــــب الرضا صلى عليه الله ما نور أضـــــــا
والحمــــــــــد لله ابتداءً وانتهــــــــــا والآل والأصحاب أرباب النهــى

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:12
قصيدة تذكر بعض أوصاف الحبيب الاعظم

صلوات ربي وسلامه عليه وعلى اله وصحبه

الـورى خلقاً وخلقاً مثله لن يوجدا قـــد كــــان طــــه المصطفى خيــــر
ذا قامــة مربوعــــة سقيــت نـــدا مبيض لــــون قـد تشـــــرب حمــرة
قد شرفت وعظيـــم رأس مجــــدا سهـــلا لنجــــد كـــــث لحيتـــه التي
فمه حوى درا وحســــنــاً أوحـــدا أقنـــى لعينــيــــــن أغـــر واســـــــع
ذا جبهـــة فاقــــت هــــلالاً أرشدا وكميل طرف كــــان سيـــدنــا كــــذا
أسنانــــه محـــمـــر خـــد أوردا وحوى حواجب زججــت وتفلجــــت
ينحط مـن صبـــب علا مسترشــدا واذا مـــشــى متكـفــئـــاً فكـــأنـمـــــا
وبنـــور ضــوء جبينه البدر ارتدى من حسن طلعة وجهه الشمس اكتست
مسكــاً زكـيـــاً مستطـــابــــاً أجودا و يفـــوح منــــه شذى يفوق بطيبــــه
يحقـــر فقيـــراً بـــل نـــداه تعـــودا و يعظـم الشرفـــاء والفضـــلا ولـــم
لله فـــي دار الفــنـــــــاء زاهــــــدا و لأهلـــه ذا خــــدمـــة متواضــعــاً
و العـذر يقبـــل و يصـفــح عن عـدا و الثوب يرقع بل و يخصــف نعلـــه
حرماتــــه إذ في عواقبهــــا الــــردا لله يرضـــى ثم يغضــب أن فشــــت
و لمــــن يلاقــي بالســـلام قد ابتــدا و تهـابـــه كـــل الملــــوك جلالــــة
و لهـــم بنــصــح لا يـــزال مســـددا و يمـــازح الأصحاب حق مزاحـــه
و بهــا ختـــام الرسـل أضحى مفردا كم من خصائص ليس يحصر جمعها

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:12
صلى الإله وسلمـــا

شعر الأستاذ / عبدالسلام المآخذي _ صنعاء

والآل من ورثوا الكتاب المحكما صلى الإله على النبي وسلمــا
سعــد المصلـــي بالنبـي وأكرمـا صلوا عليه وسلمـوا وترحمــوا
و بآلـــه فـي دينـــه مستعصمـــا طوبى لمن أضحى بطه مغرمـا

و توسلاً صلى جـوارك محرمـــا طوبى لمن قصد المدينة زائراً
تعلو رياضك طيبها يروي الضما طـــه عشقنــــا قبـــةً نبـويـــةً
إني لشـــوق لقائهــا أبكــــي دمـا طـه عشقنــــا تربـــةً قدسيـــةً

يعلو النجوم البدر في كبـــد السمـا الأنبياءُ علوتهــــم فضـلاً كمـا
ظهر البراق مشاهداً غيب السمــا هيهات أن يرقى سواك ويعتلي
طابت لنا الدنيـــا بذكـــرك دائمـا يارحمة الرحمن يا نـور الهـدى
لولاك مـا صلـــى التقي وأحرمـا يا حجة الباري على كل الورى

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:13
خواطر إيمانية مكيّة

للشيخ عبد الرحمن أحمد قزاز

رسول الهدى حارت في وصفك الألباب

مـــن خير خلــق الله خلـق أحمــد رسول الهدى محمد أبو البتول

وقد حارت في وصفـــــه الألباب حبيب الله ماذا لـي أن أقــــولْ

مكارم الأخــــــلاق تبلــورت مـن فرد صمد لمحمد نهج السبيــلْ

شفيع رحيــــــم رؤوف بالأمــــة بعث محمد و بالخيـر الجزيـلْ

هيامي غرامي حـــب المصطفـى فضلا من الله أرجــــو القبـولْ

سأظــــل يا رب ببابـــك قارعـــاً فأجعل الهادي محمـد لي دليـلْ

يا رب عبـــــدك أصبـح و أمسـى مدمناً في حبـــه فاشـف الغليـلْ

محمــــد الهادي عبدك وأنـا عبــدٌ فاجعل فـؤادي دوما إليـه يميـلْ

ولطيبة امنــن علي بزيـــارة دوماً فيا سعـد من إليها شـد الرحيـلْ

و يارب بين ذاك القبــر والمنبـــر أطل قيامي حيث كل هم يـزولْ

وكذا أمام الحجرة والقبر الشريف ابلغه أنني عبـد بجـواره نزيـلْ

يا رب امنن علينـــــا منـه شفاعـة فليس لنا يوم الحشر عنـه بديـلْ

فالعمر أدبر فلا تخيـب رجاء مـن أحب فيـك وأنـت أهـل للجميـلْ

فليس لنا بعد عفوك ملجـــأ سـوى من خصصته بالوحي والتنزيـلْ

فيا رب صلي عليه وسلـــم دائمـاٌ صلاةً تزيده بهـا قربـــاً وتبجيـلْ

والآل والصحب والتابعين الكـرام والمسلميـن وعبـيــــدك الذلـيـلْ

يا صاحبي وغياثيي عنـد كــربتـي عبدك ابن أحمـــــد مذنـب ذليـلْ

يسألك عفـواً ورحمـة ولوالديــــه والمسلمين وهـذا دمعـــي يسيـلْ


حرر بمكة المباركة في 17/12/1424هـ

يا نفس اطمئني واهنئي

يـــا نفـــس اطمــئنـــي واهـنــئـــي هذا الحبيب محمد شفيعك المرتقبْ

يا نفـــس طيبــي وتخلقــي بأطيــب النـــاس رسـول الله مــــرآة الأدبْ

يـــا نفـــس ثقـي بالله فَمــن حَــــبَ المصطفـــى في دينـــه لـم يُصـــبْ

إن كنــــتِ فـي هـــم وفـــي غــــم فبحبلــه تعلقـــي عنـكِ تزاح الكربْ

وإن كنتي في غي وفي بعـــد عــن الهادي فيا ويلـــكِ من نـــار تلتهــبْ

هو الشفيق هو الرفيق هو الكريـــم هو ابن عبد الله هو ابن عبد المطلبْ

هو الرؤوف هو الرحيم هو الشفيع حمداً فلـن يصيبنـــا من الله الغضـبْ
يـا مالـك الملـك شفعــه فينـا يــــوم الزحــام كي نرقــــى أعلـى الرتـبْ
ويا رب امنن علينا عاجلاً بزيـــارة نجنـي بهـا كـــل خيــــر مكتســـــبْ
فــو الله مـا نـــال شـرف الزيـــارة امرؤ إلا و عـاد و الهم عنه قد ذهـبْ

فيـــا حـي يـا قيـــوم نسألـــك لنـــا و لوالدينا و المسلمـين دعـاء مستجبْ
ويا غياثي عند كربتي عبيـــدك ابن أحمد يرجــوك عنه رفـــع الحجـــبْ
وفيك يا مــــولاي لا تخيـب ظنـــه فالزمـان ولــى والرحيـــل قد اقتربْ

الاثنين 3/1/1425هـ مكة المشرفة

يا طيبة يا مضجع خير الأنام

يا راحليــــن إلـى ديــــار المصطــفــى بالله أقـــرؤوا الحبيــــب منـي السـلام

فالنار من بعدي عن الحبيــــب تأججــت فـــي القلــــب شوقــاً لخيــــر الأنـــام

والله ما يشفي غليـــل الوجــــل الهائـــم إلا الرحيــــل إلـى ماحـــي الظـــــلام

بــأرض طيبــــة المرحومــة تنزلـــــت بها الرحمات تفضلا من الملــك العلام

يا طيبــة يا سيـــدة الديــــار يـا مهجــــر المصطفـــى يا مضجـــع خيـــر الأنـام

بيـــن الثــرى فيكي ضممـــــت أعضـاء المجتبى فصـارت تربتــك تشفي السقام

عن وجهه الشريف أمــاط اللثــــام وقـال غبارك شفــــــاء مـن كـل داء والجـذام

والله ما دنا محب من طابة وأبصر رباها إلا استبشر بالهنا والمنى بشرف المقـام

كيف لا وقد اختـــارهـا الجليـل لحبيبـــه المصطفى عليه أفضل الصلاة والسـلام

فيـــــا رب اكتـــب لنـا بطيبـــة إقـامـــة نسعد بجيرة شفيعنا الهادي يوم الزحـام

وهـــذا يـا عدتـي عبــــدك ابـــن أحمــد يسألـك السـؤدد و القبــــول و الـــوئـام

ووالديـه والسامعيـــن ومـن بــــالحبيـب محمـد توســـل وطلبـك حســــن الختـام


حرر بمكة المشرفة في يوم الاثنين 25/12/1424هـ

محمد رسول الله أنا والله أهواه

أحبتــي أنـــا والله أهــــواه ولا أرضــى نبيــاً ســــواه
فـإن قيـــــل لمــاذا يا هـــذا فــلأن مــــولاه اصطفــــاه
شوقـــي إليه متـــواصـــلا فسبـحـــان خالقــه ومـولاه
يا سعـــد من شد الـرحــال لطيـبــــة جعـلـــت مثـــواه
أرض بعد مكـــة الهــــدى أزينــــت وجعلــت سكنـــاه
اختارهـــا الجليــل لمحمـد فاخترتهـــا مكــــان أهـــواه
وجهـــك عــفـــر بتربتهــا ما وطئته أقدام مـــن تهـــواه
فيا سعـــد جبــاه تشرفـــت ساجدة في روضــــة مــولاه
وتجـــاه القبـــر الشريـــف قام متذللا متلــــذذا برضـــاه
محمــــد رؤوف رحـــيـــم نعم من المـــولى لنـــا مهداه
سأل خالقـــــه لنــا شفاعـة لم تعطــــى قـــط لنبي سواه
وسيلـــة لإنقــاذ كل موحـد خالقنـا لا ربــاً لنـــا ســــواه
و بمـحمـــد نبيــاً مــرسـلا في يــوم حشــر نرجـو لقـاه
يأخـــذ بأيــد أمتـه متباهيــاً بما خصـص به مــن مــولاه
بشـــرى لنـا أمـــة أحمـــد جنـــات عــدن أعدت لسكناه
يا رب هذا حبيبـــك قدوتي فاجعلني قريبـاً مــن مــــأواه
وكــذا مـن أحبــــه وزاره و ســار على نهـــج مـــولاه
ويا ويل من نار مسعــــرة وقودها مـن تجـــرأ وهجـــاه
أو كفر مسلمـا محبا لطــه نهجـــه قـــول لا إلــه إلا الله
فيا رحمـــــن هـذا عبيـدك ابن أحمـــد ارحــم أمـه وأبـاه
وصلى على الهادي والآل و الصـحــــب و مــــن والاه

حرر بمكة المكرمة في 15/12/1424هـ

محمد رسول الله البشارة الكبرى

مــن قَـبْــلِ مـولـــد المصطـفــى أتــــــت البـشـــائــــر بالحـقــــائــــــقْ
فعيـسـىَ بَـشََّــــرَ بِمَـوْلِــد أحـمـد مِـــنْ بَـعـــــدِه رســــــولا للخــــلائـقْ
وفــي صُْـلـــب الذبـيــــح عـبـــد الله أودَع اللهُ نــــــور الـمــــشــــــارقْ
وإلـى أحـشـاء الطـاهــرة آمـنــة انتقــــل المصـــون لـهــــا مـلاصــــقْ
أتاهـا البشيـر الإلهـي يـا آمـنــــة هنيئــــاً فقــــد حملتـــي خيــــر مرافـق
فــإذا ولدتـيــــه فسمـيــه محـمــد وابشـــــري بحمــــل غـيــــر ضـائـــقْ
ويـوم حشــر اهنـئـي ووالده فهو بإذن ربه لكمـا عـن النــــار خيـــر واقْ
وفـي أعلـى جنـــان الخلـد أنتـمـا لثـمــــارهـــــا بـــيـــــده أول ذائـــــــقْ
ومـن تعـــرض لكمـا بسـوءٍ فـقـد آذى محمد الرســـول و مـــن لـه خالـقْ
بنـص قــرآن منـزل مـن المولـى لعناتٌ في الداريــــن تنـزل كالصواعـقْ
عـلـى مـــــن آذى الله وحبـيـبـــه وفـي جهنـم خالـــــداً مهانـــاً وغــــارقْ
ففـي الضُـحـىَ وُعِــــدَ الـهــادي عطــــاءَ رضـــيَ مـــن ربٍِ لـــه رازقْ
فللـــه يــــــوم حـــــــــان فـيـــه مـــولــد البشيـــر النـذيـــر الـصــــادقْ
بُشِـرتْ بِنُبوتِــه أحـبارٌ ورهـبـانٌ و الإنـــسُ والـكــــــونُ لـــه عـاشــــقْ
وأُخمِـــدتْ لـنــوره نـار فــارس وانهارت دواويـن كســـــرى الشواهـق
فمولـد المصطفـى ربيعٌ وفرحـةٌ ترى محبيـــه لأعمــال ا لخيـر لواحـقْ
فـقـــــد أكـمـــل بــــه الله لأمتـه فرحا وسروراً وأزيحت عنهم الفواسقْ
ولكـــل موجـود هو رحمة ونور و يــــوم حشــــر هـــو الشفيـع الواثـقْ
فـيـا رب عُبَـيْدُك ابــــن أحــمـــد يرجو العفو عن الســـوابـق و اللـواحقْ
ووالديـه وذريـتــــه والمسلـمـيـن و مــن بالحبيـب فـــؤاده بــــه عــالـــقْ
واصـرف يـا غياثـــي عـــن الكل الهـــم وأدرأ عنــا الحــاســـد والمنـافـقْ
و بـــــــلا إلـــــه إلا الله مـحـمداً رســول الله اللسان على الدوام نـاطـــقْ
وصـــــل يـا رب عـلـــى الهادي عـــدد الــرمل والشجر ووميض البوار

حرر في مكة المشرفة الأحد 16/1/ 1425هـ

بســـم الله و الحمـــد لله ثــم الصــلاة علــى الــهـــادي محمــــد الأغـــــــرْ
بشـــرى لــنـــا مـــعشـــر الإســـلام هـــلال ربيـــع الخيـــر قـــد حضـــرْ
فمــــــولــــد حبـيـــب الله قـــد هـــلَّ فيـــا سعـــدنا وهنانــا بهـــذا الخــبـْـر
فهلـــمـــوا أحــبـــاب رســــــول الله لعلنا نحيـــا بسيــرة خيــــر الـبشْــــر
محـمـــــد ابـــن عبـــد الله بــن عبـــد المطلب ذي الشيم والكــرم مـن مضرْ
و أمــــه التـقـيــــة النقــيــــة آمنــــه لم تلقى في حملـــه وهنـــاً ولا ضررْ
ولــد الحبيــب المجتبــى في شهـــــر ربيـــع و وجهـــه احلى مـــن القمــرْ
و لمولده الشريــف أضـــاء الســرور و زهــت ليلــة مكــة وانجلــى الكدرْ
وأخمــــدت لنـــوره نـــار المجـــوس و تكسـر إيــــوان كســـرى وانفجــرْ
و انجلــت ظلمــات الجهـــل بمولـــده فنوَّرْ من الأرض السهـل و الوعَـــرْ
واستبشرت السموات والأرض وراق العيـــش و زهـق الباطل وانـدحـــــرْ
و حليمـــة السعـديـــة نالـــت شـــرف الرضاعة فدرَّ الضرع وأنهمر المطرْ
و قــد تولـى الإله تربيتــه وأصطنعــه لنفســــه فصانــه مـن الضياع والهدرْ
فهو النبــي الأمـيـــن وهـو الصـــدوق قاسى الشدائـــد مـن أجلنــا و صبــــرْ
اختارتـــه الحبيـبـــة الكبرى خـديجــة فكانــت المعينة في الحضرْ و السفـــرْ
فهنيئـــاً لهـــا فقــــد نــالـــت مــن الله الســـلام على لســان جبريـل بكل فخرْ
فسبحان خالقه شرّفَ بـــه الـــوجــود وخصه بالوسيلة والشفاعـة ليـوم حشْر
و جبــراً لخاطره أسرى بــه مـــولاه وإلى ســـدرة المنتهـى رقـى و تصـدَّرْ
و مكـــة تعـظيـــمـاً لجنابـــه جعـلــت قبلــــةً بعــد أن أُخْـــرٍجْ منهــا بقهــــرْ
و طيبــة طابــت لمـقـدمــــه فكــانــت المسكن والمنبر وفيهـــا أشــرف قبـــرْ
و الأرض جعلت له طهراً و مسجــداً و بــالرعـــب نُصِـــرْ مسـافــة شهـــرْ
فهـــو الرؤوف و هـو الرحيــم حـــن إليـــه الجـــذع وانســاقت له الشجـــرْ
آمـــن بـــه الضــب واشتكـــى إليـــه الجـمــــــل وســلَّــــمْ عليـه الحـجــــرْ
هـــذا الــــذي نبع الماء من أصابعـــه فســقـــى الجيـــش ماءً زلالاً منهمـــرْ
و كلمـــه ذراع الشـــاة بعـد نضجـــه و كـــذا الـذئب و انشــق لــه القـمـــرْ
يا رب عُبَيـْـدُكَ ابن احمد عــن ســرد فــضــاـــل الهـــادي عجـــز وتعثـــرْ
فـــلا تخيـــب رجـــاه و بلغــه منــاه وكــذا شفــاعة طه ورفقته ومنك اكثرْ
و والديــه وذريتـــه والمسلمين جمعاً من آمــن بــأحمــد وسبــح الله و كبَّــرْ

مكة المكرمة 20/2/1425هـ

محمد النور الذي به أرى

يـــا فتــى لا تسلـنـــي مـــن أنـــا فأنـــا ابـــن سـلالـة غرقى الهــوى
في حــب مــن بــالمدينــة قبــــره محمـــد المختـــار خيـــر الـــورى
إن غـــاب حِبِّـــي عــن خاطــري فقـــد حُـرِمْـــتُ والله لذيذ الكـــرى
و داهمتــنـــــي همـــوم و أسقــام تشخيـصـها على الطبيـــب تعَـــذَّرا
هــو لفـــؤادي حياتـــه ونبــضـــه هــــو الـنـــور الـــذي بـــــــه أرى
هـــو للجـســـم العليــل تريــاقـــه على الأرض كان أو تحت الثــــرى
هــو ابــن عبــــد الله هـــو ابــــن آمنـــة مــن بــه في الجنــة تصـدَّرا
هــو الطـبيــب هــو الرفيــق لــي بذكـــره دمي بعــد توقـــفٍ جَـــرى
بـــــه الـتــجـــــأت إلـــــــــى الله ونلــت منيـتـــي وكـــل عسر تيسرا
يا لائــمــي فـــي مــدحــه مهـــلاً فلومك حِقـــْدٌ وحجتك زُوراً وُمْنكَرا
أمــا علمــت أن بمولـــده أشـــرق الكـــون نـــوراً فسبحان من صَوَّرا
وغــردت الطيــور في أوكارهـــا وفاح عبير من المسك في أُم القُرَى
وتعالت الهواتف طرباً واستبشـاراً بأصـــواتٍ تُسْمَـــعْ ولا مـنْ يُـــرَى
تـقــول ولــد الحبيـــب محـمـــــداً نبيـــاً مـــرســـلاً نذيـــراً و مبشــرا
اللهُ بــاهـى بـــه ملائكـــة السمـــا فيـــا سعـد من صلى عليه وأكثـــرا
يا مُـــدَّعِــي الحب هِـــمَّ بِـــزَوْرةٍ إن لــم تَــزُرْ فــذاك هــو التَّكَبُـــــرا
طُوبَى لم شَدَّ الرَّحْلَ قَاصِداً شرف الوقوفُ تجاه ذاك الضريحِ مُوَقِّــــراً
ربـــــاه عُبَـيْـــدُكَ ابـــن أحــمــــد يـرتجي سماح عفوكَ عَمّـــا جَـــرَى
و لـــوالـــديـــه و ذريتــه و مـــنْ بنهـــج المختــار تمسَّكْ فعلاً ومَفْخَرا
و امــنــن علــى الكـــل بشفاعـــةِ الهـــادي واجعل الحســابَ مُيَسَّــــرا
و صـــل و سَلِّـــمْ علـــى النـبـــي الهادي محمد خير مــن وطـئ الثّرَى

مكة المكرمة 30/3/1425هـ

شدّ الرَّحيل لزيارة خير الورى عليه السلام

شــددت رحلي قاصـــداً حبيبي ( أحمــد ) سيد الأنــامــا
ومطيتي كادت تطيــر شوقـــــاً لــــولا شَـــدِّي للزمامـــا
منظــــرٌ مهيــــبٌ تجـــلَّـى عــــن بُعـــــــدٍ واستقــامـــــا

إنّهـــــا القبـة الخضــراء أشرقــــت في حَلـــكِ الظلامــا
بشــعــاع مــن نـــــور النبــــوة ســـاطـــــع بـاحتكــامـــا
و طيبـــة بــدت والهيبــــة في سمائهـــا تعلـــــو الغمامــا
جبــــالهــا قصــورٌ شامخاتٌ وتربتهــا تشفـــي السِّقــامــا
اختــارها الله موطنــاً لرسولــــه وصحابتــــه العظــامـــا
و مــن جنـة الخلـد روضـةٌ جُعِلَـــتْ فيـهـا تشريفاً للمقاما
فيهــا تُـنَــزَّلُ رحمـــات ربي و تُنـالُ العطايــا الجسامــــا
يــا زائراً بُشْــــرَاكَ فقاصــد ( محمـــد ) حـاشا يُضَامـــا
فطيبــةٌ مأثورةٌ مَــنْ زارهـــا عاد و قــــد نــال المرامـــا
فيا من قَصَدْتَ القُرْبَ أَكْثِـــرْ مــن الصلاة عليه والسلاما
علــى الحبيــــب المختــــار رســـول الله ابـــن الكرامــا
وتجــاه ذاك القبـــر الشريـــف في خشـوعٍ اطل القيامـــا
وردد يـا رسول الله عليـك الصلاة مـن الله و الســـلامـــا
و أنــــا عُبَيـْـدُكَ الظالم لنفســـه و ذنوبــي جُلَّهــا عِظَامــا
مستغفراً مــولاي أرجـــو الوسيلة وشفاعتك يوم الزحاما
ولِكُلِّ ضَيْفٍ قِرَىَ ونحـن الضّيُوف يا رسول الله والخدّاما
لــك الله يـــا علم الهُــــدَى حاولت مَدْحَك فتعذَّرَ الكلامـــا
يا خالقي عُبيْـــدُك ابــن أحمـــد مقيداً بالمعاصي والآثامــا
فبمن أقسَمْـــتَ بِعُمْرِهِ يرجوك صرف الأذَى عنه والآلاما
و لــوالـــــديه وذريته ومن بنهج أبو البتول لــه التــزامــا
يــا رب غفـــران مــا مضــى و كفـــايــة شــــرّ اللئامـــا
و شربــةً هنيئــةً ورفـقـــة النبــي ( محمـــد ) الإمـــامـــا
وصلاة الله تغشى المصطفى والآل والصحب مَدَى الأياما


مكة المشرفة الجمعة 16/4/1425هـ

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:15
سمط الدرر

في أخبار مولد خير البشر وماله من أخلاق وسير

للإمام علي بن محمد بن حسين الحبشي

الصلاة الأولى
ما لاح في الأفق نور كوكب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
الفاتــح الخاتـــم المـقـــــرب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
المصطفـى المجتبى المحبـب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
ما لاح بــدرٌ و غاب غيهـــب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
ما ريح نصـرٍ بالنصر قد هب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
ما سارت العيسُ بطن سبسب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
وكــل مـن للحبيـــب ينســــب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
وكـــل مـن للنبـــي يصحــب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
و اغفر وسامح من كان أذنـب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
وبلـــغ الكـــل كـــل مطلـــب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
واسلــك بنـا رب خير مذهـب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
واصلح وسهــل ما قد تصعب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
أعلى البـرايا جـاهـا وأرحـب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
أصــدق عبــدٍ بالحـقِ أعــرب يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
خير الورى منهجــاً وأصـوب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
ما طيــــر يُمنٍ غنَّى فأطــرب
يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
الصلاة الثانيــــة
أشرف بدرٍ في الكون أشرق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
أكرم داعٍ يدعوا إلى الحـــق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
المصطفى الصادق المصـدق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
أحلى الــورى منطقاً وأصدق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
أفضــل مـــن بالتقــى تحقـق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
من بالسخــا و الوفـــاء تخلـق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
واجمـــع من الشمل ما تفرق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
و اصلــح وسهل ما قد تعوق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
و افتـــح من الخير كل مغلق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
وآلـــه ومـن بالنبـــي تعلــــق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
وآلــه ومن للحبيــب يعشـــق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
و مــن بحبـل النبـــي توثـــق يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد
يــا رب صــــل عليـه وسلــم يَا رَبِّ صَـلِّ عَلـَى مُحَمَّـد

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:15
قصيدة للشيخ جمال الدين الصرصري

محمد المبعوث للنــاس رحمةً يشيِّد ما أوهى الضلال ويصلح
لئن سبَّحت صُمُّ الجبـال مجيبةً لداود أو لان الحديـد المصفح
فإن الصخور الصمَّ لانت بكفه وإن الحصــا في كفه ليُسَبِّح
وإن كان موسى أنبع الماء بالعصا فمن كفه قد أصبح المـاء يَطفح
وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعةً سليمان لا تألـو تروح وتسرح
فإن الصبـا كانت لنصر نبينا ورعبُ على شهر به الخصم يكلح
وإن أوتي الملكَ العظيم وسخِّرت لـه الجن تسعى في رضاه وتكدح
فإن مفاتيح الكنــوز بأسرها أتته فرَدَّ الـــزاهد المترجِّح
وإن كـان إبراهيم أُعطي خُلةً وموسى بتكليم على الطور يُمنح
فهـذا حبيب بل خليل مكلَّم وخصِّص بالرؤيا وبالحق أشرح
وخصص بالحوض الرَّواء وباللِّوا ويشفع للعـاصين والنار تَلْفح
وبالمقعد الأعلى المقرَّب نــاله عطـــاءً لعينيه أَقرُّ وأفرح
وبالرتبة العليـا الوسيلة دونها مراتب أرباب المواهب تَلمح
ولَهْوَ إلى الجنات أولُ داخلٍ لــه بـابها قبل الخلائق يُفْتَح

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:16
صلاة الله وسلامه على الهادي

الإمام الشيخ صالح الجعفرى

على الهادى رسول الله صلاة الله سَلام الله
للمختار قد زُرْنَا لدار الخلد قد جٍئنا
وشاهدنا رسولَ الله وفى الرّوضات صَلّينا
وبحر الحبَّ أمْواجا رأيتُ الناسَ أفواجَا
لحُبٍ فى رسول الله ودمع الشوق ثجّاجَا
وعطر النّدَّ فواحُ وفى رؤياه أفراحُ
وسامَحَهُم رسولُ الله وأهل الحبَّ قد باحوا
وجاء الخيرُ والبرُّ ولاح النّور والسرُّ
برؤياهم رسولَ الله وأهل الله قد قرّوا
وقد زاروا رسولَ الله حبيب الله يلقاهم
لمن للمصطفى زاروا وغفرانُ و أسرارُ
من الهادى رسول الله عليهم تبدو أنوارٌ
وأقمارُ الهدى هلّت جيوش النفس قد ولّت
لمن زاروا رسولَ الله وسحبُ الخير قد عمّت
إلى الخلاَّق بارينا وشمس الدين تَهدينا
أتينا يا رسولَ الله رسولُ الله داعينا
باقبال وإسعاد جمالُ المصطفى بادى
و شاهدنا رسولُ الله وعطرُ رَوَّحَ الوادى
بتوفيق بلا حجْب ونلنا غاية القرب
أبا القاسم رسولَ الله وزرنا سيدَ العُرْب
لدى المختار هاديها وهز الروحَ باريها
شهوداً فى رسول الله فنالت من أمانيها
وسلَّمنا على طه رياض الخلد نلناها
بإمدادٍ رسول الله وروح الحبَّ حَيّاها
على المختار ذى الذكر صلاةُ الله كالقطر
و آلٍ من رسول الله وصحبٍ سادةٍ غُرَّ
مديح المصطفى كرَّرْ متى ما الجعفرى حَرّرْ
بنورٍ من رسول الله ووجه الحبَّ قد نوّر

عبد اللطيف بوكرن
03-04-2006, 10:17
إمام المرسلين فداك روحي...
جديد

صالح بن علي العمري - الظهران


إمامَ المُرسلينَ فداكَ رُوحـي وأرواحُ الأئمةِ والدُّعــــاةِ
رسولَ العالمينَ فداكَ عرضي وأعراضُ الأحبّةِ والتُّقــاةِ
ويا علم الهدى يفديك عمري ومالي.. يا نبي المكرماتِ !!
ويا تاج التُّقى تفديك نفسي ونفسُ أولي الرئاسةِ والولاةِ
فداكَ الكون يا عَطِرَ السجايا فما للناس دونك من زكاةِ ..
فأنتَ قداســة ٌ إمَّـا استُحلّتْ فذاكَ الموتُ من قبل الممات!!
ولو جحد البريّةُ منك قــولاً لكُبّوا في الجحيم مع العُصاةِ
وعرضُك عرضُنا ورؤاكَ فينا بمنزلة الشهادةِ والصــلاةِ
رُفِعْتَ منازلاً.. وشُرحت صدرا ودينُكَ ظاهرٌ رغمَ العُداةِ
وذكرُكَ يا رســـولَ اللهِ زادٌ تُضاءُ بهِ أسَاريرُ الحَيَــاةِ
وغرسُك مُثمرٌ في كلِّ صِقع ٍ وهديُكَ مُشرقٌ في كلِّ ذاتِ
ومَا لِجنان ِ عَدنٍ من طريقٍ بغيرِ هُداكَ يا علمَ الهُــداةِ
وأعلى اللهُ شأنكَ في البَرَايا وتلكَ اليومَ أجلى المُعجزاتِ
وفي الإسراءِ والمعراج ِ معنى لقدركَ في عناقِ المكرماتِ
ولمْ تنطقْ عنْ الأهواءِ يوما وروحُ القدسِِ مِنكَ على صِلاتِ
بُعثتَ إلى المَلا بِرّاً ونُعمى ورُحمى.. يا نبيَ المَرْحَمَاتِ
رَفَعْتَ عن البريّةِ كلُّ إصرٍ وأنتَ لدائها آسي الأُســاةِ
تمنّى الدهرُ قبلك طيفَ نورٍ فكان ضياكَ أغلى الأمنياتِ
يتيمٌ أنقذ َ الدّنيا.. فقيــــر ٌ أفاضَ على البريّةِ بالهِبَــاتِ
طريدٌ أمّنَ الدنيـا.. فشـادت على بُنيانِهِ أيدي البُنَــاةِ..
رحيمٌ باليتيمة والأُسارى رفيقٌ بالجهولِ وبالجُنَاة ِ
كريمٌ كالسحابِ إذا أهلّت شجاعٌ هدَّ أركانَ البُغَاةِ
بليغٌ علّم الدنيــا بوحي ٍ ولم يقرأ بلوح ٍ أو دواةِ
حكيمٌ .. جاءَ باليُسْرى .. شَفيقٌ فلانتْ منهُ أفئدة ُ القُسـاةِ
فمنكَ شريعتي .. وسكونُ نفسي ومنكَ هويتي .. وسمو ذاتي
ولي فيكَ اهتداءٌ .. واقتفـاءٌ لأخلاقِِ العُلا والمَكْرماتِ
وفيك هدايتي .. وشفاءُ صدري بعلمكَ أو بحلمكَ والأناةِ
ومنك شفاعتي في يومِِ عَرْض ٍ ومن كفيّكَ إرواءُ الظُّماةٍ
ومنك دعاءُ إمسائي وصحوي وإقبالي وغمضي والتفاتي
رسولَ اللهِ قد أسبلتُ دَمْعــي ونزَّ القلبُ من لَجَجِ ِ البُغَاةِ
فهذي أمّــةُ الإسلام ضجّـتْ وقد تُجبى المُنى بالنائباتِ
هوانُ السيفِ من هُونِ المُباري ولِينُ الرمحِ من لِينِ القناةِ
وقد تَشفى الجسومُ على الرزايا ويعلو الدينُ من كيدِ الوشاةِ
وفي هزِّ اللواءِ رؤى اتحــادٍ ولمُّ الشمل ِ من بعد الشتاتِ
وقد تصحو القلوبُ إذا اسْتُفزّتْ ولَفحُ التَّارِ يوقظ ُ من سُبَاتِ
ألا بُترتْ روافدُ كلِّ فــضٍّ تمرّغَّ في وحــول ِ السيئاتِ
ألا أبْـلِغْ بَنِــي عِلمــــان عنّي وقد عُدَّ العميلُ من الجُنَــاةِ
أراكمْ ترقصونَ على أَســـانا وتَسْتَحْلون مَيْــلَ الغانيـــاتِ
وإن مسَّ العدوَ مَسيسُ قَرح ٍ رفعتمْ بيننا صوتَ النُّعــــاةِ
وإنْ عَبستْ لكم "ليزا"* خَنَعْتمْ خُنوع َ المُوفضينَ إلى مَنــاةِ
وإن ما هَاجتْ الشُبُهاتُ خُضْتمْ بألسنةٍ شِحاح ٍ فاجــــراتِ
"حوارُ الآخرِ " استشرى فذبّوا عن المعصومِ ألسنةَ الجُفاةِ
وصوت "الآخرِ " استعلى فردّوا عن الهادي سهامَ الإفتئاتِ
رميتمْ بالغلو دُعــــاة ديني فهل من حُجّةٍ نحو الغُلاة
أكُـــرّارٌ على قومي كُمــــاةٌ وفي عينِ المصيبةِ كالبناتِ
ومن يرجو بني علمـــان عونــاً كراجي الروح ِ في الجسـدِ الرُّفات
رسولَ الحُبِّ في ذكراك قُربى وتحتَ لواكَ أطواقُ النجـــاةِ
عليك صلاةُ ربِّكَ ما تجلـّـــى ضياءٌ .. واعتلى صوتُ الهُداةِ
يحارُ اللفظُ في نجواكَ عجـزا وفي القلب اتقادُ المورياتِ
ولو سُفكــتْ دمــانا ما قضينا وفاءك والحقوقَ الواجبــاتِ

* ليزا: كوندليزا رايز

المختار
06-04-2006, 00:43
جزاك الله بخير اخي الفاضل

عبد اللطيف بوكرن
13-04-2006, 13:29
و أنت من أهل الجزاء