MALIKA B
23-05-2010, 14:19
مقابل مواقف تؤكد على أهميتها في التسامح والانفتاح
جماعة إسلامية محظورة تهاجم "حمى" المهرجانات بالمغرب
تهافت الدولة على المهرجانات
ديبلوماسية فنية موازية
المغرب يشهد العديد من المهرجات خلال فصل الصيف
الرباط ـ حسن الأشرف
هاجمت جماعة العدل والإحسان، أحد أكبر التنظيمات الإسلامية بالمغرب، ما أسمته "حمى" المهرجانات الفنية بالبلاد لكونها "تساهم في انهيار القيم وتقهقر الذوق الجمالي الذي يعرفه المجتمع المغربي خاصة في صفوف الشباب، واعتبرتلك الجماعة المحظورة أن تلك المهرجانات المتزايدة ـ التي تبدأ خلال الفترة الحالية وتمتد عبر فصل الصيف كله ـ تستهدف هوية الأمة ودينها وتؤدي إلى تفتيت الأخلاق والقيم، على حد تعبير بيان الجماعة.
وانتقدت ما قالت إنه "صمت" بعض العلماء والمؤسسات العلمية عن ما وصفته بـ "السياسة الثقافية التمييعية" التي تضرب في الصميم معاني الحياء والحشمة والعفة وفضائل الأخلاق التي أمر بها الشرع وتميز المجتمع المسلم والدولة المسلمة".
بالمقابل، أكد أحد المنظمين أن المهرجانات الفنية تهدف بالأساس إلى الانفتاح على الآخر وتشجع على قيم التسامح والحق في الاختلاف، وأن المغرب صار محجا لأبرز النجوم لكونه اكتسب مصداقية عالية في تنظيم المهرجانات على مستوى عال من الدقة والحرفية.
تهافت الدولة على المهرجانات
واعتبر بيان جماعة العدل والإحسان أن الترويج الرسمي للبعد الترفيهي للمهرجانات الغنائية يخفي القوة الضاربة للتأثير النفسي والاجتماعي الذي تملكه هذه الوسائل الفنية، مضيفا أن لهذه المهرجانات "قدرة خارقة على تفتيت الأخلاق والقيم وتشويه الهويات والانشغال عن الذات وهمومها وحقوقها".
وجاء في موقف الجماعة أن هذه المهرجانات المتناسلة بشكل كبير تساهم في " الترويج لنمط ثقافي بلا ثوابت إلا الالتزام بالخط السلطوي، في حين يكون الإقصاء والتهميش نصيب من لم ينسجم مع هذا الخط".
وتكرس المهرجانات الفنية، وفق الجماعة الإسلامية، الضياع والتشرذم واليأس لدى المواطن المغربي، وتفضي به إلى جلد الذات والانسلاخ عنها، مما يولد شللا يكرس ظواهر ثقافة الهزيمة التي تعيق كل محاولات النهوض.
وأوضح بن سالم باهشام، عضو الهيئة العلمية التابعة لجماعة العدل والإحسان، أن المغرب لا ينظم سوى المهرجانات الفنية التي تشجع على الرقص والفسق، ولا تجربة لديه في تنظيم مهرجانات هادفة ونموذجية مثل حال بعض بلدان المشرق العربي مثل الإمارات وغيرها.
وزاد باهشام في حديث لـ"العربية.نت" أن الأغنياء وذوي النفوذ في المغرب ضاق بهم الحال في قصورهم، فأرادوا تعميم هذه الحفلات الهابطة على المواطنين في المجتمع.
وذكر بالمأساة الإنسانية التي عرفها مهرجان موازين الدولي السنة المنصرمة، حيث توفي عدد من متابعي إحدى الحفلات الفنية بالرباط، مشيرا إلى أن الدولة "تتمادى في غيها وما تزال مصرة على تنظيم مثل تلك المهرجانات بدعوى جلب الجمهور والسياح والأموال".
وانتقد صمت بعض العلماء على تهافت الدولة على تنظيم عشرات المهرجانات الفنية بالمغرب، مردفا أنه يجب على العلماء عدم الاكتفاء بالتصريحات.
ديبلوماسية فنية موازية
لكن موقف الجماعة المناهض لتنظيم مهرجانات فنية تهدم هوية المجتمع المغربي ومقوماته الدينية تعارضه جهات أخرى ترى بأن حسنات هذه المهرجانات لا تعد ولا تحصى، ومنها بث حيوية فعالة وضخ دماء جديدة في شرايين المجتمع وخاصة فئة الشباب.
ويعتبر هؤلاء أن المهرجانات تشكل فرصة للتلاقي ونشر قيم الفرجة وثقافة التلاقي بين مختلف الأجناس والأعراق والديانات، الأمر الذي يجعل من هذه المهرجانات مناسبة لتصالح الشباب مع هويته الذاتية والمجتمعية، فضلا عن كونها ديبلوماسية فنية وثقافية موازية لها إشعاعها ونتائجها الطيبة.
وبالنسبة لعزيز داكي، المدير الفني لمهرجان موازين الدولي، فإن المهرجانات الفنية التي تشهدها البلاد، خاصة ذات الطابع الدولي منها، تجسد إيمان المغرب بضرورة نبذ الانغلاق على النفس والتحجر على الذات، باعتبار أن الانفتاح على الآخر والتعاطي معه رغم الاختلاف يتيح العديد من المزايا للأفراد والمجتمع على السواء.
وزاد داكي بأن مهاجمة تنظيم المهرجانات الفنية والدعوة إلى منعها أمور تجانب الصواب، لكون المغرب عُرف عالميا بانفتاحه على الغير، وبأنه مشهود له بكونه أرض التسامح والتعايش والتلاقي وقبول الآخرين رغم الاختلاف.
وأكد المتحدث بأن نجوم الغناء في العالم ـ من قبيل سنتانا وستينغ وإلتون جون وبيبي كينغ، ونجوم عرب مثل تامر حسني وماجدة الرومي وغيرهم كثير ـ يأتون إلى هذه المهرجانات بتلقائية دون اعتراض منهم لكونهم عرفوا من خلال نجوم آخرين سبق لهم الحضور بأن المغرب فعلا أرض التلاقي والتسامح.
جماعة إسلامية محظورة تهاجم "حمى" المهرجانات بالمغرب
تهافت الدولة على المهرجانات
ديبلوماسية فنية موازية
المغرب يشهد العديد من المهرجات خلال فصل الصيف
الرباط ـ حسن الأشرف
هاجمت جماعة العدل والإحسان، أحد أكبر التنظيمات الإسلامية بالمغرب، ما أسمته "حمى" المهرجانات الفنية بالبلاد لكونها "تساهم في انهيار القيم وتقهقر الذوق الجمالي الذي يعرفه المجتمع المغربي خاصة في صفوف الشباب، واعتبرتلك الجماعة المحظورة أن تلك المهرجانات المتزايدة ـ التي تبدأ خلال الفترة الحالية وتمتد عبر فصل الصيف كله ـ تستهدف هوية الأمة ودينها وتؤدي إلى تفتيت الأخلاق والقيم، على حد تعبير بيان الجماعة.
وانتقدت ما قالت إنه "صمت" بعض العلماء والمؤسسات العلمية عن ما وصفته بـ "السياسة الثقافية التمييعية" التي تضرب في الصميم معاني الحياء والحشمة والعفة وفضائل الأخلاق التي أمر بها الشرع وتميز المجتمع المسلم والدولة المسلمة".
بالمقابل، أكد أحد المنظمين أن المهرجانات الفنية تهدف بالأساس إلى الانفتاح على الآخر وتشجع على قيم التسامح والحق في الاختلاف، وأن المغرب صار محجا لأبرز النجوم لكونه اكتسب مصداقية عالية في تنظيم المهرجانات على مستوى عال من الدقة والحرفية.
تهافت الدولة على المهرجانات
واعتبر بيان جماعة العدل والإحسان أن الترويج الرسمي للبعد الترفيهي للمهرجانات الغنائية يخفي القوة الضاربة للتأثير النفسي والاجتماعي الذي تملكه هذه الوسائل الفنية، مضيفا أن لهذه المهرجانات "قدرة خارقة على تفتيت الأخلاق والقيم وتشويه الهويات والانشغال عن الذات وهمومها وحقوقها".
وجاء في موقف الجماعة أن هذه المهرجانات المتناسلة بشكل كبير تساهم في " الترويج لنمط ثقافي بلا ثوابت إلا الالتزام بالخط السلطوي، في حين يكون الإقصاء والتهميش نصيب من لم ينسجم مع هذا الخط".
وتكرس المهرجانات الفنية، وفق الجماعة الإسلامية، الضياع والتشرذم واليأس لدى المواطن المغربي، وتفضي به إلى جلد الذات والانسلاخ عنها، مما يولد شللا يكرس ظواهر ثقافة الهزيمة التي تعيق كل محاولات النهوض.
وأوضح بن سالم باهشام، عضو الهيئة العلمية التابعة لجماعة العدل والإحسان، أن المغرب لا ينظم سوى المهرجانات الفنية التي تشجع على الرقص والفسق، ولا تجربة لديه في تنظيم مهرجانات هادفة ونموذجية مثل حال بعض بلدان المشرق العربي مثل الإمارات وغيرها.
وزاد باهشام في حديث لـ"العربية.نت" أن الأغنياء وذوي النفوذ في المغرب ضاق بهم الحال في قصورهم، فأرادوا تعميم هذه الحفلات الهابطة على المواطنين في المجتمع.
وذكر بالمأساة الإنسانية التي عرفها مهرجان موازين الدولي السنة المنصرمة، حيث توفي عدد من متابعي إحدى الحفلات الفنية بالرباط، مشيرا إلى أن الدولة "تتمادى في غيها وما تزال مصرة على تنظيم مثل تلك المهرجانات بدعوى جلب الجمهور والسياح والأموال".
وانتقد صمت بعض العلماء على تهافت الدولة على تنظيم عشرات المهرجانات الفنية بالمغرب، مردفا أنه يجب على العلماء عدم الاكتفاء بالتصريحات.
ديبلوماسية فنية موازية
لكن موقف الجماعة المناهض لتنظيم مهرجانات فنية تهدم هوية المجتمع المغربي ومقوماته الدينية تعارضه جهات أخرى ترى بأن حسنات هذه المهرجانات لا تعد ولا تحصى، ومنها بث حيوية فعالة وضخ دماء جديدة في شرايين المجتمع وخاصة فئة الشباب.
ويعتبر هؤلاء أن المهرجانات تشكل فرصة للتلاقي ونشر قيم الفرجة وثقافة التلاقي بين مختلف الأجناس والأعراق والديانات، الأمر الذي يجعل من هذه المهرجانات مناسبة لتصالح الشباب مع هويته الذاتية والمجتمعية، فضلا عن كونها ديبلوماسية فنية وثقافية موازية لها إشعاعها ونتائجها الطيبة.
وبالنسبة لعزيز داكي، المدير الفني لمهرجان موازين الدولي، فإن المهرجانات الفنية التي تشهدها البلاد، خاصة ذات الطابع الدولي منها، تجسد إيمان المغرب بضرورة نبذ الانغلاق على النفس والتحجر على الذات، باعتبار أن الانفتاح على الآخر والتعاطي معه رغم الاختلاف يتيح العديد من المزايا للأفراد والمجتمع على السواء.
وزاد داكي بأن مهاجمة تنظيم المهرجانات الفنية والدعوة إلى منعها أمور تجانب الصواب، لكون المغرب عُرف عالميا بانفتاحه على الغير، وبأنه مشهود له بكونه أرض التسامح والتعايش والتلاقي وقبول الآخرين رغم الاختلاف.
وأكد المتحدث بأن نجوم الغناء في العالم ـ من قبيل سنتانا وستينغ وإلتون جون وبيبي كينغ، ونجوم عرب مثل تامر حسني وماجدة الرومي وغيرهم كثير ـ يأتون إلى هذه المهرجانات بتلقائية دون اعتراض منهم لكونهم عرفوا من خلال نجوم آخرين سبق لهم الحضور بأن المغرب فعلا أرض التلاقي والتسامح.