مشاهدة النسخة كاملة : أسطول الحرية وأدعياء الحرية



إسلامية الفاروق
31-05-2010, 09:03
أسطول الحرية وأدعياء الحرية [ 30/05/2010 - 09:41 ص ]


من الناحية المهنية الصّرف يعتبر «أسطول الحرية» قصة إعلامية مئة بالمئة. فالمشهد أشبه بالدراما التي تجذب ملايين بل مئات الملايين من المشاهدين من مختلف الشعوب, إن فصولها مستوفاة لأن تكون عملاً روائياً على المستوى الإنساني.
800 رجل وامرأة, من أكثر من 40 دولة, بينهم نواب ووزراء وسفراء سابقون يستقلون 9 سفن انطلقت من موانئ مختلفة وهي تحمل الدواء والغذاء والاسمنت لتصطف في موكب بحري واحد يسعى إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة منذ أكثر من عامين, إنه أسطول الحرية الذي يحمل دلالات إنسانية وسياسية عميقة.
وفي الجهة المقابلة من المشهد, هناك قوة الاحتلال الإسرائيلي التي قررت اعتراض «أسطول الحرية» بسفن حربية تريد أن تتحدى إرادة الرأي العام الحر في دول العالم التي تناهض الحصار على غزة, سفن دولة تتبع أسلوباً واحداً ضد الشعب الفلسطيني منذ احتلال القطاع والضفة قبل 43 عاماً, إنه أسلوب القوة العسكرية والبطش والقتل والحصار والسجون والمعتقلات.
وفيما تُعِدّ "إسرائيل" نفسها لإفشال المهمة الإنسانية بأسطولها البحري, فإنها أعدت في الوقت نفسه معسكر اعتقال في أسدود على الشاطئ الفلسطيني المغتصب لاعتقال نشطاء الحرية الذين جاءوا على ظهر الأسطول.
كل هذه الصور تؤكد أننا أمام قصة إعلامية على المستوى العالمي, لكن ما يجري بالفعل هو غياب أي تغطية إعلامية بمستوى الحدث. سواء من قبل الإعلام الأوروبي أو الأمريكي والآخرين بمن فيهم الفضائيات العربية, مع استثناء وحيد وهو دور «الجزيرة» التي تتواجد في موقع الحدث وتواكبه من على ظهر «أسطول الحرية» وهذا ما تستحق الإشادة عليه. لأنها كانت دائما تُتَّهَم (باللامنهجية) والإثارة من قبل الجهات الإعلامية نفسها التي تطفئ اليوم أضواءها عن تغطية رحلة «أسطول الحرية», وكذلك الفضائية التركية الناطقة بالعربية التي تغطي تحرك الأسطول في بث مستمر ومباشر.
الصحافيون والإعلاميون في هذا الجزء من العالم طالما اتخذوا من «حرية الإعلام» في دول الغرب مثالاً وحجة للضغط على حكوماتهم من أجل تحقيق مكاسب أكبر لحريتهم الإعلامية. لكن حدث ما يكفي من الأحداث والوقائع في القدس وقطاع غزة لإثبات هذا الغياب الملحوظ للإعلام الغربي عن تغطية جرائم الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته ضد الفلسطينيين. وحتى بعض وكالات الأنباء الغربية سجلت تغطيات محدودة بالصورة والخبر, لمسلسل الاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي, وكذلك عمليات الاستيطان في المدينة المحتلة.
هل يمكن وصف هذا التجاهل الإعلامي الغربي للأحداث التي تتعلق بجرائم "إسرائيل" واحتلالاتها بأنه انحياز لتل أبيب واللوبي الصهيوني المساند لها, والمسيطر برأسماله على معظم وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وأوروبا, أم أنه تعبير عن عداء متأصل, قائم على بقايا ثقافة عنصرية استعمارية ضد كل ما هو عربي ومسلم!?
لو أن باخرة واحدة تابعة لأنصار البيئة «الخضر» تحركت للاحتجاج في استراليا أو أمام جزر الكناري لرأينا تغطية إعلامية أفضل بكثير مما يستحق أسطول الحرية. ومن المؤسف القول, إننا لم نر «المهنية» وحشود الإعلاميين في منطقتنا, إلا إذا كان هناك حفلة دماء وتدمير وقتل. فهم كانوا أمام الدبابات التي غزت العراق وخلف مرابض المدفعية الإسرائيلية أثناء العدوان على غزة, لكن لا اثر لهم يذكر في اكبر مشهد دولي سلمي مدني يرفع شعار الحرية لكسر الحصار. إنه إعلام تتجسد هويته يوما بعد آخر (كأدعياء للحرية) عندما يتعلق الأمر بتعرية "إسرائيل".

أشرف
31-05-2010, 09:53
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي حماس

حسبنا الله ونعم الوكيل

الكل على أرض هذه البسيطة انقلب رأسا على عقب

يروج للفسادبكل أنواعه وفي المقابل يقمع ويضطهد الشرفاء في العالم

نسأل الله الفرج آمين