مشاهدة النسخة كاملة : في معركة القادسية انظر ما وقع



المختار
09-04-2006, 23:13
في معركة القادسية ، وفيما المسلمون في أعلى حالات التأهب والاستعداد ، وقائدهم الأغر سعد بن أبي وقاص (أحد العشرة المبشرين بالجنة) ، مضطلع بهكذا خطب ، ومهموم بهكذا جلل ، يشكو في الوقت ذاته مرضا ألم به ، لتتكامل عليه وله الأجور من كل ناحية ..!
فهمٌ في القلب ، ووجع في الجسد ، واضطلاع بالخطب ! أقول وفيما هو والجمع كله على هذه الحالة من الغبرة والشعث ، يؤتى بأبي محجن الثقفي يُقاد لسعد لشربه الخمرة ..!
وأين سعد من هكذا حالة تعتبر ثانوية قبالة بيضة الإسلام ، وثغره الشرقي ، والذي إن أُستبيح اليوم فليغسل المسلمون أيديهم من كل شرق للأرض بعدها ..!
لكنه حد الله ، فيأمر سعد بحبسه ، حتى تستقيم الحالة ، ويخف الكرب ..!
ويُحبس أبو محجن الثقفي في خيمة سعد ، حتى يقضي الله للمسلمين الخيّرة من أمرهم !
وجاء اليوم المرتقب ، واصطفت العساكر ، عساكر الرحمن ، وعساكر الشيطان ، وتعالى التكبير ، وتقعقعت السيوف ، وسُمع الصهيل ، وتعالت الصيحات من كل جانب : يا خيل الله اركبي ..!
وأبومحجن الثقفي يسمع هذا كله ، وهو الغضنفر العربي ، والأسد الإسلامي ، فتهيج روحه ، ويطيش عقله ، وهو في قيده يرسف كالأسد حيل بينه وبين عدوه ..!
تحمر وجناته ، ويتشاعث شعره ، ويهدر فمه ، ويتقاطر لعاب الغضب من بين ثناياه ، لُمس الزند فاشتعل ، فُتح السد فانهمر ، ياااااااخيل الله اركبي ..!
أينك يا سعد ..؟!
يااااسعد ...؟!
يااااسعد ..؟!
لكن لا سعد هنا ، فخال رسول الله يدير القادسية ..وما أدراك مالقادسية ..؟!
حسناً ..هناك حل ..!
ياسلمى "زوجة سعد " ..!
يااااااسلمى ..!
تأتيه سلمى زوج سعد : مالك يا أبا محجن ..؟!
فيصيح كالمهبول المجنون : نشدتك الله ياابنت الأكرمين أنت والنساء عندك إلا ما حللتن قيدي لألقى أعداء ربي ، ولكُنّ عهد الله وميثاقه وأغلظ أيمانه إلا ما عدت لقيدي إن لم يكتب الله لي شهادةً ..!
تتردد زوجة سعد والنسوة حولها ثم تسأله : كيف لك الوصول لأرض المعركة وهي قد بدأت ..؟
فيجيبها وهو العالم بمرض سعد : أين البلقاء فرس سعد ؟!
فتجيبه : بالجوار ..!
فيقول أبو محجن : أركبها غفر الله لك ..!
وتفتح النسوة لأبي محجن الأقفال ، فينطلق كـأنه انطلق لعروس أرض ، وفاكهة صيف ، وسلسبيل قيظ ، لا كأنه يسير إلى الموت الأحمر ، والوطيس الأشعل ..!
وينطلق على فرس سعد وسيفه بيده يهزه ، ولسانه يصرخ : الــلـه أكبر ..الله أكبر ..الله أكبر ..!

فعجت‏ بقلبي دماء الشباب *** وضجت‏بصدري رياح اخر.

ويدخل المعركة يزيل الرأس عن هام هذا ، ويطأ عنق هذا ، ويخلص مسلماً من ذاك ..!
وسعد يرقب المعركة لمرضه ، وإذا به يرى فرسه ، فيقول : الضرب ضرب أبي محجن ، والكرُ كر البلقاء ..!
وفيما المسلمون كلهم قلب أبي محجن ، ينطلق أبطالٌ شباب إلى خيمة قائد الفرس "رستم " ، لسان حالهم : لا نجونا إن نجا ..! ولسان شجاعتهم : اقتلوني ومالكاً أو اقتلوا مالكاً معي ..!
وفيما الفُرس في كر وفر ، إذا هم برأس "رستم" – رامسفيلد زمانهم- على أعلى الرماح في وضح الشمس ، فعن أي شيء تدافعون يا فُرس ..؟!
فينهزم الفرس ، وينتصر المسلمون ، وتصير الطرق أمامهم إلى المدائن عاصمة الفرس مفتوحة لا يردها إلا مشيّهم ..!
ويأتي البطل أبو محجن مسلما نفسه لسعد بعد نهاية المعركة ..!
فيصيح سعد فرحاً بما صنع : والله لا أحدك بعد بلائك ...!
ويصيح أبو محجن : والله لا شربتها بعد يومي هذا ....!

بنت الشام
17-05-2006, 09:59
شكرا جزيلا على القصه الرائعه

سلمت يداك وسلمت من كل سوء

بارك الله فيك