مشاهدة النسخة كاملة : الأسد: دعمنا لحزب الله وحماس لا يعني أننا نحبهما



توفيق
09-06-2010, 15:16
الأسد: دعمنا لحزب الله وحماس لا يعني أننا نحبهما


.....


قال الرئيس السوري بشار الأسد إن التحدي الأكبر الذي يواجه سورية هو المحافظة على علمانية المجتمع كما هو اليوم، مؤكدا أن الحكومة علمانية، وهناك تنوع ثري في بلاده «لكن لا يمكن البقاء بمعزل عن المشكلات التي تحيط بنا». وشرح ذلك بقوله في مقابلة أذيعت مساء الخميس في الولايات المتحدة مع تشارلي روز في شبكة تلفزيون الكابل شبه الحكومي في واشنطن «بي بي إس»: «إذا كانت لديك طائفية في العراق في الشرق، وطائفية في لبنان غرب حدودك، وليس لديك اتفاق سلام، وهناك إرهابيون يهيمنون على المنطقة، فلا بد أن يؤثر ذلك عليك في يوم من الأيام، وستدفع الثمن».
وأقر الرئيس السوري ردا على سؤال بوجود تناقض بين علمانية الدولة السورية وحلفائها الإسلاميين قائلا «هذا حقيقي، لكن الشيء الذي لا يفهمونه في الغرب خاصة في الولايات المتحدة، هو أنني عندما أدعمك فإن ذلك لا يعني أنني أحبك أو أتفق معك، وإنما ذلك لأنني أؤمن بقضيتك، وهناك فرق بين الاثنين، وربما لو لم تكن هناك قضية لكانت العلاقة أو الحوار مختلفا. فنحن لا ندعم منظمات وإنما ندعم القضية الفلسطينية، وحماس تعمل من أجل هذه القضية، ونفس الشيء بالنسبة إلى حزب الله الذي يعمل للقضية اللبنانية ونحن ندعمها وليس حزب الله، لكن حزب الله هو إحدى الأدوات، وهذا ما يجب أن يفهموه في الغرب».

وردا على سؤال حول القوى والتحالفات الجديدة في المنطقة والعلاقة المتصاعدة بين تركيا وسورية، بينما كان يقال في ديناميكيات المنطقة إن مصر تقليديا لديها أكبر جيش، وإيران ظهرت قوة إقليمية بعد 1979، قال الأسد «التركيبة تغيرت في اتجاه إيجابي، كانوا يقولون إن مصر بلد كبير، وسورية بلد صغير لكنها تلعب دورا أكبر من حجمها، وهناك قطر وهي بلد صغير جدا ولم يكن أحد يضعها في الخريطة السياسية.. الآن التركيبة تغيرت، لدينا الإرادة والرؤية والموقع الجيوسياسي». وشرح الرئيس الأسد ذلك بقوله «قطر لديها الإرادة والرؤية، تركيا لديها العناصر الثلاثة، فلديها الموقع الجيوسياسي (بلد كبير، واقتصاد قوي) والإرادة والرؤية. كانت تركيا قوية وكبيرة قبل 10 سنوات لكن لم تكن لديها الإرادة والرؤية، لذلك لم تكن تلعب دورا، لذلك تغيرت التركيبة. اليوم لديك إيران وتركيا وسورية وقطر، وقد عقدت قمة ثلاثية بين تركيا وسورية وقطر في إسطنبول حول السلام لأن الدول الثلاث شركاء في السلام. وهناك خريطة مختلفة لقضايا مختلفة. وكان لدينا اجتماع مع إيران للدفاع عن حقوقنا تجاه العدوانية الإسرائيلية، وفيما يتعلق بالعراق هناك تعاون تركي سوري إيراني».

وردا على سؤال حول علاقاته مع سعد الحريري رئيس الوزراء اللبناني الذي زار دمشق عدة مرات، وماذا قال له حول والده رفيق الحريري عندما جاء سعد إلى دمشق، قال بشار الأسد «في أول اجتماع قلت له: (عليك أن تكون صريحا بقدر الإمكان إذا كنت تعتقد أننا نقف وراء الاغتيال). وهذا ما حدث، لكن لم نتحدث عن الموضوع». وأضاف الأسد قائلا «إذا أردنا أن نبني علاقة فعلينا أن نكون صرحاء بعضنا مع بعض».

من جهة أخرى، قال الرئيس الأسد «إنه عندما تولى الرئيس الأميركي باراك أوباما مقاليد السلطة، كان هناك بعض التحسن، على الأقل في المناخ العام. وبكل وضوح كان هناك الكثير من الأمور الملموسة التي تتقدم بصورة بطيئة، لكن الاهتمام الرئيسي لهذه الإدارة الآن وللسيناتور جون كيري الذي زار سورية مؤخرا يتعلق بكيفية إعادة إطلاق عملية السلام». وأضاف أن «الرئيس أوباما يهتم بعملية السلام بصفة عامة، لكن المحادثات مع السيناتور كيري تتعلق بالمسار السوري. وأعتقد أن أساس المشكلة في المنطقة هو انعدام السلام».

وأضاف الرئيس السوري «إذا كان عليك الحديث بشأن المنطقة - وتعرفون أن هذه المنطقة هي قلب العالم من الناحيتين الجغرافية والسياسية - فعليك التحدث بشأن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة. أعتقد أن القضية الأساسية في هذه المنطقة هي الاحتلال، أو عندما تتحدث عن الصراع، فعليك الاحتكام إلى المنطق. المنطق الذي لدينا هو أن هناك أرضا محتلة. وفي الوقت نفسه لديك قرارات مجلس الأمن التي تذكر بكل وضوح بالحاجة إلى انسحاب إسرائيل من هذه الأراضي.. وإذا كنت سأتحدث إليه، فسأشرح له جميع التفاصيل في منطقتنا، لكنني سأحثه على التحرك بصورة أسرع للتوصل إلى السلام في المنطقة». وقال الأسد «إننا نتساءل حول ما هي الاستراتيجية التي تتبناها الولايات المتحدة تجاه الصراعات المختلفة، سواء العراق أو أفغانستان أو عملية السلام أو غيرها من الصراعات الرئيسية» وقال إنه يتحدث بشأن الإدارات المختلفة، وليس بشأن الإدارة الحالية، «فالسؤال هو: ما هي الاستراتيجية التي تتبنونها؟ إنهم فقط يضعون عنوان الاستقرار، والاستقرار هو هدف الجميع، والمرحلة النهائية التي تحل جميع المشكلات. لذا، تخفق الإدارات الأميركية في حل المشكلات. ويتعلق ذلك بما قلته بأن المنطقة تغيرت»، مضيفا أن «عليهم تبني نهج مختلف في المنطقة».

وقال الرئيس السوري أيضا إن الولايات المتحدة تلعب دور الحكم، لذا فلا يجب أن تنحاز إلى الإسرائيليين. ومنذ بداية عملية السلام، لم تكن الولايات المتحدة قط هي الحكم النزيه. عليها أن تكسب ثقة اللاعبين الآخرين. وفيما يتعلق بالعلاقات بين الولايات المتحدة وسورية، قال الأسد «إذا لم تكن لديك علاقة جيدة مع سورية، فكيف تستطيع سورية الاعتماد عليك بصفتك الحكم؟ لذا عليك تحسين العلاقات مع سورية».

وفيما يتعلق بسورية وتركيا والعراق وإيران، قال الرئيس السوري «ينبغي أن تكون لديك علاقات جيدة مع جيرانك، وهو الشيء الذي تعلمناه من تجربتنا على مدار العقود الماضية. لقد كانت هناك صراعات، سورية وتركيا، والعراق وتركيا، وغيرها من الدول. وما هو الشيء الذي حصلنا عليه؟ لا شيء. كنا نخسر على مدار عقود». وأضاف أن الاستقرار يبدأ بالعلاقات الجيدة. وتساءل عن السبب في أن بعض الأطراف في الولايات المتحدة تريد أن تكون سورية بعيدة عن إيران. وقال «لديهم صراع مع إيران، لذا فماذا يعني أن تضع سورية بعيدة عن إيران؟ يتحدثون في بعض الأحيان عن العلاقة بين العلاقات السورية الإيرانية والسلام، لكن ذلك ليس صحيحا ولا واقعيا، لأن إيران أيدت جهودنا لاستعادة أرضنا من خلال مفاوضات السلام عام 2008 عندما أجرينا مفاوضات غير مباشرة في تركيا». وقال إن الولايات المتحدة تسيء فهم المنطقة بكل تأكيد، وذلك في المقام الأول لأن لديها ثقافة مختلفة تماما عن الثقافة في المنطقة. وأضاف «عليك أن تفهم المجتمع والثقافة في هذه المنطقة وفي باقي أنحاء العالم، لكن في هذه المنطقة على وجه الخصوص لأنها أكثر تعقيدا من ذي قبل». وقال إنه لا يوافق على تفسير أميركا لما حدث بين إيران وتركيا والبرازيل على أنه مجرد محاولة من جانب إيران لتأجيل العقوبات.. «لديك بعض الريبة تجاه إيران، لكن العلاقات الدولية تهتم بالثقة والآلية. لديك الآلية، وهذه الآلية هي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولديك معاهدة حظر الانتشار النووي». وفيما يتعلق بالقول إنه إذا امتلكت إيران القدرة النووية أو السلاح النووي، فإن من شأن ذلك زعزعة الاستقرار في المنطقة، قال الرئيس السوري بشار الأسد «هذا هو السبب في أننا نحتاج إلى آلية الوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث إن دورها هو التأكد من أن هذا البرنامج مدني وليس عسكريا».

وقال إنه لا يعتقد أن إيران تريد امتلاك الأسلحة النووية، مضيفا أن السبب في ذلك هو أنه «ما الذي ستفعله أي دولة عندما تمتلك قنبلة نووية؟ هل تستطيع استخدامها؟ هل هي رادع؟.. لا، إنها ليست كذلك».

وقال «إن ذلك ليس خداعا. في الواقع مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى ألمانيا لم تأت إلى إيران بنية حسنة. لقد بدأوا بالقول إن عليك أن توقف البرنامج الخاص بك.. لدي الحق في أن يكون لدي برنامج سري، فلماذا أوقفه؟ تقول إن لديك شكوكا، فلا يهم إن كانت لديك شكوك أم لا، لكن ما هي الآلية؟ عليك الاحتكام إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد شرعوا في ممارسة الضغوط السياسية، وبدأت المشكلة، وليس لأن إيران بدأت تخدعهم. إذا كانت تريد خداعهم، لما كانت سمحت لهم بتثبيت كاميرات داخل المفاعل».

وفيما يتعلق باعتقاد السيناتور كيري والولايات المتحدة أن سورية أمدت حزب الله بصواريخ سكود، قال الرئيس السوري «إنها قصة جيدة للغاية، قصة لا أساس لها من الصحة من إسرائيل. وقد سألتهم عن الدليل.. إنكم تقومون بمراقبة الحدود بين سورية ولبنان كل ساعة في الأربع وعشرين ساعة، ولا تستطيعون الإمساك بأي صواريخ كبيرة، سواء من طراز سكود أو أي طراز آخر. فهذا أمر غير واقعي. إنها ادعاءات إسرائيلية».

وقال «لا تبنوا مناقشاتكم على شائعات. إذا كانت لديكم أي أدلة، فتعالوا إلينا لمناقشة الأمر». وأضاف «أعتقد أن ما يزعزع الاستقرار هو العدوان الإسرائيلي على منطقتنا. لقد هاجموا سورية مرات كثيرة، وهاجموا لبنان. إنهم يهاجمون الفلسطينيين بصورة يومية. هذا هو ما أدى إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.. وليس حزب الله أو أي منظمة أخرى تدافع عن نفسها».

وقال الرئيس السوري «لا يمكنك الحديث بشأن عامل واحد، في حين أن هناك العامل الرئيسي، وهو الاحتلال. لذا عليك أن تحل ذلك كحزمة واحدة، وهذه الحزمة ينبغي أن تكون السلام، وليس هناك طريق آخر. عليك أن تسلك هذا الطريق، وكل ما سواه هو تضييع للوقت». وأكد الرئيس السوري استعداد بلاده لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل عبر الوسيط التركي، لكنه أشار إلى أن اتفاق سلام سوريا إسرائيليا قد يكون خطوة مهمة، لكن يتوجب أن يكون السلام شاملا.

وردا على سؤال حول ماذا كان عزز سلطته الآن بحيث يستطيع أن يأخذ قرارات فيها مخاطرة قال «لا، أنا لم أعزز سلطتي، لكن لدي دعما أكبر من الرأي العام، وهذا ما حققته خلال السنوات الماضية لأنني أعمل وفقا للمصلحة الوطنية»، مؤكدا أنه ارتكب أخطاء لكن بحسن نية اعتمادا على المصلحة الوطنية