مشاهدة النسخة كاملة : اكتب كلمات محبة الى المرشد حفظه الله تعالى



إسلامية الفاروق
11-06-2010, 15:54
اللهم صلي على سيدنا وحبيبنا ومصطفانا رسول الله
وبعد ان اللسان ليعجز وان العبارات لتخون ليصف المرء فضل الحبيب المرشد علينا فاللهم اجزه عنا كل الخير وانفعنا بمحبته وصحبته وتقبل دعواته فينا واجعله في قلوبنا واجعلنا اللهم في قلبه فهو الدواء الشافي للعليل وهو الماء الصافي للعطاشى وهو الدليل للحيارى والأب الحنون لليتامى ومهما تكلمنا فلن نوفي الأب العظيم والمرشد الكريم حقه

********************************

يقول سيدي عبد السلام ياسين رضي الله عنه:
"رسالتنا لأنفسنا وللإنسان أن يكون الله عز وجل غاية كل فرد من العباد. أن يكون ابتغاء رضــاه، والسباق إلى مغفرته وجنته، والسير على مدارج الإيمان والإحسان لمعرفته، والوصول إليه، والنظر إلى وجهه الكريم، منطلق الإرادة، وحادي المصارعة وقبلة الرجاء." (المنهاج النبوي)

اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .اللهم لك الحمد كما سيحمدك سيدنا محمد صلى الله عليه السلام في المقام المحمود يوم القيامة .
اللهم بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم احفظ مرشدنا حفظا شاملا واعطه كل ما ينويه في قلبه واحفظه في أهله وأبنائه وأحبابه وأتباعه وكن له وليا ونصيرا ومعينا وارزقه الصحة والعافية والمعافاة الدائمة في كل شيء يارب العالمين وزده نورا ومحبة وقبولا وعزا وكرامة وخيرا ومقامات عليا عندك ياحنان يامنان يابديع السماوات والأرض ,وحقق به موعود حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم واجمع به شتات أمة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم وأعز به دينك المحمدي عدلا وإحسانا واجعلنا من أنصاره وأحبابه وأتباعه وجنده في نصرة دينك والجهاد في سبيلك .واحشرنا معه يوم لقائك تحت لواء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ونفعنا به وأسعدنا دنيا وآخرة .
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد .

محبة العدل والإحسان
11-06-2010, 21:20
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحب حبيبنا وأبونا الروحي وتاج رؤوسنا ومنارة إسلامنا ونبراص مغربنا ومرشدنا سدي عبد السلام ياسين تتآلف المجرة ، بحب المرشد تدوم المسرة ، بحب المرشد ترتسم على الثغر البسمة ، وتنطلق من الفجر النسمة ، وتشدو الطيور بالنغمة ، أرض بلا حب المرشد صحراء ، وحديقة بلا حب المرشد جرداء ، ومقلة بلا حب المرشد عمياء ، وأذن بلا حب المرشد صماء
بحب المرشد يقع الوفاق ، والضم والعناق ، وبحب المرشد يعم السلام ، والمودّة والوئام .
بحب المرشد هو بسِاط القربى بين الأحباب ، وهو سياج المودة بين الأصحاب . بحب المرشد يفهم الطلاب كلام المرشد، وبحب المرشد يسير الجيش وراء القائد ويتقدم ، وبحب المرشد تذعن الرعيّة ، ويعمل بالأحكام الشرعية ، تصان الحرمات ، وتقدس القربات .
كل بيت من بيوتنا لا يقوم على عدم حب المرشد يكون مهدوم ، وجيش لا يحمل حب المرشد مهزوم . لكن أعظم حب وهو حب المرشد ،

إسلامية الفاروق
15-06-2010, 09:20
شرفني مرورك العطر غاليتي

عاشقة القرءان
05-11-2010, 12:10
شكراً لك اخي الكريم على هذا الموضوع

محبة العدل والإحسان
21-11-2010, 18:22
والدنا الحبيب ومرشدنا الطبيب

طلعة السعد جئت فمـــرحبا *** وسنا الـــخلافة لاح فما خبا
فيـا قلب بشــــرى فالذي *** تــرجوه جاد بــه العـطاء
ذهب الظـلام ونــــورت *** جنبات أربعنا الضيـــــاء
ومضـت بــروق القــرب *** فالعــــرفان جا والفتح جاء
حييت ملة من سن الجهاد لنا *** دينا قويما وصحى غافي الفطر
محمد بيدي أخرجت سـيرته *** لواقع الخبر من مستودع الخبر
يا ثاويا بين الجوانح والحشى *** مني وإن بعدت علي ديـاره
عطفا على قلب بحـبك هائم *** إن لم تصله تصدعت أعشاره
اللهم اجز مرشدنا خير الجزاء، واحفظه في نفسه ودينه وأهله وعقبه، اللهم ارحم والديه رحمة واسعة، وبارك في أهله وذريته وأصهاره وأقاربه وكل أحبابه، اللهم أعل درجاته ومقامه في القرب عندك،

krit01
22-11-2010, 18:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل يتشوق الى مبتغاه و انا اتشوق الى حبيبي و سيدي عبد السلام
باع دنياه باخيرته
اللهم يا رب اجعلنا معه يوم اللقاك يا رب العالمين

amat allah
22-11-2010, 19:14
allahoma ej3alna min ghirati abnaeih
waj3alna ahlan lisohbatihi wa an nakouna fi zomratihi yawma addin

محمّد محمّد المحب
25-07-2011, 01:25
بسم الله والحمد لله والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد وآله الطّاهرين، وصحبه الأبرار المجاهدين، وعلى من تبعهم واهتدى بهديهم إلى يوم الدّين، وبعد فأقول للشّيخ الدّاعية عبد السّلام ياسين: يا شيخ اتّق الله، فهذه خير وصيّة يوصي بها المرء نفسه ويوصي بها من يحبّ، الدّنيا دار غرور ومآلها إلى زوال، كلّ من عليها فان ويبقى وجه ربّك ذي الجلال، واعلم أنّ كلّ تعلّق بشخص أو منصب أو جاه أو متاع هو تعلّق بفان حقير، وخير التّعلّق تعلّق بالموجد سبحانه، واعلم أنّه لا يستقيم حبّ إلاذ إذا استقام بإتّباع خير البريّة، وأشهد الله أنّي لا أحبّك أكثر ممّا أحبّ أيّ مسلم آخر في أرض الله، والله المستعان وهو غالب على أمره ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون

توفيق
26-07-2011, 21:35
الصحبة والجماعة: الحب في الله والبغض في الله

http://www.aljamaa.net/ar/imagesDB/10047_large.jpg


بسم الله الرحمن الرحيم. (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي). اللهم غفر لنا ذنوبنا وظلمنا وهزلنا وجدنا وعمدنا، وكل ذلك عندنا.

الحُبُّ لله والحب في الله، رزق يرْزقه الله من يشاء، لا يفيد في ذلك تفعل العبد إلا أن يدعوَ ربه. عن عبد الله بن يزيد الخطيمي الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في دعائه: "اللهم ارزقني حبك، وحب من ينفعني حبه عندك. اللهم ما رزقتني مما أحبُّ فاجعله قوة لي فيما تحب. وما زَوَيْتَ عني مما أحِبُّ فاجعله فراغا لي فيما تُحب". رواه الترمذي وحسنه.

وأعظم الرزق بعد حب الله حب رسول الله صلى الله عليه وسلم. حبه الشريف مقام يرفع الله إليه العبد المختار. وهو حب عميق في قلوب الرجال يستفيض منه العامة هذه المحبة للجناب النبوي التي يعبرون عنها بالمحافل والمواليد، وهي مناسبات خير لا شك ما تُجُنِّبَتِ البدع.

حبه الشريف صلى الله عليه وسلم علامة على صدق المريد وجه الله في طلبه، وعَلَمٌ من أعلام النصر على طريق السلوك إلى الله. قال ابن القيم رحمه الله: "فإذا صدق في ذلك (أي في جمع إرادته على الله) رُزِق محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستولت روحانيته على قلبه، فجعله إمامه ومعلمه، وأستاذه وشيخه وقُدوته، كما جعله الله نبيَّه ورسوله وهاديا إليه. فيطالع سيرته ومبَادئ أمره، وكيفية نزول الوحي عليه، ويعرف صفاتِه وأخلاقَه في حركاته وسكونه، ويقظته ومنامه، وعبادته ومعاشرته لأهله وأصحابه، حتى يصير كأنه معه، من بعض أصحابه." قلت: والشغف بسيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وبتفاصيل حياته لازمة من لوازم اتباعه في جليل الأمر وهينه، أصدق علامات أهل الله شغفهم بتقليد المحبوب في سنته الكاملة.

ألقى الله عز وجل في قلوب العارفين والمومنين حبه كما يلقي على أحبابه، خصه من ذلك بالنصيب الأوفر. زاده الله تعظيما وشرفا. قال الله لموسى عليه السلام يَمُن عليه: (وألقيت عليك محبة مني). (سورة طه، الآية: 39) ويُلقي الله من هذه المحبة على من يشاء من عباده ممن هم دون مقام النبوة. روى الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة (واللفظ هنا لمسلم فروايته أكمل) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل فقال: إني أحب فلانا فأحبه. قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء. ثم يوضع له القَبول في الأرض. وإذا أبْغض عبدا دعا جبريل عليه السلام، فيقول: إنِّي أبغض فلانا فأبغضه. قال: فيُبغضه جبريل. ثم ينادي في أهل السماء إن الله يُبغض فلانا فأبغضوه. ثم توضع له البغضاء في الأرض".

يا غافل! ونفسيَ الأمارةَ بالسوء أعني، إن منادي السماء يهتف باسمك! فأي فلانين أنت؟ وما اسمك في الملكوت؟ وبِمَ تَنَزَّل الأمر في حقك؟ أيسوغ لك طعام وشراب قبل أن تعرف؟ أتحلو الدنيا في عينك قبل أن تستشف ما وراء الحجب بالاستماع والتسمُّع والذكر والابتهال والتضرع والتقرب حتى تأتيك البشرى؟ اللهم ارزقنا محبتك ومحبة أحبابك ومحبة محابك حتى يقع حبنا في مواضع حبك.

الجنة ممنوعة علينا ما لم نتحابَّ في الله، وهو تحاب يلقيه الله على هذه الأمة المرحومة، على المومنين المتقين، يتذوقونه وتحلو الحياة به وهي مرة. "مثل المومنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد! إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" كما روى ذلك الشيخان عن النعمان بن بشير مرفوعا. وروى مسلم وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تومنوا، ولا تومنوا حتى تحابوا. أوَلاَ أدلكم على شيء إن فعلتموه تحابَبْتم؟ أفشوا السلام بينكم". إفشاء السلام سبب ظاهر إذا اقترن بالأسباب الأخرى فاجتمعت القلوب على طاعة الله، والوفاء بالعهود، والتحزب لله، ونصرة دين الله، واتباع سنة رسول الله حصل المقصود، فتراص الصف كالبنيان، واستقرت أعضاء الجسد الواحد، وتضامنت وتعاونت. فثبت خير الدنيا بحياة الإيمان الجماعي وثبت خير الآخرة بإيمان التحاب في الله. وهنا نضع الأصبع على مفصل، بل موصل، من أهم مواصل بناء الجماعة، بل هو أهمها إطلاقا: ألا وهو التواصل القلبي. الصحبة في الله المؤدية إلى جماعة في الله هي مبدأ الحركة ووسطها ومعادُها. وكل ذلك رزق يُلقيه الله عز وجل على المرحومين، له علائم ظاهرة، وأسباب مشروعة، وحكمة ورحمة يضعها الله في قلوب العباد.

ومن رُزق في الدنيا من المومنين تحابا خاصا عميقا كان له في الآخرة مكانة خاصة. يقول الله تعالى يوم القيامة: "أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظِلُّهم تحت ظلِّي يوم لا ظل إلا ظلِّي". أخرجه مسلم ومالك في الموطإ عن أبي هريرة مرفوعا. ومن أحب قوما حشر معهم. فانظر يا غافل من يسكن في فؤادك حبّه. روى الشيخان وغيرهما عن أنس أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة فقال: "متى الساعة؟ قال: "وما أعددت لها؟" قال: لاشيء، إلا أني أحب الله ورسوله. قال: "أنت مع من أحببت". قال أنس: فما فرحنا بشيء فرَحَنا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت مع من أحببت". قال أنس: فأنا أحب النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبي إياهم، وإن لم أعمل أعمالهم".

ونحن يا مُولِي النعَمِ ومُفيض الكرم نحمدك على حبنا إياهم ونَفْرح، زدنا حبا لك ولرسولك ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي، واهد إخواننا الشيعة لتوسيع ما ضيقوه على أنفسهم حِرمانا وتعنُّتا.

يا غافل! هذا عمرك يتصرَّم! فماذا أسست من صداقات، وماذا بنيت لآخرتك من معارف، وما شَغَفَ قلبك من أحباب؟ أنت مع أولئك يوم القيامة، وأنت من ذلك الصنف أيا كان. "فالأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف" كما روى مسلم وأبو داود عن أبي هريرة مرفوعا.

اهرُب من قرناء الغفلة، وارْتَمِ في أحضان قوم صالحين، وابك على ربك ليرزقك محبتهم، عسى أن تنجوَ من وَرطة الانحشار في زمرة الهالكين. فإن حب الصالحين يُثمر حب الله، وحب الله يثمر حب الصالحين قال الغزالي: "إن حب الله إذا قوي أثمر حب كلِّ من يقوم بحق عبادة الله في علم أو عمل، وأثمر حب كل من فيه صفة مرْضية عند الله من خُلُق حسن أو تأدب بآداب الشرع".

واعلم أن "أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله" كما روى الطبراني عن عبد الله بن عباس مرفوعا. واعلم أن "أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله" كما أخرج أبو داود عن عمر بن الخطاب مرفوعا. وبهذا الاعتبار يكون حب المومنين وبُغض الأعداء في الله عملا بوسعك أن تكسبه وتَتَسبَّب في حصوله. فما لأحد عند الله عُذر أن يقول: ما رزقت شيئا! ويهرب في دهاليز العقيدة الجبرية والعياذ بالله.

ولكون الحب في الله كسبًا للعباد بوجه من الوجوه، جاء الحث عليه في الكتاب والسنة، واستُحِب للرجل إذا أحب أخاه أن يخبره ليكون ذلك مدعاة لمزيد من التعاطف والتواد، واستُحِب أيضا أن يقتصد بَعضنا في حب بعض لكيلا تحجبنا ألفة بعضنا بعضا عن حب الله ورسوله. يكون حب الله في صميم صميم قلوبنا، ويغشى حبُّ رسول الله تلك الشِّغاف، وتَستَظْهر النفوس حبَّ بعضنا بعضا مما يلي القلب، ومما يلي جانب المواساة والتعاون الفعلي، والبذل والعطاء، والخدمة والرعاية، والتعاون على البر والتقوى، والتواصل والتزاور والتجالس والتراص في صف الجهاد، والانتداب للمشاركة في أعمال البناء الجماعي تربية وتنظيما وزحفا، وحملا لأعباء الدعوة والدولة، وتبليغا لرسالة الرحمة والمحبة للعالمين.

لا تحسب أن الحب في الله المقبول عند الله، الذي يتقرب به إلى الله استراحة وتبادُل وُدّي للعواطف في مجالس الرخاوة والبطالة، بل لِلْحُبِّ في الله مُقتضيات وواجبات أدناها إماطة الأذى عن طريق من تحبهم في الله، وأعلاها مواجهة المُبْغَضين في الله في صف الأحباب في الله حتى الاستشهاد. ولكل مرتبة من مراتب العاصين لله، والجاهلين بالله، والمُحادّين لله، والضالّين عن سبيل الله، المستكبرين في أرض الله، نوعٌ ودرجة من إبغاضك، ونوع ودرجة من مقاومتك ومحاربتك. وما سَواءٌ ما يطلبه منك الشرع والحكمة في حق المبتدعين الجهلة، والعاتين الظلمة، والكافرين العادين على الناس. للحب في الله والبغض في الله ميزان في القلوب خفي، لكنَّ لهما في ظاهر تصرُّفِ الفردِ والجماعة معاييرَ شرعيَّة وحدوداً، لكيلا تستحيل المسألة إلى عاطفية عائمة فوضوية.

في صميم صميم قلب المومن الموفق يستقِرُّ حب الله ورسوله، ويخرُج حب الدنيا وأهلِها إلى مراتبهم التي وضعهم فيها الشرع، ليُعْطِيَ المومن كلّ ذي حق حقَّه، وهو دائما لله لا لغيره. من علامات محبتك لله ظهورُ تلك المحبة في تصرفك. قال الإمام الشيخ عبد القادر قدّسَ الله سره العزيز: "ويحَك قد ادعيت محبة الله عز وجل ! أما علمت أن لها شرائط؟ من شرائط محبته موافقتُه فيك وفي غيرك. ومن شرائطها أن لا تسكن إلى غيره، وأن تستأنس به، ولا تستوحش معه. إذا سكن حب الله قلب عبد أنِسَ به، وأبغض كل ما يشغل عنه." وقال: "المحب لا يملك شَيئا. يسلم الكل لمحبوبه. محبةٌ وتملُّكٌ لا يجتمعان، المحب للحق عز وجل، الصادق في محبته، يسلم إليه نفسه وماله وعاقبته، ويترك اختياره فيه وفي غيره. لا تتهمه في تصرفه! لا تستعجله! لا تُبَخِّلْه! يحلو عنده كل ما يصدر إليك منه. تَنْسدّ جهاتُه. لا تبقى له إلا جهة واحدة".

يا غافل! إذا أنستَ من نفسك عُزوفاً عن الدنيا وأهلها أو بداية اشمئزاز من رذائلها فذاك، واحمد الله. وإلا فابحث عن من يخرجك من ورطتك. "أنت ميت القلب وصحبتك أيضا لموتى القلب. عليك بالأحياء النجباء البُدلاءِ. أنت قبر تأتي قبراً مثلك! ميت تأتي ميتا مثلك! أنت زَمِنٌ يقودُك زَمِنٌ أعمى يقودك أعمى مثلك! اصحب المومنين الموقنين الصالحين. واصبر على كلامهم واقبله واعمل به وقد أفلحت. اسمع قول الشيوخ واعمل به واحترمهم إن أردت الفلاح".

إن لم تستخلصكَ صحبة الصادقين ومخالطتهم ومجالستهم من رُقاد غفلتك فمن ينْتشلك من وِهادِ رُفقتك؟ إنها عقبة شاقة على نفسك أن تسلك إلى البيوت من أبوابها. لذلك يسهل أن تزعم لنفسك أنك تحب الله ورسوله وتزعم للناس. هات برهانك إن كنت صادقاً!

قال الإمام الشافعي يعبر عن حبه من ينفع الله بحبهم:

شهــدت بأن اللـه لا رب غيــــره *** وأشهــد أن البعــث حـقٌّ وأخْلِـص

وأن عُــرى الإيمـان قـول مُبَيّـــن *** وفعــلٌ زكي قـد يـزيـد وينقــص

وأن أبــا بكــر خلـيـفــة ربــه *** وكان أبــو حفص على الخير يحـرِص

وأشْهِــد ربي أن عثمـــان فاضــل *** وأن عـليـا فـضلـه متـخـصــص

أئمــة قـوم يُـهتـــدى بهـداهــم *** لَحَــى اللهُ مـن إيــاهم يتَـنـقّـص!

وقال:

قالوا: ترفَّضْتَ قلت كـلا! ما الـرفض *** ديــنـــي ولا اعتـقــــــادي

لـكن تـوليــتُ غيـــر شـــك *** خيــر إمـام وخيــر هـــــادي

إن كان حبُّ الـولـيّ رفــضــــا *** فـإن رفضــي إلـى الـعـبـــاد

يقصد بالولي عليا كرم الله وجهه. وقال:

يـا راكبا قف بالمُحَصَّـب مـن منـىً *** واهتِـفْ بقـاعد خِيفِهــا والنـاهـض

سَحَـــراً إذا فاض الحجيج إلى مِنـىً *** فَـيْـضـاً كمُلْتـطـم الفُـرات الفائض

إن كـان رفضـا حـب آل محـمــد *** فليشهـد الثـقــلان أنـيَ رافـضـي

وقال رضي الله عنه يشيد بأهل الحديث ويواليهم لمكانهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أهـل الحديـث همُ أهل النبـي وإن *** لَـم يَصْحبـوا نفسه أنفـاسَه صـحبـوا

وقلت:

لَوْمُــكَ يـا عـاذلي اعتــــداءٌ *** ويْحك أقْصـــر مــن العنـــاد

حــبُّ النـبـي من حـب ربــي *** حــبٌّ ثَـوى مُهـجـــة الفــؤاد

وذاك ديــني وعَقــدُ قـلـــبي *** وحُجَّتي في يـــوم التَّنـــــادي

تاريخ النشر: الأربعاء 18 ماي/أيار 2005




http://farm4.static.flickr.com/3223/2747547156_55ee246803_z.jpg?zz=1