تلميذ "1"
لنا قناة واحدة ولهم قنوات ، بثنا من فوق السماوات ، وبثهم من العربسات ، إرسالنا من عند سدرة المنتهى ، وإرسالهم من الزيغ والهوى ، جبريل يحمل الملفات ومحمد يقلب الصفحات ، وغار حراء يستقبل تلك البشريات ، والعالم يستيقظ على تلك الصيحات .


تلميذ "2"
يا أهل القنوات ما هذه الترهات والغلطات والسقطات ، تبذّل مكشوف ، وكلمات تبرؤ منها الحروف ، كأن الكون ينقصه مجون ، وكأن الدنيا يديرها مجنون وكأن العالم مفتون ، سقطٌ ولغطٌ وشطط . الهوى رائج ، والزيف مائج ، والعقل هائج ولكل دعاية مذيع وبرنامج .


تلميذ "3"
كأن البشرية تعيش في رقص ، هيام وغرام ، وأحلام وأزلام ، تهييج للعواطف ، وبث لكل لغو زائف ألا عقل ٍ يردع ، ألا قلب يخشع ، ألا عين تدمع ، الأخبار عن القتل و عن الدمار ، والحريق والإعصار ، والعواصف والأمطار ، فأين أخبار العلي الجبار ، والقوي القهار ، والعزيز الغفار .

تلميذ "4"
أين أخبار المراسلين الأبرار ، والأنبياء الأخيار ، أين ذكر الآيات والعظات البينات ، والمعجزات والغزوات والفتوحات . لماذا لا يُخبرْ الجيل بالوحي الجليل ، والمنهج الجليل . الذي جاء به جبريل إلى صاحب العزة والتعجيل المذكور في التوراة والإنجيل

تلميذ "5"
هذه القنوات للتدمير والتزوير ، والتدبير والتحرير ، والتنوير والتغرير .


تلميذ "6"
فهي تدمر الفضيلة ، والمبادئ الجليلة ، والأخلاق الجميلة ، وهي تزور الخبر ، وتكذب في الأثر ، وتتلبس على البشر وهي تحرر العقل من القيود ، والنفس من العهود ، ليعيش الإنسان بلا حدود .

تلميذ "7"
فهناك اتفاق على هدم الديانة ، ونسف الأمانة ، ووفاق على تأجيج الشهوات واستثارة النزوات ، ورفاق على محاربة العفاف ونبذ الحشمة في استخفاف .


الحوار أخذ بتصرف من كتاب (( المقامات للشيخ الدكتور عائض القرني ))