مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع زوجة ذ.عبد الله بلة معتقل العدل والإحسان



عادل محسن
20-07-2010, 23:48
حوار مفتوح مع الأستاذة هند زروق

الأستاذة هند زروق


يسر موقع أخوات الآخرة، أن يستضيف في حوار مفتوح الأستاذة هند زروق، زوجة الأستاذ عبد الله بلة، أحد قياديي جماعة العدل والإحسان بمدينة فاس، وأحد المختطفين من بيوتهم فجر يوم الإثنين 28 يونيو 2010، والمعتقل الآن بسجن عين قادوس رفقة ستة أعضاء وقياديين من الجماعة، على خلفية انفضاح أمر عميل دسته أجهزة المخابرات في صفوف الجماعة.
ويعتبر حدث الاختطاف وما تلاه من تعذيب رهيب هز المشهد الحقوقي والإعلامي ومختلف مكونات المجتمع المغربي، حدثا أسودا في تاريخ النظام المغربي.

الأستاذة هند عاشت مرارة الاختطاف، والجرائم الأخرى المواكبة له، رفقة ابنتيها... فمرحبا بها لتطلع الرأي العام المغربي على حقيقة النظام المغربي، بعيدا عن الشعارات الكاذبة، وتصريحات المرتزقة، الراقصين على جراح المستضعفين، والضاحكين في بيت العزاء.
فمرحبا بالأستاذة الفاضلة.

سؤال: ترحب إدارة موقع " أخوات الآخرة " بالضيفة الغالية " هند زروق " فأهلا وسهلا بك. ابتداء قدمي نفسك لجمهور القراء
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى الأمين وعلى أزواجه أمهات المومنين وذريته وآل بيته الطيبين الطاهرين ومن صحبه واتبعه إلى يوم الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

بداية، أصالة عن نفسي ونيابة عن العائلات المحتسبة لله في مصابها الجلل باختطاف أبنائها، أشكر موقع أخوات الآخرة العابق بالأنوار والنفحات الإيمانية والمتهمم بهموم الأمة في شتى مجالاتها.

هند زروق أستاذة مادة التربية الإسلامية في التعليم الثانوي التأهيلي، حاصلة على دبلوم الدراسات العليا المعمقة وباحثة في سلك الدكتوراه.

الأستاذة الفاضلة: أنت واحدة من النساء اللواتي عايشن لحظات الاختطاف، هلا قدمت للقراء الأفاضل صورة مجملة عما حدث...
لن أتكلم عن المأساة في بيتي بمعزل عن أحبائي في باقي البيوت فنحن ذات واحدة وما أصابنا كان مفجعا فقد فوجئنا باقتحام بيتنا وبيوت الإخوة الآخرين بطريقة وحشية، وتم كسر الأبواب وهي في مجموعها سبعة بيوت، في وقت واحد فجر يوم الاثنين 28 مايو الماضي.

قام بهذا عدد كبير من الرجال مجهولي الهوية بلباس مدني بل أغلبهم نتن الرائحة بخمر أو بغيره، بل إن أحدهم وصلت به القذارة بتدنيس حمام بيت الأستاذ عز الدين سليماني بفضلاته تاركا بصمات يديه على الجدران وباب الحمام.

تصرح العائلات أن عددهم في كل اقتحام كان بين 8 و10 أشخاص غير الباقين خارج البيت. بل وتم تطويق أحد البيوت كاملا بقوة مهولة، واستعمل الجبناء في كل العمليات سيارات مدنية من أنواع أوبل وبارتنر وكورولا وداسيا ورونو شاماد وغيرها...

كان ذلك بطريقة غير قانونية بحيث لم يطلعونا على أي إذن من الوكيل العام وأجابوا أنهم يمثلون وكيل الملك بدون صفة وإذن وأنهم فوق القانون وأن ما نطلبه لا يرى إلا في الأفلام السينمائية ؟؟؟

تم كل هذا وسط جو من الترهيب لكل الأهالي من أطفال وآباء وأمهات وتهديد كل من احتج على ذلك السلوك التسلطي بالعنف اللفظي والفعلي والترهيب والتهديد بإلحاقه بهم. مارسوا أساليب الضغط النفسي والفعلي والتحرش وإشهار السلاح الناري والحديدي واستنطاق طفلة في سن الثالثة وغيرها من السلوكيات الرعناء.

أسمعونا كل ألوان الشتم والسباب المنحط. وجرى الاعتداء على ممتلكاتنا وبعثرة أثاثنا وتفتيش أغراضنا الخاصة. بل وسجل نهب أغراض قيمة ليست لها علاقة بالتفتيش وسرقة مفاتيح أحد البيوت.

ثم قاموا بتصفيد أيادي أزواجنا وذهبوا بهم إلى وجهة مجهولة رفضوا مطلقا أن يطلعونا عليها. وكنت قد لحقت بهم خارج البيت وتابعت معهم المسير معلنة أني سأكمل الإجراءات القانونية تجاه فعلهم الأخرق... لكنهم رفضوا مرافقتي لهم.

ولم نعلم بمصيرهم إلا بعد مرور ثلاثة أيام بقينا خلالها عرضة للهواجس والقلق وفقدان أي رغبة في الأكل أو النوم خاصة ونحن نعرف كثيرا من القصص الرهيبة لمن تعرضوا للاختطاف في تاريخ المغرب وحاضره. وكلما طرق طارق من الجيران والأهل والأحباب ظنناه مبلغا لخبرهم أو ذنبا من أذنابهم رجع لنفس الفعل الشنيع...

ومما زاد من رعبنا إنكار الجهات القضائية والأمنية بالمدينة لأي علم بمصيرهم رغم تقديمنا شكاية بالاختطاف ومجرياته، وعشية نفس اليوم استبقت وكالة الأنباء الرسمية كل الأحداث ونشرت خبرا يتضمن تهما ملفقة وحددت الجهة التي اعتقلتهم وهي الفرقة الوطنية المتخصصة في قضايا الإرهاب والقضايا الخطيرة، في الوقت الذي حرمونا نحن العائلات من معرفة مصير أزواجنا، وفي ذلك خرق لنصوص القانون المغربي الذي يفرض سرية التحقيق ويلزم رجال الأمن بإخبار العائلات بمصير ذويهم المعتقلين.

سؤال:لاشك أن موقف اختطاف وتعنيف زوجك أمام عينيك وأعين ابنتيك موقف جد عصيب، وحدث تحاولين جهدك صرفه عن ذاكرتك... فهل خطر ببالك لحظة أنك ستعيشين الموقف؟ صفي لنا شعورك لحظة الحدث...
مهما وصفت لن يكون التعبير كافيا شافيا لما عانيناه سواء أسرتي الصغيرة أو الأسر الأخرى.
كان الشغل الشاغل معرفة سبب استباحة حرمتنا فلا الوقت ولا الكيفية يمتان بصلة للقانون وحدود الشرع والأدب... إهانة وسب وشتم وتكبيل الزوج وضربه بدون مبرر ومنعه من مجرد الدفاع عن حرمتي بنهيهم لفظا عن إذايتي بعد سماعه كلماتهم النابية لي وأنا أحرجهم بالأسئلة القانونية وأحرك فيهم مشاعر الحس والعقل والإنسانية دون جدوى فلا حياة ولا حياء ولا سمع ولا بصيرة لمن تخاطب حينها وهم يهددون ويعربدون وأحدهم يهددني بالاغتصاب والتعذيب.

كما كان همي حينها أن لا ترى ابنتاي منظر وفعل المختطفين لأبيهما ولا عبثهم بالبيت وحركاتهم وصولاتهم وجولاتهم بالبيت رغم سماعهما لكل ما يجري من غرفتهما، ثم تجرؤوا على غرفتهما كباقي الغرف والمطبخ مبعثرين مفتشين عن مجهول وهل يعقل أن يكون في غرفة طفل ما لا نعرف مما يبحثون عنه ؟؟؟؟؟؟؟؟ أرهبوا الصغار والكبار دون رحمة ونسوا أن لهم من مثله من الفلذات ما لا نحب فيه سوءا، بل نحتسب الله فيهم هم ومن أمرهم بذلك في الدنيا والآخرة...

سؤال: كيف كان وقع اختطاف زوجك عليك وعلى نفسية ابنتيك؟
كل أب وأم يعلمان قدر وقيمة لحمة وانجماع الأسرة ولو لفترات، في خضم الحياة والحركة اليومية. وقدر الحضن والحنان الذي لا يستغني عنه طفل مهما كبر فاختطافه من بين أيدينا ذنب لا يغتفر، له تأثير عميق على الزوجة والوالدين والأبناء والإخوة بل ويتابعهم فيه كل خل وصديق وجار من قريب وبعيد. والوقع كان ولا زال وسيبقى إلى أن تعلن براءتهم ولن نسكت قبلها وبعدها عما مسنا، لأنه حق كل مواطن وحق كل آدمي في الكرامة والعزة والأمان وصون الحرمات والأعراض.

سؤال: كيف تقرئين ما وقع لكم ولغيركم من أسر المختطفين؟ وما تعليقك عليه؟
كان أزواجنا وإخواننا دائما يتعرضون للمضايقات والمحاكمات والاعتقال والمراقبة البوليسية بسبب انتمائهم لجماعة العدل والإحسان وأنا أيضا من المتعرضين لهاته المضايقات ومن كثرة ما تكرر ذلك صار الأمر مألوفا معتادا لدينا ولدى جيراننا لكن لم نكن نتصور أبدا أن يصل خرق القانون ولا الجرأة على انتهاكه إلى هذه الدرجة، بالاختطاف والتعذيب بأساليب وحشية .

سؤال: الرواية الرسمية التي روجتها وكالة المغرب العربي للأنباء تقول إن القضية تتعلق باعتقال عادي إثر شكاية أحد المحامين الذي – تزعم الوكالة - أنه قدم استقالته من الجماعة فتعرض للحجز والتعذيب من طرف المعتقلين، ما قولك في الادعاء بالنظر إلى معرفتك لزوجك؟
أختي ومن خلالك أخاطب كل القراء الكرام، لست في حاجة للتذكير بأنهم أبناء مدرسة العدل والإحسان ومن يعرف العدل والإحسان التي تمارس العمل الدعوي الإسلامي ما يقارب أربعة عقود يعرف نبذها لكافة أشكال العنف وأنها جماعة سلمية تعارض النظام في المغرب بأساليب سلمية وحضارية.

إن هي إلا أباطيل وأكاذيب لا تستحق الرد عليها فكيف يعقل أو يتصور أن يقدم هؤلاء الإخوة وهم الأطر والدكاترة والأساتذة الجامعيون على مثل هذه الجريمة الملفقة التي لا تقوم بها إلا العصابات الإجرامية والأجهزة البوليسية كما وقع لأزواجنا. بل هم المختطفون وهم الجلادون المعذبون وقد تسموا بأسماء يندى لها الجبين أثناء التعذيب فكان يقول أحدهم "أنا هُبل" ويقول الآخر "أنا الحجاج" ويقول الثالث "أنا الكولونيل الذي يملك كل صلاحيات التعذيب" ويزيد المنكِر لجلال الله " لن ينفعكم الله هنا ؟؟؟ " لمجرد سماعه المعذب يقول متألما " الله" أو" لا حول ولا قوة إلا بالله" وغيرها من عبارات ذكر الله.

سؤال: متى علمتم بمكان احتجاز زوجك؟ وهل سمحت لكم السلطات بزيارته؟
قبل الزيارة الرسمية في السجن أذكر بأنه قد تمت إهانتنا وضربنا أمام الملأ بل وضرب المارة أثناء تقديم المختطفين للقضاء في الجلستين الأولى يوم 01 يوليوز والثانية يوم 13 يوليوز 2010، مع العلم بأنها وقفة عفوية سلمية قمنا بها نحن عائلات المختطفين وأحباؤنا وبعض جيراننا وبعض إخوة المختطفين من صف جماعة العدل والإحسان من المقربين الذين تيسر لهم الحضور لمساندتنا. لم نتمكن من الوقوف ولو لدقائق، بالنظر إلى أشكال التفريق والضرب والجرح التي تلقيناها لساعات أمام المحكمة وأنظارها وأنظار المسؤولين ونسوا قول الله تعالى منذرا كل ظالم جائر يوم القيامة حين ينادي " قفوهم فإنهم مسؤولون".

علمنا بمكان احتجاز زوجي والمختطفين على الساعة الواحدة صباحا من يوم الخميس فاتح يوليوز 2010، من خلال المحامين الموكلين في القضية بعد عدم السماح لهم بزيارة المختطفين رغم وجود الإذن القضائي بالزيارة لهم في مقر الشرطة القضائية بالدار البيضاء يوم الأربعاء.

تمكنا من زيارتهم في السجن المدني "عين قادوس" في أيام لاحقة بالشروط الروتينية، رغم أن وضعهم يختلف عن غيرهم لما طالهم من تعذيب ولوجود خصاص كامل في الملابس والأدوية والعناية الصحية والنفسية... وهناك كانت الطامة الأكبر التي جددت فينا الحزن بل وضاعفته لما رأينا من آثار التعذيب وسمعنا منهم.

سؤال: صفي لنا حالة زوجك وحالتك في أول زيارة له بعد حادث الاختطاف( تذكرين الحالة النفسية: المعنويات، والحالة البدنية: الصحية)، ماذا قال لك؟

حين التقينا بالمختطفين من عائلاتنا وهنا أروي على لسان الجميع باعتباري أمثلهم وهذه أمانة. فرغم أن أزواجنا وأبناءنا حرصوا على عدم إخبارنا بالتفاصيل مراعاة لمشاعرنا، فقد كان ما باحوا به من شهادات رهيبا بشعا لا إنسانيا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث استعملت في التعذيب والجلد كل الوسائل التي لا يمكن أن توصف أو يتصورها إنسان أو تخطر على بال فالجلادون كانوا منزوعي الإنسانية، إنها تذكرنا بسنوات الرصاص بمعتقل درب مولاي الشريف ودار المقري وهي من أسوء المعتقلات السرية في تاريخ المغرب التي مر منها أغلب الشرفاء والمناضلين.

فقد تعرضوا لشتى أنواع التعذيب النفسي والجسدي: وهي مبثوثة في وسائل الإعلام وبيانات الهيئات الحقوقية ومفصلة على موقع جماعة العدل والإحسان:
- إذلال وحط من الكرامة الإنسانية.
- تعرية وتجريد من الملابس واللعب بالأعضاء التناسلية والتحرش.
- العبث بالدبر بقلم وبأكثر منه من وسائل دنيئة لا تذكر.
- التهديد بالاغتصاب والتهديد باغتصاب وتعذيب أفراد الأسرة والزوجات وسلبهم حقهم في العمل.
- الصعق بالكهرباء في الجسم وفي العضو الذكري.
- أساليب خسيسة في تحطيم الأعصاب والإرهاب النفسي.
- الحرمان من النوم والأكل لثلاث أيام وزيادة إلى أن التحقوا بالسجن وأمددناهم بالأكل.
- الضرب بالعصي وغيرها من الأدوات مع تبليل أماكن الضرب لزيادة الألم.
- التعليق لمدد طويلة أو ما نطلق عليه في المغرب ب "الطيارة" مع وضع ما يشوش على الآثار بعد - حين بمنشفات تحت الحبال ووضع مرهم بعد التعذيب على الركب والأيادي...
- هذا بدون ذكر السب والشتم بالألفاظ البذيئة والساقطة.
كل هذا تجدونه في شهاداتهم التي نقلناها وراسلنا بها المعنيين بالأمر ونشرت على موقع الجماعة.

وهذا كله خرق سافر لكل القوانين المعمول بها في البلد، إنها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان أشبه بما وقع في سجن "أبو غريب" و"غوانتنامو".

والمستجد الخطير الآن هو تدهور حالة الأستاذ محمد السليماني على مستوى القلب والدورة الدموية وزوجي عبد الله بلة فيما يخص السكري، أظهرته اختبارات وتحاليل طبية قامت بها المؤسسة السجنية. كما أن الأستاذ هشام الهواري يعاني لحد الآن من سيلان دم من أذنه إثر جر المختطفين له من رأسه على درج السلالم في بيته يوم الاختطاف، فكان رأسه يضرب السلالم درجا درجا إلى أن أغمي عليه في تلك اللحظات. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

سؤال: هل زارته بنتاه؟ ما تعليقهن بعد زيارته؟ هل استوعبن ما حدث له؟
لم تزوراه إلى اليوم وستستغربين السبب رغم بساطته وبداهته ففطرة الطفل أقوى من أي حس وحدس.

سألت ابنتي من أيام قليلة مازحة لعلمي بشخصيتها لماذا لم تذرفي الدمع على أبيك فأجابتني: "لعلمي بأن أبي لم يفعل ما يخجلنا، ولثقتي بجماعة العدل والإحسان، ولأن الله عنده كل خير، ولأن أبي عائد إلينا إن شاء الله ".

ولعلمنا بضرورة الحرص على نفسية الطفل نراعي الكيفية والوقت المناسبين لذهابهم إلى السجن، وكنا نأمل في نزاهة القضاء فظنناهم راجعين بعد الجلسة الثانية ولا زال أملنا في العادل الكريم كبيرا مهما كان الأمر والنتيجة، بل ونحمل المسئولين عن الحكم والفصل البشري كل مشاعر فلذات أكبادنا مخاطبين فيهم الحق والعدالة والقانون ومشاعر الأبوة والأمومة جمعاء.

سؤال:أنت وبنتاك وسط الحدث كيف تقرئين شعار " دولة الحق والقانون" و" هيئة المصالحة والإنصاف" و"حقوق المرأة والطفل" إلى غير ذلك من الشعارات التي ما تلبث الجهات الرسمية ترفعها، بل هل تجدين لها مكانا يعكس الامتثال لبنود المعاهدات التي وقع عليها المغرب في هذا الخصوص؟
أحيي من هذا المنبر كل الهمم الغيورة وأخص بالذكر من تواصلنا معهم من أشخاص ومؤسسات مناضلة عن حقوق الإنسان وعلى رأسها "منظمة العفو الدولية" و"العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان" و"الوسيط من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان" و"الجمعية المغربية لحقوق الإنسان" و"المركز المغربي لحقوق الإنسان" و"المنظمة المغربية لحقوق الإنسان" التي زرناها وتواصلنا معها، واستمعت لنا بعناية وتكريم وتفاعل باعتبارنا أسرا متضررة مشتكية فاضحة، نروم التآزر مستعدين للتعاون ضد كل فعل مهين تجاه أي إنسان ضمنت له كل الشرائع السماوية الحقة كرامته الآدمية.

ولا زلنا نناشد كل المؤسسات والجمعيات الحقوقية والاجتماعية والثقافية والشبيبية، وغيرها من الجمعيات والمؤسسات الداعية إلى صون كرامة الإنسان والمرأة والطفل، لتقوم وتهب هبة الصارخ بالحق من أجل ضمان مستقبل كريم لكل أطياف هذا المجتمع. فالقضية مساس لكرامة الجميع ومن سكت اليوم نبذ غدا ولم يسمع لشكواه حين أذاه. والرحى دائرة لا محالة إن لم يتحرك كل الغيورين.

في نهاية هذا الحوار نشكر الأستاذة هند زروق على تلبية الدعوة وإجاباتها الصريحة الواضحة رغم ما حركته فيها من أشجان، ولامست من جراح ما زالت تنزف دما وحسرة، ونبشت في ذكريات مؤثرة تحاول ضيفتنا كل جهدها إقبارها حتى لا تعوقها عن أداء مسؤولياتها المتعددة، وعلى رأسها رعاية ابنتيها اللواتي يعشن وضعا غير عادي باختطاف أبيهما وضربه وسبه وقذفه بكلام نابي و... أمام أعينهما، ومحاولة تعويضهما الحرمان والظلم والتعسف الذي يحسان به جراء ما حدث للوالد الرحيم...



حاورتها وفاء توفيق
2010/07/18