رسالة اعتذار من الدجيل إلى الرئيس صدام حسين
شبكة البصرة
مها الدجيلي
كان أبي يستحق الإعدام ويستحقه أخي أيضا لأنهم تأمروا عليك وشاركوا في تلك المحاولة البائسة (عملية اغتيالك) سنة 1982 ...

كنت صغيرة آنذاك لكني اذكر أن والداتي كانت تتحدث خائفة إلى أبي وتتسأل لما حاولتم اغتيال الرئيس....؟ رد عليها أبي:" تلقينا توجيها من إيران بتنفيذ عملية الاغتيال،وإذا لم ننفذ ، سنتعرض إلى مسألة من قبلهم".

ألحت أمي مرارا أن يترك أبي حزب الدعوة الذي كان عضوا بارزا فيه ويكف عن الاتصال بهذا الحزب الذي لن يسبب له ولنا غير المشاكل ....

اذكر أن أمي قالت له يوما ما : ستذهبون ضحية ، تنفذون عملية الاغتيال ثم يأتون هم ليجلسوا على كراسي الحكم ويصبحوا رؤساء، وقالت له لماذا لا ينفذون هم بأنفسهم عملية الاغتيال ويكلفونكم انتم بالمهمة".

وصدق حدس أمي، أبناء الدجيل جميعا دفعوا الثمن ، سجنوا وتعذبوا واعدم أبنائهم ، ولم يحصدوا شيئا مقابل ذلك ، اعدم أبي وأخي وأبناء عشيرتي ليأتي الجعفري والحكيم وعلاوي ليصبحوا رؤساء ويجلسوا على كراسي ويتقلدوا مناصب ويتقاسموا الثروة...

ماذا جنى الدجيليون من عملية اغتيالهم لرئيسهم....

ماذا لو لم يرتكبوا تلك العملية وبقوا أوفياء لصدام ... هل كان صدام سيقبل على تنفيذ إعدام بحق أبنائهم ، وهل كان سيجرف بساتينهم ؟.

لماذا لم يعدم صدام الآخرين ولماذا لم يجرف بساتينهم ولم يعتقل ابنائهم ... لماذا اختار الدجيل تحديدا لان الدجيليون هم من اساؤا أولا وهم من بدؤا وهم من اخطاؤا...

كان من ممكن أن يكون للدجيل شأن أخر، كان ممكن أن تتطور مدينتهم ، وتتحسن ظروف أبنائها، وكان ممكن أن لا يعدم ولا يموت فرد واحد من الدجيل وكان من الممكن أن يتقلدوا مناصب ووظائف آنذاك وكان ممكن أن لا ينكره ويحقد على الدجيلي ويخاف الدجيلي من اسمه ولقبه قبل الغزو وبعد الغزو...

الدجيلي لا يستطيع أن يذكر اليوم انه ينتمي إلى الدجيل لأنه يشعر بالمهانة والخوف كما كان لايستطتيع أن يذكر لقبه وانتمائه سابقا لأنه كان يخاف من الإهانة ويتهم بالخيانة والتآمر..

لكن أبناء الدجيل انساقوا وراء الأوهام والأكاذيب.... خدعوا كما خدع الكثير من العراقيين اليوم.... فأبي وأخي وأبناء عمومتي الذين ضحوا بحياتهم واعدموا لم يجنِ أبنائهم شيئا ...

مات أبي ليجلس الجعفري على كرسي الحكم ، أبناء الجعفري والحكيم والآخرين ينعمون بالمال والجاه ونعاني نحن أبناء المعدومين في الدجيل من الفاقة والفقر والذل....

لم يسئ الرئيس إلينا بل نحن من أسأ إليه ، فلو لم يقم أبي والآخرين بتنفيذ تلك العملية المخجلة لم قام صدام بأعتقال أبي وأبناء عمومتي ..والمثل العربي يقول ((العين بالعين والسن بالسن والبادئ اظلم)) ...

إذا كان هناك من يستحق المحاكمة فليس صدام ولا برزان ولا طه ياسين بل نحن من يستحق الشنق والإعدام والمحاكمة ليس لأننا نفذنا عملية اغتيال رئيس الدولة حسب بل لأننا وثقنا بكلاب قذرة من أمثال الجعفري والحكيم ورطتننا مرتين مرة في تنفيذ عملية الاغتيال ومرة لتقديم شكوى ضده ......

لو كنت رئيسا للدولة مكان صدام لأقدمت على أعدام كل أهالي الدجيل لأننا نستحق الإعدام فمن يتأمر على رئيس مثل صدام يستحق الإعدام ، لان صدام حسين حتى بعد تأمرنا عليه كان أشفق علينا من هؤلاء الكلاب.... كنا نشعر بالأمان والاستقرار وننعم بحياة جيدة رغم ظروف الحصار ... لكن بعد سقوط صدام فقدنا كل شي حتى بعد المؤامرة الثانية التي نرتكبها بحق صدام ،مؤامرة تقديم الشكوى والحضور أمام المحكمة للمطالبة بمعاقبتة لأننا نفذنا عملية اغتياله وأسانا بحقه...

ومع ذلك اذكر أن صدام لم يعدم كل أبناء الدجيل ، ولم يعتقلهم جميعا، بل اعتقل من كان له يد في العملية ومن كان مشتبها وهو أجراء من حق صدام فأي رئيس أخر غيره كان سيقوم بنفس ما قام به صدام ورجاله وربما أكثر ....

وأنا الدجيلية بنت الدجيل وبنت معدوم وشقيقة معدوم وابنة عم معدوم أوجه سؤالي إلى الرفيق جعفرالموسوي كما يسميه (برزان) لماذا أنت متحمس هكذا كأنك تحاول إفهامنا انك وطني تطالب بحقوقنا ،نعلم انك لا تفعل ذلك من اجلنا فنحن لا نعني شيئا لكم ، انتم تتاجرون بنا كما تاجر حزب الدعوة بنا سابقا في يوم الاغتيال المشؤوم ...

نحن نضحي وانتم تستفيدون .... عوائلكم تعيش في الرفاه والنعيم ونحن نقضي حياتنا في الخوف والذل والمهانة ....

نيابة عن أبي المعدوم وشقيقي وأبناء عمومتي ووالداتي المفجوعة وأبناء الدجيل الأغبياء المخدوعين دائما وأبدا ، نعتذر إلى صدام ونقبلّ رأسه ونقول له : خدعنا سيادة الرئيس بالأمس واليوم ،ونستحق المحاكمة بدلا منك ، أنت أفضل منا ، أنت رئيسنا حتى لو أسأنا إليك ولم تسئ إلينا ...