أم آلآء
12-09-2010, 08:36
تمر اليوم ذكرى مرور 9 سنوات على تفجيرات برجي مركز التجارة العالمى بنيويورك ويصفها المراقبون بأنه غيَّرت خريطة العالم، وكشفت عن المخطط الصهيو أمريكي لإعادة احتلال العالم العربي، وهو ما جدَّده إعلان القس الأمريكي المتطرف تيري جونز حرق نسخ من المصحف الشريف؛ حيث أظهر وسيلةً جديدةً من حملة الظلم الأمريكية ضد الإسلام.
واكتوى العرب والمسلمون خلال تلك السنوات- بحسب المراقبين- بنيران عديدة، فمن أفغانستان إلى العراق راح المسلمون يتجرَّعون طعم الاحتلال، ومن سوريا إلى السعودية مرورًا بمصر والأردن ودول الخليج راحت الضغوط الأمريكية تتوالى، في محاولة لصنع عالم جديد لا مكان فيه لخصوصية ثقافية أو دينية.
ولعل واقع مسلمي الغرب أشد وطأةً وأكثر غلظةً بحسب تقارير الحقوقيين؛ حيث وُصم هؤلاء- أكثر من غيرهم في عالمنا- بالارهاب، ومورست ضدهم كل أشكال العنصرية البغيضة والتمييز الديني في دول لا تتوقف عن الحديث عن منجزاتها في مجال التسامح الديني وقبول الآخر.
وأصبح غالبية الأمريكيين ينظرون إلى المسلمين؛ باعتبارهم إرهابيين، كما انتشرت جماعات التطرف العنصرى المعادية للإسلام والمسلمين في أوروبا بصورة غير مسبوقة، وصلت إلى المطالبة صراحةً بتدمير المسلمين أو طردهم، وكان آخرها دعوات القس الأمريكي المتطرف لحرق المصحف الشريف في ذكرى التفجيرات.
أفغانستان.. البداية
وأتت ثمار تلك التفجيرات سريعًا؛ حيث حشدت أمريكا بقيادة جورج بوش الابن في الشهر التالي لها قوات الدول الكبرى وغزت افغانستان؛ بدعوى القضاء على مصدر الإرهاب، ورغم دماء عشرات الآلاف من المسلمين التي سالت على أيدي قوات الاحتلال، والفضائح التي طالتها بعد تسريب وثائق تؤكد تورطه في عميات قتل منظمة للمدنيين، إلا أن المقاومة الأفغانية الباسلة لقنت قوات العدو درسًا صعبًا دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من مهامه كقائد لقوات الاحتلال في أفغانستان على أن يحل مكانه الجنرال ديفيد بترايوس؛ على خلفية قضية "تهكمه" من مسئولين بالإدارة الأمريكية، من بينهم نائب الرئيس جو بايدن.
وسخر ماكريستال في مقالة لمجلة "رولينج ستون" من نائب الرئيس جو بايدن، ووصف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيمس جونز بأنه "مهرج"، كما عبر عن "خيبة أمله" إثر لقائه الأول مع أوباما.
ووجه ماكريستال انتقادات ساخرة إلى الموفد الخاص الأمريكي إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك، كما قال إنه شعر بأنه تعرض "للخيانة" من قبل السفير الأمريكي في كابول كارل ايكنبري، حين وجَّه الأخير انتقادات مباشرة إلى إستراتيجيته الحربية.
واعتبرت حركة "طالبان" أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإقالة أكبر مسئول عسكري لبلاده في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، يُعدُّ دليلاً على خسارة أمريكا للحرب ومحاولة لحفظ ماء الوجه.
العراق
وفتح احتلال أفغانستان الباب على مصراعيه لاستباحة الغرب أراضي العالم العربي والإسلامي، فأعقبه باحتلال العراق في مارس 2003م، وقتل ما يزيد عن 650 ألفًا من أبنائه والمضي قدمًا في مخطط تصفيته من علمائه وعقلائه وتأجيج نار الفتنة المذهبية، إلا أن صمود المقاومة بدَّد- بحسب المراقبين- مخططات التوسع الاستعماري للأمريكان.
وأكدت الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية "جامع" أن المقاومة دفعت الاحتلال الأمريكي إلى الانسحاب من العراق وهو يجرجر أذيال الهزيمة ويلعق جراحه متقلصًا ومنطويًا على ذاته، وقد بات بخمسين ألف جندي من أصل 150 ألفًا دخلوا العراق.
وقالت الجبهة- في رسالةٍ إعلامية- إن المقاومة رفعت رأس شعب العراق وكسرت شوكة الغازي ودحرته ودفعته للانسحاب خطوةً للوراء؛ بفضل عمليات المقاومة التي لم تنقطع منذ دخول الاحتلال بغداد عام 2003م.
ووفقًا للأرقام الأمريكية فقد تمَّ إنفاق تريليون دولار تقريبًا (1000 مليار دولار) وقتل أكثر من 4400 جندي أمريكي وما لا يقل عن 100 ألف مدني عراقي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003م.
وأظهر استطلاعٌ للرأي لشبكة تلفزيون (سي. بي. إس نيوز) مؤخرًا أن 72% من الأمريكيين يعتقدون الآن أن الحرب في العراق لم تكن تستحق فقدان أرواح أمريكيين.
الحقيقة الغائبة
ورغم استغلال أحداث 11 سبتمبر في النيل من الإسلام، إلا أنه لم يثبت حتى الآن حقيقة ما حدث ومن يقف وراءه، ولا زال الكثيرون يشككون في الرواية الرسمية لهجمات 11 سبتمبر في نيويورك، معتبرين أنها كانت ذريعةً لاجتياح أفغانستان ومقتل عشرات الآلاف وزرع الشقاق بين ضفتي الخليج.
وقال أحمدي نجاد الرئيس الإيراني- في لقاء خاص مع عدد من السفراء قبيل مغادرته العاصمة القطرية مؤخرًا-: "حصل شيء ما في نيويورك، ولا أحد يعلم حتى الآن من الذين كانوا الفعلة الحقيقيين لهذا العمل", وأضاف: "لم يسمح لأحد- لأي اشخاص مستقلين- أن يحاولوا أن يحددوا الفاعلين".
وأضاف: "يقولون إن ألفي شخص قتلوا في برجي (التجارة العالمية) وفي افغانستان قتل حتى الآن أكثر من 110 آلاف شخص"، مؤكدًا أن القوى الاستعمارية تحاول أن تخلق التوترات بين دول منطقة الخليج؛ "بهدف خلق شقاق بينها".
وأشار إلى أن هذه القوى ستستمر في بثِّ حملات البروباجاندا والحروب النفسية للتفرقة بين دول المنطقة، ولإيجاد فرص لتجارة السلاح الخاصة بهم.
واكتوى العرب والمسلمون خلال تلك السنوات- بحسب المراقبين- بنيران عديدة، فمن أفغانستان إلى العراق راح المسلمون يتجرَّعون طعم الاحتلال، ومن سوريا إلى السعودية مرورًا بمصر والأردن ودول الخليج راحت الضغوط الأمريكية تتوالى، في محاولة لصنع عالم جديد لا مكان فيه لخصوصية ثقافية أو دينية.
ولعل واقع مسلمي الغرب أشد وطأةً وأكثر غلظةً بحسب تقارير الحقوقيين؛ حيث وُصم هؤلاء- أكثر من غيرهم في عالمنا- بالارهاب، ومورست ضدهم كل أشكال العنصرية البغيضة والتمييز الديني في دول لا تتوقف عن الحديث عن منجزاتها في مجال التسامح الديني وقبول الآخر.
وأصبح غالبية الأمريكيين ينظرون إلى المسلمين؛ باعتبارهم إرهابيين، كما انتشرت جماعات التطرف العنصرى المعادية للإسلام والمسلمين في أوروبا بصورة غير مسبوقة، وصلت إلى المطالبة صراحةً بتدمير المسلمين أو طردهم، وكان آخرها دعوات القس الأمريكي المتطرف لحرق المصحف الشريف في ذكرى التفجيرات.
أفغانستان.. البداية
وأتت ثمار تلك التفجيرات سريعًا؛ حيث حشدت أمريكا بقيادة جورج بوش الابن في الشهر التالي لها قوات الدول الكبرى وغزت افغانستان؛ بدعوى القضاء على مصدر الإرهاب، ورغم دماء عشرات الآلاف من المسلمين التي سالت على أيدي قوات الاحتلال، والفضائح التي طالتها بعد تسريب وثائق تؤكد تورطه في عميات قتل منظمة للمدنيين، إلا أن المقاومة الأفغانية الباسلة لقنت قوات العدو درسًا صعبًا دفع الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإقالة الجنرال ستانلي ماكريستال من مهامه كقائد لقوات الاحتلال في أفغانستان على أن يحل مكانه الجنرال ديفيد بترايوس؛ على خلفية قضية "تهكمه" من مسئولين بالإدارة الأمريكية، من بينهم نائب الرئيس جو بايدن.
وسخر ماكريستال في مقالة لمجلة "رولينج ستون" من نائب الرئيس جو بايدن، ووصف مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيمس جونز بأنه "مهرج"، كما عبر عن "خيبة أمله" إثر لقائه الأول مع أوباما.
ووجه ماكريستال انتقادات ساخرة إلى الموفد الخاص الأمريكي إلى أفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك، كما قال إنه شعر بأنه تعرض "للخيانة" من قبل السفير الأمريكي في كابول كارل ايكنبري، حين وجَّه الأخير انتقادات مباشرة إلى إستراتيجيته الحربية.
واعتبرت حركة "طالبان" أن قرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإقالة أكبر مسئول عسكري لبلاده في أفغانستان، الجنرال ستانلي ماكريستال، يُعدُّ دليلاً على خسارة أمريكا للحرب ومحاولة لحفظ ماء الوجه.
العراق
وفتح احتلال أفغانستان الباب على مصراعيه لاستباحة الغرب أراضي العالم العربي والإسلامي، فأعقبه باحتلال العراق في مارس 2003م، وقتل ما يزيد عن 650 ألفًا من أبنائه والمضي قدمًا في مخطط تصفيته من علمائه وعقلائه وتأجيج نار الفتنة المذهبية، إلا أن صمود المقاومة بدَّد- بحسب المراقبين- مخططات التوسع الاستعماري للأمريكان.
وأكدت الجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية "جامع" أن المقاومة دفعت الاحتلال الأمريكي إلى الانسحاب من العراق وهو يجرجر أذيال الهزيمة ويلعق جراحه متقلصًا ومنطويًا على ذاته، وقد بات بخمسين ألف جندي من أصل 150 ألفًا دخلوا العراق.
وقالت الجبهة- في رسالةٍ إعلامية- إن المقاومة رفعت رأس شعب العراق وكسرت شوكة الغازي ودحرته ودفعته للانسحاب خطوةً للوراء؛ بفضل عمليات المقاومة التي لم تنقطع منذ دخول الاحتلال بغداد عام 2003م.
ووفقًا للأرقام الأمريكية فقد تمَّ إنفاق تريليون دولار تقريبًا (1000 مليار دولار) وقتل أكثر من 4400 جندي أمريكي وما لا يقل عن 100 ألف مدني عراقي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003م.
وأظهر استطلاعٌ للرأي لشبكة تلفزيون (سي. بي. إس نيوز) مؤخرًا أن 72% من الأمريكيين يعتقدون الآن أن الحرب في العراق لم تكن تستحق فقدان أرواح أمريكيين.
الحقيقة الغائبة
ورغم استغلال أحداث 11 سبتمبر في النيل من الإسلام، إلا أنه لم يثبت حتى الآن حقيقة ما حدث ومن يقف وراءه، ولا زال الكثيرون يشككون في الرواية الرسمية لهجمات 11 سبتمبر في نيويورك، معتبرين أنها كانت ذريعةً لاجتياح أفغانستان ومقتل عشرات الآلاف وزرع الشقاق بين ضفتي الخليج.
وقال أحمدي نجاد الرئيس الإيراني- في لقاء خاص مع عدد من السفراء قبيل مغادرته العاصمة القطرية مؤخرًا-: "حصل شيء ما في نيويورك، ولا أحد يعلم حتى الآن من الذين كانوا الفعلة الحقيقيين لهذا العمل", وأضاف: "لم يسمح لأحد- لأي اشخاص مستقلين- أن يحاولوا أن يحددوا الفاعلين".
وأضاف: "يقولون إن ألفي شخص قتلوا في برجي (التجارة العالمية) وفي افغانستان قتل حتى الآن أكثر من 110 آلاف شخص"، مؤكدًا أن القوى الاستعمارية تحاول أن تخلق التوترات بين دول منطقة الخليج؛ "بهدف خلق شقاق بينها".
وأشار إلى أن هذه القوى ستستمر في بثِّ حملات البروباجاندا والحروب النفسية للتفرقة بين دول المنطقة، ولإيجاد فرص لتجارة السلاح الخاصة بهم.