مشاهدة النسخة كاملة : العالم هب لنجدة هايتي وتقاعس عن باكستان..لماذا؟



أم آلآء
29-09-2010, 15:55
"الدمار الذي سببته الفيضانات في باكستان أسوأ مما سببته أمواج المد (تسونامي) التي اجتاحت آسيا عام 2004 ومن الزلزال الذي ضرب باكستان عام 2005 ثم هايتي مطلع العام الجاري"، هذا التوصيف جاء على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية موريسيو جوليانو، يوم 9 أغسطس الجاري.

غير أن فصول المأساة الباكستانية لم تتوقف عند حجم الدمار الأكبر، فعلي الرغم من مرور ما يقرب من الشهر علي بدء الفيضانات، لا زال معدل المساعدات الموجه ل20مليون متضرر باكستاني هو الأقل مقارنة بزلزال هايتي الذي وقع أيضا في العام 2010، كما يثبت ذلك الباحث السياسي مشرف زيدي في مقال نشره الموقع الالكتروني لمركز أبحاث "فورين بوليسي" الخميس 19 أغسطس.
وتظهر الإحصاءات التي نشرها زيدي في مقاله، أن نحو نحو 3.1 مليون أمريكي تبرعوا لضحايا زلزال هايتي عبر الهاتف ، للصليب الأحمر- بما يوازي عشرة دولارات في المتوسط- بحيث بلغ إجمالي التبرعات نحو 31 مليون دولار أمريكي، بينما لم تتمخض حملة مماثلة لضحايا فيضانات باكستان بين الأمريكيين سوي عن 10 آلاف دولار أمريكي.

وبعملية حسابية بسيطة فإن قيمة ما تبرع به الفرد الواحد في الولايات المتحدة لضحايا تسونامي في عام 2004 كان( 1249.80 دولارا امريكيا) ، ولزالزال هايتي 2010 فاننا نجده (1087.33 دولارا امريكيا) ، وزلزال باكستان لعام 2005 ( 388.33 دولارا امريكيا ) ، بينما بلغ تبرع الفرد الواحد لضحايا فيضانات باكستان( 16.36 دولارا أمريكيا).

مؤشرات

ويرى زيدي في مقال أن هذه المؤشرات الأمريكية يمكن تطبيقها على المجتمع الدولي كله الذي لم يبادر مثلما فعل مع هايتي لفتح خزائنه لإغاثة ملايين المتضررين في باكستان، بل "أبدى رد فعل فاترا في التصدي لأكبر كارثة طبيعية شهدها العالم في الأعوام القليلة الماضية".

ويطرح الباحث جملة تساؤلات عن الدافع وراء هذا السلوك الدولي المتخاذل تجاه المأساة الباكستانية،: "هل يرجع لميزانية المانحين المرهقة؟، أم لأن باكستان نفسها هي المرهقة؟، هل مرده أن الحكومة الباكستانية فاسدة، ولا يمكن الوثوق بها؟ هل لكون الضحايا من المسلمين؟، أم لأن الناس تعتقد أن باكستان قوة نووية ، فيجب أن تكون قادرة على إعالة نفسها؟ .

ويمضى في تساؤلاته مضيفا: "هل لأن الفيضانات انتشر تأثيرها المدمر ببطء وعلى مدي فترة من الزمن وليس علي الفور (كما حدث مع زلزال هايتي)، أم لأن الحكومات الغربية قلصت ميزانيتها على خلفية الأزمة المالية العالمية؟."

وفي محاولة منه للإجابة، يخلص زيدي أن "ثمة قدر من الحقيقة في كل هذه التفسيرات"، لكن السبب الرئيسي برأيه في أن باكستان لا تلقي الاهتمام أو المساعدات التي تتناسب مع الدمار الذي سببته تلك الفيضانات، يرجع "لأنها باكستان"!.

ويوضح قائلا: "لو كانت كارثة بهذا الحجم وقعت - بكل أبعادها المأساوية - في أي بلد عادي آخر غير باكستان، فإن العالم كان سينظر لها في هذا الوقت من منظور إنساني، لكن باكستان ، بطبيعة الحال ، ليست دولة عادية ، فعندما يكون الضحايا من هايتي أو سريلانكا .. أو رعايا لحكومة بالكاد مستقرة ومن الدول المرضي عنها في الغرب ..فإن الأميركيين والأوروبيين سريعا مايفتحون قلوبهم وحافظات نقودهم".

"لكن في هذه الحالة، يضيف زيدي - فإن ضحايا فيضانات باكستان من بني البشر يحظون بمنزلة أقل كثيرا؛ بسبب الصورة المسبقة الموجودة لدى الغرب عن باكستان الدولة".

صورة مخيفة

ويضيف زيدي أن "هذا المخزون الفريد من الخبرات الدولية عن باكستان يطرح صورة مخيفة عناصرها الخوف من الإرهاب والتشدد في بلد مسلم معروف بامتلاكه السلاح النووي، وكذلك الانزعاج الدولي من جهاز المخابرات هناك الذي يفعل ما يريد.. كل هذا يجعل باكستان دولة غير مريحة للعالم وللأمريكان على وجه الخصوص".

ويؤكد زيدي انه نتيجة لكل ذلك فإن وسائل الإعلام العالمية ترسم صورة دائما لباكستان على أنها دولة سيئة، فمن الصعوبة بمكان أن تجد صورة تنقل لك احتفالات في باكستان ، فهو مشهد لا يصدق في البلاد، وكذلك المشاهد التي تعكس التقاليد الفنية الباكستانية أو مجموعة من المواهب الرياضية، وذلك على الرغم من أن كل تلك المشاهد موجودة بكثرة في باكستان.

ويوضح الكاتب أنه في ضوء الصورة النمطية عن باكستان في وسائل الإعلام العالمية، أصبح كثير من الناس في البلدان الأخرى "لا يحبون باكستان وبالتالي لم يبدوا كثيرا من التعاطف الإنساني تجاه المتضررين من الفيضانات أو تأثروا بمعاناتهم".

وينصح زيدي رغم ذلك العالم بسرعة التضامن مع الشعب الباكستاني قائلا " إن باكستان عانت كثيرا من فقرها ومن قياداتها، ولكن معاقبة الملايين من الباكستانيين الذين بلا مأوى ولا حول لهم ولا قوة نتيجة لفيضانات 2010، يعتبر أسوأ وسيلة ممكنة للتعبير عن رفضنا للنخبة الباكستانية وفسادها".

ويختتم مقاله منبها: "الفقر والجوعى والمشردون، كلها ليست نتاج مؤامرة او مخطط من المخابرات الباكستانية لكي تدفع أموالك، وهذه الكارثة ليست سوى اختبار لإنسانيتك، فلا تسير على خطى النخبة الباكستانية وتخذل الشعب الباكستاني، لان ذلك سيعتبر غير أخلاقي وغير إنساني، وليكن سؤالك الوحيد الذي يجب أن تطرحه الآن هو " كيف يمكنني المساعدة ؟".

krit01
30-09-2010, 12:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اله الا الله
جزاك الله خيرا اختي الكريمة

عادل محسن
01-10-2010, 00:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اختي على الخبر

هذا السلوك الدولي المتخاذل تجاه المأساة الباكستانية،يرجع بالاساس لانهم مسلمين ، ثم لان الحكومة الباكستانية لاتستوجب للشروط المطلوبة حاليا ، فلو كانت كارثة بهذا الحجم وقعت - بكل أبعادها المأساوية - في أي بلد عادي آخر غير باكستان، فإن العالم كان سينظر لها في هذا الوقت من منظور إنساني،ويهرع الى انقاذها والتبرع لها فبعملية حسابية نرى انه بلغ إجمالي التبرعات نحو 31 مليون دولار أمريكي، بينما لم تتمخض حملة مماثلة لضحايا فيضانات باكستان بين الأمريكيين سوي عن 10 آلاف دولار أمريكي.
فالامريكين كل يوم يقتلون عددا من شعب باكستان دون ذنب الاانهم بتهمنهم بالارهام وقد جاءت الفرصة فالملايين قد شردو والالاف قد ماتو فلماذا المساعدة ، ولكن لاتفرحي كثيرا ياامريكا فكاورثك لاتحصى وهذا انظار من الله عز وجا عن الظلم وللظالمين .